
هدية الذكرى السنوية الاولى لتأسيس المجموعة
❚𝑇𝐻𝐸 𝑉𝐴𝐺𝐴𝐵𝑂𝑁𝐷❚
⎟المــــــــــــتــــــــشــــــــــࢪد⎟
⸙𝓐 𝓼𝓱𝓸𝓻𝓽 𝓼𝓽𝓸𝓻𝔂 𝔀𝓻𝓲𝓽𝓽𝓮𝓷 𝓫𝔂 𝓼𝓱𝓮 𝔀𝓸𝓵𝓯 ⸙
هما، عشاق، رغم الفراق لم يطلقو عليه غياب، آمِلون، متفائلون باللقاء، قد يلتقون، الآن، يوماً ما، في حدث ضخم أو عند جسر ما…
قد يعانقها و تعانقه، بمكان آخر أو ربما زمن آخر، تحت القمر المضيئ و الهواء المتناثر، فيهمس لها كلماته بصدق و تفاخر…
✯ لـم تـكـن كـل الطـرق تـؤدي إليك ، الـقـلب مـن كـان يـعـكف الـطـريـق عـنـوة لـيعـود إلـيـك ✯
فأجابته بصوتها الجوهࢪي قائلة…
✯كـل الطـرق تؤدي الى بعضـنا البعـض، حتى تـلك التي جعلـنا القـدࢪ نسلكـها لننـسا بعـض ✯
مࢪحبا بكن في القصة القصيرة “المتشࢪد”
✨ إهداء لكل من سلكت معنا الدرب منذ البداية، مستمرة معنا حتى النهاية.✨
🍷 قــــــــــــــࢪاءة ممــــــــتعة
𓂁 لندن 🇬🇧 بريطانيا 𓂄
لمن تـكتبِي؟
أكتب لشخص سكن الـقلب دهراً و لوهمٍ أمسى غريباً..فـتاه الـفؤاد عـنه وضللت الطريق لحنايا عـشقً خـطـ ـفت مـنه الـروح و هـو على قيد الحياة .
من بعد ما دونات آخر كلمات هاجمو مخيلتها، صدرات تنهيدة عميقة فرزات من خلالها بخار الهواء لي خرج من ثغرها من شدة برودة الجو، و بعيونها العسلية المخضرة كانت كاتأمل فالعبارات لي كتبات فالمذكرة قبل ما تسدها من بعد ما وقفات بيها الطوموبيل جنب مطعم معروف و تسمع صوت رجولي و هو كي نطق بإحترام…
{الحوار بالإنجليزية}
السائق: وصلنا مادموزيل سميريس…
مع كمل كلامو حيد لاسانتور و هبط متوجه للمقاعد الخلفية، حل عليها الباب في حين هي حطات المذكرة ديالها فالكوسان عاد هزات صاكها لي من علامة غالية و مدات ليه يديها باش يعاونها تهبط…
وقفات و هي تتكمش فالمونطو ديالها من بعد ما هاجمها الريح لي طير شعرها الاسود الطويل ، تنهدات بعمق و رمات خطواتها الثابتة نحو المطعم و هي كاتمايل بجسدها الأنثوي و صوت طالونها البني كي تردد مسمعو فالمكان، دخلات و لقات في استقبالها شاب رحب بيها بإبتسامة و خدا من عندها المونطو لي حيداتو و بان فستانها العاجي بحمالات كتف رقيقة،طويل و ثوبو حريري…
كملات طريقها من بعد ما شكرات الموظف لي تمنى ليها عشاء طيب و توجهات لوسط الريسطو فين كاينة طبلة طويلة مجهزة بطريقة راقية و جالسين فيها مجموعة من الاشخاص اغلبهم كبار فالعمر، واحد منهم كان فالخمسينات لمحها جاية و بتاسم قبل ما ينطق موجه كلامو للبقية…
{الحوار بالداريجة}
إسحاق: ها هي شرفاتنا أخيراً…
گاع انظارهم تحولات لعندها، بقاو مركزين معاها شوفاتهم حتى وصلات لعندهم و نطقات بإبتسامة مزينة بيها ملامحها السوداء…
ديهيا: السلام عليكم..
الكل: و عليكم السلام…
ديهيا تحنات سلمات على باها عاد تقدمات عند مها لي كانت جالسة جنبو و قبلات خدها، كانت امرأة فآواخر الاربعينات جميلة و أنيقة، هاد الاخيرة لي طلعات بنتها و هبطاتها كاتأكد من ان اطلالتها مناسبة و نطقات بنبرة صارمة…
لؤلؤة: تعطلتي جلسي…
ديهيا حطات صاكها فالطبلة و جرات كرسي جلسات بشياكة، خللات اصابعها فشعرها كاترجعو للور و عيونها كي دورو على الناس لي جالسين فالطبلة و لي كانو افراد عائلتها و الاصدقاء ديالهم لي تجمعو فعشاء من تقاليد عائلة السميريس و لي كي نظموه مرة فكل شهر…
بقات كاتسمع لأحاديثهم المملة و لي اغلبها على السياسة و الخدمة بالنسبة للرجال، و على صرف الاموال الباهضة و التفاخر بالنسبة للنساء، في حين هي كان شغلها الشالغ هو شعورها الغريب لي مهاجم كيانها و ما قدراتش تترجمو،عندها رغبة شديدة فأنها تنساحب من هاد العشاء و تخرج تستمتع بالجو الشتوي و الهواء البارد…
جاو السرباية حطو العشاء و بداو كي تعشاو و هما مكملين حديثهم حتى سالاو و حطو ليها التحلية، ديهيا فهاد الوقت ستغلات انشغال واليديها فالهدرة و ناضت بشوية كاتحاول تسلت من تما و تخرج فحالها، و يالاه عطاتهم بالظهر و هي تعض شفايفها ملي سمعات صوت مها و هي كاتنطق بحدة…
لؤلؤة: فين؟
ديهيا(فكات ملامحها و دارت كاتشوفيها، بتاسمات و قالت بهدوء): للطواليط ماما
لؤلؤة(حركات راسها): ما تعطليش…
ديهيا: واخا…
ديهيا بالفعل قصدات الطواليط لكن غير وصلات لداك الكولوار لي خباها عن انظار مها قلبات الطريق و مشات للباب الخلفي لي كي خرجو منو الناس لي خدامين فهاد الريسطو، و مع خرجات هزات راسها للفوق و غمضات عيونها كاتنهد بسعادة كأنها سجينة نالت حريتها، لحظات و قفزات مخلوعة ملي سمعات صوت خشن نطق ببحة…
{الحوار بالإنجليزية}
…: شنو كاتديري هنا البرد عليك…
ديهيا حلات عيونها و شافت فيه مخسرة سيفتها كاتساؤل على صاحب هاد الصوت لي قاطع لحظة تأملها، بان ليها شاب لابس ملابس طباخ و جالس مقرد كي بخ من الگارو و يسوط الدخان فالهوا…
…(مد ليها السيجارة): تكمي؟
ديهيا(حنحنات و عتادلات فوقفتها قبل ما تقول بصوت انثوي خافت): نوو ما كانكميش…
…(حرك راسو بتفهم و وقف): ما جاكش البرد؟
ديهيا: شوية…
…(سمع اصوات من الداخل كي ناديو عليه و قال): بسلامة و ما طوليش هنا هاد البلاصة راه خايبة…
ديهيا ربعات يديها و بقات حاضياه حتى دخل و شافت قدامها و هي كاتلعب بطالونها مع الأرض،ثواني و لفت انتباهها صوت جاي من يمينها، رمات عيونها لمصدر داك الصوت و هو يبان ليها شي حد واقف عند البركاصة ديال الزبل كي قلب على بقايا الأكل،لابس قبية كحلة موسخة و مشرگة و لايح على راسو القب، كان طويل و ضخم بطريقة خلاتها تبلع ريقها واخا عاطيها بالظهر و ما كي بانش وجهو…
و غير بان ليها دار لجيهتها و هي تشهق و دورات وجهها بالخف قبل ما يشوفيها، غمضات عيونها و زيرات على يديها مرعوبة من بعد ما سمعات خطاويه و هو كي قرب ليها …
بقات هاكداك جامدة فبلاصتها كاترجف من حدة الخوف لي تضاعف من بعد ما وصل ليها، زيرات على عيونها لي مغمضين و على يديها لي بلا ما تحس جرحاتهم بأظافرها،لحظات و فكات عضلات جسدها ملي سمعات خطاويه بداو يبعدو، هنا حلات عيونها و بان ليها غادي كي تمشى غير مبالي بيها،زفرات بإرتياح و حطات يديها على قلبها كاتتنهد بصوت مسموع حتى تهدنات و طردات مشاعر الخوف منها عاد كملات طريقها كاتمشى فنفس الدرب لي سلكو داك المتشرد…
من بعد دقائق خرجات للشارع لي كان شبه خالي بسبب الليل و بقات كاتمشى مخلية الريح كي داعب وجهها و كي طير شعرها، رغم أن البرد كان شديد لكن ما هتاماتش للأمر و همها الوحيد هو الشعور لي شاغل بالها و محير قلبها، علاش كاتحس بلي هاد اليوم بالضبط مختالف على باقي الايام،شعور غريب مجتاحها و كأنه ذكرى سنوية لِحدث ما،حدث مميز و لا يُنسى…
فشوارع لندن بقات كاتمشى ما عارفاش فين غادا، مخلية رجليها يديوها فين ما بغاو، رجليها لي كان مسيرهم شعورها لي مبرزطها حتى لقات راسها فجسر لندن لي ما عرفاتش علاش ختارتو هو بالضبط…
وقفات كاتدور فعيونها العسلية على المكان بان ليها خاوي ما فيه حد، قربات لدوك الحديدات لي كي طلو على نهر التايمز و وقفات تما كاتناظرو بتمعن، بدات كاتحك دراعها بيديها باش تسخن شوية حتى سمعات الحس و هي تدور بالخف لمصدر الصوت…
وسعات عيونها بدهشة ملي لمحات نفس المتشرد جاي هاز معاه الاكل لي جمعو من القمامة و مشا لواحد من دوك جوج ابراج لي كي تميز بيهم الجسر،بقا كي قاد فالكارطونات تحت انظارها حتى سالا و جلس كي ياكل بهدوء…
ديهيا(نطقات بأسى): مسكين…خسارة ما هزيتش معايا البزطام…
تنهدات بأسف و رجعات ثاني كاتشوف فالنهر بلا ما يخوفها المتشرد هاد المرة من بعد ما تأكدات من انه انسان غير مؤذي و ما يقربش ليها، دقائق من التأمل و التساؤل و هي تطيح عليها فكرة خلاتها تبتاسم قبل ما تبعد على الحديدات و تتوجه للبرج الاول لي جالس تحتو المتشرد…
هاد الاخير لي كان على نفس وضعيتو لايح على راسو قب مخليه ما كي بانش و هاز فيديه الأكل كي ياكل فيه بشوية حتى وقفات عليه ديهيا ميلة راسها و كاتحاول تشوف وجهو…
{الحوار بالإنجليزية}
ديهيا: هاي ڤاگابوند (متشرد)
ما خدات من عندو حتى اجابة رغم ذلك رجعات قالت بصوت هادئ…
ديهيا: ممكن ندوي معاك…
لا جواب منه مرة اخرى، و للمرة الثانية ما ستسلماتش و قالت بإبتسامة مزينة وجهها رغم انه تشنج من البرد..
ديهيا: بغيت نعاونك واش ممكن؟
هاد المرة اخيرا جاوب، لكن ماشي بلسانو، انما بيديه ملي هزها و شير بيها لبعيد بمعنى “سيري فحالك “، جواب خلاها تدلي شفايفها بغير رضى و تنطق بعتاب…
ديهيا: حشومة تجري عليا…انا بغيت غير نعاونك…
سكتات ملي بان ليها حط الماكلة جنبو و هز واحد المانطة صغيرة و خفيفة قبل ما يتكا فوق دوك الكارطونات و يغطي راسو بيها، خلاها واقفة كاتشوفيه و علامات الحزن ظاهرة على ملامحها فالتالي هزات كتافها و رجعات لبلاصتها خلاتو على راحتو، على الاقل دارت محاولة و هو لي رفضها…
دازو دقائق من ورا دقائق حتى كملات ساعة و هي واقفة فالجسر، البرد شنج ليها عضلات وجهها لي تزگ رغم ذلك ما ساخياش بداك المكان، فالاصل من فترة كانت فين ما تدوز منو بالاوطو كاتحس بشعور غريب، لكن اليوم و فهاد اللحظة بالضبط خزان من الاحاسيس متملكها…
قاطع لحظتها العميقة صوت جاي من بعيد و لي بدا يتجهد فاش بداو يقربو دوك الشباب لي كانو جايين سكرانين و كي تمايلو فمشيتهم، خمسة الشباب منهم ثلاثة بيضين و 2 من العرق الاسود، كي ضحكو و يدويو بالجهد حتى لمحوها واقفة تما و غير شافتهم شافو فيها دارت بالخف و حولات انظارها للنهر…
بلعات ريقها ملي سمعاتهم كي دويو عليها و مباشرة توجهو لعندها حتى وصلو و شدها واحد من دراعها لكن دغيا تنترات منو و دارت تقابلات معاهم فنفس الوقت كاترجع بخطواتها للوراء مبعدة منهم…
واحد منهم نطق بتلعثم: الزوينة..اجي قصري معانا…
ديهيا(خسرات سيفتها):عافاكم كملو طريقكم و بعدو مني…
سكتو ما بقاوش جاوبوها و فالمقابل دارو كي شوفو فبعضياتهم و كي تغامزو حتى تافقو و سالاو و هما يباغتوها بهجوم غير متوقع، شدوها من يديها و جروها تحت صراخها لي كي تردد مسمعو فالجسر…
كانت ضئيلة الجسم بالمقارنة معاهم، ضعيفة قليلة الحيلة، عمرها تحطات فهاد الموقف و طول حياتها كان معاها لي يحميها، عمرها ظنات ان الوحوش الآدمية فعالمنا غادي يجي يوم و يآذيوها حتى هي…
كان عندها سلاح واحد و هو لسانها، بدات كاتصرخ بأعلى صوتها و تنادي على شي حد يجي ينقذ روحها من قبضتهم، حتى تكاوها فالارض و سدو ليها فمها بيديهم، بقاو كي تسمعو غير اصوات الأنين الخافت الممزوجة بأصوات ضحكهم الخبيث…
بداو ثاني يتافقو بيناتهم على شكون يبدا هو الاول لكن ما تفاهموش و بداو يدابزو بيناتهم، ناضو كي تشانقو و فهاد اللحظة استغلت ديهيا هاد الشجار و ناضت بغات تهرب حتى كي عكلها الطالون و طاحت اللأض على ركابيها حتى حرداتهم…
شافها واحد فيهم و بدا يغوت على البقية ناطق بإنفعال:القحا ب راه غاتهرب…
الشخص الثاني كان شاب أسود البشرة: صافي هداو خليونا نركزو معاها(بتاسم بخبث) و خليوني انا نبدا راكم عارفيني شحال ما متعت ولدي(حط يديه على رجولتو)
شاب اخر قال: خليوه يبدا ما عليش…
الاشب الاسود ركز انظارو على ديهيا لي مرمية فالارض و الدموع من عيونها سيالة، مكمشة على ذاتها و حاطة يديها على ركبتها لي كاتنز ف بسبب الجرحة لي تجرحات، كاتناظر داك الشاب لي جاي لعندها و بعيونها المُحمرة كاتترجاه باش يبعد منها و ما يديرش لي ناوي يديرو…
حتى وصل لعندها و مد يديه لجيهتها و هي تغمض عيونها بإستسلام و دورات وجهها للجنب، بقات كاتسنا فملمس يديه على بشرتها لثواني و هي تسمعو كي غوت بالجهد، حلات عيونها و هو يبان ليها داك المتشرد شاد الشاب من رجولتو و ضاغط عليه حتى خرجو عيونو من شدة الالم، و ختمها ليه بلكمة غيباتو فالبلاصة و جابتو طايح حدا ديهيا لي قفزات و رجعات باللور مبعدة منو…
المتشرد وقف عاطي بظهرو لديهيا و تقابل مع دوك الربعة لي بداو كي دفعو فبعضياتهم و كل واحد فيهم باغي يگدم الثاني باش يصارع المتشرد لي غير شكلو، طولو و جسمو خلاوهم يتخلعو منو، بالإضافة لمنظر صاحبهم لي غيبو بلكمة واحدة فقط…
الشاب الثالث دفع الاول و نطق بخوف: ضر بو ضر بو… ياك نتا كاتلعب الملاكمة؟
الشاب الاول بلع ريقو مرعوب: ها؟ لا لا ما بقيتش…
انهى كلامو بصرخة ملي بان ليهم المتشرد قرب ليهم و شد الرابع فيهم و لي كان كي شجع فراسو باش يمشي يهاجمو، حتى كي شنـ ـق عليه من عنقو و هزو للسما خلا رجليه كي لعبو فالهواء…
الشاب الاول موسع عينيه: هرب هرب
طارو من تما بثلاثة بيهم خلاو واحد مجبد فالأرض فاقد الوعي، و الثاني في قبضة المتشرد لي بقا هازو و خانـ ـقو بيد وحدة و هو كي تركل و كي حاول ينطق بشي حرف لكن بدون جدوى، وجهو رجع حمر و النفس تقطعات منو حتى بدا كي ترخى و عيونو بداو كي تسدو عاد طلق منو و لاحو حتى ترضخ مع الارض…
شد عنقو و بدا كي تنفس بهيستيرية و يكحب و فنفس الوقت كي حاول ينوض باغي يغبر من قدامو حتى وقف و مشا كي جري و صوتو و هو كي سعل كي تردد فالمكان،دقائق و ما بقاش كي تسمع…
المتشرد مشا عند داك الشاب لي مرمي فالارض كي حركو برجليه لكن ما فاقش، تحنى عندو و حيد ليه المونطو لي كان لابس عاد عتادل فالوقفة و بقا كي سوس فيه، سالا و دار عند ديهيا لي كانت حادرة راسها كاتسوط على ركبتها و هي تقفز ملي لاح عليها المونطو و كسر الصمت بصوتو الخشن الممزوج ببحة رجولية ملي نطق بحدة و بنبرة آمرة…
{بالإنجليزية}
المتشرد: سيري من هنا…
بمجرد ما سمعات كلامو و تمعنات فنبرته هزات فيه راسها باغا تحقق فوجهو و ملامحو، لكن كان عطاها بالظهر و تم غادي راجع لبلاصتو يكمل نعاسو، الا انها ما ستسلماتش و وقفات واخا الالم فرجليها، بقات كاتمشى بخطوات سريعة و هي كاتعرج حتى وصلات لعندو و شداتو من دراعو دوراتو…
و أخيراً، لقاء الأعين…
الوقت توقف و هما كي تأملو ملامح بعضياتهم، عيونو البنية على عيونها العسلية، على النمش لي موزع على خدودها، على حواجبها السوداء الكثيفة و على شفايفها الوردية، اما هي كانت مركزة انظارها غير مع كثافة اللحية ديالو الطويلة و لي مخلياها ما تحققش فملامحو بدقة، فقط عيونو لي كانو واضحين…
نفس الشعور كان متملكهم بجوج، شعور مُبهم و غير واضح،غريب و لا تفسير له، ربما أول مرة يحسو بيه و ربما لا، و من بعد لحظات طويلة من التأمل وسعات ديهيا عيونها ملي شافتو تخطاها كأن شيئا لم يكن و كمل طريقو، ما قدراتش تخليه يمشي خاصة من بعد ما شافتو و من بعد ما زاد حقنها بجرعات زائدة من الحيرة، بغات تسولو و بغات تطفي نار فضولها، مشات بالخف لعندو شداتو ثاني و دوراتو لعندها، ناطقة بنبرتها الانثوية الدافئة…
{الحوار بالإنجليزية}
ديهيا: عافاك واش كانعرفك؟
المتشرد ببطئ حط يديه على يديها لي على دراعو و حيدها ليها قبل ما ينطق بنبرة خشنة: لا…
تخطاها و مشا ، سبقاتو و وقفات قدامو: بحال الى فايت ليا شايفاك قبل…و نقدر نكون كانعرفك حيت انا وقع ليا…
المتشرد قاطعها ملي خاطبها بحدة: سيري فحالك من هنا…
ديهيا حركات راسها بتفهم: واخا و لكن ما نقدرش نمشي بلا ما نجازيك على المعروف لي درتي معايا..
المتشرد قال و هو غادي: بلاش…
وصل لبلاصتو و جلس قبل ما يتكا على الكراطن و يتغطى بديك المانطة لي من الواضح انها ما مدفياش عليه برودة الجو، ديهيا تبعاتو و وقفات كاتحقق فيه…
ديهيا: بغيت نقتارح عليك واحد الحاجة…غادي تفيدك و بزاف…
لا جواب منه و كملات كلامها غير مبالية باللامبالاة ديالو…
ديهيا: اوكي انا ندخل فالموضوع النيشان…العساس ديالنا كبر و مرض و ما بقاش قادر على الخدمة…و دابا حنا كانقلبو على عساس جديد و قلت علاش ما نقتارحش عليك هاد الخدمة؟ عندنا غادي تبات و تاكل و تشرب ما يخصك حتى خير…حسن بزاف من انك تبقا هنا…(ميلات راسها كاتشوفيه) اش بان ليك؟
المتشرد نفس الجملة لي قالها قبيلة مع نفس النبرة نطق:سيري فحالك من هنا…
ديهيا(خسرات سيفتها بإنزعاج): واش عندك غير هاد الهدرة؟ من قبيلة و نتا كاتعاود فيها…
المتشرد غطا حتى وجهو بالمانطة و خلاها واقفة كاتشوفيه بلا ما يعطيها اجابة، هاد الاخيرة لي صدرات تنهيدة بقلة حيلة و نطقات بنفاذ طاقة…
ديهيا: راسك قاصح…
حسات بالتبوريشة ملي جسدها ما بقاش قادر يتحمل برودة الطقس و بدات كاتسوط على يديها كاتدفيهم و تحكهم على دراعها، حتى تفكرات المونطو لي لاحو عليها و مشات بالخف لعند داك لي مغمى عليه لقاتو باقي مجبد تما، هزات المونطو لبساتو و بقات كاتحقق فداك الشاب لمدة من الوقت قبل ما تحنى عندو كاتقلب على تيليفونو، لقاتو و عيطات على الاسعاف عاد حطاتو ليه حداه و مشات مكمشة فداك المونطو و كاتسوط الدخان من فمها من شدة البرد…
أشرقت الشمس لي نورات السماء و طردات ظلام الليل و بروده، و فالجردة ديال ڤيلا عائلة السميرس، كانت جالسة لؤلؤة مع إسحاق على طاولة الفطور و كي عاتبو ديهيا لي جالسة كاترشف فقهوتها بهدوء غير مبالية بكلامهم…
لؤلؤة(بغضب):الدرية خليناها غادا للطواليط حتى غبرات بمرة…
إسحاق(بنبرة هادئة): أبنتي غير قولي لينا شنو وقع؟
ديهيا(تنهدات): والو ا بابا…خرجت كانتمشى حتى تلفات عليا الطريق…
لؤلؤة(صغرات عيونها): امم تلفات عليك الطريق…مزيودة و كابرة فلندن و تلفات عليك الطريق؟
ديهيا(بهدوء): حيت ا ماما ديما كانتحرك بالطوموبيل…
إسحاق: صافي ما عليش المهم رجعات سالمة…
ديهيا(حدرات عيونها للمگانة لي فمعصمها): الطيارة معاش عندكم؟
إسحاق: 12 أبنتي…
ديهيا: اوا يالاه تلحقو راه 9 هادي…
لؤلؤة: نوو باقي الحال…(حمرات فيها بعيونها) و نتي لاش كاتزربي فينا؟ باغا تتهناي منا؟
ديهيا: الله يهديك ا ماما…غير ما بغيتش الطيارة تمشي عليكم…خاصة و شحال و نتوما كاتخططو لهاد التسافيرة…
إسحاق(هز حاجبو ناطق بتساؤل): أمور الشركة نهني بالي منهم؟
ديهيا(حركات راسها): غير سير ستمتع و خوي راسك من الشركة…انا قد المسؤولية…
إسحاق(بتاسم و طبطب على راسها): عارف شكون مخلي ورايا…
لؤلؤة(بصرامة قالت): و لكن انا لا…(دارو شافو فيها في حين هي ركزات انظارها على ديهيا و كملات كلامها) توصلني عليك شي هدرة كيف ما كانت ما يعجبنيش الحال…غير البارح راه نضتي زدتي بلا ما تقوليها لينا و خليتي وراك لي يسوا و لي ما يسواش داوي فيك…
ديهيا(بتاسمات و ناضت وقفات وراها، تحنات لعندها و حاوطات عنقها بدراعها قبل ما تقبل خدها): ماما…كي ضرني خاطري فاش كانعرفك ما كاتيقيش فيا…ما كانبغيش نجاوبك و لا نتقابح معاك حيت نتي كاتعرفيني كثر من راسي و يقدر كلامك عليا يكون صحيح، يقدر انا خنت الثقة ديالك شي مرة حتى ما بقيتيش تيقي فيا…من بعد لي وقع راه انا و ما كانعرفش راسي….و لكن اماما هاد المرة غير تيقي فيا و ريحي بالك…سافري و تمتعي ليا مع بابا (قبلات خدها مرة اخرى) واخا؟
لؤلؤة: اممم…ها حنا غانشوفو…
إسحاق: يالاه ا لؤلؤة…تابعانا الطريق..
