
✨قصــة قصيــرة بعنــوان✨
: “مــــــــــــــامــــــــــــا… ! “
“الأم”..الكائن لي كيحتاضنا من أول يوم..و لي قادر ايبقا هازنا حتى لأخر اليوم..هي نفسها أول شخص فرح بيك..أول شخص تشبت بيك..أول شخص خاف عليك و و أول شخص بغاك..
ولكن شنو ممكن ايوقع إلا كانت هاد “الأم” كتخالف مع هاد الكلام..شنو غيوقع إلا هاد “الأم” فالحقيقة لا تمت للأمومة بصلة..!
قصة خفيفة ضريفة دوزو بيها ليلتكم..🌛✨
بقلم : mira sarir (ميرا)
بون سواغي🥂❤
الساعة تشير “للواحدة ليلا”..الصقيل مالي المكان فالمستشفى دالمنطقة..المرضى كل و فين قادو ليل..ها لي نعس..تهنى و رتاح..و ها لي مازال معذب فعز ظلام..و فاللخر كنقولو الله ايحسن العوان بكل وحد !
_فريدشوسي و بالضبط حدا “قاعة التوليد”..
واقف رجل بحروف كحلين..الفحولة كتفوح من عينيه و طولتو تعطيك خبارو..كيمشي و ايجي عاقد حواجبو و مرة مرة ايفرك صباعو بتوتر..حداه فالمقاعد جالسة سيدة متقدمة فالسن شادة شعرها الشايب بمقبط و مدورة ايديها على طفل صغير بملامح ملائكية و فجنبهم سيدة ثلاثينية كدور عيونها فكل بلاصة بخوف و كلهم ساكتين..ما كسر هاد الصمت غير صوت الطفل
“مامي لطيفة ايمتى تخرج ماما ؟”
تنهدات مطولة و مدات ايديها كتقيس ليه فشعرو رطيطب لي نازل على عينيه عاد نطقات بنبرتها الحنينة كأي جدة غالية..
لطيفة : قريب أحبيبي مابقا والو..(علات عينيها فالرجل)..ولدي هشام ايعطيك الستر ماجلس راها غتخرج سالمة بإذن الله
هشام (الخوف لاعب عليه): مازال ماحلو الباب..ساعتين دازت مازال ماعلمونا بوالو !!
لطيفة : خيير أولدي خيير..الصبر زويين و حنا ماعلينا غير نصبرو..(دورات عينيها لجهة الثانية)..أسماء ! زعما قلنا نتي مولات العقل..ذكري الله أبنتي
أسماء (تنهدات مطولة): سيدي و مولاي أماما سيدي و مولاي..
_داخل “قاعة التوليد”
الغوات كاسر الدنيا..بالسيف و هو خارج من حر الولادة ! كانو جوج دالأطباء مكلفين بيها..هي لي ولات حمرة و العرق كيقطر منها..كتشوف الفوق بعينيها الدامعين مزيرة بايديها على الحديدات..كتحس براسها كتحتاضر ماشي غير كتولد..أكيد و هي ماشي من هادوك لي كيتسناو ايشدو ولادهم بين ايديهم..ماشي من دوك لي مشوقين فالولاد..و ماشي من دوك لي كيضلو هازين كفوفهم لسما طالبين الله ايرزقهم بوليد ولا جوج..كانت هي من دونهم و غير عليهم .. !
الطبيب (عاقد حواجبو و العرق هابط من جبينو): مادام إكرام..فيقي معايا..الراس دلبيبي بان محتاجينك تعاودي دفعي
إكرام (زادت زيرات على الحديدات حتى خرجو عروقها و غوتات على حرها) : حيدووووووووووه!!!
الطبيب : وخا أمدام وخا غير حاولي معانا
إكرام (زيرات على كرشها بايديها فحالا غتحيدها): مااااااابغييييتش غنموووو وووت غييييييقتلنييييي غنموو ووت
الطبيبة (جات شدات ليها ايديها): مادام إكرام الله ايخليك تهدني..ساعتين و نتي صابرة..زيدي صبري معانا راه ماابقا والو و تشديها بين ايديك
إكرام (كتنهج و تحرك راسها بهستيربا): مااابغيييتهااش..عاافااكم خرجوها..(مخرجة عينيها)..خرجووووها
الطبيبة : وخا ! غير دفعي..خودي نفس طويل و دفعي بالجهد لأخر مرة !!
غمضات عينيها بالجهد و زيرات على سنانها حتى حاكاتهم و فالبلاصة حسات بزحمة مرفوقة بألم فظيع خلاتها تغوت بجنون..
“أااااااااااااااااااااااا….”
الطبيب بالزربة شد البيبي و قلبو على كرشو حتى طلق صرخة قوية كتعلن على القدوم ديالو للحياة..
“فوااالا ، أون فان !”
الطبيبة (كضرب ليها على حنكها): مون ديو سخفات ، خاصها ضروري ترتاح هاد النهار
الطبيب : وي من الأحسن..(مد ليها لبيبي)..هاكي البنيتة تكلفي بيها نتي و قولي للبنات ايجيو ايكملو مع الأم..مازال خاصها تخرج الخوات
الطبيبة : داكوغ دوكطوغ..
شير ليها براسو و مشا جهة لافابو غسل ايديه..مباشرة من بعد حيد الكمامة و حل الباب دالقاعة عاد خرج مبتاسم كيشوف فعائلة “إكرام” لي غير شافوه و هوما ايوقفو كاملين..
الطبيب (بتبسيمة بشوشة): مبروك..البنيتة و الأم مزيانين..على سلامتكم !
لطيفة (عينيها غرغرو بالفرحة): الحمدالله يا ربي الحمدالله
أسماء (عنقاتها بفرحة): سمعتيه أماما ، بجووج بيخير
هشام (جمع ايديه حاطهم مورا راسو): الحمدالله
زياد (كيرمش فباباه): ماما جات ؟
هشام (هزو عندو ): جات هي و ختك أبابا
زياد (وسع عينيه و نطق بصدمة طفولية): ختي ؟ ختي جات !
أسماء : جات أحبيبي ، صبر غير ايطلعوهم لشومبر و نمشيو عندهم
_بعد مرور الوقت..
بدات كتحل عينيها بالشوية و فنفس الوقت كتكمش حواجبها و تخسر فملامحها ، كتحس بالأ لم كيجري فجسمها من الفوق لتحت ، رمشات بالشوية و بلعات ريقها بصعوبة كتحس بحلقها ضارها و بذاتها كلها مهلوكة ، عاودات رمشات مرة ثانية كتحاول تستوعب راسها فين لكن الحريق ديال راسها مامساعدهاش..حتى حسات بايديه عند ايديها..
