








الريح و البرد الشمس كتغرب ، ولا هما حاسيين..!
جاي كيجري ضاحك بفرحة و مرة مرة كيدور راسو باش ايشوف صاحبو لي تابعو حتى هو بالجرا فالصخر و حاضي مع الماج لايقيصوه و ايفزكو ليه السورفيط..
“هشام ! صافي نريحو غا هنا أصحبي”
شاف فين كيشير ليه و جلس حداه فوحد الصخرة كبيرة ، كينهجو بالشوية و صدرهم الصغير كيطلع و اينزل ، عويناتهم حاضيين البحر و ماجو العاليين و شعرهم راجع لور بجهد الرياح..
هشام : بوبكر قوليا..
بوبكر (جاوبو و هو كيشوف فالبحر) : هاا..
هشام (جمع رجليه عندو) : ولاد الفشوش..كيفاش خلاو الدنيا تحن فيهم ؟
بوبكر (ضحك بسخرية و هز ايديه الصغيرة كيعبر بيها) : باهم سميتو عُمر..و عندو عووومار
تنهد كيشوف فراسو و بالضبط فديك كريكسة لي لابس فرجليه و لي بكثرة ما قدامت مابقاش عاقل شحال من مرة تقطعات ليه و خياطتها ليه مو ، و حتى بوبكر فهمو و هبط راسو كيشوف فالسورفيط لي كاشفة و متقوبة من الرجلين ، وخا خداها ليه باه من البال ، قديمة بزاف و ماشي جديدة ، ولكن بزز منو خاصو ايتهلا فيها حيت من هنا لقدام هي لي غيبقا ايلبس..
ضور راسو لقا هشام مازال كيشوف فصباطو ، حط ايديه على ركبتو حتى شافيه عاد نطق باستفسار..
بوبكر : علاش أصحبي ؟
هشام (عاود تنهد مضيق عينيه فصاحبو) : الواليدة كتقوليا “ولاد الفشوش لاماخداو الحاجة اياخدو جوج”..و نتوما الله ايحننها فيكم أولادي.
- ••بعد مرور السنين••••
الجو الهادي ، الشميسة الدافية ، التجمعات العائلية ، راحة البال ، الموسيقى ، الدراري صغار لي كيلعبو فرحانين و الناس متكيين راخيين العيا ، الطون و الحرور برعاية “خانز و بنين”و العيالات مكفدين على جلايلهم كيقادو فليزور مع البراسولات ، هدشي كامل غالبا مغتلقاه فحتى بلاصة من غير “بحر السردة” كيف مسمينو ولاد المنطقة..!
بالشوفة فهاد البحر كنتي قادر تحس براسك فأحسن بلاصة ، غير هو بمجرد ماتعلي عينيك الفوق ، كتراجع على أي حاجة فكرتي فيها من هدشي ، و كتحل فمك مصدوم من العالم الثاني لي قبالتك.. !
“فافيلا” ، كوكب ثاني من بين بزاف دالكواكب لي عندنا “فالمغرب العظيم” ، بقعة جغرافية جامعة بين عشرة ديال الدروبة ، و كثر من خمسين زنقة ، و لا جيتي تعبرها مزيان غتلقاها بمساحة مدينة صغيرة ، البلاصة لي جامعة أزيد من ميتين منزل مداكسين حدا بعضياتهم ، البلاصة لي زناقيها ضيقين ، وخا هكاك عايشين فيها شلااا ناس و مفاجية على شحال من نفس ، القنت لي كلشي كيخاف ايجي ليه ، الرعب ديال الطبقة الراقية و كابوس الطبقة الميسورة ، و لي جبدتيها ليه ايقوليك “الله اينجينا من دوك القنات”..
بهاد الهدرة غنكونو تخيلناها ، تخيلنا زناقيها ، دروباتها و ناسها ، و ملي كنجمعو الزناقي المضيقين مع التجمعات الكثار ، كيولي مفروض علينا نتخيلو حتى “الطرافيك” ، “المضاربات” ، “الفقر” و “الإجرام” لي مجموعين فهاد البلاصة..!
غير هو وخا وسط هاد الدوامة كاملة ، وسط هاد الميزيريية و وسط هاد الظلام ، كاين وحد النور خفيف عاطي ، كاينين حوايج فسرين لي ماشي كلشي قادر ايشوفهم ، ماشي كلشي قادر ايفهمهم ولا ايحس بيهم ، من غير الناس لي عايشين هنا ، من غير مالين هاد المكان ، كاين لي كتجيه حي شعبي ، كاين لي كيشوفها عمالة جامعة الدروبة و كاين لي كتبان ليه كاريان ، كل وحد و الهوية لي عاطيها ، لكن فاللخر كتبقا مبصومة على هوية وحدة ، كتبقا “لافافيلا” ، النسخة الأصلية من الحياة و منزل “الطبقة الكادحة”..!
“بحر السردة” كان محسوب عليها و ديورها مقابلين معاه ، هاد البحر لي ولاو ناسبينو ليهم ، لدرجة ايلا جا شي زائر جديد مكيفكرش ايعاود ايرجع ليه حتى بالضحك.. !
كان الهدوء ، فقط الهدوء ، حتى كيبانو ليهم جايين من الهبطة ، كالعادة الحطة هي الحطة ، شورط دالعومان كاشف بالملحة ، صدر عاري ، كلاكيط فالرجلين ، سنسلة فالعنق و فوطة فوق الظهر ، و لي زاهية عندو القضية راه ضارب عليهم النظاظر ، أما “الإمبراطور” عندهم هو لي جايب واقي الشمس..
ماكانتش حتى جوج دقايق كاملة بينهم و بين البحر ، درديبة وحدة و هاهوما وصلو ، دخلو على أنغام الموسيقى و مع حطو رجليهم فالرملة مع انطالقو الدراري الصغار جرية وحدة للبحر ، و الشباب فينهم ؟ راهم فين جايين كيتمخترو ! خمسة ديال الدراري مع دخلتهم مع ناضت العجاجة ، لي عايق راه جمع حوايجو و مشا فحالو و لي متبت جر ولادو مجلسهم حداه ، أما الفاهم هو لي سكت و دار براسو ماشافهمش ، عاد كتجي الفئة العظمى ، فئة المراهقات لي كيتقسمو لجوج أنواع ، النوع لي كيعيب فيهم و خايف منهم حيت عارفينهم مزيان شكون هما ، و النوع لي مزعوط فيهم ، كل قبيلة و زينها و هاد العفاريت ماخطاهمش ربي من حقهم فالزين..!
الطريق كلها و هما كيفرقو فالغمزات ، على هادي ، و هادي ، و هاديك ، و الغزل غير مشيير ، مزهيين الوقت و غاديين مع الجرة حتى نطق “حمزة” كيلعب بالساروت فايديه..
حمزة : أسامة..
أسامة (ضحك لوحد درية عاد دار لعندو كيقاد فشعرو) : خووياا
حمزة (عنقو بالجنب مصغر عينيه) : باانت ليك شي هوتة هنا ؟
أسامة تنهد كيدور فيهم عينيه ، لقا الدريات بالأشكال و الأنواع الشي لي خلاه أيزيد ايتنهد من كل قلبو..
أسامة : وا هاوتاات هما أبا حمزة !
ضحكو الدراري بيناتهم ، أما أسامة لي دايرة عليه الهدرة فتحرك و داز من حدا وحد البنت لابسة دوبياس ، كانت كتشوفيه و ترمش عجبها ولكن مادواتش و حتى هو ماشي من العاكزين ، سهل عليها القضية و نطق بهمس عند ودنيها “زين” ، غير هو هاد المرة ماجا فين ايدور راسو حتى لقا وحد دري خرج فيه بدراعو بالجهد حتى رجع لور..!
عقد حواجبو بالجهد كيشوفيه ، ضر بو ضر بة خايبة و خرج فيه بلا ترميشة العين..
أسامة : الخوادري..كاين شي مشكيل؟
الدري كان مخنزر و من شوفاتو تعرفو ماحاملهمش ، زاد قرب منو حتى بغا اينطحو جاب الله كان حمزة و الدراري دفعوه..
حمزة : ويوي خارج فهوندا !؟
ماجاوبهمش ، كان مازال مخنزر فأسامة ، تخطاهم و رجع وقف اونفاص معاه..
الدري : جمع عينيك ولا نجمعهم لك !
أسامة مسح على وجهو كيضحك و ايشوفيه ، كيقول واش هاد السيد كيدوي من نيتو ولا مطلعها..
أسامة : نتا تجمع ليا عيني أنا ؟! ياشتي دبا فين ولينا
الدري (طرطق صباعو قدام عينيه كيتخزز) : تحرك من هنا
أسامة جبد فيه عينيه كيحاول ايدخل هدرتو لراسو ، و السؤال الوحيد لي كيدور ليه فراسو هو “واش هاد خونا بصح عارف راسو معامن ؟”
أسامة : نتحرك ؟ أنا نتحرك ؟!
الدري (ماجاوبوش باقي تابت فبلاصتو كيتخزز عليه بشوفاتو)
أسامة (حرك راسو و تبسم بهدوء قبل ماينطق) : هي لي ماتعاودش..
كانت هاديك أخر ابتسامة سالمة غيعرفها البحر ، قبل مايدخل فيه براس حتى كان غيطيحو ، حمزة و الدراري غير شافوه جهل و هما ايجهلو معاه ، كانو كيتسناو غير الضو الخضر هاهو خدم ! الناس فالبلاصة جمعو حوايجهم و مشاو كيتجاراو ، حتى وحد مازعم ايفك و لي تقوليه فك معايا ايقوليك “و تقووول أخويا ماقادين على صداع”..
البراهش غير شافو أسامة كيعنف و هما ايطرطقو عينيهم ، خرجو من البحر كيجريو و خدمو الروايض نيشان للطلعة مكتسمع غير “علق علق” ، الكود ديالهم لي كيعني الخبار خاصها توسل سخونة و دباا نيت ، هما كيجريو و الما كيقطر منهم ، ماجاو فين اييوصلو حتى كانو قربو اينشفو بكثرت الجري ، دخلو مع الزناقي نيشان لوحد الزنيقة خدام فيها راديو تحت أنغام شاب خالد و أغنية “بختة” موسقة الدنيا مع ريحة الحشيش لي معطرة كاع القنات ، وقفو ليه نيشان عند رجليه كينهجو ، كان جالس فوق الكرسي كيقاد فجوانو حتى علا فيهم راسو بالشوية ، و قبل مايضور فيهم عينيه كانو سبقوه و بداو ايسرسبو..
“مِيمّو عتق عتق خوك مضارب..!”
صغر فيهم عينيه و شعل الجوان شحال عاد ساط الدخان و شاف فصاحبو “علودي” لي حتى هو وقف ساخط و كيسب..
عاودي : ها تقلـ ـوين بدا..معامن تاني !
ميمو (كيقاد فالسمطة بايديه) : بوبكر تمشي معايا و لا تريح ؟
علودي (جرو هابط بيه ساخط) : كل نهار نفس البلان زيد الله اعفو عناا من دار الباطل !
هبطو مع الهبطة و البراهش رجعو كيجريو و ايغوتو فرحانين “بميمو” و “علودي” لي هابطين معاهم ، و لما لا و هما الريوس الكبار ديال الدرب ، القدوة ديال أي فقير و المثال الأعلى فالكحط..
وقفو مع الدخلة ديال البحر كيشوفو اش واقع ، لقاو الدري طايح مجندخ و حمزة شاد أسامة ، أما البقية مشانقين مع صحاب الدري لي غير شافو صاحبهم كياكل العصا و هما اينوضو ، ولكن معامن طاحو !
“أمين” ،”حكيم” و “حمزة” ، صحاب “أسامة” روح بالروح ، كلهم قايمين بالواجب و معصبين مع صاحبهم ، مكينش التمازيح فبحال هدشي خصوصا الزعامة الخاوية عايشين بمسطرة وحدة لي هي “كون سبع و كولني” ، دورو عينيهم لقاو حكيم فالقنيتة شانق على وحد مخرج فيه عينيه و كيسوسو..
“حكيم : دير هاه ولا هاه..تصفيرة وحدة..ايبانو لك كلهم هابطين ايدوزو علك
ميمو من بعيد تنهد و شير لصاحبو باش ايتحركو ، الخطوة لولة و الثانية ، حتى كانو وصلو عندهم ، علودي مشا شد أسامة و ميمو حط ايد على كتف حكيم و الايد الثانية على كتف دري عاد نطق..
ميمو : طلق منو
حكيم شافو و هو ايطلق منو بنترة غير هو الدري مع مارضاش غير طلقو و هو ايتم جاي ليه بغفلة حتى شدو ميمو من قفاتو و هو ايبدا ايتنتر ليه..
الدري : طلللق منيييي !!
ميمو (رجعو لبلاصتو ماخدو) : رااييح !
علودي (جار أسامة) : مالك البرهوش
أسامة (كيشير ليهم): ولاد الكلاب غنوسع قحـ ـبة م..
ميمو (قبل مايكملها صرفقو لفمو) : سرطها ايلعن ديلمك (شاف فالدراري مخنزر) شكاين ؟؟
حمزة : بغاو ايحكرونا أخويا هشام بالرب هاد المرة مادرنا شي حاجة (كيتنتر باغي ايتعرا عليهم) ولكن أبلااااتي..!
أمين : وحق الرب الا هما لي جبدونا أعلودي سول الناس !!
علودي : خليتو شي ناس جالسين أوجه الحبس ! (شاف فالضحايا) خويو عليا نتوما من هنا
الدري (مسح نيفو و وقف كيدفل) : البحر ديال باك
ميمو (جرو بالجهد كيشوف فنيفو الراعف) : الجهة الثانية باقا صحيحة (دفعو هو و صحابو) حركها ولا نحركو لمك مع العظام !!
كانو عارفين راسهم لازادو بقاو غيجبدو على راسهم غير النحل دكشي علاش فضلو ايمشيو بلاما ايزيدو ايتقابحو ، خلاو علودي معلي فيهم حاجبو..
علودي : كون بقا قدامي البرهوش نجبد لمو رييتو نفخها قدامو
ميمو (ضرب ليه على كتفو) : حيد عليا و زيد نكملو ديك القهوة (شير ليهم) يالاه أدراري قدامي
ماعاودوش معاه الهدرة ، تحركو قدامو راجعين لديورهم و علودي وسطهم كيخاصم عليهم ، أما هو فبقا لور و جر أسامة شا نق عليه بتعنيقة..
ميمو : ماباغيش توب البرهوش ؟
أسامة (ضحك كيمسح على راسو بإحراج) : والله أخويا ماليا حاجة هاد المرة إلا ما هما لي جبدوني الله ايرزيني فميمتي..
ميمو ضربو لقرفادتو بمزاح و دور عليه ايديه كيضحك ، ماشي غير خوه الصغير إنما ولدو ، و لما لا و هو من بعد مو ت الأب بسبب المرض و الفقر لقا راسو فسن “سطاش العام” رسميا رب أسرة “غزّة”..!
جوج دقايق و كانو تفرقو ، علودي خرج ليه بريكول من الجنب ، الدراري كل وحد مشا لدارهم ، و ميمو و أسامة كملو الطريق حتى هما لدارهم لي جات مع الطلعة ديال الدروج ، بابها محلول و مدرقة غير بخامية خفيفة ، ريحة الحريرة عاطية مع الدخلة و الصفارة ديال الكوكوط فارعة الدار ، الراديو خدام على الجهد و الأم “فاطمة” حازمة راسها و واقفة فالكوزينة كتقطع فالكرافس و تغني..
“يااو قالت ليا نعطيك الحليب باش داوي مرض القليب قلت ليه ألاواه أسيدي لاواه..”
أسامة (قرب منها باسها فراسها) : ناشطة الواليدة
فاطمة (عنقاتو) : نااشطة بيكم أوليدي
ميمو (جاها من الجهة الثانية باسها حتى هو فراسها) : الله ايدومو حال على ميمتي
فاطمة : اللهم أمين العزيز (تبسمات كتشوفيهم) كنتو فالبحر تعطلتو ؟
ميمو (رفع حاجبو كيغسل فايديه) نطلعو من البحر بلاما نختموها مع ولدك ؟ عيب
فاطمة : عوتاني مضا رب المسخوط !
أسامة (هز الفوطة متاجه للحمام) : وا قلنا لك باطل..باطل أفاطمة غا تهناي
فاطمة كتخاصم و تعاود فالكوزينة و ميمو جالس حداها فصمت كيف ديما ، نفس السيناريو كيتعاود كل نهار ! أسامة مضا رب ، ميمو كيفك ، فاطمة كتخاصم ، و نهار العراسية هو نهار كيكون ميمو براسو مضارب مكينش لي مكيخرجش مدردك لدرب فحالا نايضة قيامة التحرير ، فاطمة ما كانت غير مرا دريويشة ولكن كرشها ما ولدات ليها غير السودانية !!
التوبيخ ديال الأم ضروري منو ، ولكن واش ديما كينفع ؟ الجواب هو لا ، خاصة ملي كيكون ولدك هو أسامة ، شاب راسو قاصح و الأهم طموح ، غير هو مكيطمحش فالقراية ، كيطمح فالركبة ديال الفلوكة ، ايسد عينيه قاطع البحر و ايحلهم فميلانو مع شي زعرة تغني ليه “بيلا شاو”..
داز الوقت و طاح ليل ، الصفارة سكتات و الحريرة وجدات ، أسامة شاد سداري على قدو ناشر فيه رجليه و ميمو فالجهة الثانية كيشوف فالتيليفون ، حتى جات فاطمة هازة بلاطو فيه ربعة ديال الزلايف ، حطات ثلاثة فوق طبلة و خلات وحد مطرف فالبلاطو عاد نطقات..
فاطمة : يالاه بسم الله ماحدها سخونة
ميمو (هز فيها عينيه) : رايحي
فاطمة : صبر عليا نطلع هاد الزلافة ل ليلى راها..
ميمو (قاطعها مورك على كلامو) : مّي
فاطمة (بلعات ريقها مخلوعة) : أنعام أوليدي
ميمو : مكين لمن دي ديك زلافة ( عاود نطق بحدة) رايحي !
هبطات حواجبها بحزن و جلسات بلا هضرة بلا كلام ، أش بايديها مادير و هي لادوات غتسبب فصداع خطير حتى وحد مايقدر ايطفيه ، أسامة جر زلافتو كيشربها و ايتبنن ، دور عينيه فخوه لقاه مخنزر و كيشرب فصمت ، رجع دورهم فمو لقاها غير كدور المعلقة فالزلافة شهيتها تسدات ، تما قرر أنه ايكسر الصمت بكلامو..
أسامة : الواليدة نعيط ليها تهبط تاكل معانا ؟
فاطمة (تنهدات بحرقة) : غير كول أوليدي..كول..
لي نايض عليها هدشي كانت الفوق غاطسة راسها فالمخدة ، البيت مظلم غير الشرجم لي محلول و الطفاية دالكارو محطوطة عند راسها ، ناضت بالشوية مكمشة حواجبها بألم عضامها كينترو بكثرة الخدمة لي خدمات اليوم ، جمعات شعرها الطويل الفوق و وقفات غاديا للحمام و يالاه حلات الباب ناوية تهبط و هي تسمع الهدرة عليها فحال ديما ، تنهدات و رجعات دخلات سادة عليها البيت ، شحال و هي واقفة فاللخر قربات من شرجم و جبدات كارو شعلاتو كتسفو و تشوف فالبحر..
كل دار عندها مشاكل ، أسرار ، علاقة مزيانة مع هدا و خايبة مع لاخر ، حوايج عاديين كتعيشهم كل عائلة ، دكشي علاش كنسميوها “عائلة”، حيت رغم كل المشاكل كتبقا مجموعة ، و بقدر ما كنقولو “هادي اللخرة ليها” بقدر ما كتشبت بأفردها و تعاود تجمعهم عندها مرة أخرى !
فالدار لي مع دورة ، كان “علودي” متكي فالعشيشة لي فالسطح و كيشوف فالسما ، حتى طلعات الأم ديالو “عايشة” ، سيدة متقدمة فالعمر و الزمان خلا بصمتو فعينيها ، قربات جلسات حداه و هزات ليه راسو حطاتو على ركبتها كدوز بايديها على شعرو
و كتشوف معاه فالسما..
عايشة : خوك أيمن عيط
علودي (سكت شوية عاد نطق) : لاباس عليه
عايشة : الحمدالله..هاد العام عندهم شوية الصهد مجهد فطاليان
علودي : ولدو بيخير
عايشة (تنهدات) : كيقول لاباس (شافت فيه مبتاسمة بحنان) و نتا احبيبي كيداير ؟
علودي (غمض عينيه مستمتع بايدين ميمتو) : معاك كنكون مخير أميمتي
عايشة : أحبيبي من نهار خرجتي من ديك الغبينة و نتا ضعيف..علاش مابقيتيش باغي تاكل ؟
علودي (مازال مغمض عينيه) كناكل الواليدة
كتشوف فولدها و قلبها كيتقطع ، “8 سنوات ديال الحبس” ، “96 شهر و مئات الأسابيع” نص حياتو كلاه ليه الحبس ، مستقبالو مشا فالحبس ، حياتو حبسات فالحبس ، دخل ليه وردة يالاه كتفتح و خرج منو عشبة يابسة ، ولدها قتـ ـلو الحبس ! داز جنايات نيشان للحبس الطويل ، السنوات لولة كان المكان أشبه بالجحيم ، كمية الإجرام داخلو مكتصدقش ، شحال من مرة كانت غتمشي ليه عينيه ، شحال من مرة كانو غيقـ ـتلوه ، لدرجة تقطع ليه صبعو الصغير بسبب مضا ربة فالحبس ، و نهار خرج ، خرج كولو سيكاتريسات ، هو لي كان ضد العنـ ـف ، ولا لي جا قدامو كيطحنو ، حيث فهاداك القنت بالضبط تعلم ايعيش بسياسة وحدة “يا تاكلهم ، يا ياكلوك” ، و نهار كتخرج منو ، كتعرف راسك عمرك ترجع كيف كنتي..!
عايشة (شدات ليه وجهو بين ايديها) : بوبكر أوليدي..أنا نعطيك الفلوس غير سير لعند طبيبة بنت الوازاني هالعار..!
علودي (ناض مبعد منها) : خاصك فلوس..مخصصك من شي حاجة
عايشة : “عينيها غرغرو” لا لا..الله ايرضي عليك خدمتك معيشانا الحمدالله..أنا كندوي عليك نتا..نتا لي..
علودي (قاطعها ملي وقف و عطاها بالظهر) : ماتبقايش تجبدي ليا هاد الهدرة ديال الطبة..سالينا أمّي (زير على ايديه) سالينا..!
هبط من السطح خلاها شادة على حنكها كتبكي ، من نهار خرج و هي كتحاول تقنعو ايمشي ايشوف الطبيبة النفسية لي عندهم فالدرب ، بنت جيرانهم قرات و خدمات باش تنفع ناسها ، ولكن معامن ، مع “علودي” أو “بوبكر” ، الأمر ولا أشبه بالمستحيل..!
هبط بالزربة من سطح و سد باب بيتو بردخة ، جلس فوق النموسية و شد على راسو كيهز و ايحط فرجليه بتوتر ، كيحس براسو غيتسطى ، كيتفكر فشنو سبابو فديك 8 سنوات ديال الحبس و فشنو خلاه ايضيع حياتو و كيزيد ايزير على راسو ، وقف كيزفر و ايعاود خارج من الدار ، و مع خرج ، مع لقا صاحبو “ميمو” قدام باب دارهم ، هاد الأخير لي غير شافو و هو ايخشي التيليفون فجيبو..
ميمو : يالاه لقيتيني غنعيط..
علودي (مزير على ايديه لي كترعد) : زيد نتحركو عند بّا حسن
ميمو (بانليه ماشي تالهيه) : أش تما ؟
ماجاوبوش ، حدو دور عليه ايدو معنقو بالجنب و تحرك هو وياه كيتمشاو ، حتى ميمو مارجعش حكر ،فاللخر كيبقا أكثر شخص كيعرف علودي ، و أكثر شخص عارف مناش داز و مازال كيدوز ، طبطب ليه على كتفو و نطق بتنهيدة كيشوف فالبحر كيف مظلم مكتسمع منو غير غير صوت أمواجو..
ميمو : كلشي دايز أبوبكر..الدنيا فايتة أعشيري..
ماكانتش شي حاجة جديدة ، كانت “مجرد ليلة و فايتة فحياتهم” ، فحال كاع ليالي لي فاتو ، كيصبرو عليهم و ايقصحو راسهم فظلامهم ، بينما ايجي الصباح و ايلاهيهم بنهارو..
بعد ليلة طويلة صبح نهار جديد ، الحداش ديال النهار ضربات ، كاع الزناقي عمرو ، الصغار غير دايعين كيلعبو و الدراري شي هابط للبحر و شي كيلعب “الكورة” لي ميمكنش تلقا شي وحد فهاد القنت معندوش معاها ، الكورة عندهم فالد م و الموصيبة كلهم ضايعين على ودها ، شحال من وحد خلا قرايتو و تبعها ، و نهار كتسولو علاش خرجتي من قرايتك ؟ ايقولك “لونطرينما أخويا مانقدرش نسمح فالكورة” على أمل أنهم لاماجابوهاش بالقلم غيجيبوها بالقدم ، و فاللخر حتى حاجة من هدشي ما كتصدق حيت إن و أخواتها خدامين غير بسياسة “باك صاحبي”..
العيالات حالين بيبانهم شي كيصبن و شي كيطيب ، الأباء فالقهاوي أما “الرجال” ديال بصح هما لي معريين على كتافهم و كيخدمو كيفما هو حال “ميمو” و “علودي” لي حالين الكاراج ديال “با حسن” و خدامين على الجهد ، غير هما بمساعدة ولد وحد هازين ليه كاراج على قدو و حتى حسن مامخصصهمش ، دايرهم فحال ولادو ، و لما لا و هما كبرو قدامو ، نهار خرج علودي من الحبس ماخلاش ليه المجال فين ايفكر فاش ايخدم ، نيشان جرو عندو و عطاه خدمة حلال و ميسورة ، و حتى هو فالمقابل مع علودي و ميمو مابقاش كيهز الهم للخدمة ، كيجي غير ايطل و ايجلس معاهم شوية كلشي تحت مسؤوليتهم و كلشي ديالهم.. !
ميمو (مخشي تحت الطوموبيل) : باّ حسن كب معاك شي كويس
با حسن (كيقلب فأتاي) : وا خرج بعدا خرج
علودي (مسح ايديه و جلس كيتنفس كولو عرقان) : الحديدة واجدة
با حسن (مد ليه كاس) الله ايرضي عليك
ميمو وقف غسل ايديه عاد رجع جلس حداهم جبد باكية دالكارو مد لعلودي كارو و شعل كاروه هو لول عاد لاح ليه البريكة..
ميمو : الله اينصرك أبا حسن
با حسن : بصحتكم أوليدي..قوليا أهشام خوك مابغاش ايخدم ؟
ميمو (ساط الدخان كيشوفيه) : خويا أنا ؟ باغي غا ايقطع لبحورة هاد الساعة
با حسن : لاواه الصيف هدا و هو غا جالس ايجي ايضبر معاكم فصريف حتى هو !
ميمو (تقاد فالجلسة) : وايلي تخدمو ليا ؟!
با حسن : معلوم نخدمو
شاف فعلودي لي تبسم ليه بالجنب و رجع شاف فحسن مبتاسم و كيدور الكارو فايديه..
ميمو : بالرب ماترجع فوجهك..غدا ايحضر قدامك !
ملي كيجيو فحال هاد الهوتات ضروري مايستغلهم بنادم ، خصوصا أنه هاد الهوتة متعلقة بخوه “أسامة” لي أحسن طريقة ايقدر ايردعو بيها هي الخدمة ، تكاو على داك البراد حتى كملوه بثلاثة و رجعو تاني لخدمتهم ، ” ّبا حسن” مشا فحالو و هما ماجات فين تضر ب الربعة حتى كانو قربو ايساليو..
خرج لبرا كيشم فالهوا و ايمسح جبهتو ، حتى كيشوفها جايا حانية راسها ، تبسم بالجنب كيطلعها و ايهبطها باش كتعجبو ديما محتارمة راسها فاللبس ، و هي حدها طلعات فيه عينيها و لمحاتو شبه عاري من الفوق ، كتافو مبروزيين و عراض و ديك الوشمة بسمية “فاطمة” مزينة صدرو ، فالبلاصة عاودات هبطاتهم و الفرحة غتخرج ليها من عينيها ، فينما كتشوفو كتولي تحس براسها فوق السلك هدشي ديالها فات الزعطة لهيه..!
ميمو (حط ايدو على الحيط حابس عليها الطريق) : مرحبا بلالة ريحانة
ريحانة (كتحاول تحبس تبسيمتها) : هشام..لاباس عليك ؟
ميمو (كيشوف فشعرها الزعر كيف كيطاير مع رياح البحر) : هشام خاص غا ايشوفك و ايولي فوق السلك
ريحانة (تبسمات هازة فيه عينيها العسليين) : ماتوحشتينيش ؟
ميمو (قرب منها دايب فحركاتها) : انا را ماشي غا توحشتك انا را..
عض على لسانو بالجهد قاطع اش كان غيقول و دور راسو للجهة الثانية كيدوز بايديه على وجهو مجنن..
ميمو : واا نااااااااااااااااريي ايمتى غنتزوجو !!!
ريحانة (ضحكات حتى تسدو عينيها) : ههههه هشام اش قلنا ؟
ميمو : تقال لينا ! (عض على فمو من الداخل غتسطيه بضحكتها) نتي خدامة و انا خدام..وا زيدي لدارك نعلقو الدوام و نولدو التوام
ريحانة (تنهدات حاطة ايديها على ايديه) : هدا هشام لي كيدوي ولا ميمو ؟ هشام لي كنعرف غيصبر حتى ايسهل علينا الله و نديرو دارنا باش نهزو عائلاتنا..ياك ؟
حبس راسو بزز باش ميحطش ايديها على ايديه حتى هو ، حالف مايقيصها حتى ايتزوج بها لدرجة حتى لاخرج معاها مكيشد فيها ماكيعنقها ما كيقيس فيها تحلف عليه حتى خارج مع ختو ! بقا هكاك شحال فالأخير تنهد مطول كيشوف فالسما ، و هي مازال شادة فيه..
ميمو : غلبتيني فهادي ! يالاه (غمزها عاقد حواجبو) داركم أبنت حمّاد..
و حنحن مخنزر قدامو شادو الوسواس غير مع جنابو لايكون كيشوف ليه فيها شي وحد وخا حتى وحد مكيزعم ايطلع فيها العين عارفينها ديالمن غير هو لي فيه مامهنيه ، زادت وسعات تبسيمتها و شافت فيه أخر شوفة قبل ماتكمل طريقها مزيرة على الوراق لي فايديها بفرحة و قلبها كيضر ب فالميتين ، من نهار عقلات على راسها بدات كتكبر و هو حاط عليها العين ، ماجات فين دير خمسطاش العام حتى صافي سماها ديالو و شحال سلخ من وحد فالدرب على ودها و شحال هو براسو كلا العصى عليها و سلخها معاه ، فلول ماكانتش حاملاه ، باش فاللخر و مع مرور السنوات لقات راسها حتى هي بكثرة الاهتمام ديالو ولات كتمو ت و تسطى عليه و لاذكرتي ليها صنف الرجال ما ايبان ليها حتى وحد راجل على سي “هشام ولد فاطمة” ، ميمو لي مخرج نيابو عليهم من زنقة سلام حتى لزنقة الله ايعاون..!
العشية تعاشات ، عقارب الساعة فاتو الثمنية و الحال بدا ايبرد ، الشمس لي كانت مسخنة الدنيا بدات شوية بشوية كتغرب و الدراري شادين الطوالة طالعين من البحر..
“فالمقبرة” لي كانت فالطلعة قريبة لديور و كطل على البحر ، جالسة “عايشة” حدا وحد القبر مغطي بالورد و بعينين مغرغرين كتشوف فيه و دوز بايديها على السمية لي كانت مكتوبة بوضوح “رَحمَة مولاي التاج”..
عايشة (بنبرة راجفة) : بنيتي حبيبتي..ها ميمتك جات تشوفك..
فهاد الوقيتة كان هو يالاه حل عينيه فالظلمة ، بيتو ماداخلا ليه حتى نقطة ديال الضو فحال ايلا ناعس فقبر ، خسر تعابيرو و وقف كيحك فراسو ، مد ايديه حل الباب حتى ضر ب فيه البرد و تحرك هابط لتحت حال عين و ساد عين ، بانليه الصقيل فالدار مكينش الحس ديال مو و هو ايحنحن عاد نطق بصوت مبحوح بالنعاس..
علودي : الوااليدة
فور ما ماسمعش الرد عرفها مكيناش ، دوز ايديه على راسو و حل باب الدار خارج عند مول الصاكة لي فالطلعة ، خمسة دقائق حتى كان واقف عليه ، هاد الأخير لي غير غا شافو و هو ايطلع حاجبو..
مول الصاكة : أمالك أعلودي
علودي (كيشير ليه بايديه) : جوج باكيات كولواز
مول صاكة (مدهم ليه) : ياكما خسرو ليك النعسة ؟
ماجاوبوش ، حط ليه الفلوس و هز الباكيات خدا كارو هو لول عاد خشاهم فالجيب و تحرك كيشعل فيه مصغر عينيه فغروب الشمس ، كمل فديك الطلعة باش ايخرج على دار ميمو نيشان حتى لوحد اللحظة فين حبس على الحركة ، حواجبو ترخفو و مابقاش تحرك و هو كيشوف فالمقبرة..
مع الدخلة كتبان ليه مو عاطياه بالظهر و جالسة حدا القبر ، حيد الكارو من فمو كيبلع فريقو ، بغا ايتحرك ايدخل عندها ولكن ماقدرش حس بوحد القنت فصدرو تزير و ايدو بدات كترعد عليه عوتاني ، و قبل مايعاود ايتفكر الماضي قرر ايهرب
و ايقلب الطريق مسرع خطواتو ، خنزر و لاح داك الكارو لي مابقا فيه والو و عاود جبد وحد أخر كيشعل فيه بعصبية غير عادية ، بوحد العنـ ـف مجهد و وحد الحدة صعيب تفسرها.. !
فالدار عند “ميمو” ، و بالضبط فالصالون ، كانت فاطمة جالسة مصغرة عينيها فنوكيا بيل لي شادة فايديها ، كتقلب على نمرتها حتى طاحت عليها عاد تنفسات براحة و دوزات الخط..
فهاد اللحظات كانت هي كطرطق فعنقها بعياء ، قدامها شلا خناشي خاصها دخلهم للمطبخ ديال الريسطو و كل خنشة يا خنشة الرجال بشلاغمهم و شوف تشوف واش ايهزوهم و من الفوق شيف كيغوت لداخل..
الشيف : لييييلى سربييينا !!
يالاه غتجاوبو و هي تسمع التيليفون كيصوني ، ساست ايديها و جاوبات فالبلاصة..
فاطمة (غير جاوباتها و هي تبسم) : ليلى ؟!
ليلى (مسحات جبهتها كتنهج) : الواليدة ؟
فاطمة : أبنيتي فين وصلتي ؟
ليلى (قادات التيليفون فودنيها و هزات خنشة فوق كتفها) : شوية و نجي أمّي..
فاطمة (حاضية مع الباب) : سربي الله ايرضي عليك خوك مابقا ليه والو و ايجي ماقادين على شوهة فهاد ليل
ليلى (وقفات و عقدات حواجبها) : فاطمة
فاطمة : “بلعات ريقها” أبنيتي
ليلى : صلي عالنبي !
فاطمة (كدور فراسها بتوتر) : اللهم صلي على الحبيب و سلم
قطعات معاها الخط و قادات ديك الخنشة فكتفها عاد كملات الطريق لداخل فصمت ، هادي هي طبيعتها سكوتية و حارة ، لاحاولتي تقرب منها غتعرفها شحال صعيبة و منعازلة و حتى لاسولتيها ماتعطيكش راس الخيط ، تعرف الجبل أش هاز و ماتعرفش أش مخبية هي فداك الراس..!
الوحدة دليل ضر بات ، و فاطمة مازال جالسة حدا الباب شادة على حنكها و قلبها كيضر ب ، حداها أسامة منشور فسداري و مغطي بايزار شاد تيليفونو مكونيكطي ، حتى كيسمعو الباب تحل ، فاطمة مع دورات عينيها مع كتشوف ولدها داخل هاز فايديه التقدية..
هشام : السلام عليكم..
فاطمة (وقفات مشابكة ايديها) : على سلامتك أولدي
أسامة (عينيه فتيليفون) : و عليكم السلام
ميمو (جلس كيحيد جاكيطتو) : لاباس..الأمور بيخير
فاطمة : الحمدالله و نتا ؟
ميمو : الحمدالله (غمض عينيه حاط راسو على الحيط) شفتك مازال مانعستي..أش كاين ؟
فاطمة (طرطقات عينيها) : أنا ؟ لا لا غير ماجاني نعاس
ميمو (حرك راسو مطول فيها الشوفة) : وايلي
فاطمة (بدات كتصفار) : والله ! نوض نوض لبيتك تنعس غتكون عييتي
ميمو (رفع حاجبو) : جات هاديك
فاطمة : هاديك ؟ أ أ زعما ختك ؟؟ اه اه جات و و نعسات
أسامة هز فيها عينيه و عاود هبطهم مانطق بحتى كلمة وخا كدبات قدامو ، و ميمو غير كيشوفيها و كيحرك فراسو بهدوء بلاما ايدوي ،بقات هي وسطهم شوية و تبدا تغزل بالخلعة..
ميمو (تنهد و وقف) : ندخل نتكا شوية
فاطمة (وسعات شوفتها) اه سير..سير أوليدي رتاح ليك راه العيا باين فعينيك
ضر ب على كتف خوه بايديه و وقف باس ليها على راسها ، و مع عطاهم بالظهر باش ايدخل للبيت مع تسمعات الساقطة ديال الباب كدور ، ميمو وقف فبلاصتو و فاطمة حسات بقلبها طاح عند رجليها ، حتى تحل الباب و دخلات “ليلى” حتى هي هازة فايديها التقدية ، و مع علات راسها مع كتبان ليها مها الد م تخطف من وجهها ! و أسامة طفا تيليفون و تقاد فالجلسة كيشوفيها و ايشوف فخوه الكبير ، عاد دورات راسها جهتو ، جهة خوها ، “هشام” ، هو لي كان عاطيها بظهرو و عينيه دقة دقة ولاو كيتبدلو حتى ولا كيشوف قدامو بشوفات منيرين ، حاقدين ، و مظلمين..!
ليلى بتعابير باردة دورات عينيها لفاطمة و نطقات بهدوء متفادية الاحتكاك معاه..
ليلى : السلام عليكم
فاطمة بكثرة الخلعة ماقدراتش تجاوب و أسامة غير شاف عينين خوه و هو ايحني راسو عرف هاد ليلة غدوز كحلة عوتاني..
فاطمة (كدخل و تخرج فالهدرة) : ج جيتي (شافت فالتقدية و هي تخرج عينيها) ن نسيتك خارجة تجيبي ليا التقدية !
غير سمع هدرة مو و هو ايزير على ايديه ، جن جنونو شي وحد ايكدب عليه ، كان وحد الكومود حداه ضربو برجليه حتى طاح هو و لي فيه ، ردخو بوحد الجهد خلا فاطمة تسد على ودنيها و تغوت و أسامة ايوقف بالزربة ، أما لي منوض عليها هاد الريكاطة بقات واقفة فبلاصتها و الشعرة هي اللخرة ماتحركاتش فيها..!
ميمو (دار عندهم مشربن عروق عينيه غيطرطقو عليه) : الواااااااالييدة !!
فاطمة (بالخلعة مشات لصقات فيه شادة ليه ايديه) : هااا العاار اوليدي هااا العاار ..انااا سبااب اناا هي ماليها واالو
ميمو (نزل بابديه على الخشبة ديال الباب و غوت) : دخلللللي للبييييت
أسامة (جا بالزربة جر مو) : مّي زيدي معايا
فاطمة (كتنتر منو خايفة على بنتها) : لا لا !! هشام..هشام لعن الشيطان..هشاااام !!
أسامة بزز باش جرها للبيت و هي كتنتر و تغوت على حر جهدها الجيران كلهم سمعو صوتها ، دخلها للبيت و سد عليهم ، وخا فهاد الوقت خاصو ايخرج ايفك الحر ب لي غتوقع برا ولكن ماقدرش ايخلي مو بوحدها و هي فهاد الحالة كتبكي بالخلعة..!
أسامة (شد فيها) : وا مّي وا غا رتاحي ماغيوقع والو
فاطمة (كتبكي و ترعد) :،غيقـ ـتلو بعضياتهم..غيقتـ ـلو بعضياتهم ..
برا فالصالون ، كانت واقفة فبلاصتها كتغزز فسنانها و تشوفيه هو لي عض على فمو بالجهد و دور عينيه نيشان ليها ، و بلا هدرة بلا كلام جمعها معاها نيشان بصقلة حتى تردخات مع الحيط..!
ميمو (ضر ب على صدرو كيغوت بجنون) : كييييييكاااانبااانليك !! دوييي كييييييكااانااانلييك !! راااداااني قواا ااد (مخرج فيها عينيه بالجهد ناوي على خزييت) شاااامتااااني أليييلى ؟؟!
كمشات حواجبها بألم و هزات ايديها كتمسح فنيفها لي سال بالد م ، شدات فالحيط و رجعات وقفات على رجليها كتشوفيه مخنزرة و معصبة..!
ليلى : نتا لي قوليا كييكااااانباااليييك..باغي ضر بني حيت خدامة و كنتعاون معاكم على الوقت ؟؟!! زيد يالاه ضر بني (شيرات ليه لراسها مجننة) ياااااااااااااالاه !!
مارجعهاش ليها فوجهها ، زاد جمع ايديه حتى قصاحو العروق و جرها من شعرها لعندو خلط ليها الحنك مع الفم..
ميمو : باااغااني نطييح الروووح..باااغاااني نغببببببرك (غوت ليها عند وجهها غوتة حااارة حتى كمشات عينيها) بااااغااااني نققققبر دييييييييلمك أليييييييلى..!!
فاطمة غير سمعاتو كيتهدد عليها بالمو ت و هي توقف من بلاصتها ضر بات فأسامة و خرجات زربانة و هو فالبلاصة تبعها كيحاول ايشدها..
فاطمة (كضرب فحنكاها) : اويييلي..اويييليييي !!
أسامة (ايد شاد بيها مو و ايد كيفك بيها ختو) : هشاام طلقها !
فاطمة : هااا العاار لامااابعد منهااا (مخرجة عينيها كتشوفو غيقسمها) هشااام لاااامااطلقتيهاااش رااك مسخووط !!
ميمو (هدرتها خلاتو عاد مازاد زير ليها على شعرها) : مسخوووط ؟؟؟؟ كتكدبببي عليااااااا أميييي ؟؟؟؟ (محيح عليهم حتى خلعهم) كتكددددبي عليااااا أفاااااطمة !!
ليلى صبرات حتى صبرات فاللخر غفلاتو فوسط غواتو و ضر بات ليه ايديه بالجهد حتى تفكات منو عاقدة حواجبها و كتنهج ، و فاطمة و أسامة بيناتهم مامخلينوش ايرجع ليها..
ليلى : بااااالرب الجليل كون ما كنتي فبلاصة الواليد كون راه هادي شحااااااال تقبرت أنا وياك أهشام !
كيشوف فمو و خوه شادينو و ايرجع ايشوفيها بشوفات ديال القتـ ـيلة ، دفع خوه حتى تلاح فالسداري و رجع ليها ردخها ردخة خايبة للبيت حتى تلوات على راسها بألم عاد تحرك تابعها..
فاطمة (تابعاه كتبكي و تجر فيه) : فين غادي بيها ؟؟ واا طلققها أهشاام طلقهاا (كضر ب فخاضها) واا اللله أااربي و شدررت فحيااتي !
ميمو (سد الباب و دار كيشوفيها كولو كيغلي) : ماكاين لا فحال باا لاا الزا اب ! نتي تقبتي معايا الورقة ست سنين هادي..(رجع كيضرب فصدرو)..ست سنيييين و الشمتة كتااااكل فيااا عند بااالك نسيت لي فااااات أليلى..نسيت ديييك الدكاااكة لي دووزتي عنااا..و عليااا أناااا لطبو ن مك عليااااااا أنااا !!
عرف كيفاش ايقيصها فنقطة ضعفها ، بلعات ريقها كتحس فحالا شي موس وحل ليها فحلقها ، فحالا نفس المواجهة لي دازت “ست سنوات” قبل دبا كتعاود ، زيرات على ايديها كتحاول تخبي ضعفها و ماتبين ليه والو وخا فالحقيقة كلشي ولا باين غير من عينيها ، خفضات نبرتها و نطقات بنبرة راجفة..
ليلى : ست سنين و انا كنخلص..( هزات فيه عينيها لي تغرغرو وخا هاكاك رافضة طيح دموعها)..حتى لين..حتى لين غنبقا نخلص ؟!
بقا ساكت غير صدرو لي كيطلع و اينزل بعنـ ـف ، كيشوفيها بلا كلمة بلا جوج ، شحال ما بقا شاف ليها فوجهها و بالضبط فعينيها ، باش ايتواجه معاها هكا مور انقطاع دام لسنوات ماشي ساهلة عليه أبدا !!
شمر بنيفو و حنحن مهرب عينيه من عينيها كيحاول ايتفادا الشوفة فيهم باش مايزيدش ايضر راسو كثر ما هو مضرر ، باش مايزيدش ايمد عليها ايديه حتى ايصدق قا تلها ! عض على سنانو حتى قصاح فكو و شدها من لور ديال عنقها مزير عليها حتى تقابلو عينيهم
ميمو (بنبرة قاصحة) : حتى لنهار نمو ت ولا تمو تي..ديك ساعة عاد غتبرد دنيا
“حتى لنهار نمو ت ولا تمو تي..ديك ساعة عاد غتبرد دنيا”
الجملة لي خرجات من فمو مرافقها معنى كبير ، عقدات حواجبها و هي كتحس بكلامو كيتغرس فيها فحال العافية من الداخل و شفايفها بداو كيترعدو ، و هو مازال كيشوفيها بنفس الشوفات لي كلهم غضب و لوم ، حتى دخلات فاطمة كتجري بعدما قدرات تهرب من أسامة..
فاطمة : : باااغيين تقتـ لوني و تسكتو لياا القلب..طلقهاااا !!
أسامة : مّي لعني الشيطان صافي
ميمو (طلقها بنترة و دور عينيه كيمسح على وجهو) : قولو ليها تحرك تقو د من قدامي !
فاطمة (حيدات زيفها سخفانة و جلسات فاشلة قدامهم) : هاااا عااار ربيي لاااماا حنوو فياااا و حبسوو هدشيي هاااا عاار ربييي
ميمو (خنزر فيها) : مزيان أمّي..أنا لي غنتقو د هاد ساعة !
و خرج من الدار رادخ الباب بلاما ايزيد ولا حرف على كلامو ، فالبلاصة تبعو أسامة ، خلا فاطمة كتشوف فالباب عروق راسها كيزدحو و كتحس براسها غتغيب ، بكثرة المضا ربات لي كيوقعو بين هاد جوج مابقاش عندها الجهد فين تزيد تستحمل حتى هي مرضات معاهم لدرجة كتحس بأخرتها غتكون على ايدين ولادها..
فاطمة (شدات على راسها كتنهد) : استغفر الله العظيم..أنااا متاايبة ليك أربي..متاايبة لييك
شافت فبنتها لقاتها عاطياها مدورة وجهها لجهة الثانية ، وقفات غاديا عندها و ليلى بمجرد ماحسات بيها كتقرب ليها و هي تنطق..
ليلى : شوية و نجي عندك أمّي..
فاطمة : ولكن أب..
ليلى (قاطعاتها) : مّي (دارت عندها نصف دورة) شوية و نجي عندك..
هبطات حواجبها بحزن ، غير ملي قالت ليها هاد الهدرة عرفاتها ماشي حتى لهيه و بزاف على ماشي حتى لهيه ، تنهدات و خرجات مخلياها على راحتها ، غير حسات بها خرجات و هما ايطيحو دموعها ، حطات ايديها على وجهها و جلسات كتبكي بصمت و فالسكات ، حتى بينها و بين نفسها ماراضياش طيح دموعها و ماراضياش لنفسها هاد الحالة ، النفس معدبة ، و الكية لداخل مازال كتحـ ـرق و تحر قها معاها !!
“الخمسة دالصباح” ضر بات ، أسامة بعد ليلة طويلة دخل اينعس و ليلى تخلوات فبيتها ، ميمو جالس حدا باب الدار كيكمي عاقد حواجبو مازال مشربن مع دماغو و فاطمة جالسة موراه فكرسي كتشوفيه و تنهد و هو ماحاسش بوجودها ، كتشوف فولدها الراجل ديال هاد الدار لي مسخنة بيه كتافها و كتعلي عينيها للشرجم ديال بيتها لي مطرع و مكتبان ليها منو غير الظلمة لي من خلالها عرفاتها مازال فايقة..
رجعات شابكات ايديها و تنهدات هاد المرة وحد التنهيدة خرجاتها من أعماق أعماقها ، أول مرة غتولي أم رزقها ربي بجوج وليدات توام ، “هشام” و “ليلى” ، فصغرهم كانو كثر من الخوت ، وخا الجنس مختالف إلا أن شخصياتهم و الكراكطير ديالهم عبارة عن نسخة طبق الأصل ، عندهم نفس العصبية و التخنزيرة ، نفس التغوبيشة و النوضة و نفس الشوفات و الهدرة ! دكشي علاش نهار كيضاربو مكيقدروش ايفارقوهم حيت حتى وحد فيهم مكيبغي ايحني الراس ، ليلى كونما كان خوها كتحتارمو و كتبغيه كثر من القياس كون راه هادي شحال فاراتها معاه ، و هشام كونما كانت ختو و دمو كيجري مع دمها كون راه سنين هادي باش قبرها على قولتو ، لكن الدم لعب و الأخوة عطات كلمتها و خلاتهم ايصبرو على بعضياتهم بالسيف على كل وحد فيهم..!
كتفكر كيفاش كانو قبل “ست سنوات” ، كانو الروح و العقل ديال بعضياتهم لاقستي وحد فيهم عرف راسك غتحاسب مع لاخر ، ماكانش بيناتهم أسرار ولا خلافات كانت هادي هي العلاقة لي ايتمناها أي وحد مع خوه ، شوية عينيها بداو كيحمارو و ايغرغرو و هي كتفكر شنو وقع فالماضي حتى تقطعات الهدرة بين ولادها و العلاقة لي كانت بيناتهم بردات لدرجة حتى الهدرة و الشوفة فوجوه بعضياتهم مابقاتش دايزة..!
كتحس بقلبها غيطرطق على الحالة لي وصلو ليها ولادها ، هزات كرسيها و زادت بيه حتى جلسات حداه بلا هدرة بلا كلام ، حتى هو حس بيها و ماتحركش ، شوية نطقات..
فاطمة : هشام..أوليدي..أعوينات ميمتو..ختك ماشي غير خلصات راها تهلكات فحياتها ! عارفة لي داز ماشي ساهل و كون نصيب نقطعها بسناني..ولكن شنو نديرو ؟ ربي بغاها تكون بنتي و ختك شنو نديرو غير قوليا شنو نديرو ؟؟
ميمو (تنهد كيشوف قدامو) : ماديري والو غا ريحي راسك الواليدة
فاطمة : راحتي هي نشوفكم راجعين كيكنتو ..والله أهشام أولدي وحق البزيزيلة لي رضعتي مني..يا حتى ختك تعدبات حتى وليت أنا (ضربات جهة قلبها بحرقة) اناا وليت كنهز كفوفي لسما و نقول ياااا سيديي ربيي بارااكة علييها..هاانتا كلشي دايز على عينيك..شبابها و كيمشي..حياتها و ضاعت..كاع دكشي زوين لي كسباتو مشا ، حتى من ولدها من نهار داوه ماشافتو ..راسها و ماحناتش فيه خرجات على ريتها غير بدخاخن و لحمها كولو خسراتو بالضرابي و الوشام ! حتى حاجة ماخافية عليك كلشي على عينيك
كيمسع ليها و ايطرطق فصباعو ، علا عينيه فالشرجم ديال بيتها حتى كيلمح الدخان ديال الكارو خارج ، رجع عينيه ليها و طرطق صبعو بالجهد..
ميمو : العفو الواليدة !
فاطمة (شدات ليه فايديه) : استغفر مولاك و لعن الشيطان راه ختك هادي كيفما كان الحال..عارفاها ماتسواش و غير زايدة فالعمية خارجة على راسها و علينا..ماخليت مادرت معاها..ضربتها..قطعت معاها الهدرة..غوت و بحيت..العصا و لحمها ما ت عليها..السخط و ماكفاهاش..وليت باغياها غير تبعد من داك الويل ال..
يالاه بغات تقوليه على البلية و هي تفكر بلي شحال من مرة كان غيقـ ـتلها على هدشي ، بلعات ريقها ملي تفكرات أخر هضرة قالها ليها فأخر مرة سيفط ليلى مغيبة لسبيطار “ياك غا سم ؟ وا الله ايجعلو ايتفركع فريتها ! سوق بنتك خرجتو أفاطمة”
مابغاتش تعاود تجبد ديك الليلة المنحوسة لي كان غيقـ ـتل فيها ختو بسبب البلية و شدات ليه فايديه مزيرة عليها..
فاطمة : عارفة الجرح كيعگر ولكن دبا ايبرا..غير تهنا دبا ايبرا
كيشوفيها مصغر عينيه بلا ما يدوي ، غير ساكت و عقلو كيسولو “واش هاد مو حاسة بدكشي لي كيحس بيه ؟؟” كون غير كان شي وحد نفسو باردة ولا ماحاسش بالدنيا ، لا ! السيد نفسو حااارة تحرقو و تحرقهم معاها !! أساسا هو طبعو صعيب و شاعل كيغير على مو و ختو بوحد الطريقة مريضة و مجنونة ، و بهدشي لي عايش فهاد الدار متأكد أنه غيبقا ايشعل و ايزيد ايشعل حتى لنهار لي غيفاريها فيهم ، لاكانت ليلى ضيعات حياتها فهو حياتو ضاعت على جوج مرات و العذاب داقو مضوبل فربعة ، وخا هكاك كمدها فقلبو فخاطر ميمتو باش ماتزيدش تمرض كثر ما مرضات بهاد المشكل ، كيقول اللهما فيا ولا فيها ، فاللخر اكتفى أنه تقابل معاها و نطق بجملة مختاصر فيها جل كلامو..
ميمو : الجرح توالف أمّي ولكن باش ايبرا ؟ (كمل كلامو بنبرة باحة و قاصحة) ضر بة الخوت عمرها تشفا الواليدة ..!
الدنيا ماترحمك ماطلقك ، لاعطاتك ماتفرحش و لاخدات ليك ماتبكيش و لاخلاتك تمشي على جنب الحيط ماغتخليكش تخرج منها بلا عصية ، و فاللخر ماعلينا غير تدعيو باش ربي ايخرجنا من دار العيب بلا عيبها..!
_كانت جالسة عابسة و حاطة ايديها على حنكها ساهية قدامها و مرة مرة طلع تنهيدة عامرة تخوي بيها قلبها و ترجع تسها ، قدامها كيلوات من الصوفة كتفك فيها بايديها و تعاود ، قبل ماتحبس و ترجع تسها ملي طاح ليها ولدها فبالها و استوطن تفكيرها ، كانت كتفكر فيه و ليه ماحساتش ايمتى فوقاش جا عندها كيبوس ليها على راسها و ايديها بجوج و جلس متبع معاها بعينيه ، حتى بانت ليه ماشي هي هاديك عاد نطق..
علودي : مال الحنانة شاردة..
ماجاوباتوش ، حدها طلعات فيه عويناتها الحازنين لي كيبانو هازين ما هاز الجبل و هو أكيد مايخفاوش عليه شوفات ميمتو ، القلق بان فعينيه و هز وجهها بايديه كيتفحصها ، من ديما كيعاملها فحال شي جوهرة مامنهاش جوج..
علودي : مالك ؟
عايشة (عويناتها بداو كيحمارو) : ولدها
علودي (كيمسح ليها على وجهها بلطف شاد ليها بالخاطر) : شنو خاص ايدير ولدها باش ضحك ليه
عايشة (تقادات فالجلسة بالزربة مزيرة على ايديه) : ولدها ايبغي ايضحي على ود ميمتو ؟
علودي (تبسم بالجنب و رجع جمع ديك التبسيمة بالخف) : نزف بحياتي عليك أمي !
عضات على فمها شادة فصباعها بتوتر كبير و كبير بزاف ، خايفة لايعاود ايرفض و ايرجعها ليها فوجهها ، أكيد هاد المرة ماتقدرش تستحمل !
عايشة (بلعات ريقها بصعوبة) : سير عند الطبيبة أبوبكر..كون عرفت نعطي د م جيوفي و نبيع حوايجي غير نعاود نشوف الضحكة على وجهك..سير الله ايرضي عليك هي تباركالله قااااارية هادي حرفتها و غااتقدر تعاونك حتى ترجع ليا وليدي لي كنعرف..(بترجي)..أنا مزواااكة فيك !
مابقا ليها غير تبوس ليه راسو باش ايوافق ، عياو فيها الناس و العيالات تقصد الفقهاا و تزور الشرفة ، ياما قالو ليها “د بحي ليه راه ولدك مسحور و مشروك” ، ياما عمرو ليها راسها و بغاو ايقنعوها تبع طريق الشرك ، لكن ربي كان ديما ناصرها عليهم وخا ماقراتش إلا أن الدنيا وعاتها و خلاتها قادرة تمييز بين الصح و الغلط دكشي علاش فضلات تقنع ولدها ايمشي ايتعالج بطريقة طبية و ميسرة ، منها ايكون قلبها مرتاح عليه و منها ربي ايسهل ، أما سي علودي غير قالتها و هو ايعقد حجبانو عقدة وحدة و من الشوفة فعينيه تعرفو ماعجبوش الحال دياااال بصصح..
علودي : عارفة راسك شكتقولي الواليدة
عايشة (عينيها غرغرو) : هدا ما نسوا عندك ؟ تقمعني بهاد الكلام و ضربها ليا فوجهي..وخا أولد كرشي !
و قلبات عليه وجهها كتبكي و تنخصص و تمتم بالشوية “أنا لي درتها لراسي..ولدك مشا منك أعايشة مشا” ، كتلوم راسها و تعاود وخا فالحقيفة هي ماغلطات فوالو مع ولادها مكتاب الله ايتصرف
حالتها وجعاتو فخاطرو و أي مرضي فبلاصتو كانت غتعز عليه ميمتو ، خصوصا بوبكر لي داير مو فوق الكل و عمر كلمتها ما تهرسات فحضورو ، ولكن شنو ايدير ؟ كيفاش غيقدر ايخلي طبيبة تعاونو و هو ماقادر حتى ايدوي مع راسو ؟؟ ما قادر حتى ايشوف فوجهو !!
دقائق طويلةو هو على حالتو ، عاقد حواجبو مكدوي ما كيتكلم فقط كيسمع تنخصيض مو حتى شافها بدات كتشهق عاد جرها عندو معنقها ، و أخيرا رحمها و رحم قلبهاو نطق ببرود كيشوف قدامو..
علودي : فين جات هاد الطبيبة..
_ملي كيوليو دموع الأم داخلين فالخط ماكتبقا هدرة ، شحال و هو كيميّك و ايرفض بطريقة غير مباشرة هاد الفكرة لي ماعرف منين تسلطات عليها ، لكن ملي شافها مابقات لا كتاكل لا كتشرب ، لا كضحك لا كتبسم ، لا كتنعس لا كترمش ، و لا كتريح راسها من التفكير ولا من السهوة ، عرف بلي مايقدرش ايزيد ايقصي عليها و قرر ايشد ليها بخاطرها وخا غير بلعاني..
الغد ليه مع “الثمنية دالصباح بيلا” ، كان خاشي ايديه فجيبو و كيتمشا بثقالة خطوة مور خطوة ، حتى وقف و هز حاجبو كيشوف فالعيادة الصغيرة لي قدامو ، عيادة غير على قد الحال و كتبان جديدة يالاه حلات ، تحرك جوج خطوات أخرين و حل الباب بالشوية كيشوف فالأرجاء بانت ليه الدنيا خاوية مكين حتى وحد ، معلوم و هو مو بكثرة الفرحة و بكثرة خوفها لايتراجع على كلمتو ولات مفيقاه مع السبعة دالصباح ايصبح عليها هو لول ، علودي غير شاف البلاصة ما فيها حد و من التفكير لي عطاه الله قال هادو مخدامينيش و قرر ايرجع فحالو ، كانت هادي هي النية ديالو قبل ماتشوفو “المساعدة” لي تما و تنطق مجبدة عينيها فيه..
المساعدة : سيدي ؟ مرحبا بيك ! جيتي دوز ؟!
دور عينيه جيهتها ، كانت بنت لابسة طابلية بيضة و جالسة فبيرو صغير على شكل مكتب استقبال ، مزعرة شعرها و صابغة حجبانها بالكحل و مرة مرة كطرطق مسكة..
المساعدة : نااغي عليك راك مرضي ! لقيتي دوكتوغة يالاه جات..(ضحكات كتعوج ففمها غتاكلو بعينيها)..شنو سميتك ؟؟
قرن حواجبو فصمت ، مافاهم والو و فداخلو كيسب فراسو حيت جا ، و هي لحظات ديك التغوبيشة لي دار فيها و رجعات ضحكات ضحكة صفرة عرفات بلي فرشات راسها معاه..
المساعدة : هههه ! غا باش نقيدها هنا أموسيو..(كتشير ليه للورقة)..فهمتي ؟
علودي (قاد القب و نطق كيشوف فالباب) مُولاي التاج بوبكر
المساعدة (طرطقات فيه عينيها) : سميتك مولاي التاج ؟!
علودي : كنيتي
المساعدة : ناغي عليك !
بقا غير كيشوفيها بلا مايدوي ، و هي بدات كتقيد فالمعلومات و دور فمسكتها ، السيد زوين ، طويل و مجرد ماعمر شي وحد من هاد النوع ديال علودي جا عندهم إذن هاد الصباح عندها فحال الهوتة..!
المساعدة : مرحبا بسيدي بوبكغ مولاي تاج هاك (مدات ليه الورقة و شيرات ليه لدروج) هانتا طلع نيشان غتلقا بابها اونفاص
خداها من عندها بلا هدرة بلا كلام و تحرك لجهة دروج ، بقات هي فحال الحمقة كتشوفيه و كضحك مع راسها..
المساعدة : ياغبي ايبقا ايجي عندنا فحال هدشي..نعصبو و ايخلي داغ عشتي !
ماسمعهاش حيت كان وصل قدام الباب لي مردود و كيبان منو غير شوية الشعا لي عاطي من الشرجم ، وحد الصوت فراسو كيقوليه “شهاد الحبس ؟ رجع تقو د فحالك” ، و وحد الصوت أخر كيفكرو فهدرة مو “راها بنت الناس اوليدي كبرات قدامنا نعم التربية و تشد ليك بخاطرك غير عاود ليها باش تعاونك ماتقصحش راسك أعوينتي الله ايرضي عليك”..
صوت ايديه و صوت ايجيبو و الحيحة منوضينها الفيزيبلات ديال راسو بيناتهم ، يالاه دور جسمو ناوي ايرجع ، حتى كيسمع نبرة هادئة مخاطباه خلاتو ايدور فيها راسو ، هي لي كانت واقفة حدا الباب ، خاشية ايديها فطابايتها البيضة و راسمة ابتسامة خااصة على شفايفها..
“بونجوغ ؟”
عض على فمو كيلعن فرجليه لي طلعوه لهاد القنت ، أما هي فكانت مازال كتشوفيه بنفس الابتسامة ، و رجعات نطقات بنفس النبرة..
“كيبانليا ماعجبكش الحال عندنا ؟”
بوبكر (تنهد ماحاملش ايدوي) : حاشا
تكاحزات لجنب مخاطباه بكل أدب..
“تفضل !”
مالقا مايدير من غير أنه ايتخطاها و ايدخل ايجلس فالكرسي لي مقابل مع البيرو ، و هي فالبلاصة تبعاتو و جلسات فمكتبها كدور الستيلو فايديها و ترمش فيه ، كان قالب وجهو كيشوف فالشرجم و من عينيه عرفاتو ماحاملش هاد المجية عندها ، من أول خطوة خطاها فهاد الطابق عرفات بوجودو و بقات كتشوف فخيالو مور الباب كتسناه واش غيدخل ولا ولا ، لكن ملي حسات بيه غيتراجع قررات تحبسو بطريقة ذكية حيت ماشي هو لول ولا اللخر لي وصل حتى للقمة و قرر ايتراجع فأخر لحظة ، حنحنات كتشوف حتى هي فالجهة لي كيشوفيها..