ديهيا بعدات من لؤلؤة في حين هاد الاخيرة مسحات يديها بسيرفييت و هزات كاس ديال الما رشفات منو عاد وقفات كاتقاد فحوايجها، حتى جا عندها اسحاق هاز المونطو لي كانت حاطاه فوق الكرسي و حطو ليها على كتافها…
إسحاق: مشينا ا حبيبة؟
لؤلؤة: امم…مشينا…
إسحاق(دار عند ديهيا و جرها معنقها): تهلاي فراسك ابنتي…و ديري بالك مع الشركة…
ديهيا(طبعات قبلة على خدو): كون هاني ابابا
بعدات عليه و مشات عند لؤلؤة عنقاتها: ماما…(بالانجليزية) رحلة سعيدة…
لؤلؤة(بادلاتها العناق): شكرا…(شافت فيها و هزات حاجبها ناطقة بحدة) بلا ما نوصي…كثرة الخروج و الدخول لا
ديهيا(بتاسمات): هي اللولة اماما…
توادعات معاهم من بعد خرجات معاهم حتى ركبو فالطوموبيل لي كانو الخادمات حطو فيها الباليزات ديالهم، عاد ديمارا بيهم السائق نحو المطار، في حين ديهيا بقات مراقباهم حتى غبرو و هي تضحك بسعادة…
ديهيا: أخيراً الحرية….أخيراً…
هاجم ذاكرتها داك المتشرد الغريب و ربعات يديها معوجة شفايفها و كاتفكر فيه، احساسها كي قوليها رجعي لعندو و عاودي قنعيه حتى يقبل و ينقذ روحو من ديك الحياة التعيسة، و حتى ان ضميرها كان كي شجعها على ذلك، بما انه نقذها فالامس فخاصها ترجع ليه الخير لي دار فيها…
بقات فكرة تديها و اخرى تجيبها فالتالي دخلات للڤيلا و توجهات للمطبخ لي كان كبير مجهز بأحدث و اغلى المعدات و الاجهزة، كان عامر بالخادمات لي مسؤولين على المطعم و لي لابسين لباس موحد ، ديهيا مشات عند الشافة ديالهم و وقفات كاتدوي معاها…
{الحوار بالإنجليزية}
ديهيا: بغيتكم توجدو ليا شي ماكلة نديها معايا
رئيسة الخدم: ايه ا مادموزيل ديهيا…شنو بغيتي بالضبط؟
ديهيا: لي كان ماشي مهم…(سكتات للحظات قبل ما تقول) شنو اكثر حاجة كنت كانطلب منكم توجدوها ليا؟
رئيسة الخدم(بتاسمات): الطبخ المغريبي ا مادموزيل…
ديهيا(حركات راسها): توقعتها…
وحدة من الخادمات تدخلات و نطقات بإبتسامة: كانت كاتعجبك واحد الاكلة سميتها…(بالداريجة) الكسكس…(رجعات قالت بالإنجليزية) تعلمنا ليه غير على قبلك
ديهيا(بإهتمام): زيدي عاودي ليا شنو كي عجبني…حبيت…
الخادمة حطات الخس لي كانت كاتغسل فيه و هزات فوطة كاتمسح بيها يديها، عاد تقابلات مع ديهيا و بدات تعاود ليها على روتينها فالأكل و الرئيسة مخنزرة فيها و طالقة معاها وذنيها خايفة لا تنطق شي كلام غادي يسبب ليهم فعدة مشاكل…
الخادمة(كاتضحك): و كان حتى هو كي عجـ…
الرئيسة(نغزاتها بدراعها و حنحنات ناطقة بصرامة): يالاه رجعي لخدمتك باراكا من الهدرة…
الخادمة(بلعات ريقها): واخا…
ديهيا: خليها تعاود ليا على راسي…
الرئيسة: الاكل لي طلبتي مني شوية و يكون واجد…
ديهيا(تنهدات و حركات راسها): اوكي…انا نمشي نبدل حوايجي..
خرجات ديهيا في حين الرئيسة مشات عند الخادمة جمعات معاها لدراعها حتى قفزات من بلاصتها قبل ما تقول بعتاب:بغيتيهم يجريو علينا؟
الخادمة(قالت مخسرة سيفتها): نسيت نسيت…
الرئيسة(بحدة): رجعي قابلي خدمتك يالاه…
من بعد ساعة و نصف، خرجات ديهيا من الڤيلا بالاوطو ديالها و حاطة فالكوسان لي حداها لي لانش بوكس لي فيهم الاكل لي وجدوه الخادمات، شدات طريق الجسر حتى وصلات و بلاصات تحت داك البرج بالضبط، هبطات كاتقلب عليه بعينيها لكن ما لقاتوش و لقات فقط الكراطن لي كي نعس عليهم مقنتين فالجنب…
ديهيا(بإستغراب): فين يكون مشا؟
بقات واقفة تما كاتدور فعيونها على المكان فالتالي قررات تتسناه فطوموبيلتها، بما ان الكراطن ديالو كاينين تما فهادشي كي عني بلي هادي هي بلاصتو دائما، جلسات فالاوطو و ربعات يديها كاتفكر حتى داز الوقت و هي تجبد تيليفونها تشوف شحال الساعة لقاتها الطناش و خمسة الدقايق، و فنفس اللحظة سمعات صوت الطائرة و هي كاتحلق فالسماء…
و هي نفسها لي كانو عليها واليديها، و لي شادين الفيرست كلاس و جالسين فجناحهم بإرتياح، لؤلؤة حاطة راسها على كتف اسحاق و كاتتنهد بقلق في حين هو مركز مع الايباد ديالو حتى كي سمعها قالت…
لؤلؤة: خاطري ما مهنينيش ا اسحاق..خايفاه يرجع
اسحاق(تنهد): الله يهديك…كي غادي يدير ليها؟
لؤلؤة(هزات فيه عيونها ناطقة بتساؤل): واش متأكد؟
اسحاق: متأكد و بعينيا شفتو…
لؤلؤة(حركات راسها): اوكي…
اسحاق: و نقولو گاع رجع…ديهيا ما تعرفوش…
لؤلؤة: لا…بعض المرات كاتتفكر شي حوايج…
اسحاق(قبل راسها): عادي…ما تخمميش بزاف…(حط الايباد و عنقها) و خلينا نتمتعو بهاد الرحلة…
غابت الشمس و حل الظلام، و ديهيا فطوموبيلتها كاتدور فشوارع لندن و كاتقلب عليه، ما خلات مراكز الشرطة ما خلات مستشفيات و ما بين كل مكان و مكان كاترجع للجسر تشوفو واش رجع عاد تمشي ثاني تقلب عليه، حتى عيات و فقدات طاقتها و جهدها، و قررات ترجع للجسر للمرة الاخيرة و لا ما لقاتوش تمشي فحالها…
وصلات للجسر و كيف ما توقعات ما لقاتوش، خرجات من طوموبيلاتها و وقفات حدا البلاصة لي كي نعس فيها و بقات واقفة مكمشة فالمونطو ديالها البني، باغا تستسلم و تمشي و تخليه و ما باغاش فنفس الوقت، المشاعر لي جتاحوها الامس كانو حكاية، اما شعورها الغريب من بعد ما شافتو كان حكاية من نوع اخر…
ديهيا(تنهدات بيأس): خسارة…لي عليا درتو…
دارت باغا ترجع لطوموبيلتها و بعفوية رمات عيونها للجنب حتى كاتوقف موسعاهم ملي لمحاتو جاي كي تمشى بخطوات بطيئة لابس نفس الملابس السوداء ديالو، حادر راسو و هاز ساشية فيها الاكل لي جمعو هاد النهار…
ديهيا(صرخات بسعادة): ڤاگابوند…
هز فيها عيونو و شيرات ليه بيديها قبل ما تمشي لعندو كاتجري حتى وصلات و وقفات كاتشوفيه و تنهج، هاد الاخير لي ناظرها ببرود من فوقها حتى لتحتها و تخطاها غادي لبلاصتو، لكن تبعاتو و بقات كاتمشى جنبو…
{الحوار بالإنجليزية}
ديهيا: عييت نقلب عليك اليوم…فين كنتي؟
ما جاوبهاش و قالت: طبعا ما غاديش تجاوب ثاني…غير هو تخلعت عليك…قلبت عليك فالكومياسرية عند بالي دوك لي تلگاو ليا البارح شكاو بيك…قلبت عليك فالسبيطارات…قلبت فكلشي…
المتشرد وصل لبلاصتو و حط الساشية، و فحركة غير متوقعة منو دار عندها و نطق بنبرته الخشنة: علاش؟
ديهيا(هزات حواجبها): اخيرا…(بتاسمات) حيت بغيت ندوي معاك…الاقتراح لي قتارحتو عليك البارح مازال جاري بيه العمل..اش بان ليك؟
ببرود قال: ما بغيتش…
ديهيا(بعدم استسلام): غير زيد فكر…واش كاين لي كي رفض شي حاجة غادي تبدل ليه حياتو للأفضل؟
المتشرد عطاها بالظهر و هز الكراطن كي قاد فيهم: ما بغيتش نبدل حياتي…
ديهيا(تحركات للجنب و قالت بإصرار): و انا بغيت…
المتشرد: الليل دابا…بغيتي لي وقع البارح يتعاود؟
ديهيا(كاتقاد فشعرها لي كي طيرو الريح): حتى لا تعاود كاين الڤاگابوند…(بفضول) شنو سميتك بعدا؟
المتشرد(جلس): ما عرفتش..
ديهيا(بإستغراب): ما عرفتيش؟ يعني نتا دابا بلا اسم؟
المتشرد رجع للصمت ديالو، فالاصل عطاها وقت و تكلم معاها اكثر من المتوقع، هز ديك الساشية و يالاه حلها و هي تنترها ليه، شافيها عاقد حواجبو و قبل ما ينطق قاطعاتو و قالت…
ديهيا: صبر صبر…
مشات للطوموبيل هزات لي لانش بوكس و رجعات لعندو حطاتهم ليه…
ديهيا: هاد الماكلة جبتها ليك الصباح…غادي تكون بردات و لا بغيتي اجي معايا للڤيلا نقاد ليك ماكلة جديدة و سخونة…
المتشرد مد يديه بغا ينتر ليها الساشية لي جاب معاه و هي ترجع يديها للور…
ديهيا: لا…هادي موسخة…كول ماكلة نقية…
المتشرد غير من نبرته الخشنة المحاطة بالبرود، و نطق بنبرة خشنة مغلفة بحدة: شنو بغيتي من اللخر؟
ديهيا(جلسات قردة): بغيت نعاونك…لي درتيه معايا البارح ماشي ساهل، راك عتقتي ليا حياتي…و لي عتق ليا حياتي واحد الانسان محتاج للمساعدة و انا قادرة نساعدو، لا مشيت و خليتو غادي نكون ما كانسواش…
المتشرد حقق النظرة فعيونها العسلية المخضرة و بقا مركز مع لونهم و الف سؤال و سؤال كي تبادر لذهنه، نفس السؤال لي طرحات عليه بالامس “واش كانعرفك؟” كي دور فعقلو و محتاج ليه جواب، لكن هي براسها محتاجة للجواب على نفس السؤال لذلك ما كلفش راسو يعاود يسولها..
لكن فالمقابل قال بإستفسار: لاش سولتيني البارح واش كاتعرفيني؟
ديهيا عيات من ديك الجلسة و جلسات حداه خلاتو يدور وجهو لعندها مخسر سيفتو: اممم..علاش سولتك…(جمعات رجليها لعندها و حطات يديها على ركابيها) حيت حسيت براسي كانعرفك….و حيت انا فايت ليا درت كسيدة فقدت فيها الذاكرة…فشحال من انسان كان فحياتي و دابا راني نسيتو…
المتشرد فك ملامحو و بلا ما يحس قال: فقدتي الذاكرة؟
ديهيا(حركات راسها): اه… الماضي ديالي للأسف ما كانعرف عليه والو…(بتاسمات) و لكن كانفرح فاش الناس لي معايا كي عاودو ليا على راسي..
المتشرد ميل عيونو و شاف قدامو: و لا كان كلامهم كذوب؟
ديهيا(جمعات ابتسامتها): لا ما يكذبوش…راهم عائلتي…كانتيق فيهم…
المتشرد بأمر قال: سيري من هنا…
ديهيا(خسرات سيفتها): اووه نفس الهدرة ثاني…
المتشرد خطــ ــف منها ديك الساشية و جر لعندها لي لانش بوكس: هزي هادشي و سيري…
ديهيا: لا…(وقفات) خليهم غادي تحتاجهم…(دارت عندو و خشات يديها فالمونطو) انا دابا غادي نمشي…و غدا غادي نرجع…ما نبعدش منك حتى توافق…(بترجي) و عافاك فكر فالموضوع…فكر فراسك و فحياتك…
عطاتو بالظهر و مشات تحت انظاره ركبات فالاوطو و ديمارات راجعة للڤيلا، في حين المتشرد ببرود بعد داك اللانش بوكس و جبد الاكل من الساشية ديالو و بدا كي ياكل، حتى سالا و تكا فبلاصتو جار عليه المانطة…
يوم جديد، و فيه بدات ديهيا فمهمة اقناع المتشرد،هاد المرة مشات لعندو فالصباح بكري لقاتو باقي ناعس، هزات داك اللانش بوكس و حطات واحد جديد فيه اكل باقي سخون، عاد بدات تحرك فيه باش يفيق…
ديهيا: ڤاگابوند…فيق هاني جيت…
حيد الغطى من على راسو و شافيها مخسر سيفتو: شنو ثاني؟
ديهيا: جبت ليك ماكلة جديدة…فيق تفطر يالاه..
المتشرد رجع تغطى و قال بنبرة آمرة: سيري…
ديهيا(قاطعاتو): فحالك من هنا(ضحكات) ما غاداش..
ما بقاش جاوبها و غمض عينيه ناوي يكمل نعاسو، مخليها حداه كاتقنع فيه بالكلام و تعطيه جميع الاشياء الايجابية لي غادي يوقعو ليه لا وافق على اقتراحها، حتى عيات و مشات باش توجد راسها على قبل الخدمة لي خلى ليها باها مسؤوليتها…
لكن، ما ستسلماتش، رجعات الغد ليه و جابت معاها ثاني اكل جديد، لقاتو ما قربش للماكلة لي جابت ليه فالأمس و كانت متأكدة بلي حتى الاكل لي جابت دابا ما غاديش يقرب ليه…
و فعلا، ملي جا يوم جديد رجعات لعندو جايبة معاها لانش بوكس اخر و لقاتو ما قربش للقديم، هاد المرة تنهدات بتعب و ضر باتو لكتفو حتى حيد الغطى و شافيها ببرود…
المتشرد: ما عييتيش!؟
ديهيا: عييت…عييت و لكن ما بغيتش نخليك…
المتشرد: كاتضيعي فوقتك…
ديهيا: نوض غير كول بعدا…راه ما درت ليك فيه والو…
المتشرد ما جاوبهاش و غطى وجهو بالمانطة، ديهيا عبسات ملامحها بغير رضى و وقفات معصبة قبل ما تنطق بالداريجة…
ديهيا: الحجر و غادي يرطاب عليك نتا…
لغة مختلفة، لكن علاش قدر يفهمها؟ اول مرة يسمعها و علاش لقا راسو كي عرفها من قبل؟
حيد المانطة و تقاد فجلستو قبل ما يهز فيها راسو و ينطق بحيرة: عاودي شنو قلتي؟
ديهيا:دويت بالداريجة المغربية ما غاديش تفهم…
المتشرد هز حاجبو ناطق بخفوت: علاش فهمتك؟
ديهيا(كشرات ملامحها): شنو قلتي؟
المتشرد سكت كي ناظرها لمدة من الوقت قبل ما يفك ملامح الحيرة لي على وجهو و يرجع لبرودو المعتاد، دور راسو كي شوف فداك اللانش بوكس لي جنبو قبل ما يبعدو من حداه…
ديهيا(بترجي): كول عافاك…
المتشرد وقف و عطاها بالظهر كي جمع بلاصتو حتى سالا و تخطاها غادي كي تمشى، ديهيا بقات كاتشوفيه مكشرة ملامحها محققة النظرة فطولو و ضخامة جسده لي من المفترض ما خصهاش تكون عند متشرد عايش فالزنقة و ماكلتو قليلة، بغات تركب فطوموبيلتها و تمشي فحالها من هنا و لكن هاد الشخص من نهار شافتو اصابها بفضول و حيرة كبيرين…
فكات ملامحها و توجهات عندو كاتجري قبل ما توقف قدامو حابسة عليه الطريق، ركزات انظارها على عيونو البنية و بللات حلقها بريقها قبل ما تقول…
ديهيا: نتا ماشي متشرد…ما يمكنش متشرد يكون هاكدا…سميتك ما عارفهاش…(صغرات عيونها) شكون نتا؟ و علاش وليتي هاكدا؟
و للمرة المليون ما عطاهاش جواب، الفرق ان هاد المرة ما جاوبهاش حيت فعلا ما عندو ما يقوليها، هو براسو ما عارفش نفسو شكون، ما عارفش اسمو و لا نسبو، ما عارف لا ماضيه لا حاضره لا خطط مستقبله، عايش فقط حيت خصو يعيش…
ديهيا(ميلات راسها كاتحقق فيه): يالاه جاوبني… شكون نتا؟
بنبرة خشنة ممزوجة ببرود: ڤاگابوند…
تخطاها و مشا و تبعاتو واقفة قدامو ثاني: لا…نتا ماشي ڤاگابوند…شاكة بلي عندك عائلة و تقدر تكون هارب منهم…و لا تكون حتى نتا واقع ليك بحالي و فقدتي الذاكرة مثلا…و ما قدرتيش ترجع لعند عائلتك حيت نسيتيهم…لا كان الموضوع هاكدا..(قربات ليه و شدات فدراعو) اجي معايا انا نعاونك حتى تلقاهم…
تنتر منها ناطق بحدة: حيدي من طريقي…
ديهيا: علاش هاد الضد كامل؟ علاش رافض المساعدة؟ بزاف ديال الحوايج فيك كي حيرو الواحد…
المتشرد تنهد بعمق هو بنفسو حاس بالحيرة تجاه هاد البنت لي فجأة دخلات لحياتو و خربقاتها ليه: نتي لي علاش لاصقة فيا؟
ديهيا(وسعات عيونها): لاصقة فيك؟…انا بغيت نعاونك…
المتشرد: و انا ما باغيش…ما محتاجش…
ديهيا(حنحنات ناطقة بتردد): سمح ليا و لكن گاع المؤشرات فيك كي بينو بلي محتاج للمساعدة…و بزاف…
المتشرد بغير اهتمام مال للجنب متفاديها، و تخطاها مشا مبعد منها، في حين هي دارت لعندو مخنزرة و حطات يديها على خصرها كاتزفر قبل ما تنطق بصوت مرتقع …
ديهيا: الى ما بغيتيش غادي نتلاح من فوق هاد الجسر…
المتشرد وقف مخسر سيفتو بألم ملي هاجمو صداع حاد خلاه يشد راسو و يغمض عينيه، لحظات و مشهد من ماضيه انقض على خيالو خلاه يزيد يخسر ملامحو اكثر، خاصة من بعد ما سمع نفس الجملة لي نطقات بيها ديهيا، بنفس النبرة لكن الصورة لي كانت غير واضحة فقط…
كان كي شوف بنت فنفس طول ديهيا، واقفة بعيدة عليه و كاتردد ديك الجملة، ملامحها ما كانوش واضحين لكن كان واضح من ان داك المكان نفسو الجسر لي هما واقفين عليه…
مدة و هو واقف فبلاصتو كي صارع ذكرياتو حتى كي قفز ملي حس بيها شدات فيه و سمع صوتها و هي كاتنطق بقلق…
ديهيا: نتا بخير؟
حل عيونو لي رجعو محاطين بحفنة من الحيرة، و شافيها مركز النظرة على عيونها و ملامحها، عقد حواجبو كي بلع ريقو و تنتر منها راجع باللور و هو مازال كي شوفيها، خلاها كاتناظرو بإستغراب متعجبة من ردة فعله المفاجئة…
ديهيا: مالك واش حاس براسك مريض؟(بعتاب) اكيد غادي تمرض و نتا كاتاكل ديك الماكلة..
تقدمات خطوة لعندو و هو يمعنها ملي هز عليها يديه ناطق بنبرة قوية: خليك..ما تقربيش ليا…
الغضب اجتاح مشاعرها من بعد ما عيات من الضد ديالو الغريب، خسرات سيفتها و بنبرة معتاضة قالت: عرفتي شنو…ضبر راسك صافي…
عطاتو بالظهر و مشات قاصدة طوموبيلتها حتى وصلات و ركبات فيها و زادت، دازت من حداه و كسيرات مبعدة منو مخلياه كي شوفيها و ألف سؤال على شفايفو، فالتالي نفض افكارو و قرر يطرد الحيرة، الفضول و التساؤل من بالو و يكمل طريقو نحو وجهته المعتادة…
يوم اخر داز، و دازو من وراه أيام بلا ما يشوف ديهيا مازال،رتاح اخيرا من عنادها لكن فالمقابل ديما كاتزعجو فأحلامو، زائد داك المشهد لي ولا ديما كي هاجم خيالو، و بلا ما يحس لقا راسو محتاج يعرف شحال من حاجة، ولا عندو فضول كبير حول ماضيه المُبهم، و لي ما عارف عليه والو…
فهاد الصباح فاق المتشرد مخسر سيفتو من بعد ما حلم بحلم اخر غريب،منزل فوسط غابة بعيدة على گاع الناس عايش فيه غير هو و شخص اخر ما قدرش يتعرف عليه من خلال الحلم لكن لي متأكد منو انها بنت و نفسها البنت لي كانت كاتردد داك الكلام “الى ما بغيتيش غادي نتلاح من فوق هاد الجسر”
تگعد من بلاصتو و حيد القب كي دوز على لحيتو الكثيفة و كي سوط بعدم ارتياح، دور وجهو للجنب لقا داك اللانش بوكس من داك النهار باقي تما من بعد ما ديهيا ما بقاتش كاتجي…
تنهد و هز قرعة ديال الما لي ديما معاه، حلها و رشف منها عاد ناض و جمع بلاصتو قبل ما يهز داك اللانش بوكس ناوي يلوحو فالزبل، و يالاه دار باش يمشي و هو يوقف عاقد حواجبو ملي لمح طوموبيلتها جاية من بعيد حتى وصلات لعندو و بلاصات، تحل الباب و هبطات منو ديهيا لابسة مونطو فالوردي فاتح و تحتو لابسة كسوة خريفية سخونة، طالقة شعرها الاسود و مزينة ملامحها بميكاب خفيف…
ديهيا(بإبتسامة): ڤاگابوند..
تنهد بغير تصديق: نتي ثاني؟
ديهيا(قربات ليه و ميلات راسها كاتشوفيه): رتاحيتي مني شوية هاد الايام؟(ضحكات) هاني رجعت…
بحيرة تساءل: علاش هادشي كامل؟
ديهيا(جمعات ضحكتها و نطقات بمشاعر غريبة): ما عرفتش…قلبي كي قوليا ما تخلايش عليه…حاسة بشي حاجة فشكل فيك…(بتساؤل) نكونو كانعرفو بعضياتنا؟
المتشرد التزم الصمت و هو كي تأمل ملامحها قبل ما يقول:لا…
ديهيا(حركات راسها): اوكي…و لكن اليوم جيت و كلي اصرار باش نتغذاو مجموعين…(بحماس) اليوم الجمعة و فالتقاليد ديالنا كانديرو الكسكس فنهار بحال هادا…داكشي علاش جيت و جبتو معايا…
المتشرد ببرود قال: نتي فاقدة الذاكرة باش عرفتي هادشي؟
ديهيا: الناس لي قراب ليا قالوها ليا…
المتشرد ركز عيونو على عيونها: عايشة حياتك على حساب كلام الناس لي معاك…
ديهيا(تنهدات بأسى): ما كرهتش نعقل على كلشي…
المتشرد: و شنو دابا؟ غاتلصقي فيا ثاني النهار كامل؟
ديهيا(شافت فمگانتها): 12 هادي…فيا الجوع ما فطرتش…خلينا نتغذاو بجوج و نمشي فحالي ما نبانش النهار كامل…
المتشرد: معولة تباني غدا…
ديهيا(بتاسمات): حتى لغدا و نشوفو…(شدات فيه و جراتو) يالاه اجي معايا…
حيدات ليه اللانش بوكس لي كان هاز و حطاتها فطوموبيلتها، قبل ما تهز قصرية ديال الكسكس و ترجع لعندو…
ديهيا: اوا فرش لينا فين نجلسو…
المتشرد بقلة حيلة هز الكراطن فرشهم و وقف كي شوفيهم و كي شوفيها حتى هي لي حطات القصرية فالوسط،شوية حيد القبية لي لابس و فرشها فوق الكراطن، كان لابس تحتها تيشيرت اسود بين دراعو الضخمة لي عليها وشوم صغيرة، لفتو الانتباه ديال ديهيا لي بلا ما تحس قربات ليه و مدات صباعها كاتحسسهم…
ديهيا: D؟ علاش واشم حرف D فدراعك؟
يتبع….