هشام (كيمشط ليها على سالفها): على سلامتك
إكرام (بصوت ضعيف و باح): هشام..
لطيفة (وقفات مقربة ليها): فقتي أبنتي !
إكرام (علات فيها عينيها النايمين): ماما..الما
لطيفة (شافت فهشام بارتباك): ل لا أبنتي الطبيب قالينا مانعطيوكش الما دبا
هشام (باس على راسها): ماشي دبا..مامزيانش ليك
إكرام عاودات بلعات ريقها و رجعات كتشوف قدامها فصمت..حتى تحل الباب دالغرفة و دخلات منو أسماء هازة فايد قهوة و اليد الأخرى شادة بيها زياد..هاد الأخير لي غير شاف ماماه فايقة و هو ايطلق من خالتو و مشا كيجري موسع تبسيمتو صغيورة..
“ماما !”
هزات فيه عينيها لقاتو جاي كيجري عندها و قبل ماترمش كان وصل و عنقها بكل جهدو بايدياتو صغيورين..
“توحشتك”
إكرام حسات النفس تقطعات فيها..زيرات على ايدها حتى حمارو و ضغطات على نفسها كتحاول تبسم ليه..
هشام (حط ايديه على راسو): ماماك عيانة دبا تبرا و أجي عنقها شحال ما بغيتي وخا ؟
زياد (ومى ليه براسو و نطق ببرائة): و خيتو ؟
أسماء (جراتو حداها): حتى هي أحبيبي تشد فراسها و أرا ماتلعب معاها..(شافت فإكرام مبتاسمة)..حبيبتي على سلامتك الحمدالله ملي دوزتيها سالمة
لطيفة : الحمدالله ربي كبير ! فاين هي البنيتة ؟
هشام : غيجيبوها دبا
لطيفة : شفتيها ؟
هشام : واه أخالتي..دخلت عندها أذنت ليها
لطيفة : مزيان أولدي..دبا مابقا ليها غير تجي باش ترضعها إكرام
إكرام (شفايفها رجفو من كلام ماماها و ماحسات براسها حتى نطقات بدون شعور): لا…
هشام (عقد حواجبو): إكرام ؟
إكرام (بنبرة راجفة): ن نر نرتاح
لطيفة : لاواه أبنتي ماشي هادي المرة اللولة لي تولدي ولا ترضعي فيها..بغيتي ايهرب ليك الحليب كيفما وقع ليك فزياد ؟
إكرام دورات عينيها لختها كترجاها بعينيها باش تدخل..هاد الأخيرة لي تنهدات و وقفات حداهم..
“خليوها على راحتها راه يالاه خرجات من الولادة..ايجيبو البنيتة و ديك ساعة تكون الهدرة”
هشام (زفر بضيق خايف لانفس الفيلم ايتعاود و تحرك كيشير لولدو): أجي عندي
_دقائق قلال حتى كان الباب تحل و دخلات الممرضة جارة البنيتة فالكونة..
الممرضة (مبتاسمة): هاهي الأميرة جات
هشام (وقف خداها من عندها و عينيه تابتين فبنتو): الله ايحفظك شكرا
الممرضة : العفو
لقات كلمتها و خرجات مخلياهم مجموعين على الأميرة الصغيرة..الكل كان فرحان..هشام هازها و كيقبل فيها بحب و لطيفة و أسماء حداه فرحانين و هازين زياد لي موسع عينيه كيشوف فختو الصغيرة..الفرحة قاست قلبوهم كاملين..إلا هي لي كانت كترجف و كتشوفيهم بعينين مغرغرين..كتحس بدقات قلبها كيتسارعو بخوف..ارتباك و توتر ممزوجين..كتحس بأنفاسها كيتصاعدو و بالتبوريشة فجسدها كامل..كتحس براسها كتخنق..كتحس براسها بغات تهرب..!
زياد (باس ختو فجبهتها صغيورة و بعد منها كيضحك):
بيبي هههه
أسماء (باستو بالجهد معنقاه عندها): يا سيدي و يا سيدي على بيبي و نتا شنو ها نتا شنو ؟
زياد (وراها دراعو): أنا راجل كبير
لطيفة : ههههه ربي ايحفظكم أوليداتي..قولي أوليدي سميتيها السمية لي قلتو لينا ؟
هشام (شاف فيها و رجع كيشوف فبنتو مبتاسم): بودور..كيما قلنا أخالتي
لطيفة : الله ايرضي عليك أولدي هي هادي السمية لي عجباتتي..دبا مابقا ليكم غير تعطيو البنت لماماها تشوفها و ترضعها
أسماء (بلعات ريقها): خويا هشام غير خرج نتا و زياد حنا غنتكلفو بيها ترضعها
هشام (مد ليها البنت و عينيه كلهم قلق): أسماء (بهمس بينو و بينها) مانحتاجش نوصيك ؟
أسماء (بابتسامة صفرة): كون هاني أخويا انشاء الله مغيتعاودش نفس الفيلم
هشام (هزز ليها راسو و شد فولدو): يالاه أبابا نخرجو..
لطيفة (سدات الباب موراهم و دارت عند بنتها): يالاه أبنتي نجلسوك شوية باش ترضعي البنيتة..شفتي شحال زوينة ؟ سميتها و شحال جات معاها
أسماء (قربات منها و حطاتها ليها عند صدرها): شوفي بنتك أ إكرام..(كتشجعها بعينيها) شوفيها
العرق بدا كيهبط من جبينها غير مع راسها و فمها بياض فالبلاصة ! مدات ايديها لي كيترعدو شدات بيهم ايدين ختها و عينيها كينزلو بالدموع حتى من الهدرة تسرطات ليها..
لطيفة (حلات ليها صدافي دالبيجامة): يالاه أبنتي تبتي راسك و رضعيها..
أسماء (تنهدات و شدات لإكرام ايديها دوراتهم على البنت): شديها أ إكرام و رضعيها !
بداو ايديها كيرجفو بجنون كتحس براسها غطيحها و ماقادراش تنطق..عاوناتها أسماء و قربات للبنت اس البزولة عند فمها..
“اووبلا..بسم الله”
كانت معلية راسها الفوق و الدموع نازلين على وجهها..كلما كترضع منها كلمو كتحس براسها كتخنق..ولا وحد حاس بيها..
أسماء (كتشوفيها مبتاسمة): ماجاتكش كتشبه لإكرام ملي كانت صغيرة ؟
لطيفة : مازال الحال باش نعرفو باقيين حروفها ماباينينش ولكن..
إكرام (قاطعاتها كتنهج): حيدوها..حيدوها
لطيفة (تخلعات عليها): مالك أبنتي شنو واقع ؟؟
إكرام (بهستيريا): حيدوها..حيدوها قلت ليكم حيدوها..حيدوها
أسماء : وخا وخا غنحيدوها غير بلاتي ترضع..إكرام سمعي را..