“ماحدك كتشوف جهة الشعا..إلا وراه خاص ايكون كيعجبك الضو (ربعات ايديها) غير هو هدشي مكيبانش ليا فعينيك ؟”
بوبكر (بلاما ايشوفيها) : حيت مكيعجبنيش ضو
رمشات فيه متبعة مع كلامو باهتمام..
“و شنو لي مخلي ضو ميعجبكش ؟”
بوبكر : الظلام
“الظلام ؟ شنو لي كيبان ليك زوين فالظلام ؟”
بوبكر : السكات (شافيها ببرود و نطق بالكلمة لي خلاتها طرطق عينيها) مافيهش فريع الكـ ـر
رمشات فيه بالزربة ، من هدرتو عرفات السيد سلكوط فمو خاسر و من الفوق ماحااااملهاش ، وخا هكاك حاولات تحافظ على تبسيمتها و تعاود تغطس راسها فدور الطبيبة..
“شنو لي خلاك تجي عندي ؟”
و هنا حبسات عليه الهدرة و سدات عليه كاع البيبان ! بقا محافظ على نفس البرود الخارجي لكن فداخلو حاس بكلشي عاود تخربق فيه ، بالخنقة و بالأعصاب لي بداو كيسخنو بدون سبب ، كيفاش غيجابوبها ؟ باش غيجاوبها ؟ فشنو غيجاوبها ! واش الماضي لي كيحاول اينساه بالحرام و بالحلال غيرجع ايحلو و ايدوي فيه ؟ مايقدرش ..!
حسات بهدشي و فهماتو مزيان ، و لما لا و هي كتقدر تقرا شوفات كل وحد ، تنهدات كتشوف فالوراق و تفكر ، و رجعات هزات عينيها فيه..
“أش بانليك قبل ماتجاوبني تشرفني بسميتك هي لولة ؟”
علودي (شمر بنيفو) : بوبكر
رجعات تبسمات متكية على الكرسي..
“متشرفين..و أنا سميتي رَحمة”
سميتها ، كانت كفس من ألف حر ب داخلية عاشها ، سميتها ، كانت فحال المضا كيد بح فيه ، سميتها ، كانت قادرة تقتـ ـلو و هو حي ، تخنـ ـقو و هو كيتنفس ! تعابيرو جمدو ، عينيه مابقاوش رمشو ، شوية بشوية بدا كيتزير ، كانت كترمش فيه و كتسناه ايدوي ، حتى كيبانليها وحد العرق فراسو خرج حمر كيضر ب ، و ماجات فين تنطق حتى طرطقات عينيها بصدمة كبييرة كتشوفو كيف وقف شااعل و دفع الكرسي بالجهد حتى تردخ مع الحيط و صدرو كيطلع و اينزل بعنف كبير..!
رحمة (وقفات حتي هي مخلوعة) : سي بوبكر ياكما كاين بااس ؟؟
مسح على وجهو و عطاها بالظهر هاد العلاج النفسي مشا بعيد ! هو لي كان ناوي غير ايجي باش ايدير الخاطر لمو..صدق جاي باش ايزيد ايكمل على راسو و ايمو ت..
“رحمة” ماكانتش فاهمة شنو واقع ، علاش غير عرفاتو بسميتها و هو ايتسيف ؟ بلعات ريقها كتحاول ترجعو ايجلس باش تفاهم معاه..
رحمة : جلس الله ايعطيك ستر..خليني نعاونك
دار عندها مخنزر بالجهد وجهو حرام واش تشوف فيه ، قرب منها بالزربة لدرجة رجعات باللور حتى لصقات فالحيط مخرجة عينيها كتر و كتر..
بوبكر (كيقرب منها) : شغتعااوني ؟؟ شممن رحمة؟!
ضر ب على الحيط بالجهد حاقد و رجع ميل فيها راسو مزير على سنانو..
بوبكر : شهاد العذااااب أز بي ؟!!
عاود ضر ب فالحيط كتر من لول و خرج طاير من عندها ، خلاها كتنهج و تحاول تستوعب ، جهد جوج ديال الدقايق و هي مصدومة حتى لوحد اللحظة فين حيدات طابليتها و ضر باتها مع الارض بالجهد مجنننة و الفكرة الوحيدة لي كدور ليها فراسها هي أن هاد الراجل ضارب شي قرقوبي صحيح و جاي ايتفلا عليها فهاد الصباح الشئ لي مستحييل تسرطو..
رحمة (كتغوت محيحة بووحدها) : هااد القواا ااد هداا
خرجات بالزربة هابطة كدردك فالدروج و تغوت ، مابقات لا طبيبة لا عشابة و عراات على رحمة ديال بصح..!
رحمة : هاااد القواا ااد هداااااا !!
البنت لي فالاستقبال غير سمعاتها وقفات كتعض فسنانها عرفات نهارها ماغايدوز فخير ، و الناس جالسين فالكراسا كيتسناو نوبتهم و ايشوفو فيها كتسب بالكلام الساقط مافاهمين والو ، بينما هي ضر بات على البيرو بايد و هزات الايد لااخرا كتشالي بيها..
رحمة : بنااادم ضاا اارب جوووج طاافات و جاااي مطلعهاااا علياااا عللللى الصباااح..هدااا مااااولات تسوااا رحمممة فهاااد الدرررب الهاارب (عاودات ضر بات فوق البيرو مخرجة فيها عينيها) كتعرفيييه ؟؟
المساعدة (جاوباتها مطرطقة عينيها بخوف) : بالعما !
رحمة (حركات راسها كتحلف) : مزياااان..ايعااااود ايررجع شديي دييلمو هناا و عيطي علياا نورييه الزَ و البَ لااايااش صالحيين !!
رحمة قبل ماتكون طبيبة نفسية هي بنت “فافيلا” يعني الكازاوية دغياا كتركبهاا ، يعني حتى هي لاجات على القباحة فراه جارية ليها فالد م ، يعني فحالها فحال أي بشري كينتامي لهاد القنت !
خمسة دقايق مورا ماحيحات و عربطات لتحت ، عاودات طلعات ، لبسات طابليتها و وقفات كطرطق فعنقها عاطية لباب بظهرها ، حتى حسات بالمريض التالي دخل عاد دارت عندو مربعة ايديها بهدوء و الابتسامة مزينة وجهها كأن ماشي هي لي زعزعات العيادة بصوتها..
رحمة : بونجوغ ؟
_ملي خرج من عندها مشا للبحر نيشان نصل القبية و تلاح بسروالو غاطس فالماج ، مامسوقش ، المهم ايطفي العافية لي شعلات فيه ، بقا كيدرع و ايعاود حتى وصل للفوندو عاد حبس و غطس راسو فالما ، ماكاين لي غيتسبب فمو تو قد راسو و إلا ما ماتش غيتسطى !
جهد ساعة و هو داخل لبحر ، حتى حس براسو عيى عاد خرج عوتاني مدرع و مشا نيشان جلس فالصخر مبعد و غابر على الخلق ، بانليه وحد مول القهوة دايز خدا منو جوج كاروات و قهوة كحلة جاب الله هاز معاه الصرف أما حتى شي زرقات هزهم معاه فزكو ليه بالما ، بقا خدام هادي جغمة هادي نترة حتى سكح ديك القهوة و شيط من الكارو غير البينتات و الشمس ضاربة فيه و فظهرو الموشوم و هو حرام واش مسوق ليها ، غير راسو لي سالبو هاد الساعة ، بقا على داك الحال حتى ضر بات الستة ، الشمس بردات و بدات كتغرب و البحر بدا كيرجع ، عاد لعن الشيطان و ناض لبس سبرديلتو و لاح القبية على كتفو و زاد راجع لدارهم ، وجهو باين فيه العيا و حجبانو مازال مقرونين من الصباح ، دايز من الدرب و لي دوا معاه مكيجاوبوش ، حتى وصل لدارهم و جبد الساروت كيحل الباب..
كانت جالسة كتنقي فاللوز حتى سمعات الباب تحل ، دورات راسها و عينيها كلهم لهفة باش تشوف ولدها حتى كتصدم ملي بانليها داخل سروالو فازك و عريان من الفوق ، وقفات فالبلاصة مخلوعة قلبها كيضر ب و يالاه بغات تنطق حتى كيوقفها بصوتو المبحوح..
علودي : الواليدة..(هز فيها عينيه لي حمارو بالعومان)..عيااان
غير النبرة ديال صوتو كانت كافية تبت بلي مكيكدبش ، لاح القبية فالصالون و طلع نيشان للبيت ماعاودش دار الحس ، بقات واقفة مخلوعة عليه فبلاصتها حتى هزات ايديها حطاتها فوق راسها و بدات كدور فالصالون بضياع..
عايشة : الله ياربي الله..الله ياربي الله ! يااربي تحفظ ليا وليدي..ياااربي ايصبح ليا بيخير والله ماباقا نقلقو !!
و هي كدور و تلوم فراسها و تحسر على ولدها ، ماخرجها من حالتها غير الصونيط ديال تيليفونها ، لعنات الشيطان و جلسات كتشوف شكون كيصوني ليها ، و ملي قرات السمية ماحسات غير بابتسامة باهتة مرسومة على شفايفها خلاتها تجاوب فالبلاصة..
فاطمة : وليدي أيمن ؟
_فبلاصة أخرى ، بعيدة كل البعد على المغرب ، بلاد نابوليطانو و الناشو ، بلاد أل باتشينو و الكابوتيشنو..”إيطاليا العريقة”..!
كان جالس متكي براسو على الفوطوي ، حتى تبسم بالجنب ملي سمع صوتها الحنين..
أيمن : ميمتي ؟
عايشة (كتحاول متبينش القلق فصوتها) : المرضي ديالي توحشتك..كيداير نتا و حبيبي سعد كيبقا ؟
تنهد كيشوف فالوليد الصغير لي ناعس حداه شعرو الأسود هابط ليه على عويناتو و حنيكاتو حمرين بالنعاس..
أيمن : شوية الواليدة الله ايحفظك..و نتي و بوبكر (سكت شوية و عاود نطق) كيبقا !
عايشة (شدات على حنكها مهمومة) أنا نحلف و نتا قول الله أعلم..أنا ميمتو و عايشة معاه و وحق الله ماني عارفاه كيبقا ولا فاهماه..لي عارفة هو لابقيت مربعة ايدي غيضيع مني خوك !
أيمن : الواليدة ! مابقا والو و نجي غا صبرو عليا
عايشة (بلعات ريقها) : غتجي..و ولدك ؟؟
أيمن (كيدوز بايديه على شعر ولدو) : ولدي توحش مو
عايشة ( وسعات عينيها و عاودات نطقات بتردد كبير) : كيفاش مو ؟ و و نتا ؟؟
أيمن (تبسم بالجنب كيدور الكاس فايديه) حتى أنا توحشت مو..
عاودات بلعات ريقها ، لي خافت منو بدات كطيح فيه مابقات عارفة ماتقوليه..!
عايشة : أولدي لعن الشيطان أش بينك و بين مو !
أيمن (جغم من الكاس مصغر عينيه) : بيناتنا ولد..(قرن حواجبو)..مازال مابغات تشوف ولدها ؟!
عايشة : أش كتقول تاني ؟؟ واش نسيتي أش وقع ولا نفكرك ؟؟ البنت عمرك مازال تفكر دوي معاها أي هدرة غتكون و غتبقا غيير مع دارهم كتفهم..دااارهم و صافي !
أيمن (غمض عينيه متكي و نطق بهدوء) : سيفطي ليا تصويرتها نشوفها
عايشة (طرطقات عينيها كتحس بيه غيسطيها) : واش بااغي تقتـ ـلني ؟ أش غتشووف قولياا أااااش غتشوووف ؟؟ تفررق على بننت النااس يااا هااد الولد..ياااا ولد عااايشة !!
أيمن (رجع حل عينيه و نطق مزير على سنانو) : الواليدة بالررب العالي العظيم..كنقسم لك بالله لي فوق مني و منك و مااتبغي دوي معايا هي بفمها يا حتى مع نرجع مع نردم داك الدرب..وا لوحيها ليهم !
ماحسات براسها حتى قطعات عليه و ضر بات ايد على ايد مفقوصة ، كانت باغيا غير ايمتى تشم ريحة ولدها و حفيدها بعد سنين ديال الغربة ، دبا ولات دعي الله ليل و نهار غير باش لاجا ميوقع والو و مايديرش شي حماقة ، لي بدأه ليها علودي كملو هدا..
عايشة : لا لا لا الولد تسطا مافيهاش..نقولو هداك لي الفوق معذور..ايوى و هدا ؟؟ (هزات كفوفها لسما) يااربي تخرج هاد العاقبة على خير..!
فالجهة الثانية ، غير قطعات عليه و هو ايلوح التيليفون و وقف كيزفر و ايمسح على راسو ، باغي ايكمي ولكن ماعندو كيدير ولدو ناعس و هو مايقدرش ايغفل الشوفة عليه ، تزير و دار جهة الكولوار فين كانت وحد التصويرة صغيرة متوسطة محطوطة تما ، هزها بين ايديه كيشوفيها ، كانت هي مصورة قدام البحر ، مازال صغيرة و مراهقة طالقة شعرها الأسود مسندل على ضهرها و ضاحكة وحد الضحكة غزالة تخليك بلا هواك تسها فيها ، كان كيدوز بالشوية على ديك صورة بصبعو ، حتى للحظة فين زير عليها بين ايديه و نطق بفحيح..
أيمن : ليلى..
أما فدار الميمة “عايشة” ، فما نعسو حتى غفر ليهم الله الذنوب و هاد النهار ماداز عليهم غير بستة و ستين كشيفة..!
فالصباح فاقت عايشة بكري توضات و صلات ، عاد تحزمات و دازت لكوزينة عوالة طيب لولدها فطور دايزو الكلام ، مور الحالة لي شافتو فيها البارح ماحاولاتش تعاود طلع عندو ولا دوي معاه ، ظنات أن هدشي عادي غير العيا و الزيارة لعبات عليه ، ماعارفاش بلي مادار والو غير كبتها مع الطبيبة و رجع..!
الفوق فبيتو ، كان غاطس راسو تحت المخدة و ناعس فوسط داك الظلام المعتاد ، شوية خيب سيفتو و زير على الغطا حتى تكمش فايديه ملي سمع الضحك مجهد و الأغاني مطلوقين على حدهم و غير من الصداع لي جاي من الحيط تعرفهم الجيران ، الدار على الدار و الحيط مشروك بين بيتو و صالونهم الله ايجعلها تكون غا عطسة غتسمع مجهدة فحالا عاطس ليه فودنو..
دقيقة و جوج و ثلاثة ، كيتسنا هدشي ايحبس ولكن والو ، الحيط قرب ايبدا ايتزعزع بكثرت الصداع و الضحك فحالا جالسين فعرس ، زير على سنانو و وقف حل الباب هابط بالزربة كيخربق فشعرو ، كان لابس غير شورط و مسفح من الفوق ، هو فالأصل حاقد من البارح و هاد الفيقة ماشي غير زادت حقداتو ، لا ، هاد الفيقة شعلاتو.. !
عايشة فالكوزينة يالاه دارت باش تهز النعناع حتى كيبانليها ولدها دايز فحال الخيال مخطوف ، زربان بوحد الطريقة غير عادية ، تخلعات و فالبلاصة طفات البوطة تابعاه كتمسح فايديها..
عايشة : بوبكر ؟؟ بووبكر ماالك ؟؟
ماجاوبهاش ، فين سمعها أصلا ، العينين معمين و الودنين مصمكين ، خلاها تزيد تخلع و تبعو كتويل قلبها كيضر ب فالمية ، حتى كيبانليها حل باب دار و وقف قدام باب الدار لي لاصقة فيهم و بذون سابق إنذار هز ايديه حتى هزها و هبط بيها على داك الباب كيدق دقان ديال الجعرة تحلف عليه حتى غيفرعو ..!
فوسط ديك الدار و بالضبط فالصالون الفوقاني ، كان الشرقي مطلوق و ماشي أي شرقي ، طرح مالح و شاخضة فيه القضية ديال هز الطرف و حركو و دكشي لي كان نيت ! واقف هاز كاس دالروج فايديه و كيتمايل برجليه على أساس كيشطح معاها ، هي لي شعرها مخربق بالنعاس و كتلوز ليه تلواز ديال بوعلام ، كتهز ديك الطر مة و ضربها بيه حتى كيعض على شفايفو بإثارة و ايصرفقها ليها، و هي كضحاااك فايقة على كانتها..
“ربيتي الكـ ـر أبنت القحـ ـبة !”
عاودات ضحكات كتحلون عليه و قرباتو لعندها..
“بقا ديما تفيقني على أغاني أم الدنيا ..الشطيح و الرديح كيطلعو ليا الفيس لراس أعمري”
يالاه غتزيد تجرو باش تبوسو ، حتى حبسات مطرطقة عينيها على الجهد و نطقات بصدمة و هي كتسمع فالباب كيتفرع عليهم..
“شنوووو هدشييي ؟؟”
يالاه بغا ايجاوبها و هو ايخرج عينيه من ديك الدقة القوية و الجاعرة لي تسمعات فحال الضر بة فودنيه ، و هي لصقات فيه كتفتف و تفيبري..
“نااااري..نااااري مالييين الوققت أسييمو !!”
فهاد الأوقات بالضبط لي بدات فيهم القضية فالزنقة ديال علودي ، كانت “ريحانة” يالاه وصلات لدارهم بعد ليلة طويلة فالمستشفى ، و حيت مكتابها فهاد الدنيا هو تخدم كفرملية النوبة غالبا كتجيها فليل و مكتسالي حتى لصباح..!
جبدات الساروت حلات الباب و رجعات سداتو كتشوف فدارهم ماكاين غير الصقيل ، ماماها ناعسة فالسداري و باها فالبيت ، تبسمات و قربات منها بهدوء قدات عليها الغطا عاد اتاجهات للبيت ، دفعات الباب و دخلات كتشوفيه موسعة تبسيمتها ، كان متكي بدون حركة ، غير كيرمش بعينيه ، من نهار تشلل و مرض و هو هكا الهدرة قلالت و لاماحركوه مايتحركش ،جلسات حداه و هزات ليه ايديه كتبوسها..
ريحانة : با حبيبي..كيبقيتي شوية ؟
دور عينيه جيهتها و رمش بمعنى بيخير لسانو غير كيشرب الدوا كيتقال عليه، و هي مازال كتبوس ليه فايديه..
ريحانة : كون هاني أبا راني خدامة بليل و بالنهار كنجمع ليك فلوس العملية..غير صبر وخا ؟
باستو فراسو مطولة و عنقاتو مزيرة عليه حتى غرغرو عينيها ، عرفات راسها غتضعاف قدامو و بعدات منو كتنش على عينيها ، شوية سمعات باب الدار تحل ، قادات باها مزيان فبلاصتو و طمناتو بشوفاتها عاد خرجات كتشوفو كيف داخل كيتمايل مع الباب عينيه مفافيين و شوفاتو ماهوماش خوت ، للحظة تعكل و كان غيطيح كونما شد فالطبلة ، الأم “ربيعة” غير سمعات الحركة مجهدة و هي تحل عينيها طافجة و ناضت كتعقد فزيفها الفوق..
ربيعة : بسم الله الرحمن الرحيم..شهاد الويل أحكيم !
حكيم (قرب من ريحانة عنقها و نطق بصوت ثقيل) : الخواادرية..
ريحانة (ريحتو قلباتها وخا هكاك شدات فيه حتى جلساتو) : نعاونك دوش !
حكيم (كيحرك راسو بالنفي) : لاا..عطيني فلوس..فلوس الحمام !
ربيعة (ضربات على فخاضها) : هااويلي..هااوييلي على سخط الله بغاا ايقتـ ـلني..ياااا منييين جااوها الفلووس..مكتشوفش حاالتنا ؟؟ بااغي غااا تحشش ؟؟؟ يااا بلييمين لاكاانت لك
حكيم زير على سنانو كيشوف فختو ، ذاتو كترعد و فمو مرخي !
حكيم : ريحانة ..فلووس..أنرجعهم لك
ربيعة (خرجات عينيها غيسطيها) : أن..
ريحانة (قاطعاتها) : صافي أمّي (جبدات خمسين درهم من جيبها مداتها ليه) تحرك للحمام
حكيم (شدها من عندها كيدورها فايديه) لي ماعندو ختو خطاه عزو ! (ضحك كيتمايل هنا و لهيه) لله ايحفظك ليا
شد راس ربيعة باسو بزز و هي كتنتر منو و تعاير ولكن شكون تسوق ، خرج كيتلاوح بزز باش حال عينيه..
حكيم : الواليدة..تهلاو حتى لمن بعد !
خرج هكاك فحال شي شرويطة من الدار ، خلا ربيعة كتنذب حناكها و ريحانة جالسة شادة على راسها..
ربيعة : واااا لااااش عطيييتييه لااااش..عنند باالك بصح غاادي للحماام..كتشوووفي عينييه ولاا ماااكتشوفييش..باركة تفرقي فيهم مورقين شااايطين عليينا أخووييتي ؟؟!
ريحانة : أش غندييير أمّي أش غنديييير ! عااارفاااه مااغايمشيش للحمااام و عاارفاااه غاادي اييشري داك الوييل ولكن أشش ندير ؟ عييت أمّي عيييت أش ندير (دموعها طاحو) غير قولي ليا أش ندير ؟؟
بقات شحال و قالبة عليها وجهها كتسمعها كتبكي ، عيات تكابر فاللخر قلب الأم غلبها و جراتها ضاماها لصدرها ، هي تبكي و ربيعة تبكي معاها فصمت ، مابقاو عارفين مايديرو معاه ، ملي كانت عندو ربعطاش العام و هو مبلي ، هاهو دبا دار تسعطاش العام و ولا مدمن خطير مستحيل تفاهم معاه !
قادر ايئادي راسو و ايئاديك معاه و مايعقلش..
زيرات على حوايج مها كتحاول ماتشهقش ، عندها “وحد و عشرين عام” و الدنيا كتشوفها فحالا عندها ربعين ، ماراحماهاش و ماراخفاش معاها ، أب مريض ، أخ مدمن ، و الأم غير درويشة ، وخا هكاك ديما تشوفها ضاحكة و عمرها تقول “أح” حالها حال شلا بنات دفعهم الفقر ايضحيو بحياتهم ، ايبيعو فرحتهم ، و ايكبرو قبل من وقتهم..!
_بالرجوع للزنقة ديال “علودي”..
كان الدقان مازال خدام ، سيمو هز فيها حاجبو مصدوم كثر و كثر مازال كيسمع حتى هو هاد الجهد لي جاي من التحت ، فالبلاصة دفعها عليه و تحرك هابط لتحت و هي تابعاه كتندب مخلوعة ، عند بالها مالين الوقت جايين ايهزوها بتهمة الفساد و هو مافاهم والو ، حتى وصلو عند الباب و مد ايدو هو لول حلو..
برا كانو جيران تجمعو فالزنقة كيوشوشو غير من هاد الدقان عرفوه ناوي على خزيت ، و عايشة مازال شادة فيه بخوف..
عايشة : بووبكر قووليا أوليدي غيير أش وااقع نحلووه بالعقل
غير هي قالتها و هو ايتحل الباب و بانو قدامهم سيمو و صاحبتو بجوج مسفحين ساترين راسهم غير بجوج شراوط ، طلعو و هبطو مزياااان و زاد زير على سنانو حتى قصح فكو عاد جرو من البيل ديالو بلا كلمة بلا جوج حتى خرجو برا مخليه مطرطق عينيه..
علودي : تبريت منك ول البارح كااااينة ولااا لااا ؟؟ (خنزر كيديه و ايجيبيو بالجهد) تبريييت ولا ماتبريتش !!”
سيمو مازال مافاهم والو دعقو مع البدية ، كيحس براسو كيتمخض فايديه و كيحاول ايستوعب ، شوية حتى خنزر و شد ليه فايديه بعنف حتى هو من وجهو لي معلم بوحد ضربة تعرفو بخبيزتو..
سيمو : طلللق القلااا ااوي را غنخرج معاك لعيييب
علودي : العييب رااك مهووود بييه (زاد مخضو و غوت حتى زعزع الكروة) وااا تااا مااااااال ديييلمك باااغي تسسخطني بالقحاا ااب عالصباااح !!!
غير تأكدات و عرفات بلي ماشي البوليس لي كيدقو تنفسات مزيان و تقادات ليهم عند الباب مخنزرة و كتحرك فدوك الحجبان لي مكحلاهم هازة ايديها كتشير بيها الفوق..
“أيييواويواا حدددك تماا..القحـ ـببة هي مك !”
عايشة (غير سمعاتها و هي طير من بلاصتها) : حاااشااك الخااانزة !
و هنا تقربلات فالدرب ! عايشة تمات غادا ليها و هي بلا حشمة بلا حية بدات كتسب فيها ناوية تشاد معاها حتى جاو الجارات كيفكوهم بالغوات ، علودي غير سمع مو مجبودة مابقا كيفرق بين والو ، مابقا كيعرف لا هادي بنت لا هادي مرا و غير الشوفة فهداك الخليقة لي فايديه زادت زنداتو..
ماعرفاتش كيفاش حتى لقاتو شدها من شعرها ناوي ايقلعو لها و جمعها معاها بوحد الصلية نيشان لفمها حتى حسات بيه تبنج ، مخلاش ليها الوقت فين تغوت عاود ردخها مع الحيط حتى ضر بات فيه و طاحت ، سيمو غير شاف صحيبتو كتضر ب و هو ايكحل بالعما شد علودي من لور ض ربو و بغا ايطيحو و يالاه كان ناوي ايعاود ايضر بو حتى لقا راسو مشدود من عنقو و علودي مجيفو بجوج ايدين و ملصقو كيطلع فيه مع الحيط كيورك عليه و ايزيد ايورك على سنانو..!
علودي : برابي تااا طييح روح
الصداع ناض من الزنقة ديال علودي شوية داع فالدرب ، شوية فالدروبة كاملين ، حتى ولات لافافيلا كاملة سايقة الخبار..!
فهاد الوقيتة كان ميمو فالحمام عاقد حواجبو و كيقاد فلحيتو بتركيز ناوي غير ايسالي الخدمة و ايخرج مع ديك لي سلباتو ، حتى دخل عليه أسامة وحد الدخلة ديال الغفلة ماعرفو لا منين لا كيفاش تسلط عليه ، هز حاجبو ملي حس بشي حاجة ماشي حتى لهيه و حرك ليه راسو بمعنى أش كاين..
أسامة (كينهج موسع شوفتو) : هشااام جريييي ! علوودي مضاااارب!!
ملي سمع ديك “علودي مضا رب” خارجة من فمو ، حس بيها فحال شي معيورة موجهة ليه ، فالبلاصة ضر ب فيه و خرج طاير من الدار كيمسح فوجهو..
ليلى (هابطة من الفوق كتجمع فشعرها) : شكاين مالو خرج هكاك ؟
أسامة (مازال كينهج) : علوودي مضاارب..جارهم سييمو جاب وحد خيتي بغات تحكر ليه على خالتي عايشة
ليلى (حلات عينيها بصدمة) : ماتقوولهااش !
ماتسناتوش حتى ايجاوبها ، طارت حتى هي من حداه خارجة كتجري من الدار خلاوه غير كيشوف ، دور عينيه فالجوايه مابانش ليه حس مو عرفها ماكيناش و لحق عليهم حتى هو كيجري بعدما رد شوية دالسوفل..
أما فزنقة علودي ، كانت المضا ربة فاتت الحدود لديك الجيه ! الدنيا كلها عمرات ، ولاد الدرب تجمعو ، صاحبت سيمو رجعات النفس غير بزز كتحس براسها فشلات بالخلعة لي خلعها مع ديك الضر بة القاصحة لي أبدا واش صالحة تعطيها لشي بنت ، ولكن لي كاموني كيبقا كاموني ، بكثرت ما مارضاتش قدام الناس غلبات فراسها و وقفات كتغوت و تسب غير من السمطة لتحت ناوية دوز لعايشة لي قد مها تبرد فيها الغدايد لي ركبهم فيها ولدها ، قلة الترابي و مادير ! و صحاب سيمو جاو ناويين ايتحماوا معاه ساعة لقاو ولاد الدرب لي من جهة علودي واقفين ليهم حسكة ولاو حتى هما مشا نقين معاهم !
هدشي كولو كان فكفة ، و علودي فكفة أخرى ، كان مازال شا نق عليه و كيطلع فيه فداك الحيط مرة مرة ايغفلو بشي ضر بة لوجه ، هو لي حمار و تزير وخا هكاك مازال معاند و كيقلب كيفاش ايتفك منو و عينيه غيخرجو من بلاصتهم..
سيمو : ط طلق طللق أولد..
قبل مايكملها كان عاود نزل عليه بضر بة خيب من لي سبقوها و فرقة ديال الرجال و ولاد الدرب شادين فيه كيحاولو ايفكوه منو ولكن شكون قدر ، كلما هما كيحاولو كلما هو كيزيد ايزير عليه..
“علوودي ساعاتو الله أصااحبي”
“علودي غيرر طلقوو حناا نتفااهمو معاه الله اييحفظك !”
فحالا شافرين ليه حاسة السمع ، حرام واش تمزك لشي وحد فيهم ، عايشة لي كانت كتزاوك فولدها باش ايدير عقلو غير سمعات الصاحبة سباتها و هي تعصب مارضاتهاش لراسها خصوصا أن كلشي كيحتارمها و عمر شي وحد ماقلل عليها الأذب ماقدراتش تسرطها ، شوية تم جاي وحد من صحاب سيمو من الجهة الثانية كيتحلف..
“تحااميييتو علييه أطريييكة الحبااس..أناااا نوريييكم”
هو جاي من هنا و ميمو طالع من لهيه ، الطريق كلها حتى وحد ماقدر ايدوي معاه عرفو هاد النهار موحال ايدوز سالم ، حيت ميمو هو علودي ، و علودي هو ميمو ، صاحبو و خوه تقيسو فعينيه و مادورش بيه..!
ميمو (مع وصل مع سمعو و هو ايقلب الدورة لعندو) : شناوا نتا طرييييكة الحباااس دازوو عليييك (شنق عليه من طريكو و هزو براس) الييوم نززف بمكككم القحـ ـااب !!
الفقيه لي نتسناو براكتو دخل لجامع ببلغتو” هي هادي ديال هشام ، الناس ملي شافوه قالو “هاهو صاحبو جا غيرد ليه عقلو” ، حتى صدق صاحبو مكفس عليه مع وصل مع بدا ايخلط لي جا قدامو مابقاو عارفين شكون ايفكو فيهم..
علودي بلاما ايدور ايشوف غير سمع صوتو عرفو صاحبو هشام ، كثر من ربع ساعة و هو كيضر ب فالسيمو و مازال مابردات ليه ، فاللخر عاود ضر بو بالجهد و ردخو فالارض..
علودي (دفل عليه مخنزر) : اييحر ق ديييلمك !
عينيه تنفخو بالعصاب ، صدرو كيطلع و ايهبط و النفس ديالو كيتسمع قوي ، عروقو خرجو بكثرة ما سخط ملي شافوه الناس هكاك تكاحزو لور ، دار كيقلب بعينيه و هو ايبانليه ميمو مطيح هداك فالارض ، شان ق عليه بلور و كلشي عوتاني مجموع باغي ايفك ، زاد خنزر و دخل وسط ديك جقلة لي جا قدامو كيدفعو حتى وصل عند صاحبو و هو ايتحنى كيجر فيه..
علودي : هشااام..هشاااااام !!
ماجاوبوش غير كارم على السيد لي مابقاش قادر ايزيد ايجاوبو ، طلقو بنترة و وقف مخليه تماك منشور فحال الجرتيلة ، و يالاه دار راسو غيمشي و هو ايعاود ايرجع ركلو فجنبو بالجهد حتى رجع كيتلوا..
علودي (عاود جرو كيغوت) : واااااا هشاااااام
ميمو (شافيه مخنزر) : معااااامن ؟؟!
علودي (شدو من راسو كيحاول ايتبتو) : صااافي سالييينا أصصحبييي ساليينا !
حتى قالو الصداع سالا و علودي غيمشي ايجر مو و صاحبو و ايدخلو لدارهم ، و هو ايبانليهم أسامة جاي هاز وحد اللعيبة فحال جنو ي صغير ، معروفة باسم “حادة” و غير سميتها داوية عليها ..!
هازها فايديه و كيجري جهة جماعة سيمو لي ملي عرفوه من جهة علودي و خو صاحبو كانو باغيين ايتحماو عليه ساعة فلت منهم بالزربة و مشا جاب المضا ناوي ايخلط كلشي..
أسامة :(كيدردك بديك حادة فايديه) : بااغييين دوورووني..زييدوو دوووروني
بانت ليه صاحبة مو واقفة و كتحاول تهدنو بايديها و هو ايضر ب على صدرو بالجهد..
أسامة : وا اليووومااا اللللعب أعوااطيف !
ماعرفوهش ايمتى جا ولا كيفاش جبد حتى هو الصداع ، ميمو ولات حالتو فحال ايلا شديتيه و شعلتي فيه وقيدة أما علودي خلاص ، كان كيهدن فيه حتى فرمشة عين رجع سخن فيه داك العصاب و دغيا تسيف..
ميمو (كيحيد طريكوه غادي لعندهم) : غنحو ووي مووو شي وووحد !!
فالعالم الموازي ، كانت ليلى يالاه وصلات كتنهج و كدور فعينيها مافاهمة والو كتبانليها الزنقة غتفركع بعباد الله و كلشي مضا رب مع كلشي لحسن الحظ ماشافتش خوتها و علودي حيت كانو فالجهة الثانية ، صغرات عينيها قدامها و هي تبانليها عايشة كيجروها العيالات و وحد خيتي كيتحلف فيها..
“العقرووووشة الشاااارفة..والله حتى نااااكلك اليوووم لااااماانضر ببك كيفمااا ضر ببني دااااك الزاا مل دياااك مانكوونش مرااا (كدفع فالعيالات غاديا ليها) أجيي لللعندي نورييك !!”
عايشة (كتقاد فزيفها مخنزرة) : لعنة الله و عليك ! لعنة الله و عليك !!
فالبلاصة حركات رجليها لعندهم ، قربات و دفعات لعيالات حتى انتابهو لوجودها ، عارفين بلي ماغايقدروش ايزيدو ايدخلو بعدما جات ليلى هاد الأخيرة لي حطات ايديها على كتف عايشة و عينيها على ديك خيتي..
ليلى : خالتي
عايشة (دارت عندها بالزربة) : أبنيتي !!
ليلى (قادات ليها زيفها و طبطبات عليها) : غا دخلي لدارك نتي
عايشة بقات غير كتشوف فيها و تبلع فريقها و ليلى رجعاتها لور كتشير لعيالات بعينيها باش ايخويو ، حتى هما ماتعاندوش كلشي رجعو لور خلاوها غير هي وياها مقابلين مع بعضياتهم ، هزات حاجبها كتشوف حالتها كيدايرة و نطقات بهدوء..
ليلى : معامن نتي ؟
عايشة (شدات فيها كتبلع فريقها) : ليلى صافي أبنيتي خليها منها لمولاها
هي عاد مازادت دفعات السنطيحة و خنزرات فليلى كتشالي عليها بايديها..
“أشوفي نقوليك من هنا دخلي سوق كر ك ولا بالله (غوتات كتشير لكلشي) بالله تاااا نفففركعع مهااا أي ووحدة تبغيي تخشي زناااافرها فهدشييي..واا هااا ودنييي”
هزات حاجبها كتشوفيها كيف كتفيبري و تشرمل بوحدها ، طرطقات صباع ايديها و بلاما تدوي ولا تخسر عليها حرف ، غفلاتها فوسط غواتها و جمعاتها معاها بوحد الطرشة حارة لدرجة حسات فحالا ايلا صلاها راجل ماشي ليلى..!
العيالات شهقو و عايشة حطات ايديها على فمها مصدومة ، زادت قربات منها حكماتها من راسها و عاودات جمعاتها معاها للمرة الثانية ، ماحبساتش هنا ، رجعات هزات ليها وجهها بغجاتو بين ايديها خلاتها بزز منها تشوف ليها فعينيها و عاودات صرفقاتها للمرة الثالثة حتى طوش ليها الد م من فمها ، كانت يالاه ركبات وحد السنة لكن للأسف طارت قبل ماتفرح بها.. !
ليلى تربات مع الدراري ، فصغرها ماكانتش فحال الدريات ، فينما ايقلبو عليها كيلقاوها كتلعب كورة ولا مشانقة مع شي ولد الدرب ، كبرات قاصحة و تأترات بالمحيط ديالها بزاف و خصوصا بخوها لي ماكانتش كتفارق هي وياه ، ربات مناعة قوية لدرجة مكتعرفش ضا رب مضاربة العيالات نتفيني نتفك ، عندها غير مع الخبيط و الجرح فحال شعيبة.. !
هي كان عند بالها لاقالت ديك الهدرة غادي دعقها و غتخليها تخاف و حتى لاضربات معاها غضحك فيها الناس ، ساعة صدقات غالطة بغات غير تفك راسها ماقدراتش ، بغات غير تغوت كتلقا راسها مصرفقة زربات عليها وحد الزربة ديال المعقول دكشي لي بداه علودي كملاتو عليها ليلى..
ليلى (ركلاتها لكرشها حتى رجعات بلور) : بالرب و نرررجع نشووف خلييقتك فهاد الدرب د مك نسفو قداامك (خنزرات فولاد الجيران كارهة الشوفة فيها) هزوو القلو ة !
دكشي لي دارو ، هزوها هكاك على شوية و تغيب و داوها ، العيالات بقاو شي كيشوف فشي مازعموش ايدويو معاها فاللخر بداو كينساحبو وحدة وحدة و شوية بالشوية الدنيا بدات كتخوا حتى بقات غير هي و عايشة لي واقفين..
عايشة (شدات فيها مخلوعة) : ماتعصبيش أناا مزااوكة فيك أبنيتيي
ليلى (مسحات على وجهها عاد دارت عندها) : ماتخافيش أخالتي..ماعاشش لي ايحكرك (علات حاجبها كتقلب بعينيها) شهدشي ؟
كانت كتسمع الغوات و الصداع مخلطين مع أصوات خوتها جايين من شي قنت ، خلات عايشة واقفة و دارت مع الدورة حتى كتبان ليها الحر ب قدامها ، أسامة هاز حادة و لي بانليه كيبغي اينزل عليه بيها حداه ميمو و علودي كيخلطو فالخلق ، و فنفس الوقت حتى هادوك لي مضاربين معاهم مامفاكينش ، دورات راسها هنا و لهيه و هي تلمح وحد الصندوق ديال الشراب خاوي جراتو بالزربة و هزات القراعي فايديها كتوجد فيهم..
ليلى (غوتات بالجهد) : أسااااااامة (دور راسو كيشوفيها و هي تشير ليه) تكااااحز لديييك الجيه (غير تكاحز و هي تنيش بالجهد مغززة على سنانها) ااايييحرررق أصصل مككم حبة حبة !!
القراعي كيتشايرو فكاع القنات ، كاين لي ضرباتو لظهر و كاين لي جاتو فالكتف و كاين لي تهرسات ليه فرجليه و هي حالفة ماتحبس و فكل مرة كيبغي شي وحد ايمشي ليها كيشدو ميمو اينزل عليه ، حتى عوتاني تمات جاية عايشة كتويل و الرجال كيتجاراو معاها ، ماتفكات ديك المضا ربة حتى ضر بات الخمسة و ماطلقو سيمو و جماعتو حتى خلاوهم ايطيحو كواريهم و رجعوهم هما لي كيطلبو منهم السماحة بنية ايتحبس هاد الصداع لي مانواوش ايوصل لهاد الحد !
شكون كيزعم ايجبد الصداع مع وحد من طريكة “هشام غزّة” ولا “بوبكر مولاي التاج” ، أكيد حتى وحد ! صداعهم خايب و خايب بزاف ، بقدر ما هما دراوش و الرجولة ، بقدر ما قادرين إيخليو الشمس ماتعاودش تشرق فداك الدرب..!
سيمو بغا ايبان واعر وخا عارفهم أش كيسواو ولكن مانجحاتش الخطة ، لا هو لا صحابو هربو من العصا و ماشي أي عصا و أسامة حيدو ليه ديك حادة بزز من ايديه أما كون خلاوها ليه ايخرط الغادي و الجاي بيها ، كلهم عندهم كي الرباح كي الخسارة المهم ماتبقاش فيهم و لي جبد ايتجلد ، راضعين القباحة فبلاصة الحليب الرجولة ، التعامل و الصواب من الفوق ، لكن لامشيتي حتى خدمتي فيهم هاد العرق مانتا فخير.. !
_فاللخر سيمو و جماعتو حناو الراس و غبرو مابقاوش بانو و الجيران كل وحد دخل لدارو بعدما داو مايعاودو ، بقاو غير الدراري و ليلى لي دخلاتهم عايشة لدار كتجري و تجاري بيهم ، تحط هادي و توجد هادي حتى وجدات ليهم الطبلة و جلساتهم ايرتاحو..
عايشة : الله أولادي الله قلبي كان غيسكت ! ياكما ضر بووكم ؟؟ ماتكدبوووش عليا
علودي (هبط على وحد الكاس ديال الما فدقة) مّي كتأمني بالله ؟
عايشة : سيدي و مولاي
علودي : وا وحق الرب مافينا حاجة !
ميمو (حاط ايدو على المخدة) : واايلي أخالتي على ايضر بونا غا عايرينا و ماتقوليش هاد لعيبة
عايشة : حاشة أوليدي (شافت فليلى لي واقفة حدا الباب مربعة ايديها) بنيتي أجي تجلسي
ليلى (تنهدات كتقاد فالوقف) : لا أخالتي خاصني نمشي مّي غتكون جات
عايشة (قربات و عنقاتها بالجهد) : لهلا ايخطيك علينا..راك عزيزة و غالية عندي لهلا ايضرني فيك
أسامة (كينقب من دكشي لي محطوط فوق الطبلة) : غا سمعاتكم مضاربين أخالتي و شافت خوها جاي و هي طير معاه..كون أنا بالرب ماتعقل عليا !
ميمو هز فيها عينيه بلاما ايدوي و هي غير شافت فيه و عاودات دورات راسها كتحنحن ، وخا مادواش ولكن شوفاتو كانو كيقولو كلشي ، عمرو عقل على راسو ضا رب و مالقاهاش حداه ، كان ديما كيقول “ماعنديش ختي عندي راجل فجنبي” حيت بصح كتوقف مع ناسها وقفة الرجال ، كيتفكر كيفاش كانت كتشير على هادوك لي كيبغيو ايغفلوه بشي ضر بة و لي جا حداها كتركلو ، فشكل هاد ليلى حتى هي ، وخا حاقد و ساخط عليها ولكن كدير شي حوايج كيخربقوه ! فاللخر رجع تنهد و دور عينيه للجهة الثانية..
علودي (شير ليها براسو) : الله ايحفظك أختي
ليلى : هانية أخويا (حلات الباب خارجة) خليتكم على خير
غير خرجات و هما ايسكتو و كملو ماكلتهم، شوية أسامة عقد حواجبو و بدا كيقلب فجنابو و ايعاود..
أسامة (خرج عينيه) : فينا هي حادة !
ميمو هز طريكوه بشوية مابغاش ايعيق قدام عايشة ، خلاه حتى شافها مزيان و قشعها مخشية كتبري تحت الشورط عاد هبطو كيتحلف عليه بعينيه..
ميمو : دبا نوري لمك شنااهي حادة..
عايشة (بعدم فهم) : شكون حادة أوليدي ؟
علودي (مسح على وجهو) : جارتنا أمي..جاارتناا
_الشمس غربات ، الحال ظلام و القمرة ضوات ، فالدار و بالضبط فبيت “ليلى” ، كانت جالسة فوق نموسيتها و فاطمة قبالتها شادة على حنكها كتسمع ليها و مرة مرة تجمع فمها بفقصة..
ليلى : فاللخر طلبو السماحة و زادو فحالهم..
فاطمة : ايعطييهم مووصيبة..كون كنت أناا و تشووفي والله ياا مها حتى نجبد ليهاا عينييها هااكاواا على الزعاامة و علاامن ؟ على عاييشة !
ليلى (طفات الضو و تخشات فبلاصتها) : ياودي را غا براهش كمدو ليهم العظام و سيفطوهم
فاطمة (هزات راسها الفوق) : غزااو فييهم..راني والدة و مربية الرجال..كنضحكو هنا ولا ؟
ليلى : اللهم بارك..(حطات راسها على المخدة)..عيني كيتلصقو بالنعاس أمي..الله ايحفظك لاخرجتي سدي معاك داك الباب
فاطمة : النعاس ؟ ايوى لاواه مضاربة عياتك هكا..ماموالفاش لك
ليلى : هدشي لي عطا الله را حنا غا لحم و د م
فاطمة : أحياني عليك حتى مانكونش مقطعة علك الكورش عاد قولي ليا هاد الهدرة
ليلى (مغمضة عينيها و كدوي) : ياك بعدا
ضحكات عاجبها الحتيت مع بنتها خصوصا مع أنها قليلة الكلام و ماشي من النوع لي عندو مع التجماع و كثرة الهدرة..
فاطمة : اييوى شنوو لامعرفاتك ميمتك شكوون غيعرفك..
و سكتات ملي شافتها مابقاتش كتسمعها غير مغمضة عينيها و مستسلمة للنوم ، بالسيف و هي مخشية فالغطا و مظلمة البيت عليها كونما الضو لي داخل من جهة الباب كاع ماتبقا تشوفها ، شحال و هي كترمش فيها فاللخر حنحنات و بدات كتفرك فايديها ، هادي هي الفرصة باش تقوليها الهدرة لي عندها !
فاطمة (حطات ايديها على راسها) : ليلى ؟
ليلى : ممم
فاطمة : نوضي ندوي معاك
ليلى (بنبرة خافتة) : غير دوي كنسمعك
فاطمة (عضات فمها بتوتر كبير) : دباا..كي شتي كنت دويت مع عايشة شحال هادي و قالت ليا..
ليلى (حلات عينيها و خاطرها تزير عليها) : شنو قالت
فاطمة : قالت ليا أيمن عيط كيسول..و و (تنهدات و طلقات هدرتها خطرة وحدة) و سيفط ليها شي تصاور باش تشوفيهم..
زيرات على الفراش حتى غرسات فيه ظفارها و وحد الرجفة فشكل بانت فنبرتها…
ليلى : اينا تصاور..
فاطمة بلعات ريقها بصعوبة و جاوباتها مزيرة على ايديها..
فاطمة : تصاور ولدك..
حسات بأطرافها بردو عليها ، حسات بدقات قلبها تخربقو ، ريقها نشف بوحدو ، بؤبؤ عينيها توسع ، لحمها شوك عليها و وحد الرجفة فشكل سرات فجسمها كامل ، إلا كان للعذاب اسم ، فغيكون هو هاد “الموضوع” عند ليلى..
حيدات الغطا بهدوء و جلسات كترمش فيها بثقالة ، فاطمة ملي شافتها جامدة قدامها بديك الطريقة حبسات كلامها و شدات فيها مخلوعة عليها !
فاطمة : ليلى ؟
بقات كتشوفيها على نفس حالتها ، فاللخر سلتات ايديها بهدوء و تكاحزات لور..
ليلى : سدي معاك الباب
فاطمة طرطقات عينيها بصدمة ، أبدا واش توقعاتها تقابلها بهاد البرود فالرد ، أصعب حاجة هي تجبد معاها هاد الموضوع و ملي جبداتو دبا فميمكنش ليها تراجع فيه ، فالبلاصة حلات صاكها و بدات كتجبد منو التصاور و تلوحهم عليها..
فاطمة : هانتي هاهوما تصاورو (كتجبد و تلوح) خرجتهم ليك حيت عارفاك مغتبغيش تشوفيهم فالتيليفون..شوفيهم..شوفي (هزات تصويرة مقرباها ليها) شوفيه كيف كبر و زاد زيان ، شوفيه شحال كيشبه ليك أليلى !
هدرتها خلات صدرها ايضياق عليها و النفس تبدا تقلال ، خلات ذاتها تزيد ترجف و ايديها ايزيدو ايزيرو على الغطا ، كانت مدورة وجهها مكتشوف لا فيها لا فالتصاور ، غير ساكتة و جامدة على نفس الوضعية ، و فاطمة عينيها غرغرو و هي كتشوفو كيف صغيور و زوين ، كان بصح كيشبه ل ليلى بزاف و فوطوكوبي ديال هشام خالو فاش كان صغير ، كيشبه ليهم فلون العينين ، الحروف و الضحكة ، ديك الضحكة لي تعطي عمرها باش تعاود تشوفها فوجه بنتها..
فاطمة (كتحاول تحبس دموعها) : ميمكنش أليلى..ميمكنش ايكون قلبك ما ت عليك من جهة ولدك (جراتها عندها بالجهد باش تشوفيها) أيمن ديما كيسول فيك..كان باغي ايدوي معاك..كان باغي ايوريك ولدك (زيرات على سنانها و زعزعاتها بالغوات) لييييلى ! شوووفييي فيااااا كندوييي معااااك !!
بكثرت ما كلاها قلبها عليها ماحساتش براسها و هي كتوعت فيها ، حتى ليلى ماحاولاتش تنتر منها وخا قصحاتها ، ماجاوباتهاش ، عينيها ماتزعزعوش مازال كتشوف قدامها ، وجهها مادوراتوش جهتها و ماعطات حتى شي ردة فعل ، لكن ملي ذكرات سميتو ، عينيها بداو كيحمارو ، حواجبها بداو كيتعقدو و من بين كاع دوك الأحاسيس لي تسلطو عليها انتصار غير “الغضب”..!
ليلى (دورات فيها عينيها كترمقها بشوفات شاعلين) : شنو بيني و بين هاد أيمن ؟؟ مي ماتسطينيش فهااد لييل..الله ايحفظك !!
فاطمة (رخات منها معصبة) : شنو بينك و بينو ؟! و داك الولد عاارو على من ؟!
ليلى (مسحات على وجهها كتحس براسها غيتفركع) : بغيت نعس..نحط راسي ..بغيت غير نرتاح (بترجي) الله ايعطيك الستر !
فاطمة حسات لأول مرة براسها فاشلة أنها تحاور معاها ، كتشوفها كيف كتهرب من الجواب ، كتهرب من الكلام ، حتى من الشوفة كتهرب أنها تشوف فيها ، عرفات راسها مغتربح والو من هاد الحوار و جمعات ايديها عندها كتنهد و تعاود كأنها هازة هموم الدنيا و الدين ، كتشوفيها كتلقاها مازال على نفس الوضعية ، هاهي تعصبات و انفاعلات عليها ، و فاللخر ؟ فاللخر بمجرد ما كتشوف الحالة لي وصلات ليها بنتها كيضرها خاطرها و كتلعن الشيطان ، عارفة بلي وخا مكتفاعلش معاها ولكن ربي بوحدو لي عالم بيها من الداخل..
فاطمة (لينات حواجبها بحزن و خفضات من صوتها) : نقدر نعذرك ايلا نفرتي من باه و نقول دكشي لي داز عليك ماكانش ساهل..ولكن ولدك ؟ (حركات راسها بالنفي) ماحملتيش بيه تسعشهر و ماولدتيهش و رضعتيه و ماسمعتيش عليه الهدرة باش فاللخر تهربي منو..ميمكنش تنساي طرف منك..ولادنا مكنساوهمش أليلى (حطات ايديها على راسها) ايلا هدا خلاك تنساي عليه (هبطاتها جهة قلبها) هدا غيبقا ديما مفكرك فيه..
ختمات كلامها و وقفات خارجة من البيت ، مخلياها جالسة و تصاورو قدامها مشتتين ، بمجرد ما خرجات صدرها بدا كيطلع و اينزل ، ايديها بداو كيرجفو و النفس بدات كتخرج بعنف ، خرجات و خلاتها هكاك ماعارفاش بلي هدرتها حسات بيها كتحفر كثر من العافية ، مدات ايديها لجهة الطبلة لي حدا راسها كتقلب بالزربة حتى جبدات “كارو” و بريكة عاد وقفات و حلات الشرجم ، وخا البرد داخل إلا أنها كتحس براسها مخنوقة بطريقة غير عادية ، شعلات كاروها و حطات راسها على الزاجة مغمضة عينيها كترجع النفس فحال ايلا كانت كتجري و تجاري ، شوية نفتات الدخان و علات راسها كدور فعينيها لي دمعو ، ماقدراتش تزيد تصبر و دارت جهة النموسية كتشوف فالتصاور من بعيد..
ليلى (كتحرك راسها بالنفي رافضة تستسلم قدام نفسها) : لا…
عاودات دورات وجهها كتنفس بعنف كثر ملي كانت و كتحاول تهدن بداك الكارو ، ولكن ماقدراتش ، هاد المرة بصح ماقدراتش تغلب على نفسها ، شحال حاولات و عاودات ، شحال من مرة جابت ليها فاطمة تصاور ولدها تشوفهم و هي دائما ما كانت كترد عليها بالرفض القاطع ، ولكن شحال قدها ؟
لاحت داك الكارو و اتاجهات جهة النموسية فين مشتتين التصاور ، و بلاما تحس لقات عينيها مشاو لوحد التصويرة ، قربات كثر و هزاتها كتشوفيها كيف ملونة أو بالأحرى ، كتشوفيه هو كيف ملونها ، كان فالبحر هاز كورة صغيورة فايديه و ضاحك ، شعرو الكحل قوي و هابط ليه شوية على عويناتو لي تسدو بديك الضحيكة ، كدور عينيها على ديك التصويرة فحال شي مسطية ، ولكن هو ايمتى كبر و ولا كيوقف على رجليه و كيلعب كورة ؟ ايمتى برزو حروفو و و مابقاش ديال تهزو بايد وحدة ؟؟ هاد المرة بصح حسات بالنفس تقطعات فيها ، بعدات عينيها على التصويرة مزيرة عليها و بدات كتجمع فدوك التصاور بالزربة مهربة عينيها كتحاول ما أمكن ماتشوفش فيهم حتى جمعاتهم كاملين و خشاتهم فالمجر سادة عليهم بالجهد عاد جلسات فاشلة فالنموسية و زيرات على عينيها كتحاول تمحي صورتو من عقلها ، حنات راسها و غرسات ايديها وسط شعرها كتنهد ، حتى لوحد اللحظة فين زادت زيرات على شعرها ، كمشات حوابجها ، غمضات عينيها و شفايفها رجفو ، دموعها نزلو و الشهقة لولة خرجات بالجهد باش ايتبعوها بزاف دالشهقات من بعد ، بكات ، بكات بوحد الطريقة عذباتها كثر و كثر ، بكات حتى زادت حرقات راسها براسها ، ولكن.. وخا بكات مابرداتش ، وخا شهقات ماتنفساتش ، وخا غمضات عينيها مازال كتشوفو و وخا حاولات ، مانساتوش … !
_الغد ليه “فالصباح”..
الشمس شرقات مضوية عليهم الدرب و قناتو ، الناس فاقو و كل وحد مشا ايقضي غراضو و لي ماعندو شغل عندو مشغلة..!
فدار “فاطمة” ، خرج ميمو من البيت كيقاد فلحيتو بايديه ، مقاد الحالة و الحطة أخر ماكاين حالف حتى ايخلي الطايح كثر من النايض و لما لا و هو اليوم غدوز ليه الشهرية..!
تحل باب الحمام و خرج منو أسامة كيمسح فوجهو عينيه مازال مبوقين بالنعاس و العقل الباطني ديالو مازال ماستوعب بلي فاق ، حتى كيبانليه خوه واقف كيقاد فحالتو..
أسامة (جبد فيه عينيه) : مييمو الخوادري (قرب منو كيشمشم) واا رييحة هي عندك أرا شي رشيشة !
ميمو (قاد المكَانة فايديه و شير ليه بعينيه) : زيد قدامي
أسامة : فيين ؟؟
ميمو : الخدمة..غنخدمك عند بّا حسن
أسامة (زاد جبد فيه عينيه) : شناااواا ؟ تا لاا أصحبي !
ميمو (ركلو قدامو) : بنتلك كنتشاور معاك ؟ تحرك هوّد
أسامة ماعرف باش تبلا ، كان لابس غا طريكوه و شورطو لي نعس بيهم حتى لقا راسو برا و خوه كيسورت فباب الدار حيت مافيها حد ، ليلى خرجات لخدمتها و فاطمة مشات تزور صحبتها ، ولا غير كيتفتف باغي ايهرب ماعارف اينا جهة ايهرب ليها..
أسامة : تاا شنااهي هاادي أهشام..قلنا لييك عطينا شويية من الرييحة وليتي باغي تخدمنا..صافي أخويا غا شد ريحتك عندك خليني نرجع لدارنا
ميمو (جرو من دراعو غادي بيه) : زيد باراكة من الهدرة !
_فدار “بّا حمّاد”..
كانت جالسة ريحانة فالصالون ، قدامها طبلة كلها مغطية بالوراق ، ها وراق الكلينيك ، وراق الطبيب ، لي زوغدونوص ديال الدوا ، التحاليل و الفواتير من الفوق ! ليل كامل مانعساتش بتخمام كتفكر فأخر هدرة قاليها الطبيب “السكر قضا عليه كثر من القياس..مع الأسف خاصنا نقطعو ليه الرجل الثانية” ، شدات على راسها كدور فعينيها بضياع كبير ، ولكن هي منين غتجيب فلوس العملية ! مازال حتى ماكمل العام باش هزات كريدي كبير دارت بيه العملية لولة ديال باها مستحيل ايعاودو ايعطيوها ، زادت زيرات على راسها كتخمم كيفاش غدير تجمع الفلوس ، هدا ماشي أي وحد هدا راه باها لي تقدر تعطي عليه الغالي و النفيس غير باش تبقا تشوف عويناتو محلولين قدامها ، ماخرجها من تخمامها غير الصونيط ديال تيليفونها ، رمات عينيها جيهتو لقاتو “ميمو” كيعيط ، ترسمات ابتسامة باهتة على شفايفها و جاوبات..
ريحانة : هشام ؟
فالكاراج ديال بّا حسن ، كان واقف حاط كتفو على الباب ، مصغر عينيه مع الشمس و مبتاسم بالجنب كيسمع فصوتها..
ميمو : وا فين أحبي..شناوا زعما نتي مانشوفوكش
هبطات عينيها كضحك فحالا كتشوفيه قدامها و ديك “حبي” خلات الفراشات ايلعبو فكرشها ، وخا المورال طايح و الحالة ما عالم بيها غير الله ولكن ميمو كيخليها ترفع معاه لعالم فيه غير هي وياه..
ريحانة : ياك باش دير ليا فحال البارح
ميمو : واا راك عارفة زعما كان نايض صداع !
ريحانة (نيمات حواجبها بقلق) : ياكما تضربتي ؟
ميمو : غديري ليا فحال خالتي عايشة ولا كيفاش..
هز حاجبو كيشوف فخوه لي غير كيسوط ماعاجبو حال عاد رجع كمل كلامو..
ميمو : قولي ليا مسالية اليوم
ريحانة (تنهدات كتشوف فالوراق) : اه عندي روبو
ميمو : مزيان..تسناي فالعشية ندوز نهزك
ريحانة (عاودات تبسمات بهدوء) : وخا..تهلا فراسك !
ميمو (عض على فمو منغم بصوتها) : تلاحي تهلاي
قطع معاها كيدور التيليفون فايديه ، اليوم غيتخلص إذن غيتهلا فحبابو ، فاللخر خشاه فجيبو و دور راسو كيشوف فخوه مخنزر..
ميمو : مالنا تاني ؟
أسامة (غيتسطا) : تا شناوا هدشي ؟؟
كيشوف فديك اللبسة لي خشاه فيها بزز كولها عامرة لاكريس و كيطرطق فيه عينيه..
أسامة : ميييمكنش أصحبي كييغااندير نخدم معااك فيناهو علوودي !!
ميمو تنهد كيحيد فطريكوه ، بقا عريان من الفوق و هز حديدة كيقاد فيها و كيشوف فخوه..
ميمو : علودي روبو اليوم..و نتا راك عارف خدمتك علمناك تبريباري فألفين و خمسطاش ! غتبقا خدام هنا حتى لشهر تسعود عاد درق عليا زلافتك لمدراستك
أسامة (كيحس بيه فحالا باغي ايسطيه) : تاا كيييفاش مدرااستك..صااحبي راا الصييف هادا را فصل الحرااكة خاصني نمشي نضبر على هوتات (كيحسب ليه بصباعو) مالاغا..ماربيا..نابولي واش باغي ضيع ليا مستقبلي !
ميمو مازادش معاه الهدرة خنزر فيه تخنزيرة وحدة خلاتو ايسكت ، لاح ليه الحديدة و شير ليه جهة وحد الموطور..
ميمو : سمع أنابولي..شتي هاد الموطور (ضر ب فوق منو بالجهد) بغيتو من هنا لعشية ايكون مفيني و مبريباري..ولا قسما بالله تانسوط لك فعينك !
و وقف حط كارو جنب فمو عاد تخشا تحت من الطوموبيل ناوي ايكمل ليها الخدمة هاد ليلة ، مخلي أسامة حداه قرب ايطرطق الشيب فراسو بالفقصة..!
_فدار أخرى من ديور الدرب ، الدار لي جامعة جوج ديور فدار وحدة ، كبيرة ، مصلوحة من دكشي و كلشي هاز ليها الشابو و الاحترام داير بيها من كاع القنات ، دار الراجل لي حاكم الكروة بخدمتو ، الرجل لي فينما وقفو عليه ايلقاوه و فاشما جاوه مايردهمش ، دار “بّا الوازاني” الراس الكبير ديال القنت..!
كان جالس فالصالون ، حاط ستيلو فوق ودنيه و ايديه خدامين كيحسبو فالسلعة لي قدامو ، السلعة لي كانت معمرة و ملوية مزيان وخا هكاك ريحتها عاطية و داوية عليها ، كيحسبها معلي حاجبو بكل افتخار حيت فحال هاد السلعة وخا دور المدينة كاملة ماتلقاش ختها و مرة مرة ايرجع شعرو لور بايديه لي وخا فيه الشيب إلا أنه مقادو من الجناب دكشي ديال ولاد الوقت ، كبير و مدوز فالدنيا إلا أن لا البنية و لا العقلية ديالو مكيعطيوه عمرو ! الحياة لي دوزها و لي اختار ايمشي فيها خلات الزهو ايسكن ليه فالعظام و بالتالي ايبقا ديما شباب ، هز وحد الجوان كان مصاوب و معمر مزيان حطو جنب فمو و علاّ عينيه كيشوفيها من الكوزينة عاد نطق بصوتو الغليض..
الوازاني : رحمة
كانت فالكوزينة واقفة كتوجد الغدا ، مازال بلباس لي مشات بيه لخدمتها اليوم سدات الكابيني مع الجوج خدمات غير نص نهار دكشي علاش من الخدمة جات زربانة لدار باش تلحق الغدا ، ايد كتقطع مطيشة و ايد كتقلب فالدجاج و عويناتها لي أشبه بعيون الغزال كيطلو هنا و لهيه ، كانت فعلا كتمتع بحروف سالبين بداية من شعرها الكحل لضحكتها الخاصة ، حتى سمعات صوتو و عرفاتو كيعيط ليها عاد طلقات كلشي و خرجات من الكوزينة كتمسح فايديها معلية صوتها باش ايسمعها..
رحمة : نعااام أحبيبي ؟
علاّ عينيه لقاها واقفة قدامو كترمش ، حيد الجوان من فمو و ضحك بالجنب..
الوازاني : لا والو بالرب ايلا الوازاني عندو الزين ! أش هاد لاكلاس أماديموازيل
هبطات راسها و ضحكات حشمانة حناكها شوية و ايتزنكو ، وخا الناس لي قراب ليها عارفين رحمة خارج إطار الطبيبة شحال مصندلة و فمها ماضي إلا أنهم عارفين بلي من جهة أخرى غير كليمة زوينة كترجعها حشومية و حشوومية كثر من القياس..!
رحمة : هههه لهلا ايخطيك عليا أحبيبي
الوازاني (وسع تبسيمتو) : مدي ليا ديك البريكة االله ايحفظك
حركات ليه راسها بالايجاب و يالاه ضارت باش تمدها ليه و هو ايصوني الباب ، فالبلاصة تحركات جيهتو و غير مدات ايديها و حلاتو و هي توقف كترمش فالشخص لي قدامها ، هاد الأخير لي من الشكل ديالو كيبان من الناس الهايكلاس و غير من نظاظرو الكحلين كتشم فيه ريحة بوكو حبة ! حنحن عاد نطق بهدوء..
“السلام عليكم..كاين بّا الوازاني ؟”
رحمة وسعات شوفتها و دورات راسها كتشوف فالوازاني لي سمع كلامو و شير ليها باش تخليه ايدخل ، عودات ضورات فالسيد عينيها و تكاحزات لجنب مخليا ليه المجال فين ايتقدم..