طلعات صباعها لوشم اخر فيه رسمة عبارة على قفازات ديال الملاكمة، بقات ساهية كاتحسس فيهم برفق و هو ساكت و مخليها كاتقيس فيه كي بغات، كانت مركز مع الشعور لي حس بيه فهاد اللحظة و هو كي ستشعر ملمس اصابعها الناعمة على بشرتو، لحظات و وعى راسو قبل ما يرجع خطوة للوراء…
نطق بصرامة: فيك الجوع جلسي تاكلي..
ديهيا(بفضول قا تل): شكون هاد d؟ ياك ما اول حرف من سميتك؟(غمزاتو) و لا اول حرف من سميت محبوبتك…
ما هتامش لكلامها و جلس فوق الكراطن كي شوف فالكسكس لي رائحته اثارت انتباهو، في حين ديهيا مشات للطوموبيل هزات المعالق هاد رجعات لعندو و جلسات فوق ديك القبية لي فرشها ليها…
ديهيا(مدات ليه معلقة): هاك…
المتشرد خداها من عندها و حول ليها انظارو: كولي…
ديهيا(ضحكات): خايف لا نكون سممتك…واخا ا سيدي…
كلات اول ضغمة و اشارت ليه بعيونها للقصرية باش يبدا حتى هو، هاد الاخير لي مد يديه و هز شوية من الكسكسو و بقا شحال كي شوفيه عاد حل فمو و كلا الضغمة، لحظات و بلعها عاقد حواجبو ملي جاه المذاق مألوف…
المتشرد بتساؤل: شنو سميتو قلتي؟
ديهيا: كسكسو…
المتشرد خدا ضغمة اخرى كلاها و بدا كي ياكل ضغمة من ورا الثانية تحت انظار ديهيا لي بتاسمات بسعادة ملي شافتو اخيرا قبل ياكل من الأكل لي كاتجيب ليه، حتى شبع و حط المعلقة و شافيها…
المتشرد: نتي لي طيبتيه؟
ديهيا: لا…الخدامة…
المتشرد: عندك الخدامات؟
ديهيا(حركات راسها): اه…
المتشرد(شاف فطوموبيلتها): أكيد…
ديهيا: و دابا شنو…موافق تخدم معانا و لا مازال شاد الضد؟
المتشرد حول عيونو ليها و بقا ساكت كي شوفيها و كي خمم، من بعد الاحلام لي كي طاردوه هاد الايام و التساؤلات لي كي جتاحو عقلو، بالاضافة للمشاعر لي كي هاجمو قلبو، لقا راسو باغي يعرف عدة اشياء غامضة فحياتو، داكشي هلاش و من بعد مدة من الصمت حرك راسو بالموافقة و قال…
المتشرد: قابل..
ديهيا(وسعات عيونها بصدمة): بصح؟ حلف؟ قابل؟
المتشرد بنبرة هادئة قال: قابل…
ديهيا(بإنتصار): ياس…أخيرا…(وقفات) يالاه نمشيو يالاه…
و بلا ما تسنا جوابو مشات للطوموبيل حلات الباب و اشارت ليه بيديها ناحيتها…
ديهيا: تفضل
المتشرد هز حاجبو: دابا نيت؟
ديهيا: اه يالاه نوض
وقف بتردد كي دوز بيديه على لحيته الطويلة قبل ما يقرب ليها و يوقف كي شوفيها، حتى دفعاتو في اتجاه السيارة و قالت بنفاذ صبر…
ديهيا: طلع خلاص…
و من بعد لحظات من التلجلج، اخيرا طلع فالطوموبيل و تبعاتو ديهيا لي ركبات فبلاصتها و ديمارات متوجهة للڤيلا، و لي وصلو ليها من بعد دقائق…
ديهيا: ها حنا وصلنا…
هبطو بجوج و وقف هو كي ناظر ديك الڤيلا بتمعن حاس بنفس الاحساس لي كتاسح كيانه قبل قليل فاش ذاق الكسكس،حاس براسو فايت ليه شايف هاد المكان لكن امتى و علاش و كيفاش، ما عارفش…
المتشرد بإرتباك قال: هنا ساكنة؟
ديهيا: اييه هنا…مرحبا بيك فعائلة السميرس…
شافيها مخسر سيفتو: السميرس؟
ديهيا: اه…(شداتو من دراعو و جراتو) اجي ندخلو و نوريك فين غادي تعيش..
دخلو من البوابة الرسمية ديال الڤيلا و توجهو لواحد الدار صغيرة كانت فالجنب ، قريبة من البوابة و بعيدة على المدخل الرئيسي ديال الڤيلا، كانت متكونة من طابق واحد فيه بيت ديال النعاس، كوزينة و دوش و طواليط…
ديهيا: هادي هي الدار ديال العساس…هنا غادي تبقا…
المتشرد قال و كي دور عيونو على الدار: واخا…
ديهيا: و قبل ما تبدا خدمتك غادي نمشيو نشريو ليك حوايج(غفلاتو ملي جرات ليه زغبة من لحيتو حتى قطعاتها) و نحيدو هاد اللحية…
شافيها و تكلم ببرود: بلاش…
ديهيا: نتا كلشي عندك بلاش…(حركات راسها) خليك هنا انا نمشي نشري ليك الحوايج…
عطاتو بالظهر و خرجات راجعة لطوموبيلتها، في حين هو خشا يديه فجيوب سروالو و بدا كي دور على الدار كي ستكشف كل بقعة فيها حتى سالا و خرج وقف جنب الباب كي شوف فديك الجردة لي شادة مساحة شاسعة،و غير بانو ليه الخدامات خرجو من الڤيلا و هو يدخل للدار…
اما ديهيا كانت وصلات لواحد البوتيك خاص بالملابس الرجالية، دخلات و طلبات من الموظف لي تما يختار ليها ملابس كاملة و مشات جلسات حتى سالا و توجهات للاكيس باش تخلص..
الموظفة(بإبتسامة): مادام السميرس شحال ما بقيتي جيتي عندنا…
ديهيا(هزات حواجبها): كنت كانجي لهنا؟
الموظفة(بإستغراب): اه كنتي كاتجي بزاف…نسيتي؟
ديهيا:غير ما عقلتش…(سكتات للحظة قبل ما تقول بتساؤل) و لكن هادا بوتيك ديال الرجال علاش كنت كانجي؟
الموظفة: كنتي كاتجي مع ر …
سكتات ملي قاطعهم صوت التيليفون ديال ديهيا لي بدا كي صوني، هزاتو هاد الاخيرة و عتاذرات من الموظفة قبل ما تبعد و تجاوب…
{الحوار بالداريجة)
ديهيا: الو بابا توحشتك
اسحاق: نتي بخير ابنتي؟
ديهيا: بخير و نتا؟
اسحاق: هاد الساعة فوق بخير…
ديهيا(بتاسمات): حاسة بيك فرحان..
اسحاق: معلوم…
ديهيا: فرحت ليكم…اخيرا ترتاحو شوية…
اسحاق: اش خبار الخدمة ابنتي؟
ديهيا: كلشي غادي مزيان…ما تخافش
اسحاق: اوكي يالاه نخليك…تهلاي فراسك..
ديهيا: هاڤ فان…و بوس ليا ماما
اسحاق: وصلات…باي…
قطعات معاه و رجعات عند الموظفة لي كانت جمعات ليها الحوايج فلي ساشي، خلصاتها و ودعاتها عاد خرجات من البوتيك، مخلية الموظفة كاتشوفيها بإستغراب فالتالي هزات كتافها و رجعات ركزات مع خدمتها…
حل المساء جايب معاه الظلام، ديهيا كانت عاد وصلات من بعد ما توجهات للشركة اولا و تشغلات بالخدمة حتى داز الوقت،مشات للدار لي فيها المتشرد و بقات كاتدق لكن لا من مجيب حتى استولى عليها القلق و حلات الباب دخلات…
سمعات صوت أنين خافت صادر من بيت النعاس و ديك الساعة مشات كاتجري لعندو و هو يبان ليها ناعس فوق الناموسية كلو عرقان، مخسر سيفتو و كي حرك راسو يمين و شمال و هو كي نطق بنبرة منخفضة بالكاد تُسمع…
المتشرد: ديهيا…
من بعد ما سمعات اسمها خارج من ثغرو تساءلت بينها و بين نفسها واش عمرها قالت ليه اسمها، لكن ما قدراتش تعقل و قالت مع راسها بلي ربما قالتها شي مرة و ما عقلاتش، ما هتاماتش لهاد الموضوع و قربات ليه حاطة يديها على كتفو قبل ما تحركو…
المتشرد شهق و حل عيونو كي شوفيها و العرق من جبينو نازل، لحظات و تگعد فالجلسة كي مسح على وجهو و كي زفر بصوت مسموع، في حين هي جلسات حداه و قالت بقلق…
ديهيا: كنتي كاتحلم؟
المتشرد ما جاوبهاش و كل تركيزو مع الحلم لي كانت فيه بنت كاتجري عاطياه بالظهر و هو تابعها و كي نادي عليها بإسم “ديهيا”، و غير تفكر هاد الاسم دور دراعو و بقا كي حقق فداك الوشم لي عليه حرف” D”…
ديهيا(بتساؤل): واش انا عمرني قلت ليك سميتي؟
المتشرد شافيها ناطق بنبرة منخفضة: ما عرفتش…
ديهيا: حيت و نتا ناعس كنتي كاتعيط ليا…
المتشرد عقد حواجبو: سميتك ديهيا؟
ديهيا(حركات راسها): اه…
المتشرد كشر ملامحو بإستغراب و هو كي ناظر ملامحها كي حاول يتأكد من انها نفس البنت لي كاتهاجم أحلامه، لكن ما قدرش فالتالي شد راسو و رجع كي زفر ثاني، حتى حس بيها كاتطبطب ليه على كتفو ناطقة بنبرة هادئة…
ديهيا: غير كابوس ما تخافش…
المتشرد هز فيها عينيه: بنت ليك خايف؟
ديهيا: بنتي ليا تالف…(تنهدات و وقفات)المهم جبت ليك الحوايج…كانتمنى يعجبوك…
عطاتو بالظهر و خرجات ماشت للطوموبيل هزات دوك لي ساشي عاد رجعات لعندو و حطاتهم ليه فالارض، شافت فيه بان ليها باقي شاد راسو و كي سوط و هي تخرج مخلياه يرتاح..
هاد الأخير لي من بعد دقائق و هو في صراع مع الحيرة، وقف و رمى عيونو لدوك لي ساشي لي محطوطين فالارض،تخطاهم غير مبالي بيهم و توجه للدوش لقا جميع المستلزمات لي غادي يحتاج و بدا كي دوش…
حيد حوايجو و وطلق الرشاشة قبل ما يوقف تحتها، بدا الما كي نزل عليه و هو كي مسح وجهو حتى هاجماتو ذكرى اخرى كان هو بطلها مع نفس البنت، واقفين فالدوش عاريين تماما كي دوشو و صوت ضحكاتهم كي تردد فالمكان…
حل عيونو كي ناظر الفراغ بملامح مرتبكة، حائر و تلفان و فين ما كي بغي يتفكر شي حاجة كي لقا راسو تائه وسط دوامة لا نهاية لها، و كأنه شخص اعمى وسط غرفة مظلمة، كي حاول يشعل الضو لي حتى ولو شعلو ما غادي يشوف والو…
لكن الحاجة الوحيدة لي تأكد منها ان هاد البنت لي كاتطاردو من فترة عندها بيه علاقة، لكن شكون هي و اش من نوع العلاقة لي كانت كاتجمعو بيها، فيناهي و شنو وقع ليه و ليها،جميع هاد الاسئلة ما لقاش ليهم اجابة…
كمل دوشو و خرج لاوي عليه فوطة من الفوطات لي كانو تما، و وقف فوسط البيت كي شوف فدوك لي ساشي فالتالي هزهم و بقا كي قلب فيهم حتى لقا سورفيت فالاسود و لبسها، نشف شعرو و لبس سبرديلة من لي شرات ليه عاد خرج من الدار و خشا يديه فجيوبو كي دور فديك الجردة و كي ستكشفها…
دار ورا الڤيلا و هو يلمح بيسين كبير مضيئ بالاضواء بحكم الليل، شوية شاف فالجنب و هي تبان ليه ديهيا جالسة فالرولاكس ساهية و كاتخمم، مشا حتى لعندها و وقف كي شوفيها…
المتشرد: شنو هي خدمتي بالضبط؟
ديهيا(قفزات حاطة يديها على قلبها، شافت فيه و قالت بعتاب): حشومة عليك…خلعتيني…(وقفات تقابلات معاه) خدمت ساهلة و بسيطة، تعرف شكون داخل و شكون خارج و تحرس البوابة صافي…
سكتات كاتشوفيه و كاتسنا فيه يجاوبها، حتى كي غفلها ملي شدها من يديها جرها لعندو و غطس وجهو فعنقها كي ستنشق رائحة عطرها المألوف…
حبسات أنفاسها من شدة الصدمة، جمدات فمكانها و زيرات على يديها مخلياه مخشي فيها وجهو كي شم فيها و كي حاول يفهم علاش حس بلي ماشي اول مرة شم فيه هاد الرائحة، حس بصداع مرة اخرى فراسو ملي جبر عقلو على انه يدير مجهود و يتذكر الماضي و هو يخسر سيفتو بألم قبل ما يبعد عليها و ينطق بنبرة منخفضة…
{الحوار بالإنجليزية}
المتشرد:نتي…فايت ليا كانعرفك؟
سؤال تافه ما حسش براسو اصلا امتى نطق بيه، هي بنفسها شحال من مرة سولاتو هاد السؤال و هي بلسانها عاودات ليه بلي دارت كسيدة فقدات فيها ذاكرتها، لكن فهاد اللحظة حواسه الداخلية هما لي نطقو نيابة عنه و كأنهم كي حاولو يوصلوه لجواب قريب يعرفو و لازمو فقط بعض المجهودات البسيطة…
في حين ديهيا لي كانت الدهشة مستولية عليها غير سمعات سؤالو أزالت عنها ملامح الصدمة و رسمات على محياها ابتسامة واسعة قبل ما تقول…
ديهيا: كاتسول وحدة فاقدة الذاكرة هاد السؤال؟
المتشرد هز راسو و سكت كي ناظر عيونها للحظات عاد قال:علاش بجوجنا كانسولو بعضياتنا نفس السؤال؟
ديهيا(شداتو من دراعو و جراتو حتى للرولاكس): اجي نجلسو و عاود ليا عليك…
جلسات ديهيا و هزات عيونها فالمتشرد لي بقا وقف فبلاصتو كي شوفيها حتى شداتو من يديه و جراتو لعندها عاد جلس حداها، حط يديه على ركبتو و شبكهم مع بعضياتهم قبل ما يحدر عيونو كي ناظر الارض…
المتشرد: حتى انا بحالك…فاقد الذاكرة…
ديهيا كما هو متوقع، ما تصدماتش، انما حركات راسها و قالت: كانت باينة…حتى سميتك ما عارفهاش..(عقدات حواجبها بتساؤل) و لكن شنو وقع؟ و شنو اخر حاجة عقلتي عليها؟
المتشرد سهى كي سترجع احداث داك اليوم البارد قبل ما يقول و عيونو مازال مركزهم على الارض لي مغطية بالعشب الاخضر: ما عاقل على والو….من غير نهار فقت لقيت راسي وسط غابة، مضرو ب فراسي و لابس نفس دوك الحوايج لي بدلتهم قبيلة…فقت و لقيت راسي ما عارف لا شكون انا…لا فين انا…حتى حاجة…
ديهيا(تنهدات بأسى): صعيبة بزاف…على الاقل انا لقيت معايا عائلتي…(طبطبات على كتفو) ان شاء الله نعاونك حتى تلقاهم…
المتشرد شافيها: و لا ما كانوش عندي؟ علاش ما قلبوش عليا؟
ديهيا: يقدر قلبو و ما لقاوكش…كلشي ممكن…
المتشرد رجع حدر عيونو للأرض ناطق بهدوء: ممكن…
ديهيا(بتاسمات): كانتشاركو فبزاف ديال الحوايج…
قاطعها ملي نطق بنبرته الخشنة: فحاجة وحدة…بجوجنا ما عارفين والو على ريوسنا…(وقف) نخليك…
مشا تحت انظار ديهيا لي بقات مراقباه و هي عاقدة حواجبها كاتفكر فآخر كلام قال، و لي من نهار عرفاتو و هو كي ردد فيه حتى خلاها فهاد اللحظة تطرح على نفسها داك السؤال “عائلتك عمرهم كذبو عليك؟ الماضي لي عاودوه ليك حقيقي؟”
ديهيا نفضات افكارها و شافت قدامها ناطقة بتأكيد: ما يمكنش يكذبو عليا…عائلتي هادوك..
أيام قليلة دازو على داك النهار، المتشرد بعقل شارد و حائر بدا خدمتو فالڤيلا كعساس كي ضل جالس حدا البوابة مراقب الاوضاع لي لحد اللحظة هادئة ، في حين ديهيا دوزات هاد الايام و هي مشغولة مع الخدمة فالشركة لي خلا ليها باها، كانت مرة مرة كاتجلس مع المتشرد و تحاول تعرف منو اشياء اخرى عليه لكن ديما جوابو كي كون محاط بالبرود فالتالي خلاتو على راحتو…
هاد النهار خرجات رئيسة الخدم باش تتقضى التقضية الاسبوعية لي كاتحتاج ليها، هاد الاخيرة لي طوال هاد المدة كانت كاتلمح المتشرد فقط من بعيد بلا ما تحقق فملامحو بتمعن، حالها حال باقي الخادمات لي ممنوع عليهم يفوتو الڤيلا…
رئيسة الخدم وصلات للبوابة لي حلها ليها المتشرد من بعد ما شافها، في حين هي قربات ليه و عقدات حواجبها كاتشوف فحوايجو لي كلهم كحلين و لايح على راسو قبية ما كي بانش مزيان، حتى من لحيتو الكثيفة لي رافض يحسنها قادرة تخلي اقرب شخص ليه ما يتعرفش عليه من بعد ما يشوفو…
{الحوار بالإنجليزية}
رئيسة الخدم: صباح الخير…اول مرة نتلاقاو…
المتشرد جلس فالكرسي لي جنب البوابة و ربع يديه ناطق ببرود : صباح الخير…
رئيسة الخدم عقدات حواجبها من بعد ما سمعات صوتو، ميلات راسها كاتحاول تحقق فملامحه اكثر: واش كانعرفك؟
سؤال كي سمعو مرة اخرى لكن من عند شخص اخر،رغم ذلك بقا على نفس وضعيتو و بنفس نبرته قال: لا…انا جديد هنا…
رئيسة الخدم من بعد ما فشلات فأنها تتمعن فيه بدقة عتادلات فالوقفة و قالت: واخا…المهم انا ماري…رئيسة الخدم ديال الڤيلا…
بجمود جاوبها: مشرفين…
رئيسة الخدم بتساؤل: و نتا شنو سميتك؟
قبل ما يجاوبها قاطعاتهم ديهيا لي جات لعندهم لابسة كسوة حد الفخاد فالأحمر الكرزي و هازة فيديها مونطو فالبيج، طالقة شعرها لي موجاتو من التحت و مزينة عيونها بكحل زاد برز جمالهم، في حين شفايفها زيناتهم بعكر لونو فاتح…
ديهيا(بإبتسامة): صباح الخير..
ماري(شافت فيها): ديهيا…صباح النور..
ديهيا: الخالة ماري…فين غادا؟
ماري: غادا نمشي نتقضى شي حاجة…
ديهيا: اوكي يالاه نوصلك معايا…
ماري(بتاسمات):واخا شكرا…
ديهيا شافت فالمتشرد لي كان كي شوف فحوايجها عاقد حواجبو و غير بانت ليه دارت لعندو فك ملامحو و حدر راسو: هاي ڤاگا…
ماري(عقدات حواجبها): ڤاگا؟ سميتو ڤاگا؟
ديهيا(ضحكات): انا لي سميتو ڤاگا…
ماري(بإستغراب): علاش؟
ديهيا(حاوطات دراعها بيديها و جراتها معاها): يالاه نمشيو بعدا راه تعطلت…
توجهو للاوطو ديال ديهيا و ركبو فيها قبل ما تديماري هاد الاخيرة متوجهة للمكان لي غادا ليه ماري، و فطريقهم عاودات ليها على المتشرد و كيفاش تلاقات معاه و الخير لي دار فيها حتى جازاتو بخدمة عندهم فالڤيلا…
ديهيا: و بزز باش قنعتو
ماري(سهات كاتفكر لمدة قبل ما تقول): اممم…سعداتو…
ديهيا(تنهدات): انا لي سعداتي…لاقاني بيه ربي فديك الليلة…(بلاصات الاوطو) هنا نيت؟
ماري(هزات صاكها): صافي غير هنا…يالاه بسلامة…
ديهيا: باي…
فالعشية، رجعات ديهيا من الخدمة بطوموبيلتها و غير وصلات للبوابة و شافها المتشرد و هو ينوض حلها ليها، لكن ما دخلاتش انما خرجات و قربات ليه و هي راسمة على ثغرها ابتسامة جميلة، وقفات مقابلة معاه و قالت بصوتها الدافئ…
ديهيا: اجي غادي نديك معايا لواحد البلاصة..
عقد حواجبو و نطق بإستفسار: فين؟
ديهيا(جراتو من دراعو): اجي حتى تشوف بعينيك…(حلات ليه الباب ديال الاوطو) يالاه طلع…
المتشرد: و الڤيلا؟
ديهيا:ما غاديش نتعطلو غير اجي…
طلع المتشرد فالاوطو بملامح مُستغربة في حين ديهيا ركبات فبلاصتها و ديمارات قاصدة وجهتها، طوال الطريق لي كانت قصيرة و هما ساكتين حتى وصلو لواحد صالون الحلاقة ديال الرجال و هي تبلاصي ديهيا و هبطات، تبعها المتشرد لي خشا يديه فجيوب القبية و وجه انظارو للصالون…
المتشرد: اش كانديرو هنا؟
ديهيا(جراتو من دراعو): غادي نحيدو ليك ديك اللحية…
المتشرد وقف و قال برفض: لا…
ديهيا(بغات تجرو لكن ما تململش من بلاصتو): وا يالاه عافاك…
المتشرد: لا…
ديهيا(كاتحاول تدفعو لكن بدون جدوى): وا تحرك… على قبلي عافاك…
المتشرد هز حاجبو: علاش شكون نتي؟
ديهيا(ناظراتو بعبوس): ياك؟ انا صديقتك…
المتشرد: ما عنديش اصدقاء انا…
ديهيا: لا…عندك انا…(بإصرار) و دابا تحرك…
المتشرد شاف حتى عيا و قرر يتبعها بما انها عنيدة و ما تمشي حتى تنفذ لي فراسها، دخلو لداك الصالون لي كانو فيه بعض الرجال و طلقات منو مشات عند صاحب المحل سلمات عليه، بقات كاتدوي معاه لدقائق عاد دارت عند المتشرد و قالت…
ديهيا: اجي…
المتشرد قرب ليهم و مد ليه داك الرجل يديه سلم عليه قبل ما ينطق هاد الاخير: مرحبا بيك…
المتشرد : شكرا
الرجل(اشار ليه بيديه للكرسي لي مقابل مع المرايات): تفضل…
المتشرد قبل ما يجلس دور عينيه على داك الصالون كي حقق فالرجال لي تما قبل ما يشوف فديهيا و يقول: تسنايني فالطوموبيل…
ديهيا: لا غير خليني معاك…
بنبرة خشنة: سيري و لا نمشيو بجوج
ديهيا دلات شفايفها: اوكي هاني غادا…
خرجات ديهيا من بعد ما وصات الرجل و خلصاتو في حين المتشرد جلس و خلا الحلاق كي نقص ليه من اللحية و من شعرو كذلك،حتى سالا و وقف كي سوس فحوايجو، دار عند داك الرجل و هو يبان ليه كي شوفيه بإستغراب…
المتشرد: شكرا…
الرجل(بتساؤل): واش فايت ليك جيتي لهنا؟
طبعا سؤال اخر كي شبه لباقي الأسئلة لي كي تطرحو عليه مؤخرا،لكن هاد المرة اكتفى بأنه يقول: واقيلا…
شكرو للمرة الثانية و خرج من الصالون راجع لعند ديهيا لي كانت جالسة مربعة يديها كاتسنا فيه حتى سمعات الباب تحل، دورات عيونها لعندو و غير شافت شكلو الجديد و هي توسعهم على الآخر…
ديهيا: ما يمكنش…
شافيها هاز حاجبو: مالك؟
ديهيا(بإعجاب): هادا كلو زين فيك؟
المتشرد تنهد و شاف قدامو: يالاه نمشيو…
ديهيا جمعات ابتسامتها و ركزات فيه عيونها حاسة بمشاعر الشوق و الحنين فجأة هاجمو كيانها، حنحنات بإرتباك و دارت لاسناتور ديالها قبل ما تديماري راجعة للڤيلا في جو مسيطر عليه الصمت كيف العادة حتى وصلو و هبط هو يحل البوابة، دخلات ديهيا بالاوطو و بلاصات عاد هزات صاكها و هبطات، سمعات تيليفونها كي صوني و هزاتو جاوبات من بعد ما شافت اسم المتصل…
ديهيا(بإبتسامة):بابا…
إسحاق: بنتي…توحشتك…
ديهيا: انا بزاف…
إسحاق: ما عليش…غدا ان شاء الله ها حنا راجعين…
ديهيا(وسعات عيونها): اووه…اخيرا…
إسحاق(عقد حواجبو): ياك كلشي بخير بعدا؟
ديهيا: كلشي بخير…خصنا غير نتوما
إسحاق:ما بقا والو(بتاسم) و راني جايب ليك معايا كادو…
ديهيا(بحماس): بصح؟ امتى غير يجي غدا..