قبل ماتكمل هدرتها كانت صرخات بقوة و انفاجرات كتبكي و ترعد لدرجة البنت فحضنها قفزات و بدات حتى هي كتبكي..
إكرام : حيدوووها (كضرب فالسرير بجنون) حييييدوووووهااا
أسماء بالخلعة خطفات منها البنت و شداتها كتسكتها غير هو الأمور موقفوش هنا..تحل الباب و دخل هشام بالزربة مخلوع من الغوتة دإكرام..
هشام : أش واااقع ؟؟!
لطيفة (كلها كتغزل ماعارفة مادير): و والو أولدي و والو غير مع رضاعة
إكرام (مكتسمعهمش أش كيقولو غير كتبكي و ضرب بايديها فالسرير): حيدوووهاا (شهقات بقهرة) حيدوووها
هشام (حرك راسو بالنفي و تحنى عندها شاد ليها وجهها): إكرام..إكرااام تبتي راااسك (مخرج فيها عينيه) ولااادك هااادو ولااادك
أسماء : (كتفتف) أ أ أنا..بودور سكتات غنرجعها للحضانة
هشام (تبعها بعينيه حتى خرجات و ناض كيغزز فسنانو): مييمكنش أ إكرام مييييمكنش !!
زياد (عنق جداتو مخلوع): ماامي..
لطيفة (ضماتو عندها): ماتخافش أولدي يالاه نخرجو..
هشام (تسناهم حتى خرجو و رجع خاطبها بحدة): إكرااام
إكرام (غتسطى بالبكى): ماابغييتش مااابغيتش
هشام (شد ليها وجهها و غوت بالجهد حتى هدات): إكراااااام
إكرام (كتشهق و تشوفيه بعينيها الحمرين): الصمت
هشام (خفض من نبرتو كيشوف ليها فعينيها): هادو ولادك ، ولادنا ، نتي لي حملتي و نتي لي ولدتيهم..علااش كتخافي منهم دبا ، ها ؟ علاش ؟؟!!
إكرام(عنقاتو كتنخصص بألم): ماقدراش أهشام..ماقدراش نكون أم لهاد الولاد
هشام (تنهد مزير عليها): علاش..علاش كتخافي منهم ؟ علاش فينما كيقرب ليك زياد كتهربي منو خايفة..شنو ناقصك أ إكرام قولي ليا شنو ناقصك ؟!
إكرام (حركات راسها بالنفي كتشهق): مغتفهمنيش أهشام..حتى وحد فيكم مغيفهمني
هشام : شنو نفهم ؟! قلت ليك نمشيو للطبيب مابغيتيش ، واش باغا تمرضيني !!
إكرام : أنا ماشي حمقة أنا..
هشام : شنو نتي شنو
إكرام (زيرات على فمها و قلبات وجهها): بغيت نرجع لدار
هشام (مسح على راسو): مازال خاصك تبقاي حتى لغدا
إكرام : بغيت نرجع لدار..رجعوني لداري مغنقدش نبقا هنا (بنبرة مغنغنة) عافاكم
هشام (زفر بضيق): وخا ! وخا..خاصنا نمشيو دبا
إكرام : غتعاودو تخليوني بوحدي
هشام (تنهد): راك عارفة وقت الزيارة فالكلينيك..نبقاو هنا حتى ايجيو ايجريو علينا ؟ (طبع قبلة على جبهتها و بقا كيشوفيها مطول) تهلاي فراسك..و فبنتنا
إكرام (غمضات عينيها بالجهد مدرقة و
جهها بليزار): بسلامة..
خرج من عندهة كيتنهد..مهموم و مخنوق من هدشي لي كيعشوه منذ خمس سنوات..لكن أش ايدير..فاللخر الإنسان ما كيلقا فاش ايشد من غير الصبر !
_داز الوقت و ظلام الحال و هي غير حالة عينيها..كترمش قدامها و دماغها سارح بيها لبعيد..حتى دورات عينيها جهة الباب ملي شافتو تحل..
الممرضة (دخلات هازة بودور): مادام إكرام..هاهيا البنيتة جبتها ليك ترضعيها
إكرام (تقادات فجلستها مخسرة سيفتها بالوجع): عطيني باش نجبد الحليب
الممرضة : نعام ؟
إكرام : نجبد الحليب و نعطيه ليكم ديروه فبيبغون و ترضعوها
الممرضة (مافهمات والو): ولكن انا جبتها ليك ترضعيها !
يتبع…
إكرام : (عقدات حواجبها) ديري دكشي لي قلت ليك و عطيني باش نجبد الحليب
الممرضة : (مالقات ماتقول) وخا أمادام لي بان ليك ولكن بنتك ؟ تشديها شوية
إكرام (حدرات عينيها): لا غير ديها و رجعي خودي الحليب
الممرضة : ولكن أمادام..
إكرام (قاطعاتها مزيرة على سنانها): قلت ليك ديييها !!
كلامها سكتها..مالقات مادير من غير أنها تحني راسها و تخرج..
مخلياها شادة على راسها و كدور فعينيها كأنها تالفة و تايهة..على الناس..على العالم و حتى على نفسها !
_فالصباح بعدما كملو إجرائات الخروج و خرجو من الكلينيك..و بعد مدة ديال الطريق أخيرا وصلات إكرام مع راجلها و بنتها لدارهم فين لقات عائلتها كتسناها..
لطيفة ( غير دخلات و هي تعنقها بالجهد): على سلامتك أحبيبتي
إكرام (بادلاتها العناق): الله ايسلمك أماما
أسماء (سلمات عليها و شدات فيها معاوناها تخطوي): على سلامتك ، أجي جلسي بالشوية عليك
حميد “رجل أسماء”: خويا هشام مبروك عليك و على سلامة المدام..(شاف فالكونة مبتاسم)..تبارك الله مشاء الله ربي ايحفظها ليكم
هشام (عنقو عناق رجالي): أمين الله ايحفظك أخويا
لطيفة : إكرام حبيبتي..رتاحي ليك راني وجدت ليك الرفيسة
إكرام : مافياش أماما غير أجي جلسي
لطيفة : ويلي الشيطان على مافياش..كولي قالاك راك مازال نافسة و كترضعي !
إكرام (حنات راسها كتفرك فصباعها): الصمت
أسماء (هزات بودور من الكونة كتبوس فيها) : صافي أماما خليها على راحتها
هشام (جلس هو و حميد أونفاص معاهم): خالتي..جيبي ليها الماكلة أنا نوكلها..(شاف فأسماء)..فين زياد؟
أسماء : راه هو و ولدي سامي كيتفرجو..نعيط ليه؟
هشام (طل على البيت و هما ايبانو ليه) : انا نشير ليه من هنا..زيااد !