رحمة : اه كاين..مرحبا دخل عندو
حرك ليها راسو باحترام و دخل كيتمختر فمشيتو كتحس بلي الفلوس مكمدين ليه الكتاف ، حتى وقف قدام الوازاني لي بمجرد ما لمحو و هو ايرجع لور متكي و لاح ايديه على المخاد كيطلعو و ايهبطو بابتسامة جانبية..
الوازاني : مرحبا !
السيد بادلو الابتسامة و بكل هدوء و احترام عاود نطق..
“شكرا..”
رحمة غير سدات الباب و هي ترجع مدات للوازاني بريكة و رجعات للكوزينة ، خدمة الوازاني بعيدة عليها كل البعد وخا كلشي دايز قدام عينيها إلا أنها عمرها حاولات ولا غتحاول تدخل فهاد الأمور..!
بقا غير هو وياه الراس فالراس ، الوازاني شعل جوانو بديك البريكة و صغر فيه عينيه كيشير ليه قدامو..
الوازاني : زيد رايّح
مارجعهاش ليه فوجهو ، جلس قدامو مشابك ايديه و دخل معاه نيشان فالموضوع..
” الله ايكبر بيك أبّا الوازاني الدراري ديالك جابوني حتى لدارك و تكلفو ليا بالطوموبيل”
نفت الدخان كيشوفيه بنفس الشوفات و محافظ على نفس الابتسامة..
الوازاني : الكليان على راسنا و عينينا..أش جابك عندي
السيد حنحن كيشوف فديك السلعة لي قدامو كيحس بريحتها طلعات ليه مع الروح ديال مناخرو..
“بغيت نتقدا من عندك السلعة الجديدة لي جبتي..هو فالحقيقة ولد العلاوي لي بغا ايتقداها من عندك ! غير أنا سبقتو لهنا”
الوازاني (طلعو و هبطو هاز فيه حاجبو) : ولد العلاوي بدلني..مشا كيتقدا الوسخ من عند الوسخ و أنا لي بدلني مكيبقاش كليان عندي..مكنبقاش حاطو فوق راسي..قوليه بلاما ايجي حيت لادخل غيحطوه الدراري فوق..
و حط ايديه على حجرو جهة رجولتو بلا حشمة بلا حيا كيسف من داك الجوان و معلي حاجبو خلا السيد ايبلع ريقو بحشمة مابقا عارف مايقول..
“و وخا..و السلعة ؟”
الوازاني (هز راسو الفوق كيتأمل فالسقف) : مابايعهاش
السيد تنهد مطول و جبد من جيبو رزمة ديال الفلوس حطها قدامو ، الوازاني شاف فديك الرزمة بنص عين و رجع كيشوف قدامو..
الوازاني : هز السلعة القديمة..هاديك غالية عليك
عاود تنهد تنهيدة قوا من لول و عاود لاح ليه رزمة ثانية بلاما اينطق ، الوازاني جر مخدة متكي عليها بايديه و دور فيه راسو..
الوازاني : هاد السلعة جايا من الشرق..شم غا ريحتها كيمبخرة لينا الدار و حشم على هاد جوج تويتات لي حاط قدامي
السيد وسع شوفتو فيه ولكن هدا شحال خاصو باش ايرضا عليه ؟ زير على ايديه و جبد ليه ثلاثة دالرزمات عامرين قدامو حطهم فوق الطبلة حدا دوك جوج لولين كيشوف فالوازاني ، هاد الأخير لي تقاد فالجلسة و طفا جوانو كيشوف فالفلوس باهتمام ، جرهم حداه كيحسب معلي حاجبو و السيد كيتسناه اينطق بفارغ الصبر ، حتى شير ليه بصبعو بلاما ايشوفيه..
الوازاني : هز النص و سير الله ايعاون
السيد (خرج فيه عينيه) : ولكن..!!
الوازاني (قاطعو) : هز فلوسك و سير الله ايعاون
ماخلا ليه مايقول ، اللهم العمش ولا العمى ! هز النص كيف قاليه و وقف كيشوفيه..
“بّا الوازاني..خليتك على خير”
حرك ليه راسو بمعنى مع السلامة بلاما ايهز فيه عينيه حيت أصلا حاطهم هما و تركيزو كامل على الفلوس لي قدامو ، حتى حس بيه خرج و سمع باب الدار تسد عاد وسع ضحكتو و علاّ صوتو فارع بيه الدنيا..
الوازاني : رحممة..أجييي لهناا
رحمة (طفات على الغدا و جات عندو مبتاسمة) : نعام أحبيبي ؟
الوازاني ضر ب بايديه على السداري باش تجي تجلس حداه و دكشي لي كان ، جات فالبلاصة جلسات حداه كتشوف فالفلوس لي بين ايديه و كيف فرحان بيهم..
الوازاني : وجدي ليا راسك..اليوم ندي بنتي لعند ذهايبي ناخد ليها أحسن سرتلة
رحمة جبدات فيه عويناتها و بمجرد ما سمعات حس “الذهب” زادت قربات منو كدوي بلهفة ، كتمو ت و تسطا على أي حاجة عندها علاقة بيه..!
رحمة : بصح أحبيبي ؟؟ تاخد ليااا داك لونسومبل ديال جااغواار ؟؟ (غير حرك ليها راسو و هي طير عليه بتعنيقة) ناااااري لهلااا ايخطيييك عليااا أحبيبي !
زيرات عليه بكل جهدها مخشية فيه فحال البنت الصغيرة و هو كيضحك معنقها ، أعز إنسان عندها فهاد الحياة ، خالها الوازاني لي من نهار حلات عينيها و هي معاه فهاد الدار ، هو لي رباها و هو لي قراها حتى ولات طبيبة هازة ليه الراس ، و هو لي دايرها كثر من بنتو و مفششها غير بالغالي و الهماوي..!
_”الخمسة دالعشية” ضر بات ، الخدمة سالات فالكاراج ديال بّا حسن ، أسامة حيد ديك اللبسة و طار خشا راسو تحت لافابو كيغسل فيه ، النهار مشا ليه باطل خاصو ضروري ايزرب باش ايهبط للمرسا ايقلب على الهوتات..
ميمو (ميل راسو كيشوفيه من جهة الثانية) : ساليتي
أسامة (هز راسو كيدوز بايديه على شعرو) : ساليييت..طلقني نمشي الله ايرحم بانا لي فالقبر !
ميمو (تنهد كيمسح فايديه) : سير
مارجعهاش ليه فوجهو ، غير نطقها و هو ايطير هرب من الكاراج ، خلاه بوحدو كيقلب داك الموطور لقاه بصح بريباراه كما يجب و من الفوق عجباتو خدمتو ! أما أسامة فمع خرج مع تلاقا بصاحبو “حمزة” لي فور ما شافو وسع ضحكتو و قرب منو معنقو..
حمزة : عشييري ! وا فين هاد الغبور
أسامة (عاقد غوباشة و ماعاجبو حال) : وا هانتا كتشوف أصحبي شدني الخوادري خشاني فهاد الغار نفاني نهار كامل !
حمزة (ضحك جارو معاه) : و مالك شكون كره الخدمة مع بّا حسن..قوليا بعدا نتا فين غادي ؟
أسامة : ناوي نهبط للمرسا..خاصني نضبر على راسي..لعيبات راك عارف أخويا !
حمزة : تا شمن ضبر على راسك (شنـ ـق عليه بتعنيقة غادي بيه) تا زيد معايا را اليوم الخميس غندي خويا لأحسن سوق و نضبرو فلعيبات ديااااال بصح
أسامة (عقد حواجبو) : اينا لعيبات ؟
حمزة (هز ايديه الفوق كيعبر ليه) : وا تا را كلشي كاين أصحبي فداك السوق حوايج ماعن..دوا..تيليفونات..وا كلشي موجود على حسابي
أسامة : واااايلي (هز حاجبو باهتمام) ملي على حسابك زيد نشوفو معاك هدشي..
ماكاملاش عشرة دقايق حتى كانو وصلو للسوق لي كان عامر غيطرطق ، و مع العشية و الشمس يالاه بردات كلشي خرج من دارو و كلشي جاي ليه ، بقا أسامة غير حال فمو فهاد الدنيا لي قدامو شحال هادي ماجا لهاد السويقة من يامات الصغر ، كان فعلا كلشي موجود فيه و بأثمنة جد هزيلة خاصك غا تكون كتعرف تصيد و تدي بياسات ماضايرينش ، شوية حتى جرو حمزة عند وحد البياع مفرش فالارض و متكي كيبرم فجوانو ماهواش هنا..
حمزة (وقف قدامو ضاحك) : وا فين أعبدو..أش جايب لينا هاد المرة العميم ؟
عبدو ضور فيهم عينيه و نطق مبوق كيعوج ففمو لي تصدى بالكالة..
عبدو : كلشي موجود..و تا لاماكانش ليك نتا نوجدوه
هما كيدويو و أسامة كيضور فعينيه فدكشي لي محطوط قدامو ، ها المعالق ها وحد راديو محطوط ها التواب ، شوية حتى وسع عينيه فوحد شوميز دونوي فاضحة مبندها تما..
أسامة : واواو تا هاد العجب كيتباع !
عبدو تقاد ليه فالجلسة كيشير ليه بايديه لي كلها خواتم جالوق مخاطبو بداك الصوت المدعدع لي عندو..
عبدو : تا ايمكن ماعارفش هاد العجب ديالمن
حمزة (هز حاجبو) : قوليه أعبدو هدا را ماعارف والو
عبدو هز ديك الشوميز لي كلها معرية بين ايديه كيدورها قدامو معلي راسو الفوق ، و نطق مبوق بكل افتخار و تشرميل..
عبدو : واا تاا را هاد شووميز واا ديال جينييفر لوبيز لبسااتها ياامات وااكا وااكا
أسامة (بصدمة) : على جينيفر لوبيز هي لي غنات واكا واكا ؟
عبدو (جبد فيه عينيه و ضر ب على الأرض) : وااايه و شفراااتها لييها ختنا..وا تا را كنقووليك هادي شي حاجة الهبال ماضايراش (حط ايديه على نيفو) كتعطعط بريحة الفنن (زاد جبد فيه عينيه) شتيي هاادي..لاماكانش غيلبسها زوك لاتيني مانبيعهاش !
حمزة ضحك بالجهد و جر أسامة لي مازال متبع مع عبدو و حال فمو..
حمزة : هههه حتى نلقاو زوك لاتيني و نرجعو عندك..تهلاّ العميم !
أسامة (شافيه مدهوش) : ناري أصحبي كنتي عارف بلي جينيفر شفرو ليها واكا واكا !
حمزة (حرك ليه راسو) : واايه أصحبي و عرااوها باش ايسيفطوو ليها الشومييز عند عبدو الكالة
أسامة (شاف قدامو معجب) : فشكاال هاد بنادم..!
بقاو كيدورو من عند هدا لهدا ، كل وحد كيطلق عليهم خيبرة فشكل و حتى هما كيبقاو متبعين و مخشعين معاه حتى كيسالي عاد كينقزو لعند وحد أخر ، حتى وقفو عند وحد السيد حاط قدامو بزاف ديال الكراطن ديال الدوا و شلا بقشيش..
حمزة (نغزو كيشير ليه) : شتي هاد الدوا..وا دقة بطلة و غا بجوج دراهم
أسامة : حيت بيريمي
حمزة (طرطق فيه عينيه) : تا شمن بيريمي أصحبي وا أوريجينال (هز وحد الكارطونة كيوريها ليه) شتي هاد أموكسيل خودو على حسابي و ترحم ليا على الواليدة
أسامة بقا كيشوف فدوك الدوايات شوية تفكر خوه و ختو لي خدامين ، ضروري وحد فيهم غتكون عندو التغطية الصحية و هو ديما كيشوف مو كتجمع فالدوا باش دفعو و ايعوضوها عليه ، حط ايديه على دقنو كيفكر شوية حتى علاّ صوتو مخاطب السيد..
أسامة : خوويا جمع ليا هاد دوا الله ايحفظك
حمزة (مافهم والو) : وا قلنا لك غا اموكسيل أصحبي مالك مهاوش !
السيد جمع ليه الدوا فجوج خنشات كبار عامرين و أسامة مد ليه مية درهم عاد ضار كيشوف فصاحبو..
أسامة : را بغيتو باش ندفعو للواليدة و ايعوضوها عليه وخا غا شوية را هوتة هادي أصحبي !
حمزة (حال فيه فمو) : ماعليكش !
يالاه نواو ايتحركو و ايمشيو فحالهم حتى كيبانليه حمزة وقف كيشوف فوحد الكاميرة موسع شوفتو ، عقد حواجبو باستغراب و حركو بايديه..
أسامة : حمزة..مالك أصحبي ؟
ماجاوبوش ، قرب من ديك الكاميرة هزها كيضورها بين ايديه ، كانت كاميرة كلها كحلة متوسطة الحجم و غير ديال تصوير “أشرطة الفيديوهات” ، كتبان باقا جديدة و صحيحة ، علاّ عينيه فالولد لي باغي ايبيعها و نطق مصغر فيه عينيه..
حمزة : بشحال هاد الزين الخاوة ؟
الولد : ميتين درهم أخويا..هاديك را جاياني من طاليان ماركة واعرة و غالية ! (تنهد مهموم) كونما الواليدة لي مرضات ليا كاعما نبيع حوايجي و نبيعها..
حمزة (جبد ربعمية درهم من جيبو مدها ليه) : شد بسم الله..تهلاّ ليا فالواليدة و دعي ليا مع ميمتي بالرحمة !
الدري عينيه لمعو بالفرحة و هو كيشوف فديك مية الدرهم لي زادها ليه..
“سير الله ايعطيك مانويتي فخاطرك..الله ايرحم الواليدة و اينورها فقبرها”
تبسم ليه و هز ديك الكاميرة غادي بيها ، داير كولوكسيون ديال الكاميرات و مازال ناوي ايزيدها ،
و أسامة حداه حتى هو كيضحك فرحان ليه..
أسامة : وا بياسة نااضية أعشيري..أش ناوي دير بيها ؟
حمزة (كيقلبها فرحان بيها لقاها خدامة من دكشي) : شتي هادي أعشيري..هادي هي لي غنتورخ فيها لافافيلا كاملة..غتشهد على حياة كل وحد فينا..و نهار غيسهل عليا الله و نولي مخرج غندير فيلم على دربنا و حياتنا..و غندوزكم كاملين غا صبر أعشيري العالمية تنادي !
أسامة ضحك كيحرك فراسو و عنقو راجع بيه لمنين جاو ، بعد نهار طويل داز بطولو و بعرضو و جبدهم معاه بالمزيان..!
“فالكاراج” ، كان ميمو واقف متكي على وحد الموطور ، قدامو بّا حسن كيحسب فالفلوس بكل تركيز و فنفس الوقت كيدوي..
حسن : تلتاالااف..ربعاالاف..خمساالاف..(سكت شوية عاد رجع نطق) و هااا مية و ربعيين أاالف !
حطهم ليه فايديه ضاحك ، كيخدم ليه من نيتو و عندو النيف ديال الرجال ايستاهل من عندو كل خير و خمير..
حسن : هانتا أهشام قدي بهدشي بينما صلحنا الكاراج و نزيدك فالخلصة نتهلا فولدي..
ميمو باس ليه راسو ، كيقدرو و ايحتارمو فحال الواليد ديالو..
ميمو : الله ايحفظك أبّا حسن..خيرك مكفينا الحمدالله
بّا حسن ضحك فرحان بيه و رجع جبد ميتين درهم زرقة باقا جديدة مدها ليه..
حسن : الله ايكملك بعقلك..هاك هادي عطيها لخوك
ميمو : واييلي أبّا حسن ! برابي مانشدها مالو د بح لينا دروبة
بّا حسن : حاشة واش ايكون هدا هو خلاصو..هادي عطيها ليه غير على ود الخدمة النقية لي دار اليوم و قوليه ايلا كملتي هكا مايكون غير خاطرك
ميمو (كيشوف فديك زرقالاف معلي حاجبو) : بّا حسن..نتا باااانليا غضسرو علينا
بّا حسن (ضحك كيضرب ليه على كتفو) : ههههه..تهلاّ ليا فراسك أولدي و قول لبوبكر ايدوز عندي بليل نعطيه رزقو حتى هو
ميمو : كون هاني أعمي..يالاه هانا مشيت خليتك على خير !
بّا حسن : سير الله ايسهل ليك أولدي..
تسالم معاه و خرج كيلبس فالفيسط ديالو مصغر عينيه فالدنيا قدامو و لي داز من حداه كيلوح ليه سلام كلشي مقدرو و حتى هو مقدر لي ايستاهل ، فاللخر خشا الفلوس فجيبو اللور عاد جبد تيليفون دوز لابيل مبتاسم بالجنب..
ميمو : ويي حبي..وجدي راسك هاني جاي
_فدار “حمّاد” ، كانت ريحانة يالاه قطعات معاه الخط مبتاسمة و وقفات توجد راسها ، جينز فاتح مع طريكو سامبل بيض و باسكيط فنفس لون كانو كافيين باش ايشكلو ليها لبيسة زوينة و مريحة ، جمعات شعرها الطويل على شكل ذيل حصان و خلات بعض من خصلاتها القداميين خارجين عطاو للمشيطة ديالها شاغم خاص ! حطات غير شوية دالماكياج باش ماتبانش عيانة و ماناعساش ، عاد هزات صاكها دارتو جنب و خرجات متاجهة لبيت باها لقاتو ناعس ، تبسمات بحزن كتشوفيه كيف مغمض عويناتو ، وخا تبقا تشوفيه حتى لأخر نهار فعمرها عمرها تشبع منو ، و ايمكن هادي أكثر حاجة كذ بحها..!
فاللخر تنهدات و غير ردات عليه الباب باش تخليه ايرتاح و هو ايصوني ليها هشام، عرفاتو غيكون دبا حدا دارهم دكشي علاش زربات دغيا للكوزينة عند ربيعة لقاتها كتعجن..
ريحانة (باستها و عنقاتها) : هاني مشيت أماما ماغنتعطلش
ربيعة : سيري أبنيتي الله ايرضي عليك..هاني نتسناك لكسكروط
عاودات باستها و رجعات زربانة عوتاني حلات الباب ، لقاتو كان كيدوي مع صاحبو علودي كيوصيه ايدوز عند بّا حسن حتى خرجات عاد قطع معاه ، كان جاي بموطورو لي كيبان كيشعشع مع الشمس ، مهلي فيه و منقي ليه الحالة و الأتواش ، بالرغم أنه على قد الحال و مايتقارنش مع الماطر الغاليين إلا أن السرعة ديالو و الركبة فيه تخليك تقول يخ من الطيماكس و مايجي منو..!
ريحانة (وسعات تبسيمتها مقربة منو) : هشام !
ميمو حيد الكاسك كيرجع فشعرو لور بايديه و الشمس ضاربة فيه و فلحمو ، و مع حيد لافيسط و بقا غير بتريكو لاصق عليه زاد بان ! حط ايديه بجوج فوق الموطور حتى بانت ديك الساعة الجديدة ، اليوم بالضبط حالف حتى ايتسيف على البشر ، نطق كيطلعها و ايهبطها كيشوف أش لابسة..
ميمو : أحبي
عضات على شفايفها و نطقات بخجل كتهرب من الشوفة فيه..
ريحانة : جيتي..جيتي..أحم جيتي زوين !
دور وجهو لجنب كيحرك فراسو قبل مايعض على لسانو و ايتنهد شي نهار غتسالي معاه هاد ريحانة و تجيب ليه التمام كثر ماهي جايباه ليه..
ميمو : شتيي نتياا..نتي خااطار أبنت حمّاد (مد ليها الكاسك الثاني) طلعي وكان نتحركو طلعي
ضحكات حتى تغمضو عويناتها عاد خدات من عندو الكاسك قاداتو و طلعات موراه شادة فيه ، أما ميمو فغير حس بيها دورات ايديها على كرشو و زيرات عليه و هو ايكسيري فالبلاصة طاير بيها من الدرب..!
هبطة وحدة نيشان للشانطي فين شد بيها الطوالة مكسيري قاصد لاكورنيش ، كيدوز بين طوموبيلات و ايتجنب حالف مايوقف ليهم و لي دوا معاه ايبدا ايسبو حتى كتبدا ريحانة تهدنو عاد كيرجع ايكسيري عوتاني..
مدة قليلة و كانو وصلو للكورنيش ، وقف قدام وحد البراكة صغيرة و حيد الكاسك كيتنهد..
ميمو : عمي مبارك (طلع فيه عينيه) هاهي التويشية حداك الله ايحفظك
مبارك (تبسم هاز ليه ايديه) : كون هاني
ريحانة (هبطات حتى هي كتقاد فحوايجها و تشوف فالدنيا) : البحر عامر اليوم
ميمو (مصغر عينيه فالشمس لي بدات كتغرب) : مع الصيف القضية محركة و بنادم باغي غا فين ايتبرد
ريحانة (تبسمات كتشوفيه) : والله ماكرهت حتى أنا نعوم فهاد الوقت
ميمو (هبط فيها راسو) : زيدي يالاه
ريحانة (وسعات شوفتها كضحك) : أويلي هههه
ميمو : بالرب حتى نديروها..أناخد لك شي زيف طويل نلويك فيه و ندخلو نفونديو
ريحانة (هزات حواجبها متبعة معاه) : و حوايجي ؟
ميمو : غينشفو..مالك نسيتي يامات التبرهيش فاش كنا مع الطلعة مع كنرجعو زاز لوز
ريحانة : ولكن أنا كنت كنعوم بدوبياس فالصغر؟
ميمو (طرطق فيها عينيها) : دوبيااس ؟؟ ايينا عام وقع فيه هدشي القلاا ووي؟!
ريحانة (تزنكات جاراه حداها) : اويلي أهشام الناس غيسمعوك كتخسر الهدرة..فاش كنت صغيورة كان بابا و ماما كيعوموني بدوبياس و شي مرات غير ب بيكيني !
ميمو (عقد حواجبو بالجهد) : بيكيني ؟ النسيبة و النسيب عراو ليا الشرف..(شد فيها قالب بيها الطريق)..زيدي ماكاين لا عومان لا والو
ضحكات تابعاه جهة الهبطة ديال البحر فين كانو الوليدات الصغار طالعين كيجريو لاويين عليهم الفوطة و العيالات معمرين الما دالبحر فالقراعي و واقفين كيغسلو فرجليهم من الرملة ، الغروب عاطي منظر زوين و العائلات حاطين الكوطي لي ضروري مايكون فيه البيني و ريحة القهوة معطرة..
غمضات عينيها كتستنشق فالهوا النقي دالبحر ، و هشام حداها كيشوف فالماج بعينيه الفاتحين لي عاد مازاد بان لونهم الصافي فهاد الجو ، حلات فيه عينيها و ضحكات كتشوفيه..
ريحانة : عينيك كيتسيفو فحال المش
ميمو (تبسم بالجنب و جرها من نيفها) : ياك المشة
ريحانة (غوبشات كتحك فيه) : قصحتيني أصحبي حشومة عليك !
ميمو : صاحبي ؟ سمحلينا أخويا جواد
ريحانة (عاودات ضحكات مطولة حاطة راسها على كتفو) : غير كنضحك..عويناتكم زوينين نتا و ليلى..غتكونو ورتوهم من عمي مصطفى الله ايرحمو حيت أسامة عينيه فحال خالتي فاطمة
ميمو : على نتي نسيتي عمك مصطفى..(قبل ماتجاوبو كان ضور عينيه للجهة الثانية)..بلاتي وحد الدقيقة..توييتة (زاد علا صوتو) واا توييتة !
فالجهة الثانية كانو بزاف ديال الدراري لابسين شورطات ديال الميطر ناجور (السباح المنقد) ، و مخشيين فوحد العشيشة مجمعين ، كانو هما نفسهم ولاد فافيلا المشومرين لي فاش كيوصل الصيف كيحركو القضية و ايجيو ايخدمو فالبحر ، حيت هما ولاد البحر ، عارفين الجرة فاينا جهة كتبدا، عارفين الواد فين ايقدر ايشدك ، و عارفين الشادة و الفادة بين الماج يعني ما حسن منهم فهاد الضومين أكيد مكينش..!
تويتة (غير سمعو و هو ايطرطق عينيه و جا عندو كيجري) : الخوادري !
ميمو : وا بحيينا أصحبي
تويتة (وقف عندو كيرجع النفس) : وا بالرب ماسمعتك..(شاف ريحانة و حنى راسو باحترام حاط ايديه على صدرو)..سلام ختي
ريحانة (تبسمات ليه بلطف) : و عليكم السلام
ميمو (ضر ب ليه فوق كتفو) : جيب ليا شي جوج كراسة الله ايحفظك
تويتة : هي لولة !
و عاود طار من حداه كيجري و ايغوت على ولد دربهم الثاني لي مشانـ ـق مع وحد آخر على باراسولاتو ، جرو بزز حتى جاب من عندو جوج كراسة و رجع عندهم..
تويتة : هانا الخوادري
ميمو (شدهم من عندو و كمش ليه الفلوس فايديه) : الله ايحفظك ليا
تويتة (خرج فيه عينيه) : تا لا أصحبي والله مانشد حاجة !
ميمو : وا بالرب حتى غتشد..ماتحنتنيش
تويتة (فاللخر شدهم) : نهار الخلصة هو النهار الكبير..سير الله اينصرك !
و مشا مخلي ريحانة غير كتشوفيه باستغراب قبل ماتجلس فالكرسي..
ريحانة : واش حتى هادو على بالهم بلي اليوم كتخلص؟
ميمو (جلس حداها كيتنهد) : غا خليها عالله..رافد الهم للدخلة لداك الدرب فالعشية..(شاف مول البيني دايز و هو ايشير ليه)..العميم أرا شي جوج
مول البيني (قاد ليه جوج مرمدهم ليه فسانيدة عاد مدهم ليه) : هانا أوليدي
مد ليه خلاصو هو لول عاد شدهم من عندو مازال سخان و مدهبين..
ريحانة (وسعات شوفتها) : الله شحال زوينين !
ميمو : كولي ولا بغيتي فالعشية نديك نتعشاو فشي ريسطو في أي بي نتهلاّ فحبي
ريحانة (هزات فيه عويناتها) : مانقدرش..راك عارف مع بّا و ماما الحمل دالشغال بقا عليها بوحدها
ميمو (تقاد فالجلسة كيشوفيها باهتمام) : شناوا ياكما بّا حماد تزاد عليه الحال ؟!
ريحانة (حنات راسها) : شوية..
ميمو (صغر فيها عينيه) : هاد شوية عندك بانت ليا ماشي حتى لهيه
ريحانة (هزات فيه راسها بعينين مغرغرين) : خاصهم ايقطعو ليه الرجل الثانية
ميمو (دوز بايديه على راسو) : موشكييلة تاني !
ريحانة (بلعات الغصة كتحاول ماتبكيش) : هو مابقاش قادر على هدشي..يالاه ما تقطعات ليه اللولة مسكين
ميمو (شافيها مطول و بالضبط فعينيها لي بان فيهم الحزن قبل مايهز ليها راسها بايديه) : شوفي فيا..(شافت فيه)..بّا حماد راجوول..و الرجالة كيبقاو واقفين حسكة وخا ايفرقو ليهم مصارنهم..(هز البينية قسمها و خشاها ليها ففمها)..و دابا كولي باراكة من البكا
ريحانة (كلاتها من عندو كضحك و تمسح فعينيها) : والله مابكيت
ميمو (كيشوف فضحكتها و ايتبسم بالجنب) : وخا أعيشة دميعة..خديتي ليه الدوا ؟
ريحانة (حركات راسها بالنفي) : اليوم سادين حتى لغدا
ميمو (ومى ليها براسو بهدوء و زفر النفس كيشوف فالبحر) : كولي و رتاحي..مولاها ربي
مدة و هما مجمعين قدام البحر، هدرة تجيب هدرة و ميمو كل دقيقة ايقول شي حاجة لي تخلي ريحانة ضحك من قلبها و تنسا همها ! غير هي وياه خالقين السعادة بأبسط ما يكون و النفسية مرتاحة و فايتاها لديك الجيهة ، فحال هاد الخرجات و بهاد الهيت مع هشام هما لي كيخليو المورال ايبقا طالع ليها السيمانة كاملة رغم قساوة الحياة..
فاللخر و بعدما غربات الشمس و مابقا للظلام غير دقائق و ايطيح ، وقفو بجوج طالعين من البحر و راجعين لمنين جاو..
ميمو (وقف قدام الموطور) : عمي مبارك..(كمش ليه خمسين درهم)..الله ايحفظك لينا
مبارك (وسع تبسيمتو) : لهلا ايخطيك عليا أوليدي..الله ايدير ليه البركة فيهم و ايزيد ليك فالخلصة !
ميمو : أمين العميم تهلاّ فراسك
ريحانة (غير كتشوفيهم) : حتى عمي مبارك فراسو الخلصة اليوم ؟
ميمو (عطاها الكاسك و ركب كيديماري) : عمي مبارك را معاه السلاك جي تشوفي النقابة لي كتسناني فالدرب..غا خليها عالله و طلعي..
ماقدراتش تحبس الضحكة و هي كتخيل أش ممكن ايكون كيتسناه فالدرب ؟ فاللخر خدات من عندو الكاسك و طلعات شادة فيه قبل مايديماري على جهدو شاد الطريق للدرب ، و مع الطريق خاوية دغيا لقاو راسهم وصلو للطلعة و وقفو ايتوادعو بعد يوم داز عندهم زوين و حلو..
ميمو (تكا على الموطور كيشوفيها) : صافي غتهربي عليا عوتاني
ريحانة (عضات على فمها و بخجل نطقات) : غنتوحشك
شافيها و فحركاتها لي كيسطيوه و ايديو ليه العقل، قبل مايتنهد و ايجبد الفلوس كيحسب فيهم قدامها ، حتى جمع ألفين درهم عاد مدها ليها لجيبها نيشان..
ريحانة (جبدات عينيها) : شنو هدشي !
ميمو : هدشي فلوس الدوا ديال بّا حماد حتى لمن بعد و نزيدك باش نشوفو بلان العملية..(زادها خمسمية درهم أخرى فالجيب التاني)..و هدشي باش تشري البرودويات ولا معرت شداك النم لي خاصك..(قبل ماتجاوبو كان طبطب ليها على حنكها و رجع ركب فالموطور)..و دبا تلاحي لداركم مانرجعش نشوفك خارجة..
ما خلا ليها حتى الوقت فين تدوي و رجع كسيرا قاصد دارهم ، خلاها غير كتشوفيه قبل ما تبسم حاطة ايديها على قلبها..
ريحانة : ياربي تسهل عليه و كتبنا على بعضياتنا فالدنيا و حتى فالأخرة..
أما فالزنقة العظيمة ديال ميمو ، فمع دخل بالموطور مع لقا الدنيا عامرة الرجال فالقهوة و العيالات حاطين الكراسة حدا بيبان الديور و جالسين ، و مع بانليهم داخل بالموطور و هو ايبدا التوشويش و الهدرة ، حتى خرجات جارتهم “مليكة” كطل عليه من الشرجم مدلية راسها و تغوت..
مليكة : وا بالصحة الماكانة الجديدة أولد فاطمة
ماعرفها منين نزلات عليه ! و قبل ما يهز فيها عينيه كان وقف عليه جارهم “سعيد” كيبخ الدخان و ايشوفيه..
سعيد : ميمو را اليوم عشرين فالشهر
ميمو (مصدوم) : و من بعد ؟؟!
سعيد (كيشير ليه بشوفاتو) : اليوم داز لك الخلاص..وا ضور مع خوك فشي قارفية را المرا كشطاتني فلوس النفاقة كاملين طيراتهم ! عتق خوك و بالرب حتى نرجعها ليك
و فهاد اللحظات بالضبط فين خرجات “فاطمة” من الدار محيحة هازة مبيخرة فايديها عاطية بريحة البخور و كتغوت مخنزرة..
فاطمة : وا بسم الله الرحمان الرحيم..واا التاابعة الله ايستر !
_أما فدار “حمّاد” ، فكانت ريحانة دخلات ، حيدات صباطها هو لول ، غسلات ايديها عاد قربات من ماماها كتبوس فيها..
ربيعة (كتقلب فأتاي) : جيتي أحبيبتي..زيدي جلسي كو..
و قبل ماتكملها كانت خرجات عينيها على الجهد لا هي لا ريحانة لي قلبها قفز بالخلعة فاش سمعو فالباب غيتفرع عليهم بحر الدقان..!
ربيعة (حطات البراد كتشوف فبنتها) : ياربي السلامة
ريحانة بلعات ريقها قبل ماتوقف تشوف أش هدشي لي نزل عليهم فهاد الليلة عوتاني و هي فداخلها شبه متأكدة من أش غتلقا فاش غتحل الباب ، فاللخر حطات ايديها على الساقطة كتسمع فيه كيزيد ايتردخ مترددة باش تحل..
ربيعة (بهلع) : بلاتي..
بمجرد ما نطقاتها حلات ريحانة الباب بالجهد و طاح “حكيم” عند رجليها شاد فكرشو بايديه ، الصدمة مع الخلعة خلاوها تشهق و تهبط لمستواه..
ريحانة (بنبرة راجفة) : ح حكيم..شنو واقع !
ربيعة (دفعات الطبلة و وقفات كتندب حناكها) : اويلي..اويييلي على المسخووط !
حكيم شد فريحانة بالايد الثانية قبل ما يهز فيها عينيه لي الصفورية ضايرة بيهم من التحت و فمو زرق و لاكح ماقادرش حتى ايحلو..!
حكيم (بنبرة مبحوحة بالكاد باش كتسمع) : عاونيني
ربيعة (كتندب عند راسو و ضر ب على صدرها بحرقة) : واا الله ياااااربييي على المسخوووط باااغي ايييقتـ ـتتل رااسو..وااا الله يااااربي و شنووو دررت فحيااتي..دعيييتك الله على الشوووهة لي دايير ليااا كل نهاااار..دعييييتك الله !!
و بكثرة الفقصة بغات طير عليه تجرو ، كتغوت على حر من جهدها و تهبط فحوايجها كونما ريحانة لي حبساتها كطلب فيها بعينين مغرغرين و الخوف قا تلها..
ريحانة : ماماا عاافااك باااراكة..الجييران كيسمعوو..بّا يالااه مانعس..(بترجي)..ديريي غيرر بووجهيي أنا و عاونيني نهزو للبيت
ربيعة بكثرة الفقصة و الحر قة و هي كتشوف فولدها فهاد الحالة عينيها حمارو حتى دمعو ، فاللخر عاودات شافت فيه و صدرها طالع هابط لقاتو حالتو حالة مافيه مايتشاف فحالا شاداه المو ت و كيقطرو ليه..!
ربيعة (جراتو من ايديه بالجهد حتى حطها مور عنقها مرخي) : هزيه من الجهة الثانية..(كتشوفيه كتلقاه عينيه نايمين و فكو محلول)..شوفيا المسخوط..الجيفة الجنس الناقص و قوليا عوتاني أش كليتي ؟!!
ريحانة (هزاتو من الجهة الثانية و وقفوه بزز مرخي) : حكيم جاوب ماما باش نعرفو شنو نديرو ؟! نديم ليغجونص !
حرك راسو بالنفي بثقالة كبيرة كيسمع غير بعد الكلمات من هدرتهم و من بينهم هدرة ختو ريحانة لي عنقها تطوا بكثرة الثقل ديالو لي راخي عليهم حتى من رجليه مابقاوش هازينو ، فالأصل مابقاش حتى كيحس بيهم..!
حكيم (حال فمو لي نشف من الريق كيضور عينيه فختو) : لا..عاونيني نتي
دفعات الباب برجليها و تحركات هي و ربيعة مكابرين بزز حتى للناموسية عاد لاحوه فيها و وقفات ريحانة كترجع فالنفس و تنهج كلها مزنكة..
ريحانة : باش غنعاونك ! واش كتشووف حااالتك ؟؟!
حكيم (عاود شد فكرشو مطوي على جوج كيتعصر بالوجع ماقادرش ايجاوبها)
ربيعة (حطات ايديها فوق راسها قبل ماتشوف فبنتها كترعد) : هدا غيكون مخلط شي حاجة ماكتخلطش..عينيه ماشي خوت..ماشي خوت ! بقاي نتي معاه هنا أنا غنمشي نتبخ ليه العشوب..
و فالبلاصة طارت كتجري للكوزينة مخلية ريحانة غير كتشوفيها مهبطة حواجبها بحزن ، قبل ماترجع تحط عينيها على خوها لي كيتقطع و هو حي و تقرب منو..
ريحانة (بنبرة باكية) : حكيم ؟ خويا..(بلعات البكية كتحس بالدموع تجمعو عند عينيها)..قوليا عافاك شنو هدشي درتي فراسك ؟
حكيم (تنفس بالجهد مزير ليها على ايديها و بدا كيدوي و اينهج) : كميت..كميت وحد اللعيبة..ماكاتخلطش م م مع الغبرة..(و رجع عوتاني تلوا مزير على كرشو)
ريحانة (وسعات عينيها بصدمة) : ال الغبرة ؟ الغبرة أحكيم ؟!
و شهقات حاطة ايديها على فمها الدموع لي شحال و هي كتحاول تحبسهم مابقاتش قادرة تحبسهم مور هدشي لي سمعات..
حكيم (حاول اينوض شوية كيشوفيها مرفوع) : عاونيني أريحانة..غنمو ت..ع عطيني فلوس..ن نشري الفانيد..(بلع ريقو مكمل كلامو)..الفانيد هو لي غيكالميني
بقات كتشوفيه بعينيها الكبار لي الدموع كيهبطو منهم بلا هواهم ، ماقادراش تستوعب هاد الحالة لي هما فيها ، خوها الصغير لي شحال حلمات تشوفو واصل لأحسن المراتب ، لي كان خاصها تكون كدوي معاه دبا على قرايتو و مصلاحتو ، شاء القدر و الدنيا لعبات لعبتها حتى ولات كدوي معاه على البلية ، على السم لي كياكلو و هو حي..!
نترات ايديها من ايديه و وقفات كتمسح فدموعها ماقدراش تزيد طول معاه الهدرة كتحس بالنفس تقطعات فيها..
حكيم (كيحاول ايشدها بايديه) : ريحانة..لا..ماديريش فيا هكا..ريحاااانة !!
سدات عليه الباب و جلسات فاشلة موسعة شوفتها قدامها كترجع فالنفس لي مابقاتش حاسة بيها داخلة حاطة ايديها على قلبها لي كتحس بيه غيخرج من بلاصتو ، بغات تشهق و تغوت ، بغات تغوت بأعلى صوتها ، ولكن ماقدراتش ! غير دموعها لي هابطين و هي كتسمع فغواتو لي كاسر الدنيا بسميتها ، غواتو لي كان مزيج من الألم و الغضب ، و هنا ، و فهاد اللحظة بالضبط، عرفات بلي خوها غرق فوحد الدوامة صعيب ايعاود ايطلع منها ، و لي براسها ماعارفاش كيفاش تقدر تعتقو منها..!
_الحالة لي نايضة فدار “بّا حماد” فالحقيقة كانت نايضة فحالها فزنقة “ميمو” غير هي بشكل ثاني..!
فاطمة حلفات متفاك معاهم على هاد التابعة لي تابعين ليها الولد كل شهر ، الدرب كامل ولا عارفو ايمتى كيتخلص و كلهم ولاو شادين ليه الحساب لنهار الخلاص و حاضيين لي تزادت عليه و لي نقصات..
فاطمة (جرات ولدها الوسط كتبخرو و تخنزر فالجيران) : قل أعوذ برب الفلق ! (شافت فسعيد مخنزرة و عاودات نطقات بالغوات) قل أعووذ برررب الفلللق !!
ميمو (مسح على وجهو كيحس براسو غيتسطى) : مّي..شوهتينا أمّي..بخرتي ليا الشرف مع هاد النم لي طالقة
فاطمة (زادت خنزرات كتنش عليه فالدخان) : أااش كتتعرف نتاا ؟! و أنااا كنقووول مااال ولااادي ديماا مهلووكين..قووول هيي العييين دياال السلاااكط !!
قالتها و هي كتشوف فمليكة لي كانت مدلية مطرطقة عينيها لكن بمجرد ما شافت فيها دخلات بالزربة و سدات عليها الشرجم ، كيخافو من فاطمة و عارفينها فاش كتولي شالوطية مستحيل تفاك معاها..!
ميمو (غا سمعها أش قالت فاللخر عرفها غتبدا تشاد و هو ايجرها قدامو) : فاطمة تبوقنا معاك هاد الليلة..زيدي دخلي لدارك
هو جارها و هي كتنكر نوضات ليهم العجاج فالزنقة و لي كان كيباركَك جمع فمو و دخل لدارو بلا هدرة بلا كلام ، العيالات حبسو التوشويش و كل و فين خشا وجهو خايفينها لاتخركَ ليهم ديك المبيخرة فوق راسهم..!
ميمو (حل الباب و دخلها كيحرك فراسو هنا و لهيه) : سطيتيني أميمتي !
فاطمة (جلسات فالسداري حاطة قدامها بخورها و مازال مخنزرة) : هما لي بغاو ايسمعو المنقي خيارو ! عينين موووكة فمهم حرام واش ايجي عليه اسم الرحمان !!
أسامة (منشور فالسداري الثاني و مجبد فيهم عينيه) : ميمو خويا
ميمو (جلس قدامهم حاط ايديه بجوج مور راسو كيرتاح) : مالنا ؟؟
أسامة : اليوم ديتي رضى ميمتك لي هي ميمتي فاطمة..ولكن غتدي سخط خوك لي هو أنا..(جا لصق فيه فحال الكرادة)..اليوم عشرين فالشهر ضبر على خوك و أنا راضي عليك !
ميمو (حط ايديه بجوج على وجهو أخر عرق بقا شاد ليه فراسو طرطقو ليه خوه) : أش هاد العذااب ياا زبي !
أسامة : وا صافي أصحبي تعامل معانا !
ميمو (شاف فمو عاقد حواجبو) : شتي الواليدة بالرب ماكاينة شي تابعة قد ولدك..(جبد من جيبو ميتين درهم ضر بها ليه فوق ايديه)..هادي ديال بّا حسن..درق عليا زلافتك
أسامة (شدها من عندو موسع عينيه) : أهاه و ديالك نتا ؟
ميمو (ضور راسو فجنابو كيقلب بالزربة) : فين هي ديك حاادة ليي كانت مخشيية هناا نخررط مممك بيييها فييينهاا !
و بمجرد ما نطق بهاد الكلمة طار أسامة من حداه كيجري فالدروج و ايقول ماجريت عارفو فأي لحظة ايجبدها عليه..!
أسامة (كيغوت من الدروج ماعاجبو حال) : وا غااا الحكرررة هي لي بقااات فهاااد الداار..واا ياااربي تعفوو عنااا من هاااد البلااد !
فاطمة (وقفات حابسة هشام) : والله ماتنوض ليه..لانضتي ليه راك مسخوط
ميمو (عض على سنانو بالجهد) : نتي لي ضسرتيه علينا..شتي فشوشك فين وصلنا أفاطمة
فاطمة (جلسات حداه كدوز بايديها على راسو ضاحكة كتحاول تهدن الأجواء) : وا صافي أحبيبي راه باقي صغير ماعندو عقل..و أنا اليوم فرحانة بيك مانبغيكشاي تعصب ليا
ميمو (زفر مرجع راسو لور) : عييت..وحق الرب حتى عيييت
فاطمة (مازال كدوز على راسو بحنان) : حاسة بيك أوليدي الله ايكون فعوانك..تبغي نطيب ليك الطاجين لي كيعجبك
ميمو (طبطب ليها على ايديها بهدوء) : غا رتاحي..(هز حاجبو)..ديك خيتي فينها ؟
فاطمة (تنهدات) : ناعسة فبيتها..راك عارف مع الخدمة شحال كتجي عيانة
ميمو (حرك ليها راسو بهدوء قبل مايجبد بزطامو و ايمد ليها فلوس) : هاهي مية ألف ريال..صرفي بيها حتى نزيدك..خرجي ديك الجلابة لي قلتي مازال خاصك فلوسها..و شري دكشي لي ناقصك مابغيتش نتقدا شي لعيبة و ماتعجبكش
فاطمة (شدات من عندو الفلوس كترمش) : و نتا أش غيبقا ليك ؟
ميمو (وقف كيجبد فدراعو) : أنا باقي ليا وحد البراكة من فلوس لاباي..ماديريش فبالك..(تحنى باسها فراسها)..يالاه الواليدة تهلاي غنمشي نتكا شوية و طفي علينا داك العجاج را خنقتينا
فاطمة (كتحسب فالفلوس ضاحكة حتى لضراس) : سير أوليدي أنا راضية عليك دنيا و أخرى..فين ما حطيتي ايديك ماتخيب..فين ما مشيتي ما تحير..راك مرضي من دبا حتى لأخر الدنيا..سعدي و فرحي بالراجل ديال الدار..(خشاتهم فشونها و وقفات دغيا هازة مبيخرتها)..لا لا هاد البخور ماقاديشاي مع العديان..غنمشي نشري العود الحر و نجيب الراقي ايرقي ليا وليدي !
_دازت عليهم هاد الليلة فحال ليالي لي سبقوها ، ليلة لي ماشي كلشي زارو النعاس فيها ، ماشي كلشي بكا و ماشي كلشي ضحك ، و صبح “صباح جديد” منور عليهم بشميستو السخونة..
فالسوق كانت الدنيا منورة ، اليوم “السبت” الخضرة جايا جديدة و طايحة شوية فالثمن ، الكرارس محطوطين فكل قنت ، الدراري البحارة مطلعين شباكي ديال الحوت مازال يالاه خارجين من البحر و العيالات مجموعين عليهم ايتقداو ما قسم الله..
كانت “رحمة” حتى هي من الناس لي واقفين كيتقداو ، بجلابتها و نظاظرها الكحلين جامعة شعرها القوي بقراصة و هازة قفيفتها كتعزل فالخضرة ، حاجة عادية و هي المرا ديال دار لي هازة راسها و قايمة بخالها..!
رحمة (كتعزل و تعاود) : وا تصاوب فهاد الخرشف أحميدة راه كولو مضرو ب
حميدة (كيعبر للناس) : دكتورة بالرب تا رابح معاكم فيه غا دعاوي الميمات !
تبسمات بهدوء و يالاه غضور للجهة الثانية حتى حسات بشي ايد شدات فيها بالجهد ، عقدات حواجبها و ضورات عينيها تشوف شنو هدشي ، قبل ماتحيد نظراتها الشمسية و تنطق باستغراب كبير..
رحمة : خالتي عايشة ؟
عايشة كانت كتشوفيها و التوتر باين فعينيها ، فاش شافتها هنا ماقدراتش تحبس راسها و قررات دوي معاها ، خاصها تعرف شنو وقع ، علاش ولدها رجع فديك الحالة ! خاصها دير لي خاصو ايدار قبل ماتزيد تخسرو و هاد المرة فخطرة وحدة..
عايشة (بابتسامة دافئة) : بنتي لاباس عليك ؟
رحمة (وسعات حتى هي تبسيمتها كتسلم عليها) : لاباس الحمدالله كيدايرا نتي ؟ عرفتي شحال مابقيت شفتك..(بغات تهز ليها القفة)..عطيني نعاونك ندي معاك النقدية للدار
عايشة (حبساتها بايديها) : لا أبنيتي مامتقلاش عليا غير خليك..(عاودات هزات فيها عينيها)..غراضي فشغل ثاني..ديريني فبلاصة مينة الله ايرحمها و ماترجعيهاش بليل فوجهي
رحمة (عقدات حواجبها باستغراب) : مرحبا أخالتي حاشة واش نرجع ليك شي حاجة فوجهك..قولي ليا
عايشة (تنفسات حتى تنفسات عاد نطقات) : ولدي بوبكر..واش جا عندك ؟
رحمة (زادت عقدات حواجبها) : ولدك بوبكر ؟؟! واش لي كان داخل للحبس ؟!
عايشة (حركات راسها بهدوء) : اه بوبكر ولدي..بوبكر مولاي التاج..ماجا عندك حتى وحد بهاد السمية ؟
و هنا فين ترخفو حواجبها فاش تفكرات سمية السيد لي جا حيح عليها فداك الصباح و كان غيقلب عليها المكتب و ايسكت ليها القلب ، إذن هو هداك “بوبكر” ، عاودات شافت فعايشة ، هي كتعرف ولاد عايشة كاملين ، وخا ماشي معرفة قريبة ولكن كيبقاو جيرانهم ، ولكن كيفاش ماعقلاتش على بوبكر ، واش الحبس بدلو لهاد الدرجة..؟
رحمة (تنهدات تالفة) : ايمكن جا عندي أخالتي..ولكن راه مانعاودش ليك الحالة لي دار ليا
عايشة (وسعات شوفتها) : شنو دار ليك ؟؟!
رحمة (كتعبر ليها بايديها مازال مفقوصة من ذاك نهار) : يالاه سولتو شنو سميتك و قلتليه متشرفين أنا سميتي رحمة و هو ايتسيف أخالتي عرفتي كيف ولا راه خلعني ! كان غيخرج فيا و ماخلاش لينا حتى الوقت فين نفهمو فالبلاصة طار
عايشة كانت كتسمع ليها و قلبها كيتقطع من الداخل ، دبا عاد بدات كتربط بين الأحداث و فهمات السبب لي خلا ولدها ايوصل لديك الحالة..
عايشة (حطات ايديها فوق صدرها) : أنا مزاوكة مامسحيها فيا..رحمة سمية ختو..(نبرتها بانت فيها رجفة)..سمية بنتي الله ايرحمها..دكشي علاش غيكون دار ديك الحالة
رحمة بقات غير كترمش فيها ، كيبانليها فاتوها بزاف ديال الحوايج فالدرب فالوقت لي هي كانت كتقرا الطب فطنجة ، السنين ديال التعليم العالي لي دوزاتهم تما خلاوها تنقاطع على فافيلا ، قليل فاش كتجي و غالبا خالها الوازاني لي كيطلع عندها..!
رحمة (مسحات على وجهها ماعارفة ماتقول) : اه عقلت على رحمة الله ايرحمها ولكن..ماعرفتش ! شنو المشكل ؟
هي فعلا كانت عارفة بلي رحمة ما تت ، ولكن السبب علاش و شنو وقع ؟ ماعرفاتش و عمرها سولات ! هاد القضية فلتات ليها و حتى فاش رجعات كان الموضوع تسد و الناس ديال الدرب مابقاوش كيدويو عليه ، الحاجة الوحيدة لي سمعات خالها كيقولها سنين طويلة هادي هي حتى ولد عايشة الكبير تشد..!
عايشة (شدات ليها فايديها مزيرة عليها) : المشكل هو ولدي كيضيع مني و أنا ماعارفة ماندير..من نهار خرج من الحبس و هو لور لور ولدي شي حاجة تهرسات فيه..ولدي عينيه طفاو أرحمة ! أنا مزاوكة ليك فالميمة ما عاونيني
رحمة (جبدات فيها عينيها) : و ولكن أخالتي راه المشكل ماشي منك ! راه هو ماحاملش أصلا ايجي عندي كيف غندير ليه
عايشة (عينيها تغرغرو و بلهفة نطقات) : أنا غنقنعو..أنا غنخليه ايجي عندك غير سمحي ليه و عاونيه..ها عار ربي ما عاونيه
و تحنات تبوس ليها ايديها ولكن فالبلاصة رحمة طرطقات عينيها و وقفاتها..
رحمة : خالتيييي..اويييلييي أخاالتي !! صافي غيير تهدني وخااا ؟؟ غير تهدني نتي و ماتبكييش..(عنقاتها كطبطب عليها)..غنشوف كيف ندير معاه
عايشة (كتشهق بالبكا مزيرة عليها) : عيييت أبنيتي..عيييت..تشوييت على ولدي..شوااوني علييه شوااوني
رحمة تنهدات كدوز ايديها بهدوء على ظهر عايشة ، بقات فيها و قطعات ليها فقلبها صعيب تأذي الأم فشي وحد من ولادها و هي فاهمة هدشي ، نقطة ضعفها هما الأمهات ، ايمكن ماكتابش ليها تعيش مع المرحومة ماماها حيت ما تت و خلاتها مازال صغيرة ، ولكن هداك الفراغ بالضبط هو لي خلاها تولي تعطف على أي أم مهمومة كيفما هو حال “عايشة” لي ربي وحدو لي عالم بيها من جهة علودي ، و وخا كانت حلفات لاعاود رجع عندها غتندمو على النهار لي تزاد فيه ، إلا أنها دبا ولات مضطرة باش تخلي هاد الحسابات جانبً و دير بوجه عايشة ، وخا فالحقيقة و فأعماق أعماقها ، كاين وحد الصوت داخلي خفيف كيهمس ليها “كيفاش غتقدري تعاملي معاه أرحمة”..؟
_فهاد الوقت و بالضبط “فكاراج” بّا حسن..
كانو كل من ميمو و علودي خدامين فشغالهم و كالعادة طالقين أغاني الراي و ريحة الكتامية مبخرة الدنيا..
علودي (كيقاد فالبياسات و دراعو المبرونزيين عريانين) : كشطوك ولا باقي
ميمو (هاز الكلامونيط فايديه و الكارو كيتحر ق جنب فمو) : كشطوني أخويا..تفضحت فداك الدرب
علودي (ضحك بالجنب) : نهار عشرين..
ميمو (نفت الدخان كيضحك حتى هو) : وا تا را مايمكنش..شوية و ايرجعوه عيد وطني هاد ولاد القحـ ـاب
وسط هاد الهدرة و الخدمة تسمعو خطوات داخلين من جهة الباب الكبير دالكاراج كاسرين الحوار ، بجوج بيهم دورو راسهم قبل ماينطق ميمو باستغراب..
ميمو : بّا الوازاني ؟
كان داخل بجوانو فايديه ، كالعادة الأناقة فاللبس و الستايل ديالو ديال شي وحد فالعشرينات ، تكا فوق وحد الطوموبيل و هز فيهم حاجبو..
الوازاني : هادي ريحة الكتامية ديالي أش وصلها عندكم
علودي : دينا ليك شي براكة داك نهار (وقف كيسوس فايديه) وا فين العميم..قول غا سلام بعدا
الوازاني (سلم عليهم سلام رجالي) : نتوما لي غبرتو عليا لا برية لا تلفون
ميمو (ضحك جارو معاه) : وا بالرب حتى درنا أنا و علودي بروكرام و قلنا ندوزو عندك نتا لول
الوازاني (جلس مفرق رجليه كيشوف فالمحل) : هاني دزت و سهلتها عليكم..وا جيبو لينا شي براد دأتاي !
علودي (حطو قدامو و جلس مقابل معاه) : هاهو فحالا تعلمتي بيه العميم
ميمو (عاود شعل كاروه لي طفا و جلس حتى هو حداهم) : هاد اليامات بنتي ليا غابر على الدرب..ماشي ديالك أبّا الوازاني
الوازاني (تنهد) : عندي العديان
ميمو : العديان ؟!
علودي (ضحك كيشوفيهم) : دكشي ديال شيخ نانو..زكَي معانا أبّا الوازني و قولينا شكون هادو نباليو بيهم
الوازاني (جغم من كاسو) : بيروري ولد القحـ ـبة
ميمو : مالو ؟
الوازاني : رجع كيبيع لولاد دربنا الحشيش..البعالك كلهم تبلاو و لي مكيضربش فيهم المعجون كيضرب التشمكيرة
ميمو (هز فيه حاجبو) : زعما نتا كتبيع ليهم الزعفران
الوازاني (غادي معاهم فالحوار بكل أحاسيسو) : هو أنا بصح بزناز ولكن عندي أخلاق ! مكنبيعش لولاد الدرب و البرهوش لي بان ليا كيتحشش كنركل والدين مو
علودي : الله عليك ! نتا الجنة داخل ليها بعينيك مغمضين غا رتاح ليا
ميمو (كيشوف فصاحبو) : دكشي دالتوبة غا إشاعة عند بّا الوازاني
الوازاني (جبد فيهم عينيه) : كندوي معاكم بصح ! بيروري كيتحداني و أنا لي كيتحداني مكانبقاش حاطو فوق راسي..كنولي حاطو فوق..
و يالاه غيزيد ايفرق عليهم رجليه و ايحط ايديه فوق رجولتو حتى بداو ميمو و علودي كيحيحو عليه..
ميمو : ها هو غيدلي علينا باقلو عوتاني !
علودي : الوازااني..واا بّاا الوازاني ! وا هلكتينا بهاد اللعيبة جمع علينا قلا ويك الله ايرحم ليك ميمتك
الوازاني (رجع تقاد فالجلسة) : هاهو جامعهم..(عقد حواجبو بجدية)..دبا قولو ليا..نقطع لمو العصبة ديال رجليه ولا نعلقو من لسانو ؟
ميمو : عندك أساليب ديال التعذ يب شوية هربانين العميم..خمم غا بالعقل واش بيروري غيمرضك ؟ راه عندك عمالة على قدها بين كتافك و شلا مكاريب خدامين معاك..لي دخل للكروا طلق ليه شي وحد فيهم ايحو ي ليه مو و رجع نتا لور تفرج
الوازاني (رجع جغم من كاسو هاز حاجبو) : ماطرباتنيش هاد القضية..خاصني نشد مو بين ايدي ديك ساعة عاد نتفاهمو راجل لراجل
ميمو حرك راسو بلا حول كيطفي فكاروه عارف الوازاني شحال مكيتفاكش و لامشا حتى حقد عليك ضبرتي عليها يعني حتى قوة فهاد الأرض ماغتقدر تقنعو ايحشم ، كيأمن بديك القضية ديال نتفاهمو وجها لوجه و حتى لاتدخلو ولادك فالحساب ديك ساعة عاد نطلق عليهم ولادي..
علودي حتى هو كان مركز معاه بابتسامة جانبية ، قبل ما يسهى فاش تفكر “رحمة” الطبيبة و لي هي نفسها بنت ختو ، على هاد الذكرى لي جاتو ديال نهار العيادة عقد حواجبو و وقف باش ايكمل خدمتو مخليهم مكملين فنقاشهم..
_فبلاصة أخرى بعيدة كل البعد على التراب الوطني..”إيطاليا العريقة”
فوحدة من مقاهي مدينة “تورينو” لي عندها إطلالة زوينة بزاف على المدينة ، كان جالس “أيمن” كيرشف من قهوتو ، ضار ب كاسكيط كحلة مع طريكو و سروال فنفس اللون زادو برزو البنية ديالو الصحيحة و معلق شكارتو الصغيرة على جنبو ، من الدقة لولة و من ملامحو الحرشين و لونو السمر تعرفو ماشي من هنا الشي لي مخلي أغلبية الكاوريات طايحين فيه..!
ضور عينيه فولدو “سعد” لي كان جالس حداه كيرمش قدامو بعويناتو الكبار الزرقين و شعرو الكحل الحريري راجع لور بفعل الرياح، تبسم بالجنب و خربقو ليه قبل مايخاطبو بالإطالية..
أيمن : مابغيتيش تشرب العصير؟
سعد (دور فيه عينيه و جاوبو حتى هو بالإطالية) : مكيعجبنيش
أيمن (رجع ايديه لي فيها الكارو لجهة الثانية) : و شنو بغيتي ؟
سعد (شاف قدامو) : قهوة..فحالكم
و هنا تسمعو قهقهات رجولية ولكن ماكانوش ديال أيمن ، بل كانو ديال صاحبو “سفيان” ، صاحبو الوحيد لي كسب من هاد السنين الطويلة ديال الغربة و لي ولا دبا فحال خوه ، صاحبو لي وقف معاه فأصعب الأوقات و لي دوز معاه الخايبة و الزوينة حتى كسب التقة ديالو و ولا دبا فحال فرد من عائلتو ، كان حتى هو مغربي ولد البلاد لاحتو الوقت لبلاد الكفار فين تعلم ايطيح و اينوض باش ايعيش..
سفيان (كيشوف فسعد و ايضحك) : تمجهدتي علينا..أش هدشي أصحبي
أيمن (بشبه ابتسامة) : هانتا كتشوف..(حط ايديه فوق كتف ولدو)..غناخد ليك قهوة و عنداك ماتكملهاش
سعد (نفخ صدرو الصغير و نطق بتقة) : غنكملها
أيمن عيط لسيرفور دوز الطلبية و رجع كيكمي و ايشرب فقهوتو بهدوء قبل مايرجع ايخاطبو صاحبو بالدارجة المغربية..
سفيان : شنو البلان دبا ؟
أيمن (دور وجهو للجهة الثانية كينفت فالدخان) : البلان هو دوزنا ست سنين ديال التمرميد فهاد البلاد..طلعنا وريقاتنا..درنا البروجي ديالنا و جمعنا اللعاقة الحمدالله..و دبا جا الوقت فين نقو دو نغبرو عليهم شوية
سفيان (بتركيز مع هدرتو) : غنسافرو ؟ فين غنسافرو
أيمن شافيه و رجع شاف فولدو لي جابو ليه قهيوتو و بدا كيشرب فيها شوية بشوية ، قبل مايدوز على شعرو بهدوء و اينطق بصوتو المدعدع بكثرة الدخان..
أيمن : للمغرب..
_بالرجوع لكوكب “فافيلا”..
فالدرب كان واقف “أسامة” مجبد عينيه فصاحبو “حمزة” لي كيقاد فأخر حاجة بقات ليه فالكاميرة ديالو ، قبل ماوسع تبسيمتو و ايهز ايديه الفوق..
حمزة : الله !
أسامة (تخلع) : الله أخويا !
حمزة (شافيه حال ايديه بفرحة) : خدمات أخويا..خدمات أ أسامة..(شنـ ـق عليه بتعنيقة)..العالمية تنادي أصحبي !
أسامة (مافاهم والو) : و دبا شنو ؟ أش ناوي دير بهاد العجب راك هلكتيني بهاد الكاميرة من نهار طحتي عليها فالجوطية و حنا كنخورو فيها باش توجد
حمزة (طلق منو و هزها بين ايديه كيضحك) : غندير بيها وثائقي على دربنا..كل وحد فينا غيدوي قدام هاد الكاميرة..و الهدرة لي كتخرج من القلب..ديما كتوصل للقلب نيشان
أسامة (حك راسو بتعجب) : و شنو غنقولو ؟
حمزة : كلشي..(شعل الكاميرة كيشوفها كيف كتصور)..شوف شحال ناضية بالرب حتى الفيديوات غيطلعو فيها هوليودين !
أسامة : شناوا غنمشيو نمثلو مع براد بيت
حمزة رجع ضحك معنقو بالجنب و خدم أول شريط فيديو شاد فيه وجهو و وجه صاحبو أسامة لي غير خاشي سنطيحتو..
حمزة : هدا هو أول فيديو غيتسجل فهاد الكاميرة و كنديرو مع صاحبي و خويا أسامة..معرفتش ايمتى غيحن علينا الله و نخرجوه ولكن أنا متأكد بلي غيجي وحد النهار و غنتفرجو فيه فشي كاميرة كبيرة و كبيرة بزاف مع بزااف ديال الناس..أسامة قول السلام
أسامة (كيشوف فوجهو كيف كيبان) : السلام (صغر عينيه كيحقق) وا ناري على منخار قداش..صاحبي هاد الكاميرة عندك كتبيين الحقيقة المرة ديال بنادم !
حمزة (تنهد مبتاسم قدام الفيديو) : هدشي لي بغينا..
_فـ “الكاراج..
كان ليل طاح و الوازاني جمع راسو و مشا فحالو ، بقا غير ميمو لي لبس حوايجو باش ايمشي فحالو و علودي لي مازال مخشي التحت كيكمل خدمتو..
ميمو (كيقاد فتجاكيطتو) : صاحبي خلي دكشي حتى لصباح أنا نكملو..
علودي : لا غا سير..أنا باقي هنا شوية
ميمو عرفو باغي ايبقا ايخدم غير باش مايرجعش للدار ، غير باش مايتخلواش براسو و ايغرق فتفكيرو ، غير باش فاش ايرجع ايكون مهلوك و اينعس فالبلاصة..!
ميمو (تنهد و جلس وحد الدقيقة قبل ماينطق) : بّا حماد مريض بزاف
علودي (خرج من التحت كيشوفيه) : وايلي !
ميمو (حرك راسو بهدوء) : خاصهم ايقطعو ليه الرجل الثانية السكر هلكو هاد المرة..ضروري مايديرو ليه العملية
علودي (وقف قدامو) : هي قوليا القاضية مقا ودة ديال بصح
ميمو (دوز بايديه على راسو) : خاص نجمعو ليه الفلوس..كيفما جمعناهم لمّي فاطنة فاش بغات تفتح على المرارة..و جمعناهم لعبد الله الشفناج..و شحال من وحد أخر من ولاد الدرب
علودي (حط ايدو على كتفو مزير عليه) : أنا معاك أخويا..غنجمعوهم باشما كان..وخا نعرفو نبيعو حوايجنا
ميمو (تبسم ابتسامة باهتة) : كيفما بعتهم على ود الواليد..