إسحاق(قهقه بنبرة رجولية): يالاه نخليك ابنتي…حتى لغدا…
ديهيا: باي باي… طريق السلامة…
قطعات معاه و رمات عيونها عند المتشرد لقاتو جلس فبلاصتو و لايح على راسو القب لي ولفو و ما بقاش قادر يستغنى عليه، بقات كاتشوفيه لمدة من الوقت فالتالي تنهدات بعمق زافرة معاها دخان لي خرج من ثغرها من شدة البرد و مشات دخلات للڤيلا…
في حين ماري كانت خرجات من الكوزينة من خلال الباب الخلفي و توجهات عند المتشرد باغا تطلب منو يهز معاها شي اغراض ثقيلة، لكن غير وصلات و شافت فوجهو متمعنة فملامحو و هي توسع عيونها غير مصدقة لما تراه…
المتشرد بإستفسار: محتاجة شي حاجة؟
ماري(بتلعثم ناتج عن تعرضها لدهشة كبيرة): ها؟ لـ لـ…لا لا والو…
فالبلاصة عطاتو بالظهر و مشات قاصدة الڤيلا بخطوات سريعة، و غير دخلات حطات يديها على قلبها كاترعد و تبلع فريقها قبل ما تجبد تيليفونها و تعيط لإسحاق لي جاوب من بعد ثواني قليلة…
إسحاق:اش واقع ا ماري؟
ماري(برجفة صوت): سيدي…رجع…رجع شفتو بعيني…
إسحاق(عقد حواجبو): شكون؟
ماري(بللات حلقها بريقها ناطقة بصدمة): كالد…كالد ا سيدي رجع…
إسحاق(وسع عيونو): خالد؟
ماري: اه ا سيدي…جابتو ديهيا كعساس جديد للڤيلا…شنو نديرو دابا ا سيدي راها كاتعرفو
إسحاق(سكت للحظات كي حاول يعطي مجال لعقلو فين يفكر قبل ما يقول): ما تقولي والو…ما تبيني حتى حاجة حتى نرجع…(بحدة) مفهوم؟
ماري: مفهوم ا سيدي…
اسحاق قطع معاها و شاف فلؤلؤة لي كانت جالسة قدام المراية كاتدهن يديها بكريم: نوضي…غادي نرجعو دابا…خالد رجع…
طالساعة تشير الى الرابعة فجراً، كان جالس فالكرسي مربع يديه و غارق فالنعاس كي صدر اصوات خافتة بسبب داك الحلم لي كي حلم بيه، طريق طويل كاتوصلو لنفس داك المنزل لي فالغابة و لي كان كي حلم بيه من مدة هادي…
فاق شاهق و خسر سيفتو كي تذكر ديك الطريق لي لقا راسو عاقل عليها، و فالحقيقة عاد عقل عليها فهاد اللحظة من بعد ما ذاكرتو بدات كاتسترجع بعض الاحداث، دوز على وجهو بيديه و وقف فالبلاصة ناوي يمشي لديك الدار، لي حاس بيها فيها جميع الاجابات على اسئلته…
هز قرعة ديال الما كان حاطها حداه و رشف منها، قبل ما يخشي يديه فجيوبو و يخرج من الڤيلا من بعد ما سد البوابة بإحكام، رمى خطواتو متبع قلبو و عقلو لي مگيدينو نحو داك المنزل لي كي طاردو فأحلامو، دازو دقائق من ورا دقائق و هو مازال كي تمشى حتى وصل اخيرا لديك الغابة و دخل ليها…
تيع الطريق لي من الواضح ان السيارات كي دوزو منها حتى دازت تقريبا عشرة دقائق ديال المشي و هو يوقف ملي لمح دار متكونة من طابقين، كانت هي نفسها لي كاتزورو فأحلامو نفس الشكل تماما…
ما ترددش فأنه يقرب ليها حتى وصل للباب و هو يميل راسو كي حقق فالشرجم لي كان محلول و لي كي بين المطبخ، كان خاوي ما فيه حد لكن من شكلو لي مجهز كان باين بلي الدار مسكونة و ماشي مهجورة…
رجع تقابل مع الباب و مد يديه للبوانيي حلو و هو يوسع عينيه ملي تحل فعلا، دخل و غير حط رجليه داخل المنزل و هو يكشر ملامحو بألم ملي حفنة من الذكريات هاجمات ذاكرته، شد راسو بيديه و بقا هاكداك لمدة من الوقت حتى خفافت حدة الالم عاد كمل خطواتو و بدا كي دور فالدار كي سترجع ذكرى كل مكان فيها…
حتى وقف قدام واحد الحيط عليه بزاف ديال لي كادر ديال التصاور، جمد فمكانو و هو كي حقق فكل صورة، بداية من صورتو و هو فحلبة الملاكمة، لصورتو و هو واقف حدا ديهيا لي لابسة قفطان بيض و على راسها تاج، كاتبان كأنها عروسة و هو عريسها، و صور اخرى ليهم بجوج…
بمجرد ما عيونو شافو دوك التصاور، بدا عقلو كي رجع لسنوات قبل و كي ذكرو بجميع الاحداث لي دازو فحياتو حتى لهاد اللحظة لي واقف فيها قدام داك الحيط، رجعات ليه ذاكرتو المفقودة و رجعو معاها عدة حقائق خلاو قلبو يبدا ينبض بسرعة و راسو يبدا يحرقو بشدة، لدرجة ما بقاش قادر يتحمل داك الالم و طاح على طولتو للأرض شاد راسو و مغمض عينيه كي نين بصوت مرتفع…
مدة و هو هاكداك حتى بدا جسدو كي ترخى و الالم لي فراسو كي زول، تكا على ظهرو و حول انظارو للسقف لي بقا كي شوفيه و كي تفكر شنو وقع حتى ظهرات لمعة على عيونو بلا ما يحس،تفكر شكون هو و تفكر اسمو،ماضيه،خدمتو،و هي،لي خطـ ـفات قلبو و سلبات عقلو…
هاد الاخيرة لي غير تذكرها اجتاحوه مشاعر الشوق الشديد و هبطات دمعة يتيمة من عينو من فرط الاشتياق، و فالبلاصة ناض كي ردد إسمها على التوالي حتى خرج من الدار و مشا كي جري راجع لعندها…
فطريقو أشرقت الشمس و بداو شوارع لندن كي عمرو بالناس و بالسيارات، شي غادي يقرا شي غادي يخدم، و هو غادي عند محبوبته باغي غير يضمها ليه فعناق دافئ حتى وصل للڤيلا و وقف كي نهج قبل ما يقرب للبوابة و يحلها…
دخل و هو يلمحها خارجة من الڤيلا كاتدور فعيونها كاتقلب عليه حتى كي بان ليها جاي لعندها كي جري و غير وصل تلاح عليها معنقها بقوة…
{بالداريجة المغربية}
خالد: ديهيا…هادا انا ا ديهيا(بعد و حضن وجهها قبل ما يقول) خالد..راجلك…(هجم على شفايفها فقبلة عميقة)
يتبع….
ديهيا وسعات عيونها بصدمة ملي حسات بملمس شفايفو على شفايفها، حطات يديها على كتافو كاتبعد فيه و هو عاد ما كي زيد يقرب منها ما ساخيش بيها، ديك القبلة زادت نعشات ذاكرته و أحيت حبها لي تد فن فقلبو بسبب فقدانه للذاكرة،زاد عنقها أكثر و هو مازال كي روي عطشو من ريقها رغم محاولتها الكبيرة باش تبعدو من عليها، حتى كي سمعو هدرة كثيرة جاية من بعيد عاد فصل ديك القبلة فاصل معاها خيط الريق لي كان جامعهم..
ديهيا رمقاتو بنظرات غاضبة و هي حاطة يديها على فمها، و يالاه بغات تعاتبو على تصرفو و هي تسكت ملي لمحات باها جاي كي تمشى بخطوات سريعة و معاه البوليس تابعينو و لؤلؤة حتى هي…
ديهيا(بذهول): بابا؟
خالد عقد حواجبو ملي سمع كلامها و دار يشوف و هما يبانو ليه جاييين قاصدينهم، خسر سيفتو بإمتعاض و وقف مخبي ديهيا وراه في حين اسحاق بدا يشير عليه بصبعو و هو كي ردد كلامو لرجال الشرطة…
إسحاق: هو هادا…هو هادا لي تقرب من بنتي و حنا ما كاينينش باش ينصب عليها…
خالد تقدم عندو خطوات للأمام باغي يدوي معاه حتى هجمو عليه البوليس لي طيحوه للأرض على كرشو و دورو ليه يديه ورا ظهرو، بدا كي تنتر ليهم و يغوت عليهم باش يطلقو منو حتى ربطو ليه يديه بالمينوط في نهاية المطاف، تحت انظار ديهيا لي مشات لعندها لؤلؤة و حطات يديها على كتفها كاتسولها بقلق…
لؤلؤة: بنتي؟ ياك ما آذاك؟ دوي ابنتي؟
ديهيا(حركات راسها بلا و هي كاتشوفيهم محاميين عليه): لا ا ماما…لا…
تخطات مها و مشات عند باها لي واقف على خالد و كي زيد يوصي فالبوليس باش ما يتساهلوش معاه، شدات ليه فيديه و نطقات بخوف و هي كاترجف…
ديهيا: بابا…علاش شدوه؟ ما دار والو…
إسحاق(شافيها و حط يديه على خدها): بنتي نتي بخير ياك؟ هاد الكـ ـلب قرب ليك؟
ديهيا(شافت فخالد لي البوليس شللو حركاته و بقا متكي على الارض و عيونو على ديهيا): لا ما قربش ليا…ما دار ليا والو غير طلقوه…
إسحاق: هاد المجرم ابنتي بلعاني تقرب منك باش ينصب عليك..
ديهيا(شافت فيه عاقدة حواجبها): اش كاتقول؟ راه انا لي جبتو لهنا باش يخدم ماشي هو لي تقرب مني…
إسحاق(بصرامة): بنتي…راك مازال نية ما فاهمة والو فهاد الحياة…ما غاتعرفيش كثر من باك…
لؤلؤة(قربات ليها و شداتها من دراعها): اجي ابنتي ندخلو خلي البوليس يديرو خدمتهم…
جراتها معاها و عيونها مازال مركزاهم على خالد لي بدا ينطق بصوت عالي و بالداريجة: ديهيا…واليديك كي كذبو عليك…انا راجلك ا ديهيا…هما السباب فكلشي…همو السباب فهادشي لي وصلنا ليه…
لؤلؤة و إسحاق وسعو عيونهم بصدمة قبل ما يقرب ليه هاد الاخير و ينطق بنبرة عالية باش تسمعو بنتو: مسرحية زوينة هادي درتي…(بأمر مخاطب رجال الشرطة) ديوه عليا من هنا…ديوه خليوه يتحاسب..
لؤلؤة كاتجر فبنتها لي راسمة على ملامحها علامات الحيرة:زيدي دخلي ابنتي…هادا راه حمق ما فيهاش…
ديهيا(وقفات كاتشوف فخالد): و لكن…
قاطعاتها ملي جراتها بالجهد ناطقة بحدة: دخلي قلت ليك….دابا…
خالد وقفوه البوليس في حين هو مدور وجهو كي شوف فديهيا لي جاراها مها حتى دخلاتها للڤيلا، وجه انظارو لإسحاق و رمقو بنظرات حاقدة قبل ما يقول…
خالد: راجع ليك ا سي إسحاق…
إسحاق حنحن بتوتر و شاف فالبوليس: ديوه من هنا..
واحد من البوليس دفع خالد: تحرك يالاه…
حل الظلام و فالوقت لي كان خالد تحت التحقيق فمخفر الشرطة، كانت ديهيا جالسة مع واليديها كاتفرك فأصابع يديها و هي كاتخمم فيه و فكلامو، فالقبلة لي خلى اثارها الغير مرئية على شفايفها، و بمجرد ما تذكراتها مدات يديها لفمها كاتحسسو بصباعها، مخلية لؤلؤة و إسحاق كي دويو معاها و هي ما حاضراش…
لؤلؤة(بغضب): ديهيا…
ديهيا(قفزات و شافت فيها): ها؟ نعام؟
لؤلؤة: راه كاندويو معاك…فين سارح بالك؟
ديهيا(غطسات صباعها فشعرها قبل ما تزفر بحيرة): ما عرفتش ا ماما…حاسة براسي ماشي بخير…
إسحاق(غمز لؤلؤة): صافي خليها ترتاح…اكيد تصدمات…
لؤلؤة: خصنا ندويو معاها و نعرفو كيفاش تقرب منها داك النصاب…
ديهيا(قالت و هي حادرة راسها للأرض): ما تقربش مني ا ماما…السيد راه عتقني داك النهار فاش كان عندنا عشاء عائلي(هزات فيهم عيونها) نهار خرجت من الريسطو و بقيت كانتمشى حتى وصلت للجسر…تما تلگاو ليا شي وحدين كانو بغاو يتعداو عليا..
لؤلؤة(شهقات بصدمة):كيفاش؟
إسحاق(عقد حواجبو بإنزعاج): شكون هادو ابنتي؟
ديهيا: هو لي عتقني ا بابا…راه كان غير متشرد فالزنقة…و شحال و انا كانبزز عليه باش يجي يخدم فالڤيلا كعساس…
لؤلؤة(بملامح جدية قالت): ابنتي…راك فاقدة الذاكرة و ما عاقلة على والو من ماضيك…حنا لي عارفين اش كاين…و داك النصاب خطط لهادشي و ماشي بعيد يكون هو لي صيفط دوك الرجال باش يبان قدامك البطل المغوار…
ديهيا(تنهدات بتعب): ماما…هادشي لي كاتقولي فيه ما يمكنش…
إسحاق: صافي صافي من الكلام…طلعي لبيتك ترتاحي و البوليس غادي يديرو خدمتهم معاه…
ديهيا(وقفات): تصبحو على خير…
عطاتهم بالظهر و مشات طلعات لبيتها في حين هما بقاو حاضيينها حتى غبرات و دارو كي شوفو فبعضياتهم بغير تصديق قبل ما تنطق لؤلؤة…
لؤلؤة: ياك قلت ليك حاسة بيه غادي يرجع؟
إسحاق: العجب ا لؤلؤة…كانقوليك انا بعيني شفتو ميـ ـت…حتى التصويرة راه باقا عندي نتي لي ما غيتيش تشوفيها
لؤلؤة(شافت قدامها و زفرات): حتى دابا ما بغيتش نشوفها…راك عارفني مع الد.م كي دايرا…
إسحاق:خصني نعاود نتواصل مع داك لي كنت كلفتو بديك المهمة… هادشي ماشي طبيعي…
لؤلؤة: راه باين شنو وقع…السيد ما ماتش كان فاقد الوعي اصلا ما تنساش…
إسحاق: الحل دابا هو نتلفو ديهيا…ما خصهاش تتفكر شنو وقع لا تفكرات مشينا فيها…
لؤلؤة(مسحات على وجهها بيديها): الله يلطف و صافي…اسوء كوابيسي هو ديهيا تسترجع ذاكرتها…
إسحاق(طبطب عل كتفها): ان شاء الله ما يوقعش هادشي…
من بعد داك النهار دازو أيام اخرى، ديهيا كانت سجينة غرفتها و سجينة التفكير المفرط و الحيرة الشديدة، مازال كلامو فوذنيها كي تردد و مازال ما قدرات تمحيه من بالها، حتى انها ما قدراتش تصدق كلام واليديها عليه و لي طوال هاد الفترة و هما كي حاولو يقنعو فيها بلي هو شخص خايب و نصاب، و بلي داكشي لي وقع فالجسر كان كلو من تخطيطو…
هاد النهار فاقت و هي مصرة تمشي عندو لمخفر الشرطة و تسمع منو كلشي، قلبها كي امرها باش تعطيه فرصة يشرح ليها موقفو و يفهمها ردة فعلو داك النهار و كلامو الغريب،لبسات حوايجها من بعد ما دوشات و نشفات لحمها و شعرها، هزات صاكها و خرجات من بيتها هبطات للتحت…
تأكدات هو الاول من ان حتى حد ما كاين تما عاد تسلتات لبرا لكن غير خرجات للجردة سمعات صوت من وراها خلاها توقف و تغمض عيونها بحسرة…
لؤلؤة: ديهيا؟
ديهيا(حلات عيونها و رسمات ابتسامة مزيفة قبل ما تدور لعندها): نعام ا ماما؟
لؤلؤة (طلعاتها و هبطاتها): فين غادا؟
ديهيا:اليوم قررت نرجع للخدمة… باركا رتاحيت بزاف…
لؤلؤة(حركات راسها): مزيان…يالاه نمشيو بجوج انا نيت غادا عند باباك للشركة…
ديهيا(بلعات ريقها بتوتر): اه…امم…غير سيري نتي انا غادي ندوز نفطر هو اللول…
لؤلؤة (قربات ليها و حضنات دراعها بيديها): ماشي مشكل نفطرو بجوج…
ديهيا تنهدات بقلة حيلة و مشات مع مها من بعد اصرار هاد الاخيرة، ركبو فالاوطو لي ساگتها ديهيا و توجهو لكافي باش يفطرو فيه، جلسو فطبلة مقابلين مع بعضياتهم و طلبو اكلهم…
لؤلؤة(صغرات عيونها): مالك بنتي ليا ساهية؟
ديهيا: لا لا…ما ساهياش…
لؤلؤة(حركات راسها): اممم…
ديهيا(سكتات كاتناظر مها لمدة من الوقت قبل ما تقول):بغيت نسولك سؤال شحال و انا شادني فضول عليه
لؤلؤة(حنحنات بتوتر): سولي
ديهيا: عمر كان فحياتي شي حد؟
لؤلؤة(هزات كاس ديال الما رشفات منو): لا…
ديهيا(عقدات حواجبها): زعما؟ طوال هاد 25 عام ما دخل لحياتي حتى راجل؟
لؤلؤة: همك الوحيد هو تحققي اهدافك…الرجال و دوك المواضيع كانو اخر همك…شحال من واحد حاول يتقرب منك و صديتيه…
ديهيا: اممم…و لكن…(حطات يديها على صدرها) علاش حاسة بقلبي طايح فالحب؟
لؤلؤة(بلعات ريقها بخوف): اش من حب الله يهديك…الحب غير خرافة…
بانت ليها ديهيا حلات فمها بغات تدوي و هي تقاطعها ملي قالت بإبتسامة: ها فطورنا جا
فالوقت لي كانت ديهيا كاتفطر هي و مها، خرج خالد من مخفر الشرطة من بعد ما فشلو فأنهم يلقاو عليه شي دليل كي تبث التهم لي لفقهم ليه إسحاق، وقف قدام المدخل و هز راسو كي ناظر السماء المغيمة و كي فكر فمرتو لي اصبحت سجينة على يد عائلتها…
لحظات و طاحو فبالو دوك التصاور لي كي أكدو بلي هما فعلا مزوجين و ديك الساعة كمل طريقو قاصد دارهم السرية و لي عارفها غير هو و هي قبل ما تفقد ذاكرتها طبعاً…
ديهيا و لؤلؤة وصلو للشركة و طلعو للمكتب ديال اسحاق لي لقاو عندو واحد الشاب فالثلاثينات من عمرو،طويل و وسيم و من شكلو باينة عليه غني و كي نتامي لنفس طبقتهم، لؤلؤة غير شافتو وسعات عيونها و بتاسمات ليه…
لؤلؤة: اووه…موسيو العلوي…(مدات يديها سلمات عليه)
طارق(بادلها السلام): اهلا مادام سميرس…
اسحاق(قرب لبنتو عنقها): بنتي…نهار كبير هادا ملي جيتي…
ديهيا(بإبتسامة): قررت نرجع لخدمتي…
اسحاق: مزيان و جيتي فالوقت المناسب(اشار ليها بيديه لطارق) هادا طارق العلوي…واحد من اكبر المستثمرين عندنا فالشركة…
ديهيا(مدات يديها): سلام…
طارق(تحنى قبل يديها): اهلا ميس ديهيا…
ديهيا(جرات يديها لعندها و شافت فباها): انا فالبيرو ديالي…
إسحاق(حرك راسو): واخا ابنتي سيري…
ديهيا شافت فطارق شوفة اخيرة قبل ما تخرج من عندهم و تتوجه للبيرو ديالها، في حين دوك الثلاثي جلسو فلي فوتوي و رسمو على وجوههم علامات القلق بمجرد ما خرجات ديهيا…
طارق: قاليا سي اسحاق شنو وقع…
لؤلؤة(تنهدات بضيق): موصيبة لي وقعات ا سي العلوي…
طارق(بإستغراب): فشكل هادشي…انا و سي اسحاق تأكدنا من المو ت ديالو…
إسحاق(زفر بحيرة): ما ماتش…كان علينا ند فنوه…
طارق(بعيون حاقدة قال): حتى دابا باقي الحال…
إسحاق(شافيه عاقد حواجبو): بمعنى؟
طارق: فين كاين هو دابا؟
إسحاق: عند البوليس…
طارق(حرك راسو): انا نتكلف…نتوما ركزو مع ديهيا ما تخليوهاش تتفكر لي وقع…
لؤلؤة: خصنا نعجلو زواجكم…و فأقرب وقت…
طارق(بتاسم): انا موجود…من دابا لا بغيتو…
لؤلؤة(بتاسمات): ما كرهتش…
إسحاق: خصو يمو ت هو اللول باش ما توقعش شي موصيبة…
طارق(شافيه): غير تهنى من ديك الناحية…ما تهزش الهم…
إسحاق(حرك راسو): غانتيق فيك…
فالمساء و من بعد ما فشلات ديهيا من انها تسلت من واليديا، رجعات معاهم للڤيلا و هي خائبة الأمل، طلعات مباشرة لبيتها و لاحت صاكها فوق الناموسية قبل ما تحيد طالونها و تبدا تحيد فحوايجها و هي مخسرة سيفتها بغضب، حتى بقات بالدو بياس و تقابلات مع المراية كاتحيد فالحلقات لي فوذنيها…
لحظات و عقدات حواجبها ملي حسات بشي حد وراها و قبل ما تدور تشوف شكون تحطات يد على خصرها خلاتها تشهق و تقفز من بلاصتها بخوف، و ما جات فين تغوت حتى تحطات اليد الثانية على فمها…
خالد(همس فوذنها): شش…ما تغوتيش…
ديهيا(عيونها على انعكاسو الظاهر من المراية): اممم…اممم..