زياد (خرج من البيت كيجري نيشان لعندهم): باابااا
هشام (عنقو عندو): فين البطل
زياد (غير شاف ماماه و ختو و هو ايوسع عويناتو): ماااما ! (مشا عندها كيجري و تلاح عنقها) ماامااتي
غير حسات بايديداتو الصغار ضامينها و هي تبلوكا..مابقاتش كترمش و الدم جمد فيها لدرجة مابقات قادرة دير حتى حركة..
زياد (هز ايديها قبلها و ضحك فرحان بيها): توحشتك ماما
إكرام (شافت في بعينيها لي تغشاو بالدموع كتبلع فريقها..و هشام كيهزز فرجليه بعصبية و كيتسناها دير شي حركة..حتى دخلات أسماء عطات بودور لماماها و وقفات كتحاول تهدن الأجواء..
“زياد حبيبي..بغيتي تبوس خيتو ؟”
زياد (بحماس): ااه
أسماء : وخا حبيبي أجي معايا..
كان كيحس براسو غيتفركع فالحال على هدشي لي واقع قدامو..حاجة عادية أي زوج و أب فبلاصتو ماكانش غيقبل بهدشي..حتى هي فهماتو غير من حركاتو و مالقات مادير من غير أنها دور وجهها حابسة دموعها..حتى للحظة لي سمعو فيها الصونيط دالباب..
أسماء : أنا نشوف شكون
هشام (وقف): غير خليك
اتاجه كيشمر بنيفو و ايحاول ايتبت فراسو..كيقول ماعليش دبا ايتصلح كلشي..حتى حل الباب و هو ايتصدم
“الواليدة..(دور عينيه)..سعيدة ؟!”
حكيمة “الأم” : أياه أسيدي الواليدة
سعيدة (عنقاتو كتسلم عليه): أشنو تصدمتي أخوويا
هشام (بادل ختو العناق و سلم على مو بحرارة): بزاف كاع ! أووْ من قنيطرة لهنا بزاف عليكم..كون قلتوها ليا نجي نجيبكم
حكيمة : ايوا لاواه عوتاني و نتا مرتك يالاه والدة
هشام : وايلي الوليدة حتى حاجة ماتغلى عليكم (تكاحز لور) دخلو مرحبا
دخلو الداخل و الكل ناض كيسلم عليهم..لطيفة كترحب و تعاود و أسماء دارت صواب و مشات توجد أتاي حتى من حميد رحب بيهم و مشا ايعاون مراتو أما إكرام فتعافرات باش تنوض و تسلم عليهم حتى تحناو عندها هما..
حكيمة : غير جلسي أبنتي راك مزال نافسة
لطيفة : مرحباااا بالحباب مرحبااا
حكيمة : ترحب بيك الجنة الحبيبة
سعيدة (بتبسيمة صفرة): شكرا خالتي..
لطيفة (جلسات): ايوى كيف حوالكم ؟ ولاهيلا توحشناكم
حكيمة : كووون تشووفي حناا..غير الوقت أختي و الدنيا راك عارفة
سعيدة (شافت فإكرام): حبيبة صافا ؟
إكرام (بصوت عيان): الحمدالله
سعيدة : فين هي البنيتة
هشام : راه داتها أسماء للبيت تبغيو نجيبها ؟
حكيمة : ايه اولدي الله ايعطيك الستر و جيب ليا حتى حفيدي نشوفو راني توحشتو
هشام دخل البيت هز بودور و عيط على زياد عاد رجع عندهم و مدها ليها..
هشام : هاااهيا الواليدة
حكيمة : بسم الله بسم الله..التبارك الله و الصلاااة عالنبي..سميتيها بودور ياك ؟
هشام : اه
سعيدة (طلات عليها كدور ففمها): غير أنا ملي كنت صغيرة ياك أماما..(شافت فإكرام)..سبحان الله مادات منك والو !
حكيمة (نغزاتها تحت سنانها): ياويلي تي كوني تحشمي..(ضحكات و عنقات زياد)..ياحبيبي و ياسيدي على العزارى كبرووو
أسماء (جات هازة الصينية): مرحباا بيكم الدار داركم
سعيدة (كطلعها و تهبطها): ترحب بيك الجنة
حكيمة (هازة فايديها بودور حتى بدات كتبكي): لا لا الحبيبة لا
متبكيشاي ليينا
سعيدة : بغات ترضع بانليا..(شافت فيها و نطقات باستفزاز)..إكرام حبيبتي رضعي بنتك
إكرام (ارتابكات ولات غير كدور فعينيها طالبة منهم المساعدة): أ أنا..
أسماء (قاطعاتها): وي غترضعها..عطيوني البنت انا غنهزها ليها
و نبقا معاها..
شيرات ليها بعينيها و هزات البنت غادية بيها للبيت..فالبلاصة تبعاتها إكرام كتعكز مع الحيط..مخلية هشام غير كيشوف و كيدعي فخاطرو باش تحسن الأمور..
أسماء (سدات الباب و نطقات بجدية): إكرام رضعي البنت
إكرام (شافت فيها كترجاها): ختي عافاك..ماشي حتى نتي
أسماء : كيفاش ماشي حتى أنا شوفي البنت كيف كتبكي عقلها غيخرج
إكرام (الدموع طاحو من عينيها كيجريو): ماانقدرش..
أسماء (بغضب): رااك واالدة ولد عندو خمسنين و بنت دباا..حتى لين غتبقااي نافرة ولادك هااا حتى لين
إكرام (كتبكي و تنفي براسها): مانقدرش..سكتييها..(مابقاتش قادرة تستحمل بكائها كتحس بيها كيخنقها)..سكتييها..(سدات ودنيها كتهزز راسها بجنون)..سكتيييييهااا
أسماء (تخلعات عليها ملي شافتها فديك الحالة): شش هدااي صافي أنا غنسكتها..(جبدات بزولتها و بدات كترضعها)..يااربي سلاامة يااربي سلاامة..الحمدالله لي مازال عندي الحليب فصدري !
_كان هدا هو همهم..فينما دور كتسمع..”قومي بولادك”..”بغي ولادك”..”كوني أم”..”تعرفي على ولادك”..و بزاف دالعبارات لي كيزيدو ايهرسوها..هي ماشي مابغاتش..هي جربات..لكن فنهاية المطاف ماقدراتش..ماقدراتش تكون أم لولدها..طوال خمس سنوات و هي كتحاول..غير هو خوفها من أمومتها مازال مطاردها لحد هاد الساعة لي كتعيش فيها نفس التجربة مع بنتها..لكن شكون غيفهمها ؟
هي و مارحماتش راسها فكيفاش ايقدرو الناس ايرحموها..تكمشات فوضعية الجنين و شدات على راسها كتهز و تحط بالبكى..هي خايفة..خايفة تفقد عائلتها..خايفة تفقد راجلها..خايفة من كلشي..حتى من راسها !