علودي سكت كيتفكر دوك الأيام ، أيام ما بين الطفولة و المراهقة ، أيام الزهور لي دوزهم ميمو كلهم قهرة على باه ، لدرجة باع حوايجو فالسويقة ، باع الطلامط ، باع الماعن ، باع كتوبتو و أعز ما عندو..!
ميمو (هز النفس حتى هزها و عاود حطها) : بعت عليه الدنيا..و الدنيا خوراتني..الكحط..الفقر لملة مو..(زير على وحد الخيط بايديه كيعض فلسانو)..قتـ ـلو و قتـ ـلنا معاه..لي ماعندو فلوس فهاد البلاد غا ايمشي ايدفن راسو حي !
نبرتو كانت مزيج من الغضب ، المرارة ، و الألم ، بزاف دالألم الداخلي لي عمرو ايبرا ، عمر فقدان باه ماغيقدر ايفوتو ، عمر ديك السيكاطريس تغبر ولا حتى تبرا كليا ، الظروف لي دوز فصغرو كانو قاصحين بزاف ، طفولة “مقو دة عليها” بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، باش توصل بيك تبيع حوايجك على ود واليديك عرف راسك وصلتي لأخر نقطة ! و هاد الظروف بالضبط ، هاد العذاب كامل و هاد التجنديخ لي جندخاتو الدنيا هما لي رجعو منو “رجل” حتى حاجة مادعقو فهاد الدنيا ، ايغرق معاك حتى للقاع و ايعاود ايطلع و ايطلعك معاه..!
علودي (تنهد حتى هو مطول) : الله ايرحمو..
ميمو (فاللخر وقف كيمسح على وجهو و كيحاول اينسى ذكرياتو) : سير خليني نغيرها..(عنقو عناق رجالي)..و سد أصحبي باراكة عليك !
علودي : كون هاني..
_بعد “مدة من الوقت”..
كان ميمو خرج مشا فحالو و بقا غير علودي لي رجع هبط تخشا تحت الطوموبيل كيكمل خدمتو ، كان مركز لأبعد حدودو لدرجة نسى راسو ، حتى كيشوف شي ظل واقف حدا الباب ، فالبلاصة خرج و بمجرد ما هز راسو و هو ايتصدم..
أخر وحد كان كايتخايل بلي ممكن ايشوفو اليوم و فهاد الوقيتة بالضبط ، “رحمة” ! نفسها الدكتورة لي ماكانش اللقاء ديالو معاها هادئ حتى لديك الدرجة ديال ايعاود ايلقاها دبا قدامو ، ولكن رغم ذلك كانت هي بلحمها و شحمها واقفة مربعة ايديها و كتشوفيه بتعابير حادين قبل ماتنطق بنبرتها الأنثوية..
رحمة : السلام عليكم
علودي (عقد حواجبو على الجهد و وقف مقرب منها) : أش كديري نتي هنا ؟
الصدمة كانت كبيرة لدرجة ماقدرش استوعب وجودها قدامو !
كانت مزيرة على الكاب بايديها و تعابيرها فايتين الجدية لديك الجيهة ، و هو مازال كيقرب منها بوحد التعابير ماكيتفسروش..
رحمة (من فوق نيفها) : كنت عارفك قليل الأدب ولكن ماشي لدرجة ما تعرفش ترد السلام
علودي عض لسانو مصدوم كتر و كتر من هدرتها ، و بلاما ايكذب على راسو وجودها خلاه ايبدا ايتعصب بلاما ايحس..
علودي : قليل الأدب..(زادت قرب منها حتى رجعات بلور)..جاية تعطيني دروس فالعربية ولا شناوا أدكتورة ؟
رحمة (حنحنات حاطة عينيها فعينيه بتحدي) : ماجيتش على ودك..جيت على ود خالتي عايشة مسكينة لي ماتستاهلش الحالة لي داير فيها
ضحك بالجنب كيحرك فراسو ، كيحس بودنيه غيبداو ايصفرو بالعصاب ولكن هادي أش جايا كدير هنا و من الفوق كطلق عليه هاد الزابور ديالها لي مافهم فيه والو !
علودي (مسح على وجهو كيحاول ايتحكم فراسو) : سيري لداركم الله ايرحم باك راني باقي داير بوجه خالك
رحمة (خنزرات فيه) : لي ماعندو سيدو عندو لالاه ! ماشكيتش عليك و قلت ليك دير بوجه خالي..و ماجاياش حبا فيك..نعاود نقوليك بلي جايا على ود خالتي عايشة
مابغاش ايزيد ايتجابد معاها الهدرة ، عرف بلي هاد النقاش ماغايوصلهم فين دكشي علاش ضور عينيه و عطاها بالظهر راجع لشغالو..
علودي : خالتك عايشة دوزي عندها لابغيتيها..و الله ايحفظك طفي معاك ديك البولة
و يالاه مد ايديه بغا اياخد الكلامونيط حتى كانت طيراتها ليه مجبدة فيه عينيها ، علودي عقد حواجبو بالجهد مافاهم والو هاد السيدة جات هنا هجمات عليه و من الفوق دبا هزات عليه الكلامونيط ، و حتى من رحمة ماعرفاتش علاش دارت هاد الحركة ولكن كان خاصها ديرها باش ايشوفيها..!
علودي : شناوا هدشي عوتاني ؟!
رحمة (هازة عليه الكلامونيط و كتزيد تجبد فعينيها) : سمعني..نتا جيتي و درتي ليا الشوهة وسط العيادة ديالي وخا هكاك دوزتها على ود خالتي عايشة..عرفتي علاش ؟ (علودي غير كيشوفيها بنفس التخنزيرة) حيت مغتعرف بقيمة ميمتك حتى ماتبقاش معاك..تولي باغي غير دير ليها خاطرها و ماتلقاهاش
وقف مقابل معاها لوحد الدرجة قريبة لدرجة حسات بأنفاسو الغاضبين عند وجهها ، وخا هكاك زيرات على الكلامونيط و كملات كلامها..
رحمة : غتقول مع راسك هادي علاش كتقوليا هاد الهدرة دبا ؟ غنقوليك بلي خالتي عايشة كتبقا أم..و الأم ماكاينش لي غيعدبها قد ولادها..واش عرفتي على عداب معيش فيه مك ولا ماعارفوش ؟
علودي (زير على سنانو قدام وجهها) : و نتي شنو عرفك فمّي..
رحمة : علاش فنظرك أنا جايا عندك هنا مور دكشي لي وقع ؟ ماكنعرفكش مزيان ولكن كنعرف خالتي عايشة..عارفاها شحال مزيانة و عمري..سمعني مزيان شنو كنقوليك ! عمري فحياتي شفتها كتبكي حتى شفتها هاد الصباح كتبكي عليك و طلب فيا باش نقنعك تجي للعيادة..عمري شفتها حازنة بداك الشكل..و ايلا ماحنيتيش فراسك حن غير فيها هي..تيق بيا ماتستاهلش هدشي كامل
هدرتها خلاتو للحظة ايبقا غير كيشوف فعينيها لي كانو كيضورو وسط عينيه بتبات، كتحاول تخفض من نبرة صوتها و تقنعو باللتي هي أحسن ، ماشي أول مرة كتحاول تقنع شي وحد من المرضى لي كيجيو عندها ، ماختارتش هاد المهنة غير هاكاك ، من ديما كتبغي تعاون و تعتق الناس من حالاتهم النفسية لي بعد المرات كيوصلو لانتحـ ـار ! ولكن بوبكر كان حالة صعيبة بزاف ، حالة من النهار لول بينات ليها بلي صعيب تعامل معاها ، حالة خاصة و مختالفة تماما على لي سبقوها..
الصمت عم المكان لثواني ، قبل ما ايتنهد مطول كيشوف الفوق و ايمد ايديه جهة ايديها بلاما تحس..
علودي (خدا منها الكلامونيط بهدوء) : كنشكرك على الطيرابي..
بقات غير كترمش فيه حاضية معاه كيف رجع جهة الطوموبيل كيخدم فيها بلا مايزيد حتى كلمة على هدرتو ، و رحمة غير كتشوف و كتسول راسها واش كيطنز عليها ولا شنو البلان بالضبط من الرد ديالو ؟ فاللخر تنهدات و خرجات مزيرة على الكاب ديالها ، تقدر هدرتها تكون حركات فيه شي حاجة ، و تقدر العكس ، ولكن لي متأكدة منو هو أن الهدرة لي قالت غتخليه ايفكر وخا غير شوية..
حس بيها خرجات وخا هكاك ماتلفتش ، ولكن ماعرفش علاش هدرتها خلات شي حاجة تشعل فيه ، شحال و هو كيحاول اينفض أفكارو ، ولكن الظاهر أن المجية ديال هاد السيدة مرضاتو ، زاد زير على سنانو و لاح الكلامونيط كيمسح فراسو بسخط..
علودي : قلاوي !!
_فهاد الليل و بالضبط فـ “البحر” ، كانت جالسة “ليلى” فوق الكرسي كتكمي و مقابلة البحر بهدوء بعينيها الزرقين لي لونهم أصفى من لون المياه مخلوية مع راسها فلحظة هدوء تام..
الكاراكطير ديالها شحال ما حاولتي عمرك تفهمو ، بشحال ما هادئة بشحال ما صعيبة ! تقدر دوي معاك ولكن ديما غتبقا حاس بديك الهالة ديال الغموض دايرة بيها ، كانت من أجمل البنات لي ممكن تشوفهم عينيك ، زينها لافت بزاف ! و بمجرد ما تعرفها أول سؤال غيطيح ليك فبالك هو “كيفاش بنت فحال هادي مازال ماتزوجات؟” ، علاش بالرغم من كاع الناس لي كيتقدمو ليها مازال مابغات تفتح قلبها ، علاش و علاش ، بزاف دالأسئلة و الجواب غابر..!
ضورات عينيها و هما ايبانو ليها وحد “الكوبل” مازال صغار كيتمشاو جنب البحر معانقين ، تنهدات مطولة قبل ما يرجع بيها تفكيرها لسنين طويلة لور ، لوحد السنين فين كانت حتى هي كضحك نفس الضحكة لي كضحكها هاد البنت لي قدامها ، ولكن هاد السنين تبخرو ، ما تو ! أو بالأحرى ، هي لي خنقا تهم فعروقها حتى غبرو..
جرات جرة طويلة من الكارو قبل ما تنفت الدخان و تهبط عينيها جهة ايديها كتشوف فديك الوشمة بسمية “أيمن” لي كلها مضرو بة وخا هاكاك ماتحيداتش ، حاولات تحر قها ، حاولات تضر بها و شحال من ليلة كانت غتحفر فيها لحمها على ودها ، وخا هاكاك ماتحيداتش ، وخا هاد السنين كاملين سميتو مازال محفورة فيها..!
حسات بعينيها بداو كيحمارو ، ايمكن البرد ضرها فعينيها ، ولا ايمكن شي حاجة دخلات ليهم بلاما تحس ؟ كانو هادو هما الكلمات لي كتحاول تقنع راسها بيهم ، ولكن الحقيقة كانت كبر من هدشي و بزاف ، الحقيقة كانت جامعة ذكريات سنين ، عذاب “ستسنين” ، ست سنوات باش تقلبات حياتها ، باش توقفات على العيش فحال الناس ، باش البرود ولا ساكنها من راسها لرجليها ، باش غبرات ديك “الضحكة” لي كان كلشي كيحماق عليها..
لاحت الكارو و عفطات عليه بالجهد قبل ما تشير للدري باش ايجي اياخد الكرسي و تطلع راجعة فحالها منين جات..
_فـ “مطار مدينة تورينو”..
كان داخل شاد فولدو كيشوف قدامو بشوفات تابتين ، كيف ديما الحطة هي الحطة و الهايت ديال الزماكرية داير بيه ، ولكن هاد المرة ماكانش غير هو و ولدو لي جارين فاليزاتهم ، بل كان معاه حتى صاحبو “سفيان” لي قرر ايرجعو معاه للمغرب ايبقا معاه تما فهاد المدة ، و حتى سفيان ماردهاش ليه بل قبل الاقتراح بكل فرح..!
سفيان (كيقاد فالكاسكيط) : صباح غنكونو تما ؟
أيمن (شاف قدامو و بتأكيد نطق) : صباح غنكونو تما..
_هاد الليلة كانت من أكثر الليالي لي فاقو فيهم شلا جروح على شحال من وحد فهاد القنت..!
فالدار ديال “علودي” كان هاد الأخير فالسطح كيكمي عاقد حواجبو لي مابقاش عارف كيفاش ايفكهم من قبيلا ، كيتفكر هدرتها و بالضبط ديك “خالتي عايشة مسكينة ماتستاهلش هدشي” ، ايقدر ايصبر على كلشي ، على العذاب ، على الحبس ، على الضر ب ، ولكن باش مو تبكي ؟ لا هادي ميمكنش !
ماكانش حاس بالدنيا ولا بشنو ضاير بيها ، لدرجة ماحسش بمو ايمتى طلعات حتى حطات ايديها على كتفو و نطقات بحنان..
عايشة : بوبكر..
علودي (هز فيها عينيه و ببحة نطق) : الواليدة..
عايشة (جلسات حداه كتشوفيه بعينيها لي باين فيهم العيا) : كيف داز نهارك أوليدي ؟
علودي (رجع عقد حواجبو) : الواليدة ؟
عايشة (كترمش فيه) : نعام ؟
علودي (طفى الكارو و تقاد معاها فالجلسة) : واش كنتي كتبكي ؟
عايشة (بتوتر) : لا علاش ؟!
علودي (مازال كيشوف فعينيها) : واش كنضرك الواليدة ؟ واش كتحسي بيا معذبك ؟!
عايشة (حطات ايديها على حنكو كتحس بموس تغرس فقلبها) : بوبكر..
علودي (قاطعها كيحرك فراسو بتأكيد) : كنعذبك..أنا لي مخليك تبكي
عايشة ماقدراتش تحبس راسها مازال ، حطات ايديها على وجهها و وقفات من حداه هابطة لتحت ماباغاهش ايشوف دموعها و ايزيد ايلوم فراسو كتر ، فنفس الوقت ماقادراش تواسيه بلاما تبكي هدشي فوق طاقتها ، غير الشوفة فعينيه كتخليها تأزم على حالو كثر و كثر..!
هاد الحركة بالضبط خلاتو ايتفلاشا ، كيفاش ناضت من حداه و كيفاش غطات وجهها بايديها مغطية بيهم دموعها ، عمر مو مادارت هكا ، عمر مو ما انهارت بهاد الشكل قدامو كانت ديما هي المرأة القوية لي كطمنو فعز أحزانها ، بقا مبلوكي فبلاصتو ، بدون تعبير ، ولكن تفاحة أدم كانت باينة كيفاش كطلع و تنزل بعنف ، و جفنو كان مرة مرة كيرجف بطريقة غريبة ، ماحسش بالبرد ديال الليل ، ماحسش بالوقت و هو كيدوز ، ما بقا كيحس بوالو و قدام عينيه غير مو ، “عايشة” ، المرا الوحيدة فحياتو لي قادر ايعطي عمرو على ودها ، السيدة لي ولداتو و بغاتو بدون مقابل ، لي دوزات معاه “ثماني سنوات” ديال التجرجير فالحباسات من محكمة لمحكمة و من قنت لقنت ، لي كانت كتجلس بالجوع غير باش تجيب ليه القفة ، أكيد هو قادر ايدير كلشي على ودها ، هي لي كتستاهل ، هي الوحيدة لي كتستاهل..!
ماحسش بالصباح ايمتى بدا كيطلع ، بقا فداك السطاح كيشوف فنقطة وحدة، و مرة مرة كيرمش ببرود ، حتى بدات الشمس كضر ب ليه فعينيه ، هز راسو فالسما لثواني ، قبل ما ايهبطهم جهة الطبلة شاف شحال فالساعة لقاها السبعة و نص ، و هنا فين وقف هز تجاكيطتو و هبط كيلبسها فالدروج خارج من الدار..
_فهاد الوقيتة كانت “رحمة” واقفة قدام باب العيادة كتحل فيه و الوراق ديالها بين ايديها ، كيف ديما جايا فأبهى حلة و “الرقي” هو عنوان لباسها..
رحمة (غوبشات مضاربة مع داك القفل) : موصيبة مع هاد الويل !
و بمجرد ما ضورات عينيها و هي تقفز مجبداهم فاش شافت “علودي” لاصق حداها مخنزر..!
رحمة (حطات ايديها على قلبها) : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..(علودي زاد خنزر كتر و كتر)..أ أ زعما..صباح الخير !
علودي (حرك راسو فصمت و بنفس التعابير )
رحمة (القرب ديالو منها خلاها تحنحن و تقاد فالوقفة) : كنظن فكرتي فهدرتي ؟
علودي تنهد مضور عينيه للجهة الثانية دائما فصمت ، الشي لي خلا رحمة تربع ايديها و تنطق بجدية..
رحمة : خاصك تفهم بلي أول خطوة فالعلاج هي “التقبل”..مايمكنش ليا نعاونك ايلا كنتي غتبقا ساكت فحال هكا
علودي (مسح على راسو بنفاد صبر) : وخا..حلي هدشي خاندوخلو
مابقاتش كتعجب من الطريقة ديال هدرتو صافي عرفاتو شكيسوا من التقزديرة ديال أول نهار ، حلات الباب حتى دخلو عاد سداتو و شيرات ليه للدروج ، بقا كيشوفيها و هي طالعة قدامو ثواني حتى كان لحق عليها حتى هو..
رحمة (حطات الوراق فوق المكتب عاد لبسات طابليتها) : تفضل جلس
علودي (جلس قدامها كيشوف فالأرجاء) : كتحلو ديما فهاد الوقت
رحمة (حركات راسها بالايجاب عاد جلسات حتى هي) : غالبا أنا لي كنحل..عاد من بعد كتجي البنت لي خدامة معايا..(شافتو رجع سكت و هي تكمل كلامها)..و نتا كتفيق ديما فهاد الوقت ؟
علودي (شمر بنيفو) : كنفيق مع الفجر
رحمة : و معاش كتنعس ؟
علودي (بتعابير باردين) : الجوج..الثلاثة..مكنحسبش الوقت
رحمة (شادة القلم فايديها و متبعة معاه بتركيز) : واش من ديما كان عندك هاد المشكل فالنعاس ولا..(سكتات لثانية قبل ماترجع تنطق)..حتى دخلتي..دخلتي للحبس ؟
علودي (بنفس البرود) : ماعقلتش
رحمة (كترمش فيه و تعاود) : شحال دوزتي فالحبس ؟
علودي : تمنسنين
رحمة : شحال كان عندك من عام ديك الوقيتة ؟
علودي (تنهد) : عشرين عام
رحمة (نطقات بتردد) : و شنو السبب لي خلاك دوز هاد السنين كاملة تما ؟
ماجاوبهاش ، رجع تبنى نفس البرود فالتعابير ، و حتى رحمة مازادتش حكرات ، بل فهماتو ، كانت متوقعة هاد ردة الفعل منو ، و شبه متأكدة بلي مستحيل ايعري ليها على أسرارو من أول حصة..
رحمة (تنهدات) : كيف كنتي كتحس براسك فاش دوزتي ديك تمنسنين؟
علودي (عض على حنكو من الداخل قبل ما ينطق) : ماحسيتش
رحمة (باستغراب) : مافهمتش ؟
علودي (شافيها خاشي ايديه فجيابو) : كيقولك أدكتورة النعاس و الموت خوت..ولكن عندهم وحد ولد عمهم أخر سميتو الحبس..كيقتــلك شوية بشوية..نهار بنهار..ربعة الحيوط كتبقا تشوفيهم كل ساعة حتى كيسطيوك..عرفتي علاش ؟
رحمة : علاش..
علودي (حط ذراعو فوق المكتب و نطق مورك على كلامو) : حيت الوقت تماك ميـت !
الاعتراف ديالو بلاما تحس خلاها تلين تعابيرها ، غتكدب ايلا قالت بلي هدرتو ماقاستهاش ، بالرغم أنه ما بكا ما فتح قلبو ليها و لحد الساعة مازال كيجاوب على قد السؤال إلا أنها حسات بيه شحال مزال حاقد و مهرس من الداخل..!
رحمة : ولكن نتا صبرتي..صبرتي بزاف و هدشي ماشي أي وحد ايقدر عليه
بوبكر : صبرت على ودها..(عقد حواجبو)..على ود عايشة..كيفما جالس دبا قدامك على ودها
رحمة (بابتسامة خفيفة) : هي لي قنعاتك ياك ؟
بوبكر (حرك راسو بهدوء) : عايشة جارات معايا حتى اللخر..على ودها نحر ق الدنيا
رحمة (وسعات شوفتها قبل ما ضحك بخفوت) : وخا ما مصوابش ولكن مرضي ميمتك..(حنحنات كتشوفيه)..قوليا أبوبكر..واش داك النهار..زعما نهار جيتي عندي..تعصبتي بذاك الشكل حيت عرفتي سميتي رحمة ؟
و هنا للمرة الثانية رجع سكت بلاما ايجاوبها بحتى حرف ، خلاها غير كتشوفيه على أمل أنه اينطق ، ولكن مانطقش لدرجة دقائق و هما على داك الصمت و رغم ذلك مانطقش ! فاللخر شاف فساعتو و رجع شافيها..
علودي : مشا الحال..عندي مايدار
رحمة : بلاتي ! (مابغاتش تزيد تفورصي عليه من أول حصة و خدات ورقة بدات كتكتب فيها بالزربة) غنولي ندير معاك حصة كل أسبوع..عارفاك ماحاملش المجية عندي دكشي علاش مابغيتش نزير عليك..(مداتها ليه و هزات فيه عينيها)..كيفما درتي على وجه خالتي عايشة هاد المرة..دير بوجهها حتى المرة الثانية..و كيفما صبرتي تمنسنين..زيد صبر على هدشي لي بقا و رحم راسك..عافاك !
علودي خداها من عندها كيشوف فيها حتى هو قبل مايمد ايديه لجيبو و ايجبد ليها ربعمية درهم حطها فوق المكتب..
رحمة (حركات راسها بالنفي) : لا ماغانشدهاش من عندك أنا..
و قبل ماتكمل كلامها كان خرج و سد موراه الباب بهدوء ، خلاها مسمرة فبلاصتها قبل ماتعقد غوباشتها و تنطق ماعجبها حل..
رحمة : ماتعصبيش أرحمة ! خلي ليه فلوسو هنا حتى للمرة جاية و عطيهم ليه..(غمضات عينيها كتزفر)..يا صبر أيوب مع هاد السيد
_هاد الصباح دغيا طار ! الوقت داز زربان بلاما ايحسو ، و الدرب هاد المرة على غير عادتو كان صاقل ، قبل ماتضرب “الستة دالعشية” ، وسط داك الصقيل كامل ، و بدون سابق إنذار، خرج جيش من الدراري هابطين من الفوق..!
مول الحانوت كان كيعبر للسيدة فالعدس قبل ما يهز عينيه و ايحل فمو بصدمة..
مول الحانوت : السلامة ياربي..!
بكثرة ما كانو كتار ولاو كيبانو فحال النمل ، كلهم لابسين التونيات و البرودوي معاهم ، اليوم كان نهار ماشي فكاع الأيام ، حيت اليوم هو موعد “الديربي” العظيم..!
أسامة (معنق صاحبو حمزة و كيشير بالبرودوي) : نهار الحو اا سبيسيال !
حمزة (ضحك كيصور أشرطة بكاميرتو) : اليوم غتبلبل فداك التيران
الغوات و الحيحة و الدرديك فحالا نايض عندهم الزلزال خلاو العيالات ايخرجو ايطلو كيشوفو فداك قوم ربي العالمين لي هابطين مع الهبطة و منوضين الروينة بالأغاني و الغوات ، مع الدقة عرفوهم صحاب الكورة و كاين كاع لي لقات ولادها ولا خوتها ولا راجلها وسطهم ، الكورة لي محمقة الكبير و الصغير فهاد البلاد السعيدة و يالاه ماتكافاو معاهم حتى بداو صحاب الماطر حتى هما هاجمين كيكلاكسونيو و ايغوتو سابقينهم لتيران..
و بين هاد الماطر كان الموطور ديال “ميمو” لي لابس التوني مع كاسكيط مقلوبة و موراه صاحبو “علودي”..
أسامة (غا شافهم و هو ايخرج عينيه) : هشاااام ! الميمة ما دردبنا معاكم !
ميمو (دور راسو شافيه) : تا مالك كيصحاب لك كر ك راكب فطريبورطور..حرك رجليك و حيد عليا داك القلا وي لي هاز قبل مار نرجع ديلمك لداركم
و رجع عوتاني كسيرا مع صاحبو ضايرين للدرب الثاني ، أسامة بقا غير كيرمش قبل ما يهبط عينيه و ايلمح ديك سبعة النقشات لي كتبان خارجة من التحت ، زاد خشاها مزيان حتى غبرات مهبط عليها التوني و رجع عوتاني معنق صاحبو هابطين محيحين مع ولاد الدرب..
_فالدرب الثاني كان الموطور ديال “ميمو” وقف قدام باب دار “بّا حمّاد” لي محلول ، قبل ماتخرج منو ريحانة جارة باها فكروستو ، هزات عينيها و هما ايبانوليها واقفين ، بقات كترمش فميمو قبل ماتبسم ابتسامة بشوشة و حناكها موردين..
ميمو (غمزها بالخف و هبط مقرب منو) :وا توحشناك أبّا حمّاد..واجد ليا للماتش اليوم ؟
بّا حمّاد (ضحك و نطق بنبرة عيانة) : مابقات صحة للماتشات أوليدي..غندير ليكم غير خاطركم
علودي : تا بالرب حتى تمشي معانا ! العشرة لي كان كيلعب مع المغرب الفاسي فالثمانينات كامل نخليوه مورانا..يا نتا يا نحرمو مو ذاك الماتش
بّا حماد (طبطب على ايدين ميمو كيضحك) : الله ايرضي عليكم أولادي..
ميمو (علاّ صوتو كيغوت) : عسووولي ! حل ليا ديك الطوموبيل..
و فالبلاصة عسولي و الدراري لي معاه هبطو و حلو الباب عاد جاو كيجريو هزو بّا حماد و كروستو بالضحك و التقشاب معاه ولاد الدرب كاملين كيعزوه و احتارموه..
ريحانة (حاضياهم بعينيها) : عنداك أهشام ايعيى ؟
ميمو : وا تي را مكينش العيى كاين غا اللعب اليوم..(بانليه حكيم هابط و هو ايجرو)..نتا زيد قدامي
حكيم كان يالاه بغا ايكمي جوانو حتى طيرو ليه ميمو ، من أخر موصيبة دارها فراسو مابقات دوات معاه ربيعة ، ديك الليلة تعتق بأعجوبة من المو ت لولا لطف الله ، وخا هكاك البلية فالد م و مازال مابغا ايتعلم..!
حكيم : وخا غا أراه ليا أميمو و أنا معاكم..
علودي (شدو من قرفادتو حطو فالموطور) : قالك زيد قدامو هي زيد قدامو
ميمو (ركب القدام و قرفد حكيم حتى يبس فبلاصتو) : غندير فك خير كبير و غنديك معانا طروا بلاص البرهوش..رايّح عليا من التسطية !
دور راسو جهة ريحانة لقاها كتشوف فخوها بقلق ، خايفة عليه بزاف وخا مازال مقلقة منو و مكدويش معاه ، ميمو اكتفى أنه ايتبسم بالجنب وحد التبسيمة خلاتها تطمن و بلاما تحس ترسمات ليها حتى هي على شفايفها ، و هنا كان ديمارا مكسيري تابع الطوموبيل ديال عسولي و الجيش ديال “فافيلا” متاجهين “لتيران”..!
و فجأة الطريق كلها عمرات بولاد الدرب ! الموطور لي ماهازش تلقا فيه ثلاثة و ربعة دالولاد و الطوموبيلات كاملين مطرعين الشراجم و مخرجين منهم البشر بكثرة ما عامرين حتى مابقاو لقاو فين ايجلسوهم، عاد الفوج لي غاديين على رجليهم و كلشي قاصد نفس الوجهة و الناس فالطريق غير كيشوفو فيهم مصدومين من هاد الكم الهائل ديال البشر..
مدة و كانو وصلو الطوموبيلات و الماطر هما لولين عاد لحقو عليهم البقية ، الدخلة ديال التيران كانت غتفركع ! جمهور الفريق الثاني حتى هما ماكانوش مقسرين من جيهتهم ماكاين غير الله ايعطيك صحيحتك ، شئ عادي راه “الديربي” هذا و ماشي أي ماتش غيتلعب !
البوليس مطرقين الطرقان و واقفين حسكة عند كاع الأبواب ، عارفين مزيان بلي هاد الماتش هو فمتابتة قنبـ ـلة فأي لحظة ايتقلب لحر ب دامية لي لابدات مستحيل توقف ! كلشي كان عارف بلي الأجواء كيكونو مشحونين فالديربي و بنادم خاصو معامن ، و الواعرة هي لاخرج شي فريق من هاد الفرق بجوج خاسر صافي هنا عرف غتنوض الروينة..!
حمزة (شاد كاميرتو و موسع عينيه فأسامة) : صاحبي ديك اللعيبة كيفاش غتخبيها ؟
أسامة (بتقة) : وا تا غا زيد أصحبي حياتنا كاملة و حنا هازينها عمرهم قشعوها..واش كنضحكو هنا ولا كيفاش
و فعلا دكشي لي كان ! دخلو لا هما لا شحال من وحد هاز الزراوط و المضا تحت منو بلاما ايعيقو بيه ، و السبب بكل بساطة هو الكمية الهائلة دالبشر لي داخلة للتيران مستحيل ايقدرو ايراقبو كلشي بقوة الدافيع و الروينة..
فالأخير كاع ولاد الدرب نجحو ايدخلو بلا صداع بلا تعكاس نيشان للكروا ديالهم حدا الماكانة الكبيرة ، غير هما بحدهم عمرو النص فيها و الحيحة نايضة بالطبول و الأغاني تحت شعار “دالي دالييو” ، الكلاشات بين الفرق بجوج خدامين ، شي مقابل مع شي و التيران لتحت فارقهم ، الدراري معريين من الفوق و خاشيين تونياتهم فجنب سراولهم كيغوتو بكل أحاسيسهم ، كيعشقو ، كيتوفاو ، و كيتنفسو الفرقة ديالهم..!
“ميمو و علودي” مع “بّا حماد” كانو حدا الكابو لي كيوجد باش ايطلع و ايطلع التيفو ، محيحين مع ولاد دربهم و “بّا حماد” كيشوف فالتيران و فهاد الجمهور بعينين كينبضو بالحياة ! كيتفكر أيامو مع الفريق ديالو أيام العز و الشباب فين كان حتى هو خاربها كورة و ايرجع ايشوف فالدراري متبسم..
أسامة (حيد طريكوه و لحق على خوتو كيغوت) : طااالع لييااا دااك التيييفو الخييفي خننق لياا بناادم !
اللعابة دخلو ، الحكام و المدربين شدو بلايصهم ، الأنفاس تسارعو ، اللعابة كانو أكثر وحدين عارفين أن الخسارة فهاد الماتش بالضبط خاصهم ايتجنبوها بأيتها طريقة حيت اليوم فحال ايلا لاعبين على “الشرف” و هما بصح لاعبين على الشرف ! و من الفوق الجمهور ماغيرحمهش..
ثواني و كانو التيفوات بداو كيطلعو ، كل فريق كيبدع بطريقتو فتيفوه و كل وحد ايخليك تبهر كتر و كتر ! الأجواء كانو خيالية ، الفلامات بداو كيطلقو بالألوان ، الكراكاج بدا كيطلع ، حتى شوية فين مابقاش كيبان الجمهور بالجهد ديال الدخان لي عاد مكيزيد ايشعل ، الهتافات ، الغوات ، التشجيع لي كانو أصواتو واصلين حتى لبرا الملعب خلاو الأجواء عاد مايزيدو ايشعلو..!
ميمو (كيشير قدامو معصب و الوشام لي فصدرو كولو باين) : حكااام وااا حكااام !! الله اييلعن ديييلمك نتا ويااه
علودي (شد على راسو مفقوص) : كووفرة أصحبي مضغنا فيها !!
أسامة (كيغوت مع الدراري شاد الفلامة فايديه كلها عافية) : ااه !! داك العرجون ولد القحـ ـبة مابغاش ايتفرق من الكوول
حكيم (عاقد حواجبو كيتحلف فيهم) : شووفياا أدااك ولد القحـ ـبة..(دوز ايديه على عنقو)..نخرجو نحر مك !
و قلبها صباط مع وحد من المشجعين ديال الفريق الثاني و يالاه كان ناوي ايشير عليه بشي لعيبة حتى تسمعات غوتة جماعية ، وسع عينيه و ضور راسو جهة التيران لقا بيت تماركة لصالحهم ! فالبلاصة نقز من بلاصتو كيعنق فأسامة لي حلقو غيخرج بالفرحة و الكراكاج عاد مازاد طلع مخلي العافية تعطي دخانها فكاع القنات..!
الإحساس ديال الفرحة ماكانش ممكن ايتوصف ، وحد الإحساس مايحس بيه غير لي قلبو واكلو على فرقتو ، لي عندو الكر ة فالدم و لي كبر وسط الماتشات و وسط هاد الأجواء لي مستحيل تلقا فحالهم فشي ماتش أخر..
حمزة (كيعلي كاميرتو الفوق و كيغوت بجنون) : وريااااااا !!
ميمو (ضحك معنق بّا حماد من عنقو) : واا بااا حماااد ! واا ماكاااين غااا التشنشيط اليوووم
باّ حماد (عينيه كيبريو بالفرحة فهاد اللحظة بالضبط مابقاش كيحس براسو فوق كرسي متحرك) : رجاال..والله حتى رجاال
و فهاد اللحظات طلع التيفو الثاني لي كان قوا من لول و اللعابة لتحت بكثرة الفرحة و الحماس كاين منهم لي حيد التوني الفوقاني و جا عند الجمهور كيعنق هدا و ايغوت مع لاخر ، حتى كينزل عليهم الحكم بشي صفرة و ايخلي الجمهور كيسب و ايلعن فيه بشعار “الله ايلعن طبو نمك”..
ميمو : شناا اق عليييه ولد القحـ ـبة شناا ااق عليييه !!
كانو فعلا اللعابة مشانقين مع بعضياتهم ، هاد الرباح ماتسرطش للفرقة الثانية و ناض صداع كبير لتحت ، و هنا و بعد مراجعة دامت لدقائق فغرفة الفار قرر الحكم و أخيرا ايعطي بيلانتي للفريق الثاني..!
علودي (شد على راسو و جلس) : قلا وي..
بدا عوتاني الغوات و السبان كيتجهدو ولكن فاش القرار كيتعلن مكيبقا ما يتقال ، تقدم اللاعب ديال الفريق الثاني كيستاعد باش ايماركي البيلانتي مفيكسي بشوفاتو زاوية التسديد..
بّا حماد (زير على ايديه) : ياربي ياربي..
أسامة (ترخا على صحابو كيحس بقلبو غيسكت) : غنمو ت القلا وي..غنمو ت
أنفاس الكل تحبسو ، و للحظة تسمعات التصفيرة ، وحد ، جوج ، ثلاثة ، و هووب ! تزكل البيت بطريقة عجيبة و نجح الحارس أنه ايشد الكورة مخلي اللاعب شاد فراسو بصدمة..
أسامة (طرطق عينيه و قفز من بلاصتو) : الحو اااا أزبييي الحو ااا !!
الطبول عوتاني تجهدو كتر من اللول ! الفرحة ولات فرحتين و الأجواء ولاو فوق الشواية بوحد الطريقة لا تصور ، كلشي عقلو غيخرج ليه بكثرة الفرحة ديال الديربي ، اه الديربي تربح لصالحهم هاد الليلة و حتى للدقيقة التسعين و هما ايخطفو الفوز بسيناريو ولا في الأحلام..!
علودي (ضرب على صدرو) : الديربي من بكري مارياج
أسامة (كيحل فسروالو) : عطاهم بيلانتي باش اخشيوه لينا زعما..بلاتي نجبدو عليهم
ميمو (خنزر فيه و مرمقو حتى داخ) : جمع علينا باقلك من البسالة !
ميمو : عمي مبارك (طلع فيه عينيه) هاهي التويشية حداك الله ايحفظك
مبارك (تبسم هاز ليه ايديه) : كون هاني
ريحانة (هبطات حتى هي كتقاد فحوايجها و تشوف فالدنيا) : البحر عامر اليوم
ميمو (مصغر عينيه فالشمس لي بدات كتغرب) : مع الصيف القضية محركة و بنادم باغي غا فين ايتبرد
ريحانة (تبسمات كتشوفيه) : والله ماكرهت حتى أنا نعوم فهاد الوقت
ميمو (هبط فيها راسو) : زيدي يالاه
ريحانة (وسعات شوفتها كضحك) : أويلي هههه
ميمو : بالرب حتى نديروها..أناخد لك شي زيف طويل نلويك فيه و ندخلو نفونديو
ريحانة (هزات حواجبها متبعة معاه) : و حوايجي ؟
ميمو : غينشفو..مالك نسيتي يامات التبرهيش فاش كنا مع الطلعة مع كنرجعو زاز لوز
ريحانة : ولكن أنا كنت كنعوم بدوبياس فالصغر؟
ميمو (طرطق فيها عينيها) : دوبيااس ؟؟ ايينا عام وقع فيه هدشي القلاا ووي؟!
ريحانة (تزنكات جاراه حداها) : اويلي أهشام الناس غيسمعوك كتخسر الهدرة..فاش كنت صغيورة كان بابا و ماما كيعوموني بدوبياس و شي مرات غير ب بيكيني !
ميمو (عقد حواجبو بالجهد) : بيكيني ؟ النسيبة و النسيب عراو ليا الشرف..(شد فيها قالب بيها الطريق)..زيدي ماكاين لا عومان لا والو
ضحكات تابعاه جهة الهبطة ديال البحر فين كانو الوليدات الصغار طالعين كيجريو لاويين عليهم الفوطة و العيالات معمرين الما دالبحر فالقراعي و واقفين كيغسلو فرجليهم من الرملة ، الغروب عاطي منظر زوين و العائلات حاطين الكوطي لي ضروري مايكون فيه البيني و ريحة القهوة معطرة..
غمضات عينيها كتستنشق فالهوا النقي دالبحر ، و هشام حداها كيشوف فالماج بعينيه الفاتحين لي عاد مازاد بان لونهم الصافي فهاد الجو ، حلات فيه عينيها و ضحكات كتشوفيه..
ريحانة : عينيك كيتسيفو فحال المش
ميمو (تبسم بالجنب و جرها من نيفها) : ياك المشة
ريحانة (غوبشات كتحك فيه) : قصحتيني أصحبي حشومة عليك !
ميمو : صاحبي ؟ سمحلينا أخويا جواد
ريحانة (عاودات ضحكات مطولة حاطة راسها على كتفو) : غير كنضحك..عويناتكم زوينين نتا و ليلى..غتكونو ورتوهم من عمي مصطفى الله ايرحمو حيت أسامة عينيه فحال خالتي فاطمة
ميمو : على نتي نسيتي عمك مصطفى..(قبل ماتجاوبو كان ضور عينيه للجهة الثانية)..بلاتي وحد الدقيقة..توييتة (زاد علا صوتو) واا توييتة !
فالجهة الثانية كانو بزاف ديال الدراري لابسين شورطات ديال الميطر ناجور (السباح المنقد) ، و مخشيين فوحد العشيشة مجمعين ، كانو هما نفسهم ولاد فافيلا المشومرين لي فاش كيوصل الصيف كيحركو القضية و ايجيو ايخدمو فالبحر ، حيت هما ولاد البحر ، عارفين الجرة فاينا جهة كتبدا، عارفين الواد فين ايقدر ايشدك ، و عارفين الشادة و الفادة بين الماج يعني ما حسن منهم فهاد الضومين أكيد مكينش..!
تويتة (غير سمعو و هو ايطرطق عينيه و جا عندو كيجري) : الخوادري !
ميمو : وا بحيينا أصحبي
تويتة (وقف عندو كيرجع النفس) : وا بالرب ماسمعتك..(شاف ريحانة و حنى راسو باحترام حاط ايديه على صدرو)..سلام ختي
ريحانة (تبسمات ليه بلطف) : و عليكم السلام
ميمو (ضر ب ليه فوق كتفو) : جيب ليا شي جوج كراسة الله ايحفظك
تويتة : هي لولة !
و عاود طار من حداه كيجري و ايغوت على ولد دربهم الثاني لي مشانـ ـق مع وحد آخر على باراسولاتو ، جرو بزز حتى جاب من عندو جوج كراسة و رجع عندهم..
تويتة : هانا الخوادري
ميمو (شدهم من عندو و كمش ليه الفلوس فايديه) : الله ايحفظك ليا
تويتة (خرج فيه عينيه) : تا لا أصحبي والله مانشد حاجة !
ميمو : وا بالرب حتى غتشد..ماتحنتنيش
تويتة (فاللخر شدهم) : نهار الخلصة هو النهار الكبير..سير الله اينصرك !
و مشا مخلي ريحانة غير كتشوفيه باستغراب قبل ماتجلس فالكرسي..
ريحانة : واش حتى هادو على بالهم بلي اليوم كتخلص؟
ميمو (جلس حداها كيتنهد) : غا خليها عالله..رافد الهم للدخلة لداك الدرب فالعشية..(شاف مول البيني دايز و هو ايشير ليه)..العميم أرا شي جوج
مول البيني (قاد ليه جوج مرمدهم ليه فسانيدة عاد مدهم ليه) : هانا أوليدي
مد ليه خلاصو هو لول عاد شدهم من عندو مازال سخان و مدهبين..
ريحانة (وسعات شوفتها) : الله شحال زوينين !
ميمو : كولي ولا بغيتي فالعشية نديك نتعشاو فشي ريسطو في أي بي نتهلاّ فحبي
ريحانة (هزات فيه عويناتها) : مانقدرش..راك عارف مع بّا و ماما الحمل دالشغال بقا عليها بوحدها
ميمو (تقاد فالجلسة كيشوفيها باهتمام) : شناوا ياكما بّا حماد تزاد عليه الحال ؟!
ريحانة (حنات راسها) : شوية..
ميمو (صغر فيها عينيه) : هاد شوية عندك بانت ليا ماشي حتى لهيه
ريحانة (هزات فيه راسها بعينين مغرغرين) : خاصهم ايقطعو ليه الرجل الثانية
ميمو (دوز بايديه على راسو) : موشكييلة تاني !
ريحانة (بلعات الغصة كتحاول ماتبكيش) : هو مابقاش قادر على هدشي..يالاه ما تقطعات ليه اللولة مسكين
ميمو (شافيها مطول و بالضبط فعينيها لي بان فيهم الحزن قبل مايهز ليها راسها بايديه) : شوفي فيا..(شافت فيه)..بّا حماد راجوول..و الرجالة كيبقاو واقفين حسكة وخا ايفرقو ليهم مصارنهم..(هز البينية قسمها و خشاها ليها ففمها)..و دابا كولي باراكة من البكا
ريحانة (كلاتها من عندو كضحك و تمسح فعينيها) : والله مابكيت
ميمو (كيشوف فضحكتها و ايتبسم بالجنب) : وخا أعيشة دميعة..خديتي ليه الدوا ؟
ريحانة (حركات راسها بالنفي) : اليوم سادين حتى لغدا
ميمو (ومى ليها براسو بهدوء و زفر النفس كيشوف فالبحر) : كولي و رتاحي..مولاها ربي
مدة و هما مجمعين قدام البحر، هدرة تجيب هدرة و ميمو كل دقيقة ايقول شي حاجة لي تخلي ريحانة ضحك من قلبها و تنسا همها ! غير هي وياه خالقين السعادة بأبسط ما يكون و النفسية مرتاحة و فايتاها لديك الجيهة ، فحال هاد الخرجات و بهاد الهيت مع هشام هما لي كيخليو المورال ايبقا طالع ليها السيمانة كاملة رغم قساوة الحياة..
فاللخر و بعدما غربات الشمس و مابقا للظلام غير دقائق و ايطيح ، وقفو بجوج طالعين من البحر و راجعين لمنين جاو..
ميمو (وقف قدام الموطور) : عمي مبارك..(كمش ليه خمسين درهم)..الله ايحفظك لينا
مبارك (وسع تبسيمتو) : لهلا ايخطيك عليا أوليدي..الله ايدير ليه البركة فيهم و ايزيد ليك فالخلصة !
ميمو : أمين العميم تهلاّ فراسك
ريحانة (غير كتشوفيهم) : حتى عمي مبارك فراسو الخلصة اليوم ؟
ميمو (عطاها الكاسك و ركب كيديماري) : عمي مبارك را معاه السلاك جي تشوفي النقابة لي كتسناني فالدرب..غا خليها عالله و طلعي..
ماقدراتش تحبس الضحكة و هي كتخيل أش ممكن ايكون كيتسناه فالدرب ؟ فاللخر خدات من عندو الكاسك و طلعات شادة فيه قبل مايديماري على جهدو شاد الطريق للدرب ، و مع الطريق خاوية دغيا لقاو راسهم وصلو للطلعة و وقفو ايتوادعو بعد يوم داز عندهم زوين و حلو..
ميمو (تكا على الموطور كيشوفيها) : صافي غتهربي عليا عوتاني
ريحانة (عضات على فمها و بخجل نطقات) : غنتوحشك
شافيها و فحركاتها لي كيسطيوه و ايديو ليه العقل، قبل مايتنهد و ايجبد الفلوس كيحسب فيهم قدامها ، حتى جمع ألفين درهم عاد مدها ليها لجيبها نيشان..
ريحانة (جبدات عينيها) : شنو هدشي !
ميمو : هدشي فلوس الدوا ديال بّا حماد حتى لمن بعد و نزيدك باش نشوفو بلان العملية..(زادها خمسمية درهم أخرى فالجيب التاني)..و هدشي باش تشري البرودويات ولا معرت شداك النم لي خاصك..(قبل ماتجاوبو كان طبطب ليها على حنكها و رجع ركب فالموطور)..و دبا تلاحي لداركم مانرجعش نشوفك خارجة..
ما خلا ليها حتى الوقت فين تدوي و رجع كسيرا قاصد دارهم ، خلاها غير كتشوفيه قبل ما تبسم حاطة ايديها على قلبها..
ريحانة : ياربي تسهل عليه و كتبنا على بعضياتنا فالدنيا و حتى فالأخرة..
أما فالزنقة العظيمة ديال ميمو ، فمع دخل بالموطور مع لقا الدنيا عامرة الرجال فالقهوة و العيالات حاطين الكراسة حدا بيبان الديور و جالسين ، و مع بانليهم داخل بالموطور و هو ايبدا التوشويش و الهدرة ، حتى خرجات جارتهم “مليكة” كطل عليه من الشرجم مدلية راسها و تغوت..
مليكة : وا بالصحة الماكانة الجديدة أولد فاطمة
ماعرفها منين نزلات عليه ! و قبل ما يهز فيها عينيه كان وقف عليه جارهم “سعيد” كيبخ الدخان و ايشوفيه..
سعيد : ميمو را اليوم عشرين فالشهر
ميمو (مصدوم) : و من بعد ؟؟!
سعيد (كيشير ليه بشوفاتو) : اليوم داز لك الخلاص..وا ضور مع خوك فشي قارفية را المرا كشطاتني فلوس النفاقة كاملين طيراتهم ! عتق خوك و بالرب حتى نرجعها ليك
و فهاد اللحظات بالضبط فين خرجات “فاطمة” من الدار محيحة هازة مبيخرة فايديها عاطية بريحة البخور و كتغوت مخنزرة..
فاطمة : وا بسم الله الرحمان الرحيم..واا التاابعة الله ايستر !
_أما فدار “حمّاد” ، فكانت ريحانة دخلات ، حيدات صباطها هو لول ، غسلات ايديها عاد قربات من ماماها كتبوس فيها..
ربيعة (كتقلب فأتاي) : جيتي أحبيبتي..زيدي جلسي كو..
و قبل ماتكملها كانت خرجات عينيها على الجهد لا هي لا ريحانة لي قلبها قفز بالخلعة فاش سمعو فالباب غيتفرع عليهم بحر الدقان..!
ربيعة (حطات البراد كتشوف فبنتها) : ياربي السلامة
ريحانة بلعات ريقها قبل ماتوقف تشوف أش هدشي لي نزل عليهم فهاد الليلة عوتاني و هي فداخلها شبه متأكدة من أش غتلقا فاش غتحل الباب ، فاللخر حطات ايديها على الساقطة كتسمع فيه كيزيد ايتردخ مترددة باش تحل..
ربيعة (بهلع) : بلاتي..
بمجرد ما نطقاتها حلات ريحانة الباب بالجهد و طاح “حكيم” عند رجليها شاد فكرشو بايديه ، الصدمة مع الخلعة خلاوها تشهق و تهبط لمستواه..
ريحانة (بنبرة راجفة) : ح حكيم..شنو واقع !
ربيعة (دفعات الطبلة و وقفات كتندب حناكها) : اويلي..اويييلي على المسخووط !
حكيم شد فريحانة بالايد الثانية قبل ما يهز فيها عينيه لي الصفورية ضايرة بيهم من التحت و فمو زرق و لاكح ماقادرش حتى ايحلو..!
حكيم (بنبرة مبحوحة بالكاد باش كتسمع) : عاونيني
ربيعة (كتندب عند راسو و ضر ب على صدرها بحرقة) : واا الله ياااااربييي على المسخوووط باااغي ايييقتـ ـتتل رااسو..وااا الله يااااربي و شنووو دررت فحيااتي..دعيييتك الله على الشوووهة لي دايير ليااا كل نهاااار..دعييييتك الله !!
و بكثرة الفقصة بغات طير عليه تجرو ، كتغوت على حر من جهدها و تهبط فحوايجها كونما ريحانة لي حبساتها كطلب فيها بعينين مغرغرين و الخوف قا تلها..
ريحانة : ماماا عاافااك باااراكة..الجييران كيسمعوو..بّا يالااه مانعس..(بترجي)..ديريي غيرر بووجهيي أنا و عاونيني نهزو للبيت
ربيعة بكثرة الفقصة و الحر قة و هي كتشوف فولدها فهاد الحالة عينيها حمارو حتى دمعو ، فاللخر عاودات شافت فيه و صدرها طالع هابط لقاتو حالتو حالة مافيه مايتشاف فحالا شاداه المو ت و كيقطرو ليه..!
ربيعة (جراتو من ايديه بالجهد حتى حطها مور عنقها مرخي) : هزيه من الجهة الثانية..(كتشوفيه كتلقاه عينيه نايمين و فكو محلول)..شوفيا المسخوط..الجيفة الجنس الناقص و قوليا عوتاني أش كليتي ؟!!
ريحانة (هزاتو من الجهة الثانية و وقفوه بزز مرخي) : حكيم جاوب ماما باش نعرفو شنو نديرو ؟! نديم ليغجونص !
حرك راسو بالنفي بثقالة كبيرة كيسمع غير بعد الكلمات من هدرتهم و من بينهم هدرة ختو ريحانة لي عنقها تطوا بكثرة الثقل ديالو لي راخي عليهم حتى من رجليه مابقاوش هازينو ، فالأصل مابقاش حتى كيحس بيهم..!
حكيم (حال فمو لي نشف من الريق كيضور عينيه فختو) : لا..عاونيني نتي
دفعات الباب برجليها و تحركات هي و ربيعة مكابرين بزز حتى للناموسية عاد لاحوه فيها و وقفات ريحانة كترجع فالنفس و تنهج كلها مزنكة..
ريحانة : باش غنعاونك ! واش كتشووف حااالتك ؟؟!
حكيم (عاود شد فكرشو مطوي على جوج كيتعصر بالوجع ماقادرش ايجاوبها)
ربيعة (حطات ايديها فوق راسها قبل ماتشوف فبنتها كترعد) : هدا غيكون مخلط شي حاجة ماكتخلطش..عينيه ماشي خوت..ماشي خوت ! بقاي نتي معاه هنا أنا غنمشي نتبخ ليه العشوب..
و فالبلاصة طارت كتجري للكوزينة مخلية ريحانة غير كتشوفيها مهبطة حواجبها بحزن ، قبل ماترجع تحط عينيها على خوها لي كيتقطع و هو حي و تقرب منو..
ريحانة (بنبرة باكية) : حكيم ؟ خويا..(بلعات البكية كتحس بالدموع تجمعو عند عينيها)..قوليا عافاك شنو هدشي درتي فراسك ؟
حكيم (تنفس بالجهد مزير ليها على ايديها و بدا كيدوي و اينهج) : كميت..كميت وحد اللعيبة..ماكاتخلطش م م مع الغبرة..(و رجع عوتاني تلوا مزير على كرشو)
ريحانة (وسعات عينيها بصدمة) : ال الغبرة ؟ الغبرة أحكيم ؟!
و شهقات حاطة ايديها على فمها الدموع لي شحال و هي كتحاول تحبسهم مابقاتش قادرة تحبسهم مور هدشي لي سمعات..
حكيم (حاول اينوض شوية كيشوفيها مرفوع) : عاونيني أريحانة..غنمو ت..ع عطيني فلوس..ن نشري الفانيد..(بلع ريقو مكمل كلامو)..الفانيد هو لي غيكالميني
بقات كتشوفيه بعينيها الكبار لي الدموع كيهبطو منهم بلا هواهم ، ماقادراش تستوعب هاد الحالة لي هما فيها ، خوها الصغير لي شحال حلمات تشوفو واصل لأحسن المراتب ، لي كان خاصها تكون كدوي معاه دبا على قرايتو و مصلاحتو ، شاء القدر و الدنيا لعبات لعبتها حتى ولات كدوي معاه على البلية ، على السم لي كياكلو و هو حي..!
نترات ايديها من ايديه و وقفات كتمسح فدموعها ماقدراش تزيد طول معاه الهدرة كتحس بالنفس تقطعات فيها..
حكيم (كيحاول ايشدها بايديه) : ريحانة..لا..ماديريش فيا هكا..ريحاااانة !!
سدات عليه الباب و جلسات فاشلة موسعة شوفتها قدامها كترجع فالنفس لي مابقاتش حاسة بيها داخلة حاطة ايديها على قلبها لي كتحس بيه غيخرج من بلاصتو ، بغات تشهق و تغوت ، بغات تغوت بأعلى صوتها ، ولكن ماقدراتش ! غير دموعها لي هابطين و هي كتسمع فغواتو لي كاسر الدنيا بسميتها ، غواتو لي كان مزيج من الألم و الغضب ، و هنا ، و فهاد اللحظة بالضبط، عرفات بلي خوها غرق فوحد الدوامة صعيب ايعاود ايطلع منها ، و لي براسها ماعارفاش كيفاش تقدر تعتقو منها..!
_الحالة لي نايضة فدار “بّا حماد” فالحقيقة كانت نايضة فحالها فزنقة “ميمو” غير هي بشكل ثاني..!
فاطمة حلفات متفاك معاهم على هاد التابعة لي تابعين ليها الولد كل شهر ، الدرب كامل ولا عارفو ايمتى كيتخلص و كلهم ولاو شادين ليه الحساب لنهار الخلاص و حاضيين لي تزادت عليه و لي نقصات..
فاطمة (جرات ولدها الوسط كتبخرو و تخنزر فالجيران) : قل أعوذ برب الفلق ! (شافت فسعيد مخنزرة و عاودات نطقات بالغوات) قل أعووذ برررب الفلللق !!
ميمو (مسح على وجهو كيحس براسو غيتسطى) : مّي..شوهتينا أمّي..بخرتي ليا الشرف مع هاد النم لي طالقة
فاطمة (زادت خنزرات كتنش عليه فالدخان) : أااش كتتعرف نتاا ؟! و أنااا كنقووول مااال ولااادي ديماا مهلووكين..قووول هيي العييين دياال السلاااكط !!
قالتها و هي كتشوف فمليكة لي كانت مدلية مطرطقة عينيها لكن بمجرد ما شافت فيها دخلات بالزربة و سدات عليها الشرجم ، كيخافو من فاطمة و عارفينها فاش كتولي شالوطية مستحيل تفاك معاها..!
ميمو (غا سمعها أش قالت فاللخر عرفها غتبدا تشاد و هو ايجرها قدامو) : فاطمة تبوقنا معاك هاد الليلة..زيدي دخلي لدارك
هو جارها و هي كتنكر نوضات ليهم العجاج فالزنقة و لي كان كيباركَك جمع فمو و دخل لدارو بلا هدرة بلا كلام ، العيالات حبسو التوشويش و كل و فين خشا وجهو خايفينها لاتخركَ ليهم ديك المبيخرة فوق راسهم..!
ميمو (حل الباب و دخلها كيحرك فراسو هنا و لهيه) : سطيتيني أميمتي !
فاطمة (جلسات فالسداري حاطة قدامها بخورها و مازال مخنزرة) : هما لي بغاو ايسمعو المنقي خيارو ! عينين موووكة فمهم حرام واش ايجي عليه اسم الرحمان !!
أسامة (منشور فالسداري الثاني و مجبد فيهم عينيه) : ميمو خويا
ميمو (جلس قدامهم حاط ايديه بجوج مور راسو كيرتاح) : مالنا ؟؟
أسامة : اليوم ديتي رضى ميمتك لي هي ميمتي فاطمة..ولكن غتدي سخط خوك لي هو أنا..(جا لصق فيه فحال الكرادة)..اليوم عشرين فالشهر ضبر على خوك و أنا راضي عليك !
ميمو (حط ايديه بجوج على وجهو أخر عرق بقا شاد ليه فراسو طرطقو ليه خوه) : أش هاد العذااب ياا زبي !
أسامة : وا صافي أصحبي تعامل معانا !
ميمو (شاف فمو عاقد حواجبو) : شتي الواليدة بالرب ماكاينة شي تابعة قد ولدك..(جبد من جيبو ميتين درهم ضر بها ليه فوق ايديه)..هادي ديال بّا حسن..درق عليا زلافتك
أسامة (شدها من عندو موسع عينيه) : أهاه و ديالك نتا ؟
ميمو (ضور راسو فجنابو كيقلب بالزربة) : فين هي ديك حاادة ليي كانت مخشيية هناا نخررط مممك بيييها فييينهاا !
و بمجرد ما نطق بهاد الكلمة طار أسامة من حداه كيجري فالدروج و ايقول ماجريت عارفو فأي لحظة ايجبدها عليه..!
أسامة (كيغوت من الدروج ماعاجبو حال) : وا غااا الحكرررة هي لي بقااات فهاااد الداار..واا ياااربي تعفوو عنااا من هاااد البلااد !
فاطمة (وقفات حابسة هشام) : والله ماتنوض ليه..لانضتي ليه راك مسخوط
ميمو (عض على سنانو بالجهد) : نتي لي ضسرتيه علينا..شتي فشوشك فين وصلنا أفاطمة
فاطمة (جلسات حداه كدوز بايديها على راسو ضاحكة كتحاول تهدن الأجواء) : وا صافي أحبيبي راه باقي صغير ماعندو عقل..و أنا اليوم فرحانة بيك مانبغيكشاي تعصب ليا
ميمو (زفر مرجع راسو لور) : عييت..وحق الرب حتى عيييت
فاطمة (مازال كدوز على راسو بحنان) : حاسة بيك أوليدي الله ايكون فعوانك..تبغي نطيب ليك الطاجين لي كيعجبك
ميمو (طبطب ليها على ايديها بهدوء) : غا رتاحي..(هز حاجبو)..ديك خيتي فينها ؟
فاطمة (تنهدات) : ناعسة فبيتها..راك عارف مع الخدمة شحال كتجي عيانة
ميمو (حرك ليها راسو بهدوء قبل مايجبد بزطامو و ايمد ليها فلوس) : هاهي مية ألف ريال..صرفي بيها حتى نزيدك..خرجي ديك الجلابة لي قلتي مازال خاصك فلوسها..و شري دكشي لي ناقصك مابغيتش نتقدا شي لعيبة و ماتعجبكش
فاطمة (شدات من عندو الفلوس كترمش) : و نتا أش غيبقا ليك ؟
ميمو (وقف كيجبد فدراعو) : أنا باقي ليا وحد البراكة من فلوس لاباي..ماديريش فبالك..(تحنى باسها فراسها)..يالاه الواليدة تهلاي غنمشي نتكا شوية و طفي علينا داك العجاج را خنقتينا
فاطمة (كتحسب فالفلوس ضاحكة حتى لضراس) : سير أوليدي أنا راضية عليك دنيا و أخرى..فين ما حطيتي ايديك ماتخيب..فين ما مشيتي ما تحير..راك مرضي من دبا حتى لأخر الدنيا..سعدي و فرحي بالراجل ديال الدار..(خشاتهم فشونها و وقفات دغيا هازة مبيخرتها)..لا لا هاد البخور ماقاديشاي مع العديان..غنمشي نشري العود الحر و نجيب الراقي ايرقي ليا وليدي !
_دازت عليهم هاد الليلة فحال ليالي لي سبقوها ، ليلة لي ماشي كلشي زارو النعاس فيها ، ماشي كلشي بكا و ماشي كلشي ضحك ، و صبح “صباح جديد” منور عليهم بشميستو السخونة..
فالسوق كانت الدنيا منورة ، اليوم “السبت” الخضرة جايا جديدة و طايحة شوية فالثمن ، الكرارس محطوطين فكل قنت ، الدراري البحارة مطلعين شباكي ديال الحوت مازال يالاه خارجين من البحر و العيالات مجموعين عليهم ايتقداو ما قسم الله..
كانت “رحمة” حتى هي من الناس لي واقفين كيتقداو ، بجلابتها و نظاظرها الكحلين جامعة شعرها القوي بقراصة و هازة قفيفتها كتعزل فالخضرة ، حاجة عادية و هي المرا ديال دار لي هازة راسها و قايمة بخالها..!
رحمة (كتعزل و تعاود) : وا تصاوب فهاد الخرشف أحميدة راه كولو مضرو ب
حميدة (كيعبر للناس) : دكتورة بالرب تا رابح معاكم فيه غا دعاوي الميمات !
تبسمات بهدوء و يالاه غضور للجهة الثانية حتى حسات بشي ايد شدات فيها بالجهد ، عقدات حواجبها و ضورات عينيها تشوف شنو هدشي ، قبل ماتحيد نظراتها الشمسية و تنطق باستغراب كبير..
رحمة : خالتي عايشة ؟
عايشة كانت كتشوفيها و التوتر باين فعينيها ، فاش شافتها هنا ماقدراتش تحبس راسها و قررات دوي معاها ، خاصها تعرف شنو وقع ، علاش ولدها رجع فديك الحالة ! خاصها دير لي خاصو ايدار قبل ماتزيد تخسرو و هاد المرة فخطرة وحدة..
عايشة (بابتسامة دافئة) : بنتي لاباس عليك ؟
رحمة (وسعات حتى هي تبسيمتها كتسلم عليها) : لاباس الحمدالله كيدايرا نتي ؟ عرفتي شحال مابقيت شفتك..(بغات تهز ليها القفة)..عطيني نعاونك ندي معاك النقدية للدار
عايشة (حبساتها بايديها) : لا أبنيتي مامتقلاش عليا غير خليك..(عاودات هزات فيها عينيها)..غراضي فشغل ثاني..ديريني فبلاصة مينة الله ايرحمها و ماترجعيهاش بليل فوجهي
رحمة (عقدات حواجبها باستغراب) : مرحبا أخالتي حاشة واش نرجع ليك شي حاجة فوجهك..قولي ليا
عايشة (تنفسات حتى تنفسات عاد نطقات) : ولدي بوبكر..واش جا عندك ؟
رحمة (زادت عقدات حواجبها) : ولدك بوبكر ؟؟! واش لي كان داخل للحبس ؟!
عايشة (حركات راسها بهدوء) : اه بوبكر ولدي..بوبكر مولاي التاج..ماجا عندك حتى وحد بهاد السمية ؟
و هنا فين ترخفو حواجبها فاش تفكرات سمية السيد لي جا حيح عليها فداك الصباح و كان غيقلب عليها المكتب و ايسكت ليها القلب ، إذن هو هداك “بوبكر” ، عاودات شافت فعايشة ، هي كتعرف ولاد عايشة كاملين ، وخا ماشي معرفة قريبة ولكن كيبقاو جيرانهم ، ولكن كيفاش ماعقلاتش على بوبكر ، واش الحبس بدلو لهاد الدرجة..؟
رحمة (تنهدات تالفة) : ايمكن جا عندي أخالتي..ولكن راه مانعاودش ليك الحالة لي دار ليا
عايشة (وسعات شوفتها) : شنو دار ليك ؟؟!