خالد(قبل عنقها و نطق بنفس النبرة): ما تخافيش…هادا غير انا…راجلك…
التزمت الصمت و توقفت عن الحركة مخلية عيونها فقط لي كي دورو و هما مراقبين خالد من المراية، هاد الاخير لي بقا شادها بنفس الطريقة كي تحسس بأصابعه بشرتها الرهيفة، في حين شفايفو حاطهم على كتفها و مغمض عينيه كي ستنشق رائحتها بشوق…
خالد: شحال توحشتك ا ديهيا…
بلعات ريقها و هي كاتستشعر ملمس شفايفو على بشرتها و فنفس الوقت كاتصارع الحيرة لي مهاجمة ذاكرتها و التناقض لي مسيطر على قلبها، علاش بغاتو يبعد عليها و في الآن نفسه ما ساخياش بيه؟ العديد من الاسئلة كي تبادرو لذهنها و الوحيد لي يقدر يجاوبها عليهم هو خالد بنفسو…
من بعد ما طبع قبلات متفرقة على كتفها همس فوذنها بنبرة هادئة أملاً فأنه يزرع الآمان فقلبها باش يقدرو يجلسو و يدويو فالموضوع لي كي خص حياتهم…
خالد: بلا غوات…جاي عندك نشرح ليك شحال من حاجة خاصك تفهميها…ما بغيت حتى حد يشوفني عندك…مفهوم؟
ديهيا إكتفت بأنها تحرك راسها بالموافقة و فالبلاصة طلق منها خالد راجع بخطوة للوراء، في حين هي توجهات بالخف للبينوار الحريري لي مسرح فوق الفوتوي و لبساتو ساترة بيه جسدها خجلا منو، حركة خلاتو يرسم على ثغرو ابتسامة ساخرة…
خالد: كاتستري مني؟ راني راجلك ا ديهيا…
ديهيا(ربطات الحزام ديال البينوار و دارت عندو رامقاه بنظرات غاضبة): هادشي لي درتي ما كي تدارش…بإمكاني نعيط ليك دابا على البوليس تتعاقب على قلة الادب ديالك…
خالد(قرب ليها و وقف مقابل معاها): بوليس؟ قلة الأدب؟
ديهيا(بعتاب): بأشمن حق تقرب ليا؟(بإستفسار) و شنو داك التخربيق لي مصدع ليا راسي بيه هاد الايام؟
خالد(بهدوء): ماشي تخربيق…حقيقة…انا وياك مزوجين و فقذنا الذاكرة فكسيدة (ظهرو علامات الغضب على محياه) بسبب واليديك…
ديهيا(غير سمعاتو اش قال هزات عليه صبعها ناطقة بإنفعال): لزم حدودك…عارف راسك اش كاتقول و لا لا؟
خالد(حرك راسو بتفهم): من حقك تيقي فواليديك على تيقي فشمكار عاد عرفتيه مدة هادي…(حط صبعو على راسها) فخيالك…
ديهيا(بعدات راسها حتى حدر يديه و نطقات بإرتباك):شكون نتا؟ و كيفاش كاتدوي بالداريجة؟ واش نتا مغريبي؟ واش بلعاني تقربتي مني؟ داكشي لي وقع ديك الليلة فالجسر نتا لي خططتي ليه؟
خالد: انا بوكسور ا ديهيا ماشي مخرج افلام…و دابا خلينا نجلسو بجوج باش نشرح ليك كلشي…
ديهيا: گاع الناس لي قراب ليا كي حذروني منك…كيفاش بغيتيني نجلس معاك؟
خالد(دور وجهو كي زفر بنفاذ صبر، لحظات و رجع شافيها ناطق بنبرة خشنة): فيا ما نوريك دليل غايبين كلشي غا هو خايف عليك من الصدمة…(بترجي) خلينا ا ديهيا ندويو و كلشي غادي تعرفيه…من بعد اي دليل بغيتيه نجبدو ليك…
سكت و بقا كي ناظرها بعيون راجية، آملة، في حين هي حايرة ما بين جوج قرارات واحد غادي يخليها تعرف الاجابة على اسئلتها و الثاني غادي ينقذها منو لا كان فعلا كلام واليديها بصح…
انما هاد المرة ختارت تبع تعليمات قلبها لي أمرها باش تعطيه فرصة يشرح ليها و ديك الساعة حركات ليه راسها بالموافقة خلاتو يبتاسم بسعادة و يشدها من يديها جرها للفوتوي،جلسات و جلس حداها، شافيها و تنهد بضيق قبل ما يقول…
خالد: داك الجسر لي تلاقينا فيه…هو نفسو لجسر لي تلاقينا فيه اول مرة…
••سرح بذاكرته لسنتين قبل الواقعة••
كانت ديهيا واقفة فحافة الجسر وسط ظلام الليل كاتناظر النهر و بالها شارد كي فكر فالضغط الكبير لي عايشة فيه بسبب عائلتها، ملزم عليها تبع قوانين عائلة السميرس لي من سنوات و عقود و هما ملزمين بيهم…
التربية الصارمة،طفولة غير عادية، مراهقة قاسية و بروتوكولات تافهة، أما الدراسة فهم مجبرين يتبعو نفس المسلك باش يقدرو يترأسو الشركات بصفتهم الوريثين لها…
و فهاد النهار بالضبط ديهيا تخلات على حلمها كفنانة تشكيلية باش تترسم فشركة باها لي هي احد فروع مجموعة السميرس، كان الحزن طاغي على عيونها و قلبها لي من شدة الأسى كاتحس بيه كي نز ف بغزارة،حتى كاتقفز من بعد ما سمعات صوت من وراها خلاها تدور لعندو بالخف مخلوعة…
{بالإنجليزية}
خالد(بنبرة هادئة): الانتحـ ـار ماشي حل…
ديهيا(عقدات حواجبها): كيفـ…
خالد(قاطعها): الحياة ما تستاهلش تضحي بيها على قبل مشكل ضروري ما يكون ليه حل…
ديهيا(فكات ملامحها و هي مركزة النظرة فعيونو): كاتشوف بلي مشكلتي ليها حل؟
خالد: كلشي ليه الحل…(مد يديه) اراي يديك نعاونك…
ديهيا حطات يديها على الحديدة و نقزات بسهولة قبل ما تسوسهم و توقف مقابلة معاه كاتشوف فالصدمة لي على وجهو،لحظات و بتاسمات ناطقة بدفئ…
ديهيا: واخا مشكلتي ما ليهاش حل و لكن ما كنتش عوالة نتا حر..
خالد(جمع يديه لعندو و خشاهم فالجيب): اه..اذا كانعتاذر منك…
ديهيا: ماشي مشكل…(بفضول) شنو سميتك؟
خالد: خالد…
ديهيا(بإبتسامة): مشرفين خالد انا ديهيا…
••فالوقت الحالي••
خالد: هاداك كان اول نهار تلاقينا فيه…تما تعارفنا…و بقيتي لاصقة فيا…
ديهيا(قاطعاتو مخسرة سيفتها): لاصقة فيك؟(طلعاتو و هبطاتو) ما نظنش…ماشي الستايل ديالي…
خالد(بتاسم): طحتي فيا من اول نظرة…
ديهيا: نتا باينة فيك كاتكذب…مستحيل هادشي لي قلتيه…
خالد: بغينا بعضياتنا واخا كنا مختالفين بزاف…
ديهيا: من اش من ناحية؟
خالد: من جميع النواحي…نتي بنت عائلة كبيرة و لاباس عليكم…و انا يتيم كانقصر البوكس و منو كاندخل الفلوس…
ديهيا(وسعات عيونها): لا بغينا بعضياتنا مستحيل واليديا يقبلو بزواجنا….
خالد: و ما قبلوش…ما قبلوش بيا…ماشي من نفس مقامكم…
ديهيا(بفضول): اهاه و شنو درنا حتى قنعناهم؟ ياك كاتقول نتا راجلي اذا تزوجنا…
خالد(تنهد و شاف قدامو قبل ما يقول): باباك كان جا عندي و دوا معايا..
••قبل سنتين••
كان خالد خارج من قاعة الملاكمة هاز صاك كبير فكتفو لابس ملابس رياضية و من الفوق قبية فالاسود لايح القب ديالها على راسو من البرد، و يالاه بغا يقطع الشانطي حتى كاتوقف عليه سيارة سوداء خرج منها السائق و مشا بالخف حل الباب على إسحاق لي هبط كي قاد فالكوستيم ديالو و هو مخنزر، رمى عيونو عند خالد و قرب ليه…
إسحاق: مازال ما بغيتي تفهم؟
خالد(بإحترام): سي اسحاق…بخير؟
إسحاق(بإنفعال): غانكون بخير نهار تبعد ليا من بنتي…
خالد: انا و بنتك كانبغيو بعضياتنا بغيتها للزواج…ما ناويش نضرها
إسحاق(بتاسم بسخرية): كي حساب ليك لا بغيتيها و بغاتك هادشي كافي باش نقبلو بزواجكم؟ واش عارف هاديك لي بغيتيها تتزوج بيك شكون؟
خالد(حرك راسو): عارف…الوارثة ديال مجموعة السميرس…
إسحاق: و مازال كاتشوف راسك كنسيب لهاد العائلة؟
خالد: انا ما هامنيش هادشي…ماباغي لا شركة لا جوج…باغي بنتك ا سي اسحاق…
اسحاق(بصياح): و بنتي هي لي ما تكونش ليك…(هز عليه صبعو بتحذير) و لا باقي شفتك كاتدور بيها انا غانتصرف…
••الوقت الحالي ••
خالد: و من بعد بزاف ديال المحاولات بقاو على نفس قرارهم…والو ما حنوش فينا…
ديهيا(تنهدات): حاجة متوقعة من واليديا…غالبا ماما لي رفضات..
خالد: بجوجهم… بالعكس باك كثر عند بالو طامع ففلوسكم
ديهيا(حطات كوعها على الفوتوي و جمعات رجليها قبل ما تتقابل معاه و تقول): اوا كي درنا قنعناهم فاللخر؟
خالد: انا ملي شفت بلي ما كاين أمل…الحاجة الوحيدة لي فكرت فيها هي نهربو(ناظرها بحب و قال) كنت ناوي ندير اي حاجة باش تكوني ليا…و لكن ملي شفتك شحال كنتي مأزمة و مهمومة دوك الايام لي حنا كنا كانخططو فيهم باش نهربو،ختاريت ننساحب و نخليك مع عائلتك…
••قبل سنتين••
واقفين قدام بعضياتهم فنفس داك الجسر لي تعرفو فيه على بعضياتهم اول مرة، هو كان كي ناظرها بحسرة و إستسلام و هي كانت كاتناظرو بعيون باكية و حزينة…
ديهيا(بصوت شجي): شكون قاليك ما قادراش نهرب…انا قادرة نهرب معاك ا خالد…
خالد(بأسى): انا وياك ما نقدروش نكملو مع بعضياتنا…نسايني عافاك…
عطاها بالظهر ناوي يمشي فحالو حتى كي وقف ملي سمعها قالت…
ديهيا: لا ما بغيتيش غادي نلوح راسي من هاد الجسر…
••الوقت الحالي ••
خالد(بتاسم): كانت نفسها الجملة لي قلتي ليا ديك المرة…حسيت براسي فايت ليا سامعها…
ديهيا(بإستفسار): و شنو وقع؟ لحت راسي من الجسر؟
خالد ضحك ضحكة رجولية خلات عيون ديهيا يسهاو فيه:لا…عرفتك كاتكذبي
ديهيا(عقدات حواجبها): مشيتي و خليتيني؟
خالد(حرك راسو): مشيت و خليتك ورايا…(جمع ضحكتو و قال) حتى للنهار لي سمعت فيه من الاخبار بلي الوريثة ديال مجموعة السميرس حاولات تنـ تاحر…
ديهيا(وسعات عيونها):انا؟ نتا حرت؟
خالد: سخيتي بحياتك…(دفع ليها راسها بصبعو ناطق بعتاب) ما نساهاش ليك…
ديهيا: و لكن علاش؟ واش حيت خليتيني؟
خالد: حيت فقدتي الامل…(قرب من وجهها و نطق بهمس) كاتمو تي عليا ما قدرتيش تعيشي بلا بيا…
ديهيا(بعدات وجهها مخنزرة): علاش انا نتا حرت و نتا تخليتي عليا؟
خالد(تقاد فجلستو و تنهد بضيق): ما تخليتش عليك على قبلي…على قبلك…واليديك عزاز عليك ما بغيتكش تتحرمي منهم…
ديهيا(بحماس باغا تعرف التتمة): كمل كمل…
خالد: قطـ عتي يديك و لكن تعتقتي…و بسبب هادشي اخيرا واليديك قبلو يزوجونا…خافو عليك…
مد يديه وراه ظهرو و جبد التصويرة ديال عرسهم…
خالد: و فهاد التصويرة كان عرسنا…(بإبتسامة) كان احسن نهار…
ديهيا هزات التصويرة و يالاه قابلاتها معاها و هي تقفز ملي سمعات صوت الدقان فالباب..
لؤلؤة(بصوت عالي): ديهيا؟
ديهيا من خوفها لاحت التصويرة و ناضت موسعة عيونها كاتناظر الباب ديال الغرفة و لي كان مسدود، سمعات مها كاتنادي عليها مرة اخرى و هي تدور عند خالد لي كان جالس ببرود كي شوفيها و غير لمحاتو ناوي يتكلم و هي تحط يديها على فمو حابساه…
ديهيا: شتت…بليز سكت…(خالد عقد حواجبو في حين هي قالت) عافاك ا خالد…
خالد فك ملامحه و حرك ليها راسو بالموافقة عاد طلقات منو و هي مازال رادا معاه البال لا يغدرها، حتى كاتقفز ملي سمعات الدقان فالباب مصحوب بصوت لؤلؤة و هي كاتعيط ليها…
لؤلؤة: وا ديهيا…فينك؟
ديهيا(بهمس قالت): نوض تخبا بين ما دويت مع ماما…(شداتو من دراعو نوضاتو) تخبا فالدوش…
خالد بتاسم من شكلها و تخطاها مشا للدوش، في حين هي تأكدات من انه دخل و توجهات للباب ديال الجناح حلاتو،بانت ليها مها واقفة مخنزرة و علامات القلق مرسومة على وجهها ، بتاسمات ليها و قالت…
ديهيا: ماما مالك؟
لؤلؤة(بإنفعال): علاش ما كاتجاوبيش؟
ديهيا: كنت فالدريسينغ ما سمعتكش حتى بديتي كاتغوتي…
لؤلؤة(رمات عيونها للجناح): مسالية؟ بغيت ندوي معاك…
ديهيا(تفوهات بإصطناع): فيا النعاس ا ماما اليوم عييت بزاف…حتى لغدا و ندويو…
لؤلؤة(طولات فيها النظرة لثواني قبل ما تقول): شنو كي دور ليك فداك الراس همم؟
ديهيا(بلعات ريقها بتوتر): لا ما كاين والو و الله…
لؤلؤة(صغرات فيها عيونها): ياك ما مازال كاتفكري فداك النصاب؟
ديهيا(بتاسمات): الله يهديك…اش بيني و بينو باش نفكر فيه…غير دار فيا خير و ما قدرتش نساه ليه داكشي علاش جبتو يخدم عندنا…
لؤلؤة(بحدة): حنانتك هي لي خارجة عليك…كون ما جيناش فالوقت شنو كان يوقع ها؟
ديهيا(حركات راسها): بصح…(بإبتسامة قربات ليها و عنقاتها) و هادشي علاش كانحمد الله و نشكرو حيت نتوما معايا…
لؤلؤة(طبطبات على ظهرها): يالاه سيري ترتاحي…حتى لغدا و ندويو…
ديهيا(بعدات عليها): ان شاء الله…تصبحي على خير
لؤلؤة: گود نايت…
عطاتها بالظهر و بقات ديهيا حاضياها حتى شافتها مشات عاد جمعات ابتسامتها و سدات الباب بالساروت قبل ما تقصد الدوش لي غير وصلات ليه و هو يتحل الباب و خرج منو خالد…
خالد(بسخرية): نصاب…
ديهيا: ما يبقاش فيك الحال…لحد اللحظة انا مازال مشوشة و ما عارفة من الصح من الغلط…
خالد: فين التصويرة؟
ديهيا(تفكراتها و وسعات عيونها): اه نسيتها…
دارت و مشات للفوتوي فين كانو جالسين لقاتها مرمية فالارض، تحنات هزاتها عاد جلسات و قابلاتها معاها،قرنات حواجبها بإستغراب و بقات كاتمعن فالصورة مخلية خالد واقف مربع يديه و مراقب ملامحها…
صورة زواجهم كاتبان فيها هي لابسة قفطان و محاوطة دراع خالد لي واقف حداها و بجوجهم مبتاسمين للكاميرا، كي بانو في قمة سعادتهم و كأنهم نالو اخيرا كانو كي تقا تلو على قبلو…
لكن للأسف ما قدراتش تسترجع ذكرى هاد اليوم و لا حتى أي يوم اخر، الماضي فعقلها مجهول و مُبهم،مُظلم و أسود، مخليها كاتفقد الأمل فكل مرة كاتحاول تدير مجهود باش تتفكر شي حاجة…
خرجها من سهوها صوته الشخن ملي قال: تيقتي و لا مازال؟
ديهيا(حركات راسها يمين و شمال و عيونها على الصورة): لا…(شافت فيه) ما قادراش نتيق…صعيب عليا نتيق و انا ما عاقلة على والو…(وقفات و تقابلات معاه) الموضوع داخلين فيه واليديا ا خالد…كيفاش نقدر نكذبهم و نتيقك نتا؟
خالد(ركز النظرة فالحيرة لي على عيونها قبل ما يقول بتساؤل): واخا عاودت ليك كلشي؟
ديهيا: و شنو ثبت ليا بلي كلامك صحيح؟
خالد(رفع حاجبو): التصويرة راها فيديك…
ديهيا(هزاتها قابلاتها معاه): هادي؟ ما كافياش…حنا فوقت كلشي ممكن فيه…تقدر بسهولة تقاد هاد التصويرة
خالد(بتاسم بتهكم): و علاش غاندير هادشي كامل؟
ديهيا(سكتات مدة قبل ما تقول): كيف كي قولو واليديا…ممكن حيت طامع فينا..
خالد اختفت الابتسامة الساخرة لي كان راسم على وجهو من بعد ما سمع كلامها الاخير، تشنجو ملامحها و ناظرها بغضب رغم ان فداخله عارف بلي ما خصوش يلومها على ارتباكها…
الناس لي كي طلب منها ما تيقش فيهم ماشي غراب عليها انما واليديها لي من المفترض هما لي يقولو الصح و هو لي يكون كي كذب عليها، هاد الموضوع بالضبط هو لي مسبب ليها حيرة كبيرة و مخليها ما تصدقوش…
ديهيا(ميلات راسها كاتحقق فيه): مالك؟ شفتك سكتي؟ ما بقاوش عندك اعذار؟
خالد(فك ملامحه و خشا يديه فجيوبو قبل ما يقول): ماشي الاعذار لي ما بقاوش…الدلائل لي ما عنديش حيت ما جبتهمش معايا كلهم…
ديهيا(بتعجب): و علاش شنو كنتي متوقع؟
خالد: كان عند بالي غير ديك التصويرة فيها الكفاية…غير تشوفيها تعقلي على شنو داز بيناتنا..و لا غير تحسي على الاقل…(حرك راسو بتفهم) ما عليش…غانعاود نرجع و نجيب ليك العقد ديال زواجنا هو لي غايحل هاد المشكل…(جبد يديه و بسرعة شدها و جرها لعندو) و فاش تشوفيه غانديك معايا ما نخليكش هنا دقيقة خرا…ما يهمنيش ترجعي ذاكرتك المهم انا عارفك شكون و عارف راسي شكون…(تحنى لعندها باغي يقبلها و هي تدور وجهها متفادياه، حركتها خلاتو يبتاسم قبل ما يطلق منها و يرجع باللور) تهلاي فراسك و تصبحي بخير…(بتحذير) من هنا لغدا حاولي ما تهدريش مع واليديك غايزيدو يخربقوك…
نطق بهاد الكلام و مشا قاصد البالكون منين جا قبيلة، نقز فالعمود لي ملاصق مع الحيط و بقا هابط في حين ديهيا خرجات كاتجري لعندو و بقات كاتشوفيه حتى هبط للتحت و هو يعتادل فالوقفة كي سوس يديه، لحظات و هز راسو فيها قبل ما يرسل ليها قبلة فالهواء و يمشي من تما تحت انظارها…
فالتالي تنهدات بإضطراب و مشات تكات فالناموسية، هزات الصورة كاتشوفيها و كاتحقق فيها بتمعن، رغم انها ما عاقلة على والو لكن حسات بشعور غريب حاوط قلبها لوهلة من الزمن،لحظات و غمضات عيونها ناوية تدير مجهود و تتفكر شي حاجة لي تنقذها من بحر الضياع لكن انتهى بيها الامر بألم في الرأس،خلاها تستسلم كيف العادة..
خشات التصويرة تحت المخدة و جرات عليها الليزار قبل ما تنعس…
يوم جديد فاقت فيه ديهيا بكري، دوشات لبسات حوايجها و قادات حالتها عاد هبطات للتحت، سمعات الهدرة جاية من وسط الڤيلا و توجهات لمصدر الصوت لقات مها و باها جالسين فطاولة الفطور و معاهم طارق…
ديهيا(بإبتسامة): صباح الخير…
كانو كي تكلمو فموضوع مخلي ملامحهم جدية، لكن غير سمعو صوتها شافو فيها و بتاسمو ليها….
إسحاق: بنتي…صباح الخير…
طارق(بنبرة رجولية): صباح الخير ديهيا…نعستي مزيان؟
ديهيا(جرات كرسي و جلسات حدا مها): اه الحمدلله شكرا…(بتساؤل) نتا المستثمر لي كنتي عندنا فالشركة البارح ياك؟
طارق: هو هادا…
ديهيا(طولات فيه الشوفة): اممم…(هزات بريق ديال القهوة خوات ليها كاس)باين بلي علاقتك معانا كبر من الخدمة…
لؤلؤة: و فعلا…طارق ماشي اي واحد…
ديهيا(رشفات من كاسها و شافت فيها):بصح؟(بفضول) عاودو ليا عليه..
لؤلؤة(بللات حلقها برشفة من الماء قبل ما تحط الكاس و تقول): طارق العلوي خطيبك ابنتي..
ديهيا(وسعات عيونها على اخرهم): ها؟ كيفاش خطيبي؟
إسحاق(ضحك بتوتر): طبعا ما غاديش تعقلي…غير هو كنا كانتسناو تعقلي عليه هو بالضبط حيت الحب لي كان بيناتكم كان كبير بزاف…و لكن ملي ما عرفتيهش قررنا نقولو ليك شنو كاين…
ديهيا(بحيرة): و لكن…(شافت فلؤلؤة) فاش سولتك قلتي ليا بلي عمر كان شي حد فحياتي…
لؤلؤة: من غير طارق طبعا… هو الاول و الاخير…و من غير هادشي ما قلت ليك والو حيت كيف قال باباك كنا متوقعينك تتعرفي عليه فاش تشوفيه و لا على الاقل تحسي بشي حاجة…
ديهيا(ضرها راسها): هادشي فشكل…
طارق(بهدوء): ما تهلكيش صحتك ا ديهيا…شوية بشوية غادي تفكري كلشي ان شاء الله…
ديهيا سكتات و بقات كاتشوفيه مركزة عيونها على ملامحه لي مختالفين كليا على ملامح خالد،و فاش تفكرات هاد الاخير زاد حرقها راسها اكثر من الاول بسباب كلامو المخالف لكلام واليديها، هو كي قول بلي راجلها و واليديها كي قولو بلي هي مخطوبة لطارق، شكون تصدق و شكون تكذب؟
ديهيا من بعد لحظات من الصمت شافت فباها و مها و قالت: ملي مخطوبين اكيد درنا حفلة ديال الخطوبة…بغيت نشوف التصاور…
لؤلؤة: اممم هي اللولة ابنتي…
وقفات و مشات للجناح ديالها هي و راجلها في حين اسحاق و طارق بقاو جالسين كي شوفو فديهيا لي مخسرة سيفتها و ساهية كاتفكر، حتى رجعات لؤلؤة هازة معاها 3 التصاور و مشات جلسات فبلاصتها، شافت فبنتها و مداتهم ليها…
لؤلؤة: هاكي الالة بما انك مصرة تكذبي واليديك…
ديهيا(وجهات ليها انظارها): ما كانكذبكمش ا ماما…
لؤلؤة: شدي يالاه…
ديهيا خدات من عندها دوك التصاور و بقات كاتشوفيهم وحدة بوحدة، كانو كلهم فنفس المكان و نفس الملابس غير البوز لي كاتختالف، الصورة الاولى فيها ديهيا لابسة كسوة فالابيض و طارق مقابل معاها كي لبس ليها الخاتم، الصورة الثانية فيها ديهيا هي لي كاتلبس ليه الخاتم اما الثالثة ديالهم بجوج كي قطعو الكيك…
بلعات ريقها و هي كاتحقق فيهم و علامات الاستغراب مستولية على ملامحها، في حين البقية مراقبينها بتمعن حتى هزات فيهم عيونها و قالت…
ديهيا: امتى هادشي؟
اسحاق: قبل ما تديري كسيدة ابنتي…
ديهيا(رجعات كاتشوف فالتصاور): و لكن…علاش ما حسيت بوالو…(شافت فطارق لي جالس بثبات) علاش ما حسيت بوالو و انا كانشوفيك…عكس خالد…
طارق(عقد حواجبو بإنزعاج): شكون هاد خالد؟
لؤلؤة(بحدة): ديهيا…شنو كاتخربقي؟ فين احترامك لخطيبك؟
إسحاق(حنحن و شاف فطارق): عذرها غير مشوشة شوية…
لؤلؤة(زفرات بإنفعال): ديهيا علاش راسك قاصح؟ ياك دويت معاك و شرحت بلي داك الشمكار نصاب و طامع فيك و فينا…
ديهيا(ناظراتها و هي شاردة الذهن): النصابة ماشي هاكدا كي كونو اماما…ما يمكنش يكون نصاب…انا لي أصريت عليه باش يجي يخدم هو ما كانش باغي…
لؤلؤة(بتاسمات بسخرية): ابنتي راك ما عارفاش هاد العالم شخال خايب و كي خلع…بنادم باش يوصل لشنو بغا قادر يدير اي حاجة… قادر يرجع ممثل بارع فالتمثيل كيف دار داك الشمكار…(بحدة) و دابا حتارمي خطيبك و حبسي الكلام على راجل اخر…
ديهيا: و لكن…
لؤلؤة(بغضب): ديهيا…دويت معاك…
ديهيا سكتات و شافت فطارق لي كان كي ناظرها بقوة، قبل ما تسمعو نطق بصرامة…
طارق: كنا عوالين العرس يكون هاد الايام…ما كاين لاش نأجلو فالموضوع…وجدي راسك
ديهيا(بصدمة): كيفاش العرس هاد الايام؟
لؤلؤة: ياس ابنتي…العرس كنتو خططتو ليه باش يكون هاد الايام…
ديهيا(خسرات سيفتها بإنزعاج): ما يمكنش نتزوج و انا ما عاقلة على والو…
طارق: احتمال ترجع ليك ذاكرتك ضعيف بزاف…(علا حاجبو) فنظرك شنو هو الحل؟ نبقاو بلا زواج و حنا لي شحال كانوجدو ليه…
إسحاق(حط يديه على يد بنتو ناطق بدفئ): ابنتي بلا ما تعذبي راسك و نتي ما قادرة تعقلي على والو…المهم حنا معاك…واليديك لي كي بغيوك و باغيين ليك الخير…عمرنا نكذبو عليك و لا نفكرو نضروك…عكس ناس اخرين…واش دابا منطقيا شكون لي خصك تصدقيه؟ ها؟
ديهيا(بقلة حيلة قالت): نتوما ا بابا…(تنهدات و حطات التصاور فالطبلة) و انا مصدقاكم..