_بعد مرور أسبوع..
فوق مائدة الإفطار كانو كلهم مجموعين ما عدا أسماء..راجلها و ولدهم لي رجعو لدارهم ايقديو شغالهم..أما حكيمة و سعيدة فكانو مازال مطولين معاهم..
حكيمة : والله ألالة لطيفة حتى غير درنا ليك خاطرك و بقينا أما راه جينا عوالين ندوزو معاكم غير الويكاند و نرجعو فحالنا
لطيفة : لاواه ألالة حكيمة زيدو طولو راه حنا غير موانسينتهم ما لاجيتي تشوفي راه كووولنا تابعنا شلا ماايدار
هشام : وايلي نسيبتي و الوليدة باغيين ايهربو علينا دغيا سخيتو ؟
لطيفة : هههه حاشة
حكيمة (تبسمات): فينهم حفايدي
هشام : راه فبيتو كيرسم مابغاش اياكل دبا و بودور قدامك فالكونة
سعيدة : ايمتى السبوع أخويا
هشام : ماشي دبا..بلاتي تشد إكرام صحتها
إكرام : (كتاكل فصمت)
سعيدة (قلبات عينيها بملل و عاودات شافت فيها): إكرام حبيبتي علاش مكترضعيش بودور ؟
إكرام (وحلات ليها): كح كح..(دوزاتها بالمى و رجعات نطقات)..نعام ؟
سعيدة : أحبيبتي البنت كتبقى تبكي حتى كنجيو نهزوها دكشي علاش سولتك حيث نفس الحالة وقعات ليك فزياد مازال نعقل ماكنتيش كتهزيه ؟
هشام (خنزر فيها بالجهد و نطق بصرامة): سعيدة
حكيمة (قرصاتها من التحت): زميييه
سعيدة (كطرطق عليهم): أمالكم قلت شي عيب ! راني خايفة غير لايتقطع ليها الحليب فحال كيفما وقع ليها فزياد !!
إكرام (زيرات على ايديها و وقفات): الله ايخلف..بصحتكم
هشام (ملي شافها دخلات للبيت و سدات عليها سخط ديال بصح و ردخ ايديه مع طبلة): أخخخخخر مرررة دوووي فهااادشي..أخررررر مرة !!!!
حكيمة (غرقات بيها الدنيا): سكتي الملعونة سكتي
سعيدة : اويلي مالني أش درت !!
فالبلاصة وقف ناوي ايمشي عندها للبيت حتى شداتو لطيفة من ايديه..
لطيفة : لا أولدي لعن الشيطان..خليها بوحدها راك عارف طبيعتها (بترجي) جلس الله ايرضي عليك
مرا كبيرة و فمقام مو غلبات فيه..دار بوجه الرضا و رجع جلس شاد على راسو كيزفر..بينما
فالبيت كانت جالسة إكرام حانية راسها..حتى سمعات الباب كيتحل و هي تمد ايديها مسحات عينيها بالزربة و نطقات بصوت مغنغن..
“هشام خرج عافاك محتاجة نبقا بوحدي”
زياد (حل الباب و دخل ضاحك): ماما !
إكرام (تصدمات ماتوقعاتوش هو لي ايدخل): أ ءء
زياد (كيوريها فورقة الرسم): شوفي شنوو رسمت..
إكرام (شافت فيها لقيتها رسمة عائلية): مزيان برافو..
زياد (فرحان كيوريها): هادي نتي و هدا بابا و هادي ختيتو و أنا..عجباتك ؟
إكرام (هززات راسها كتشوفيه): زوينة..تقدر تمشي تكمل الرسمة ديالك فالبيت ؟
زياد (هبط شنايفو بحزن): ولكن انا بغيت نبقا معاك شوية ؟
إكرام(مسحات على وجهها): عافاك
زياد (عينيه غرغرو): مريضة ماما ؟
إكرام : (كتشوفيه بعينين مغرغرين) بزاااف
زياد (قرب منها معنقها بايدياتو): صافي دبا تبراي
إكرام (بلعات ريقها ): زياد سير لبيتك
زياد (زاد زير عليها): ولكن نتي مريضة ؟
بدات كتنفس بعنف ماقدراش حتى تقيسو بايديها كتحس بداك العناق فحال المو ت البطيئ لدرجة النفس تقطعات فيها..
“س سير لبيتك”
زياد (مافهم والو كيشوفها كترعد غير بوحدها): ماما ؟
“ماما”..الكلمة لي وصلاتها لأخرها و لي عاد مازادت خنقاتها ، ماحسات براسها حتى كانت دفعاتو و وقفات كترجف راجعة باللور و هاربة منو..!
“س سير خرج..خرج..عافاك خرج”
دموعو طاحو كيحس بديك الدفعة هرسات ليه قلبو الصغير..هز الرسمة ديالو و خرج حاني راسو و راجع لبيتو بخيبة أمل كببرة..حتى كيوقفو صوت باباه..
“زياد ؟”
زياد (هز فيه عويناتو الدامعين و نطق بصوت باكي): بابا
هشام (جرو عندو مخلوع): ماالك علااش كتبكي ؟!
زياد (عنقو كيبكي فحضنو): ماما مكتبغينيش..ماكتبغيش نعنقها..علاش أبابا ؟
باس على راسو و وقف كيشوف فالبيت مخنزر و الأعصاب بداو كيلعبو عليه..فالبلاصة تحرك داخل عندها مخلي زياد معاهم..
لطيفة : أجي أولدي أجي..يااربي تستر يااربي
سعيدة (كتحرك فجبانها): شتي اش قلت ليك..مااتسواش
حكيمة (خنزرات فيها): سكتي !
_فالبيت..
هشام : أش واااقع ؟؟!