رحمة (كتعبر ليها بايديها مازال مفقوصة من ذاك نهار) : يالاه سولتو شنو سميتك و قلتليه متشرفين أنا سميتي رحمة و هو ايتسيف أخالتي عرفتي كيف ولا راه خلعني ! كان غيخرج فيا و ماخلاش لينا حتى الوقت فين نفهمو فالبلاصة طار
عايشة كانت كتسمع ليها و قلبها كيتقطع من الداخل ، دبا عاد بدات كتربط بين الأحداث و فهمات السبب لي خلا ولدها ايوصل لديك الحالة..
عايشة (حطات ايديها فوق صدرها) : أنا مزاوكة مامسحيها فيا..رحمة سمية ختو..(نبرتها بانت فيها رجفة)..سمية بنتي الله ايرحمها..دكشي علاش غيكون دار ديك الحالة
رحمة بقات غير كترمش فيها ، كيبانليها فاتوها بزاف ديال الحوايج فالدرب فالوقت لي هي كانت كتقرا الطب فطنجة ، السنين ديال التعليم العالي لي دوزاتهم تما خلاوها تنقاطع على فافيلا ، قليل فاش كتجي و غالبا خالها الوازاني لي كيطلع عندها..!
رحمة (مسحات على وجهها ماعارفة ماتقول) : اه عقلت على رحمة الله ايرحمها ولكن..ماعرفتش ! شنو المشكل ؟
هي فعلا كانت عارفة بلي رحمة ما تت ، ولكن السبب علاش و شنو وقع ؟ ماعرفاتش و عمرها سولات ! هاد القضية فلتات ليها و حتى فاش رجعات كان الموضوع تسد و الناس ديال الدرب مابقاوش كيدويو عليه ، الحاجة الوحيدة لي سمعات خالها كيقولها سنين طويلة هادي هي حتى ولد عايشة الكبير تشد..!
عايشة (شدات ليها فايديها مزيرة عليها) : المشكل هو ولدي كيضيع مني و أنا ماعارفة ماندير..من نهار خرج من الحبس و هو لور لور ولدي شي حاجة تهرسات فيه..ولدي عينيه طفاو أرحمة ! أنا مزاوكة ليك فالميمة ما عاونيني
رحمة (جبدات فيها عينيها) : و ولكن أخالتي راه المشكل ماشي منك ! راه هو ماحاملش أصلا ايجي عندي كيف غندير ليه
عايشة (عينيها تغرغرو و بلهفة نطقات) : أنا غنقنعو..أنا غنخليه ايجي عندك غير سمحي ليه و عاونيه..ها عار ربي ما عاونيه
و تحنات تبوس ليها ايديها ولكن فالبلاصة رحمة طرطقات عينيها و وقفاتها..
رحمة : خالتيييي..اويييلييي أخاالتي !! صافي غيير تهدني وخااا ؟؟ غير تهدني نتي و ماتبكييش..(عنقاتها كطبطب عليها)..غنشوف كيف ندير معاه
عايشة (كتشهق بالبكا مزيرة عليها) : عيييت أبنيتي..عيييت..تشوييت على ولدي..شوااوني علييه شوااوني
رحمة تنهدات كدوز ايديها بهدوء على ظهر عايشة ، بقات فيها و قطعات ليها فقلبها صعيب تأذي الأم فشي وحد من ولادها و هي فاهمة هدشي ، نقطة ضعفها هما الأمهات ، ايمكن ماكتابش ليها تعيش مع المرحومة ماماها حيت ما تت و خلاتها مازال صغيرة ، ولكن هداك الفراغ بالضبط هو لي خلاها تولي تعطف على أي أم مهمومة كيفما هو حال “عايشة” لي ربي وحدو لي عالم بيها من جهة علودي ، و وخا كانت حلفات لاعاود رجع عندها غتندمو على النهار لي تزاد فيه ، إلا أنها دبا ولات مضطرة باش تخلي هاد الحسابات جانبً و دير بوجه عايشة ، وخا فالحقيقة و فأعماق أعماقها ، كاين وحد الصوت داخلي خفيف كيهمس ليها “كيفاش غتقدري تعاملي معاه أرحمة”..؟
_فهاد الوقت و بالضبط “فكاراج” بّا حسن..
كانو كل من ميمو و علودي خدامين فشغالهم و كالعادة طالقين أغاني الراي و ريحة الكتامية مبخرة الدنيا..
علودي (كيقاد فالبياسات و دراعو المبرونزيين عريانين) : كشطوك ولا باقي
ميمو (هاز الكلامونيط فايديه و الكارو كيتحر ق جنب فمو) : كشطوني أخويا..تفضحت فداك الدرب
علودي (ضحك بالجنب) : نهار عشرين..
ميمو (نفت الدخان كيضحك حتى هو) : وا تا را مايمكنش..شوية و ايرجعوه عيد وطني هاد ولاد القحـ ـاب
وسط هاد الهدرة و الخدمة تسمعو خطوات داخلين من جهة الباب الكبير دالكاراج كاسرين الحوار ، بجوج بيهم دورو راسهم قبل ماينطق ميمو باستغراب..
ميمو : بّا الوازاني ؟
كان داخل بجوانو فايديه ، كالعادة الأناقة فاللبس و الستايل ديالو ديال شي وحد فالعشرينات ، تكا فوق وحد الطوموبيل و هز فيهم حاجبو..
الوازاني : هادي ريحة الكتامية ديالي أش وصلها عندكم
علودي : دينا ليك شي براكة داك نهار (وقف كيسوس فايديه) وا فين العميم..قول غا سلام بعدا
الوازاني (سلم عليهم سلام رجالي) : نتوما لي غبرتو عليا لا برية لا تلفون
ميمو (ضحك جارو معاه) : وا بالرب حتى درنا أنا و علودي بروكرام و قلنا ندوزو عندك نتا لول
الوازاني (جلس مفرق رجليه كيشوف فالمحل) : هاني دزت و سهلتها عليكم..وا جيبو لينا شي براد دأتاي !
علودي (حطو قدامو و جلس مقابل معاه) : هاهو فحالا تعلمتي بيه العميم
ميمو (عاود شعل كاروه لي طفا و جلس حتى هو حداهم) : هاد اليامات بنتي ليا غابر على الدرب..ماشي ديالك أبّا الوازاني
الوازاني (تنهد) : عندي العديان
ميمو : العديان ؟!
علودي (ضحك كيشوفيهم) : دكشي ديال شيخ نانو..زكَي معانا أبّا الوازني و قولينا شكون هادو نباليو بيهم
الوازاني (جغم من كاسو) : بيروري ولد القحـ ـبة
ميمو : مالو ؟
الوازاني : رجع كيبيع لولاد دربنا الحشيش..البعالك كلهم تبلاو و لي مكيضربش فيهم المعجون كيضرب التشمكيرة
ميمو (هز فيه حاجبو) : زعما نتا كتبيع ليهم الزعفران
الوازاني (غادي معاهم فالحوار بكل أحاسيسو) : هو أنا بصح بزناز ولكن عندي أخلاق ! مكنبيعش لولاد الدرب و البرهوش لي بان ليا كيتحشش كنركل والدين مو
علودي : الله عليك ! نتا الجنة داخل ليها بعينيك مغمضين غا رتاح ليا
ميمو (كيشوف فصاحبو) : دكشي دالتوبة غا إشاعة عند بّا الوازاني
الوازاني (جبد فيهم عينيه) : كندوي معاكم بصح ! بيروري كيتحداني و أنا لي كيتحداني مكانبقاش حاطو فوق راسي..كنولي حاطو فوق..
و يالاه غيزيد ايفرق عليهم رجليه و ايحط ايديه فوق رجولتو حتى بداو ميمو و علودي كيحيحو عليه..
ميمو : ها هو غيدلي علينا باقلو عوتاني !
علودي : الوازااني..واا بّاا الوازاني ! وا هلكتينا بهاد اللعيبة جمع علينا قلا ويك الله ايرحم ليك ميمتك
الوازاني (رجع تقاد فالجلسة) : هاهو جامعهم..(عقد حواجبو بجدية)..دبا قولو ليا..نقطع لمو العصبة ديال رجليه ولا نعلقو من لسانو ؟
ميمو : عندك أساليب ديال التعذ يب شوية هربانين العميم..خمم غا بالعقل واش بيروري غيمرضك ؟ راه عندك عمالة على قدها بين كتافك و شلا مكاريب خدامين معاك..لي دخل للكروا طلق ليه شي وحد فيهم ايحو ي ليه مو و رجع نتا لور تفرج
الوازاني (رجع جغم من كاسو هاز حاجبو) : ماطرباتنيش هاد القضية..خاصني نشد مو بين ايدي ديك ساعة عاد نتفاهمو راجل لراجل
ميمو حرك راسو بلا حول كيطفي فكاروه عارف الوازاني شحال مكيتفاكش و لامشا حتى حقد عليك ضبرتي عليها يعني حتى قوة فهاد الأرض ماغتقدر تقنعو ايحشم ، كيأمن بديك القضية ديال نتفاهمو وجها لوجه و حتى لاتدخلو ولادك فالحساب ديك ساعة عاد نطلق عليهم ولادي..
علودي حتى هو كان مركز معاه بابتسامة جانبية ، قبل ما يسهى فاش تفكر “رحمة” الطبيبة و لي هي نفسها بنت ختو ، على هاد الذكرى لي جاتو ديال نهار العيادة عقد حواجبو و وقف باش ايكمل خدمتو مخليهم مكملين فنقاشهم..
_فبلاصة أخرى بعيدة كل البعد على التراب الوطني..”إيطاليا العريقة”
فوحدة من مقاهي مدينة “تورينو” لي عندها إطلالة زوينة بزاف على المدينة ، كان جالس “أيمن” كيرشف من قهوتو ، ضار ب كاسكيط كحلة مع طريكو و سروال فنفس اللون زادو برزو البنية ديالو الصحيحة و معلق شكارتو الصغيرة على جنبو ، من الدقة لولة و من ملامحو الحرشين و لونو السمر تعرفو ماشي من هنا الشي لي مخلي أغلبية الكاوريات طايحين فيه..!
ضور عينيه فولدو “سعد” لي كان جالس حداه كيرمش قدامو بعويناتو الكبار الزرقين و شعرو الكحل الحريري راجع لور بفعل الرياح، تبسم بالجنب و خربقو ليه قبل مايخاطبو بالإطالية..
أيمن : مابغيتيش تشرب العصير؟
سعد (دور فيه عينيه و جاوبو حتى هو بالإطالية) : مكيعجبنيش
أيمن (رجع ايديه لي فيها الكارو لجهة الثانية) : و شنو بغيتي ؟
سعد (شاف قدامو) : قهوة..فحالكم
و هنا تسمعو قهقهات رجولية ولكن ماكانوش ديال أيمن ، بل كانو ديال صاحبو “سفيان” ، صاحبو الوحيد لي كسب من هاد السنين الطويلة ديال الغربة و لي ولا دبا فحال خوه ، صاحبو لي وقف معاه فأصعب الأوقات و لي دوز معاه الخايبة و الزوينة حتى كسب التقة ديالو و ولا دبا فحال فرد من عائلتو ، كان حتى هو مغربي ولد البلاد لاحتو الوقت لبلاد الكفار فين تعلم ايطيح و اينوض باش ايعيش..
سفيان (كيشوف فسعد و ايضحك) : تمجهدتي علينا..أش هدشي أصحبي
أيمن (بشبه ابتسامة) : هانتا كتشوف..(حط ايديه فوق كتف ولدو)..غناخد ليك قهوة و عنداك ماتكملهاش
سعد (نفخ صدرو الصغير و نطق بتقة) : غنكملها
أيمن عيط لسيرفور دوز الطلبية و رجع كيكمي و ايشرب فقهوتو بهدوء قبل مايرجع ايخاطبو صاحبو بالدارجة المغربية..
سفيان : شنو البلان دبا ؟
أيمن (دور وجهو للجهة الثانية كينفت فالدخان) : البلان هو دوزنا ست سنين ديال التمرميد فهاد البلاد..طلعنا وريقاتنا..درنا البروجي ديالنا و جمعنا اللعاقة الحمدالله..و دبا جا الوقت فين نقو دو نغبرو عليهم شوية
سفيان (بتركيز مع هدرتو) : غنسافرو ؟ فين غنسافرو
أيمن شافيه و رجع شاف فولدو لي جابو ليه قهيوتو و بدا كيشرب فيها شوية بشوية ، قبل مايدوز على شعرو بهدوء و اينطق بصوتو المدعدع بكثرة الدخان..
أيمن : للمغرب..
_بالرجوع لكوكب “فافيلا”..
فالدرب كان واقف “أسامة” مجبد عينيه فصاحبو “حمزة” لي كيقاد فأخر حاجة بقات ليه فالكاميرة ديالو ، قبل ماوسع تبسيمتو و ايهز ايديه الفوق..
حمزة : الله !
أسامة (تخلع) : الله أخويا !
حمزة (شافيه حال ايديه بفرحة) : خدمات أخويا..خدمات أ أسامة..(شنـ ـق عليه بتعنيقة)..العالمية تنادي أصحبي !
أسامة (مافاهم والو) : و دبا شنو ؟ أش ناوي دير بهاد العجب راك هلكتيني بهاد الكاميرة من نهار طحتي عليها فالجوطية و حنا كنخورو فيها باش توجد
حمزة (طلق منو و هزها بين ايديه كيضحك) : غندير بيها وثائقي على دربنا..كل وحد فينا غيدوي قدام هاد الكاميرة..و الهدرة لي كتخرج من القلب..ديما كتوصل للقلب نيشان
أسامة (حك راسو بتعجب) : و شنو غنقولو ؟
حمزة : كلشي..(شعل الكاميرة كيشوفها كيف كتصور)..شوف شحال ناضية بالرب حتى الفيديوات غيطلعو فيها هوليودين !
أسامة : شناوا غنمشيو نمثلو مع براد بيت
حمزة رجع ضحك معنقو بالجنب و خدم أول شريط فيديو شاد فيه وجهو و وجه صاحبو أسامة لي غير خاشي سنطيحتو..
حمزة : هدا هو أول فيديو غيتسجل فهاد الكاميرة و كنديرو مع صاحبي و خويا أسامة..معرفتش ايمتى غيحن علينا الله و نخرجوه ولكن أنا متأكد بلي غيجي وحد النهار و غنتفرجو فيه فشي كاميرة كبيرة و كبيرة بزاف مع بزااف ديال الناس..أسامة قول السلام
أسامة (كيشوف فوجهو كيف كيبان) : السلام (صغر عينيه كيحقق) وا ناري على منخار قداش..صاحبي هاد الكاميرة عندك كتبيين الحقيقة المرة ديال بنادم !
حمزة (تنهد مبتاسم قدام الفيديو) : هدشي لي بغينا..
_فـ “الكاراج..
كان ليل طاح و الوازاني جمع راسو و مشا فحالو ، بقا غير ميمو لي لبس حوايجو باش ايمشي فحالو و علودي لي مازال مخشي التحت كيكمل خدمتو..
ميمو (كيقاد فتجاكيطتو) : صاحبي خلي دكشي حتى لصباح أنا نكملو..
علودي : لا غا سير..أنا باقي هنا شوية
ميمو عرفو باغي ايبقا ايخدم غير باش مايرجعش للدار ، غير باش مايتخلواش براسو و ايغرق فتفكيرو ، غير باش فاش ايرجع ايكون مهلوك و اينعس فالبلاصة..!
ميمو (تنهد و جلس وحد الدقيقة قبل ماينطق) : بّا حماد مريض بزاف
علودي (خرج من التحت كيشوفيه) : وايلي !
ميمو (حرك راسو بهدوء) : خاصهم ايقطعو ليه الرجل الثانية السكر هلكو هاد المرة..ضروري مايديرو ليه العملية
علودي (وقف قدامو) : هي قوليا القاضية مقا ودة ديال بصح
ميمو (دوز بايديه على راسو) : خاص نجمعو ليه الفلوس..كيفما جمعناهم لمّي فاطنة فاش بغات تفتح على المرارة..و جمعناهم لعبد الله الشفناج..و شحال من وحد أخر من ولاد الدرب
علودي (حط ايدو على كتفو مزير عليه) : أنا معاك أخويا..غنجمعوهم باشما كان..وخا نعرفو نبيعو حوايجنا
ميمو (تبسم ابتسامة باهتة) : كيفما بعتهم على ود الواليد..
علودي سكت كيتفكر دوك الأيام ، أيام ما بين الطفولة و المراهقة ، أيام الزهور لي دوزهم ميمو كلهم قهرة على باه ، لدرجة باع حوايجو فالسويقة ، باع الطلامط ، باع الماعن ، باع كتوبتو و أعز ما عندو..!
ميمو (هز النفس حتى هزها و عاود حطها) : بعت عليه الدنيا..و الدنيا خوراتني..الكحط..الفقر لملة مو..(زير على وحد الخيط بايديه كيعض فلسانو)..قتـ ـلو و قتـ ـلنا معاه..لي ماعندو فلوس فهاد البلاد غا ايمشي ايدفن راسو حي !
نبرتو كانت مزيج من الغضب ، المرارة ، و الألم ، بزاف دالألم الداخلي لي عمرو ايبرا ، عمر فقدان باه ماغيقدر ايفوتو ، عمر ديك السيكاطريس تغبر ولا حتى تبرا كليا ، الظروف لي دوز فصغرو كانو قاصحين بزاف ، طفولة “مقو دة عليها” بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، باش توصل بيك تبيع حوايجك على ود واليديك عرف راسك وصلتي لأخر نقطة ! و هاد الظروف بالضبط ، هاد العذاب كامل و هاد التجنديخ لي جندخاتو الدنيا هما لي رجعو منو “رجل” حتى حاجة مادعقو فهاد الدنيا ، ايغرق معاك حتى للقاع و ايعاود ايطلع و ايطلعك معاه..!
علودي (تنهد حتى هو مطول) : الله ايرحمو..
ميمو (فاللخر وقف كيمسح على وجهو و كيحاول اينسى ذكرياتو) : سير خليني نغيرها..(عنقو عناق رجالي)..و سد أصحبي باراكة عليك !
علودي : كون هاني..
_بعد “مدة من الوقت”..
كان ميمو خرج مشا فحالو و بقا غير علودي لي رجع هبط تخشا تحت الطوموبيل كيكمل خدمتو ، كان مركز لأبعد حدودو لدرجة نسى راسو ، حتى كيشوف شي ظل واقف حدا الباب ، فالبلاصة خرج و بمجرد ما هز راسو و هو ايتصدم..
أخر وحد كان كايتخايل بلي ممكن ايشوفو اليوم و فهاد الوقيتة بالضبط ، “رحمة” ! نفسها الدكتورة لي ماكانش اللقاء ديالو معاها هادئ حتى لديك الدرجة ديال ايعاود ايلقاها دبا قدامو ، ولكن رغم ذلك كانت هي بلحمها و شحمها واقفة مربعة ايديها و كتشوفيه بتعابير حادين قبل ماتنطق بنبرتها الأنثوية..
رحمة : السلام عليكم
علودي (عقد حواجبو على الجهد و وقف مقرب منها) : أش كديري نتي هنا ؟
الصدمة كانت كبيرة لدرجة ماقدرش استوعب وجودها قدامو !
كانت مزيرة على الكاب بايديها و تعابيرها فايتين الجدية لديك الجيهة ، و هو مازال كيقرب منها بوحد التعابير ماكيتفسروش..
رحمة (من فوق نيفها) : كنت عارفك قليل الأدب ولكن ماشي لدرجة ما تعرفش ترد السلام
علودي عض لسانو مصدوم كتر و كتر من هدرتها ، و بلاما ايكذب على راسو وجودها خلاه ايبدا ايتعصب بلاما ايحس..
علودي : قليل الأدب..(زادت قرب منها حتى رجعات بلور)..جاية تعطيني دروس فالعربية ولا شناوا أدكتورة ؟
رحمة (حنحنات حاطة عينيها فعينيه بتحدي) : ماجيتش على ودك..جيت على ود خالتي عايشة مسكينة لي ماتستاهلش الحالة لي داير فيها
ضحك بالجنب كيحرك فراسو ، كيحس بودنيه غيبداو ايصفرو بالعصاب ولكن هادي أش جايا كدير هنا و من الفوق كطلق عليه هاد الزابور ديالها لي مافهم فيه والو !
علودي (مسح على وجهو كيحاول ايتحكم فراسو) : سيري لداركم الله ايرحم باك راني باقي داير بوجه خالك
رحمة (خنزرات فيه) : لي ماعندو سيدو عندو لالاه ! ماشكيتش عليك و قلت ليك دير بوجه خالي..و ماجاياش حبا فيك..نعاود نقوليك بلي جايا على ود خالتي عايشة
مابغاش ايزيد ايتجابد معاها الهدرة ، عرف بلي هاد النقاش ماغايوصلهم فين دكشي علاش ضور عينيه و عطاها بالظهر راجع لشغالو..
علودي : خالتك عايشة دوزي عندها لابغيتيها..و الله ايحفظك طفي معاك ديك البولة
و يالاه مد ايديه بغا اياخد الكلامونيط حتى كانت طيراتها ليه مجبدة فيه عينيها ، علودي عقد حواجبو بالجهد مافاهم والو هاد السيدة جات هنا هجمات عليه و من الفوق دبا هزات عليه الكلامونيط ، و حتى من رحمة ماعرفاتش علاش دارت هاد الحركة ولكن كان خاصها ديرها باش ايشوفيها..!
علودي : شناوا هدشي عوتاني ؟!
رحمة (هازة عليه الكلامونيط و كتزيد تجبد فعينيها) : سمعني..نتا جيتي و درتي ليا الشوهة وسط العيادة ديالي وخا هكاك دوزتها على ود خالتي عايشة..عرفتي علاش ؟ (علودي غير كيشوفيها بنفس التخنزيرة) حيت مغتعرف بقيمة ميمتك حتى ماتبقاش معاك..تولي باغي غير دير ليها خاطرها و ماتلقاهاش
وقف مقابل معاها لوحد الدرجة قريبة لدرجة حسات بأنفاسو الغاضبين عند وجهها ، وخا هكاك زيرات على الكلامونيط و كملات كلامها..
رحمة : غتقول مع راسك هادي علاش كتقوليا هاد الهدرة دبا ؟ غنقوليك بلي خالتي عايشة كتبقا أم..و الأم ماكاينش لي غيعدبها قد ولادها..واش عرفتي على عداب معيش فيه مك ولا ماعارفوش ؟
علودي (زير على سنانو قدام وجهها) : و نتي شنو عرفك فمّي..
رحمة : علاش فنظرك أنا جايا عندك هنا مور دكشي لي وقع ؟ ماكنعرفكش مزيان ولكن كنعرف خالتي عايشة..عارفاها شحال مزيانة و عمري..سمعني مزيان شنو كنقوليك ! عمري فحياتي شفتها كتبكي حتى شفتها هاد الصباح كتبكي عليك و طلب فيا باش نقنعك تجي للعيادة..عمري شفتها حازنة بداك الشكل..و ايلا ماحنيتيش فراسك حن غير فيها هي..تيق بيا ماتستاهلش هدشي كامل
هدرتها خلاتو للحظة ايبقا غير كيشوف فعينيها لي كانو كيضورو وسط عينيه بتبات، كتحاول تخفض من نبرة صوتها و تقنعو باللتي هي أحسن ، ماشي أول مرة كتحاول تقنع شي وحد من المرضى لي كيجيو عندها ، ماختارتش هاد المهنة غير هاكاك ، من ديما كتبغي تعاون و تعتق الناس من حالاتهم النفسية لي بعد المرات كيوصلو لانتحـ ـار ! ولكن بوبكر كان حالة صعيبة بزاف ، حالة من النهار لول بينات ليها بلي صعيب تعامل معاها ، حالة خاصة و مختالفة تماما على لي سبقوها..
الصمت عم المكان لثواني ، قبل ما ايتنهد مطول كيشوف الفوق و ايمد ايديه جهة ايديها بلاما تحس..
علودي (خدا منها الكلامونيط بهدوء) : كنشكرك على الطيرابي..
بقات غير كترمش فيه حاضية معاه كيف رجع جهة الطوموبيل كيخدم فيها بلا مايزيد حتى كلمة على هدرتو ، و رحمة غير كتشوف و كتسول راسها واش كيطنز عليها ولا شنو البلان بالضبط من الرد ديالو ؟ فاللخر تنهدات و خرجات مزيرة على الكاب ديالها ، تقدر هدرتها تكون حركات فيه شي حاجة ، و تقدر العكس ، ولكن لي متأكدة منو هو أن الهدرة لي قالت غتخليه ايفكر وخا غير شوية..
حس بيها خرجات وخا هكاك ماتلفتش ، ولكن ماعرفش علاش هدرتها خلات شي حاجة تشعل فيه ، شحال و هو كيحاول اينفض أفكارو ، ولكن الظاهر أن المجية ديال هاد السيدة مرضاتو ، زاد زير على سنانو و لاح الكلامونيط كيمسح فراسو بسخط..
علودي : قلاوي !!
_فهاد الليل و بالضبط فـ “البحر” ، كانت جالسة “ليلى” فوق الكرسي كتكمي و مقابلة البحر بهدوء بعينيها الزرقين لي لونهم أصفى من لون المياه مخلوية مع راسها فلحظة هدوء تام..
الكاراكطير ديالها شحال ما حاولتي عمرك تفهمو ، بشحال ما هادئة بشحال ما صعيبة ! تقدر دوي معاك ولكن ديما غتبقا حاس بديك الهالة ديال الغموض دايرة بيها ، كانت من أجمل البنات لي ممكن تشوفهم عينيك ، زينها لافت بزاف ! و بمجرد ما تعرفها أول سؤال غيطيح ليك فبالك هو “كيفاش بنت فحال هادي مازال ماتزوجات؟” ، علاش بالرغم من كاع الناس لي كيتقدمو ليها مازال مابغات تفتح قلبها ، علاش و علاش ، بزاف دالأسئلة و الجواب غابر..!
ضورات عينيها و هما ايبانو ليها وحد “الكوبل” مازال صغار كيتمشاو جنب البحر معانقين ، تنهدات مطولة قبل ما يرجع بيها تفكيرها لسنين طويلة لور ، لوحد السنين فين كانت حتى هي كضحك نفس الضحكة لي كضحكها هاد البنت لي قدامها ، ولكن هاد السنين تبخرو ، ما تو ! أو بالأحرى ، هي لي خنقا تهم فعروقها حتى غبرو..
جرات جرة طويلة من الكارو قبل ما تنفت الدخان و تهبط عينيها جهة ايديها كتشوف فديك الوشمة بسمية “أيمن” لي كلها مضرو بة وخا هاكاك ماتحيداتش ، حاولات تحر قها ، حاولات تضر بها و شحال من ليلة كانت غتحفر فيها لحمها على ودها ، وخا هاكاك ماتحيداتش ، وخا هاد السنين كاملين سميتو مازال محفورة فيها..!
حسات بعينيها بداو كيحمارو ، ايمكن البرد ضرها فعينيها ، ولا ايمكن شي حاجة دخلات ليهم بلاما تحس ؟ كانو هادو هما الكلمات لي كتحاول تقنع راسها بيهم ، ولكن الحقيقة كانت كبر من هدشي و بزاف ، الحقيقة كانت جامعة ذكريات سنين ، عذاب “ستسنين” ، ست سنوات باش تقلبات حياتها ، باش توقفات على العيش فحال الناس ، باش البرود ولا ساكنها من راسها لرجليها ، باش غبرات ديك “الضحكة” لي كان كلشي كيحماق عليها..
لاحت الكارو و عفطات عليه بالجهد قبل ما تشير للدري باش ايجي اياخد الكرسي و تطلع راجعة فحالها منين جات..
_فـ “مطار مدينة تورينو”..
كان داخل شاد فولدو كيشوف قدامو بشوفات تابتين ، كيف ديما الحطة هي الحطة و الهايت ديال الزماكرية داير بيه ، ولكن هاد المرة ماكانش غير هو و ولدو لي جارين فاليزاتهم ، بل كان معاه حتى صاحبو “سفيان” لي قرر ايرجعو معاه للمغرب ايبقا معاه تما فهاد المدة ، و حتى سفيان ماردهاش ليه بل قبل الاقتراح بكل فرح..!
سفيان (كيقاد فالكاسكيط) : صباح غنكونو تما ؟
أيمن (شاف قدامو و بتأكيد نطق) : صباح غنكونو تما..
_هاد الليلة كانت من أكثر الليالي لي فاقو فيهم شلا جروح على شحال من وحد فهاد القنت..!
فالدار ديال “علودي” كان هاد الأخير فالسطح كيكمي عاقد حواجبو لي مابقاش عارف كيفاش ايفكهم من قبيلا ، كيتفكر هدرتها و بالضبط ديك “خالتي عايشة مسكينة ماتستاهلش هدشي” ، ايقدر ايصبر على كلشي ، على العذاب ، على الحبس ، على الضر ب ، ولكن باش مو تبكي ؟ لا هادي ميمكنش !
ماكانش حاس بالدنيا ولا بشنو ضاير بيها ، لدرجة ماحسش بمو ايمتى طلعات حتى حطات ايديها على كتفو و نطقات بحنان..
عايشة : بوبكر..
علودي (هز فيها عينيه و ببحة نطق) : الواليدة..
عايشة (جلسات حداه كتشوفيه بعينيها لي باين فيهم العيا) : كيف داز نهارك أوليدي ؟
علودي (رجع عقد حواجبو) : الواليدة ؟
عايشة (كترمش فيه) : نعام ؟
علودي (طفى الكارو و تقاد معاها فالجلسة) : واش كنتي كتبكي ؟
عايشة (بتوتر) : لا علاش ؟!
علودي (مازال كيشوف فعينيها) : واش كنضرك الواليدة ؟ واش كتحسي بيا معذبك ؟!
عايشة (حطات ايديها على حنكو كتحس بموس تغرس فقلبها) : بوبكر..
علودي (قاطعها كيحرك فراسو بتأكيد) : كنعذبك..أنا لي مخليك تبكي
عايشة ماقدراتش تحبس راسها مازال ، حطات ايديها على وجهها و وقفات من حداه هابطة لتحت ماباغاهش ايشوف دموعها و ايزيد ايلوم فراسو كتر ، فنفس الوقت ماقادراش تواسيه بلاما تبكي هدشي فوق طاقتها ، غير الشوفة فعينيه كتخليها تأزم على حالو كثر و كثر..!
هاد الحركة بالضبط خلاتو ايتفلاشا ، كيفاش ناضت من حداه و كيفاش غطات وجهها بايديها مغطية بيهم دموعها ، عمر مو مادارت هكا ، عمر مو ما انهارت بهاد الشكل قدامو كانت ديما هي المرأة القوية لي كطمنو فعز أحزانها ، بقا مبلوكي فبلاصتو ، بدون تعبير ، ولكن تفاحة أدم كانت باينة كيفاش كطلع و تنزل بعنف ، و جفنو كان مرة مرة كيرجف بطريقة غريبة ، ماحسش بالبرد ديال الليل ، ماحسش بالوقت و هو كيدوز ، ما بقا كيحس بوالو و قدام عينيه غير مو ، “عايشة” ، المرا الوحيدة فحياتو لي قادر ايعطي عمرو على ودها ، السيدة لي ولداتو و بغاتو بدون مقابل ، لي دوزات معاه “ثماني سنوات” ديال التجرجير فالحباسات من محكمة لمحكمة و من قنت لقنت ، لي كانت كتجلس بالجوع غير باش تجيب ليه القفة ، أكيد هو قادر ايدير كلشي على ودها ، هي لي كتستاهل ، هي الوحيدة لي كتستاهل..!
ماحسش بالصباح ايمتى بدا كيطلع ، بقا فداك السطاح كيشوف فنقطة وحدة، و مرة مرة كيرمش ببرود ، حتى بدات الشمس كضر ب ليه فعينيه ، هز راسو فالسما لثواني ، قبل ما ايهبطهم جهة الطبلة شاف شحال فالساعة لقاها السبعة و نص ، و هنا فين وقف هز تجاكيطتو و هبط كيلبسها فالدروج خارج من الدار..
_فهاد الوقيتة كانت “رحمة” واقفة قدام باب العيادة كتحل فيه و الوراق ديالها بين ايديها ، كيف ديما جايا فأبهى حلة و “الرقي” هو عنوان لباسها..
رحمة (غوبشات مضاربة مع داك القفل) : موصيبة مع هاد الويل !
و بمجرد ما ضورات عينيها و هي تقفز مجبداهم فاش شافت “علودي” لاصق حداها مخنزر..!
رحمة (حطات ايديها على قلبها) : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..(علودي زاد خنزر كتر و كتر)..أ أ زعما..صباح الخير !
علودي (حرك راسو فصمت و بنفس التعابير )
رحمة (القرب ديالو منها خلاها تحنحن و تقاد فالوقفة) : كنظن فكرتي فهدرتي ؟
علودي تنهد مضور عينيه للجهة الثانية دائما فصمت ، الشي لي خلا رحمة تربع ايديها و تنطق بجدية..
رحمة : خاصك تفهم بلي أول خطوة فالعلاج هي “التقبل”..مايمكنش ليا نعاونك ايلا كنتي غتبقا ساكت فحال هكا
علودي (مسح على راسو بنفاد صبر) : وخا..حلي هدشي خاندوخلو
مابقاتش كتعجب من الطريقة ديال هدرتو صافي عرفاتو شكيسوا من التقزديرة ديال أول نهار ، حلات الباب حتى دخلو عاد سداتو و شيرات ليه للدروج ، بقا كيشوفيها و هي طالعة قدامو ثواني حتى كان لحق عليها حتى هو..
رحمة (حطات الوراق فوق المكتب عاد لبسات طابليتها) : تفضل جلس
علودي (جلس قدامها كيشوف فالأرجاء) : كتحلو ديما فهاد الوقت
رحمة (حركات راسها بالايجاب عاد جلسات حتى هي) : غالبا أنا لي كنحل..عاد من بعد كتجي البنت لي خدامة معايا..(شافتو رجع سكت و هي تكمل كلامها)..و نتا كتفيق ديما فهاد الوقت ؟
علودي (شمر بنيفو) : كنفيق مع الفجر
رحمة : و معاش كتنعس ؟
علودي (بتعابير باردين) : الجوج..الثلاثة..مكنحسبش الوقت
رحمة (شادة القلم فايديها و متبعة معاه بتركيز) : واش من ديما كان عندك هاد المشكل فالنعاس ولا..(سكتات لثانية قبل ماترجع تنطق)..حتى دخلتي..دخلتي للحبس ؟
علودي (بنفس البرود) : ماعقلتش
رحمة (كترمش فيه و تعاود) : شحال دوزتي فالحبس ؟
علودي : تمنسنين
رحمة : شحال كان عندك من عام ديك الوقيتة ؟
علودي (تنهد) : عشرين عام
رحمة (نطقات بتردد) : و شنو السبب لي خلاك دوز هاد السنين كاملة تما ؟
ماجاوبهاش ، رجع تبنى نفس البرود فالتعابير ، و حتى رحمة مازادتش حكرات ، بل فهماتو ، كانت متوقعة هاد ردة الفعل منو ، و شبه متأكدة بلي مستحيل ايعري ليها على أسرارو من أول حصة..
رحمة (تنهدات) : كيف كنتي كتحس براسك فاش دوزتي ديك تمنسنين؟
علودي (عض على حنكو من الداخل قبل ما ينطق) : ماحسيتش
رحمة (باستغراب) : مافهمتش ؟
علودي (شافيها خاشي ايديه فجيابو) : كيقولك أدكتورة النعاس و الموت خوت..ولكن عندهم وحد ولد عمهم أخر سميتو الحبس..كيقتــلك شوية بشوية..نهار بنهار..ربعة الحيوط كتبقا تشوفيهم كل ساعة حتى كيسطيوك..عرفتي علاش ؟
رحمة : علاش..
علودي (حط ذراعو فوق المكتب و نطق مورك على كلامو) : حيت الوقت تماك ميـت !
الاعتراف ديالو بلاما تحس خلاها تلين تعابيرها ، غتكدب ايلا قالت بلي هدرتو ماقاستهاش ، بالرغم أنه ما بكا ما فتح قلبو ليها و لحد الساعة مازال كيجاوب على قد السؤال إلا أنها حسات بيه شحال مزال حاقد و مهرس من الداخل..!
رحمة : ولكن نتا صبرتي..صبرتي بزاف و هدشي ماشي أي وحد ايقدر عليه
بوبكر : صبرت على ودها..(عقد حواجبو)..على ود عايشة..كيفما جالس دبا قدامك على ودها
رحمة (بابتسامة خفيفة) : هي لي قنعاتك ياك ؟
بوبكر (حرك راسو بهدوء) : عايشة جارات معايا حتى اللخر..على ودها نحر ق الدنيا
رحمة (وسعات شوفتها قبل ما ضحك بخفوت) : وخا ما مصوابش ولكن مرضي ميمتك..(حنحنات كتشوفيه)..قوليا أبوبكر..واش داك النهار..زعما نهار جيتي عندي..تعصبتي بذاك الشكل حيت عرفتي سميتي رحمة ؟
و هنا للمرة الثانية رجع سكت بلاما ايجاوبها بحتى حرف ، خلاها غير كتشوفيه على أمل أنه اينطق ، ولكن مانطقش لدرجة دقائق و هما على داك الصمت و رغم ذلك مانطقش ! فاللخر شاف فساعتو و رجع شافيها..
علودي : مشا الحال..عندي مايدار
رحمة : بلاتي ! (مابغاتش تزيد تفورصي عليه من أول حصة و خدات ورقة بدات كتكتب فيها بالزربة) غنولي ندير معاك حصة كل أسبوع..عارفاك ماحاملش المجية عندي دكشي علاش مابغيتش نزير عليك..(مداتها ليه و هزات فيه عينيها)..كيفما درتي على وجه خالتي عايشة هاد المرة..دير بوجهها حتى المرة الثانية..و كيفما صبرتي تمنسنين..زيد صبر على هدشي لي بقا و رحم راسك..عافاك !
علودي خداها من عندها كيشوف فيها حتى هو قبل مايمد ايديه لجيبو و ايجبد ليها ربعمية درهم حطها فوق المكتب..
رحمة (حركات راسها بالنفي) : لا ماغانشدهاش من عندك أنا..
و قبل ماتكمل كلامها كان خرج و سد موراه الباب بهدوء ، خلاها مسمرة فبلاصتها قبل ماتعقد غوباشتها و تنطق ماعجبها حل..
رحمة : ماتعصبيش أرحمة ! خلي ليه فلوسو هنا حتى للمرة جاية و عطيهم ليه..(غمضات عينيها كتزفر)..يا صبر أيوب مع هاد السيد
_هاد الصباح دغيا طار ! الوقت داز زربان بلاما ايحسو ، و الدرب هاد المرة على غير عادتو كان صاقل ، قبل ماتضرب “الستة دالعشية” ، وسط داك الصقيل كامل ، و بدون سابق إنذار، خرج جيش من الدراري هابطين من الفوق..!
مول الحانوت كان كيعبر للسيدة فالعدس قبل ما يهز عينيه و ايحل فمو بصدمة..
مول الحانوت : السلامة ياربي..!
بكثرة ما كانو كتار ولاو كيبانو فحال النمل ، كلهم لابسين التونيات و البرودوي معاهم ، اليوم كان نهار ماشي فكاع الأيام ، حيت اليوم هو موعد “الديربي” العظيم..!
أسامة (معنق صاحبو حمزة و كيشير بالبرودوي) : نهار الحو اا سبيسيال !
حمزة (ضحك كيصور أشرطة بكاميرتو) : اليوم غتبلبل فداك التيران
الغوات و الحيحة و الدرديك فحالا نايض عندهم الزلزال خلاو العيالات ايخرجو ايطلو كيشوفو فداك قوم ربي العالمين لي هابطين مع الهبطة و منوضين الروينة بالأغاني و الغوات ، مع الدقة عرفوهم صحاب الكورة و كاين كاع لي لقات ولادها ولا خوتها ولا راجلها وسطهم ، الكورة لي محمقة الكبير و الصغير فهاد البلاد السعيدة و يالاه ماتكافاو معاهم حتى بداو صحاب الماطر حتى هما هاجمين كيكلاكسونيو و ايغوتو سابقينهم لتيران..
و بين هاد الماطر كان الموطور ديال “ميمو” لي لابس التوني مع كاسكيط مقلوبة و موراه صاحبو “علودي”..
أسامة (غا شافهم و هو ايخرج عينيه) : هشاااام ! الميمة ما دردبنا معاكم !
ميمو (دور راسو شافيه) : تا مالك كيصحاب لك كر ك راكب فطريبورطور..حرك رجليك و حيد عليا داك القلا وي لي هاز قبل مار نرجع ديلمك لداركم
و رجع عوتاني كسيرا مع صاحبو ضايرين للدرب الثاني ، أسامة بقا غير كيرمش قبل ما يهبط عينيه و ايلمح ديك سبعة النقشات لي كتبان خارجة من التحت ، زاد خشاها مزيان حتى غبرات مهبط عليها التوني و رجع عوتاني معنق صاحبو هابطين محيحين مع ولاد الدرب..
_فالدرب الثاني كان الموطور ديال “ميمو” وقف قدام باب دار “بّا حمّاد” لي محلول ، قبل ماتخرج منو ريحانة جارة باها فكروستو ، هزات عينيها و هما ايبانوليها واقفين ، بقات كترمش فميمو قبل ماتبسم ابتسامة بشوشة و حناكها موردين..
ميمو (غمزها بالخف و هبط مقرب منو) :وا توحشناك أبّا حمّاد..واجد ليا للماتش اليوم ؟
بّا حمّاد (ضحك و نطق بنبرة عيانة) : مابقات صحة للماتشات أوليدي..غندير ليكم غير خاطركم
علودي : تا بالرب حتى تمشي معانا ! العشرة لي كان كيلعب مع المغرب الفاسي فالثمانينات كامل نخليوه مورانا..يا نتا يا نحرمو مو ذاك الماتش
بّا حماد (طبطب على ايدين ميمو كيضحك) : الله ايرضي عليكم أولادي..
ميمو (علاّ صوتو كيغوت) : عسووولي ! حل ليا ديك الطوموبيل..
و فالبلاصة عسولي و الدراري لي معاه هبطو و حلو الباب عاد جاو كيجريو هزو بّا حماد و كروستو بالضحك و التقشاب معاه ولاد الدرب كاملين كيعزوه و احتارموه..
ريحانة (حاضياهم بعينيها) : عنداك أهشام ايعيى ؟
ميمو : وا تي را مكينش العيى كاين غا اللعب اليوم..(بانليه حكيم هابط و هو ايجرو)..نتا زيد قدامي
حكيم كان يالاه بغا ايكمي جوانو حتى طيرو ليه ميمو ، من أخر موصيبة دارها فراسو مابقات دوات معاه ربيعة ، ديك الليلة تعتق بأعجوبة من المو ت لولا لطف الله ، وخا هكاك البلية فالد م و مازال مابغا ايتعلم..!
حكيم : وخا غا أراه ليا أميمو و أنا معاكم..
علودي (شدو من قرفادتو حطو فالموطور) : قالك زيد قدامو هي زيد قدامو
ميمو (ركب القدام و قرفد حكيم حتى يبس فبلاصتو) : غندير فك خير كبير و غنديك معانا طروا بلاص البرهوش..رايّح عليا من التسطية !
دور راسو جهة ريحانة لقاها كتشوف فخوها بقلق ، خايفة عليه بزاف وخا مازال مقلقة منو و مكدويش معاه ، ميمو اكتفى أنه ايتبسم بالجنب وحد التبسيمة خلاتها تطمن و بلاما تحس ترسمات ليها حتى هي على شفايفها ، و هنا كان ديمارا مكسيري تابع الطوموبيل ديال عسولي و الجيش ديال “فافيلا” متاجهين “لتيران”..!
و فجأة الطريق كلها عمرات بولاد الدرب ! الموطور لي ماهازش تلقا فيه ثلاثة و ربعة دالولاد و الطوموبيلات كاملين مطرعين الشراجم و مخرجين منهم البشر بكثرة ما عامرين حتى مابقاو لقاو فين ايجلسوهم، عاد الفوج لي غاديين على رجليهم و كلشي قاصد نفس الوجهة و الناس فالطريق غير كيشوفو فيهم مصدومين من هاد الكم الهائل ديال البشر..
مدة و كانو وصلو الطوموبيلات و الماطر هما لولين عاد لحقو عليهم البقية ، الدخلة ديال التيران كانت غتفركع ! جمهور الفريق الثاني حتى هما ماكانوش مقسرين من جيهتهم ماكاين غير الله ايعطيك صحيحتك ، شئ عادي راه “الديربي” هذا و ماشي أي ماتش غيتلعب !
البوليس مطرقين الطرقان و واقفين حسكة عند كاع الأبواب ، عارفين مزيان بلي هاد الماتش هو فمتابتة قنبـ ـلة فأي لحظة ايتقلب لحر ب دامية لي لابدات مستحيل توقف ! كلشي كان عارف بلي الأجواء كيكونو مشحونين فالديربي و بنادم خاصو معامن ، و الواعرة هي لاخرج شي فريق من هاد الفرق بجوج خاسر صافي هنا عرف غتنوض الروينة..!
حمزة (شاد كاميرتو و موسع عينيه فأسامة) : صاحبي ديك اللعيبة كيفاش غتخبيها ؟
أسامة (بتقة) : وا تا غا زيد أصحبي حياتنا كاملة و حنا هازينها عمرهم قشعوها..واش كنضحكو هنا ولا كيفاش
و فعلا دكشي لي كان ! دخلو لا هما لا شحال من وحد هاز الزراوط و المضا تحت منو بلاما ايعيقو بيه ، و السبب بكل بساطة هو الكمية الهائلة دالبشر لي داخلة للتيران مستحيل ايقدرو ايراقبو كلشي بقوة الدافيع و الروينة..
فالأخير كاع ولاد الدرب نجحو ايدخلو بلا صداع بلا تعكاس نيشان للكروا ديالهم حدا الماكانة الكبيرة ، غير هما بحدهم عمرو النص فيها و الحيحة نايضة بالطبول و الأغاني تحت شعار “دالي دالييو” ، الكلاشات بين الفرق بجوج خدامين ، شي مقابل مع شي و التيران لتحت فارقهم ، الدراري معريين من الفوق و خاشيين تونياتهم فجنب سراولهم كيغوتو بكل أحاسيسهم ، كيعشقو ، كيتوفاو ، و كيتنفسو الفرقة ديالهم..!
“ميمو و علودي” مع “بّا حماد” كانو حدا الكابو لي كيوجد باش ايطلع و ايطلع التيفو ، محيحين مع ولاد دربهم و “بّا حماد” كيشوف فالتيران و فهاد الجمهور بعينين كينبضو بالحياة ! كيتفكر أيامو مع الفريق ديالو أيام العز و الشباب فين كان حتى هو خاربها كورة و ايرجع ايشوف فالدراري متبسم..
أسامة (حيد طريكوه و لحق على خوتو كيغوت) : طااالع لييااا دااك التيييفو الخييفي خننق لياا بناادم !
اللعابة دخلو ، الحكام و المدربين شدو بلايصهم ، الأنفاس تسارعو ، اللعابة كانو أكثر وحدين عارفين أن الخسارة فهاد الماتش بالضبط خاصهم ايتجنبوها بأيتها طريقة حيت اليوم فحال ايلا لاعبين على “الشرف” و هما بصح لاعبين على الشرف ! و من الفوق الجمهور ماغيرحمهش..
ثواني و كانو التيفوات بداو كيطلعو ، كل فريق كيبدع بطريقتو فتيفوه و كل وحد ايخليك تبهر كتر و كتر ! الأجواء كانو خيالية ، الفلامات بداو كيطلقو بالألوان ، الكراكاج بدا كيطلع ، حتى شوية فين مابقاش كيبان الجمهور بالجهد ديال الدخان لي عاد مكيزيد ايشعل ، الهتافات ، الغوات ، التشجيع لي كانو أصواتو واصلين حتى لبرا الملعب خلاو الأجواء عاد مايزيدو ايشعلو..!
ميمو (كيشير قدامو معصب و الوشام لي فصدرو كولو باين) : حكااام وااا حكااام !! الله اييلعن ديييلمك نتا ويااه
علودي (شد على راسو مفقوص) : كووفرة أصحبي مضغنا فيها !!
أسامة (كيغوت مع الدراري شاد الفلامة فايديه كلها عافية) : ااه !! داك العرجون ولد القحـ ـبة مابغاش ايتفرق من الكوول
حكيم (عاقد حواجبو كيتحلف فيهم) : شووفياا أدااك ولد القحـ ـبة..(دوز ايديه على عنقو)..نخرجو نحر مك !
و قلبها صباط مع وحد من المشجعين ديال الفريق الثاني و يالاه كان ناوي ايشير عليه بشي لعيبة حتى تسمعات غوتة جماعية ، وسع عينيه و ضور راسو جهة التيران لقا بيت تماركة لصالحهم ! فالبلاصة نقز من بلاصتو كيعنق فأسامة لي حلقو غيخرج بالفرحة و الكراكاج عاد مازاد طلع مخلي العافية تعطي دخانها فكاع القنات..!
الإحساس ديال الفرحة ماكانش ممكن ايتوصف ، وحد الإحساس مايحس بيه غير لي قلبو واكلو على فرقتو ، لي عندو الكر ة فالدم و لي كبر وسط الماتشات و وسط هاد الأجواء لي مستحيل تلقا فحالهم فشي ماتش أخر..
حمزة (كيعلي كاميرتو الفوق و كيغوت بجنون) : وريااااااا !!
ميمو (ضحك معنق بّا حماد من عنقو) : واا بااا حماااد ! واا ماكاااين غااا التشنشيط اليوووم
باّ حماد (عينيه كيبريو بالفرحة فهاد اللحظة بالضبط مابقاش كيحس براسو فوق كرسي متحرك) : رجاال..والله حتى رجاال
و فهاد اللحظات طلع التيفو الثاني لي كان قوا من لول و اللعابة لتحت بكثرة الفرحة و الحماس كاين منهم لي حيد التوني الفوقاني و جا عند الجمهور كيعنق هدا و ايغوت مع لاخر ، حتى كينزل عليهم الحكم بشي صفرة و ايخلي الجمهور كيسب و ايلعن فيه بشعار “الله ايلعن طبو نمك”..
ميمو : شناا اق عليييه ولد القحـ ـبة شناا ااق عليييه !!
كانو فعلا اللعابة مشانقين مع بعضياتهم ، هاد الرباح ماتسرطش للفرقة الثانية و ناض صداع كبير لتحت ، و هنا و بعد مراجعة دامت لدقائق فغرفة الفار قرر الحكم و أخيرا ايعطي بيلانتي للفريق الثاني..!
علودي (شد على راسو و جلس) : قلا وي..
بدا عوتاني الغوات و السبان كيتجهدو ولكن فاش القرار كيتعلن مكيبقا ما يتقال ، تقدم اللاعب ديال الفريق الثاني كيستاعد باش ايماركي البيلانتي مفيكسي بشوفاتو زاوية التسديد..
بّا حماد (زير على ايديه) : ياربي ياربي..
أسامة (ترخا على صحابو كيحس بقلبو غيسكت) : غنمو ت القلا وي..غنمو ت
أنفاس الكل تحبسو ، و للحظة تسمعات التصفيرة ، وحد ، جوج ، ثلاثة ، و هووب ! تزكل البيت بطريقة عجيبة و نجح الحارس أنه ايشد الكورة مخلي اللاعب شاد فراسو بصدمة..
أسامة (طرطق عينيه و قفز من بلاصتو) : الحو اااا أزبييي الحو ااا !!
الطبول عوتاني تجهدو كتر من اللول ! الفرحة ولات فرحتين و الأجواء ولاو فوق الشواية بوحد الطريقة لا تصور ، كلشي عقلو غيخرج ليه بكثرة الفرحة ديال الديربي ، اه الديربي تربح لصالحهم هاد الليلة و حتى للدقيقة التسعين و هما ايخطفو الفوز بسيناريو ولا في الأحلام..!
علودي (ضرب على صدرو) : الديربي من بكري مارياج
أسامة (كيحل فسروالو) : عطاهم بيلانتي باش اخشيوه لينا زعما..بلاتي نجبدو عليهم
ميمو (خنزر فيه و مرمقو حتى داخ) : جمع علينا باقلك من البسالة !
“التيران” هو ماشي مجرد ملعب كيتلعب فيه ماتش فمدة تسعين دقيقة و ايطفى ، لا ! التيران هو “صرخة ولاد الشعب” ، اه داك الشومور لي كيضلو ايسبوه فالدرب كيجي للتيران باش ايغوت على حر من جهدو و ايوصل الحكرة لي كتحر ق فيه ، داك الشمكار لي كيضلو ايشيرو ليه بالصباع هو نفسو لي كتلقاه هنا فرحان حيت لقا لي ايسحيه ، داك لي هالكاه الدنيا بعدابها هو نفسو لي كتلقاه هنا ناسي عدابو ، هنا فين كيتلاقا ولد الطبيب مع ولد العساس ، هنا فين كيغوتو ولد الشعب بشعار وحد لي هو “الحرية لكاع لي روحو فكاج” ، و كيبقا التيران وحد من أعظم رموز الكرة المغربية لي عمرو ايتزعزع من بلاصتو..!
_فهاد الوقت بالضبط لي كان الكل محيح فالملعب مازال كيحتافلو بالفوز العظيم لي حققو ، كان هو طالع مع الطلعة وسط الليل جار فاليزتو و هاز ولدو بين ايديه ، ضور عينيه فصاحبو لقاه كيشوف فالمكان بإعجاب كبير..
سفيان : دربكم نااضي ! الديور كاملين كيطلو على البحر
أيمن (هاز عينيه الفوق) : خاصك تشوفو فالصباح
سعد (كيرمش فالبحر لي كيبان مظلم) : بابا فين حنا ؟
أيمن (دوز ايديه على راسو و نطق مبتاسم ليه بالجنب) : فدارنا..
و رجع كيشوف قدامو بعينيه لي ولات فيهم نظرة فشكل ، نظرة مخلطة بين الشوق و الفرحة و شلا أحاسيس هجمو عليه فهاد اللحظات ، كل زنقة من الزناقي ديال هاد القنت ، ديال البلاصة فين كبر ، البلاصة الوحيدة فهاد العالم لي فين كيحس براسو كيتنفس ، كل زنقة من زناقي “فافيلا” كانت كتفكرو فحاجة وحدة لي هي “راسو” ، هو كينتامي لهنا ، هنا فين تزاد ، هنا فين حكاتو الوقت و علماتو ايعيش بلا خوف ، هنا فين تعلم ايخرج نيابو و ايعرف جميع سبل “النجاة” فهاد الحياة الكحلة ، كل درب ، كل قنيتة و كل موجة من ماج البحر لي كيتسمعو فهاد الليل كانو كيذكروه فالسنوات لي فاتو ، فصغرو ، فالتبرهيش و التسطية لي دوز مع ولاد دربهم ، فالقباحة و المضا ربات ، فالمرة و الحلوة ، فالعائلة لي توحشهم فكل ليلة من ليالي الغربة المظلمة ، فحياتو مع أحسن ناس ، و فيها “هي” لي وخا دازو سنين مانساهاش و عمرو قدر ايتخطاها..!
وقف قدام باب دارهم لي مازال هو هو وخا هاد السنين كاملين قبل مايحط عليه ايديه و ايتنهد كيحس بوحد الإحساس فشكل فداخلو ، كان قادر ايعطي كلشي غير باش ايرجع ايوقف قدام هاد الباب ، دق فيه جوج دقات و رجع تقاد فوقفتو كيشوف فسعد لي غير كيرمش بعينيه فالظلام ، زاد زير عليه بين ايديه و تبسم ليه بخفة كيطمنو بشوفاتو و حتى سعد رجع التبسيمة لباباه وخا ماعارفش بزاف دالحوايج ولكن غير وجودو معاه كافي ايطمنو..
فهاد اللحظة تحل الباب من طرف “عايشة” لي غير هزات عينيها و تلاقاو مع عينين ولدها ايديها رجفو حتى طاح ليها الكاس مشخشخ فالارض..
عايشة (موسعة عينيها بعدم تصديق) : أيمن !
“ست سنوات” ، ست سنوات باش مابقاتش شافت ولدها ، ست سنوات و هو بعيد عليها ، ست سنوات دازو بلياليهم ، بنهاراتهم، بصيفهم ، شتاهم، بكلشي ليهم ! هاد السنين كاملة مابقاتش شافت فيهم ولدها كبدتها و طرف من روحها ، ترزات فبنتها الكبيرة خطفاتها ليها المو ت ، و ولدها غرقو ليها الحبس ، عاد ولدها الثاني و الصغير ، “أيمن” لي داتو ليها الغربة و هو مراهق فايديه غير صاك ديال حوايجو و طفل صغير مازال يالاه تزاد بأشهر قلال..
الصدمة كانت كبيرة و كبيرة بزاف فاش طاحت عينيها فعينين ولدها ، دوك العينين لي كانت كتشوفهم غير فأبيل فيديو ها هوما دبا كيشوفو فيها بشوق و حب كبير ، ماقدارتش تستوعب، ضورات عينيها لسعد و هي تحط ايديها لي كيرجفو على فمها مصدومة كثر و كثر ، هدا هو حفيدها لي مشا من هنا لحيمة صغيرة دبا رجع طفل و حتى هو كيشوفيها بعويناتو الزرقين..
أيمن ماقدرش مازال ايصبر و هو كيشوف فمو قدامو ، حط أيمن و دخل عندها قبل مايعنقها بالجهد خاشيها بين دراعو..
عايشة (شهقات بالجهد كتبكي و مزيرة على حوايجو بايديها) : أيمن..ولدي..على سلاامتك أولدي على سلاامتك
أيمن (طبع قبلة فوق راسها مزير عليها بين دراعو) : توحشتك بزاف أميمتي..بزاف
العلاقة لي كتكون بين “الأم و ولادها” ميمكنش تفسر ! الأم كتبقا تشوف ولادها ديما صغار فعينيها..و الولاد شحال ما كبرو إلا أنهم كيبقاو محتاجين لوجود أمهاتهم فحياتهم و شحال ما بعدو شحال ما كيرجعو ايقلبو على داك الحضن لي كان وحد النهار هو الأمان الوحيد ليهم فهاد الدنيا ، و هدشي لي كان واقع لعايشة و أيمن ، لحظة اللقاء المنتظر بعد سنوات طويلة ديال الفراق..!
عايشة (شدات وجهو بين ايديها و عينيها كلهم دموع كتأمل فحروفو لي زادو برزو) : ولدي كبر و زاد زيان..حمدتك ياربي و شكرتك رجعتيه ليا و أنا باقا فالحياة
أيمن (باس ايديها لي محطوطة عند وجهو) : و نتي مازال هي نتي..ديما منورة الواليدة
ضحكات كتشوفيه بعينيها اللامعين ، فهاد اللحظة نسات كلشي ، نسات كاع الناس لي كاينين فالوجود كتشوف غير ولدها الصغير لي ولا راجل دبا كيتوصل ليه عند كرشو بكثرة الطول و ولا هو لي كيخشيها فيه بدرعانو العراض..
ضورات وجهها جهة الباب و هو ايبانليها “سفيان” مع “سعد” لي واقف كيشوف فيها و فباباه بعدم فهم ، فحال هاد الأجواء العائلية هو كاعما مولف بيهم ، حياتو كلها دوزها مع أيمن و سفيان جوج رجال لي بينهم و بين الحنان غير الخير و الإحسان..
عايشة (طلقات من أيمن و مشات عندو) : حبيبي سعد..(دوزات ايديها على شعرو غتاكلو بعينيها بكثرة الشوق)..أجي عنق لميمة
سعد كان كيعرف عايشة من خلال ليزابيل فيديو لي كيضورو بيناتهم بالرغم أنه أول مرة ايشوفها فالحقيقة إلا أنه عارفها جداه الحنينة مامات باباه لي كضل تسول فيه و دوي معاه بكلمات كلهم حنان و ايمكن نقولو حتى أنها كتمثل أقرب حاجة لمفهوم “الأم” بالنسبة ليه..!
سعد (تبسم ليها بلطف حشمان من هاد الأجواء و عنقها بايديه الصغار) : سلام لميمة
عايشة (ضحكات على داريجتو المعكلة واخداه بين أحضانها) : الله على الميمة (كتفرق عليه فالبوسات و تعاود) حبيب الميمة..توحشتك الحبيب ديالي توحشتك
أيمن (خشا ايديه فجيابو كيشوفيهم بابتسامة) : الواليدة نسيتي وحد الضيف واقف فالباب
عايشة كانت مازال معنقة سعد كتبوس فيه و تعاود قلبها غيخرج من بلاصتو بكثرة الفرحة و هاد النهار عندها كثر من العيد برجوع ولادها ماكرهاتش تزغرت و تجيب لي ايزغرت معاها ، حتى هزات عينيها فالباب و هي تلمح “سفيان” شاد فاليزتو و كيشوفيهم..
سفيان (حك راسو بتوتر) : سلام أ..أ..(جيد عينيه فصاحبو ماعارف مايقول)..أميمتي
عايشة (هزات سعد بين ايديها و جاوباتو بحنان) : ولدي..زيد دخل شنو مازال كدير فالباب مرحبا بيك و ألف مرحبا
سفيان (دخل الفاليزات و قرب باس راسها) : الله ايحفظك أخالتي
أيمن (ضرب ليه فوق كتفو و قرب حتى هو رجع عنق مو) : الواليدة هدا صاحبي سفيان لي كنعاود ليك عليه..غيبقا معانا
عايشة : مرحبا بيه الدار دارو نديروه فوق راسنا و بين رموشنا..(طبطبات لسفيان على ايديه)..اعتابرني فحال ميمتك..و نتا راه من دبا بلاصتك من بلاصة ولادي
سفيان (فرحان بهاد الأجواء) : الله اينورك أميمتي
عايشة (رجعات كتشوف فولدها ما مصدقاش وجودو قدامها) : ياربي الحبيب راه قلبي غيخرج من بلاصتو..
أيمن (حط راسو على راسها خارج فيها بجبهتو بمزاح) : غنبقا لاصق فيك فحال هاكا حتى نطلع لك فراسك أعايشة و تجري عليا
عايشة : راه اليوم نهار العيد عندي واش عرفتي شحال مابقيت فرحت فحال هاد الفرحة ؟ (رجعات باست سعد) قوليه لابغيتي تمشي غير سير أنا غنبقا مع الميمة ياك ؟ تبقا مع الميمة ؟
سعد (بنفس الابتسامة حرك ليها راسو بالايجاب)
سفيان (ضحك مطول) : صافي أبّا أيمن قلب عليك
أيمن : ما فهمتش أخويا..(شير لولدو باش ايشوفيه)..صافي مابقا لا طاليان لا والو غنسيفط ليك حوايجك و نخليك معاها
عايشة (زادت عنقاتو خاشياه فيها) : ههههه تفرق عليه مسكين..
أيمن (تبسم بهدوء قبل مايحنحن) : بوبكر ماكاينش ؟
عايشة : لا كاين فالتيران مع ولاد الدرب ولكن مابقا ليه والو و ايرجع غير رتاحو نتوما أنا غنمشي دبا نسخن ليكم وحد الطويجين غزال يالاه طيبتو..(شدات فسعد)..تمشي مع الميمة للكوزينة ؟
سعد وخا ماكانش كيعرف ايدوي بالداريجة بلسان مسرح إلا أنه كيفهمها مزيان و هدشي راجع لأيمن لي نهار و مطال و هو ايدوي بيها معاه و حتى فالزنقة لامشا حتى تساب مع شي وحد كيتشرمل على مو و كيبدا ايعطيه فالعصير بنكهة مغربية ، الشي لي خلا سعد ايكبر و هو عارف اللغة الأم ديالو شنو هي و كلما كيزيد ايكبر كلما لسانو كيزيد ايتسرح فيها..
سعد (وقف معاها شاد فيها) : وخا
و مشات جاراه معاها كضحك و تعاود معاه غتحماق بالوجود ديالو فهاد الدار لي شحال مابقات دخلات ليها الفرحة و تسمع فيها الضحك ولا حتى أصوات الدراري الصغار..
سفيان (ربع ايديه قدامو) : الواليدة ديالك الله ايخليها ليك عزات عليا و فكراتني غا فالواليدة الله ايرحمها
أيمن (تنهد حاط ايديه مور راسو كيشوف فالسقف ديال دارهم) : عايشة ماكاينش فحالها..غتحسبك وحد من ولادها و شوية تبدا تجري علينا حنا على ودك
سفيان ضحك كيحرك فراسو على هدرة صاحبو ، هاد الأخير لي غمض عينيه مستمتع باللحظة فدارهم مع ميمتو و ريحة الطياب غاطسة من الكوزينة..
_فالكوزينة كان “سعد” كيضور راسو بين الأشياء كيكتاشف كل حاجة بعينيه بطبعو كيبغي ايعرف و ايكتاشف أي مكان مشا ليه ، و عايشة كتشوفيه بتبسيمتها الحنينة قبل ما تنهد و تهز تيليفونها مدوزة الاتصال..