لؤلؤة:ملي مصدقانا لاش باغا توقفي حياتك؟
ديهيا(شافت فطارق): ما غاديش تحسو بيا…هاد السيد لي قدامي نتوما كاتشوفوه خطيبي انا كانشوفو غريب عليا…و ماشي حيت كانكذبكم و لكن حيت ما قادرة نعقل على والو…
طارق(ازال ملامح الصرامة من على وجهو و نطق بهدوء):الى هاكدا انا قادر نخليك تبغيني من جديد…ما عنديش مشكل(بتاسم) كانبغيك و قادر نصبر عليك…
لؤلؤة(بتاسمات بحب): اووه…كيوت…من ديما كانحماق على الحب لي جامعكم…
طارق(مسح فمو بسيرفيت و وقف كي قاد الكوستيم ديالو):نخليكم دابا…(شاف فديهيا لي ما حيداتش عيونها من عليه) بسلامة ديهيا…فكري فالموضوع و لا كنتي باغا تاخدي وقتك انا معاك…كنتي باغا نكملو فالخطة لي درناها بجوج انا معاك…
ديهيا(حركات راسها): واخا…
إسحاق(وقف): حتى انا غادي معاك ا ولدي…
مشاو بجوج في حين لؤلؤة شافت فديهيا و قالت بعتاب: شفتيه شحال كي بغيك…كاين شي راجل يصبر عليك هاد المدة كاملة؟
ديهيا تنهدات بإرتباك و ناضت من الطبلة من بعد ما هزات دوك التصاور، طلعات لجناحها سدات عليها و مشات جلسات فالناموسية قبل ما تهز التصويرة لي جاب ليها خالد و تحطها حدا باقي الصور…
بقات كاتقارن بيناتهم و كاتحقق فالابتسامة لي مرسومة على ثغرها فجميع الصور، الفرق ان الابتسامة لي فصورتها مع خالد حاسة بيها نابعة من قلب ينبض بالحب، ابتسامة حقيقية ماشي مزيفة..
لكن رغم ذلك ما قادرش تكذب المنطق و تبع قلبها، كي بقاو واليديها هادوك لي مصرين على أن خالد نصاب و طارق هو خطيبها لي قلبها كي نبض من أجله…
ساطت بإنفعال و تلاحت على ظهرها فوق الناموسية كاتفكر، شوية جا فبالها خالد لي مواعدها بلي غادي يجي و يجيب معاه عقد زواجهم، و هنا قررت ترحم عقلها من التفكير و تصبر حتى تشوف داك الدليل بعينيها و تتأكد…
داز الوقت و غربات الشمس، خالد كان خرج من الدار لي فالغابة هاز الملف لي وسطو كاين عقد زواجو بديهيا، و قاصد الڤيلا ديال سميرس باش يدير حد لهاد الموضوع…
خرج للشارع لي كان شبه خالي من الناس و السيارات و كمل طريقو على رجليه حتى كي وقف ملي سمع صوت الفران مجهد ديال الاوطو، دار يشوف اش واقع و هما يبانو ليه عدد من الرجال اجسداهم ضخمة خرجو منها و مشاو لعندو شدوه…
خالد تنتر منهم و رجع باللور مخنزر فيهم و يالاه حل فمو باغي يدوي حتى كي سكتو واحد منهم فاش وجه ليه لكمة خلاتو يفقد توازنو لكن رغم ذلك ما طاحش…
عتادل فالوقفة و قبل حتى ما يشوفيهم هجمو عليه دقة وحدة و لاحوه للأرض كي ضر بو فيه…
يتبع…
ما قدرش يستسلم، ماشي على قبلو انما على قبل ديك لي كاتسنا فيه على أحر من الجمر باش تطفي نار الحيرة ملي تعرف الحقيقة من خلال عقد زواجهم، و رغم انهم كانو كثار عليه لكن قدر يتصدى للهجوم و بدا كي تنتر و يدفعهم بقوة حتى طلقو منو، ناظرهم بغضب و لاح الملف قبل ما يشنـ ـق على اول واحد تم قاصدو باغي يشدو…
لكن خالد وجه ليه لكمة عنـ ـيفة و بركبتو زواه لكرشو قبل ما يعاود ليه لكمة اخرى خلاتو يطيح للأرض حاس بالدوخة…
الشخص الثاني قرب ليه جامع قبضة يديه لي بيها باغي يفشل ليه تحركاته، لكن للمرة الثانية خالد تفادى الضر بة و عطاه لكمة مباشرة للوجه حتى رعفو، فهاد اللحظة الشخص الثالث جا من وراه و ضر ب خالد بعصى خشبية للراس حتى قلب عينيه و غيب…
فالڤيلا ديال سميرس و بالضبط فالجناح ديال ديهيا، كانت هاد الاخيرة جالسة على كرسي خشبي فالبالكون ديالها و شادة مانطة صغيرة لاوياها عليها، رافعة عيونها للسما كاتناظر القمر و النجوم لي دايرين بيه و فنفس الوقت بالها شارد كي فكر فالمعركة لي هي فيها، محاصرة ما بين عائلتها لي مجبورة تصدقهم و داك المتشرد الغريب لي دخل لحياتها بشكل عجيب و الاغرب من ذلك أنه كي أصر عليها بلي هو راجلها لي كانت كاتعشقو من قبل…
كانت كاتسنا فيه امتى يجي باش تتهنى من هاد التفكير المرهق حيت بعقد زواجهم غادي يقطع الشك بالقين، ديك الورقة غادي تكون بمثابة دليل يرجع ليها يقينها وسط فوضى الذكرايات المبعثرة،و وسط هاد الصراع العنـ ـيف كان صوت في داخلها كي دعي أملا باش يجي حالا و يتبث بلي فعلا هو راجلها، رغم ان العقل فقد ذكراياته لكن المشاعر الحقيقية مازالهم محاوطين قلبها بقوة..
دازو الدقائق، من بعدهم ساعات و عقارب الساعة لي فالحيط كاتدوز بلا رحمة، كاتلتاهم الوقت و كاتلتاهم معاها حتى الصبر ديالها، كانت كاتفكر فجميع الاحتمالات، واش نسا؟واش وقعات ليه شي حاجة؟ و لا الدليل لي كان وعدها بيه ما كاينش فالاصل و كلام واليديها هو الصحيح؟ و لا ربما الحقيقة مختلفة كليا، أكثر قسوة من داكشي لي كاتجرؤ تفكر فيه …
و فلحظات الاستسلام كانت مازال كاتقاوم، حاولات تتفكر ماضيها،كاتحاول تسترجع ذاكرتها لكن عقلها ما عطاها والو من غير الفراغ ،ديك الورقة لي وعدها بيها كانت الحاجة الوحيدة لي محتاجة ليها،حطات عليها جميع امالها…
وصل الفجر و هي سجينة للأفكار القاسية، فالتالي أعلنت الاستسلام و قررت تنساه و تنسا وعوده الكاذبة، وقفات و دخلات لبيتها قاصدة الناموسية ديالها، جلسات فيها و هزات التصاور لي مخبياهم تحت المخاد قبل ما تبقا كاتتأملهم بتمعن..
هزات ثاني ديك التصويرة لي جاب ليها خالد و بقات مركزة فيها و بالضبط فالابتسامة الصادقة لي على شفايفها،لحظات و دوزات بأناملها فوق ملامحها لي فالصورة، و كأنها كاتقلب على شعور مألوف، على ذكرى ترجع ليها يقينها….
هزات الصورة الثانية و لي عطاتها ليها مها باش تتبت ليها على انها مخطوبة لطارق و بقات كاتمعنها لمدة من الوقت، احساس غريب اجتاحها و هي كاتحقق فملامحها، و كأنها ماشي هي، كأنها شخص اخر تماما، و رغم ان داك لي حداها ما عاقلاش عليه لكن لي عارفة ان مها و باها ما يكذبوش عليها …
بقات كاتشوف فالتصاور،وحدة فيديها اليمنى و الثانية فاليسرى، و كأنهما عالمان متناقضان متصارعين داخلها، حسات بالحيرة كاتسلل لقلبها و هي كاتسائل بينها و بين راسها، ما بين هاد الصور فين لي كاتجسد الحقيقة؟ ما بين هاد جوج رجال شكون فيهم لي فعلا قلبي دق على قبلو؟
دازو لحظات ثقيلة، وصدى السؤال كي تردد فعقلها لكن بلا جواب، فالاخير قررات تنعس حتى يصبح الحال و تاخد قرار نهائي…
و فعلا، فهاد الصباح ديهيا كان عقلها صافي من بعد ما خدات قرارها و هي كاتدوش، لا مجال للشك و التردد، ما عندها حتى عذر و لا سبب يخليها ثيق برجل غريب و فالمقابل تكذب واليديها …
وقفات قدام المراية من بعد ما لبسات حوايجها و نشفات شعرها، بقات كاتناظر انعكاسها لثواني قبل ما ترمي عيونها للصور المبعثرة فوق الناموسية، و قبل ما يغرقوها ثاني في بحر عميق من الحيرة خدات نفس طويل و خرجات من جناحها….
هبطات للتحت لقات باها و مها كيف العادة كي فطرو،قبلات خد كل واحد فيهم من بعد جلسات حداهم و بدات كاتفطر في هدوء تحت انظار واليديها لي كي تسائلو بيناتهم على سبب سكوتها ، من بعد مدة قررات لؤلؤة تسولها و نطقات بنبرة قلقة…
لؤلؤة: امضرا ابنتي؟ فكرتي؟
ديهيا(هزات فيها راسها و نطقات بهدوء ممزوج بنبرة حازمة): انا غادي نكمل حياتي كيف كنت مخططة ليها..
لؤلؤة (علات حاجبها بأمل): بمعنى؟
ديهيا: غادي نتزوج بطارق…
سيطر الصمت لبرهة من الزمن قبل ما تبتاسم لؤلؤة هي و اسحاق لي اخيرا حسو براحة كبيرة من بعد كلام بنتهم الاخير..
لؤلؤة(وقفات و جلسات حدا بنتها، شدات فيديها و قالت بنبرة دافئة): احسن قرار خديتي ابنتي ما يمكنش توقفي حياتك فالوقت لي ذاكرتك ما غاديش ترجع ليك…(مسحات على شعرها بحنان) الأهم حنا معاك…حنا هما ذكراياتك ابنتي….
إسحاق: راك بنتنا…مستحيل نقبلو نعطيوك لشي حد حنا عارفينو غادي يآذيك…و طارق غادي يديرك فعينيه ثيقي بيا…
ديهيا(حركات راسها): ثايقة فيكم…
نطقات بهاد الجملة بكل ثقة، لكن ما تقدرش تنكر بلي فداخلها، كاينة بقعة صغيرة من الشك…
لؤلؤة هزات تيليفونها من فوق الطبلة و قالت بحماس: غادي نعيط ليه…غادي يفرح بزاف مسكين…
ضغطات على الرقم و تسنات ثواني قليلة حتى سمعات صوتو الخشن ملي نطق..
طارق: لالة لؤلؤة؟
لؤلؤة: عندي ليك خبار زوينة…(شافت فديهيا و وسعات ابتسامتها) خطيبتك قررات تكمل ما بديتوه…قررات تتزوج بيك…
طارق(بتاسم):أحسن خبر سمعتو… هادي أجمل مفاجأة، شكرا ليك ا خالتي (تبسم بمكر) تقدري تعطي التيليفون لديهيا بغيت ندوي معاها..
لؤلؤة: أكيد…(مداتو لديهيا لي خداتو منها) دوي معاه راه فرحان بزاف…
ديهيا(حطات التيلي على وذنها و قالت): الو…
طارق: الو حبيبتي…داكشي لي قالت ماماك بصح؟
ديهيا: اه…انا قررت نتزوج بيك…
قالت هاد الجملة و هي ما عارفاش بلي راجلها الحقيقي كان جالس قدام طارق لي عمدا ضغط على مكبر الصوت باش يخليه يسمع بوذنيه كلام ديهيا و هي كاتوافق على زواجها من شخص اخر، كان جالس كي سمع ليها بعجز و يديه مبروطين،فمو سادينو ليه بقطعة من الكماش لي خاشيينو ليه داخل ثغرو باش ما يقدرش يتكلم، الد.م كارم فمؤخرة راسو و بزز باش قادر يحل عيونو…
أما طارق و هو كي ناظر الصدمة لي على ملامح خالد نطق بصوت هادئ مغلف بخبث كبير: أخيرا ا حبيبتي… من شحال و انا كانتسنا هاد اللحظة….ما قادرش نصبر حتى لداك النهار لي تكوني فيه بين دراعي
خالد ضغط قبضتيه بقوة حتى تغرزو الأصفاد فعصميه و جسدو بدا كي رتاجف عضبا، كلماته، صوته، كانو بمثابة خنجر سام كي تغرس فقلبو مرارا و تكرارا، و الاسوء من ذلك ما قادر يدير والو من غير يسمع لكلام طارق،كان عاجر حتى عن الصراخ…
أما ديهيا فالجهة الثانية، حسات بشعور غريب،ما عرفاتش علاش لكن شي حاجة زحفات لقلبها فجأة، لكن علاش؟، ربما حيت ما ولفاتش كلامو ولا حيت فاقدة ذكرياتها و نسات بلي حتى هي ربما كانت كاتجاوبو بنفس الكلام الحميمي، ولا ربما حيت حسات بلي ورا كلامو كاينة شي حاجة مخبية، شي حاجة ما تقدرش تشوفها…
ديهيا (حاولات تبتاسم و تسايرو فكلامها و قالت بهدوء): ان شاء الله…
طارق زاد وسع ابتسامتو الشيطانية و هو كي شوف فخالد لي وجهو تحقن بالد.م من فرط الغضب المصحوب بالأسى و العجر…
طارق: يالاه نخليك ا حبيبتي…حتى نجي عندك و نتافقو على الباقي…
ديهيا:واخا…
انهى كلامو معاها و تكا بظهرو على الكرسي لي مقابل مع خالد، ربع يديه و بقا كي شوفيه و هو كي حاول يتنتر من فوق الكرسي رغم ان يديه مبروطين مع الكرسي، اما عينيه المحمرتين لي موجهم ليه بعنـ ـف كان من خلالو كي خبرو بلي لو كنت حر طليق فهاد اللحظة كنتي غادي تودع حياتك…
طارق صدر ضحكة تررد مسمعها فداك البيت لي وسط مكان مجهول، لحظات و حك لحيتو قبل ما يقول…
طارق: كان عند بالي مـ ـتي…من بعد ما قطعنا ليك الفرانات فالطوموبيل كنا متأكدين بلي مو تك مؤكد…و لكن للأسف..(على حواجبو و ميل راسو) و لا لحسنه…بما انها فقدات الذاكرة…غير هو ما كانش فخبارنا بلي غادي تركب معاك ديك الليلة…(فك يديه و قال) و لكن نجيتي منها…بقيتي حي نتا وياها…هادشي ما خلاناش نستسلمو(ضحك بخبث) حيت و نتا كلك مدگدگ هزيناك و لحناك فالخلا خليناك تودع تما…(ضر ب يديه مع بعضياتهم) و لكن خسارة كان عليا نتأكد من مو تك…(حقق النظرة فعيون خالد لي شرارة الغضب خارجة منهم) اكيد كاتسائل علاش انا مصر نتزوج بيها؟(وسع يديه) بنت سميرس الوريثة الوحيدة لگاع الممتلكات ديالو…من بعد ما يمو تو واليديها و لي طبعا انا غادي نقتـ ـلهم…گاع داك الورث غادي يكون من نصيبي…(رجع كي ضحك ثاني و هو كي خمم فهاد الخطة) قريب قريب…ما بقا والو…(وقف كي قاد فالكوستيم ديالو) نخليك دابا (طبطب على خد خالد لي دور وجهو للجنب مُكره) فاش نتزوجو غادي نرجع لعندك و انا جايب معايا تصاورنا…مستحيل تمو ت قبل ما تشوف مرتك فحضن واحد اخر….
بدا كي قهقه بصوت عالي و هو غادي خارج من ديك الغرفة لي تسدو بيبانها بمجرد ما خرج منها، مخلي وراه خالد كي صارع الغضب و الحقد بوحدو و هو مكبل الايادي، عاجز عن الصراخ و الانفجار…
دازو أيام و اسابيع حتى دازت شهر بالضبط، فهاد المدة كانت ديهيا كاتوجد للعرس ديالها هي و عائلتها و خطيبها لي كان كي حاول ما امكن يعاملها برفق باش قلبها يميل ليه، و رغم محاولاته البائسة لكن كانت دائما ردة فعلها على تصرفاته معاه باردة، ربما حيت مازال الشك مرافقها، و لا الشعور بعدم الراحة لي مجتاحها طوال هاد الوقت و هي كاتستاعد للزواج…
جا نهار جديد، النهار لي غادي توقع فيه ديهيا على عقد قرانها برجل اخر و هي مزوجة أصلا، طبعا واليديها كانو قادو الامور بشكل مثالي و زيفو مو ت خالد باش يسدو أفواه الناس لي كانو عارفين بزواج ديهيا بخالد قبل…
بفستان ابيض مرصع بالاحجار، كانت جالسة فديك الطبلة الطويلة وسط قاعة راقية من اغلى القاعات فمدينة لندن،مزينة بالأضواء البيضاء و الورود الناعمة،الضيوف كي تهامسو بيناتهم و هما كي شهدو على زواج الوريثة ديال أغنى رجل فالبلد، و طبعا ما يقدرو يقولو والو بحكم انهم تلقاو اوامر حذرة من لؤلؤة و اسحاق باش ما يذكرو حتى حاجة عندها علاقة بخالد…
اما عيونهم كانو موجهينهم لهاد الاخيرة لي جالسة حدا طارق،و لي كان لابس بدلة انيقة فالاسود ، راسم على ثغرو ابتسامة انتصار و هو كي هنئ راسو على خطته المحبوكة و لي نجح فيها،رغم ان واليدين ديهيا عاونوه لكن الطمع ديالو مخليه يخطط لمو تهم حتى هما،و من بعد يتبع ليهم ديهيا هي الاخرى…
العدول تكلم و نطق بكلامو المألوف،من بعد سول طارق هاد الاخير لي فالبلاصة وافق على زواجو بديهيا، وقع على العقد تحت تصفيقات الجميع من بينهم اسحاق و لؤلؤة لي فرحانين حيت اخيرا بنتهم غادي تزوج بالشخص لي فعلا كي ستاهلها، بالنسبة ليهم…
من بعد ثواني جا الوقت لي غادي توقع فيه العروس، لي شدات فالستيلو و بقات ضاغطة عليه و هي كاتبلع فريقها و كاتشوف فإسمها لي على الورقة و لي حدا اسم طارق العلوي …
كانت الامور غادا كيف ما تخطط ليه ،لكن فلحظة، لحظة وحدة بدلات كلشي…
و فالوقت لي كانت كاتناظر ديك الورقة، هاجمتها صورة مفاجئة، كأن باب مسدود فذاكرتها تحل فجأة و ندافعات منو ذكرى قوية، نابضة بالحياة،منعشة للذاكرة…
شافت راسها في غرفة مضاءة بضوء خافت، متكية على سرير كبير، وجسدها ملتف حول جسد رجل محاوطها بحنان، ما كانش وجهو واضح فاللول، لكن إحساسه، دفء أنفاسه، لمساته على بشرتها ما كانوش غراب عليها…
و من بعد الرؤية المبهمة لديك الذكرى بداو ملامحو كي توضحو مزيان،شافت عيون الرجل لي كان طالع فوقها كي عاشرها بحب و عشق،ما كانش خطيبها،ما كانش الراجل لي جالس جنبها دابا…كان هو.
شعرات بصدمة كاتجتاح جسدها، وكأنها تلقت صفعة قوية خلاتها تزعزع فبلاصتها، اختنقت أنفاسها، و بدا قلبها كي نبض بعنـ ـف ما متقبلش الدهشة لي تعرض ليها، الذكرى كانت واضحة، قوية، لا مجال للشك فيها…
طارق(حنحن من بعد ما لاحظ ترددها و قرب لوذنها هامس بأمر): وقعي خلاص… كلشي كي تسنا…
شافت فداك الستيلو لي ضاغطة عليه بصباعها قبل ما توجه انظارها لطارق لي رجع لإبتسامتو الواثقة،كي تسنا لحظة انتصاره الكاملة، و هي كاتحقق فيه حسات بالغثيان مجتاحها، بالغدر محاوطها من كل مكان،حتى من واليديها لي ثاقت فيهم…
وبلا تفكير، دفعات الكرسي للور و ناضت فجأة،و وسط نظرات الذهول من الجميع،لاحت داك الستيلو هزات كسوتها قبل ما تبدا كاتجري هربانة من تما،غير مبالية بصراخ لؤلؤة و هي كاتنادي عليها…
قبل مدة من الوقت…
فالديبو لي مسجون فيه خالد، هاد الاخير لي طوال هاد الايام و الاسابيع الثقيلة كان سجين لهاد المكان وسط صراعو القا تل مع التفكر و الحزن لي مستولي عليه، رغم ذلك كان كي راقب الوضع مصمم على الهروب باش يمشي عند مرتو لي عارفها ضحية لمكر طارق و لذاكرتها لي خانتها…
فهاد المدة لاحظ ان الحارس لي مراقبو كي تبع روتين معين، كي دخل باش يعطيه ياكل و يشرب و كي حل ليه يد وحدة من المينوط كي خليه ياكل بيها حتى كي سالي و كي عاود يربطها ليه مع الكرسي بحال اليد الثانية، لاحظ حتى السوارت لي كي جبدهم من الحزام ديال السروال ديالو…
خالد بقا صابر حتى وصل وقت الغدا، عاد سد عيونو و مثل على اساس انه مريض، و من بعد لحظات تم داخل الحارس هاز بلاطو فيه كاس ديال الما و شوية ديال الماكلة، حطهم فالارض و عتادل فالوقفة باش يجبد الساروت حتى كي بان ليه خالد مغيب..
الحارس نطق بالانجليزية: هيه نتا…فيق…
خالد بدا كي صدر أنين ناتج عن ألم مزيف و كي حرك راسو ببطئ و كأنه باغي يفيق لكن ما قادرش، هنا الحارس تعصب و هز داك الكاس خواه عليه خلاه يشهق و من بعد ثواني رجع غيب ثاني…
هنا حس الحارس بلي فعلا واقعة ليه شي حاجة، بلع ريقو بخوف خاصة ان طارق حذرو من انه يبقا حي حتى للنهار لي يرجع عندو و يهلك نفسيتو بكلامو الدنيئ على ليلتو الساخنة مع مرتو…
الحارس حل ليه يديه بجوج و بدا كي حاول يهزو لكن ما قدرش، و يالاه بغا يغوت على البقية باش يجيو يعاونوه و هو يدخل بيه خالد براسو حتى خلاه يرعف من نيفو…
وقف هاد الاخير و عطاه لكمة قوية فقداتو التوازن و طاح للأرض، طلع فوقو و بدا كي فرغ فيه گاع داك الغضب لي كان جامع هاد المدة حتى غاب عن الوعي عاد حيد ليه حوايجو و لبسهم قبل ما يخرج من الغرفة…
لقا راسو وسط ديبو حارسينو بقية الحراس لي واقفين مفرقين على المكان، داز من حدا واحد فيهم و هبط راسو باش ما يركزش فالملامح ديالو، بدا كي تمشى بثبات رغم جسده المنهك، حتى فاتو عاد سرع من الخطوات ديالو و توجه للغابة لي اختفى وسط ظلامها…
خالد من بعد ساعة و نصف و هو كي نازع الارهاق لي كي حس بيه قدر اخيرا يوصل للمدينة،و مباشرة و بدون تفكير توجه للڤيلا ديال ديهيا غير مبالي بداك عقد القران لي كان غادي يوريه ليها،ما بقاش هامو تعقل عليه و لا تصدق كلامو،المهم ياخدها معاه لمكان بعيد و ينقذها من خبث طارق و قسوة واليديها..