إكرام (دورات عينيها جهتو): ماواقع والو
هشام (مسح على راسو كيحاول ايتحكم فحركاتو): هااد المرض ديااالك بداا كيطلع ليااا فرااسي..شهاااد التخرببق كديريه مع ولااادك ، دويي ؟؟ شهاااااد المرض
إكرام (وقفات قبالتو): شنو درت ، شنو درت معاهم ؟ الوااجب ديالي راااني كندييرو أهشاام
هشام : الواجب ديالك ؟ أش كديري نتي مع هاد الولاد ؟؟ كتوجدي ليهم الحوايج و الماكلة..صافي هدشي لي كديري !! عمرك قربتي ليهم..عمرك عنقتيهم..غير كيقيسوك بايديهم كتهربي..حتى من كلمة ولدي ولا بنتي عمرها خرجات من فمك..حتى من الحمالة لي كيفرحو فيها الناس دوزتيها غير بكا..(بالغوات)..عممممممرك..عمررك رضعتيهم نيشان..كتجبدي الحليب و ديريه فالرضاعة غييير بااااش ماايقيصووكش..نهااار حملتي ببودور فرحت قلت صافي ! الولادة الثانية و غتولف..مابقاتش غتكون بعيدة على ولدها..غتبغي ولدها..غتوولفو..ولكن غلطت..غلللطت !!
كلامو خلا دموعها ايطيحو..كتحس بدوك الكلمات كيحر قو قلبها الشي لي خلاها تزيد تغوت ليه عند وجهو و تبكي..
إكرام : نتااااا لي بغيييتيهااا أنااا قبببلت بهاااد الحمل غييير على قبلك..تققت بيييك و صبرت على هاد الحمل غيييير على قبلك بااش مااانخسركش..(كتنفي براسها)..مابغييتش تخسرك مااابغيييتش
هشام (عروق نواضرو خرجو): خسااارة على دوك الولاد ! خساارة عليييهم هاد العيشة مع وحدة حرااام فيها كلمة ماااما .. !
دور وجهو و خرج رادخ الباب..أما هي فانهارت للأرض كضرب فحناكها و تعاود مجننة و ساخطة على هاد الحالة لي وصلات ليها…
إكرام : علاااش أنا مااشي فحاالهم..(كضرب فراسها بالجهد) علااااش أنااااا علااااااااش
_برا..
زياد (بحزن): واش ماما و بابا كيضاربو بسبابي ؟
لطيفة(عنقاتو عندها): لا أولدي لا ماشي بسبابك..هما غير كيدويو
حكيمة (تخلعات من غواتهم): أولدي..أهشاام أش وااقع
هشام (خرج ساخط): سااعة الله الوليدة !!
_”المشاكل الزوجية”..غالبا ما كتلقى وحد “الوسيط” فهاد المشاكل و لي بسبابو كيزيد ايتعطا للمشكل كثر من قيمتو ، الجو كان مخلط بين الحزن..العصبية..و بزاف دخيبات الأمل..و كاين عوتاني لي عاجبو الحال و كيتشفا بينو و بين راسو..!
استمرو هاد الأجواء لأيام..جات أسماء لعند ختها و هما مازالين فنفس الوضع مكيدويوش..هشام كيمشي فصباح لخدمتو كيرجع فالعشية ايلعب مع ولادو ايدخل اينعس كأنها ماكايناش..أما هي فالحزن طغى عليها و كلا صحتها و كل نهار كيدوز كتفقد فيه إرادتها للحياة..
_مساء يوم الخميس..كانو الأجواء هاديين فالمنزل..أسماء كتنقي النعناع مع ماماها و حكيمة و سعيدة معاونينهم..بودور فايقة كتلعب بايديها فالكونة و هشام جالس كيتفرج هو و زياد لي عينيه بداو كيتلصقو بالنعاس أما هي فكانت فالبيت كتشوف راسها فالمراية..مدات ايديها كتقيس فشعرها لي خفاف..هداك الشعر لي كان كثيف ولا اليوم فحال خيوط الريح..رمشات قدامها كتشوف فملامحها لي ذبلو..عينيها لي مابقاوش كينشفو و تنفخو بالدموع..بشرتها لي ولات شاحبة و الحزن لي ولا واضح فشوفاتها..وقفات كتشوف فجسدها..ضعافت بزااف و صحتها تكالت..علاش ؟ علاش كيوقع معاها هدشي؟ علاش ماقادراش تعيش فحال الناس ؟ شنو سبابها فهاد الحالة !
زياد (عينيه كيتلصقو بالنعاس): بابا..نمشي نعس حدا ماما
هشام (تنهد مطول): غير نعس حدايا و خلي ماماك ترتاح
زياد (وقف لبس فرجيلاتو و وقف غادي للبيت): نمشي عندها بابا
هشام (متبعو بعينيه): زياد أجي
زياد (شاف ماماه خارجة من البيت و هو ايتلاح معنقها من رجليها): مامااا..نعس حداك
الكل علاو عينيهم مراقبينها كيتسناو ايشوفو شنو غدير..هي لي كانت مبلوكية فحال كل مرة كيقرب منها..مدات ايديها لي بداو كيرجفو بغات تحطهم عليه ولكن ماقدراتش تقيسو..
سعيد (علات حاجبها): ولدك كيدوي معاك أ إكرام ؟
حكيمة (قرصاتها): أسكتي ! (مدات ايديها لزياد) أجي أولدي أجي
زياد (زاد زير على ماماه و نطق برفض): بغيت نعس حدا ماما
هشام (وقف كيشوفيها كيف مبلوكية و عينيها بداو عوتاني كيتغشاو بالدموع): زياد أجي
زياد (هبط شنايفو رافض ايبعد منها) : لا
أسماء (وقفات جراتو عندها): صافي أزياد أجي عندي
زياد (كيتنتر منها): لا طاطا بغيت نعس حدا مااما
إكرام (بلعات ريقها كتشوفيهم): الصمت
زياد (كيبكي): طاطاا عاافاك
هشام (عقد حواجبو و جا هزو): شش صافي مالك اليوم !
زياد (كيتنتر و ايمد ايديه لإكرام): مااامااا
سعيدة (بغضب): يااويييلي هزييي ولدك أصحبتي !!
أسماء (خنزرات فيها): زمي داك الفم
هشام : هيييه زياااد تهدن !
زياد (عقلو غيخرج بالبكاء لدرجة غوت حتى فاقت ختو كتبكي): مااااامااااا
سعيدة : هااا البنت فاااقت..وااالالة شوووفي ولااادك كيبكيو واش نتي شوية ؟!
حكيمة (نهضات فيها): مااباغاش دخلي سوق راسك ؟ نوضي غنمشيو
لطيفة (تلفات ماحيلتها لبنتها و لا ليهم ولات غير كتفتف): الحاجة الله ايهديييك
أسماء (هزات بودور لي كتبكي بصراخ): لا لا أبنتي ماتبكيش..مااتبكيش.