عايشة (عضات على فمها) : ألو..فاطمة ؟
_”فاطمة” فالجهة الثانية كانت واقفة حتى هي فالكوزينة كتعمر فالبراد ، استغربات من الاتصال ديال عايشة فهاد الوقت من الليل وخا هكاك جاوبات..
فاطمة : عايشة ؟ كيف دايرة أختي لاباس عليك..(تبسمات حاكمة التيليفون و كتعمر)..لاباس أختي لهلا ايخطيك..نعام ؟..أياه قولي ليا كنسمعك..
و فجأة ديك التبسيمة غبرات فاش وسعات عينيها و تعابير صادمة بانو على وجهها ، بلاما تحس كانت طلقات البراد من ايديها حتى تزدح فوق البوطاجي ، لاحت التيليفون للجهة الثانية ، و شدات فالكرسي بايديها الراجفين صافي وجهها تخطف منو اللون..
فاطمة (بنبرة فاشلة) : مايمكنش..
_فهاد اللحظات كانو ولاد الدرب وصلو للدرب فأجواء كلهم فرح و حماس بالفوز لي مارجعو حتى جابوه معاهم هاد الليلة ، مازال ناشطين بأغاني فريقهم و محيحين بالغوات لي بسبابو مع دخلو مع فيقو كاع البشر من نعاسهم..
أسامة (كيشير بطريكوه الفوق) : تا بنادم ناعس فحالا ماربحناش الديربي بالرب مافهمت هاد القوم
حكيم (فرحان و ماقاداه فرحة) : الله اليوم غنعس أقو د نعسة مغنفيق حتى لغدا فبحال هاد الوقيتة
حمزة (مازال كيصور بكاميرتو) : دبا ايخرج لينا توفيق مول الكلاب ايطلق علينا شي بيتبول مكيحملش لي ايفيقو فوسط ليل
أسامة : وا ايطلق عليا حتى ضبع شتي غا ملي دينا الرباح لابغات المو ت تجي دبا غا تجي..
و ضحكو طالعين مع الطلعة ديال ديورهم ، أما فالدورة فكانو ميمو و علودي وصلو بالموطور و حلو الطوموبيل ديال عسولي مهبطين منها بّا حماد بالشوية عليه حتى حطوه فوق كروستو..
بّا حماد (كيشوف فالدراري بامتنان) : الله ايرضي عليكم أولادي..الله ايرضي عليكم
الدراري كلهم قربو كيبوسو ليه فراسو بعبرات كلهم تقدير و حب لهاد السيد لي كبرو قدامو و ماشافو منو غا الخير ، حتى لاهزوه دبا فوق ظهرهم ايستاهل و ايستاهل كتر من هدشي ، فاللخر سلمو على ميمو و علودي و رجعو ركبو فالطوموبيل ضايرين فحالهم..
ميمو (جار الكروسة) : صافي أبّا حماد دغيا عيتي ؟
بّا حماد : ايوى شنو أوليدي راه الصحة مشات..الحمدالله على كل حال
علودي : باقي شباب العميم..غا بلاتي تبرا و تبدا تغرم لينا على الشيخات (و غمزو)
بّا حماد (ضحك من كل قلبو) : إياه و تجي ربيعة تقطع ليا الرجل الثانية بلا بنج
على إثر هاد الحوار و الضحك لي داير بيناتهم تحل الباب و خرجات منو ريحانة مبتاسمة كتشوفيهم و ترجع تشوف فباها لي باينة فيه شحال فرحان..
ريحانة (تحنات باستو و عنقاتو) : بّا حبيبي..لاباس عليك ؟
حماد (زير عليها) : بنيتي..لاباس الحمدالله مازال مانعستي ؟
ريحانة : لا كنت كنتسناك..(شافت فميمو و علودي و تبسمات بامتنان)..شكرا بزاف والله
علودي : هانية أختي ريحانة..(ضر ب لصاحبو فوق كتفو)..العشير تهلاّ حتى لغدا نمشي نشوف الواليدة واش خاصاها شي لعيبة
ميمو (سلم عليه) : سير تصبح على خير..(رجع كيشوف فريحانة لي دخلات باها لداخل من البرد و رجعات وقفات قدامو)..راه دوز النهار بيخير ماتخافو عليه ما والو
ريحانة (حركات راسها بالايجاب و عينيها كيلمعو بالفرحة) : شكرا بزاف أهشام..عرفتي شحال مابقيت شفت بّا فرحان فحال هكا ؟
ميمو (تنهد كيطل عليه) : ديك شكرا ماباقاش تقوليها ليا بّا حماد فحال الواليد..و دبا دخلي لداركم را كاين البرد
ريحانة عضات على شفايفها و حركات راسها بالإيجاب عرفاتو مابغاش ايزيد ايطول معاها فالهدرة احتراما لباها، فاللخر ميمو سلم على بّا حماد غير من برا و مشا فحالو ، هاد الأخير لي بقا كيرضي عليه و ايعاود ماعارفش كيفاش ايشكرو حيت فرحو هاد الفرحة، اليوم و لأول مرة بعد سنوات طويلة رجع كيحس براسو عايش ، كيحس براسو إنسان طبيعي و ماشي غير رجل مقعد هلكو المرض..!
ريحانة يالاه غتسد الباب و هو ايدفعو حكيم و دخل فرحان مقرب من باه..
حكيم (ضرستو كتبان بالضحكة) : وا تا ورق ليا على ماتش داز الواليد ! وا تا راه الهربة مايمكنش
بّا حماد (تبسم لضحكة ولدو) : عجبك الحال اليوم ؟
حكيم (قرب ليه جارو حداه و كيعبر بكل أحاسيسو) : وا اه وا تا را ميمكنش غنبقا ديما نديك معايا الواليد..
ريحانة سدات الباب و تنهدات كتشوفيهم بابتسامة باهتة ، قليل فين كتشوف خوها فرحان ، أو بالأحرى قليل فين كتشوفو “ساحي” ، و شوفتو هاكا كيتناقش مع باهم خلات وحد الفرحة فشكل تستوطن قلبها..
_فهاد اللحظات و بالضبط “فدار ميمو”..
الفوق فبيت “ليلى” ، كانت جالسة كيما عادتها شاعلة ضو خفيف ، حالة الشرجم ، شادة كارو فايديها و كتشوف فالفلوس معلية حاجبها ، الخلصة دازت ليها إذن دبا خاصها تفرق كل حاجة بوحدها ، فرقات مصروف الدار بوحدو، الفلوس لي كتعطيهم لفاطمة على ود القرعة ديالها ، التدويرة ديال أسامة ، و شلا حوايج أخرين حتى لقات راسها سالات عاد جمعاتهم و حطاتهم جنب..
رجعات شعرها الكحل لور قبل ما تنفت الدخان و تطفي الكارو فالطفاية لي حدا راسها ، و يالاه ضارت للجهة الثانية باش تكا حتى تحل عليها الباب بالجهد و دخلات فاطمة بوجه مخطوف و التوتر باين فعينيها بشكل كبير..
ليلى (عقدات حواجبها كتشوف فوجهها كيف مبدل) : مّي مالك ؟ أش واقع ؟!
فاطمة (قربات منها و قلبها كيضر ب فالتسعين) : ليلى بنتي..أيمن و سعد رجعو
“سعد و أيمن رجعو” ، الجملة لي تعاودات فمسامعها كثر من مرة وخا هاكاك مازال ماستوعباتها ، رمشات المرة لولة بثقالة ، و عاوداتها المرة الثانية ، قبل ما تزفر نفس سخونة كتحس بقلبها حبس مابقاش كيضر ب ، كتحس بالدوخة حاكماها من لور ديال راسها ، بلعات ريقها كتحس بذاتها بدات كترجف و لحمها بورش ، هي براسها ماعارفاش علاش كترجف بهاد الشكل ايلا كان عقلها مازال ماقدر ايدخل هاد الجملة لراسها ، و فاطمة قدامها كتشوفيها مخلوعة ، ندمات لي جات لاحت ليها الخبر بهاد الشكل ولكن هي براسها ربي لي عالم بيها ماقدراتش تشد لسانها مور الاتصال ديالها مع عايشة و أول حاجة دارت هي جات كتجري عند بنتها..
فاطمة (شدات فيها خايفة كتر و كتر) : أبنيتي..
ليلى (عاودات رمشات بثقالة كتحرك راسها بالنفي و ايديها كيترعدو) : أش كتقولي أمّي
فاطمة (كلها كتفتف الدنيا ضارت بيها) : عيطات ليا عايشة قالت ليا بلي أيمن و سعد جاو من الطاليان و يالاه دبا شوية باش دخلو عليهم للدار بلاما ايعلمها ! (وسعات عينيها بخوف) خوك..خوك هشام..مازال مادخل لدار..الله ياربي ! الله ياربي عنداك ايتلاقاو !!
هي كدوي و ليلى تنفسها كيتسارع، وصلات للمرحلة ديال ولات كتحس بالخنقة ، “خوها” ، “أيمن” ، و الأهم ، “ولدها” ! ولدها لي ملي مشا مابقات شافتو ، هو دبا كاين هنا ، فنفس البلاصة فارقينها عليه غير زناقي قلال ، وقفات من بلاصتها حاطة ايديها بجوج على راسها مزيرة على شعرها كأنها كتحاول تحبس هاد الأفكار و الذكريات لي كتحس بيهم غيسطويها ، جلسات فالارض حاطة راسها على الحيط كضور فعينيها الزرقين هنا و لهيه ، عينيها لي حمارو و بداو كيتغشاو بالدموع ، كاع الذكريات لي دازو هادي ست سنوات رجعو تسلطو عليها ، “أيمن” ، “الحمل” ، “الغوات” ، “التهراس” ، “الصداع” ، “الخوف” ، “الرهبة”..!
شهقات بخفوت كتحاول تنفس ولكن ماقدراتش ، البكية وحلات ليها فحال شي شوكة فالحلق ، و على أخر ذكرى جاتها ديال أخر مرة شافت فيها ولدها قلبها زاد تزير و داك الإحساس ديال “الخوف” خلا البؤبؤ ديال عينيها ايزيد ايوساع ، فاطمة فاش شافتها فديك الحالة زادت تخلعات و قربات منها جالسة حتى هي حداها فالأرض..
فاطمة (حطات ايديها على راسها) : ليلى ؟؟! أبنتي دوي قولي شي حاجة..ماتخلعينيش عليك !
كانت مازال خاشية صباعها وسط شعرها ، شافت فيها بعينيها الدامعين و نطقات بنبرة مهرسة..
ليلى : ولدي..موحال واش كيعرفني..(ضحكات باستهزاء كتحرك فراسها)..كيفاش موحال واش كيعرفني..هو فين عمرو شافني باش ايعرفني ؟
فاطمة (عينيها دمعو لحالة بنتها) : و ولكن هو جا دبا..أكيد غيكون كيعرفك كتبقاي مو..الولاد كيبقاو ديما مفكرين ريحة ماواتهم أليلى
ليلى (ضحكات وسط دموعها لي طاحو) : مو ؟ مو لي ماكتعرف عليه والو..مو لي ماعارفة حتى شنو هي أول كلمة نطق بيها..ماعارفة حتى ايمتى تمشى..ايمتى فرح..ايمتى حس براسو بوحدو..داك الولد أنا لي ولدتو..وخا هاكاك ماكنعرف عليه والو..(بشوفات تايهين)..كاين شي عذاب كتر من هدا أمّي ؟
فاطمة (كتبكي بحرقة على حالها) : ماديريش فراسك و فيا هاد الحالة..ماتقصحيش قلبك و تزيدي تبعدي راسك من ولدك الله ايرضي عليك
ليلى (شيرات ليها بصبعها كتشوفيها بعينيها الحمرين لي شوفاتهم قصاحو) : نتي كنتي أول وحدة تبعديني منو..قلتي ليا..( تنهدات ناطقة بلسان الماضي)..”هاد الولد مامكتابش ليك أليلى”..فاش غيكبر مغيرحموهش الناس..عيشتو مع باه رحمة ليه
فاطمة (كتحرك راسها بالنفي و دموعها شلال هدرة بنتها كد بح فيها) : فكرت ليك و ليه..عمري نويت غنوصلو لهاد الحالة..عمري بغيت هدشي ايوقع
بكثرة العافية لي شاعلة فيها ، الحزن لي كيستهلك روحها فكل ثانية و الغضب لي ساكنها فأعماقها تخربقات كليا لدرجة ولات غير حاطة صبعانها جهة جبهتها و كضحك بسخرية..
ليلى : فكرتي ليا ؟ ليا أنا ماشي لهدرة الناس ياك أمّي ؟ شوفي فيا دبا..شوفي فعيني (كتشير بايديها لنفسها) أش كيبانليك ؟؟ دوي أش كيبانليك ؟؟ والو ياك ؟! والو..عيني طفاو ! غير النفس لي مازال كطلع و تهبط..شوفي حالتي ! (كتوريها فلحمها)..مزيان أمّي ؟ راضية عليا دبا ياك ؟!
فاطمة (حطات عليها ايديها ناطقة بنبرة راجفة) : ليلى..
ليلى (رجعات شافت فيها بعينيها الدامعين) : هدرة الناس هي لي ربحات فاللخر و ها العربون قدامك..ولكن حتى دبا ماشي مشكيل..هادي ستسنين ختاريتكم نتوما..و حتى دبا غنختاركم نتوما وخا خويا ماباغينيش..وخا نتي تسخطي عليا بليل و بالنهار..فاللخر غنختاركم نتوما..(ضحكات وسط دموعها)..حيت هادي هي أنا..هادي هي ليلى د مها ديما جارها..(وقفات على رجليها كتمسح فدموعها بجهالة) و داك الولد عندك الحق عمرو ما كتاب ليا..أنا غنمشي نغبر من هاد القنت..فاش ايمشيو فحالهم ديك الساعة عيطي ليا نرجع
و قبل ما تلحق تمنعها كانت حلات الباب و خرجات طايرة تنفس لتحت ، مخلية فاطمة كتبكي فالأرض بندم كبير و منهارة كليا..
_فالدار ديال “علودي”..
كانت الصينية ديال أتاي محطوطة بعدما تعشاو بالطاجين لي ماخلاو فيه الدراري والو ، لا من جهة أيمن لي توحش طياب لي تحرم منو سنوات هادي ، ولا من ناحية سفيان لي شحال ما بقا كلا طياب الواليدة ولا حتى من جهة سعد لي عجبو بزاف الطاجين و حماق عليه..
فاللخر تجمعو على صوينية ديال أتاي مشحر فجو عائلي دافئ كان أيمن مستاعد ايعطي النص فحياتو غير باش ايرجع ليه و ايرجع ايجلس حدا ميمتو و ايعنقها عندو بهاد الشكل ، و عايشة الفرحة ما قداتها غير مضورة عليه ايديها و كضحك معاهم..
سفيان (جغم من كاسو) : الله ايعطيك صحة أخالتي عايشة عرفتي شحال مابقينا كلينا فحال داك الطاجين و هاد الدكة ديال أتاي
عايشة : الله على ولادي و شنو كنتو كتاكلو ؟
أيمن (معنق مو بالجنب و كيدوي بهدوء) : النصارى ماكلتهم مسوسة الواليدة..تهلكنا غا بالعجينة
عايشة (عقدات فيه حواجبها) : و مالك نتا لي مطيب طاجين ما دير أتاي ؟ باش كبرتي هاد الولد مسكين ؟
أيمن (لقى نظرة على ولدو لي مغطي و ناعس فالصالون مغمض عويناتو قبل ما يرجع ايشوفيها) : إياه و نلوي عليا الطابلية و ندلك المسمن..عايشة نهار لول سميتيني أيمن ماشي سوسن
عايشة (ضحكات كتحرك راسها بلا حول) : الله ايمسخك..ايوى و هاد الدراع لاش صالحين لامكنتيش غدلك بيهم (كطبطب على دراعو لي زادو تزيرو مع الطريكو)..أدوي ؟
أيمن (هز فيها حاجبو) : غنهزك بيهم
سفيان (كيشوفيهم بابتسامة) : سعد كيبانليا نعس فالصالون مابقاش غيفيق بالعيى..بلاما نديرونجيه غنوض نخرج برا ندوز وحد لابيل و نرجع..سمحوليا !
عايشة (وقفات معاه) : أهاه وخا أوليدي سير..أنا غنطلع للبيت الفوقاني نوجدو ليك صافي ؟
أيمن : و أنا داك البيت عندي ماطلوش عليه زعما ؟
عايشة : بيتك نتا ديما جامعاه و مخملاه..(جرات معاها سفيان)..ماديش عليه أولدي
سفيان (ضحك و رجع باسها فوق راسها) : الله ايطول لينا فعمرك الحاجة
و فجأة الدار لي كانو كاع ضواوها طافيين نورات هاد ليلة برجوع أصغر عنقود من عائلة “مولاي التاج” ، سفيان خرج برا ايدوي فتيليفونو ، عايشة طلعات الفوق توجد ليه البيت و أيمن وقف تأكد بلي ولدو مغطي مزيان عاد تحرك خرج من الصالون كيحيد فشكارتو الصغيرة لي فيها الباسبور و الوريقات ناوي ايعطيها لمو تخبيها ليه..
_برا كان “علودي” كيجبد فالساروت ديال الدار بعد يوم داز عندو مشارجي بداية بـ “رحمة” حتى للديربي و الحيحة ، ضور راسو للجهة الثانية بانليه شي وحد حدا الدار خاشي ايديه فجيابو و كيدوي فالتيليفون ، ماتسوقش و حل باب الدار بشوية قبل مايرجع ايسدو و هنا فين لمح الشوانط حدا الصالون ، عقد حواجبو و يالاه ضور راسو حتى كيبانليه خوه “أيمن” واقف قدامو..!
أيمن بمجرد ما سد على وراقيه و هز عينيه حتى لقا راسو مابقاش رمش فاش شاف خوه حدا الباب ، خوه الكبير ، “بوبكر” ، ولد مو و باه لي مابقاش شافو أكثر من 8سنوات..!
بلاما ايحس كان حط دكشي من ايديه و قرب منو ببطئ كيشوفيه مبهور ، خوه تبدل بزاف ! كبر، حروفو زادو قصاحو ، ماشي هكا كيعقل عليه فاش كان صغير ، وخا هكاك وحد الإحساس فشكل كان كيحس بيه بمجرد أنه شافو دبا قدامو..
علودي كان واقف فبلاصتو ، كيشوفيه بتعابير و شوفات مكيتفسروش ، كيشوف فالبرهوش ديال خوه لي ولا راجل دبا واصل ليه فالطول و العرض ، ولكن كان صعيب و صعيب بزاف تفسر شوفاتو ليه..!
أيمن (وقف مقابل معاه و نطق بصوتو الرجولي) : ماغتقول والو ؟
بوبكر (صمت تام غير كيشوفيه بدون ما يرمش)
أيمن (تبسم باستهزاء) : وليتي كتشبه للواليد..التصماك عندكم فالدم
بوبكر (بهدوء) : مرحبا بيك فدار باك
أيمن : ماغتعنقش خوك مور هاد السنين كاملة ؟
كان مازال كيشوف فعينيه بنفس التعابير ، قبل ما يحرك راسو و اينطق ببرود ما مخبي موراه غير العافية..
علودي : خويا ؟ (ميل راسو مغمض عين وحدة) كدوي على البرهوش لي خلا مو بوحدها و مشا ضر ب على كـ ـرو فبلاد أخرى..(تبسم كيغزز فسنانو)..ولا على ولد القحـ ـبة لي خربق الدعوة كاملة و زاد خلفة ؟ اينا وحد فيهم نتا
أيمن زير على ايديه بالجهد حتى تقطع فيهم الد م ، كان متوقع هاد ردة الفعل بعد سنوات طويلة من الانقطاع عن الكلام ، سنوات كثيرة ديال الغبور بسبب الظروف القاسية لي دوزو كاملين ، ولكن ماشي هكا ، ماشي لدرجة أنه ايسمع من عندو السم قبل من السلام..!
أيمن (بتعابير تابتة) : أنا هو داك ولد القحـ ـبة لي كون ما مشاش لبلاد أخرى ماكانش غيلقا ما اياكل و ايوكل مو و خوه لي فالحبس..و هو داك البرهوش لي وحد النهار لقا خوتو طارو و بقا بوحدو كيضارب مع الحيوط..أش بانليك ؟
بوبكر (خنزر و جمع ايديه على شكل لكمة ضربو بيها جهة كتفو بالجهد) : ما قلتش لديلمك سيفط ليا الفلوس..خليني نمو ت تما ماشغلكش..ولكن مك..(زاد زير على سنانو)..مك القوا د خليتها ليك أمانة..قلت ليك كون راجل و بقا معاها..ماتخليهاش بلا راجل فالدار..و نتا ؟؟ فعامين لولة ديال الحبس هربتي..و دبا كتقوليا خوك ؟؟ (زاد قرب منو و نطق بكل حقد عند وجهو) ز بي ماشي خويا !
أيمن (وجهو تسيف كيحاول ايتحكم فراسو) : كون ما أنا لي مشيت و خدمت كي الكلب باش نسيفط الفلوس عمر مّي كانت تلقا باش طلع و تنزل معاك نتا فالمحاكم..كاع دازت علينا الدكاكة أبوبكر ماديرش فيها فيلم و تحقد دين ريتي !
بوبكر (بغفلة جمع ليه وجهو بين ايديه كيشوفيه بعينين منيرين) : الدكاكة هي لي دوزتيها نتا على هاد الطريكة كاملة أولد القحـ ـبة..ايلعن الد م لي شركني بيك !
فهاد اللحظات كانت عايشة هابطة مع الدروج كتسوس فايديها و مع هزات عينيها مع وسعاتهم و غوتات كتجري لجيهتهم..
عايشة (تخشات وسطهم كتفك فيهم) : بووبكر..بوووبكر طلللق خووووك !!
أيمن (دفعو بالجهد و يالاه بغا ايرجع ليه حتى شداتو مو..عض على سنانو حتى قصاح فكو و شير لي بايديه) : مرييض ؟ حاقد ؟ ساخط ؟! أناا لي مرضتتك يااك ؟!! أنا لي دخلتك تمنسنييين للحبس؟!! ماعلييش زيييد قررب نتفاهمو رااجل لراااجل..(غوت حتى قفزات مو)..زيييد يالاااه !
علودي (مخنزر بالجهد و صدرو طالع هابط) : عايشة قولي لهاد خينا مايضورش قدامي..فالخوت كانت عندي وحدة كلاها الدود و دفنتها فالقلب..من غيرها ماكينش
و دفل ليه حدا رجليه طالع للسطح فحال العجاجة مخلي عايشة غتغيب بالخلعة و الحالة لي نوضو ولادها مع أول اللقاء ، أما أيمن فبكثرت العصاب و الجنون لي ركبوه ضر ب الصينية حتى تقلبات و خرج من الدار طاير..!
أيمن : قلاااووي !
و فجأة كاع داك الضحك و الفرحة تحولات لصداع و روينة ! أيمن خرج ساخط من الدار و علودي طلع طاير لسطح كاره الشوفة فخوه لي ماشافوش سنين طويلة ، نفسو خوه الصغير لي ماكان كيخليه مخصوص من والو أي حاجة بغاها أيمن بوبكر كيحضرها فالبلاصة ، أي وحد جبد خوه ايقسم لمو ظهرو ، كان ولدو كتر ما كان خوه ، و دبا ؟ دبا ولا كاره حتى الد م لي جامعهم..!
عايشة مشات كتجري جهة سعد لي بدا كيفيق بجهد الصداع رجعات غطاتو مزيان كطمنو بلمساتها على شعرو..
سعد (كيحك فعينيه) : الميمة بغيتيني ؟
عايشة (تبسمات ليه بحنان و الحزن مغطي عينيها) : لا أحبيبي غير رجع نعس..
سعد كان مازال مدوخ بالنعاس فالبلاصة غمض عينيه ، أما هي فجلسات فاشلة حداه فوق السداري حاطة ايديها الراجفين على راسها..
عايشة : ياربي الحبيب ايلا كنت دايرة شي ذنب فحياتي و خرج فولادي أنا متايبة ليك..
_أما برا فالزنقة فكان “أيمن” خرج طاير من الدار كيجبد فكارو و عاقد حواجبو على الجهد ، سفيان لمحو كيفاش خارج فالبلاصة قطع التيليفون و تبعو كيغوت..
سفيان : أاااايييمن !!
فالدورة ديال الدرب كان “ميمو” راجع لدارهم بعدما وصل بّا حماد و توادع مع الكل ، حتى خرج ليه خوه من الزنقة الثانية كينهج..
أسامة : ميمكنش أصحبي سخفتيني ! وا عام باش نلقاوك فين مشيتي
ميمو (شدو من طريكوه هازو كيمخض فيه) : طلق دكشي لي هاز
أسامة (وسع عينيه بالجهد ندم على النهار لي فكر ايقلب عليه) : أااش هااز طللق أمييمو !!
ميمو (خنزر فيه و قرفدو) : كيصحاب ليك نااعس على ودني..مدخل معاك المضاا ناوي تنووض ليا الغزوة تما ! طلاق الشمكار قبل مانعريك هنا و نكمل عليك فالدار
أسامة (كيتنتر منو) : واا صااحبي واا بلااتي غاا..
و هنا كان وقف على الحركة و زاد وسع عينيه على الجهد و هو كيلمح فـ “أيمن” بشحمه و لحمه قدامو ، ماقدرش ايتيق لدرجة خوه مازال شادو و هو غا حال فمو بصدمة قدامو ، و ميمو غير شافو مصدوم بداك الشكل و هو ايعقد حواجبو و ضور عينيه لور، و هنا ، و فهاد اللحظة بالضبط ، رخف على خوه بلاما ايحس فاش تلاقاو شوفاتو نيشان مع شوفات أيمن ، هاد الأخير لي بمجرد ما نفت الدخان توقف على الحركة و عينيه تبتبو نيشان على ميمو..!
ماكانش متيق عينيه أش كيشوف ، ماكانش متيق بلي هاد الشخص لي قدامو هو نفسو “أيمن” ، كيرمش و ايعاود مخرج عينيه بوحد الصدمة خايبة و لامشا حتى فاق منها غتكحال الدعوة..!
و أيمن حتى هو ملي شافو قدامو مابقاش رجع رمش ، كانت مواجهة جامعة بين الماضي و الحاضر ، نفسها المواجهة لي دازت قبل ست سنوات ، و فهاد اللحظات “سفيان” لحق عليه كينهج و وقف حداه حاط ايديه على ركابيه كيرجع النفس..
سفيان : عيتيني أصحبي..شنو واقع ؟
صوت سفيان هو لي خلا الصمت ايتكسر و خلا ميمو ايحس فحالا شي وحد صرفقو ، زاد عقد حواجبو على الجهد و ضور راسو كيشوف فخوه أسامة كأنه كيقوليه بعينيه “واش بصح هدشي لي كنشوف” حيت لحد الساعة عقلو مفلاشي و مازال ماقدر ايستوعب..!
أسامة بلع ريقو و رجع كيشوف فأيمن بنفس الصدمة أخر حاجة توقع هي ايخرج ليهم اليوم بعد هاد السنين كاملة و فهاد الوقت من الليل بالضبط ، بدا كيحس بقلبو كيضر ب بالخلعة حيت هو الوحيد لي كان عارف أش غيوقع من هنا لثواني ، قبل ما ايتكسر الصمت بنبرة ميمو القاصحة..
ميمو (حل ايديه بجوج كيشوف فأيمن بعينين مطرطقين و شوفاتهم شاعلين) : شكدير نتا هنا ؟!
أيمن لاح الكارو عفط عليه قبل ما ايتنهد مفيكسيه بشوفاتو ، الظاهر أن هاد الليلة مابغاتش تسالي ، عض على فمو من الداخل قبل مايحط ايديه جنب عنقو و بالضبط على وحد السيكاتريس محفورة بسباب الغراز و مازال باينة ! حركة دارها بلاما ايحس كأنه كيتفكر من خلالها الماضي ، و بمجرد ما سمع الهدرة لي توجهات ليه ، زاد زيد على عنقو و شوفاتو تنيرو..
أيمن (بحدة) : شناوا رجعوك قايد فالدرب و أنا مافراسيش ؟
و هنا كانت فحال الضر بة القوية لي رجعاتو للواقع ! لا هو مكيتخيلش ، هدا بصح “أيمن” لي قدامو ، خو علودي و ولد العايشة ، السيد لي خرج لختو على حياتها..!
وحد العرق فراسو بدا كيضرو بكثرت ما خرج كيضر ب ، نواظرو زادو برزو ، عينيه مابقيتيش تقدر طول فيهم الشوفة بكثرت ما سيفتو تقلبات ، و بحركة غير متوقعة كان قرب منو بالزربة ، شنـ ـق عليه من عنقو و ردخو مع الحيط بالجهد قاجو بايديه..
ميمو (غوت عند وجهو مزلزل الدنيا) : أاااش رجععك هناااا أووولد القححـ ـببببة !!!
أسامة (خرج عينيه و طار شادو) : هشااام لاا !!
أيمن غمض على عينيه مزير عليهم كيحس بد مو كيفور و آيدين ميمو كيتحفرو فلحمو ، قبل ما يهز حتى هو ايديه و ايدورها على عنقو قا جو بكل جهدو..
أيمن (خرج فيه براسو فحالا غينطحو) : راااجع لدرربناا..لداااري نتاا أااش طاار لديين رييتك ؟!!
ميمو ضحك مغزف و كشاكشو خارجين بالفقصة ، قبل ماتمحا ديك الضحكة فرمشة عين و ايجمعها معاه بضر بة قوية نيشان للوجه حتى رجع لور..
ميمو (ميل عنقو كيطلع كمامو) : أنا نوريك أش طار لدين ريتي..
و هنا الصداع تجهد ، أسامة بالجهد لي كانو كامشين بيه فبعضياتهم تدفع للجهة الثانية و شد على راسو موسع شوفتو كيشوف فالحالة لي واقعة قدامو ، كل وحد فيهم شا نق على لاخر و كيتحلفو عند وجه بعضياتهم بشوفات ديال القتـ ـيلة مستحيل ايقدر ايفرق هاد الجوج ! و سفيان جامد فبلاصتو بصدمة مامستوعبش أش واقع فرمشة عين الأجواء تقلبو و تحولات الزنقة لساحة معركة خشي ليا نخشي ليك..!
أيمن (مسح الد م من فمو و جمع ايديه بكل جهدو خشا ليه كروشي) : قودتي السوايع أهشااام..
سفيان (جرو كيغوت بكل جهدو) : لااا ! حبببس أصااحبي حبسس !
الغوات تجهد فالزنقة كاملة و أصوات الضر ب و التعنيف خلاو الناس ايخرجو من ديورهم كيجريو خصوصا مور ما شافو شكون مضا رب مع شكون و القضية ترونات ديال بصح لدرجة أصواتهم وصلو حتى لفين و فين فالدرب ! علودي كان فالسطح كيفما عادتو واقف كيكمي و كيشوف فالبحر دماغو مسافر لبعيد ، حتى بدا كيسمع الغوات و صوت الرديخ كيتجهد ، و بمجرد ما هبط عينيه لتحت و هو ايخرجهم..
علودي (ضر ب فوق الحيط و هبط طاير فالدروج كيغزز فسنانو) : موصيبة كحلة..
ديك الزنقة كلها عمرات بالناس ، الرجال ديال الدرب كلهم كيحاولو ايفكوهم ولكن كان فعلا مستحيل ايشدوهم على بعضياتهم ! ميمو ولا فحال الجاهل نازل عليه بالضر ب و كولو كينهج غيتسطى و غيحماق بمجرد ما كيتفكر شكون هو هاد السيد و شنو دار فيه ، كيحس براسو غينحـ ـرو و ايشرب من د مو وخا هاكاك مايبردش..!
أما أيمن صافي كان وصل للخر ديالو أخيب نسخة منو فاقت فيه ، كل ضر بة كيرجعها ليه مضو بلة بكل حقد و كره و لي بغا ايشدو كيدفعو فاقد السيطرة على راسو..
ميمو (الد م هابط من جبهتو و كيتركل و ايدفع فالناس باش ايدوز ليه) : غنقتتتتـ ـتتتل دييييلمممك !! اللييييلة لييييلتك
أيمن (عاود دفل الد م كيتحلف فيه بصبعو) : براابي ماادوووز ليييك هاااديي..لامااانتلااح أنااا وياااك من السطططح راااني زاا ممل !
سفيان (كيجروه هو و الدراري) : صااافي أصحبي بارااكة !
ميمو غزز سنانو و دفع الدراري راجع ليه و حتى أيمن تنتر منهم حتى تقطع ليه الطريكو كيبان ليه غا ميمو قدامو لي يا غيمو ت معاه هاد الليلة يا غيمو ت معاه ماكاينش خيار تاني..!
و فهاد اللحظة بالضبط فين جات فاطمة كتجري لاوية عليها زيفها و أسامة كيجري معاها ، كتحس بقلبها غيوقف و رجليها ماهازينهاش بالخلعة..
فاطمة (تخشات وسط الجوقة كتحاول تشد ولدها) : هشاام..هشااام طلاااق منووو طلاااق !!
ميمو شاف فمو كيف واقفات قدام أيمن مامخلياهش ايوصل ليه و حرك ليها راسو كيتحلف..
ميمو : وخا..أنا غنطلاق منو
و فالبلاصة ضر ب الدورة طالع مع الطلعة مو كتغوت بسميتو مطرطقة عينيها عرفات بلي هاد الحركة ما جاي موراها غير الويل و أسامة تابعو هو و الدراري كيحاولو ايهدنوه ولكن بدون جدوى ، لي قرب منو كيتسيف عليه..
ميمو (شنق على وحد من الدراري من طريكوه لايحو للجهة الثانية) : قووو د من قدااامي !!
حتى وحد ما بقا زعم ايشدو ، حتى من خوه لي ولا غا تابعو حتى شافو هز رجليه و ضر ب بيها باب الدار حتى تحل و دخل نيشان لبيتو كيدفع أي حاجة جات فطريقو بالجهالة..
عينيه تعماو ، و للحظة كاع الذكريات رجعو كيدوزو شريط بشريط قدام عينيه ، حل البلاكار ديال حوايجو جبد منو ديك “الجنو ية” الطويلة لي مخبيها فوحد القنت غابر ، كانت كتبري و بكثرة طولها واصلة لتحت ، شوفاتو ظلمو ، مابقا كيقشع والو فهاد اللحظة فحال ايلا رجعوه للماضي و بالضبط لديك اللحظة لي كانت غتوقع فيها أكبر كارثة لولا لطف الله..!
أسامة (خرج عينيه لاصق ليه عند الباب بايديه و برجليه) : هشااام ! هشااام أااش كدييير حطط الزبل !!
ميمو (ميل عنقو للجنب مزير على فكو حتى قصاح) : غندير دكشي لي كان خاصو ايدار هادي ستسنين (شير ليه بعينيه بتحذير كيضور فالجنو ية) حيد من قدامي..
أسامة (كيحرك راسو بالنفي مخلوع) : لا..لا لا لا
و قبل حتى مايزيد اينطق بحرف واحد كان دفعو ميمو حتى طاح فالأرض و خرج من الدار متجاهل غوات خوه لي عاود جمع الوقفة و تبعو كيحاول ايشدو..
أسامة (كيجري موراه) : هشااام !!
ودنيه تصمكو و عينيه مابقا كيشوف بيهم والو من غير وجه أيمن ، خنزر بالجهد قدامو و حرك رجليه كيجري بديك الجنو ية حالف حتى ايكمل شغلو هاد الليلة و ماسوقو لا فمو ت لا فحبس المهم هاد الإحساس لي كيحر ق فيه من الداخل ايبرد و ايطفى..
فالزنقة كانت الدنيا غتفركع ، فافيلا كلها خرجات كتفرج و لي مكيفكش كتلقاه شاد القنت و مصدوم و الهدرة على الجهد حيت كلشي عارف ميمو و علودي شحال صحاب كتر من الخوت و العائلات شحال متفاهمين يعني كيفاش دبا تقلبات الدعوة و ولاو هاد جوج عائلات واصلين للقتيـ ـلة الأمر فعلا مكيتقبلوش العقل..!
عايشة كانت لحقات عليهم غتسخف بالخلعة حتى شدوها العيالات كيهدنو فيها و هي غير كتقلب على ولدها بعينيها حتى جا “علودي” كيجري تخشا وسط الدراري..
أيمن (قطع طريكوه فوق لحمو و عروقو خارجين) : وا غاااا طلقوووو منيييي القلاااا ااااووي !!
علودي (مخرج عينيه و كيحاول ايوصل ليه وسط داك الحشد) : أااايمن !!
و فهاد اللحظة بالضبط فين سمعو غوات العيالات و الرجال تجهد بوحد الطريقة مرعبة و هما كيشوفو فميمو هاز المضا فايديه و جاي كيجري بديك الحالة لي خلعات الكل..
ميمو (هز الجنو ية الفوق و عينيه على أيمن) : بغيتي غا اللعب ؟! شهد على رااسك
علودي (جا كيجري وقف قدامو شاد ليه فايديه) : هشاااام طلاااااق النااام من ايدييييك !!
ميمو (عض على سنا نو حتى حس بيهم غيتهرسو و غوت عند وجهو) : دخووول سوووق راااسك أبوووبكر !!
علودي (شد ليه فوجهو كيحاول ايتبتو) : فيييق معاايااا أصاااحبي ! سالييينا فهمتييي..ساليييينا
ميمو (الشرار كيطاير من عينيه) : حتتتتى قلوووو ة ماااسااالاات كتفففهم..حتتتتى قلووو ة !!
أيمن (لاح طريكوه المقطع عريان من الفوق و صدرو كولو عرقان) : بغيييتيي غاا المضااا أوولد القحـ ـببة دااابااا نحضروو قدااامك و نشوووفو شكووون غيتمغط لوووول
على إثر هاد الجملة ما حس براسو حتى كان تنتر من علودي بوحد الجهد ماشي طبيعي بفعل الأعصاب لي راكبينو ، و فاش بغا ايعاود ايشدو ماعرفش كيفاش و ايمتى كان ضر بو بديك الجنوية فايديه حتى تحلات و خرج منها الد م كيشرشر..!
فاطمة (غوتات ناذبة حناكها) : اوييييييلييي علللى المسخووووط
ميمو تجمد فبلاصتو كيشوف فايد علودي لي كلها عمرات بالد م و جاو الدراري كيحاولو ايجمعوها ليه باش ماتزيدش تنزف ، عايشة غير شافت داك المنظر و هي طيح على طولتها مغيبة ، أما علودي فعقد حواجبو شاد فايديه و رجع بلور مبعد من الدراري..
علودي : ما واقع والو..(هز عينيه فصاحبو)..هشام
ميمو تنفسو تجهد ، صدرو بدا كيطلع و اينزل بعنف و شوفاتو لصاحبو كانو كيقولو ألف كلمة فالثانية ، كأنه كيقوليه “ماشي لخاطري” ، كأنه باغي ايطلب السماح ، ايتراجع ولكن ماقادرش ، وصل لوحد المرحلة لي مابقاش عندو فيها الحق ايرجع بلور ، و علودي كان فاهم هدشي ، كان فاهم شوفات صاحبو ، و يالاه بغا ايرجع ايشد فيه حتى كان “أيمن” غفلهم و شنق عليه بايديه من لور باغي ايطيحو فالأرض..
ميمو (خسر سيفتو كيحس بالنفس تقطعات فيه) : ولد القحـ ـبة..
أيمن (كيزيد ايزير عليه بدراعو بكل قوتو) : موووت
علودي (ضر ب أيمن حتى طاح حدا ميمو) : طلاااق منوووو !!
ميمو وقف كيكحب كيحس بقرجوطتو تحردات بديك التجيفة ، عاود هز ديك الجنو ية و رفعها حتى لسما هابط عليه بيها ، لكن حفظ الله و تدخل علودي فأخر لحظة..
علودي : لاااا !! وااا تاااا لاااا أهشااام !!
فأخر لحظة نجح أنه ايشدو معنقو بايديه كأنه رابطو باش مايرجعش ليه ، كان فعلا على وشك أنه ايقتـ ـلو و وخا علودي حبسو إلا أن الحدة ديال ديك الجنـ ـوية خلاتو ايتجرح فجنبو وحد الجرحة بالرغم أنها ماشي خطيرة إلا أنها كتبقا خايبة و محفورة..
هشام هاد الليلة حلف حتى ايسيل الد م ، و فعلا الد م ما مشا حتى سال ! فاطمة بدات كتبكي و كتحاول تفيق عايشة مسكينة ، كتحس براسها حتى هي فأي لحظة غتسخف حداها بسباب ولدها لي مابقاش عارف راسو أش كيدير و كاع دكشي لي خافت منو هاهي دبا كطيح فيه..
علودي (معنقو بالجهد و ايديه مازال كتنزف..شاف فالدراري مخنزر و غوت حتى زعزعهم) : أااش كتشووفووو أوولاااد القحااا اااب أجيييو شدوووه معاااياا !!
أسامة وجهو بياض كيشوف غير فايد علودي ولي كلها محلولة ، غيكدب ايلا قال بلي هو براسو ماولاش خايف من خوه فهاد اللحظات ، خوه خلعو ! مستحيل ايرجع ايقرب ليه مور هادشي لي داز على عينيه ، و سفيان حدا أيمن حتى هو مصمك بالصدمة عمرو حضر لبحال هاد الروينة كان كيسمع بالمضار بات ولكن فحال هدشي عمرو شافو ! كون قاليه شي وحد بلي فأول ليلة غيرجعو فيها للمغرب غيوقع ليهم هدشي عمرو كان غيتيق..
شوية حتى بان ليهم “بّا الوازاني” جاي كيجري مع الدراري ديالو بعدما وصلو ليه الخبار ، و مع وصل مع شد فميمو حاكمو..
بّا الوازاني (بجدية) : شووفياا..هشااام شوووفيااا..غنرجعوو دبااا لداار كتسمعنيي؟! غنرجعووو للداار !
فهاد الدقائق كانت “ليلى” طالعة من البحر كترجع فشعرها الأسود لور ، تعابيرها هادئين ولكن عينيها كانو حكاية أخرى من الألم ، وقفات فالراس و هزات عينيها قدامها كتسمع فالغوات و الجوقة قدامها ، حتى لديك اللحظة فين ضور راسو و تلاقاو عينيها مع عينيه..
كان مازال كيغوت محيح على الكل ، حتى هز عينيه و بانت ليه واقفة قدامو و مبلوكية فبلاصتها ، بؤبؤ عينيه توسع و بلاما ايحس كان همس باسم “ليلى” ، اسمها لي خرج من فمو فحال الهمسة كأنه كيتأكد بلي بصح هي و ماشي غير خيالها لي سكنو هاد السنين كاملة..
ميمو (كولو عرقان و كينهج) : غنقتـ ـل ديلمو..(شاف فأيمن و دوز بايديه على عنقو)..سوا اليوم سوا غدا غندوز على الرااابطة لي جااابتو
مع قالها مع جروه الدراري ديال الوازاني بزز منو راجعين بيه للدار مخلين الوازاني حاط ايديه مور راسو كيشوف فالحالة لي خلفها هشام و بالضبط فقطرات الد م لي فالأرض و ايد علودي لي تفرعات قبل ما ايزفر بالجهد و ايتبعهم حتى هو باش ايهدنو ، و ليلى مازال واقفة كتشوفهم كيف جارين خوها لي ماشافهاش بسبب الجوقة ، قلبها طاح عند رجليها و عينيها عمرو بالخوف كتحس بصدرها تزير عليها ، رجعات شافت فأيمن موسعة عينيها ، ميمكنش هدشي لي كيوقع ، لي خافت منو ، لي تجنباتو و هربات منو هاد السنين كاملة ، هاهي دبا كطيح فيه !
أيمن (غوت دافعهم) : ليييلى !
فاش سمعاتو كيغوت بسميتها النفس تقطعات فيها ، فالبلاصة حركات رجليها راجعة بلور رافضة تزيد تسمع صوتو..
علودي (شد خوه من لور ديال راسو بعنـ ـف) : تحررررك لدااااركم!!
أيمن (دفعو مجنن و عاود غوت بكل جهدو) : ليييييلى !!
مابقاتش قادرة تزيد توقف تما ، مابقاتش قادرة تزيد تشوف صورتو قدامها و عينيه لي غياكلوها ، و قبل ما يضورو الناس ايشوفو فيها كانت زادت بعدات لور و هربات شادة فالحيط بوجه مخطوف كتحس بد مها برد عليها ، بزاف عليها هدشي لي كوقع هاد الليلة ، ماكانش خاصها تشوفو اليوم ، ماكانش خاص عينيها ايتلاقاو مع عينيه..
أيمن فاش بانت ليه مشات زاد وسع عينيه و دفع خوه تابعها لكن علودي هاد المرة كان قوى منو و بمساعدة سفيان و الدراري نجحو أنهم ايشدوه بزز منو مرجعينو للدار..
علودي (شاف فوحد من الدراري عاقد حواجبو و كيزفر) : باب الدار محلول دخلوو موو و سدوو علييه حتى نجيي !!
أيمن (كيضر ب فيهم غيتسطى) : طلاااق القلااا ااوي راااه غنفررركع موو شييي وااحد !!
ولكن هاد المرة غلبو عليه ، ربعة ديال الدراري بمساعدة سفيان نجحو أنهم ايجروه بالسيف عليه وسط داك الغوات كامل لي فيق الدرب حتى غبروه وسط الظلام ، علودي بقا واقف كينهج كيحاول ايلقا النفس لي مشات ليه معاهم هاد ليلة ، هبط عينيه لايديه بانت ليه القضية ماهياش و الجرح فعلا غارق ، كان كيحس بايديه كتقطع عليه و بزز باش صابر على الألم ، بان ليه الطريكو ديال أيمن مقطع و مليوح فالأرض و هو ايهزو ضورو على الجرحة و زير عليها مزيان حتى تجمعات ، رجع ضور عينيه كيقلب على مو ، لقاها سخفانة ما قادراش توقف على رجليها بالسيف باش فيقوها العيالات..
علودي (بالزربة قرب منها كيقيس فرأسها بقلق) : الواليدة..شوفي فيا
عايشة (انفاجرات بالبكاء كتشوف فايديه و كلها كترعد) : ايديك..ايديك
عرفها تخلعات عليه لدرجة وصلات أنها تفقد الوعي، فالبلاصة وقفها حتى ضورات ايديها عليه معنقاه و كتبكي اللحظة فين شافتو تضر ب فيها قلبها كان غيسكت ، جربات تفقد بنتها و كان إحساس مكتمناه لحتى وحد فهاد الدنيا ، و دبا لامشات حتى ترزات فولدها أكيد غتسطى..!
علودي (باسها فوق راسها مزير عليها قبل ما يهز راسو و ايخنزر بالجهد فالناس) : سالا الفيلم خويو عليا من هنا..(بقاو واقفين كيشوفو فيه قبل ما ايغوت صاعر)..ياااالااااه !!
_أما فالدار عند “ميمو” ، كان جالس فوق السداري طريكوه مقيوس بالد م و شوفاتو تابتين قدامو بدون تعبير ، أسامة واقف عند الباب كيشوفيه و ايبلع فريقو مازال داك المنظر بين عينيه ، و “بّا الوازاني” كيحاول ايهدن “فاطمة” لي كضر ب على فخاضها و تنوح بالبكا..
فاطمة : واااهيااا ميييمتي بغااا ايييقتـ ـلل الدرييي و ايييغرق راااسووو فالحبببس..واهياااا مييييمتيي و أاااش درررت فحياااتي (ندبات حناكها) أاااش درررت فحياااتي !!
بّا الوازاني (شد ليها ايديها حابسها) : فاطمة أاش هاد الحمااق صااافي استغفري ربك !!
هشام كان كيسمع هدرة مو ، ولكن واش مستوعب حجم الصداع لي نوض ؟ واش عقلو معاهم بعدا فهاد الدار ؟ هدشي لي حتى وحد ما قدر ايفسرو ! حتى تدفع باب الدار و دخلات منو ليلى كضور فعينيها الدامعين بين مها و خوتها ، قبل مايهز ميمو راسو و ايضورو ببطئ لجيهتها..
فاطمة حبسات من الغوات كتشوف فليلى و ترجع تشوف فهشام ، هاد الأخير لي وقف غادي لجيهتها ، أسامة قرب من ختو بخوف و الوازاني قرب منو حاضي معاه لايدير ليها شي حاجة ، ولكن على غير العادة هاد المرة رمقها بوحد الشوفة فشكل ، وحد الشوفة قاستها فأعماق أعماقها حسات بيه فحال ايلا كيقوليها “شوفي الحالة لي وصلنا ليها” غير من شوفاتو لي كان فيهم جرح عميق و دفين ، قبل ما يتخطاها و ايدخل للبيت نيشان ساد عليه الباب..
ليلى بلعات الغصة هازة عينيها الدامعين فماماها ، هاد الأخيرة لي يالاه حلات فمها و بغات تقرب منها إلا أنها فالبلاصة طلعات زربانة فالدروج نيشان لبيتها..
_فالزنقة كانت الجوقة فعلا تفرقات و كل وحد دخل لدارو بعدما داو معاهم ما ايعاودو تحت شعار “الصدمة”..
فالدار عند “علودي” كان داز الوقت ، الدنيا صاقلة و الضواو خفاف فالدار ، الفوق فالسطح كان جالس علودي ناشر ايديه قدامو كيشوف فمو لي هزات المعقم و رجعات زربانة عندو..
علودي (متبعها بعينيه) : رتاحي أمّي راه يالاه ماقادينا ليك طونسيو
عايشة (حركات راسها بالنفي كتوجد باش تبدا تخيطها ليه) : لا..خاصها تجمع ولا غتعفن ليك..(كملات كلامها بنبرة راجفة)..كضرك ؟
علودي (عرفها ميـ ـتة بالخلعة عليه و رجع تنهد) : ياك كنقوليك ماتبقايش تبكي ؟
عايشة عضات على فمها و بدات كتخيط ليه بحذر ، كانت كتعرف تخيط الجروح كيفما كتعرف تضر ب حتى ليباري ، جوج حوايج تعلماتهم فشبابها و نفعوها دبا مع ولادها ، ماقدراتش تجاوب ولدها كتحس بالبكية واحلة ليها فحلقها و دموعها نشفو بكترت القهرة مابقاتش قادرة على هاد المشاكل..
علودي (ميل فيها راسو حاط ايديه على وجهها) : غتبقاي مرضة راسك فحال هكا ؟
عايشة (حبسات الخياطة هازة فيه عينيها) : و شنو ندير ؟ نتا مع الدقة لولة نوضتيها مع خوك مادرتي لا بوجهي لا بوجه الضيف لي عندنا ولا بوجه الولد الصغير لي مسكين ما ليه والو فهدشي لي واقع..و دبا شوف الحالة لي وصلنا ليها مع هشام و عائلتو..ايديك كانت غتمشي ليك أبوبكر..كانت غتمشي ليك
علودي (عقد حواجبو بحر الألم ديال الخياطة و العصاب لي مازال ما طفى) : هدشي كولو سبابو ولدك..هاد المجية ماغتجيب غا الصداع و الد م ! و نتي عارفة مزيان أش سبابها بلاما نفكرك فلي وقع و أنا فالحبس الواليدة
عايشة (مسحات عينيها مكملة شغالها) : واش كيصحاب ليك بلي عرفتو غيجي ؟ هاد النهار كان والابد منو وخا دوز حتى عشرين عام أيمن كان غيرجع وحد النهار..و زايدون أنا توحشت ولدي مابقيتش قادرة على فراقو باراكة عليا غير ستسنين ديال الكية..ولكن كيفاش غيسالي هاد الصداع و تهدا النفوس ؟ ماعرفتش..أنا براسي ماعرفتش..هشام عمرو غيتقبل خوك..عمرو !
علودي (بجدية) : عمرو غيتقبلو حيت أيمن قاصو فأكثر حاجة ماكانش خاصو حتى ايفكر ايقرب ليها..دكشي لي وقع ماحضرتش ليه حتى لنهار خرجت من الحبس و لقيت الدنيا مقلوبة فوق راسنا !
عايشة (تنهدات بحزن كتلوي ليه فالفاصمة) : خوك غلط أبوبكر..ولكن مايمكنش ايبقاو كل خطوة كيقلبو على كيفاش ايقتـ ـلو بعضياتهم..دبا كاين بينا و بينهم ولد صغير..واش بغيتوه ايكبر و هو كيشوف فباه و خالو هازين السيوفة على بعضياتهم ؟ كيفاش غيكبر هاد الولد مسكين ؟!
علودي (مسح على وجهو) : قولي ليه اينسى عليه ديك البنت قبل ما نصدق أنا لي مغطو هاد المرة !!
عايشة (شدات ليه فايديه كترجاه بعينيها) : تصالح مع خوك..صفيو القلوب..راكم خوت و خارجين من كرش وحدة..وحق لا إلاه إلا الله أولدي حتى كان ديما كيسول عليك وخا مكدويش معاه..و ديما كيسيفط..
علودي (قاطعها بحدة) : الواليدة..سهرنا بزاف اليوم و الفجر غيأدن..هبطي رتاحي ليك
قاص ايديه لي كلها ملوية بالفاصمة و شاف أخر شوفة فمو قبل ما يهبط لبيتو مخليها جالسة فبلاصتها و كتنهد بهم و هم كبير..!
_أما حدا باب الدار ، فكانو كل من “أيمن” و “سفيان” جالسين حدا العتبة ، أيمن عريان من الفوق و الجر حة لي جنب كرشو كرمات بالبرد لا هي لا الجرحة لي جنب فمو ، كان عاقد حواجبو حتى قربو ايتلاصقو كيكمي و اينفت فالدخان فصمت ، قبل ما ايزعم سفيان و اينطق بعد دقائق طويلة من الصمت..
سفيان : شكون هداك خينا ؟
أيمن عاود نفت الدخان قبل ما ايحط ايديه على صدرو و بالضبط على الوشمة لي بسمية “ليلى”..
أيمن (بنبرتو المبحوحة) : خو ليلى..
سفيان أكيد كان كيعرف “ليلى” وخا عمرو شافها ، البنت لي كان كيدوي عليها صاحبو فكل ليلة ، و هو ساحي ، و هو سكران ! كانت عايشة معاه هاد السنين كاملة فحال الدخان لي كيبقا ضاير بيك..
سفيان (كيشوف فعنقو) : هو لي دار ليك هاد السيكاطريس ؟
أيمن (تنهد و لاح البينتة ديال الكارو) : عمرو بغاني نتزوج بيها..فاش عرف لي وقع بيناتنا و ساق الخبار بلي حاملة كره ديلمي..كرهها فعيشتها و كنا غنفاريوها بشي مواصل مقو دين كتر من المواصل لي وصلنا ليهم ! (ضور فيه عينيه) كنا صحاب فلول..
سفيان (بنبرة خافتة) : فرقاتكم ليلى..
أيمن (حرك راسو بالنفي كيجبد فكارو أخر) : ليلى ما ليها والو..هو من نهارو مابغاهاش ليا..نهار قلتها ليه غا بالضحك (تبسم بسخرية كيتفكر الماضي) مابغاش..ديك الدرية من نهار لول بغيتها..كبرت و أنا كنشوفها غير هي..سطاتني من صغرها..فاش عرفت بلي عمرو غيعطيها ليا مابقات كتبان ليا حتى حاجة..(جبد بريكة و شعلو)..كتبان ليا غا ليلى..و من بعد وقع لي وقع..و ها حنا دبا !
سفيان (بتردد) : هي كانت كتبغيك ؟
أيمن (تبسم بالجنب كينفت فالدخان) : كتبغيني كلمة محكورة قدامنا..كانت تقدر تمشي معايا حتى للمو ت بعينيها مغمضين..عرفتي فاش كتكون مقطع الوراق حاكاك الدنيا مابقا عندك ما تخسر و كتلاقا مع دوبليكلاطا ديالك ؟ هي أنا وياها..دوزنا وحد القلا وي مقود..عشنا إسطوار دامور هربانة..غا أنا وياها و الباقي محرو ق
سفيان (تبسم حتى هو) : صاحبي..ايلا عرفت شي حاجة فهاد ستسنين لي دوزت معاك..غتكون هي أنني تأكدت اليوم بلي راك مسطي بهاد ليلى ماشي غا كتبغيها !
أيمن (ومى ليه براسو بهدوء) : ليلى تستاهل حتى لاتوفيت على ودها..ديك السيدة ديالي..مت ولدي..من نهار لول تبصمات فسميتي..أنا أول رجل فحياتها و أنا اللخر
سفيان : ولكن هي على ماقلتي ماباغاش تعاود تواصل معاك ؟
أيمن (شافيه بعينيه القاصحين قبل ما ينطق مأكد على كلامو) : خوها..هاد خينا لي شتيه اليوم كنت غنطيح معاه الروح ما مرة ما جوج..كنت غنمو ت على ودها و مازال منوضين الحالة عليها..أي سيكاطريس شتيها فلحمي عرفها بسبابها..مايجيش دبا شي وحد ايقوليا ماباغاش تعاود تواصل ولا ز بي..(رمقو بتحذير)..هاد القلا وي مكنفهموش !
و رجع كيكمي فكاروه و ايشوف قدامو ، مخلي سفيان كيشوفيه و ايرمش ، و هنا عرف بلي “ليلى” ماشي أي وحدة ، و العلاقة لي رابطاها بأيمن ماشي فحال أي علاقة ، ماشي فحال أي حب ، ماكانش حب مخلوق من الزهور و الورود ، بل كان حب خارج من صلب “العافية” لي فكل عام كيدوز كتزيد تحرق و تقدس ذكرياتهم..!
_دازت عليهم هاد الليلة فحال شي غيمة كحلة ! حتى وحد ما نعس لا فدار ميمو و لا فدار علودي ، النعاس ولا فحال اللعنة عند العائلات بجوج و العقل ترفع كل و فين قادوه ذكرياتو باش فاللخر ايتلاقاو فنفس النقطة لي هي “الماضي الأسود”..!
مع يالاه بدات كتشرق الشمس مع هبط علودي من الدروج كيقاد فالسمطة ديال سروالو الكحل ، قبل ما يضور عينيه و ايلمح “سعد” ناعس فالصالون ، بقا شحال كيشوفيه و بلاما ايحس كانت تبسيمة خفيفة ترسمات على وجهو ، عمرو شافو فحياتو، هاد الولد كان ولد خوه ، يعني من د مو و لحمو ، قرب دوز ايديه على شعرو الكحل كيشوفيه ، هدا هو الضحية ديال كاع هاد الصداع لي واقع ، ولكن حتى لين غيبقا هو لي كيخلص ؟
تنهد و بعد منو بهدوء ماباغيش ايفيقو فهاد الوقت فضل حتى ايرجع و ايعاود ايشوفو ، عاد خرج من الدار ساد موراه الباب..
_فهاد الوقيتة كانت “ريحانة” واقفة قدام باب دار “ميمو” و الخوف باين فعينيها يالاه قدرات تخرج من دارهم بعدما وصلاتها الخبار ديال المضا ربة لي وقعات و الغوات تسمع حتى لعندهم ولكن ماقدراتش تخرج على قبل باها لي كان خاصها تعطيه الدوا و تبقا معاه حتى اينعس ، و دبا خاصها ضروري تطمن على ميمو ولكن قبل كلشي تطمن على صاحبتها “ليلى” لي هي أكثر وحدة عارفة شنو داز عليها..!
فاطمة (حلات الباب و هزات فيها عينيها الذابلين) : ريحانة بنتي..دخلي مرحبا بيك
ريحانة (سلمات عليها عاد شدات ليها فايديها بقلق) : خالتي كيف بقيتي ؟ ياكما وقعات ليك شي حاجة ؟!
فاطمة (بنبرة باكية) : ولادي غيقتـ ـلوني أبنتي..غيقـ ـتلوني
ريحانة (قلبها بدا كيخفق بالخوف) : واش هشام وقعات ليه شي حاجة ؟ أسامة ؟! واش تضر بو ؟!
فاطمة (نفات براسها) : هشام لي ضر ب صاحبو ولكن مادارهاش بلعاني..غير خليني ساكتة أبنتي راه مانعست ما شفتو
ريحانة (عضات على شفايفها بقات فيها فاطمة و فنفس الوقت زادت تشطنات على هشام عارفة علاقتو بصاحبو شحال مقدسة) : و ليلى ؟
فاطمة : راها فالبيت دخلي عندها..ماقدرتش مازال ندوي معاها..(دموعها طاحو)..هي كتلومني على لي وقع
ريحانة (ماعرفات ماتقول) : غ غير حيت تالفة أخالتي ماشي ساهلة عليها الرجعة ديال ولدها..ماديريش فبالك عافاك
فاطمة حركات ليها راسها كتبكي هدرة بنتها مازال كتقـ ـتل فيها من الداخل ، بقات كتواسي فيها حتى تهدنات شوية عاد مدات ليها كاس ديال الما و اتاجهات جهة الدروج طالعة نيشان لبيت ليلى ، عرفات غتلقاها ماشي حتى لهيه و بمجرد ما حلات الباب و هي توسع عينيها..
ريحانة : ليلى !!
_فالزنقة كان “علودي” غادي شاق طريقو ، حتى وقف فالراس مفيكسي عينيه قدامو على “ميمو” لي من وجهو تعرفو ماناعسش و ساخط لأبعد حدود ، و بمجرد ما شافو حتى هو وقف و ماعاودش تحرك..!
“ميمو” خرج بكري من الدار قبل حتى ما تشرق الشمس و بقا كيضور حتى لقا راسو خرج فهاد الزنقة ! و ايمكن أكثر وحد ماكانش مستاعد ايتلاقاه فهاد الوقيتة بالضبط هو “علودي” ، وخا هاكاك كان دبا واقف قدامو بدون حركة و كيشوفيه..
عينيه مشاو نيشان للفاصمة لي ملوية ليه على ايديه كاملة ، و غير من الحجم ديالها تعرف بلي هاد الضر بة بةماكانتش فحال كاع الضر بات ، كانت غارقة ، كبيرة ، كتقصح ، و خاصها وقت طويل باش تبرا..!
واش كان قاصد ايضر بو ؟ أخر حاجة ممكن ايفكر فيها هي ايقيس صاحبو ، ولكن واش كان قادر ايتحكم فداك الظلام لي ساكنو ؟ الجواب هو لا ! فأعماقو عارف بلي عمرو ما يقدر ايسيطر على هاد الجانب منو ، الجانب لي قادر ايخليه ايضر راسو و ايضر لي معاه بلاما ايحس ، و هادي كانت أكثر حاجة كتحقدو..
علودي تنهد كأنه غير من شوفاتو قرا أفكارو ، و بدا كيقرب منو خطوة بخطوة ، حتى مابقا فاصلهم تقريبا والو ، ميمو حيد عينيه من ايديه و هزهم فيه ، و هنا بالضبط ذاكرتو رجعات بيه للماضي ، نفس الوقفة ، نفس الصمت ، نفس الجو ، غير المواقف لي مختالفة..!
- •قبل سنـــة••
باب “السجن” تحل ، صغر عينيه هاز راسو الفوق كيشوف فالشمس لي ضاربة و صاكو الكحل فايديه ، الحاجة الوحيدة لي خرج بيها مور ما دوز نص حياتو فهاد الحفرة ! تنهد و خطى أول خطوة برا كيحاول ايذوق مذاق الحرية وخا غير فالهوا ، كيحاول ايلقا ديك “الحرية” لي كانو كيوصفوها ليه لداخل ، ولكن ما حس بوالو ، ما كان كيحس بحتى حاجة من غير البرد الخفيف لي كيضر ب فوجهو ، هما بصح عطاوه حريتو ولكن فالمقابل خداو منو كلشي ، “الفرحة” ، “الرغبة” ، “الأحاسيس” ، “الذكريات” ، كلشي ! خلاو غير الكسدة واقفة و الخوا معمرها من الداخل..
ضور عينيه كيشوف فالدنيا لي كانت خاوية ، ما جا حتى وحد باش ايتلقى ليه و حتى هو ماكانش كيتسنى شي وحد ايجي أساسا الشخص الوحيد لي كيهمو أمرو و لي هي “مو” ماقالش ليها بلي غيخرج اليوم باراكة غير سنين حياتها لي حفات فيهم رجليها فطريق الحبس ، و بكثرة ما كره ، حقد ، و تجنن من الفكرة ديال أنه مو كتعدب باش تجي تزورو فهاد الحبس فالسنين الأخيرة ما بقاش كاع كيقبل الزيارة ديالها ولا ديال أي وحد أخر ! حاولات تشوفو و كانت كتجي وخا مكيبغيش ايخرج عندها ، فاللخر فقدات الأمل و مابقاتش كتجي ، و وخا كان باغي ايشوفها و ايعنقها ، إلا أنه قصح راسو و فضل ايعيش معذب فجهة وحدة على أنه ايتعذب فجوج جوايه..