وصل للڤيلا و قلبو مشحون بالأمل والخوف فنفس الوقت،كان عند بالو غادي يلقاها واقفة فالبالكون كاتسنا فيه لكن ما لقا حد من غير الخادمات،شافهم و مشا عندهم و العرق من جبينو سيال…
خالد (نطق بالانجليزية و هو كي نهج): ديهيا…فين ديهيا…
الخادمة(حنحنات و هي كاتحقق فيه قبل ما تنطق): اليوم عـ….
قاطعاتها رئيسة الخدم لي كانت وراها، هاد الاخيرة لي وقفات حداها و نغزاتها بكوعها قبل ما تقول بصرامة مخاطبة خالد…
رئيسة الخدم: ما كايناش…سافرات هي و واليديها…
توقف قلبو للحظة و الألم كي عصر صدرو ،حس بالدنيا دارت بيه من بعد ما عرف بلي ضاعت منو و خداوها ليه، شنو يدير دابا و فين يمشي؟
ما كانش عندو شي خيار سوى الإبتعاد، كان عارف بلي بقية الاسئلة ما غادي ينفعوه بوالو،عطاهم بالظهر و بدا كي تمشى ببطئ مبعد من تما تحت انظار الخادمة لي الحزن كان مسيطر عليها خاصة انها كاتعرف بلي هو انسان ضريف و حنين…
خالد بدا كي رمي خطواتو بشكل عشوائي وسط المدينة و عقلو مشغول بيها، بدوك اللحظات الجميلة لي جمعاتهم من قبل، والمستقبل لي كان يحلم بيه معاها، كان الحزن استقر على ملامحه، و عينيه كانت مليئة بالألم، حتى أنه ما كانش عارف راسو فين غادي…
فجأة و بعفوية هز راسو للفوق حتى كي عقد حواجبو ملي لمح داك الاعلان الضخم لي على واحد من الابراج المحيطة بالمكان، كان الاعلان على زواج ديهيا السميرس برجل الاعمال طارق العلوي…
كانت الصورة واضحة، و السطر المكتوب كسر قلبو، كانت هي مبتاسمة بجانب طارق ،في حين هو كان واقف تما و عينيه المنكسرة عليهم، حاس بلي الارض تهزات من تحت رجليه، و كأن الزمن توقف لحظة…
فهاد الاثناء كانو جوج بنات واقفين حدا البلاكة ديال الطوبيس و كي شوفو حتى هما فداك الاعلان و هما كي تكلمو بيناتهم، الكلام لي وصل لمسامع خالد…
قالت البنت الأولى بالانجليزية: شوفي، غريبة هاد البنت.. كيفاش تقدر تنسى راجلها لي عاد ما ت و بسهولة تقبل تتزوح برجل اخر ..
قالت الثانية بتعجب: قاصحة الصراحة…كيفاش لقات راسها قادرة تعيش مع واحد اخر…
البنت الاولى تنهدات: يمكن شي حاجة كاينة ما عارفينهاش ، خاصة ان زواجهم كان سري بزاف و قليل لي عارف بيه…
البنت الثانية قالت بتساؤل: كيفاش عرفتي نتي؟
البنت الأولى: انا من ديما متبعة خبارها…كي عجبني الستيل ديالها فالحوايج…راقية و هادئة بزاف…كاتعجبني…شحال بقات فيا ملي دارت كسيدة و فقدات الذاكرة..
البنت الثانية بإستفسار: علاش زواجها كان سري؟
البنت الاولى:ما عرفتش..و لكن لي عارفة ان الصحافة قدرات تسرب الخبر، كانو دارو لقاء مع الاب ديالها و لكن كان باين بلي ما راضيش على زواجهم…اما مو ت راجلها الاول حتى حد ما دوا عليه…ما كاينينش گاع تفاصيل عليه من غير أنهم دارو كسيدة ما ت فيها و هي فقدات الذاكرة…
البنت الثانية قالت و عيونها على الاعلان: هممم…كانظن دابا راضيين على زواجها بما انهم علنو عليه…حتى هي كاتبان ليا فرحانة…
البنت الاولى بحزن: انا بقا فيا راجلها لي ما ت…(خسرات سيفتها) كرهتها گاع…
ظهرو على ملامح البنت علامات الأسف و كأنها حطات راسها فبلاصتو، اما هو، كلامهم ضاعف الأسى فقلبو اكثر،حس بنوع من الغضب و هما كي حطو اللوم و العتاب على مرتو لي حتى هي ضحية لخطة محبوكة،ما كرهش بصرخ بأعلى صوتو و يقوليهم الحقيقة، يقوليهم بلي هاد ديهيا ماشي ديهيا الحقيقية، هادي ديهيا لي الذكريات تسرقو منها…
لكن فالتالي ختار الصمت و رمى بخطواتو مبعد من تما و هو فداخلو كي علن على الاستسلام التام، شوية وقف عاقد حواجبو ملي تفكر واحد الجملة كاينة تحت الاعلان ما ردش ليها البال فالاول..
ديك الساعة رجع كي جري و هز فيها راسو كي قرا فيها بتمعن، كانت الجملة كالتالي:
“زفاف الانسة ديهيا السميرس من السيد طارق العلوي، اليوم على الساعة 20:00 مساءا في قاعة الافراح The Royal Regency “
قرا الجملة بتركيز، وكل كلمة كانت عبارة على سكين في قلبه استقر،ما قدرش يخبي الصدمة لكن فنفس الوقت حس بالقليل من الأمل لي خلاه يتراجع عن الاستسلام لي عاد علن عليه قبل ثواني، بلع ريقو و شاف فدوك البنات لي وصل الطوبيس ديالهم و كانو يالاه غادي يطلعو…
خالد(بصراخ): شحال فالساعة عافاك…
البنت(دارت عندو كاتشوفيه لكن وجهو ما كانش واضح، حدرات عيونها للتيلي ديالها و قالت): التمنية و ربعين دقيقة
ما بقاش جاوبها و بدا كي جري بأقصى سرعته و قلبو كي نبض بجنون، كي جري و كي دعي باش ما يكونش فات الفوت و تكون تزوجات…
نطق بترجي و هو كي نهج : انا جاي ا ديهيا،صبري ما تزربيش…
بعد فترة من الجري المستمر، بدا التعب كي نهش جسده خاصة و أنه مصاب، لكن عزيمته كانت أقوى، بقا مكمل طريقو نحوها و كأن العالم كله كي تلاشى حوله، شعور فداخله كان عاطيه القوة لي محتاجها،كانت ديهيا لي فعقلو و قلبو كاتشجعو على اكمال الطريق و عدم الاستسلام..
وصل اخيرا للشارع لي كي فصل بينو و بين القاعة لي فيها الحفلة، لي فيها مرتو لداخل،كان خصو يقطع داك الشانطي فقط و يترمى فحضنها،لكن كانت اشارة المرور خضراء و السيارت كي دوزو بكثرة…
وقف كي لتاقط انفاسو و عينيه على الاشارة كي تسنا فيها تعطيه حق المرور بفارغ الصبر،بدا كي ضر ب جناب رجليه بتوتر عالي و كي زفر بقلة صبر حتى كي لمحها من بعيد خارجة كاتجري هربانة من ديك القاعة بشرود تاف ملامحها،كانو عيونها ما مركزينش على نقطة واحدة و كأنها تائهة فعالم آخر، كان كلشي داير بيها عبارة على ضباب…
خالد من بعد ما شافها حس بسعادة عارمة تملكاتو،كان متأكد من انها هربانة من قدرها القاسي،راجعة ليه، لكن غير بانت ليه قاطعة الشانطي اختفت الابتسامة و حل فمو باغي يصرخ بإسمها باش يحذرها لكن مشا الحال…
ضر باتها الطوموبيل لي السائق ديالها ما كانش متوقع وجودها حتى بانت ليه فجأة ، حاول يوقف لكن ما قدرش،اما هو المشهد وقع قدام عيونو، وقع الصدمة على قلبو أشد قسوة من أي حدث جرا ليه فحياتو…
رغم ذلك مشا عندها كي جري و هو كي نطق بفزع:ديهيا..لا..لا…
وصل ليها فلحظات و ركع حداها و هو حاط يديه على جسدها،حاوط خصرها و قربها ليه قبل ما يبدا يطبطب على خدودها كي حاول يطمأن عليها، حط صبعو على العرق لي فعنقها و غير حس بنبضها غير منتظم بدا كي غوت على الناس لي تما…
خالد: عتقوها…شي حد فيكم يعتقها…
خرج السيد لي تسبب فالحادث و قال: انا نوصلكم للسبيطار…
خالد هزها ديك الساعة و مشا لعندو كي جري، ركب اللور و هو حاطها فحجرو و كي حقق فعيونها لي حالاهم شوية و كأنها كاتحاول توصل ليه من خلالهم انها عقلات عليه بسبب مشهد واحد هاجم ذاكرتها فجأة و فالوقت المناسب…
خالد: صبري دابا غانديك للبسيطار…ما غانخلي حتى حد يقرب ليك سمعتي… غانديك لبلاصة بعيدة فيها غير انا و نتي…
من بعد مدة وصلو للسبيطار،هبط خالد هازها بين يديه و دخل كي غوت على المسعفين لي جاو لعندو و خداوها منو قبل ما يديوها لغرفة الطوارئ، بداو الأطباء في عملية إنعاشها، في حين هو كان واقف خارج الغرفة كي تسنا ، و الخوف مسيطر عليه…
دازو ساعات و هو مازال على نفس الحال،قلبو قرب ينفاجر من فرط التوتر و الخوف و عيونو كل ثانية كي رميهم للباب ديال غرفة الطوارئ فين كاينة ديهيا لي كاتحارب بشدة باش تبقا حية…
دقائق و كانو واليديها وصلو من بعد ما دارو على اغلب مستشفيات المدينة و اخيرا لقاوها هنا،كان معاهم حتى طارق لي الغضب مرسوم على ملامحه في حين باها و مها كانو خايفين عليها …
طارق ملي بان ليه خالد وسع عينيه بصدمة و قال بعدم تصديق: نتا؟
خالد شافيه و نطق بغضب جامح: ماشي وقتك دابا…حتى نسالي ليك…
طارق تقدم لعندو بإنفعال و دفعو من صدرو ناطق بحدة: اش كاتدير هنا؟ ما كفاكش المشاكل لي سببتي لينا…
خالد بتاسم بتهكم: انا!؟(شاف فلؤلؤة لي كاتبكي خايفة على بنتها و اسحاق لي كي بلع ريقو مرعوب) انا السباب و لا نتوما لي كنتو سبابنا فالكسيدة!؟(ناظرهم بإمتعاض)شنو درنا ليكم حتى توقفو ضدنا!؟همم؟لدرجة تبغيو تقتـ لوني؟
طارق عاود دفعو ناطق بصراخ: سير فحالك من هنا…دابا…
خالد(جمع ليه وجهو بلكمة و قال بصياح قوي): ننتوما لي قو دو من هنا…(ضر ب صدرو بحرقة) انا راجلها…سمعتو…راجلها…
اسحاق شافيه بعبوس و قال بصوت منخفض: نتا ما تستاهلهاش…ما تستاهلش بنتي…نتا شمكار ما تكساب والو…بنتي بزاف عليه..
خالد كان حاس بمرارة داك الكلام لكن ما كانش مستعد للتراجع، شافيهم بنظرات حادة، صارمة و قال بثقة: الحقيقة غاتبان…سوا دابا سوا من بعد…غاتبان…
طارق زاد تعصب من كلامو و قرب ليه جامع قبضة يديه، ضر بو بيها لكن خالد رجعها ليه فالبلاصة و بقوة خلاه يفقد توازنو، اشتد القتا ل بيناتهم و بداو مضا ربين تما في حين اسحاق كي حاول يفكهم و لؤلؤة حاطة يديها على قلبها و كاتبكي بحزن…
لحظات و خرج الطبيب من غرفة الطوارئ، وصوته الجاد خلاهم يحبسو حربهم ديك الساعة…
بالانجليزية: حبسو…لي بغا يدابز يخرج برا…هادا سبيطار
لؤلؤة قربات ليه ناطقة وسط شهقاتها: بنتي…شنو وقع لبنتي؟
الطبيب شافيهم بحدة و كمل كلامو و هو كي نطق بهدوء مصحوب بنبرة جادة: قدرنا نعتقوها لكن مازال حالتها غير مستقرة، الضر بة كانت فراسها و خلاتها تدخل فغيبوبة، المريضة خصها تبقا تحت المراقبة الطبية…
ساد صمت قا تل في المكان، كلهم وجهو انظارهم للطبيب بذهول ما قادرينش يصدقو لي سمعوه،لؤلؤة تعالى بكاءها لي رجع ممزوج بصراخ في حين اسحاق شدها قبل ما تطيح و بدا كي صبر فيها رغم انه براسو خاصو لي يصبرو…
طارق شد راسو كي زفر و همو الوحيد فالخطة ديالو لي بدات كاتضيع، اما خالد من بعد ما سمع كلام الطبيب حس بلي الشخص الوحيد لي عايش على قبلو مشا و خلاه بوحدو،رغم انها مازال حية لكن حالتها الغير مستقرة سببات ليه قلث شديد…
وقف فمكانو ما كي تحركش، جسده تيبس، لحظات و بدا كي تمشى بخطوات بطيئة و هو مبعد من تما، ما حاسش بشنو ضاير حداه، شعلة الأمل لي كانت فداخلو قبل مدة طفات كليا فهاد اللحظة…
خرج من الكلينيك و صوت خافت فداخلو كي ردد جملة قاسية : غيبوبة… تقدر ما تفيقش…عمرها تتفكرني…
بقا مكمل طريقو متبع رجليه لي غاديين بيه نحو مكان مجهول لكن مألوف بالنسبة ليهم،جسده كان كي فقد قوتو و عقلو كث ستاعد باش يفقد الوعي و يرتاح شوية،حتى وصل للشارع لي دوز فيه اغلب اوقاته،و لي فيه الحلبة لي من ديما كان كي تدرب فيها برفقة صحابو…
لحظات و وقف قدام القاعة لي فيها الحلبة و الرجال واقفين حداها، مجمعين مع بعضياتهم و هما كي كميو و يشربو، لفت انتباههم خالد لي غير ركزو فملامحو عرفوه هو نفسو صاحبهم لي غبر فجأة من مدة هادي…
مارك قرب ليه موسع عينيه ناطق بالإنجليزية: كالد؟
خالد قال بصعوبة و عيونو كي تسدو و يتحلو ببطئ: ديهيا…خسرتها…(نزلات دمعة حارقة شاقة خدودو) خسرتها مرة خرا…
ما جا فين يوصل لعندو مارك حتى كان خالد طاح مغيب…
أشرقت الشمس و بقدومها ودعات ليلة عصيبة و قاسية، خالد كان متكي فالفوتوي لي وسط قاعة التدريب الخاص بالملاكمة و مارك واقف فوسط الحلبة كي تريني…
الصداع ديالو و هو كي صدر زمجرات قوية خلا خالد يحل عيونو و هو مخسر سيفتو، لحظات قبل ما يفيق و بدا كي حول انظارو على المكان كي حاول يتفكر شنو وقع، و غير سترجع ما حدث، تگعد فالجلسة و هو كي نهج بخوف…
خالد: ديهيا…
مارك حيد القفازات و هبط من الحلبة: فقتي؟ على سلامتك…
خالد شافيه و بلع ريقو: مارك…خصني نمشي عندها…
مارك جلس مقابل معاه: ماشي قبل ما تعاود ليا شنو وقع…(عقد حواجبو بتعجب) فين كنتي هاد الوقت كامل؟
خالد حط يديه على حلقو: بغيت الما…فيا العطش…
مارك: واخا ا سيدي…
وقف و قرب للثلاجة خدا منها قرعة ديال الما و عطاها ليه، خلاه كي شرب و مشا هو كي وجد فالفطور و مرة مرة كي رمي بصرو لعند خالد لي ساهي كي فكر، حتى سالا و حط الفطور فالطبلة قبل ما يجلس فبلاصتو…
مارك: يالاه البطل ديالنا…اش تما؟
فالوقت لي خالد كان كي حاول يسد جوعو بشوية ديال الماكلة كان كي عاود ليه گاع لي وقع ليه فهاد الوقت، خلاه مصدوم غير قادر على الكلام، كان عارف عائلة ديهيا كي كرهو خالد لكن ما توقعش يكونو وراء الاختفاء ديالو، بالاضافة لطارق لي همو الوحيد هو داك الورث…
مارك مسح على وجهو بإنفعال: ناس مراض…ماشي طبيعيين..
خالد: خصني نمشي عندها ضروري…غايضروها…
مارك: لا…ما تزربش…خصنا نفكرو فشي خطة…اما هاكدا غاتبقا ديما نتا الخاسر…
خالد عقد حواجبو بإنزعاج: نربع يدي و نبقا كانشوفيهم و هما كي ضرو فيها؟(زير على يديه حتى تقطع منهم الد.م) و داك الزا*ل…غانقتـ ـلو مازال… خصني غا نتهنى من جيهة ديهيا…
مارك: ما توسخش يديك…ما تنساش بلي قبل ما تغبر جاوك عروض باش تدرب مع اشهر المدربين…قدامك مستقبل زوين فالملاكمة…تحكم فراسك…
خالد: ما بقا كي همني والو…من غيرها هي…هي بوحدها…
ماىك: الى كاتهمك خصك تفكر بالعقل و ما تزربش…
خالد زفر بسخط: شنو كاتقتارح عليا ندير؟
مارك رفع حاجبو: عندكم دار جات فبلاصة غابرة ياك؟
خالد حرك راسو: اه…
مارك بتاسم: خلي البلان علينا…ما تخممش…
••بعد مرور 15 يوماً••
فوسط سيارة رباعية الدفع،كان جالس خالد فالقدام و حداه مارك في حين ثلاثة من صحابهم جالسين اللور،كانو كلهم لابسين بدلات طبية على استعداد باش يطبقو خطتهم لي طوال هاد المدة كانو كي تسناو غير اليوم المناسب باش ينفذوها،كانو كي نتاظرو ديهيا تفيق من الغيبوبة و هادشي لي وقع يومين قبل هاد النهار…
قبل يومين…
انبثق شعاع الحياة فعيون ديهيا و هي كاتحل فيهم ببطئ حتى ركزاتهم فالسقف لي فالشومبر ديالها، عقدات حواجبها و بدات كاتستشعر أنفاسها المضطربة و هي كاتلاحق نبضات قلبها المتسارعة، كان الهدوء طاغي على المكان من غير اصوات الاجهزة لي دايرين بيها…
مدة و هي كاتدور فعيونها حتى بدات كاتستوعب لي وقع حتى لقات راسها فوق هاد الباياص،بدات كاتفكر حتى فدوك الاحلام لي كانو مطاردينها طوال هاد المدة أو بالاحرى الحقائق لي تجسدو ليها على شكل حلم جميل خلاها تتشبت بالحياة أكثر…
بلا ما تحس زينات وجهها الشاحب بإبتسامة مشرقة و حلات فمها كاتحاول تنطق إسمو بنبرة حب و عشق كانو مدفونين فقلبها گاع ديك المدة لي فقدات فيها ذاكرتها، لكن غير سمعات الباب تحل رجعات سدات عيونها فالبلاصة…
كاتسمع خطاوي كي قربو منها حتى وصلو لعندها و وقفو، لحظات و بدات كاسمع الحوار ديالهم…
إسحاق(بحزن): بنتي واقيلا عمرها تفيق…
طارق: غاتفيق…خلي أملك فالله قوي…
إسحاق(بندم): عرفتي شنو…ندمت…ندمت على كلشي…كون غير خليتها تعيش حياتها معاه بلا ما نوقفو فطريقهم…(تنهد بأسى) ما كانش علينا نحاولو نقتـ ـلو خالد…ما كنتش عارف بلي لا قتـ ـلتو غانقتـ ـل حتى بنتي معاه…
طارق(ظهرو على ملامحه علامات الغضب لكن بقا متحكم فنبرته الهادئة): كنت غانتافق معاك لو كان فعلا كي بغيها…راك شفتيه كيفاش غبر من بعد ما عرف حالتها الخطيرة…(حط يديه على كتفو) ما كانش كي بغيها..كان كي بغي فلوسها…
إسحاق(قال و عيونو المتألمة على ديهيا): ما بقيت مسوق لوالو…بغيت بنتي تفيق و ترجع ليا…
طارق: ان شاء الله ا سي إسحاق…
من بعد كلامهم لي تسبب فصدمة لديهيا، خرجو بجوجهم و خلاوها كاتصارع الألم لي كي نهش فيها، قلبها بدا كي نبض بعنـ ـف و كأن وجع الدنيا كلو تجمع عليها فديك اللحظة، ما قدراتش تكتم دموعها و انفجرت باكية و جسدها الضئيل كي رجف من هول الدهشة…
طوال هاد المدة كانت مخدوعة؟ و من طرف واليديها من الفوق، شعور حارق كاتحس بيه يعجز اللسان عن وصفه، حتى دموعها الغزيرة ما قدروش يعبرو عليه كما يجب…
تفكرات ملامح راجلها، داك الراجل لي سكن قلبها و استوطن جوارحها، لي زرع فيها الأمل و الشغف فالحياة من بعد ما كانت سجينة لحياة مملة، روتينية و غير مشوقة…
و فالوقت لي كانت كاتنهار فيه دخلات ممرضة هازة المعدات ديالها باش تتفحصها كيف ديما حتى كاتفاجئ بيها فايقة و كاتبكي، وسعات عيونها و مشات كاتجري باش تعيط على الطبيب…
من بعد ساعات…
خرج الطبيب عند لؤلؤة لي كانت غادا جاية قدام الشومبر كاتبلع ريقها بخوف، و غير شافتو مشات لعندو ناطقة بنفاذ صبر…
{الحوار بالانجليزية}
لؤلؤة: بنتي فاقت ياك؟
الطبيب(حرك راسو): فاقت و لكن مازال خصها العناية حاليا…مازال خصها تبقا هنا…
لؤلؤة(حدرات راسها و غمضات عيونها): الحمدلله اربي…الحمدلله…
الطبيب: يمكن ليك تدخلي عندها…
لؤلؤة بدون تردد دخلات للشومبر و رمات نظرها لديهيا لي كانت متكية بظهرها على الكادر ديال الباياص و ساهية كاتخمم، غير شافتها زادت فوثيرة بكاءها و تلاحت عليها معنقاها كاتبكي فحضنها…
لؤلؤة: سمحي ليا ابنتي…ضريناك بزاف انا عارفة…سمحي لينا…
ديهيا رغم الغضب لي ساكن كيانها قررات تحافظ على هدوءها و تمثل على اساس انها مازال فاقدة ذاكرتها…
ديهيا: علاش نسامح ليكم ا ماما؟
لؤلؤة(عتادلات فالجلسة و مسحات دموعها): والو ابنتي…صافي نساي لي فات…من دابا القدام ما يكون غير خاطرك…لي بغيتيه انا معاك…حتى داك الرسم لي كنتي كاتمو تي عليه…رجعي ليه انا معاك…
ديهيا(بتاسمات ابتسامة شاحبة): واخا ا ماما…
بعد يومين…
فصباح هاد اليوم لي فيه كان خالد و صحابو مقررين ينفذو خطتهم، كانو واليدين ديهيا و طارق عند الشومبر ديالها كي عبرو على السعادة لي متملكاهم من بعد ما فاقت من الغيبوبة قبل يومين،في حين هي كانت ملزمة على انها تمثل الهدوء و الثبات قدامهم رغم ان قلبها محقون بالاستياء من جيهتهم…
لؤلؤة(كاتمسح على يديها بحنان): الطبيب قالينا تجاوزتي مرحلة الخطر…الحمدلله على سلامتك ابنتي…
ديهيا(بنبرة خافتة): الله يسلمك ا ماما…
إسحاق: من بعد هاد الموصيبة لي دزنا منها خصنا شي تسافيرة زوينة نساو فيها لي فات…
طارق(قاطعو): التسافيرة ان شاء غادي تكون بيني و بينها…(بتاسم ليها) من بعد زواجنا اكيد…
ديهيا رسمات على ملامحها علامات الكره و الاشمأزاز ، هاد المشاعر خلاوها تزير على قبضة اليد لي شاداها لؤلؤة و لي حسات بغضبها…
لؤلؤة (بحدة): ما كاين زواج دابا…بنتي عاد خرجات من الخطر و نتا كاتفكر فالزواج؟
طارق(اختفت الابتسامة من على ثغرو قبل ما يحنحن و يقول): عنيت بلي من بعد ما تولي بخير ان شاء الله…
إسحاق: يالاه نخليوك ابنتي…رتاحي…
الوقت الحالي، الساعة تشير الى العاشرة ليلاً…
دخل خالد للسبيطار و هو لابس البدلة و السماعة الطبية مدلية على عنقو،وراه كانو صحابو تابعينو و هما كي دورو فعيونهم على المكان، حتى وصلو للشومبر ديل ديهيا و دار خالد لعندهم عاطيهم اشارة باش يبقاو برا…
حركو ليه ريوسهم بالموافقة في حين هو حل الباب و دخل قبل ما يسدو من وراه، وجه انظارو لديهيا لي كانت ناعسة و بدا كي قرب ليها بخطوات بطيئة قبل ما يوصل لعندها و يحط يديه على فمها خلاها تحل عيونها موسعاهم للآخر…
ديهيا(حطات يديها على يديه و هي كاتحاول تنتر منو): امم…
خالد(بنبرة خافتة): شتت….هادا انا…
هبط الكمامة حتى بان وجهو و غير شافتو و عرفاتو شكون فكات ملامحها المتشنجة و ساد الصمت لمدة و هما كي تبادلو النظرات بيناتهم، لحظة واحدة كانت كافية باش تخليها تعرف بلي حريتها قريبة، خلاتها تتأكد من ان هاد الشخص عمرو خذلها شي نهار…
خالد(بنفس النبرة قال): انا عارفك مازال ما تفكرتيني و لكن بغيتك تيقي فيا…تقدري؟(ديهيا حركات راسها و حيد خالد اليد لي كان حاطها على فمها)
ديهيا: ديني من هنا…
خالد(بتاسم): دابا…
بدا كي حيد ليها الأسلاك الموصولة بجسدها برفق، في حين صحابو مراقبين الممر،لحظات و بداو كي سمعو خطوات كي قربو ، كان طارق و حداه لؤلؤة لي جات باش تبات مع بنتها و تصادفات مع طارق حتى هو عاد وصل، هاد الاخير لي غير شاف دوك الشباب واقفين تما بدوك البدلات حس بشي حاجة غريبة و قال بتساءل…
طارق: نتوما لي تما..اش كاتديرو عند ديك الشومبر؟
ديهيا(شهقات موسعة عيونها): هادا طارق…
خالد(هزها بين يديه): ما تخافيش…أنا معاك…
طارق قرب ليهم و يالاه بغا يدخل و هما يحبسوه الشباب، تنتر منهم مخنزر و بغا ثاني يدخل حتى كي عاودو يدفعوه خلاوه يتعصب و يجمع قبضة يديه باغي يضر ب واحد فيهم لكن مال بجسدو للجنب و ضر بو لرجليه حتى طاح للأرض…
مارك: سربي خلاص ا كالد…
خرج خالد من ديك الشومبر و هو هاز ديهيا لي كانت كاتشوف فطارق بعيون غاضبة، في حين هاد الاخير غير شافهم وقف و قرب ليهم…
طارق(بصراخ): فين غادي بيها…ها؟ فين غادي بيها…
خالد ما تكلمش، دخل بيه براس خلاه يرجع باللور و الد.م من نيفو سيال،قبل ما ينطق بتوعد…
خالد: حسابي معاك عاد غايبدا…صبر عليا شوية…
تخطاه و مشا من تما حتى وصل لعند لؤلؤة لي كانت كاتشوفيهم و دموع الاسف متحجرين فعيونها، ديهيا ناظرتها ببرود في حين خالد تخطاها حتى هي و كمل طريقو…
طارق تبعهم كي جري بتمايل و كي غوت على الاطباء باش يحبسو خالد و رفاقو حتى كاتشدو لؤلؤة من دراعو ناطقة بحدة…
لؤلؤة: باركا ا طارق…ديهيا عمرها تكون ليك…حنا غلطنا بزاف…
طارق(حمر فيها بعيونو قبل ما ينتر ليها يديها): طلقي مني…
و تبعهم كي صرخ بأعلى صوتو، في حين رجال الامن لي حارسين المدخل ديال المستشفى وقفو على خالد بغاو يحبسوه لكن جاو صحابو و بداو كي تقا تلو معاهم حتى قدر خالد يهرب هو و ديهيا…
ساعة و نصف من الصمت و هما فديك الاوطو لي سايگها خالد، وصلو اخيرا للدار ديالهم وسط ديك الغابة الغابرة، هبط خالد و مشا عند ديهيا هزها و دخل بيها لدارهم لي فهاد المدة نقاها و ازال الغبار عنها حتى رجعات الحياة كاتنبض فيها…
حطها فوق الفوتوي ديال السيجور و جلس مقابل معاها مراقب ملامحها و هي كاتعض شفايفها بتوتر و فنفس الوقت كاتفحص المنزل بعيونها، أخيرا حسات بالراحة، رغم ان المكان معزول و بعيد على صخب المدينة لكن بالنسبة ليها هنا افضل من أي مكان اخر، هنا كاينين الاضواء الخافتة و الجو الهدائ لي لطالما عشقاتهم، و هنا مخببين الذكرايات الجميلة لي أثارهم محفورة على دوك الصور لي معلقين فالحيوط…
خالد حنحن و قال بنبرة دافئة كي حاول يزرع فيها الامان: غانبقاو هنا بين ما تهدن الوضع…
ديهيا(شافت فيه): واخا…
خالد(رفع حاجبو بإستفسار): ياك ما خايفة؟
ديهيا: لا لا…(رجعات خصلة من شعرها ورا وذنيها) غير عيانة بغيت ندوش و نعس…
خالد: غانطلعك للبيت…تما كاينين حوايجك و الدوش…
ديهيا(وقفات): غادي نطلع بوحدي…
خالد(وقف و شدها من يديها): لا راك باقا مريضة…
ديهيا: انا بخير ا خالد…هاد اليومين كنت كاندير الترويض…
خالد(أدام النظر فملامحها المرتبكة قبل ما يطلق منها و يقول): واخا…على راحتك…
ديهيا: غدا و ندويو…صافي؟
خالد(بتاسم ليها): ان شاء الله… تصبحي على خير…
تمنات ليه بدورها ليلة هنيئة قبل ما تخطاه و تطلع للطابق الثاني، دخلات لبيتها، شعلات الضو و وقفات وسطو كاتأمل كل قنت فيه و موجة من الذكرايات الحميمية و اللطيفة كاتهاجم عقلها، بدات كاتمشى بخطوات ثقلية حتى وصلات للكوافوز لي محطوطين فوقو مستحضراتها و بقات كاتحسسو بأناملها…
لحظات و قربات من الشرجم و وقفات كاتناظر السماء و الغابة الممتدة قدامها، تفكرات الايام لي كانت كاتوقف فيهم هنا و دراع قوية كاتحاوطها مع قبلات دافئة على عنقها، أيام كانت فيهم في قمة سعادتها و هي برفقة الشخص لي كاتعشقو بجنون، الشخص لي شوقها ليه فات الحدود و كون ما تحكماتش فراسها قبل قليل كانت ترمات عليه كاتقبلو بعنـ ـف..