القربالة نايضة فالدار و هي مديكونيكطيا على العالم..كتسمع غير ديك “ماما ” و بكاء بنتها..البكاء و العياط كيتعاودو فمسامعها مئة مرة فالثانية لدرجة قربو ايحمقوها..ولات كتخرج النفس بعنف و صدرها كيتهز و ايتحط غير بوحدو و الصداع مازال كيتعاود فودنيها لدرجة مابقاتش قادرة..مابقاتش قادرة على هاد العذاب الكامل..على هاد الحياة
لي ولات جحيم بالنسبة ليها..عيات..ملات..من هدرة الناس لي فينما دور كتسمع منهم كلام جارح “واش نتي مريضة” ، “واش هادو ماشي ولادك” ، “نتي أم نتي” ، و بزاف ديال الكلام لي وصلها لأخرها ، مابقات كتشوف والو من غير الموس لي فوق طابلة..فالبلاصة هزاتو حطاه عند عنقها خلات أسماء تغوت حتى دارو كيشوفوها و شهقو معاها..!
لطيفة (كضرب ففخاضها): اويلي..اوييلي ميييمتي أويييلي
هشام (خرج عينيه مقرب عندها): إكراااام..حيييدي دكشي من اييديك
إكرام (نفات براسها كتبكي): ماااتقرببش..بععععد
أسماء (شادة على فمها): ختييي !!
إكرام (كتشوفيه بعيون مقهورين): عمممركم تفهموني و عمممرني نفهم راااسي..حياتي عذاااب و معذباااكم معاايا..(جهدات فبكاها)..مانستاهلكمش والله ماانستااهلكم
هشام (كيقرب منها ببطئ): تهدني أ إكرام و طلقي الخرااا من اييديك
إكرام (غير كتحرك فراسها غايبة على الوعي و منهارة كليا): ماتستاهلوش هدشي لي كندير فيكم
هشام (بالزربة خطف ليها الموس لاحو و جرها عندو خاشيها فصدرو): هدااي..ماوقع والو..مااليك والو
إكرام : ماااانستاااهلكمش أنااا خاايبة (كتحرك راسها فصدرو بضعف)خاايبة بزااف أهشاام
_العائلة كلها كانت كتحمدالله لي لطف بيهم و دازت سالمة..و مورا هاد الكارثة لي كانت غتوقع تأكدو من حاجة وحدة.. و لي هي”حالة إكرام ولات كتوصف بالخطيرة”.. !
إكرام مرضات لدرجة ولات خطر على راسها و على لي دايرين بيها..الشئ لي خلا هشام ايخرج بقرار وحد و لي هو “العلاج” و دكشي لي كان..بلاما ايتردد ولو لدقيقة داها لعند صاحبو لي طبيب نفسي و بعد عدة محاولات معاها باش تكلم أخيرا نطقات و سمحات للطبيب ايحلل حالتها..
الطبيب : مادام إكرام..إلا قلت ليك شنو السبب فهدشي ؟
إكرام (شافت فهشام بعينيها ذابلين و عاودات شافت فيه عاد نطقات بصوت باكي و بزز باش قدرات تخرجها): ولادي..
الطبيب (كيقيد فالورقة): شنو كتقولي ليهم
إكرام (حنات عينيها): كنعيط ليهم بسمياتهم..
الطبيب : ممم يعني مكتقوليش ولدي أولا بنتي ؟
إكرام : ماكنقدرش..
الطبيب : و نتي عارفة علاش ؟
إكرام : حيث..حيث مكنقدرش كنحسش بيهم ولادي..ماكنحس بوالو
الطبيب (قاد نظراتو): و كيفاش كتعاملي معاهم ؟
إكرام : عادي
الطبيب : مكتخليهمش ايقيصوك و كتخنقي بلي كيقيصيك ولو بصبعهم
إكرام : ا اه
الطبيب : قلتي ليا عندك ولد ختك..واش حتى هو كتعيشي معاه نفس الحالة..يعني كتخافي منو ؟
إكرام : ا اه و ولكن ماشي بنفس الدرجة..
الطبيب : نفهم من كلامك أنك كتخافي من كاع دراري صغار ؟
إكرام : (حركات راسها بالايجاب)
الطبيب : وخا..قلتي ليا زياد عندو خمسنين..طوال هاد خمسنين كيفاش كنتي كتعاملي معاه..يعني ملي كيبغي اينعس ايقدي حاجتو ايمشي لمدرسة..مكتخافيش عليه ؟
إكرام (بلعات ريقها): صرحة كنخاف عليه و و كنبغيه و ولكن ماشي فحال ولدي..م ماكنعتابروش ولدي كنحس بيه مسؤولية و كنهتم بيه من ناحية الماكلة..كنوجدها ليه..كنوجد ليه حوايجو..كنوجد لي فراشو..كنجمع ليه ألعابو و حوايجو و كنقاد من موراه الروينة..كنوجد ليهم أي حاجة بغاها..كنحفظ معاه و ندوي معاه فحدود بلاما نقربو لعندي
الطبيب : كديري هدشي فإينا إطار ؟
إكرام : المسؤولية ، فحال خدمة مفروضة عليا نديرها
الطبيب : وخا و ملي كان صغير..مكنتيش كترضعيه..كتهزيه ؟
إكرام : كنت كنعطيهم الحليب و هما كيرضعوه..ز زعما ماما و ختي..هما لي كانو كيبدلو ليه و كيهزوه و كيغسلو ليه..أنا كيف قلت ليك كنت كنهتم غير بالحاجيات ديالو
الطبيب : و ففترة الحمل..كيفاش تقبلتي خبر الحمل
إكرام (حنات راسها كتشوف فالارض بعينين مغرغرين): مكنتش باغيا نحمل..قبلت نحتافظ بالجنين غير على ود راجلي باش منخسروش..خفت ايخليني..تسعشهر دالحمل عشتها فحال شي كابوس..مكنتش كنحس براسي حاملة..ولا بمعنى أخر كنت كنقنع راسي بلي ماحاملاش..فحال الوحم كنت كنفسرو بالمرض..هدشي لي كنت كنقول فراسي باش مانحماقش..ملي بدات كرشي كتكبر وليت كنلبس حوايج واسعين باش منشوفهاش..ملي بديت كنحس بحركات الجنين وليت كنقول غير وجع و غيفوت..عمري شفت فكرشي و عمري قستها..ماعشتش نفس الحمل دالأمهات..مكنتش كنحمل الناس ايقولو ليا مبروك الحمالة ولا الزيادة..عشت و عيشت راسي فأوهام لدرجة مرضت..من تما و صحتي لور
الطبيب (باهتمام): و هدشي عشتيه حتى فحملك الثاني..يعني نفس الحالة بالضبط ؟
إكرام: اه
الطبيب : وخا..(شاف فشهام)..علاش ماجيتوش عندي من لي يالاه بداها هدشي..خمسنين و نتوما عايشين فنفس الحالة !