ولكن بمجرد ما ضور راسو للجهة الثانية و هو ايوقف مجمد فبلاصتو فاش لمح أخر شخص تخيل بلي غيشوفو خصوصا مور هاد السنين كاملة ، خصوصا مور دكشي لي وقع ، صاحبو ، خوه لي دوز معاه الخايبة و الزوينة ، “هشام” ! نفسو الشخص لي كان خاشي ايديه فجيابو و كيشوفيه من راسو لرجليه ، قرب منو خطوة بخطوة حتى ما بقا فاصلهم تقريبا والو عاد هز الكاسكيطة من على عينيه مفيكسيه بشوفاتو ، بوبكر بلع ريقو ما عارف ما يقول ، هادي 6سنين ما بقا شافو و لا دوا معاه ، 6سنين و هشام كيحاول ايتقبل بلي الدقة جاتو من خو صاحبو ، ستسنين و هو ماعارفش كيفاش غيشوف ليه فعينيه ، و هو تالف ، ساد على راسو رافض ايتواصل معاه و قاطع أي خط ممكن ايلاقيهم كيحاول ايحقد على أي حاجة عندها علاقة بأيمن ، ولكن علودي ؟ علودي ما كان ليه حتى دخل فهاد الحر ب ، دخل للحبس قبل ما توقع لا هادي لا ديك ، كان منقاطع على العالم غارق غير فظلامو ، علودي لي دوز هاد السنين كاملة و هو كيحاول ايهرس داك الرابط القوي لي جامعهم و ايكره راسو فيه كيفما كره أيمن ، ولكن رغم هاد العذاب كامل لي دوز على راسو هاهو اليوم ضر ب كلشي فالزيرو و جا واقف قدامو الراس فالراس ، و هنا عرف بلي دكشي لي رابطو ب “علودي” قوى من أي حاجة ، كانت “الصداقة” و “الوفاء” لي مازال مضويين فحال الشمعة وسط بحر ديال الظلام..!
و بلاما اينطق بحتى كلمة ، زاد قرب منو و عنقو بالجهد مخلي علودي مسمر فبلاصتو ، قبل ما ايطلق داك الصاك و ايعنقو حتى هو بكل جهدو عاقد حواجبو و عينيه مغرغرين بسبب المشاعر المتضاربة لي تسلطو عليهم منهم الغضب و اللوم و الشوق..
_ميمو غمض عينيه و عاود حلهم كيحاول ايرجع للواقع و “الحاضر” ، و قبل حتى ما ايزيد ايطول فيه الشوفة كان علودي عنقو بلا هدرة بلا كلام ، غير عناق رجالي ، عناق أخوي ، نفسو العناق لي جمعهم مور ما خرج من الحبس ، و للمرة الثانية ماكانوش محتاجين ايهدرو ، ميمو ماكانش محتاج ايقوليه “سمحليا” ، و علودي ماكانش محتاج ايرد عليه ، غير هاد الحركة كانت كافية تنطق مية كلمة و كلمة و تهدي النفوس..!
_بالرجوع للبيت عند “ليلــى”..
كانت ريحانة مازال موسعة عينيها ، قبل ما تهبط حواجبها بحزن و تدخل سادة موراها الباب كتشوف فحالة صاحبتها لي كانت جالسة فالجليسة لي حدا الشرجم ، الطفاية فوق الطبلة عامرة حتى لحد الشي لي كيشهد على شحال من سيجارة حر قات بيها ريتها ، و ايديها لي شادة بيها الكارو حاطاها جهة جبهتها دموعها طايحين فصمت ، الكحل هابط تحت عينيها بكثرة الدموع لي سالو ، و جفونها حمرين بكثرة النيكوتين و قلة النعاس..
ريحانة (قربات منها و قلبها كيتقطع على حالها) : ليلى..
ليلى هزات فيها عينيها و رجعات ضوراتهم للجهة الثانية بلاما دوي ، غير ساكتة و عاضة على شفايفها كتحاول تحبس هاد الدموع لي ملي هبطو ما بقاو حبسو
ريحانة (جرات كرسي و جلسات مقابلة معاها) : ليلى حبيبتي ؟ شوفي فيا عافاك..ماديريش فراسك هاد الحالة نتي عارفة هشام وخا..
قاطعاتها بشهقة قوية كتحرك راسها بالنفي خاشية وجهها فدراعها ، هاد المرة المشكل ما كانش فهشام ولا هدرتو لي ولفات عليها بكثرة ما جرحاتها مية مرة حتى قتـ ـلاتها ، هاد المرة المشكل كان كبر من هدشي كامل و الجرح كان كيألم بوحد الشكل خايب بزاف..
ليلى (بنبرة راجفة) : و ولدي..(زادت دفنات راسها فدراعها)..ولدي مغيكونش كيعرفني
ريحانة ماعرفات ما تقول ، هاد الموضوع بالضبط ليلى عمرها دوات فيه ، كدوي على كلشي ولكن ولدها ؟ ولدها هو الحاجة الوحيدة لي تجنبات تذكرها طيلة هاد السنوات لي دازو ، بقات فيها بزاف لدرجة حسات براسها حتى هي غتبدا تبكي معاها و شدات ليها فدراعها..
ريحانة : و ولدك ؟ لا شنو كتقولي هو ضروري ما يكون كيعرفك
ليلى (زيرات على شعرها رافضة تهز راسها) : أنا لي حملت بيه..أنا لي هزيتو فكرشي تسعشهر و حسيت بيه..أنا لي ولدتو وسط الغوات و الد م..و أنا لي هزيتو فايدي و رضعتو..وخا هاكاك مكنعرف عليه والو..(تبسمات بحزن وسط دموعها)..مكنعرف عليه حتى حاجة من غير سميتو
ريحانة (بعينين مغرغرين) : ماشي لخاطرك..
ليلى جرات من الكارو جرة طويلة كأنها كتحاول تطفي بيها هاد الإحساس لي كيقـ ـتل فيها من الداخل قبل ما ترجع تنطق..
ليلى : كيكبر و هو ماعارفش حتى هادي لي ولداتو فين كاينا..مافاهمش علاش هو من دون الناس ماعندوش ماماه..هو مكيعرفنيش..و أنا مكنعرفوش..ايوى شنو لي مازال رابطني بهاد الولد ؟ (هزات فيها عينيها) علاش من نهار مشا و حياتي محبوسة ؟! علاش مازال مانسيتو و زدت خلفة ؟! (عضات على سنانها شيرات بالكاس لي حداها حتى تفركع فالحيط) علااااش ماااازااااال واااحلة فهاااد الحررر قققة ديييلمهااا لييي قااا تلاااني !!
ريحانة (تخلعات و وقفات كتحاول تهدنها) : ليلى ! ليلى ماديريش فراسك هاد الحالة عافاك
ليلى لاحت الكارو مجننة على هاد الحالة لي أبدا واش راضيتها لراسها و وقفات قبل ما تجلس فوق الناموسية مغطية وجهها بايديها و كتبكي..
ليلى : غنحماق والله..(كتشهق وسط هدرتها)..لا أيمن و لا هشام ولا حتى وحد فهاد الدنيا ما عذبني فحال هاد الولد..غنمو ت عليه غير بالعذاب لي كياكلني من جيهتو كل نهار و ماعارفاش كيفاش نهرب منو..(حطات ايديها على صدرها)..شي حاجة هنا لداخل كضرني..ولفت على الضرا بي..حياتي كلها و أنا كنتلاح من ضر بة لضربة فالزنقة..فالدار..فالخدمة..مع الحياة لي ماباغاش طلقني ! ولكن هدشي ؟ (عاودات حركات راسها بالنفي) هدشي مانقدرش عليه..
كانت فعلا من النوع لي ايقدر ايتحمل الألم الخارجي ، من صغرها هي كتلقا الدقات فالمضا ربات مع هدا و هذاك حتى ربات مناعة جسدية قوية ، ولكن الألم الداخلي كان فعلا وحد من الحرو ب لي خسرات قدامهم من أول دقة..
ليلى (مسحات دموعها و هزات راسها الفوق كتحاول تنفس) : تيقي بيا كنحس فحالا ايدي كيتقـ ـطعو..هدشي مابقاش حابس لداخل..وليت كنحس بذاتي حتى هي كضر ني..(هبطات عينيها لجيهتها و عاودات نطقات بنبرة مهرسة)..و عييت بزاف !
ريحانة (كتشوفيها و الدموع هابطين بلا هواهم) : حاسة بيك والله..
ليلى : حاسة بيا (ضحكات بسخرية على هاد الكلمة) ماغتحسيش بيا و ماغتفهمينيش..حتى أنا ماكنتش فاهمة هاد التسطية..عمري مافهمت دكشي ديال الأمومة و العاطفة كانت كتجيني غير تخربيق..ماعمري حلمت ايكونو عندي ولاد و دار و راجل فدويرة زوينة و ديك الحياة لي كلشي كيحلم بيها..كانت كتجيني ما ليها معنى و ماشي ديال وحدة فحالي..ولكن نهار حملت بيه..
رجعات خشات ايديها فشعرها كتحاول تحبس البكية ولكن دموعها رجعو خانوها..
ليلى : ماكانش خاصني نولفو فاش تزاد..ماكانش خاصني نشوف عينيه
ريحانة شدات ليها فايديها كتبكي فصمت ماعارفة ما تقول ولكن باغا تزيد تسمع ليها..
ليلى (تبسمات ابتسامة باهتة كتفكر الماضي) : فاش كمل عام كان ديك ساعة مشا مابقاش معايا..العام لول بكيت حتى نشفو ليا الدموع
ضورات عينيها جهة الكوافوز هزات باكية دالكارو مكملة كلامها..
ليلى : العام الثاني وليت كنحاول ندخل لراسي بلي صافي مشا..(جبدات وحد و هزات بريكة)..العام الثالث وليت كنحس براسي فحالا غنبدا نتسطى..(نفتات الدخان كتشوف قدامها)..و من بعد ؟ من بعد ولات هادي هي حياتي..خاصني نعيا فالنهار باش نعس بليل و مانفكرش..دفنتو لداخل وخا أنا مو..وخا أنا لي كان خاصني نشوفو كيكبر و أنا لي كان خاصني نشوفو كيتمشى و نهزو فاش ايطيح..واش عرفتي شنو هي تعيشي و نتي عارفة ولدك كيعيش هدشي كامل و نتي ماكايناش ؟ (عضات على شفايفها حتى قطعات فيهم الد م)..كنجي نشوف كنلقا راسي خلصت على كلشي..خلصت بزاف و خلصت غالي
ريحانة (مسحات دموعها و زادت تقابلات معاها باش تشوف فيها) : حتى دابا باقي الحال..هو دبا رجع و تقدري تشوفيه..شنو بانليك نمشيو اليوم نشوفوه ؟
ليلى بلعات ريقها و حركات راسها بالنفي رافضة الفكرة ، رافضة تعلق بوحد الأمل ضعيف ، رافضة تعلق بهاد الولد لي مابقاش عندها الحق فيه..
ليلى : نشوفوه ؟ على أساس شكون..باينا وجه غنقوليه أنا هي ماماك..كيفاش غنقولها ليه..كيفاش غنشوفيه ؟! شنو غنعاود ليه (شوفاتها تبدلو) داك الولد ما مكتابش ليا..غنمشي نسافر حتى ايدوز هدشي و نرجع
ريحانة (وسعات عينيها) : ما مكتابش ليك ؟ هدشي لي دخلو ليك لراسك ؟! ليلى نتي ماعارفاش بلي أكبر مشكل راه كاين هنا لداخل فيك نتي ! قنعوك بلي ماتصلاحيش تكوني أم و ماتصلاحيش تربيه حيت مغتعرفيش و حيت غتخرجي عليه..و هدشي وخا مكين منو والو حيت الأم عمرها كتأدي ولادها و بلاصة الولاد كتكون ديما حدا مهم نتي بكترة ما مرضتي وليتي تايقة بهاد الهدرة و قنعتي راسك بشي حوايج ماكاينينش وليتي كتقولي بلي بصح ماتصلاحيش تكوني أم و بلي أحسن ما درتي هي بعدتيه على هاد الحياة..ولكن ايلا هربتي هاد المرة غير نساي بلي فايت ليك ولدتي شي ولد نسايه حيت غتكوني بصح سمحتي فيه ! سعد كيفما ما ليه والو فهدشي لي واقع حتى نتي ما كان ليك والو شحال هادي..هاد السنين كلها عمرك دويتي عليه و أنا عارفاك شحال كنتي كتعدبي بينك و بين راسك..ولكن حتى لين ؟ هاهو دبا رجع ايوى حتى ليين..حتى لين أليلى جاوبيني ؟!!
كانت كدوي بحر قة حيت هي من أكثر الناس لي شهدو على التغيير لي وقع فحياة ليلى و كيفاش عام على عام كانت كتزيد تطفى و تغرق فرمادها ، و هاد الهدرة بالضبط هي لي خلات عينين ليلى ايزيدو ايعمرو بالدموع ، عمرها حلات قلبها و دوات حتى لهاد الدرجة مع شي وحد و كانت هادي أول مرة تعري على أحاسيسها و تبيين شحال موضوع “سعد” كيمرضها ، كيفما حتى هي أول مرة تلقا شي وحد ايواسيها بهاد الهدرة فحال ريحانة ، شفايفها بداو كيرجفو الشي لي خلا ريحانة تعنقها عندها بالجهد ، مخلياها كتبكي فصمت لا على و عسى ايبرد ليها خاطرها وخا غير شوية..
_فالدار ديال “علودي”..
كانت عايشة شادة قطن و كتمسح لأيمن جبهتو بحذر ، هاد الأخير لي شاد كارو كيسف فيه و كيسمع فهدرتها..
عايشة (بكل جدية) : كتسمعني ولا مكتسمعنيش ؟ الهدرة لي غتجمعنا غتكون مع فاطمة باش نتفاداو المشاكل..البنت من حقها تشوف ولدها ولكن نتا ماعندكش الحق تقرب ليها
أيمن (نفت الدخان ببرود) : وخا الواليدة
عايشة (دارت ليه فاصمة صغيرة على جبهتو) : سعد كيعرفها كيف دايرا ؟
أيمن (عقد حواجبو) : معلوم كيعرفها
عايشة : و كيفاش كيعرفها ؟ فين وريتيها ليه ؟!
أيمن (تنهد و وقف باس ليها راسها) : الواليدة الله ايحفظك ليا نبقا أنا نتضر ب و نتي تخيطي ليا..هاني مشيت فالعشية نجيب لميمتي كاع دكشي لي بغات
عايشة (غوبشات) : كيفاش ؟! على نتا مازال ناوي تضر ب و تحل لحمك..أداك الويل راه غنسخط عليك !
أيمن (خرج من البيت هابط من الدروج) : غااا رتاااحيي مااكاااين لاا حلاان لا واالو
و ضحك كيحرك فراسو مخلي ريحة الكارو تخلط مع ريحتو فالدار كاملة ، ضور راسو كيقلب على “سفيان” مالقاهاش عرفو غيكون مازال فالحمام ، زاد تحرك حتى وصل للصالون فين لقا “سعد” كيتفرج ، بقا شحال كيشوفيه شحال مهدن و متبت فبلاصتو فحال شي ولد كبير و كيشوف فالتلفازة بدوك العينين لي فوقتما كيشوف فولدو كيتفكرها، غفلو من لور و هزو فوق كتافو حتى وسع شوفتو و بدا كيضحك فرحان فاش شاف باباه..
أيمن (باسو كيرجع ليه فشعرو لور و نطق بالإيطالية) : عاجبك الحال ؟
سعد (مضور ايديه الصغار على عنقو) : اه..الميمة ضريفة و كطيب زوين
أيمن (ضحك كيخربق ليه فشعرو) : عجباتك الميمة زوينة ياك ؟
سعد (بابتسامة طفولية) : بزاف
أيمن (تنهد قبل ما يرجع اينطق) : عرفتي شغنديرو أنا وياك اليوم
سعد (كيرمش فيه بعويناتو) : شنو ؟
أيمن (عض على فمو قبل ما يتبسم بالجنب) : غنمشيو نشوفو ماماك..
_فبلاصة أخرى..و بالضبط فدار “بّا الوازاني”..
رحمة كانت فالكوزينة كتكمل الحطان ديال الفطور كيف ديما ، هادي “التسعود” ديال الصباح و اليوم ماكتخدمش و ماكتحلش العيادة دكشي علاش صبحات ناعسة شوية أما فالعادة مع أذان الفجر مع كتفيق..
هزات البلاطو ديال القهوة حطاتو فوق الطبلة و يالاه جلسات و هي توسع عينيها فاش سمعات الباف تطلق و تطلق معاه “النشيد الوطني” على الجهد مخلي الصوت ايتسمع حتى للزنقة ! كان الوازاني لي فاق و كيف كل صباح خاصو ضروري ايطلق النشيد الوطني ولا مايدوزش ليه النهار..
كان فبيتو ديال النعاس الكبير واقف قدام وحد التصويرة قدها قداش معلقة الوسط ديال المرحوم جدو العسكري ، حط ايديه جهة قلبو و بملامح كلهم جدية بدا كيبرح..
الوازاني (جامع الوقفة و هاز نيفو) : مااااانبت الأحرااااار..
رحمة فالصالون تبسمات كتحرك فراسها ، ايمكن من نهار حلات عينيها و هي كتفيق على هاد الحالة لدرجة مابقاتش كتعجب و ولا هدشي جزء من روتينها ، كبات ليها القهوة و ميلات راسها كطل على خالها لقاتو لابس غير بيل سماطي فالكحل مع شورط ديال النعاس و التقاشر طالعين ليه حتى لفين و فين ..
الوازاني (ضر ب فوق صدرو معلي صوتو) : بالروووح..بالجسسسد
و كمل النشيد ديالو بكل أحاسيسو حتى فيق الناس فحال الفروج ، ما رجع حلقو حتى ختمها بأحسن “الله الوطن الملك” عاد شمر بنيفو كيشوف فالتصويرة..
الوازاني : الله ايرحمك أجدي..كنتي راجل وخا ما صورنا من فلوسك غا الزاب !
هز حاجبو و دار تحية العساكرية فحالا جدو كيشوفيه من التصويرة ، عاد هز فوطتو و خرج متاجه للصالون..
رحمة (ضحكات كتشوفيه) : حبيبي شفتك ساليتي دغيا اليوم
الوازاني (تنهد و جلس حداها) : غا مانعستش مزيان أما تشوفي الجهد ديال حبيبك..(هز كيكة كينقب منها)..عرفتي فاش كتشبهي لمك ؟
رحمة (رمشات فيه) : فاش ؟
الوازاني (كياكل و ايتبنن) : فهاد الكيكة ديال الحامض..حتى هي الله ايرحمها كانت كتصرعها
رحمة (عوجات فمها) : ياك أحبيبي غير هدشي فاش كنشبه ليها
الوازاني (عنقها بالجنب) : شوفي فهاد الطريكة حنا كاملين كنتشابهو تزادينا غا التيتيز على خوه فينا وحد الزين طياااح..شوفي غا جدك الوازاني الله ايرحمو كي كان..أجمل عسكري داز فالمغرب !
رحمة طلات عوتاني على تصويرة جدها الوازاني لي كان مخنزر و شلاغمو مغطيين النص فوجهو ، جبدات عينيها فحبيبها و رجعات نطقات..
رحمة : حبيبي قوليا ؟
الوازاني (كيفطر بكل شهية) : أشنو
رحمة (حطات قهوتها و تنهدات) : شكون كان مضا رب البارح ؟
الوازاني (حنحن كيتفكر الحالة دالبارح) : أيمن ولد عايشة مع هشام ولد فاطمة
رحمة : و علاش نوضو ديك الحالة ؟ كيبانو ليا مفاهمين ماشي ديال ايزلزلو بينا الأرض
الوازاني : تا را حساب قديييم باقي واقف بيناتهم نتي ماحضرتيش لأش وقع قبل ستسنين..القضية حارة البارح ماخرجت من دار هشام حتى قرب ايطلع الصباح و اليوم خاصني نمشي ندوي معاه هو و بوبكر
رحمة (وسعات عينيها) : بوبكر..واش ولد خالتي عايشة ؟
الوازاني (ساس ايديه و وقف) : ايه ولد خالتك عايشة دوك الجوج خاصني نوريهم فين غنولي نحطهم لاماتصالحوش..يالاه هاني مشيت ندوش فطري مزيان !
كانت بغات تزيد تسولو و تعرف شنو هدشي بالضبط لي واقع و واش عندو علاقة بالماضي ديال البوبكر ولكن كان ناض و مشا جهة الدوش كيصفر ناشط هاد الصباح ، فاللخر تنهدات و عاودات هزات القهوة كتفطر فهدوء..
_بالرجوع لعند “أيمن”..
كان مازال كيشوف فولدو و كيحاول ايقرا ردة فعلو من تعابيرو ، و “سعد” فالمقابل بمجرد ما تذكرات كلمة “ماماك” حس بشي حاجة فشكل فداخلو فحال كل مرة كتذكر فيها سيرتها ، ولكن هاد المرة ماكانتش فحال باقي المرات ، هاد المرة قاليه ايمشيو ايشوفوها..!
سعد (جبد فيه عويناتو) : واش هي كاينا..كاينا هنا ؟
أيمن (محافظ على تبسيمتو الجانبية) : كاينا هنا
سعد (بتردد) : كتعرفني ؟
أيمن (دوز بايديه على شعرو) : كتعرفك مزيان..أشنو كنقوليك ديما ؟
سعد سكت كيتفكر هدرة باباه ، دوك ليالي لي كان ديما كيعاود ليه فيهم على ماماه ، كيوصفها ليه ، كيعاود ليه على ذكرياتهم ، التصويرة ديالها الصغيرة لي كانت محطوطة فالكولوار و كيفاش كان كيهزها بايديه الصغار و ايبقا ايحقق فيها ، هبط عينيه لثواني و رجع هزهم فيه..
سعد : هي بغات تشوفني ؟
أيمن كان عارف ولدو شحال ذكي وخا باقي صغير ، ولكن لي ماكانش عارف هو القدرة ديالو على تحليل الأشياء وخا فهاد السن ، كيفسر الأمور بالمنطق ، أكيد كان كيتيق بهدرة باباه ولكن كانو بزاف ديال الأسئلة خاصهم جواب و الجواب لي كيعطيه أيمن ماكانش ديما كيقنعو ، وخا هدشي كامل كانت عندو رغبة كبيرة كبرات معاه منذ النعم باش ايشوف ماماه “ليلى”..
أيمن (زفر مطول) : ماكاينش شي وحد بغات تشوفو ليلى قدك نتا..
هدرتو خلات سعد ايزيد ايوسع عينيه كيحس بهدشي جديد عليه هو كبر بين جوج رجال فحال هاد الأحاسيس عمرو عرفهم ، و حتى أيمن فهمو و باسو فوق راسو قبل ما يحطو فالأرض و ايعقد حواجبو ، هاد الموضوع خاصو ايحبس هنا ميمكنش ايزيدو ايطولوه كتر من هكا هو بايديه غينوض لي عمرو ناض على ود سعد و ليلى باراكة غير هاد السنوات لي ضاعو..!
و يالاه شد فولدو و حل الباب باش ايخرج و هو ايسمع صوت سفيان..
سفيان (كينشف فراسو بفوطة و مصغر فيهم عينيه) : فين سالتين بوحدكم ؟
أيمن (خرج واقف حدا الباب كيقاد فكاسكيطتو المقلوبة) : عندي غرض
سفيان (هز حاجبو بشك) : أيمن ؟
أيمن (ببرود) : شنو
هاد البرود كان كيعرفو مزيان و هاد الشوفات ديال لا مبلاة لي ديما أيمن كيكون مخبي موراهم شي قنبـ ـولة خلاوه ايخرج فيه عينيه و اينطق بتحدير..
سفيان : لا أصحبي !
أيمن : شناوا عوتاني ؟!
سعد كان كيشوف فالدنيا قدامو و فهاد البنايات الشعبية و الأجواء لي أول مرة ايكتاشفهم ، كيشوف فالبحر لي عامر على الصباح و ايرجع ايضور عينيه فالدراري الصغار لي طالعين نازلين كيجريو..
سفيان (قرب منو بالزربة و وقف قبالتو) : صاحبي واش شفتي شنو وقع البارح ولا لا !! كان غيقتـ ـلك ولا غتقـ ـتلو مايمكنش تعاود دير شي تمجنينة على الصباح شووف غيير حاجبك كيف مفروع و الضر بة لي فجنبك !!
أيمن (رجع راسو لور حتى زادو برزو عروق عنقو كيزفر بملل من هاد الهدرة) : دبا أش كاين مافهمتش ؟!
سفيان (بجدية) : لي كاين هو غتقلب على ليلى وخا غير اليوم بينما تهدنات الدنيا..خوها غيكون باقي جاعر و هي براسها مغتكونش مستاعدة تشوفك مور دكشي لي وقع ليك مع خوها..غتكون مخلوعة ولا مخربقة ولا معرت أش عرفتي فيها !! فكر بالعقل وخا غير مرة وحدة فحياتك على ود ولدك و خمم ليه كيفاش غيولي فاش غيشوف طريكة مو مع طريكة باه مقا تلين ؟!
أيمن بقا كيشوفيه شحال ، هدرتو فعلا خلاتو ايعاود التفكير فشحال من حاجة ، سعد فعلا هو الحاجة الوحيدة لي رابطة ليه ايديه ، أما كون ماكانش سعد كان غيكون شحال هادي هز بوطة فايد و هز جنو ية فاليد الثانية و دخل عليهم حتى لوسط الدار خرجها بزز منها ! هبط عينيه جهة ولدو لقاه كيشوف فالبحر بإعجاب قبل ما يتنهد و ايرجع شوفتو لصاحبو..
أيمن : كتعرف ديك النفس اللوامة ؟ ربي سلطك عليا نتا فبلاصتها
سفيان (ربع ايديه متكي على الباب) : حيت ساكناك غير النفس الأمارة بالسوء
أيمن (ضحك بالجنب راجع بلور) : كاينا عندك هاد اللعيبة..قدي شغالك و لحق علينا للبحر
سفيان (شير ليه بايديه) : وخا تهلاّ
أيمن (هز سعد فايديه كيضحك معاه) : شناوا نتا نمشيو ندرعو أنا وياك نقطعوها ؟
سعد ضحك حتى هو فرحان بهاد المشية ديالهم للبحر أول مرة ايجرب هاد الأجواء ديال ايهبطو بلا باراسول بلا كورة بلا ايديك ولا ايخليك أيمن حالف حتى ايعيشو الهيت ديال فافيلا على أصولو ، أما سفيان فدوز ايديه على راسو قبل ما ايسد باب الدار بالشوية مراعي لعايشة لي مازال ناعسة بكترة ما عيات ، عاد تحرك داخل مع وحد الزنقة كيقلب على “كاراج بّا حسن” لي نعت ليه أيمن باش ايكري طوموبيل فهاد المدة لي هما فيها فالمغرب..
_فـ “الكاراج” كانو كل من “علودي” و “ميمو” خدامين كيف العادة ، الشمس ضار بة فالدخلة و الهوا دالبحر واصل عندهم حتى لهنا ، لي شافهم كيف خدامين دبا و كيتناقشو بهدوء مايتيقش بلي هادو نفسهم لي كانو وسط حر ب دا مية البارح..!
فالقنت كان “أسامة” شاد وحد الموطور كيبريباري فيه ، من نهار حلف عليه خوه بلي غيخدم معاهم و هو كل صباح كيجيبو قدامو بالتصرفيق..
أسامة (جهد فالموسيقى لي مطلوقة و غوت) : نحووس على عدياااني لقييتهم طااسيييلتي
و شاف ميمو بنص عين لي حيد الكارو من فمو و هز فيه حاجبو..
ميمو : كون ما كانت مي هي مك كنت غنقوليك وحد لعيبة مقو دة
علودي (كيجرب فالموطور واش خدام) : كتقلب على الصداع أصحبي..قلنا ليك طلق لينا عاقيل
أسامة (بدل الأغنية ماعاجبو حال) : هاهو طلقناه..(كيتمتم بينو و بين راسو)..ايصدق مطير ليا شي ودن حتى أنا..
ما قاطع هاد الحوار غير “بّا الوازاني” لي دخل عليهم على غفلة ضا رب أحسن حطة صيفية مع النظاظر..
الوازاني : السلام عليكم
أسامة (هز فيه راسو حال فمو) : با با با على بّا الوازاني ! وا تا را كاتبان فحال شي زماكَري
الوازاني (هاز راسو الفوق عاجبو الحال) : ياك بعدا..(شير لميمو و علودي)..شوفو الناس لي كيعرفو ايدويو المكاريب..نتا ماتستاهلش تمرمد معاهم فهاد القنت
أسامة (وسع فيه عينيه) : قوليهم أبّا الوازاني..وا ياربي لا ما شوف من حالي !
ميمو (عنقو جارو حداهم) : غضسرو عليا غتصدق نادم على هاد الهدرة
علودي (سلم عليه و جلس كيرتاح) : العميم قسما بالله حتى بقات بلاصتك فالتيران !
الوازاني (جلس وسطهم) : شاافت الماتش و لعيبات حكام ولد القحـ ـبة بغا ايربحهم صحة
أسامة : و خورناهم فاللخر
الوازاني : ما ناض لا صداع لا والو
علودي : تا را ناضت حالة برا غا رجعنا فحالنا بكري
الوازاني (فرق رجليه حاط ايديه مور راسو) : عندهم الزهر ماكنت لا أنا لا الطبقة الثانية أما كون راه ايشوفو اللخر
ميمو (طفا الكرو فالطفاية) : عارف ديك اللخر ديالك..النص ايمشي للحبس و النص كوما
الوازاني (ضرب ليهم بجوج فوق كتافهم فرحان) : وا هاكا نبغيكم خوت ما تفرقكم غا المو ت..عندكم الزهر لقيتكم مصالحين أما كنت جاي نوريكم وحد الخدعة..
علودي (هز عينيه جهة الباب و هو ايعقدهم) : أش كدير نتا هنا ؟
الكل ضورو عينيهم جهة الباب قبل ما ايتعجبو بوجود “سفيان” لي كان واقف و كيرمش فيهم كاملين مع الدخلة مع دعقوه..
سفيان (حنحن بتوتر) : بغيت نكري شي طوموبيل لا كانت ؟
ميمو بقا شحال كيشوفيه ، قبل ما يتنهد و ايحط ايديه على كتف صاحبو..
ميمو : وريه الموجود..مرحبا !
الخدمة كانت خدمة ، و المشاكل فقنت بوحدهم كل حاجة و وقتها ، و من الفوق سفيان ما ليه لا ناقة ولا جمل فهدشي بصح كيبقا صاحب أيمن و الضيف ديالو إلا أنه خارج هاد السوق ، علودي وقف متاجه لعندو ، مكيعرفوش مزيان ولكن كيبقا ضيف عندو فالدار و خاصو ايعطيه صوابو..
علودي (هز فيه حاجبو) : شكون نعت ليك الكاراج
سفيان (قرب منو و نطق بخفوت) : أيمن..ولكن مابغاش ايجي..و عندو الحق !
و ضور عينيه جهة ميمو الشي لي خلا بوبكر ايفهم البلان حيت فعلا أيمن ميمكنش ايجي معاه حتى للكاراج و ايدخل عليهم هاد المرة بدون شك غتنوض الريكاطا ! فاللخر جرو قدامو كيوريه فالطوموبيلات لي كاينين وخا ماشي اختصاصهم هدشي ديال الكرا ولكن عندهم الموجود ، حتى بانت ليه فوحد الحديدة نقية عجباتو و تفاهم معاه عليها..
علودي (كيحسب فالفلوس) : تهلاّ فيها را متلقاش لي ايكريها ليك بهاد الثمن..دزتي على وجه عايشة
سفيان (فرحان حيت دغيا يسر ليه الله) : الله ايحفظك..
الوازاني (علاّ صوتو باش ايسمعو) : وي وي النظيظرات ! أجي رايّح معانا تشرب قهيوة
سفيان حشم ايرجعها ليه فوجهو و قرب منهم قبل ما يجلس حدا أسامة حشمان و ماعارفش كيفاش ايتأقلم معاهم مور الحيحة لي وقعات البارح ، ماعارفش بلي هادي هي حياتهم صباح ايتشا نقو و فالعشية تلقاهم ضاحكين و بيخير..
ميمو (مد ليه كاس دالقهوة) : السكار ؟
سفيان : لا غير وحدة باراكة..شكرا
الوازاني (جبد السبسي قدو قداش من جيبو) : طلق طلق لينا شي صباح فخري نتنغمو بيه..دير ليا ديك قل للمليحة
علودي (جا جلس حداهم حتى هو) : الوازاني فين كنتي خاشي داك سبسي ؟
الوازاني (نفت الدخان و جاوبو ببرود) : فكـ ـري
ضحكو كاملين شادين الستون مع بّا الوازاني و سفيان ما حس براسو حتى كان حتى هو كيضحك دغيا تأقلم وسطهم بسبب الترحيب لي وخا مفشكل إلا أنه مغيلقاش ما حسن منو..
أسامة (كيشوف فوحد الكورميطة فايديه بإعجاب) : ناضية عندك هاد اللعيبة واش نقرة ؟
سفيان (حرك راسو بالإيجاب) : اه..جابها ليها الخوادري الكبير فعيد ميلادي
أسامة : خوتك كيشريو ليك فحال هاد الخير فعيد ميلادك ؟
سفيان : ضروري..كورميطة رويحة ولا شي حاجة خفيفة فحال هكا
أسامة (جبد فيه عينيها) : دبا هادي عند خوتك غا حاجة خفيفة ؟ (هز ايديه الفوق و نطق بتذمر) يا قاضي الحاجات إقضي على إخوتي !
_الوقت داز و العشية وصلات ، “أيمن” دوز أحسن نهار مع ولدو بداية بالدورة الشرفية لي دار على الدرب كامل كيشوف شنو زاد و شنو نقص و ايتفكر الذكريات ، عاد داز شاف صحابو لي رحبو بيه أحسن ترحيب لا هو لا سعد لي ما ايجي فين ايحطو وحد حتى كيكون هزو لاخر فرحانين بيه و مامتيقينش بلي صاحبهم أيمن ولا أب و عندو ولد فحال سعد ، و شحال توحش هاد اللمة مع ولاد الدرب و التسطية لي دوزو مجموعين ! فاللخر هبط مع ولدو نيشان للبحر ضبر فباراسول و جوج كراسة من عند الدراري ولد دربهم نيت عاد حيد طريكو معري على الوشام لي فدراعو زيادة على ديك لي فصدرو و سعد حتى هو بشروطو كيشوف فالجو لي خالقينو الناس ، الموسيقى و التجمعات العائلية و الكورة لي كتلعب فكاع القنات ، دوز أحسن عشية مع باباه شبعو عومان و ماتشات مع ولاد الدرب عاد تمو طالعين مع الغروب..
الوازاني (كان راجع لدارو حتى لمحهم) : وا تا را مايمكنش !
أيمن (ضحك حال ليه ايديه) : بّا الوازاني واا على نهاار كي مضوي !
الوازاني (عنقو بالجهد كيضر ب على ظهرو) : وا البرهوش وليتي طول مني و متوتز عليا غطيح ليا كاع التويتات و تخليني بلاش
أيمن (شدو من راسو باسو فجبهتو) : تا را ميمكنش شحال توحشت هاد القولالة
الوازاني (ضحك و هز سعد فايديه كيبوس فيه) : هاني على البوكوص ! وا فيين أعموو بيخير ؟
سعد (تبسم ليه) : بيخير
الوازاني (شاف فأيمن) : الدري عندك كاوري بروماكس حضي لاتلصق ليك فيه كرابة طمع لينا فالوريقات و كدا
أيمن (كيضحك معنقو بالجنب) : بالرب ايلا توحشناك أبّا الوازاني..باقي ماكاين لا زواج لا والو غا التبزنيز و تكبير الإمبراطورية ولا كيفاش ؟
الوازاني (بثقة) : مازال مالقيت هادي لي تستاهلني..(عاود باس سعد قبل ما يحطو)..لقيتيني زربان دبا غنمشي نشوف وحد الكليان و نتا أولد عايشة غندوزعندك من بعد نوريك الجناوة و الد م مع الدخلة..(غادي و كيشير ليه)..دير بالك معايا راه غندوز عندك هاد ليامات !
أيمن ضحك كيحرك فراسو من أعز الناس و أقربهم فهاد الدرب هو بّا الوازاني ، فاللخر رجع شد فولدو حاط ليه كاسكيطة فوق راسو..
أيمن (بابتسامة ماكرة) : اليوم غنختمو أنا و ولدي النهار بوحد البلان واعر..
_داز الوقت و طاح “اللـيـل” ، فهاد الوقت كانت “ليلى” جالسة فبيتها شادة تيليفونها طالعة نازلة كتلف بيه الوقت ، هاد النهار صبحات ماشي حتى لهيه مور ديك الحالة النفسية لي دوزات دكشي علاش كان خاصها تبقا هنا مخلوية مع راسها ، تنهدات و يالاه بغات تطفي التيليفون حتى بدا كيصوني و الرقم كان مجهول ! عقدات حواجبها باستغراب الناس لي عاطياهم نمرتها محسوبين على رؤس الأصابع مستحيل ايقدر شي وحد من غيرهم ايطيح على نمرتها..
ليلى (قبلات الاتصال و نطقات بحدة) : شكون معايا ؟
فالجهة الثانية كانت تبسيمتو الماكرة زادت توسعات ، قبل ما اينطق بداك الصوت المدعدع لي هي كتعرفو مزيان مستحيل ايتلف ليها !
أيمن : ليلـى..
نطق سميتها و هو كيتلدد بكل حرف بين لسانو كيفما كان كينطقها هادي سنين ، حسات بدقات قلبها جهلو عوتاني بقاو غير أنفاسها لي كيتسمعو دون رد و قبل ما تعاود تنهار و تفقد السيطرة على راسها زيرات على تيليفونها ناوية تقطع..
أيمن : ماتقطعيش..كاين لي باغي ايدوي معاك
ليلى بلعات ريقها و حبسات فأخر لحظة كتحس بلحمها شوك عليها قبل حتى ماتعرف شكون ، ولكن فداخلها ، فأعماق أعماقها كانت حاسة بشي حاجة و كدعي الله مايكونش دكشي لي فبالها..
سعد (خدا من عندو التيليفون و بعد تردد نطق بخفوت) : ماما ؟
“مامـا..”
الكلمة لي خلات تنفسها ايحبس ، ماعاوداتش رمشات قدامها و هي كتحاول تستوعب هاد الاتصال و هاد الكلمة لي دازو فرمشة عين ، هدا ولدها ، ولدها “سعد” لي ولا كينطق و هاد الصوت الصغير كان ديالو ، و بهاد الصوت الصغير نطق بكلمة “ماما” لأول مرة ، الكلمة لي أول مرة تسمعها موجهة ليها و لي دوزات ليالي طوال و هي كتسول راسها واش ممكن ولدها اينطق بيها شي نهار ، حطات ايديها على قلبها كتحاول تهدي دقاتو لي تسارعو بوحد الطريقة هستيرية ، قبل ما تنطق بنبرة راجفة..
ليلى : سعد ؟
سعد فالجهة الثانية هز راسو فباباه لي تبسم ليه ، و ليلى بلعات ريقها قبل ما تقاد فجلستها كضور عينيها قدامها ، كتحس بكاع المشاعر تخلطو عليها ، كتحس بالنفس ناقصها ، المشاعر لي هي براسها ماعارفاش تصنفهم ولكن الحاجة الوحيدة لي كانت بصح حاسة بيها غتقضي عليها هما دقات قلبها لي مابقا ليه والو و غيسكت فهاد اللحظة..
ليلى (بنفس الرجفة فالصوت) : سعد هدا نتا ؟!
سعد (حرك راسو بالايجاب كأنها كتشوفو) : اه..و هادي نتي ؟
وقفات كتحاول تلقا النفس ، قبل ماتحط ايديها فوق راسها كتحس بذاتها كلها كترجف و الدموع معمرين عينيها كل كلمة كينطقها بصوتو كانت كتقضي عليها من الداخل..
ليلى : اه هادي أنا..(هزات عينيها الفوق كتحبس فدموعها)..ع عرفتيني ياك ؟! قلتي ليا ماما ! أنا ماماك..ماماك ليلى
و سكتات فاش حسات بالشهقة غلباتها ، مخلية سعد فالجهة الثانية كيرمش بعينيه ، باغي ايجاوبها، باغي ايزيد ايدوي ولكن ماعارفش شنو ايقول هادي أول مرة ايسمع صوت ماماه و ايدوي معاها ، و حتى التعبير ديالو بالعربية تقادا ليه..
ليلى (عضات على شفايفها كتحاول ماتزيدش تبكي) : وليتي كدوي..(ضحكات حاطة ايديها على عينيها)..صوتك زوين بزاف
سعد (تبسم بلاما ايحس) : حتى نتي..
و قبل ماتجاوبو كان أيمن خدا من عندو التيليفون بهدوء و وقف كيشوف قدامو قبل ما ايخاطبها هو بنفسو..
أيمن : و نتي صوتك ماتبدلش أليلى..
صوتو خلاها تبدا تسترجع الوعي ديالها ، و فجأة نبرتها مابقاتش هادئة و حنينة ، كلماتها مابقاوش دافئين ، و ديك النظرة لي كانت فعينيها تحولات لحدة ، قبل ما تجاوبو بنبرة خالية من أي إحساس..
ليلى : رجع ليه التيليفون
أيمن تنهد كيجبد فالباكية ديال الكارو ، عاد ضار جهة ولدو باسو فوق راسو..
أيمن : هبط عند الميمة أنا غنجي عندك دبا..
سعد دار دكشي لي قاليه و خرج من البيت مخلي أيمن بوحدو ، بقا متبعو حتى خرج عاد رجع التيليفون لودنيه..
أيمن : سعد بغا ايشوفك
ليلى بلاما تحس كانت مسحات عينيها و جاوباتو فالبلاصة ، هاد المرة غير غريزتها الأمومية لي كدوي..
ليلى : جيبو ليا نشوفو..أنا غنسيفط ليك فين
أيمن (شعل كاروه مصغر عينيه) : كان خاص ضروري ندخل سعد باش ليلى ترضى و تخلينا نسمعو صوتها ؟
ليلى (زيرات على ايديها) : منين جاتك نمرتي ؟
أيمن : أش كتعرفي عليا ؟
ليلى (تبسمات بسخرية) : نتا غير ذكر الشيطان..و هو غيحضر قدامك
أيمن (ضحك مخلي نيابو ايبرزو) : ليلى..ليلى..ليلى
كان كينطق سميتها كأنه كيحاول ايفكرها فراسها ، فشكون هي و شنو كانت كتعني سميتها معاه هو بالضبط ، سميتها لي سكناتو هاد السنين كاملة..
أيمن (هز راسو الفوق كينفت الدخان) : هاد الساركازم ديالك هو لي كيخليني نزيد نتوفى عليك !
ليلى (تنهدات و ببرود البرود نطقات) : قوليا واش كتبان فيا شي وحدة صبارة غتبقا مطولة معاك فالهدرة ؟ غنجاوب فبلاصتك..(بحدة كبيرة)..لا !
أيمن (كيكمي فكاروه حتى هو مبرد معاها) : ماعليش أنا نعلمك و نقسم معاك صبر ستسنين..على ودك نتي كلشي نرجعوه دايز
ليلى (غمضات عينيها بنفاذ صبر) : غدا غنتسناك تجيب ليا ولدي
و قطعات بلاما تزيد حتى كلمة معاه مخلياه مازال على نفس وضعيتو الهادئة ، دكشي لي بغا هاهو وصل ليه ، أخيرا سمع صوتها لي تحفر فراسو فحال الهمسات ديال شي شبح مور هاد السنين كاملة ، فاللخر لاح البينتة من الشرجم و تبسم بالجنب كيشوف فظلام الليل..
أيمن : مرحبا أحُبي..
_فهاد الوقت من الليل كانو كل من “ميمو” و “علودي” جالسين فالصخر كيشوفو فالبحر لي تظلم و مابقا كيتسمع غير صوت أمواجو ، هادي هي بليصتهم لي جامعة شلا ذكريات و كانو كيجيو ليها من الصغر ، و لي مزال كيجيو ليها حتى ليومنا هدا..
ميمو (حاط ايديه على ركابيه و كيشوف قدامو) : غدا غيكون الصهد..شوف الضباب يا صاحبي
علودي (كيقاد فجوانو) : هاد السيمانة كاملة القضية محرقة
ميمو (هبط عينيه كيشوف فايديه) : غرزتيها ؟
علودي (هز فيه حاجبو) : سبعة دالغرزات
ميمو (مصدوم) : سبعة ؟!! وخا نكون نزلت عليك بمقدة
علودي : راك ضار بني بساموراي ماشي بكاس العنبة
ميمو (حط ايديه فوق دراعو) : ماكانش خاصها تجي فيك و نتا عارف
علودي (شعل جوانو قبل مايشوفيه بجدية) : و فيمن كان خاصها تجي..فأيمن ؟ هشام دكشي لي وقع ماكانش خاصو ايوقع
ميمو : حتى حاجة ماكان خاصها توقع من البدية..(شافيه ساخط)..نهار مشا حلفت على ديني لاعاودت شفتو فالدرب غنغلط فيه
علودي : و راك غلطتي فيه ! هو ميكروب مايسواش و دار غلطة مقو دة..ولكن دبا بينكم و بينو ولد صغير و هاد القلا وي خاصو ايحبس
ميمو (خدا ليه الجوان من ايديه) : غيحبس ما حدو مابانش قدامي و ما قربش ليها
علودي : و الولد ؟
ميمو ماجاوبوش ، فالأصل هو ديما كيحبس فنفس النقطة ، النقطة لي كتخليه فكل خطرة مايفركعش أيمن و لي هي “سعد” ! علودي فاش قاليه ديك “ماحدو ما قربش ليها” كان عارفو كيدوي على ختو “ليلى” ، كيفما كان عارف بلي “أيمن” مستحيل ايخرجها من بالو و هدشي تأكد منو من ديك الليلة ، وحد أخر كان أكيد فيعطيها التيساع مور هاد السنين كاملة و من الفوق هاد الصداع و الحرو بات لي كان ايقدر ايخسر فيهم حياتو ، ولكن أيمن كان حالة خاصة ، و هاد الحالة بالضبط هو لي خوه و ماعارفش كيفاش ايحبسها و ايتعامل معاها..!
علودي (تنهد و حاول ايقلب الموضوع) : أش درنا فالفلوس ديال بّا حماد
ميمو (نفت الدخان مضور فيه عينيه) : أنا و الوازاني جمعنا النص
علودي : شحال باقي خاص ؟
ميمو : مليون و نص
علودي (حرك راسو بهدوء) : خليها عليا أنا و عسولي
ميمو بقا شحال كيشوفيه و الدخان خارج من نيفو قبل مايضر بو لكتفو بمزاح..
ميمو : تعضلتي القلاوي قودناها معاك فهاد الدرب
علودي ضحك و خدا من عندو الجوان كيسفو فهدوء، مزهيين الوقت بهدرتهم و متلفين ظلام ليل بهاد الجليسة بيناتهم..
_فهاد الوقت كانو أغلبية الناس نعسو ، إلا هي لي عرفات بلي النعاس مستحيل ايزورها هاد الليلة ، كانت حالة الشرجم و جالسة قبالتو كتشوف فالسما و فبالها حاجة وحدة ، “صوت ولدها”..
الصوت لي مازال كيتعاود فمسامعها مرارا و تكرارا و ديك “ماما” مازال كضور فراسها ، دوزات بايديها على شعرها كتزفر بعمق ، قلبها مازال كيضر ب من ديك المحادثة الصغيرة لي دارت بيناتهم ، و وحد الإحساس فشكل شادها مزيج من الفرحة ، الشوق التوتر و الخوف ماعارفاش كيفاش غيكون لقائها بولدها ، واش فعلا غيدوي معاها كيفما دوا معاها فالتيليفون ؟ واش غيتقبلها حتى فالواقع ؟ واش غيتعرف عليها ؟
سؤال ايديها و سؤال ايجيبها كتحسب فالوقت و ماقادراش تصبر على الصباح ايمتى ايطلع ، حتى سمعات باب بيتها تحل ، ضورات عينيها و هي تلمح فاطمة داخلة و حزن عميق باين فعينيها..
فاطمة (قربات جلسات حداها) : ليلى..(دوزات بايديها على شعرها الكحل)..بيخير أحبيبتي ؟
ليلى (حركات ليها راسها بهدوء) : الحمدالله أمّي..
فاطمة : اليوم ماجيتيش قلتي ليا صباح الخير..ماخرجتيش من بيتك..(بنبرة مغنغنة و مكسورة)..واش مازال هازة فخاطرك من جيهتي ؟
ليلى (كضور عينيها فعينين مها) : عمري هزيت فخاطري من جيهتك
فاطمة : ولكن ذاك نهار قلتي بلي أنا غلطت فحقك..(شفايفها رجفو)..والله أبنتي كون صاحبلي هدشي كامل غيوقع ليك كنت غنزوجكم بايدي قدام الناس و بالسيف على كلشي..واش كاينا شي وحدة كتبغي ضر بنتها ؟
ليلى بقات كتشوفيها ، عارفة مها شحال بصح كتبغيها و تخاف عليها فحالها فحال أي أم ، و وخا تكون غلطات فحقها وحد الوقيتة فراه غير من خوفها عليها ، و حتى من ليلى الغلط لي دارتو تقبلاتو و تقبلات بلي هدا هو خلاصها فالدنيا ، كيفما تقبلات كاع الجروح لي دازو فحياتها..
ليلى (دوزات بصبعها على وجهها) : ديك الهدرة لي تقالت نسايها..أنا وياك حتى للمو ت نشوفو ديك ساعة واش غنطلع ليك فراسك ولا لا أفاطمة
هدرتها خلات فاطمة ضحك وسط دموعها قبل ماضور عليها ايديها و تعنقها عندها ، ليلى حتى هي ضورات عليها ايديها حاطة راسها على صدرها ، رمشات قدامها و بنبرتها الباحة نطقات..
ليلى : غدا غنشوفو
فاطمة (كدوز بايديها على شعرها) : شكون ؟
ليلى : سعد
فاطمة (وقفات على الحركة موسعة شوفتها) : واش كدوي بصح ؟!!
ليلى اكتافات أنها تحرك ليها راسها الشي لي خلا فاطمة تحط ايديها على فمها و تضحك ماقادراش تيق أش كتسمع..
فاطمة : الحمدالله ياربي الحمدالله !
و رجعات عنقاتها عندها كتبوس فيها و ليلى حتى هي باست ليها ايديها و رجعات كتنهد فصمت غارقة فتفكيرها لي كولو مع ولدها ، مخلية فاطمة كتشكر الله و تعاود ماقادراش تيق بلي أخيرا بنتها مور هاد السنين كاملة دالعذاب قلبها حن و قررات تشوف ولدها..!
_فدار “علـودي..”
تحل الباب و دخل منو بوبكر بعد نهار عامر ديال الخدمة و جلسة طويلة مع صاحبو ، كان كيتسنى ايلقاهم نعسو إلا أنه تعجب فاش لقا “عايشة” مازال فايقة مع “سعد” فالصالون، طافيين الضو و كيتفرجو فالتلفازة و ايدويو، عايشة معنقاه عندها و هو حاط عليها راسو و كيتفرج بهدوء..
حيد مونطوه علقو و قرب ليهم بشبه ابتسامة عينيه على سعد ، هاد الولد الصغير لي مازال ماتاحت ليه الفرصة ايدوي معاه و ايتعرف عليه كيف بغا..
علودي : السلام عليكم
عايشة (ضورات فيه راسها و تبسمات) : و عليكم السلام أوليدي..كيف داز نهارك
سعد ضور فيه حتى هو عينيه كيشوفيه ، علودي دخل للصالون و وقف قدامو هزو بين ايديه..
علودي : بيخير أميمتي..(ضحك كيشوف فملامح سعد)..عمو صافا ؟
سعد ماكانش كيعرف علودي كيفما كيعرف عايشة و هدشي راجع لأنه ماكانش كيدوي مع باباه ، وخا هاكاك أيمن كان ديما كيوريه تصاورو معاه فاش كانو صغار باش ايكون عارف بلي عندو عمو فالحياة..
سعد (رجع ليه الابتسامة) : صافا..
علودي (خربق ليه شعرو) : عرفتيني ؟
عايشة (كتشوفيهم بابتسامة حنونة) : معلوم غيعرفك راك عمو و كيفهم شنو كتقول وخا مكيعرفش ايجاوب على كلشي ولكن ولدي حبيبي كيتعلم
علودي (هز فيها راسو) : سبحان الله عينين ليلى و هشام !
عايشة (حركات ليه راسها) : كيشبه ليهم بزاف..
فهاد اللحظات كان سفيان خرج من الدوش كيقاد فسنسلتو على عنقو ، وقف فالدخلة ديال الصالون كيشوف فالمنظر لي قدامو ، ولدو و خوه ، قبل مايتكا على الحيط مربع ايديه و حاضيهم..
علودي : عرفتي شنو ؟ غنمشيو أنا و عمو نصاوبو وحد المقيلة دالحوت ناضية فالسطح
سعد وسع تبسيمتو عجباتو الفكرة و علودي يالاه ضار و هو ايلمح أيمن ، شافيه ببرود و تخطاه هاز سعد فايديه مخليه موراه متبعهم..
عايشة (تنهدات حاطة ايديها فوق بعضهم) : ايمتى غيهديكم الله على بعضياتكم ؟ لعن الشيطان راه خوك هدا
أيمن (عقد حواجبو داخل عندها) : راه هو لي خاصو ايلعن الشيطان أعايشة..النهار لول مع شافني مع نزل عليا بالسبان !
عايشة (تكاحزات مخلياه ايجلس حداها) : أوليدي راه دكشي لي داز عليه و علينا ماشي ساهل دير بوجهي و تسامح مع خوك
أيمن (دوز ايديه على وجهو ساخط) : واا الواليدة ! وا راه ولدك ماباغيش ايتسامح..علاش هدشي كامل ؟ حيت مشيت للغربة دمرت باش نسيفط ليك الفلوس و تلقاي باش طلعي و تهبطي معاه..فنيت شبابي فبلادات الناس باش فاللخر ايدفل ليا عند رجلي..(زفر بالجهد)..صافي الواليدة سدينا هدشي غنبقاو داويين فيه غانصدق غا معصب !
عايشة : أشنو غنقوليكم (عاودات تنهدات ماباغاش تجبد الصداع) فين هو صاحبك و كان ؟
أيمن : ناعس..صاحبي راه فاش كنا لهيه كان كينعس مع التسعود فحالا كيضل ايهز فالحجر..(سكت شوية و عاود نطق)..قولي ليا الواليدة ؟
عايشة (هزات فيه راسها) : نعام أوليدي
أيمن (بلع ريقو و بعد تردد كبير نطق) : تمشي معايا غدا نزورو قبر رحمة ؟
غير السمية ديال “رحمة” كانت كافية تخلي قلبها ايتزير عليها و داك الجرح لي خلق ما ايبرا ايزيد ايتحفر كتر من لول ، ماشي ساهل تفقد وحد من ولادك و من الفوق تمشي تزورو فقبرو ! خصوصا بالنسبة لعايشة لي فوحد الوقت كانت رحمة بنتها الكبيرة هي عينيها ، عينيها لي ترزات فيها ، حركات راسها بالايجاب بلاما تنطق كتحاول تغلب على بكيتها ، و أيمن حس بيها و فهمها دكشي علاش فالبلاصة ضور عليها ايديه معنقها عندو و كيتنهد..
_داز هاد النهار و صبح “الصباح”..
“سفيان” هاد الصباح فاق بكري بما أنه نعس بكري ، كان فايق ناشط و فرحان داز عند عايشة هي لولة سلم عليها و هي فرحانة بيه ، هاد الولد عز عليها بزاف و دخل ليها لخاطرها و حتى هو عمرو تخيل راسو غيقدر ايرتاح مع شي عائلة ولكن عائلة أيمن كانو غير و خلاوه بالسيف عليه ايولفهم فهاد الأيام القليلة لي دوز معاهم..
سفيان (حل الباب و قبل ما ايخرج علاّ صوتو) : مّي عايشة قلتي نص كيلو دالكرعة حمرة ؟
عايشة (من الكوزينة) : اه أوليدي..اليوم الجمعة غتلقاها موجودة
سفيان : صافي
و سد الباب موراه كيضور الكونطاكط ديال الطوموبيل فايديه ، اليوم الجمعة إذن عايشة غدير كسكسو و بما أن بوبكر مشا للخدمة الصباح بكري و أيمن كان مازال ناعس فقرر ايجيب هو بايديه التقدية لعايشة..
ركب فالطوموبيل و ديمارا نيشان للسوق لي ماكانش بعيد بزاف ، خدا دكشي لي ناقص فالخضرة و داز على الجزار ناوي اياخد اللحم ، و يالاه هز عينيه و هو ايحل فمو بإعجاب فالدرية لي كانت واقفة عند الجزار ، بجلابتها الفاتحة و القفة فايديها شادة شعرها الطويل بمقبط الشي لي مخلي ملامحها الفتانة ايبرزو ، ماعرفش شنو هدشي جاه ولكن لقا راسو ماقادرش ايبعد عليها عينيه ، كانت زوينة بزاف ! و عجباتو ، ماكانش من النوع لي كيتزعط من أول شوفة ولكن هاد البنت بان ليه فيها شي حاجة فشكل..
الجزار (مد ليه الميكة) : هانا أبنيتي ريحانة بسم الله سلمي ليا على حمّاد
ريحانة (خداتها من عندو بابتسامة بشوشة) : ايسلم عليك الخير و الربح أعمي عبد الكريم
و مع ضارت مع لقات سفيان قدامها مفيكسي عينيه فيها ، هبطات راسها و زادت خلفة فحالها مخلياه متبعها حمقاتو من أول شوفة ، حط ايديه فوق الطبلة ديال المحل و تنهد مطول..
سفيان : دير ليا وحد كيلو دلحم..ايكون زوين..فتي..(حط ايديه على قلبو)..و كيدوووب فالفم
الجزار (هز فيه حاجبو و شير للدري لي معاه) : دير ليه كيلو دالهبرة راه السيد طاب لينا هنا قبل من اللحم..
_بشحال ما ليلة البارح دازت عليهم طويلة و الوقت كان كيزيد غير بزز ، بشحال ما الوقت هاد الصباح داز طاير بوحد الطريقة غريبة الشي لي كان كيدل على أن هاد النهار غيدوز “فشكل”..!
“الجوج دالعشية” ضر بات ، فهاد الوقيتة كانت ليلى جالسة قدام المراية كتشوف فراسها و بالضبط فعينيها المكحلين لي زاد برز لونهم الصافي ، كتحس بقلبها غيخرج من بلاصتو وخا هاكاك متبتة راسها ، اليوم غتشوف ولدها لأول مرة إذن خاصها تلاقى معاه فأبهى حلة ، وقفات و هزات فيسط كحلة لاحتها عليها و جاتها زوينة مع الدجينز الكحل و الطريكو القصير لي زادو برزو قوامها…
رجعات شعرها الكحل لور لي كان مطلوق على راحتو و خرجات قاصدة نيشان البلاصة لي سيفطات ليه فميساج بلاما تزيد طول معاه فهاد التواصل لي هي أصلا كتحاول تفاداه بكاع الطرق ، ولكن ما حد ولدها داخل فالخط فغتبقا مضطرة تواصل مع “أيمن” بالسيف عليها..
هبطات نيشان للشارع فين لقات الطاكسيات موجودين ، ماتعطلاتش باش تركب و بمجرد ما تحرك بيها الطاكسي و هي تنهد كتحس بايديها كيترعدو بوحدهم ، عارفة مزيان بلي هاد اللقاء بالضبط مغيدوزش بالساهل عليها..
_فـ “لاكورنيش” كان أيمن واقف هاز كارو فايد كيكمي فيه و كيشوف فالبحر مصغر عينيه ، و الايد الثانية شاد بيها سعد لي كيدوز رجيلاتو على الرملة و شعرو الكحل ضاربة فيه الشمس ، أيمن مع ضور عينيه و هما ايبانو ليه البنات كيتغامزو عليه ، كان ضار ب حطة ديال لهيه ، كاسكيطة مقلوبة مع شورط و طريكو فالكحل مزير على عضلاتو ، عاد شكارتو لي ديما مضورها على جنبو مع سبرديلة و تقاشر نايك ، دراعو الموشوم بارز و وقفتو هاكاك خلات كاع البنات اينتابهو ليه ، عاود ضور راسو و هاد المرة هبطو جهة ولدو..
أيمن (بالإيطالية) : بيخير ؟
سعد (حرك ليه راسو) : بيخير..هي بصح غتجي ؟
أيمن (تحنى لمستواه) : غتجي
و قبل ما ايزيد اينطق كان لمح شي حاجة جاية ، ولكن ماكانتش أي حاجة، و ماشي أي وحدة ، كانت “ليلى” لي شوفتها جاية جيهتهم خلاتو ايفيكسي عليها عينيه كيطلعها و ايهبطها ماقادرش ايبعدهم عليها ، قبل مايشد فولدو و اينطق بلاما ايزيح عليها نظراتو..
أيمن : شوف هنا..
سعد عقد حواجبو باستغراب ، و بمجرد ما ضور راسو و هو ايفكهم فاش لمح هاديك لي جاية ، بلاما ايحس كانو عويناتو توسعو و هو كيسول راسو “واش هاد السيدة الزوينة هي ماماه ؟” ، بصح شافها فالتصاور ولكن فالحقيقة عمرو تخيلها تكون هكا ، رمش فيها و عاود ، و هنا بالضبط فين “ليلى” هزات عينيها و تلاقاو نيشان مع عينين ولدها..
البؤبؤ ديال عينيها توسع و نفس خفيفة خرجات من فمها ، ماعاوداتش رمشات و للحظة رجليها ولاو كيترعدو لدرجة ولات كتفكر ترجع لور ولكن ماقدراتش ! هداك الولد الصغير لي قدامها كان فحال شي مغناطيس كيجذبها لجيهتو..
خطوة مور خطوة حتى مابقا كيفصل بيناتهم والو و سعد مازال واقف فبلاصتو كيشوفيها بانبهار كبير كأنه كيتأكد بلي هادي هي الحقيقة و هاد السيدة بصح ماماه..
أيمن رجع وقف على رجليه حاط ايديه على كتف ولدو و متبسم بالجنب كيشوف فهاد اللقاء لي شحال تسناه و تخيلو كيف غيكون ، عينيه على ليلى لي غير من ايديها الراجفين عرف مزيان بشنو كتحس..
ليلى وقفات قدامو و تحنات لمستواه كتشوف فعويناتو ، قبل ما تهز ايديها و تحطهم على حنكو ، سعد هاد الحركة خلاتو ايرمش فيها كيحس بوحد الإحساس غريب اجتاح قلبو الصغير ، و قبل مايعاود ايرمش كانت ليلى تبسمات ليه ابتسامة خفيفة ، بغات تنطق ولكن ماخرجات حتى كلمة غير شفايفها لي رجفو ، و هنا كانت ضورات ايديها مور راسو و جراتو عندها بالجهد حتى ضر ب فصدرها..
ليلى (زيرات عليه حتى حفرات ضفارها فحوايجو) : ولدي..(طبعات قبلة فوق راسو و عاودات نطقات بنبرة مهرسة)..ولدي..
سعد بلع ريقو حاط راسو على صدرها كيحس بوحد الدفئ أول مرة ايعرفو فحياتو ، قبل مايضور عليها حتى هو ايديه الصغار فصمت ما عارف ما يقول ، ايمكن حشمان ، ايمكن ماعرفش باش ايجاوبها ، ولكن لي عارف هو هاد الإحساس بالضبط هو أحسن إحساس حس بيه..!
أيمن شوفاتو تبدلو ، رمش فيهم بثقالة و تنهد مطول كأنه هاز هم كبير فوق كتافو ، كيشوف فليلى ، ليلى لي جلسات فالرملة خاشية عندها ولدها و مزيرة عليه بكل جهدها ، قبل ماتحط جبهتها جهة كتفو و تشهق بخفوت ، كان شعرها الأسود مغطي وجهها وخا هاكاك الشهقة لي هربات ليها خلاتو ايفهم بلي كتبكي فصمت ، “ليلى” ، ديك البنت لي ماكانتش كتخلي الحزن ايوصلها ، ديك الي كانت قادرة تحر ق الدنيا و تشطح على رمادها ، و لي كانت مقصحة قلبها و مربية المناعة داك كلشي ، نفسها البنت لي دوز معاها كاع أنواع “الجنون فالحب” ، لي ريسكا معاها و ريسكات معاه فشي حوايج عمر شي وحد كان ايزعم ايديرهم ، و هاهي دبا قدامو مور هاد السنين كلها ، معنقة ولدها بوحد الطريقة ضراتو فخاطرو ، مزيرة عليه بايديها فحال ايلا بغات تخشيه فصدرها ، فحالا خايفاهم ايعاودو اياخدوه من بين ايديها ، “ليلى” ديك البنت المتمردة لي غير ديك الحدة فشوفتها كانت قادرة تخليك تهبط عينيك دبا مابقا منها والو ، من غير الحطام ديال “أم” مكسورة حتى من البكاء مابقاش قادر اينفس عليها ، و حتى الشهقة مابقات قادرة ترحمها بكثرة ما تقتـ ـلات من الداخل..!