اما فالزاوية ديال البيت كان تما فوتوي كانت ديما كاتجلس فيه و كاتمارس هوايتها عليه بكل ارتياح،كانت كاترسم اي حاجة كاتخطر ليها فبالها و معاها خالد لي ديما كي شجعها على الحلم ديالها لي تخلات عليه على قبل واليديها…
تنهدات بضيق ملي تفكرات خيانة هاد الاخيرين و قبل ما ينغامرو دموعها فوق خدودها مشات للماريو هزات حوايجها و دخلات للدوش…
خدات وقتها فالدوش حتى سالات و نشفات لحمها قبل ما تلبس حوايجها و تخرج، توجهات للناموسية ديالها و هزات المخاد كاتقاد فيهم حتى كاتلمح شي حاجة كاتبري، صغرات عيونها كاتدقق فيها للحظات و هزاتها، كان خاتم زواجها لي خلاتو هنا قبل ما يديرو كسيدة ديك الليلة…
حسات برجفة كاتسري فجسدها،رجفة الحب و الشوق الكبير، ما كرهاتش تجري دابا لعندو و تعنقو عناق دافئ،لكن لازم تريح بالها هاد الليلة حتى تشرق الشمس…
لبسات الخاتم و تكات فوق السرير قبل ما تغمض عيونها و تغيب…
شرقات الشمس و على ضوءها فاقت ديهيا كاتكسل،ناضت و مشات للدوش غسلات وجهها و قادات حالتها عاد هبطات للتحت و هي كاتستنشق رائحة الطعام،دخلات للكوزينة و وقفات عند الباب مراقبة خالد و هو واقف قدام البوطة كي حرك فالمقلة لي فيها البيض في حين الطبلة عليها جوج كيسان ديال القهوة،التوست و العسل لي كي عجبها،و بقية الاطباق، و كأنه كان كي حاول يخلق ليها صباح دافئ يعوضها على گاع الألم لي عاشتو…
ما قدراتش تحبس الابتسامة من انها تتسلل لوجهها، رغم گاع الحقائق الصادمة لي تعرضات ليهم فهاد اليومين الا ان هاد اللحظة عوضاتها كلشي…
ديهيا(بنبرة هادئة): صباح الخير…
خالد(دار لعندها و غير شافها بتاسم ليها): صباح الخير…اخيرا فقتي…حسابلي غاتنعسي النهار كامل…
ديهيا (قالت و هي متوجهة للطبلة): ريحة الطياب فيقاتني…
خالد (جر ليها الكرسي): جلسي تفطري…
جلسات ديهيا و بدات كاتفطر بهدوء في حين خالد حط ما تبقا من الفطور عاد جلس قدامها كي ياكل و هو مراقب ملامحها لي توحشهم، لحظات و خسر سيفتو ملي سمعها قالت…
ديهيا:بغيت نطلب منك واحد الحاجة…
خالد: طلبي الدنيا كلها نعطيها ليك…
ديهيا(رشفات من قهوتها و قالت بتردد): بغيتك تنسا الحقد لي هاز فقلبك من جيهت واليديا…تنسا لي دارو فينا…خلينا نمشيو بعيد من هنا…نخليو كلشي ورانا…المهم انا و نتا مع بعضياتنا…
كان كي سمع لكلامها و غير مهتم بمحتواه، الحاجة الوحيدة لي كانت كاتدور فعقلو هي انها استرجعت ذاكرتها اخيرا، و الخاتم لي كي لمع فصبعها زاد أكد ليه شكوكه، الفرحة خلات الدموع يتحجرو ليه فعيونو، بحالها تماما…
خالد(نزلات دمعة على خدو و قال): اخيرا…
ديهيا انفجرت باكية قبل ما تنوض و تمشي لعندو، تلاحت عليه معنقاه و جلسات فوقو و هي محاوطاه بدراعها، في حين هو خشا وجهو فعنقها و بقا كي قبل فيها بحب و شوق…
ديهيا(ببكاء مرير): توحشتك بزاف…
خالد(قال و هو كي مرر اصابعو على شعرها بحنان): تفكرتي كلشي؟
ديهيا(شافت فيه و عيونها مُحمرة بالبكاء): اه…داك النهار فالعرس شفتك قدام عينيا…كنت غادي نسني على العقد حتى بنتي قدامي…من بعد ما فقت من الغيبوبة لقيت راسي عاقلة على كلشي…(كاتحسس خدو برفق) عليك و على حبنا…على عرسنا و على زواجنا و گاع لي دوزناه بجوج…
خالد(بتاسم ناطق بمزاح): كون حسابلي البلان هاكدا كنت ضر بت ليك راسك مع الحيط النهار اللول…
ديهيا(ضحكات وسط دموعها و هي كاتأمل ملامحو لي لطالما عشقاتهم): توحشتك ا خالد…(حطات جبينها على جبهتو و غمضات عيونها كاتستنشق عبير أنفاسه) توحشت كل حاجة فيك…
خالد(قال و هو مستمع بكل لحظة كاتدوز و هي فحضنو): و انا كثر ا ديهيا…الوقت لي دوزتو و نتي بعيدة عليا هلكني…(ضمها ليه بقوة كي قبل كل قنت فيها) عمرني نخليك…من اليوم عمرني نخليك…
و هما كي رويو شوقهم لبعضياتهم قاطع لحظتهم الدافئة صوت التيلي ديال خالد و لي شراه فهاد الفترة، هاد الاخير لي بعد على ديهيا و جبدو من جيبو كي شوف شكون المتصل، قرا اسمو و جاوب فالبلاصة…
{الحوار بالانجليزية}
خالد: مارك…كلشي بخير؟ قدرتو تفكو منهم البارح؟ نسيت ما سولتك…
مارك(بنبرة مرتبكة): اه حنا بخير كلنا…(حنحن بتوتر) شفتي الاخبار؟
خالد(عقد حواجبو): لا علاش؟
مارك(بتردد):شعل التلفازة…نخليك دابا…
قطع معاه و خلاه سجين للفضول، شاف فديهيا و نوضها من فوقو قبل ما يتوجه للتلفازة لي فالسيجور و يشعلها، دار القناة الاخبارية و هو يتصدم من الخبر لي كي علنو عليه…
“مقتـ ـل إسحاق السميرس و زوجته على يد رجل الاعمال طارق العلوي”
بينو هاد الاخير و هما مخرجينو من الطوموبيل ديال البوليس و رابطين ليه يديه بالمينوط قبل ما يتوجهو بيه للكوميسارية، كان وجهو طاغي عليه البرود و الجفاء من بعد ما حس بلي حياتها كلها ضاعت بسبب الطمع و الجشع لي خلاوه يقتـ ـلهم…
هاد الاخيرين لي كانو قررو يتوبو على افعالهم و يتقبلو خالد كزوج لديهيا من بعد ما ادركو بلي حبهم أقوى لكن ما وصلوش للمراد ديالهم بسبب طارق…
الصدمة شلت اطراف خالد لي رغم انهم أذاوه بشدة لكن الخبر كان قاسي بعض الشيئ، دار ببطئ عند ديهيا بانت ليه مركزة نظرها على التلفازة و يديها كي رجفو، كاتقاوم دموعها و كاتحاول تقنع راسها بلي دوك لي فقدو حياتهم ما بقاو كي عنيو ليها والو، لكن ما قدراتش تكذب على مشاعرها، فالاصل عاد قبيلة كانت كاترجى خالد باش ينسا الانتقام….
ثواني من الرجفة الناتجة عن الصدمة و صدرات صرخة من الاعماق قبل ما تجلس فالارض كاتبكي بحرقة، خالد قرب ليها و حضنها كي طبطب عليها و بكلامو كي واسيها…
ثلاثة الاشخاص كانو سبب فالمأساة ديالهم اليوم خداو جزائهم، من لؤلؤة و إسحاق لي ودعو الحياة قبل حتى ما يطلبو المغفرة من بنتهم و خالد، و طارق لي خسر كلشي فثانية،و دابا غادي يبقا سجين لأربعة جدران حياتو كاملة…
••بعد مرور 3 أشهر••
كانت فترة كئيبة و حزينة على ديهيا لي ما قدراتش تتقبل ديك الصدمة القاسية، خالد طوال هاد الوقت كان معاها و عمرو بعد عليها و لو لثانية، كان ليها الكتف لي كاتحط عليه راسها كل ليلة و هي كاتبكي بحرية، كان الحضن لي بدفئه كاتقدر تنعس من بعد يوم طويل من الصراع مع الأسى…
الجنازة حضرات ليها و هي مهدومة الاكتاف، مكسورة القلب، و حتى فهاد الاثناء كان خالد فجانبها و بيديه دفـ ـن نسابو لي فرقوه على مرتو، ما كانش همو الألم لي سببو ليه انما همو الوحيد هي ديهيا لي كانت كاتعاني من ألم اكبر بكثير من ديالو…
من بعد الجنازة ديهيا كانت منغالقة على راسها، كاتاكل بزز و تضل ناعسة، الا فهاد النهار، فاش قررات اخيرا تنسا لي فات و تواجه الحياة…
وصلها خالد للمقبرة و وقفات قدام قبرهم بعباية سوداء و شال فنفس اللون ساتر شعرها، بقات كاتحقق فسميتهم لي منقوشة على الحيط و الدموع من عيونها سيالة…
ديهيا: ماما….بابا…انا اليوم جيت باش نقوليكم بلي انا مسامحاكم…بغيتكم ترتاحو فقبركم…خالد حتى هو مسامحكم…(مسحات دموعها) گاع الورث لي خليتو ليا غادي نتبرع بيهم لليتامى و المحتاجين كصدقة ليكم….باش هاكدا ربي يغفر ليكم…(تنهدات بأسى) بسلامة…
بعدات من داك المكان و مشات عند خالد لي كان واقف جنب الاوطو كي تسناها، قربات ليه و حاوطات خصرو بيديها قبل ما تحط راسها على صدرو و تقول بنبرة هادلة…
ديهيا: رتاحيت فاش سامحتهم…
خالد(قبل راسها):هاكدا حسن… كي بقاو واليديك…(بعدها عليه و شافيها مبتاسم) عندي ليك واحد المفاجأة…
ديهيا: لي هي؟
خالد: حتى تشوفيها بعينيك…
ديهيا(بحماس): يالاه دابا نيت…تشوقت…
ركبو فالاوطو و ديمارا خالد راجع للدار ديالهم،مدة من الوقت و كانو وصلو،بلاصة جنب المنزل و هبط غادي لعندها،شد بيديها و نزلها قبل ما يجرها معاه في اتجاه دوك الاشجار لي محاوطين المكان…
ديهيا(بإستغراب):فين غادي بيا…
خالد:لواحد البلاصة كنت كانوجد ليك فيها هاد الوقت كامل…
ورا دارهم بأمتار قليلة كان تما كوخ خشبي بناه خالد بنفسو فهاد الثلاثة أشهر،قربو ليه و حل هاد الاخير الباب قبل ما يدخلو بجوج،ديهيا غير شافت شنو موجد ليها توسعو عيونها بدهشة….
كان المكان اشبه بعالم خاص بها، الجدران مغطاة بألواح خشبية دافئة، النوافذ الكبيرة سامحة لأشعة الشمس بالتسلل، و فزوايا داك المكان كانو تما رفوف عامرين بأنابيب الألوان، فراشي الرسم، و أوراق بأحجام مختلفة، و على الطبلة الكبيرة لي الوسط،محطوطين لوحات بيضاء كي تسناو لمساتها الابداعية…
ديهيا(بإندهاش): لا ما يمكنش؟
خااد (مبتاسم و هو كي راقب ردة فعلها):الحاجة لي كاتبغيها…من بعدي طبعا….هي الرسم…عارفك تخليتي على هاد الحلم داكشي علاش بنيت ليك هاد البلاصة باش ترجعي لهوايتك…
حطات يدها على فمها، دموع خفيفة ما قدراتش تحبسهم من انهم ينزلو، ما كانوش دموع الحزن، انما كانو مزيجا من الدهشة والامتنان، لسنوات و هي كاتحلم ببحال هاد المكان،رغم ان واليديها كانو قادرين بسهولة يوفروه ليها لكن كانو رافضين حلمها…
تقدمات ببطء و بدات كاتقيس اي حاجة تما، هزات فرشاة كاتلعب بيها بخفة بصباعها قبل ما تدور عند خالد و تنطق بهيام…
ديهيا:هادي أجمل حاجة دارها شي حد على قبلي…
خالد (بصوت دافئ): هاد البيت ماشي غير بيت و صافي…هادا بداية ليك و لينا بجوج…(بتاسم) دابا ما بقاش عندك عذر…بغيتك تكوني احسن رسامة فالدنيا…
ديهيا(بإبتسامة):و بغيتك تكون اشهر ملاكم فالكون
خالد(داعب نيفها بصبعو): ان شاء الله
ديهيا(عنقاتو): كانبغيك…كانبغيك بزاف ا حبيبي…
خالد(خدا يديها بين يديه الضخمة و طبع عليها قبلة): كانبغيك ا عمري…كانبغيك من اول مرة شفتك…لدابا و حتى لآخر نهار فحياتي…
فديك الليلة و فالوقت لي كانت الغابة غارقة في صمت مرعب،كان بيتهم يضج بالحياة وسط ضحكات ديهيا المتتالية و هي شادة فيد خالد لي كي رقص بيها تحت انغام الموسيقى الهادئة، لابسة شوميز دو نوي حريرية فالاحمر في حين هو كان مكتافي فقط بشورط فالاسود…
سالاو رقصتهم و حل الصمت على المكان و هما كي ناظرو ملامح بعضهم البعض بحب و اشتياق شديد، خالد قرب ليها اكثر و مد صباعو كي تحسس خدودها بعشق و عيونو مركزهم على شفايفها لي باغي يتلذذ رحيقهم فأقرب وقت…
خالد(بنبرة هادلة):نتي معايا دابا…ما غانخلي حتى حاجة تضرك…من اليوم…وعد مني…
ما كانتش محتاجة للكلام باش تعبر على شعورها، النظرات بوحدهم كانو كافيين باش تبوح على ما كاين فقلبها،بلعات ريقها و هي كاتشوفو كي قرب ليها اكثر حتى بداو نبضات قلبها كي تسمعو،حط يديه على السماطي ديال كسوتها و هبطهم ليها حتى طاحت فالارض كاشفة على جسدها العاري…
بدا كي تأمل الجسد لي من ممتلكاته،الجسد لي حفر عليه اثار عشقو لها من سنوات، حط يديه على عنقها و تحنى لعند شفايفها طابع عليهم قبلة، تبع ليها قبلة ثانية، ثم ثالثة، رابعة و خامسة قبل ما يبدا يقبل فيها بعنـ ـف ما قادرش يتحكم فشوقو ليها و لمذاقها..
تكاو فالناموسية و اجسادهم متلاصقة، اصواتها و هي كاتوأه بإستمتاع ماليين المكان، دقائق من المداعبة لي خلاوها تنسا روحها و هي تحتو بداو و اصوات زمجارته كي تردد مسمعهم من بعد ما قتاحمها بعضوو…
ما كانتش مجرد ليلة عادية، كانت بداية جديدة لقصة حبهم لي نتاصرات في الاخير، لا خوف فيها، لا ألم و لا بكاء، فقط السعادة و الحب لي كي غذيو بيه أرواحهم…
••بعد مرور سنة••
دازت سنة كاملة، عام من الفرح،عام من الأمل، من الحب و من بناء حياة جديدة بعيدا على داك الماضي المؤلم…
كانت جالسة على الفوتوي لي فالسيجور مقابلة التلفازة و هي هازة فيديها كاس ديال الشوكلاطة الساخنة،و عيونها مركزاهم على التلفازة فين كان البث كي نقل لحظة انتصار طال انتظاره.
فالحلبة، كان واقف بثقة، أنفاسه متسارعة، العرق كي لمع على جبينه، و الابتسامة مزينة ملامحه لي رغم انهم تنفخو بسبب اللكمات الا انهم ما خفاوش وسامته الطاغية،كانت مراقبة ديك الابتسامة بتعمن،ديك الابتسامة لي كاتعرفها مزيان،ابتسامة رجل ما كي عرفش الاستسلام،الرجل لي قا تل على قبل كلشي،على قبلها حتى هي…
رفع يديه للفوق، والجمهور كي هتف بإسمو في حين مارك و اصداقه هازين داك الكأس الذهبي كي نقزو احتفالا بالانتصار، اما هو ما كان كي شوف فحد، كان كي قلب عليها هي، عارفها كاينة تما مراقبة هاد اللحظة بفخر كبير…
قربو ليه الصحافة بالكاميرا و بداو عليه بالاسئلة لكن كان همو الوحيد يعبر على شعورو، تغاضى عن اسئلتهم و نطق و هو كي نهج بسبب قلبو لي كي نبض بعنـ ـف…
خالد بصوت مبحوح مفعم بالمشاعر: هاد الربح على قبلك ا ديهيا… كيف ما وعدتك…انا ديما كانربح على قبلك…تسنايني…انا جاي دابا لعندك…
بتاسمات و هي كاتمرر يديها على بطنها المنتفخ، فين كانت هازة فأحشائها جزء منو، منها حتى هي، ولدهم لي مازال ما جا لكن كان حاضر فنبضها المتسارع، فـ فرحها العميق، في الحلم لي رجع اكبر مما تتخيل، الرسامة المعروفة بفنها المبدع، الملاكم المشهور عالميا، و الطفل لي غادي ينتاقل بيهم لمرحلة اخرى من علاقتهم…
ديهيا(بإبتسامة واسعة قالت): وأنا غادي نكون ديما معاك و حداك، ديما هنا، كانشجعك كيف ما كاتشجعني فالحلم ديالي…
تنهدات بحب و كملات كلامها ناطقة بغرام:
كانبغيك أ ڤاگابوند (المتشرد)…
❝ 𝑇𝐻𝐸 𝐸𝑁𝐷 ❝
••• النهاية…تمت و الحمدلله •••