هشام (تنهد): فينما كنت كنقولها ليها كتبدا تبكي و تقول بلي هي ماشي حمقة و بلي مابقيتش كنبغيها و بزاف دالهدرة كتخليني نقول ماعليش..دبا ايفوت هدشي مع الوقت
الطبيب : و كيفاش قضية الحمل الثاني ؟
هشام : انا لي بغيتو..قلت الا عاودات ولدات غتقدر تحسن..ولكن كنت غالط
الطبيب (تنهد و حيد نظاظر كيشوفيهم): أش نقوليك أصاحبي..المادام ديالك كتعاني من pedophobia أولا “رهاب الأطفال” و هو الخوف من الأطفال ، هاد المرض كيعانيو منو بزاف دالناس فحال مادام إكرام و هدشي راجع لشي حاجة عاشتها و أترات ليها على نفسيتها و بالتالي ولات كتعيش حالة
نفسية خايبة فحظور أي طفل..ملي حملات بزياد ولات كتعاني من “فوبيا الحمل” تماك ولات كتحس براسها غتمو ت أثناء الولادة..و فالولادة ملي كانت كتوجع ولات كتحس بلي الجنين هو لي غيق تلها و غيكون السبب فمو تها..الشئ لي خلاها تعاني من “اكتأب ما بعد الولادة” أي أنها ملي ولدات دخلات نيشان فحالة من الاكتئاب و رفضات تقرب ولا تشوف ولدها..باش ايكون فعلمك فلول كان ممكن تخطى رهاب الأطفال..لكن الضغط لي عاشتو من طرف العائلة خلاو لبيدوفوبيا ديالها تكبر و تولي أكثر خطيرة و الاكتئاب رافقها هاد خمسنين كاملة..كيف قلتي ليا مابقيتيش شفتي ضحكتها من نهار حملات..فقدات الرغبة فالحياة و ولات كتشوف راسها كائن عايش لحاجة وحدة..غير لإرداء الأخرين..أي حاجة دارتها مع ولدها فهي غير من باب المسؤولية..كتحس براسها مجبورة بزز منها تهتم بيه لكن فداخلها مكتحس بحتى نقطة من الأمومة و عقلها الباطني كيقوليها هدا ماشي ولدك..دكشي علاش عمرها عيطات ليه ولدي و كانت كتعيط ليه بسميتو..نتا قررتي أنك تزعمها تحمل للمرة الثانية و هادي كانت فكرة غالطة حيث داتها للإكتئاب الحاد..ولات كتلوم و كتقول على راسها أم و إنسانة خايبة مكتستاهلكمش..دكشي علاش قررات توضع حد لحياتها !
هشام : و شنو المعمول ، مابغيتش نخسر مراتي !
إكرام (كتفرك صباعها و تشوفيهم بضياع): الصمت
الطبيب (تبسم بهدوء): ماتخافوش..حتى حاجة ما مستحيلة..الحمدالله ملي جيتو عندي فهاد الوقت أما راه شهدت على حالات خطيرة دالبيدوفوبيا أدات بماليها للمو ت ! انشاءالله حنا غنمشيو دقة دقة..غنتبعو العلاج النفسي و مع الوقت غتولي فحال كاع الأمهات و حسن منهم كاع..
إكرام (زيرات على ايدين راجلها): أنا خايفة..
هشام (شد وجهها بين ايديه): كتيقي فيا ؟
إكرام (هززات راسها مهبطة حواجبها بحزن): اه..
هشام (كيشوف فعينيها نيشان): انا معاك و غنبقا معاك حتى نخرجو بجوج من هاد الأزمة سبعسنين و حنا مزوجين..لي بيناتنا كبر من هاد المشكل !
_”العلاج”..كلمة صغيرة لكن معناها كبير و صعيب ، ماشي أي وحد كيقدر ايتعالج..و ماشي أي وحد كيعرف ايكمل..كاين لي كيبدا و كينهار..و كاين لي كيصبر و ايشد فراسو حتى لأخر مرحلة كيفما هو حال إكرام..إكرام لي بفضل الله و المساعدة دعائلتها و راجلها بالضبط قدرات تخطا “البيدوفوبيا” بعد الكثير من المعانات..كيف كنقولو حتى حاجة مابعيدة عند الله و بالإيمان و الصبر كلشي كيفوت..اليوم و بعد “أربع سنوات من العلاج” قدرات و أخيرا تولي أم ! تقرب من ولادها..تعرف عليهم..تقيسهم..تحضنهم و تخشيهم فيها..إكرام و بعد مشوار طويل جازاها ربي على صبرها و نجحات أنها تربح أمومتها !!
_فجردة كبيرة كلها ورود كان واقف كيشوي..
“هشام” الرجل الشجاع لي ماتخلاش على مرتو و أم ولادو و بقا واقف معاها فأصعب حالاتها حتى اللخر ، و اليوم ، اليوم ولا عايش بالراحة التامة معاها و قدرو ايتخطاو أزمتهم..
قبالتو الولاد بجوج كيجريو و ايضحكو..”زياد” لي كبر و ولا طفل عاقل و “بودور” البنت الصغيورة و الأميرة دالعائلة لي يالاه كتكبر و كتنور على العائلة كلها بضحكتها الملائكية..و حداه “إكرام” المرأة المحاربة لي كانت وحد النهار ضحية للإكتئاب و الحزن لي كانو غيوضعو حد لحياتها..اليوم و بعد مشورا طويل استرجعات صحتها..جمالها رجع نور و عينيها عاودو برقو بالفرحة ، “الفرحة” لي أخيرا لقات بلاصة وسط روحها..
إكرام (كتشوف فالكتاب بين ايديها مبتاسمة): ماكانش كيصحابلي بلي غيتنشر بهاد السرعة !
هشام : (غمزها) أي حاجة كديرها مراتي كتكون زوينة
إكرام (ضحكات): الله ايخليك ليا
هشام : و ليا حتى انا..(علا صوتو)..الدرااري ! أجيييو الشوا وجد
_حطات الكتاب حداها لي كان مكتوب فالغلاف ديالو ” ماما..! ” بالخط العريض..الكتاب لي كتباتو و هداتو خصيصا لأي وحدة كتمر بنفس الرهاب لي كانت كتعاني منو ، لأي وحدة عيات من هدرة الناس و ضغط المجتمع و لأي وحدة تالفة على راسها..تنهدات براحة كتشوف فولادها لي جايين كيجريو جهتها و رجعات ضحكات حالة ليهم ايديها حتى عنقوها بالجهد لدرجة طاحت للارض كتضحك و تبوس فيهم..فرحانة بيهم و فخورة براسها..لأنها قدرات تربح أهم تحدي فحياتها..و شكون من غيرو ؟ تحدي “الأمومة”.
#النهاية