دقائق طوال و هي على داك الحال و سعد مخشي فيها و كيحس بدموعها لي هابطين و بقبلاتها لي كل مرة كتوزعهم فوق راسو و على وجهو مامتيقاش بلي و أخيرا شدات ولدها بين ايديها كيفما كانت كتحلم هاد السنين كاملة و دبا مابقاتش عارفة حتى كيفاش غتبعد ايديها عليه و تطلقو ايتنفس..
ضورات وجهها لور مسحات عينيها عاد رجعات شافت فولدها شادة وجهو بين ايديها بوحد الحنان هي براسها ماكانتش عارفة بلي تقدر تعطيه لشي وحد..!
ليلى (كدوز على وجهو بحنان) : سعد..عرفتيني ياك؟
نطقات هاد الجملة و هي كلها كترجف خايفة من الجواب ، خايفة لا ولدها ايبقا غير ساكت و ايرفض ايتقرب منها ، ماعارفاش بلي حتى هو ماكرهش ايبقا معنقها لوقت طول و مايتفرقش عليها..
سعد : عرفتك (تبسم بهدوء) ماما..
سلتات ليها ضحكة بلاما تحس ، هاد الكلمة غتسبب ليها فسكتة قلبية بكترة الفرحة ، حركات ليه راسها بالايجاب و عاودات باستو فحنكو قبل ما ترجع تعنقو..
ليلى : هي أنا..ماماك..أنا لي ولدتك عارف هدشي ؟
سعد حرك ليها راسو بالايجاب و هي عاودات طبعات قبلة على جبهتو ماقادراش تيق بلي بصح كيعرفها ، بغات تزيد تأكد ليه بلي هي ماماه و أيمن تبسم بهدوء قبل ما يجلس حداهم..
أيمن : هو كيعرفك مزيان..
ليلى هزات فيه عينيها الحمرين ولكن ماجاوباتوش، زادت زيرات على ولدها كدوز بايديها على شعرو قبل ماتهبط عينيها جيهتو..
ليلى : عارف بلي توحشتك بزاف..ياك؟
سعد (حط ايديه فوق ايديها) : حتى أنا..
ليلى (باست ليه ايدياتو على هاد الجواب) : كنت كنهزك غير بايد وحدة و دبا كبرتي و وليتي ولد زوين بزاف..(رجعات تبسمات ماقادراش تحيد عليه عينيها)..و كتشبه ليا..كتشبه لماماك
سعد (هز فيها راسو) : كيقولها ليا بابا..
أيمن بنفس الابتسامة الجانبية غمز ولدو و تنهد قبل مايضور عينيه فليلى..
أيمن : شوفي شحال من عام و أنا كنعرفك و عمري شفتك كتبكي..خاص شي وحد نضور معاه باش ايقيد لينا هدشي فالتاريخ (ميل فيها راسو) ولا لا أليلى ؟
ليلى تبسمات لولدها لي مازال فأحضانها قبل ماتجمع ديك الابتسامة و ضور عينيها لعندو..
ليلى : باش تعرف راسك وخا هاد السنين كاملة عمرك عرفتي هاد ليلى شكون هي..
عض على فمو كيضور عينيه بين حروفها لي زادو برزو فاش دخلات فالعشرينات ، زادت زيانت و ديك الشوفة لي فعينيها عاد مازادت حدتها كبرات ، فاش شافها جاية فلول ماقدرش ايبعد عينيه عليها ! كلها من راسها لرجليها عاد مازادت سلباتو ، طوالت ، فورمتها ماتبدلاتش بزاف من غير أنها زادت عمرات شوية و شعرها زاد طوال كثر من لول ، انتاقلات من ديك بنت تمنطاش لعام لشابة عشرينية ناضجة و كتجذب كل من شافها..
أيمن : كنعرفها مزيان..(خرج لسانو عاض عليه قبل مايزيد ايقرب وجهو منها)..و كنعرف مزيان هاد الشوفات لي غيساليو معايا شي نهار
ليلى (عقدات فيه حواجبها و جاوبات بهدوء ماباغاش ولدها ايسمعهم) : هاد الهدرة خليها لديك لي غدوب معاك..أما أنا راك قلتي بفمك بلي كتعرفني شكنسوا
أيمن (دوز بايديه على لحيتو) : ستسنين أليلى عاد ما زادت قصحاتك..عارفك قبيحة ولكن ماشي ديال ضر بي عليا قبل ما تقولي حتى السلام
ليلى ماجاوباتوش، رجعات عينيها لولدها و زيرات عليه ، كتحس بوحد العا فية كبيرة غتفركع قدام وجه أيمن غير بمجرد هاد المحادثة القصيرة لي دازت بيناتهم ، كانو كيبانو لناس فحال شي عائلة صغيرة ولكن ما خفي أعظم ! زيرات على ايديها متحكمة فلسانها و رجعات تنهدات حاطة راسها على راس ولدها..
أيمن (صغر عينيه قدامو) : كيقولو بلي فاش كيدوز الوقت الخاطر و القلب كيبردو..(رجع ضور فيها عينيه)..غا هو من جيهتك نتي مازال شاعلة وحد الفلامة ماعمرها تطفى..و ايلا كنتي غتكملي فهدشي ديالك عرفيها غير ماغتزيد تشعل
ليلى (جاوباتو ببرود) : شنو دبا خاص بزز منا ندويو مع سي أيمن ولا ايهز علينا العين الحمرة ؟
أيمن (رجع راسو لور) : بلاتي نفكر..
بقا شحال مرجع راسو لور قبل ما يرجع ايحل فيها عينيه و ايقرب منها..
أيمن : اه ! ولكن ماغتخلينيش نوصل معاك لهاد السطاج كامل..(غمزها بالخف)..ولا لا ؟
ليلى (بنفس الشوفات الباردين) : واش كيصحاب ليك غدعقني بهاد الهدرة ؟
أيمن (تبسم بسخرية) : كون كنتي كدعقي كون راه معرت فين وصلنا..
وقف كيسوس حالتو من الرملة و يالاه مد ليها ايديه باش توقف حتى كانت زيرات على ولدها بين ايديها و وقفات هازاه متفادية أي احتكاك مع أيمن ، شافت فسعد كتحس بقلبها تزير عليها عرفات بلي جا الوقت فين ايمشو قبل ما ايرجع اينطق أيمن بالهدرة لي صدماتها..
أيمن (بجدية) : سعد بغا ايبات معاك اليوم..غيدوز معاك هاد ليلة
ليلى (بالزربة ضورات عينيها فولدها موسعة شوفتها) : بصح ؟ تبغي تبقا معايا ؟!
سعد (حرك ليها راسو بالايجاب) : اه..
ليلى ضحكات حتى بانو غمزاتها و باستو بالجهد قبل ماتعاود تعنقو مغمضة عينيها..
ليلى : غندوزو أنا و ولدي أحسن نهار مع بعضياتنا
حلات عينيها فأيمن لي كان مربع ايديه و كيشوفيهم ، قبل ما تحط ايديها مور راس ولدها و تحرك غاديا فحالها بلاما تزيد تنطق بحتى كلمة ، سعد شاف فباباه و شير ليه بايديه كيودعو ، و حتى أيمن وسع ليه ابتسامتو كيشير ليه قبل ما ايتنهد و ايهز راسو فالسما ، هاد اللقاء ماكانش ساهل عليه ، ماكانش ساهل ايشوفها حداه بهاد القرب كامل و هو ماقادرش حتى ايقيسها ، حس براسو غيتفركع عليه دكشي علاش فالبلاصة تحرك فحالو كيجبد فالباكبة دالكارو فهاد اللحظة خاصو ضروري ايكمي باش ايتنفس..!
_فدار “ميمو”
كان أسامة طالق الباف و كيشطح فالصالون بالحركات الفضائية ديالو ، لابس غا شورط و مسفح عليهم من الفوق..
أسامة : إسطوار قديمة..يا عااودت حيااات تلاقينا و تفكرنا لي فاات..الحب لي كان عمره ما ماااا ت !
ميمو (خرج من الدوش مخنزر فيه) : نتا لي غتمو ت لاماسكتيش عليا هاد الصندوق
أسامة (قفز و يبس فبلاصتو قبل ما ينطق ما عاجبو حال) : تا شو على ديكتا تورية و قمع كيدايرين نتا بانليا ماعارفش دكشي تاع حقوق الإنسان..(هز ايديه الفوق)..وا ياااربي تعفوو عنااا من هاد البلاد !
فاطمة (خرجات من الكوزينة هازة صينية دالقهوة مع طبسيل دالفقاص) : الفقاص وجد زيدو تاكلو..
أسامة فالبلاصة حبس الموسيقى و تلاح حدا الطبلة موسع شوفتو فالطبسيل..
أسامة : الواليدة ياربي دخلي الجنة ولكن قولي ليا فين خبيتي السطل ؟
فاطمة (جلسات كتعمر فالكيسان) : ماسوقكش فالسطل كول و سكت..
ميمو (بقا شحال كيشوف فمو قبل ما ايقرب ليها) : الواليدة
فاطمة ماجاوباتوش ، أساسا كانت مازال مقلقة و خاطرها ضارها من دكشي لي وقع ديك ليلة..
ميمو (جلس حداها) : ماغدويش مع ولدك
فاطمة (غوبشات زعفانة) : ولدي لي ايدير ليا الشوهة و ايبدا ايخرط فعباد الله بالجنا وة و ايحشمني مع السيدة مسكينة لي فيها كافيها..دبا كيف ندير نشوف فوجه عايشة مور دكشي لي درتي؟ ماولديش أسيدي!
ميمو (عنقها عندو بالجهد خاشيها فيها) : وا تي ريحي قالاك ماولديش..ماكاين غا فاطمة مت هشام و هشام ولد فاطمة
فاطمة (مازال مغوبشة) : طلق مني خنقتيني..دبا عاد وليت مك ملي أنا مك علاش دير ذيك الحالة علاش ماتسمعش ليا و تعطي لدوك الناس التيقار..علاش تض ب صاحبك مسكين ؟ أدوي ؟!
و يالاه ايجاوبها حتى كيسمعو الباب تحل ، أسامة حبس على الحركة فمو عامر بالفقاص و طرطق عينيه كيشوف فختو ليلى لي ماكانتش داخلة بوحدها ، بل هاد المرة شادة حتى “سعد” فايديها!
ليلى (بلعات ريقها كتشوف فهشام و جرات ولدها حداها) : السلام عليكم..
أخر حاجة توقعو هي ايحضرو لهاد الدخلة ديال ليلى بهاد الشكل ! دقيقة صمت سكنات الدار كاملة “أسامة” غير حال فيها فمو بلاما ايرمش و “هشام” كيشوفيها و ايرجع ايشوف ف “سعد” لي غير ساكت و شاد فليلى ، هاد الأخيرة لي مضورة عليه ايديها و عينيها على عائلتها..
قبل ما ايتكسر الصمت بتزغريتة قوية من طرف “فاطمة” لي بعدما استوعبات أش كتشوف قدامها نقزات من بلاصتها كتزغرت و تعاود غتحماق بالفرحة..
فاطمة : صللللى و السلااااام علللى رسووول الله !
عينيها غرغرو بالفرحة و هي كتشوف فحفيدها قدامها و ماقدراتش تزيد تحبس راسها مباشرة جراتو عندها كتعنق فيه و تعاود بشوق كبير..
فاطمة : وا حبيبي وليدي ! (كتبوس فيه و تعاود) الله على كبيدتي و شحال كبر (عنقاتو فايد و الايد الثانية عنقات بيها بنتها بكل جهدها) على سلااامتك أبنيييتي..على سلاااامتك أحبيبتي !
ليلى باستها مبتاسمة و فاطمة رجعات عوتاني كتزغرت مخلية سعد مبرق فيها عينيه هاد التزغريت أول مرة ايسمعو فحياتو و خصوصا بصوت فاطمة لي فرع الدنيا ، هو ماكانش كيعرف شكون هاد الناس لي قدامو ولكن فنفس الوقت ماكانش صعيب عليه ايعرف بلي هادو هما عائلة ليلى..
أسامة (قرب منو ضاحك) : واش سعد هدا ! واا شحاال كببر !!
ليلى ربعات ايديها مبتاسمة بالجنب و كتشوفيهم كيف فرحانين بيه فاطمة ماطالقاهش بالبوسان و أسامة كيضحك فرحان بيه و حتى سعد وخا حشمان و متوتر و من الفوق طيباتو فاطمة بالبوسان إلا أنه مسايرهم ، حتى هزات عينيها و هو ايبانليها هشام كيقرب جيهتهم و شوفاتو غير على سعد ، تحنى على ركابيه قدامو فصمت كيحقق فملامحو و بالضبط فعينيه ، وحد الشبه خطير كيجمعو بيهم لا هو لا ليلى كانو قادرين ايتعرفو على نفسهم فيه غير من خلال عويناتو..!
ليلى بلعات ريقها مترقبة ردة فعلو كيف غتكون و حتى فاطمة و أسامة هزو فيه عينيهم ، قبل ما يتبسم بهدوء و ايحط ايديه على شعرو..
ميمو : خالو..أش هاد التفركيسة عوتاني ؟
فهاد اللحظة فاطمة زفرات براحة كأنها كانت متخوفة من ردة فعل ولدها لي كيتقلب فحال الوقت ما تعرفو هادي ما تعرفو بارق ، سعد ميل فيه راسو كيشوف حتى هو فملامحو و فعينيهم لي كيتشابهو ، قبل ما ايهز راسو فليلى كأنه كيسولها باش غيجاوب..
ليلى (تحنات حتى هي حدا هشام و شدات ليه فايديه قبل ماتنطق بحنان) : هدا هشام خالك..(سكتات لثانية و عاودات نطقات)..خالك يعني خويا..و هادي الميمة فاطمة فحال الميمة عيشة..و هدا حتى هو خالك الصغير أسامة..
كانت كتوريه كل وحد و تفهمو بالشوية باش ايعرف بلي هاد الناس عائلتو فحالهم فحال عائلة أيمن ، أسامة ضحك و شد على راسو..
أسامة : خالو ! وا ناري الواليدة بالرب إلا راني خال (شد فسعد و نطق بجدية) من اليوم غنكون أنا هو القدوة ديالك فهاد الحياة و لي جبدك جي عند خالك أسامة نيشان ندير ليها طاب زكيكو !
ميمو (جمعها معاه عاقد حواجبو) : صلح فمك..(رجع عينيه لسعد لي مافهمش شنو كيقولو)..البطل غيجلس معانا دبا ناكلو كاسكروط و من بعد نلعبو أنا وياه كورة (غمزو بمزاح و هزو فايديه) فاطمة كبي كاس أخر..
ضور عينيه فليلى و من شوفاتو فهماتو فحالا كيقوليها “من بعد و تكون الهدرة” ، تنهدات مخلية هاد الحوار لوقت أخر و بقات متبعاهم قبل ما توقف محافظة على ابتسامتها الجانبية ، ما كاينة حتى حاجة فهاد الدنيا تقدر توصف الفرحة لي كتحس بيها دبا و هي كتشوف ولدها وسط خوتها و ماماها لي فرحانين بيه بزاف الروح عاد بدات كترجع فيها..!
فاطمة (هزات الطبسيل و مشات كتجري و تضحك) : هي لولى ! أنااا دبااا نجييب لوليدي الفقيقصات و الحلوة دلوز سعدي و فرحي بيه !!
أسامة غير سمع حس الحلوة و هو ايقلش ودنيه و تبعها كيجري حتى هو باش ايعرفها فين مخبية السطل مخلي سعد مع هشام مجلسو حداه كيحط ليه فالماكلة و ايدوي معاه بالخاطر فجو دافئ و كولو هدوء..!
_فـ “المقبــرة”..
كانت “عايشة” جالسة حدا القبر ديال “رحمة” بنتها ، حاطة ايديها عليه و دموعها هابطين ، عينيها كانو كيعبرو على وحد الحزن عميق ، وحد الانكسار و وحد الد بحة عمرها تبرا وخا غير شوية ، ديما غتبقا جديدة و دا مية ، ديما غتبقا غارقة و محلولة..!
حداها “أيمن” لي كيشوف فالتراب و ايغزز ف فمو حتى طيبو ، كان كيحاول ايكبح دوك المشاعر لي كيحس بيهم فهاد اللحظة و هو جالس حدا قبر ختو ، “ختو” ، “رحمة” ، “د مو” ! ماكانش خاصهم ايكونو هنا ، ماكانش خاصها تغادرهم بهاد السرعة ، مد ايديه هز بيها حفنة ديال التراب و زير عليها بالجهد حتى تزيرو عروقو ، وخا مانزل حتى دمعة ، ولكن غير من عروق عينيه لي حمارو ، تعابيرو لي تبدلو و غير من ديك التزيرة ديال ايديه كنتي قادر تحس بيه شحال موعت من الداخل..!
شحال ماراضيش و مامتقبلش هاد الواقع ، شحال مازال مريض بالماضي ، شحال معصب ، غاضب و ساخط ماكرهش ايسوط فكلشي ، شحال جاعر و باغي ايحر ق الدنيا ! و فنفس الوقت شحال مدمر ، شحال ماكرهش ايحفر هاد القبر بايديه و ايجبدها ، ايجبد ختو الكبيرة ، رحمة لي توحشها بزاف..
عايشة (حطات ايديها على صدرها لي حسات بيه كيحر قها عاد نطقات) : ماغتقول والو..
أيمن (زير على سنانو كيحس بعينيه كيشوطو و بصحتو مقصحاه قبل ما يجاوبها بهدوء) : بغيت نقول بزاف..و ماقدرت نقول والو
عايشة (حنات راسها و شهقات مزيرة بايديها على القبر) : تمنسنين باش ما تت..و مكينش النهار لي ايدوز و مانشوفهاش فيه..بنتي من نهار ما تت و أنا ميتـ ـة معاها..مابقيتش عارفة نعيش..مابقيتش عارفة نرتاح..مابقيتش عارفة راسي علاش مازال عايشة..فينما كنجي نزورها كنسول راسي لي كيمو تو ليهم واليديهم كيسميوهم ايتامى..(ضورات فيه عينيها و كملات بنبرة راجفة)..و لي كيمو تو ليهم ولادهم شنو كيسميوهم ؟
أيمن هز راسو الفوق و هز النفس حتى هزها قبل ما يرجع ايحطها بالجهد ، باش غيجاوبها ؟ هو براسو ما عارفش الجواب..!
تشجع و ضور فيها وجهو حتى تقابلو عينيهم ، و هنا فين ضور عليها ايديه و عنقها عندو مخليها تنهار بالبكاء على صدرو ، مخليها تخوي قلبها وخا غير شوية..
أيمن : كانت صغيرة..ضريفة..ما فاهمة والو فالظلام ديال الدنيا..مافاهمة والو فالبشر ديل..
و عض على لسانو بالجهد قبل ما يكمل الجملة كيحس براسو غيدخل فشي وحد براس و هو ماعارف حتى شكون هو هاد الوحد ! الحزن ديالو بكثرة ما كان مجهد ماقدرش ايطفيه حتى بإحساس أخر..
مدة طويلة و هما هاكاك حتى بدا كيحس بمو فعلا غتنهار ديال بصح ، و هنا فين عرف بلي جا الوقت فين ايمشيو ، وقف و شد بايديها حتى وقفات حتى هي متكية عليه فاشلة بكثرة البكا ، ضور راسو جهة القبر و هز ايديه طبع عليها قبلة قبل ما ايحطها عليه و اينطق بخفوت..
أيمن : الله ايرحمك..
_بعد مرور الوقت..فدار “ميمو”..
كان مازال جالس فالصالون ناشر دراعو و جار حداه سعد لي متكي و كيتفرج فالتلفازة بتركيز مع الفيلم لي دار ليه ، أسامة حداهم حتى هو كيتفرج و مرة مرة ايشد تيليفونو و ليلى مع فاطمة فالكوزينة مابغاتش طول معاهم فالجلسة بوجود خوها هشام خصوصا أن الكل عارف بلي العلاقة بيناتهم شحال متوترة و حتى من وجود سعد بيناتهم مايقدرش ايمحي هاد الحقيقة..!
وخا موحشة ولدها بزاف و تمو ت باش دوز معاه كل دقيقة إلا أنها بغات تخليه ايزيد ايتعرف على خوالو خصوصا هشام لي رتاح معاه و ماتفرقش عليه ، و حتى هشام ملي دخل و هو مجلسو حداه و داير ليه كلشي باش ايولفهم و مايحسش براسو فشكل..
ميمو (هز التيليفون حطو على ودنيه) : ألو حبي..
ريحانة (فالجهة الثانية جاوباتو) : هشام ؟! واش عرفتي من ايمتى و أنا كنعيط ليك يومين هادي و أنا كنعيط ! و جيت لداركم داك النهار ولكن مالقيتكش
ميمو (كيدوز بايديه على شعر سعد) : يالاه شعلت التيليفون و داك نهار كنت بغيت نشوفك..توحشتك بزاف
ريحانة : أنا مقلقة منك أهشام..
ميمو (زفر بملل) : وايلي غديري ليا حتى نتي فحال الواليدة ! سمعي غدا مع الصباح مغتكونيش خدامة مع التسعود نلقاك واجدة منضية..و لبسي ليا ديك الجلابة الخضرة (تبسم بالجنب) كتجيك خاطار !
بقا مدة و هو كيدوي معاها حتى خلاها تضحك ليه بلاما تحس ، عاد قطع معاها الخط و رجع هبط عينيه لسعد مبتاسم ليه..
ميمو : غتكبر شوية و تولي فحال خالك طيح لينا التيتيز..ااه ! (بتأكيد) غا هو كون راجل دير فعينيك غا وحدة فالحلال خود رضى الله و ميمتك كتسمعني..
سعد حرك ليه راسو بالايجاب وخا ماستوعبش كلشي ، و رجع كيتفرج معاه فالفيلم فهدوء..
_فهاد الوقت فدار “علـودي”..
كانت عايشة متكية فبيتها بعدما شربات الدوا باش تهدن ، علودي مازال ما دخل للدار ، و أيمن جالس فالسطح مع صاحبو سفيان كيكمي و كيفكر فهدشي لي داز اليوم ، ف “ليلى” ، فلقائهم مور ست سنوات ، فشوفتها حداه ، دموعها ، الحزن و اللمعة لي كانو فعينيها ، فولدو “سعد” و كيف تشبت بيها من أول لمسة ، و من بعد..فاش رجع لدارهم و هز مو نيشان للمقبرة كيف واعدها البارح ، ماعرفش واش كان خاصو ايمشي و ايدي مو معاه ، ولكن لي عارف هو كان محتاج ايجلس و ايتنفس حدا قبر رحمة..!
فاللخر نفت الدخان كيحاول ايخلي هاد التفكير كامل فقنت بوحدو و ايشوف فصاحبو لي حاط ايديه مور راسو و ساهي فالنجوم..
أيمن : العشير..(ضر ب ليه فوق كتفو)..مرتاح ليا ؟
سفيان (ضور راسو عندو و ضحك) : والله أصحبي حتى مت بيخير ! شكرا بزااف على هاد المجية لي جبتيني معاك لدربكم و وسط داركم
أيمن : حيد عليا من ديك شكرا مكنحملش نسمعها..(هز فيها حاجبو)..قوليا
سفيان : نعام ؟
أيمن : بنتي لي غا ساهي من الصباح ياكما دوا معاك شي وحد ؟!
سفيان (تنهد مطول قبل ما يحرك راسو بالنفي) : لا أصحبي ماشي هدشي..ولكن راه شفت وحد البنت هاد الصباح أش أنقوليك أخويا سفيان..وا سكناتني والله من الصباح و أنا كنفكر فيها !
أيمن (تقاد فالجلسة باهتمام) : وايلي لاكانت بنت الدرب غنعرفها..(ضحك كيحرك فراسو)..و هانا عوتاني على بّا سفيان و الزعطة عمري شفتك مزعوط القلا وي !
سفيان (حشم) : وا صاحبي راه أنا براسي مافهمتش أش وقع ليا..شتي غدا غتمشي معايا غنضورو هاد القنت كامل و لابانت لينا دير معايا حل و لقا ليا كيفاش ندخلها
أيمن (رجع جر من الكارو) : شتي الزعطة شحال مقو دة..هادي غا الزعطة..(ضور وجهو و ساط الدخان)..مازال تشوف البغو ديلمو كيداير !
سفيان : فكرتيني..صافي سعد غيبقا مع مو اليوم ؟! هي ماعاوداتش دوات معاك مور ما شفتيها ؟
أيمن : لا..فعينيها غا ولدها موحشاه بزاف و معذورة..مادازتش عليها بالساهل
سفيان (عقد حواجبو) : خالتي عايشة دوزات النهار كامل كتسول عليه قبل ما تجي و تمشيو للزيارة..طيبات كسكسو على ودو و خلات ليه حقو..قوليا نتا ماخفتيش على ولدك من هشام ؟!
أيمن (صغر عينيه قدامو) : ولدي مع مو..ليلى..و ليلى نتا ماكتعرفهاش كيدايرا..هي و هشام دايرين فحال العافية..شتي خوها شحال مسطي داك النهار ؟ (سفيان حرك ليه راسو باه) وا را ليلى فوطوكوبي ديالو ! كون كانت من النوع لي كيدعقها السبان و الضر يب ماكانتش غنبقا حية حتى لدابا..(حرك راسو بالنفي)..ليلى مغتخلي حتى وحد ايقرب ليها لولدها..و حتى هشام ماشي ولد القحـ ـبة لديك الدرجة !
سفيان (مجبد فيه عينيه) : خوها فشكال نهار شفتو فالكاراج كان مهدن ماتقولش هو لي فركع علينا الدنيا داك النهار..و نتا شنو مازال ناوي دير معاه و مع ليلى و مع هاد الصداع كامل كيفاش غدير تساير كلشي!؟
أيمن : غندير بندير و لي جا ايدير
و ضحك مخلي سفيان كيسبو ، قهرو غير بالطنز ديالو لي عمرو ايتقادا و البرود لي خدام بيه حتى فأصعب مواقف حياتو ماعندوش مشكل ايخاطر بحياتو و الخطر بنفسو عندو فحال اللعبة ، كلشي فسبيل “ليلى” ، ديك البنت لي دوز معاها اللحظات لي عمرهم ايتمحاو من البال وخا ايجيه الزهايمر ، و على ذكر هاد اللحظات و الحب المجنون لي دوز معاها ما حس براسو حتى كان تنهد و هو كيتفكر أيامهم راجع بسنوات لور..
- •قبــل “ست سنــوات”••
كان الليل طاح و الدنيا بدات كتخوا ، فهاد الوقت هو يالاه راجع من المدينة فوق الموطور لي شفرو لخوه بعدما شرا “الفلامات” لي غيحتاجهم على ود الماتش ديال غدا فالتيران ، مازال مراهق ولكن التمرد و القوة باينين من عينيه ، حتى قشعو وحد البوليسي و وقفو وسط وحد الزنيقة مظلمة..
البوليسي : لا كاسك لا والو و من الفوق غادي طاير..هبط البرهوش هبط !
أيمن (دوز ايديه على شعرو قبل ماينطق بتخزاز) : برهوش ؟ يا شتي الشيف دخلنا فتخسار الهدرة نيشان
البوليسي (بجدية) : هبط باراكة من الهدرة..كارط ناسيونال..بيرمي..الوراق
أيمن (ضحك متكي بايديه على الموطور) : زيد..شي قهيوة و كويرة مع هدشي كامل ياك ؟
فهاد الوقيتة كانت “ليلى” راجعة لدارهم ، شعرها الأسود ضا رب ليها تحت ظهرها و عينيها الزرقين على الطريق خاشية ايديها فجيوب قبيتها الكحلة و غاديا فطريقها ، حتى صغرات عينيها كتحاول تأكد من هدشي لي كتشوف قبل ما توسعهم فاش تأكدات بلي هدا بصح “أيمن” فوق الموطور ديال خوه و البوليسي واقف عليه ، هزات عينيها كتشوف فالدنيا لقات الكاميرا ماشاداش كاع هاد الزنقة ، دارت القب على راسها كتهبط فيه و تنهدات مقربة منهم..
البوليسي (مخنزر كيقيد ليه) : مزيان مزيان..نشوفو دبا شكون غيضحك
و فجأة تسمعات نبرة أنثوية موراهم ، أيمن عقد حواجبو كيشوفيها مامتيقش عينيه ، ولكن ليلى شكدير هنا فهاد الوقت ! و يالاه بغا اينطق حتى غمزاتو بالخف و وقفات قدام البوليسي..
ليلى : الشيف عندك وحد جوج دقايق ؟
بوليسي (مركز مع شنو كيدير) : كتشوفيني مشغول الشريفة..صبري !
ليلى (مشطات حاجبها بصبعها و كملات كلامها بهدوء) : عرفت ولكن خاصني ضروري ندوي معاك عافاك..
البوليسي ضور فيها عينيه كيطلعها و ايهبطها ، كتبان بنت شابة و مازال مراهقة و ماحدها وقفاتو فهاد الليل إلا و راه فعلا واقع ليها شي حاجة..
البوليسي (شاف فأيمن بتحذير) : ماتحركش من هنا
و تقدم جوج خطوات لعند ليلى لي عاودات شافت فأيمن كأنهم كيتفاهمو غير بالشوفات قبل ما تبدا تدوي و فنفس الوقت كتعبر بايديها..
ليلى : كنت جاية فالطريق و تلقا ليا وحد الدري مابغاش ايتفرق مني..
و فمدة ثواني قلال نجحات أنها تألف أحسن سيناريو درامي ! لدرجة خلات البوليسي ايعقد حواجبو متبع معاها بكل اهتمام..
أيمن فهاد الوقيتة تبسم بالجنب و عض على فمو كيشوفيها ، قبل ما يهز طريكوه بالشوية و ايجبد فلاما صغيرة كيوجد فيها بلاما ايشوفو البوليسي لي كان كيحاول ايفهم هدرة ليلى..
البوليسي : واش مشا ؟!
ليلى : مشا ولكن باقي وحد المشكل
البوليسي (زاد عقد حواجبو) : لي هو ؟!
ليلى (ميلات راسها و تنهدات) : ليلى و أيمن
البوليسي (مافاهم والو) : ليلى و أيمن ؟؟!!
ليلى (زادت ميلات فيه راسها قبل ماتغمزو) : خاصكم تزيدو سمياتهم فالكود ديال البوليس
و قبل ما ايستوعب شنو كتقول كان أيمن لاح الفلاما فالأرض حتى بدات كطلق الدخان و ضر ب فالقنات ! فالبلاصة جر ليلى من ايديها مخلي الدخان مالي المكان و العافية بدات كتخرج..!
أيمن (غوت بكل جهدو) : سربييييي طااالعيييي !!
البوليسي (مدرق وجهو و كيغوت) : أاااش وااااقع !! وقااااف..وقفووووو..شهاااادشيييي !!
أيمن : هادشي هما القوالب ديال البيضة مونامور الشاف (لاح ليه التحية فالهوا) تهلاّ !
ليلى فالبلاصة ركبات موراه و هنا كان كسيرا على الجهد حتى تحكات الرويضة دالموطور لورانية مخليين العجاج موراهم و البوليسي كيغوت وسط دخان الفلاما !
أيمن (طاير بيها وسط الزناقي كيضحك و ايغوت باش تسمعو) : لييييلى !
ليلى (مضورة ايديها على كرشو) : نعااااام ؟
أيمن : عااارفة بلييي غيييبقاا ايييقلب عليينا الشهرر كااامل بااش ايسطووكيينا فالحبببس ؟!
ليلى (زادت علاّت صوتها ناطقة عند ودنيه) : وجهي و ووجهك زوييينين بزااف ايستاااهلو شيي حاااجة حسسن من الحببس
أيمن زاد كسيرا داخل وسط الناس مخليهم كيغوتو موراه قبل مايضور راسو بالخف و ايخطف قبلة من شفايفها..
أيمن : كنتووووفى عليييك..!
ليلى ضحكات و زادت زيرات عليه حاضية معاه لايدخلهم فشي كروسة وسط دوك الدروبة الديقين قالبين الدنيا موراهم و مخليين “لهيب” الحب و الشباب ايتطبع فكل نقطة دازو منها..!
_رجع “للحاضر” و عاود نفت الدخان قبل ما يلوح الكارو و ايعفط عليه كيشوف فالنجوم بابتسامتو الجانبية المعهودة، غارق فبحر من الذكريات لي مهما حاول عمرو ايقدر ايخرج منو..!
بالرجوع لعند “ليـلـى..”
كانت فبيتها لي أول مرة ماتحسش بيه مظلم بوجود ولدها لي غير الوجود ديالو كان كافي ايخرجها من سوادو ! أول ليلة مايكونش مستوطن فيها بالسكون التام مع دخان السجائر..!
كانت متكية ففراشها و مضورة ايديها على “سعد” لي حاط راسو على صدرها و شاد خصلة من شعرها كيحقق فيها ، باستو فوق راسو مطولة قبل ما تزفر و تغمض عينيها كأن الاوكسيجين ديال الدنيا كاملة تجمع غير عند هاد الولد الصغير لي هزاتو فكرشها تسعشهر و وهبات ليه الحياة ، ماباغاش تبعدو عليها و كل خطرة كتقبلو بحب كبير كأنها كتحاول تعوضو على الحنان ديال هاد السنين كاملة لي دازو ماباغاش هاد الليلة تسالي..
ليلى (بحنان) : سعد..قوليا
سعد (علاّ فيها عينيه) : نعام ؟
ليلى (تبسمات ليه) : عاود ليا شنو كيعجبك..شنو لي لا..شنو كيعجبك تاكل ؟
سعد (كيلعب فشعرها و ايفكر) : كيعجبني التفاح..ولكن ايكون حمر
ليلى (ضحكات بهدوء) : التفاح ؟ حتى أنا كيعجني..و شنو كيعجبك عوتاني ؟
سعد (قابلها بنفس الضحكة) : كورة..بابا علمني
ليلى (كدوز بايديها على شعرو) : هنا كلشي عندنا كيلعب الكورة..و حتى أنا فاش كنت صغيرة كنت كنلعبها
سعد (جبد فيها عويناتو) : بصح ؟
ليلى (حركات ليه راسها بهدوء) : بصح..كنت صغيرة و كيعجبني نلعب مع خوتي
سعد (تقاد فالجلسة باهتمام كأنه باغي اكتاشفها كتر و كتر) : و نتي شنو كان كيجبعك ؟
ليلى (ضحكات على العربية ديالو المخربقة) : كلشي..فاش كان كونو صغار كلشي كيكون كيعجبنا..و كنولفو كاع الظروف وخا ايكونو خايبين..(تبسمات بحزن كتشوفيه).. هادو هما الوليدات الصغار
سعد هبط عينيه كأنه كيفكر فهدرتها قبل ما ايعاود ايهزهم فيها و اينطق بتساؤل..
سعد : علاش عمري شفتك ؟
ليلى هاد السؤال خلاها تبقا غير كتشوفيه ما عارفة باش تجاوب ، كتحس بالدموع بداو كيعمرو عينيها ، قبل ما تنهد و تنطق..
ليلى : شفتيني و عشتي معايا..ولكن كنتي صغير بزاف فاش مشيتي مع باباك
سعد : و نتي علاش ما مشيتيش معانا..
ليلى (بلعات ريقها و شدات ليه فايديه) : قلت ليك بلي الدراري الصغار كي ولفو كاع الظروف وخا ايكونو خايبين..و الكبار شي مرات كيجيوهم شي ظروف كيبعدوهم على الناس لي كيبغيو..(هزات ايديه الصغيرة باستها)..وخا ماكنتش معاك ولكن كنت ديما كنفكر فيك..كل نهار
سعد (تردد شوية و جاوبها) : حتى أنا..
ليلى ماحساتش ايمتى هبطات ليها الدمعة و عاودات عنقاتو كتحاول ماتبكيش، قبل ما تشد وجهو بين ايديها و تنطق..
ليلى : قوليا كيف داير مع القراية ؟ عاود ليا عليك..(مسحات عينيها و رجعات تبسمات)..صوتك زوين بزاف
سعد (فرح) : عجبك ؟
ليلى (كتشوفيه بحب كبير) : بزااف..
سعد (رجع عنقها و بنبرة طفولية نطق) : غنبقا ندوي على ودك..
دوزات ليلة كاملة و هي كتسمع لولدها كي عاود ليها عليه ، كانت محتاجة تسمعو شنو كيقول ، محتاجة تعرف على ولدها كثر ، تعرف شنو كيعجبو ، شنو كيفضل ، شنو مكيحملش ، تفهم شخصيتو ، تفهم تفكيرو ، تعرفو كيفاش كبر و شنو النظرة لي كان واخد عليها ! كانت عارفة بلي ماشي ساهل تبني علاقة مع ولدها ، خصوصا مع طفل فحال “سعد” لي عقلو كبر من السن ديالو و غير من هدرتو كيبان مازال ما زعم عليها ، شئ عادي و هو أول مرة ايعرف هاد الشعور ديال الحنان الأمومي ، أول مرة ايشوف ماماه ، أول مرة ايقيسها و ايعنقها ، و كيفما هي كانت يالاه كتعرف عليه حتى هو كان عندو رغبة كبيرة اكتاشفها و محتاج ايعرف عليها كلشي ، هاد العالم كامل ديال “فافيـلا” كان جديد عليه بأجوائو و حتى بناسو ، و ليلى كانت عارفة هدشي ، كانت عارفة بلي مازال بزاف دالأسئلة كيضورو فبالو ، عارفاه مازال غيسولها على شلا حوايج ، غيبغي ايعرف راسو علاش ماعايشش مع ماماه و باباه فحال الوليدات الصغار و علاش كبر بعيد عليها ، أكيد غيكون مضرور من هاد القضية و من حقو ! بصح ماكانتش عارفة باش غتجاوبو بالضبط و شنو غتقوليه على دكشي كامل لي جمع بينها و بين أيمن ، ولكن لي عارفة هو أنها غتحاول تقرب ولدها ليها ، غتحاول تكون “أم” و تنسيه فكاع لي داز..!
_داز هاد النهار و صبح “صبـاح جديـد”..
فهاد الوقت كان “سفيان” لبس حوايجو و دخل لبيت صاحبو بعدما عيى من الدقان ، لقاه دافن راسو بين المخاد و غارق فنعاسو..
سفيان (كيزعزعو) : أيمن ! وا فيق أصحبي يالاه معايا باش نساليو و نهبطو نتبحرو..فيق راه النهار غيسالي !
أيمن ماجاوبوش و هنا عرف بلي هاد السيد مفقود فيه الأمل ايفيق ! خلاه و خرج كيسوط ساد موراه الباب بالشوية ماباغيش ايفيق علودي و عايشة لي مازال ناعسين حيت كان باقي الحال..
و مع ضور عينيه مع كتبان ليه “ريحانة” دايزة قدامو فحال النسمة ماعرف باش تبلى هاد البنت غتحمقو، لابسة جلابة خضرة ، هازة قفة فايديها و راكبة فموطور مع “ميمو” ، جبد عينيه كيشوفيها شحال صابحة منورة هاد النهار و لون واتاها ، قبل ما ايركب فطوموبيلتوو ايتبعهم ، مابعدوش بزاف حيت فالحقيقة كانو غاديين غير للسوق ، سطاسيونا بعيد و هبط حتى هو معاهم كيشوفهم أش كيديرو ، ميمو خاشي ايديه فحيبو كيتناقش معاها بهدوء و هي كتختار و تقدا..
ريحانة : هاد الزيف غيجي زوين بزاف مع الجلابة الجديدة لي خديتي لخالتي فاطمة
ميمو (حك لحيتو و جاوبها بهدوء) : خوديه ليها..
سفيان كانت عينيه غير على “ريحانة” و كيف كل مرة كتحرك شعرها كيتحرك معاها و ديك الضحكة لي كتزيدها جمال على جمال ، الطريقة الهادئة باش كدوي و تعبر، ماعرفش شنو لي خلاه ايسمح فشغالو هاد الصباح و ايتبعهم حتى لهنا ولكن هاد البنت لي سميتها “ريحانة” و لي سميتها بقات محفورة ليه فبالو من نهار الجزار خلاتو بلا عقل..
جهد ساعة و نص و هي و ميمو كيضورو و ايتقداو، كان جايبها تاخد دكشي لي خاصها و خاص دارهم فنفس الوقت حتى هو ايتقدا و فاش كتكون معاه ريحانة ديما كتساهل عليه القضية ، حتى خداو كاع دكشي لي خاص عاد رجعو ركبو فالموطور راجعين فحالهم..
سفيان بقا فبلاصتو كيحك راسو و ايخمم ، كانت كتبان ليه حشمانة من ميمو لي كيبان قاصح و جامع الضحك ، أكيد ما غيكون غا دكشي لي فبالو ! فاللخر عض على فمو و ركب فالطوموبيل راجع للدار حتى هو..
ميمو (ضور راسو جيهتها) : أش بقينا درنا فالعملية ؟ خودي رونديفو !
ريحانة (شادة فخصرو) : هشام والله مانقدر نشد من عندكم الفلوس..خليني نشوف كيف ندير
ميمو (وقف فالطلعة و مد ليها القفة) : عرفتي شناوا باش ماتسطينيش على الصباح و أنا مازال ماكاميش شدي هدشي و سيري لداركم حتى لعشية و ندوز عليك ديك ساعة ندويو مزيااان..
ريحانة ماعرفات ما تقول خدات من عندو القفة و شيرات ليه بايديها متبسمة ليه بشكر قبل ما تنهد و ترجع لدار..
فهاد اللحظات كان “سفيان” رجع للدار بعد تفكير طويل فالطريق ، طلع عوتاني لبيت “أيمن” لقاه مازال ناعس بغا ايعاود ايفيقو و ايدوي معاه ولكن تراجع فأخر لحظة فاش تفكر الصداع لي نايض ليه مع “ميمو” ، خاف صاحبو ايفهمو غلط ولا بسبابو ايزيد ايكبر الصداع دكشي علاش تنهد و خرج من البيت راد موراه الباب..
_بعد مرور الوقت..فـ “الكاراج”..
الطناش دالنهار ضربات و الدنيا عمرات بالناس ، لي عندو شي شغال فاق ايقضيه و لي حاجتو فشي داز ليه ، فهاد الوقيتة كان “ميمو” خدام مع صاحبو “علودي” كيف عادتهم ، ماعندهمش بزاف دالخدمة و ناويين ايكملو دغيا باش ايسدو و ايبقا ليهم النهار..
ميمو : أش عندك اليوم ؟
علودي عض على حنكو من الداخل كيتفكر الرونديفو مع “رحمة” لي دارت معاه اليوم ايرجع عندها ، و قبل ما ايجاوبو كان تسمع صوت أخر مخاطبهم..
سفيان : السلام عليكم
ضورو فيه راسهم باستغراب ، ولكن هدا أش جاي ايدير هنا مع الصباح ! ميمو طلعو و هبطو كيف مفركس على الحالة و هاز الورد و الشكلاط فايديه..
ميمو (معجب) : و عليكم السلام ؟!
سفيان (حنحن و تشجع محيد الحشمة) : خويا هشام..سمحليا هجمت عليك هنا
ميمو (شاف فعلودي و رجع شافيه) : ماعليش الخاوا أش كاين ؟
سفيان (كيرخف فالصدافي) : مابغيتكش تفهمني غلط و نتا باينة فيك رجل معقول مكتبغيش الضحك دكشي علاش قصدتك نيشان هنا و جيت طالب راغب فايد..(ساط بالجهد و طلقها بالزربة)..فايد ختك ريحانة !
علودي فالبلاصة طرطق عينيه مازال ماستوعب ديك “طالب راغب فختك ريحانة” ، و ميمو ماعاودش رمش فيه عقلو حبس..!
ضور راسو فعلودي بالزربة كأنه كيحاول ايتأكد من دكشي لي قالو سفيان لقا علودي مصدوم كتر منو و غير مطرطق عينيه..
ميمو (عاود ضور فيه راسو ببطئ) : ختي ريحانة
سفيان (بلع ريقو كيحرك ليه فراسو) : ختك ريحانة
ميمو (هز حواجبو الفوق و عاود نطق بتأكيد) : ريحاانة ريحانة ؟
سفيان (كيبرق فيه عينيه شاد داك الورد) : اه ريحانة (رجع تبسم كيعبر ليه بايديه) جلابة خضرة
ميمو (زاد هز حواجبو الفوق بصدمة) : جلابة خضرة ؟!
سفيان زاد وسع تبسيمتو كيحرك ليه راسو بالإيجاب ، نيتو نقية و بما أنه شاف الحالة لي نوض ميمو على ود ختو ليلى و عرفو ما معاه ضحك ولا لعب قيسو فعينيه و ماتقيسوش “فالشرف” فأكيد مغيبغيش ايكون مصيرو فحال أيمن و ايطيحو فحر ب دا مية لي هو موحال واش ايقد عليها دكشي علاش فضل ايقصدو هو شخصيا و ايتعارف معاها عن طريق العائلة و أكيد لاقبلات ايقصد الحلال نيشان..
سفيان : اه هي
علودي حط ايديه على وجهو كيشوف فسفيان بحسرة و حسرة كبيرة مور ما نطق بديك “جلابة خضرة” ، و يالاه بغا سفيان ايعاود اينطق حتى بان ليه وجه ميمو تسيف ، فالبلاصة جمع الضحكة و خرج عينيه فاش بانليه ميمو خنزر و حس بعنقو تجييف بسبب الشنـ قة لي شنـ ـق عليه بكل جهدو..
ميمو (ردخو مع الحيط) : ريييييحااااانة ؟!! رييييحاااانة أوووولد القحححـ ـبببة ؟؟!!
علودي (غوت بالجهد كيحاول ايعتقو) : هشااام !! طلاااق السييد ماااعااارف واالو !!
ميمو (ضور فيه راسو مطرطق عينيه غيتسطى) : مااعااارف واااالو ؟؟! و عااااررف سميييتهااا (رجع شنق على سفيان محيح) ريحااااانة القواااا اااد !!
سفيان (كيتنفس بالجهد غيسخف بالخلعة) : و و والله..والله ما..
و قبل مايكمل كلامو كان زاد خرج عينيه فاش لقا راسو مردوخ فوق البارطبريز ديال الطوموبيل حتى حس بودنيه تصمكو ، قلبو بدا كيضر ب بالجهد و علودي كيحاول ايعتقو ولكن هاد المرة العصبية ديال ميمو خرجات على السيطرة ولا فحال شي ثور و طلقتيه صدرو طالع نازل و سنانو مغزفين..
ميمو (مورك ليه على راسو بايد و ليد الثانية هز بيها كلامونيط) : وخا (حرك راسو كيتحلف) أنا نوريك الجلابة الخضرة
علودي (شد ليه ايديه بزز مضا رب معاه) : وااا بالررب حتتتى تحححط هااد القلاااووي !!
سفيان (كيحاول ايهز عينيه كيلقا وجهو مخبز) : وا الله ياربي الله..وا الله أميمتي
ميمو : طلااااق أعلووودي طلااااق نوريييه ريحاااانة كيداااايرة !!
و فجأة الغوات بكثرة ما كان قوي ولا واصل للزنقة كاملة ! الرجال ديال القهوة دغيا دخلو كيجريو ايفكوهم و كلشي ساق الخبار بلي هشام شا نق على وحد السيد فالكاراج ديال بّا حسن !
كلشي بدا كيفك فيه عوتاني حتى نجحو أنهم ايحيدو ليه الكلامونيط من ايديه ولكن غفلهم و رجع صرفق سفيان بضهر ايديه حتى داخ..
علودي (خنزر و شير للدري) : جروو معااياا !
ميمو ما حس براسو حتى كان علودي طيحو فالأرض و شدو من دراعو بمساعدة الدري لي حتى هو جرو من الدراع الثاني غاديين بيه مجرجرينو فالأرض بزز منو ، كانت هادي هي الطريقة الوحيدة باش ايفكو سفيان منو و إلا غيقتـ ـلو..!
ميمو (هاز صبعو الفوق و كيتحلف) : وااااحق الرررب المعبوووود مااا دوووز ليييك..شههد عللللى راااااسك..(خرجوه برا وخا هاكاك صوتو مازال كيتردد بقوة لداخل)..شاااهد عللللى راااااسك !!
سفيان (شبه مغيب هز صبعو الفوق) : شهاادوو..
فهاد الوقيتة جا “أيمن” كيجري مع ولاد الدرب بعدما فيقوه طافج من النعاس فاش عرف بلي صاحبو مضا رب مع هشام ! ضور عينيه كيبانليه خوه و وحد الدري خارجين بيه من الكاراج محيح على الجهد وسط الجوقة و فالبلاصة عاود حرك رجليه طاير للكاراج..
أيمن (وسع عينيه كينهج) : سفياان !
كان منشور فالأرض وجهو مجندخ و الدراري ديال الدرب ضايرين بيه كيحاولو ايخليوه مايفقدش الوعي..
أيمن (بالزربة تحنى لعندو كيضر ب على وجهو) : سفياان ! شووف فياا القلا وي !!
سفيان (حل فيه عينيه كيهتهت) : شهاااادوو..
أيمن : شناواا ؟!
الدري (شاد سفيان من راسو باش مايترخاش) : كيشهد أخويا أيمن..جا خطب ريحانة من عند ميمو على أساس ختو و هما ايتشابكو وسط الكاراج
أيمن (مصدوم) : ختووو ؟؟! (عاود حرك سفيان بالجهد) فييق معاايااا القلاا ووي فيييق..لااا خططبة خطبتيييها فحاال النااس لااا شهاادة نطقتيييها فحاال بناادم !
سفيان (كيشالي براسو هنا و لهيه الدوخة راكباه) : الموو ت أخوويا الموو ت..
أيمن (عض على سنانو بعصبية) : أااش قرربك لشيي رييحاانة ؟! كلشيي عاارف ديييك السييدة ديااالمن و هااد ز بييي عاارفووو ماكييتفااهمش !!
سفيان (شنق على صاحبو من الكول مطرطق عينيه) : علااش مااقلتييش ليااا هدشيي
أيمن (نوضو كيمسح ليه وجهو الدا مي بطريكو مليوح) : و باااش غنعررف دييلمك علللى من داووي ؟! كوون صحاابلي دااوي على ريحاانة بنت حمّااد ماانخلييكش تعتتب..
سفيان (رجع سخف ليهم فالارض كيتمتم) : ربي..أربيييي..شهادو..
ما تفكات هاد الحيحة غير بستة و ستين كشيفة حتى بعدو ميمو على الدرب كامل ! أما سفيان فهزو أيمن هو و ولاد الدرب نيشان للدار بالزربة..
أيمن (كدق فالباب و ايعاود بالجهد) : الوااااليييدة!!
عايشة (غير حلات الباب و بانت ليها حالة سفيان و هي تغوت بهلع) : اويييلييي ميييمتي شنوو واااقع !!
أيمن (تخطاها مدخلو للدار) : حتى لمن بعد الواليدة أجي عاونيني !
_فـهاد الوقت و بالضبط جهة “البحر”..
كان جالس “ميمو” فوق الرملة مخنزر كيفكر فايديه لي حمارو بعصبية كبيرة ! قبل ما ايجي “علودي” بكاس دالقهوة فايديه و ايمدو ليه بعصبية..
علودي : ششد القلاا ووي طفااا شوييية ! وااش تفربلتيي ولاا ماالك ؟؟! الدري مافاهم حتى قلوو ووة (بتأكيد) حتى قلوو ووة ! مافاهم لا منين بادي الدرب لاا منيين كيساالي و نتاا بااغيي ترزيييه فرااسوو فكروو !
ميمو (شد من عندو الكاس حالف مايفك التخنزيرة) : شافيها..شاف فحاجتي..حط عليها العين..شاف فريحانة..ريحااانة أعلووودي !!
علودي : وااا عرفنااهااا ريييحاانة..أنا عارفها ريييحااانة..ولاد الدرب عارفيينها رييحاانة..ولكن هوو أااش عررف الراابطة دموو فهدشيي ؟!
ميمو (طرطق صباعو) : و دبا غيعرف..
علودي (بجدية) : لاا ! ايلا غيعرف أنا لي غنعرفو و غنفهمو كلشي..غنشرح ليه و نوريه البيض من الكحال ديك ساعة العيب و العار لاعاود قرب ليها..مزياانة هااادي ؟؟!
ميمو ماجاوبوش ، شحال و هو ساكت فاللخر تنهد كيدوز بايديه على راسو..
ميمو : غنتسطى أبوبكر..راه ديك الدرية ايشوف ليا فيها شي وحد نتلاح أنا وياه من شي جرف !
علودي (تنهد حتى هو كيحاول ايتخلص من العصاب لي ركبو فيه) : واش نتا خليتي شي قوا د ايشوفيها ؟!
ميمو (زفر بالجهد كيشوفيه) : وا ميمكنش..يا نديها أنا يا تحرم على صنف الرجال..كنمو ت عليها!
علودي (تبسم بالجنب) : حتى هي كتمو ت عليك
ميمو (هز حاجبو و نطق بثقة) : عارف..را عشرة طويلة بيني و بينها من ايامات ليزيات و طريق ليسي !
بوبكر (تنهد كيشوف فالبحر و كيتفكر الذكريات) : تعقل فالصغر فاش كنتي تابع ريحانة فحال المهبول ؟ شكون قال بلي غتولي حتى هي كتوفى عليك دبا..
“هشام” على إثر هاد الهدرة ضحك كيجغم من قهوتو ، قبل مايرجع بذاكرتو لسنين لور..
- •قــبل سنـــوات••
كان واقف فراس الدرب حاط رجل على الحيط و الرجل الثانية واقف عليها ، ضارب أحسن حطة عندو و مريح على الحالة غير على ودها ، قلب الكاسكيطة لور مصغر عينيه فالهبطة ، و من الشوفة لولة عرفها هي..
كانت جاية بكسيوة صيفية حد الركبة جاياها مواتية مع قوامها الرشيق ، الشمس ضاربة فعويناتها الفاتحين و شعرها مطلوق موراها ، الجو كان زوين دكشي علاش قررات تخرج حتى هي مع صحاباتها ديال ليسي و تلحق عليهم للبحر ، حتى خرج ليها فحال الجن..
ريحانة (وسعات شوفتها حاطة ايديها على قلبها) : هشام خلعتيني !
هشام (كيطلعها و ايهبطها مخنزر) : شهادشي ؟
ريحانة (بعدم فهم) : كيفاش شهادشي ؟
هشام : شهاد القلاوي لابسة ؟!
ريحانة (زادت وسعات شوفتها) : غنمشي للبحر عند صحاباتي..و هادي سميتها غوب الجاهل..(تخطاتو)..و دبا حيد من قدامي خليني نمشي البنات كيتسناوتي
هشام (شدها من قرفادتها مرجعها قدامو) : تا شو السنيبوشا ولات كتلوح نويطات تاع النصارى..(داها و جابها عاقد حواجبو)..أسمعي أمادام شرويط..غتلاحي تقو دي لداركم تستري عليا دوك الركابي ولا نقلبو ديلمها رويينة وسط العوينة مزيانة هادي ؟
ريحانة (كتحاول تفك مني بعصبية) : واش نتا مريض ! شنو بيني و بينك !! طلقني أهشاام ولا واالله حتى نشووهك مع النااس
هشام (هز فيها حاجبو) : ياكما شتيني ضا رب البياس الحر و الكاسكيطة مع الأتواش قلتي هدا سميتو ضمضم أجي نعجنو..تاا برابي و ماتستري عليا كرااوعك
ريحانة (قاطعاتو مجننة عليه) : وا بعد مني ! عطيني التيساع أعباد الله و حيد من طريقي حسن ليك ولا والله حتى نتشكى ليك من خالتي فاطمة
هشام : كتحلفي عليا ؟!!
ريحانة (بلعات ريقها) : عطيني التيساع
هشام : أنا نوريك..
كانت هادي أخر هدرة غيقول قبل مايعض على حنكو من الداخل و ايغفلها بجرة قاصحة من شعرها..
ريحانة (كتغوت شادة فراسها بصدمة) : أااش كديير؟؟! اويلي تسطيتي طلقنييي أهشااام !!!
هشام (جامع شعرها بين ايديه راجع بيها لدارهم) : مامعاك هدرة أبنت حمّاد..تحركي قدامي
_رجع “للحاضر” و هو كيضحك و ايحرك فراسو ، شكون قال دبا هاد البنت لي ماخلا ما دار باش تكون ليه غتولي فعلا “الساطة ديالو” لي ناوي معاها الحلال ، ناوي ايكمل معاها دينو و ايديرها بين عينو ، تكون هي مولات دارو و أم ولادو ، كيخدم بليل و النهار على ودها و على ود عائلتو و وخا هاد العصبية و الجعرة كاملة لي عندو فالد م إلا أنه فداخلو ديما كيدعي الله ايهديه و ايرزقو من عندو باش ايسوفي راسو و لي معاه..!
ميمو (هز عينيه كيشوف فالماج) : وا أيااام هماا أصااحبي..(ضر بو بكودو باش انتابه ليه)..و نتا واالو زعما ؟! شوو الدرياات أصااحبي شوو بنت مليييكة غتووفى علييك !
علودي (عقد حواجبو) : حيد عليا..
ميمو : وا بالرب مانتزوج حتى نزوجك معايا ! ماغنمشي حتى نضبر ليك فهادي لي غطير ليك العقل نتا غا تيسر و خلي الباقي على خوك..
علودي مسح على راسو مبتاسم بخفة ، هادشي دالعلاقات ماشي ديالو هو عارف طبيعتو شحال خاسرة و حتى وحدة ماغتقدر تصبر على وحد فحالو ، قبل ما ايتفكر “رحمة” و الرونديفو لي كان عندو معاها اليوم ، عض على فمو كيخمم دبا صافي هاد النهار فلت ليه و المجهود غيمشي فالزيرو ايلا مالقاش حل ، خاصو ايفرح مو بأيتها طريقة و الأهم ايتحدى حتى نفسو لي خانقاه و مغرقاه فظلامها !
_داز الوقت و طاح “الظلام”..
فهاد الوقيتة فدار “ميمو” كان سعد جالس فالصالون كيتفرج مع أسامة بعدما دوز نهار طويل عريض و زوين بزاف مع “ليلى” بالرغم أنهم ماخرجوش نظرا لبزاف ديال الأسباب منهم خوفها لاتلاقا ب “أيمن” و ايقوليها عطيني الولد و هي مازال حتى ما شبعات منو ! و ماحدو مازال ماعيط ليها حتى لدابا فأكيد خاصها تستاغل الفرصة ، نعسات ليل كامل و هي معنقاه عندها ماطلقاتوش ، و ايمكن هادي هي أول مرة تنعس فيها مرتاحة مور ستسنين ، ستسنين و هي كتفيق طافجة بليل فاش كتسمع صوت ولد صغير كيبكي ، ستسنين و هو ساكن أحلامها ، ستسنين و نفسها معدباها حتى ولات كتقول أكيد غتسبب ليها فمو تها ، و هاد الليلة ، هاد الليلة بالضبط كانت فحال الشفاء ديال معظم جروحها ، كانت أول ليلة ترجع تحتاضنو عندها كيفما كانت كتحتاضنو فاش كان طفل حديث الولادة..!
ليلى (خرجات من الكوزينة و قربات من ولدها قبلاتو بحنان) : فيك الجوع ؟
سعد (تبسم ليها بهدوء) : لا
ليلى (ميلات فيه راسها حاطة ايديها على حنكو) : ماكليتيش بزاف هاد النهار خديتي غير فطورك و تفاحة..(عضات على فمها ماقادراش تنطق بهاد السؤال بكترة ما كيقصحها)شنو..
تنهدات ماقدراش تكمل السؤال ! ماقدراش تسولو “شنو هما الأكلات لي كيعجبوك” ، كتقول فبالها واش كاينة شي أم كتسول ولدها هاد السؤال ؟ كاينا شي أم ماعارفاش أحسن أكلة عند ولدها شنو هي ؟ فاللخر دوزات ايديها على شعرها مرجعاه اللور و نطقات بابتسامة خفيفة كتحاول تخبي غصتها..
ليلى : غنوجد لولدي وحد اللعيبة زوينة بالتفاح الحمر لي كيعجبك..(عاودات قبلاتو كضحك معاه)..غيعجبك بزاف !
سعد ضحك ليها بسبب الدغدغات لي دغدغاتو قبل ما دوز ايديها على راسو و تنهد واقفة من بلاصتها و راجعة للكوزينة..
أسامة (بانت ليه فاطمة خارجة من الكوزينة و هو ايطرطق عينيه) : خالو بقا هنا أنا جاي..(نقز تابعها)..الواليدة فيا الجووع طيبي ليا تا أنا الله ايحفظك !
فهاد الأثناء تحل باب الدار و دخل منو “ميمو” بلاما ايدير الصداع كيف عادتو ما تعرفو ايمتى جا ، ضور عينيه بانليه “سعد” جالس و كيتفرج بتركيز، تبسم بالجنب كيشوفيه شحال مهدن قبل ما يرمي عينيه للكوزينة و تبانليه “ليلى” واقفة بوحدها تما ، بقا شحال كيشوفيها قبل ما ايتحرك جيهتها..
ليلى لداخل ميلات راسها كتشوف فالطبسيل لي قاداتو بالتفاح الأحمر و شوية دالمثلجات كانت جابتهم على ود أسامة ، و يالاه هزاتو و بغات تخرج من الكوزينة حتى تلقا ليها ميمو و حبسها بايديه العريضة مانع عليها الطريق..
ميمو (عقد حواجبو و بنبرتو المدعدعة نطق) : رايحي ندوي معاك..
ليلى وقفات فبلاصتها كتشوفيه ، هادي أول مرة مور هاد السنين كاملة غيخاطبها فيها خوها نيشان بلاما ايقول ديك “فاطمة قولي لبنتك” ، أول مرة ايرجع ايشوف ليها فعينيها نيشان ، بلا غوات ، بلا مضا ربات ، بلا تهراس ، بلا والو !
تنهدات مطولة قبل ما تحط الطبسيل فوق الطبلة الصغيرة و ترجع تشوف فيه بهدوء ، ميمو سد الباب بايديه قبل مايتكا عليه و ايربع ايديه كيشوفيها حتى هو..
ميمو : قبل ستسنين قلت ليك يا حنا يا هو..باش جاوبتيني
ليلى (رمشات فيه بهدوء) : نتوما
ميمو (حط راسو على الباب) : قلت ليك لابغيتيه سيري معاه غا هو نساي واش عندك خوتك و مك فهاد الدنيا..عاقلة على هاد لعيبة ؟
ليلى : شنو بانليك ؟
ميمو : حاقدة عليا
ليلى (بشبه ابتسامة) : حاقدة..ماحاقداش..شنو غيتبدل ؟
ميمو (حرك راسو بلا مبلاة) : ماعليش حقدي كيما بغيتي..غا هو غندخل معاك فالهدرة نيشان..(شمو بنيفو عاد رجع نطق)..داك خينا رجع و لاكان مازال ما عرف راسو فين كيحط رجليه ماعليش أنا نقطع لمو العصبة و نزيدو بايدي..ولكن نتي (بشوفات تحذيرين) نتي مانبغيش نشوفك معاه فنفس القنت..مانبغيش نسمعو قرب لجيهتك..شتي النفس..النفس ديالك مادوزش من حداه ! ولا بالرب حتى نكمل الخدمة لي بديتها ستسنين هادي و ندوز فخاطرك المؤبد
ليلى (قابلاتو بنفس هدوئها) : ماباغاش و ماناوياش..ماكاين لاش توصيني
ميمو (حرك راسو مقرب منها) : الولد شكون لي جابو ليك ؟
ليلى (بلعات ريقها مستحيل تقوليه لي كاين) : خالتي عايشة
ميمو (بجدية) : هداك ولدك ماكاين لي ايحيدو ليك و هادي دارهم الحاجة المخيرة ديالو..نفكرك النهار لول فاش عرفتكم عطيتوه ليه شحال سخطت ! و حتى دبا لابغيتيه قوليها..
ليلى (غمضات عين وحدة متبعة معاه) : شنو غدير ؟ هو عمرو غيعطيه ليك
ميمو (بحدة) : بالسيف عليه..الدراري الصغار بلاصتهم مع مهم !
ليلى : الدراري الصغار ؟ (ضحكات حاطة صباعها بين عينيها كتمسدهم) سعد عندو ستسنين دبا..فين كانت هاد مو فاش كان بصح صغير ؟ فاش كانت بلاصتو خاصها تكون بصح حدا مو..فاش حل عينيه لقا غا باه..لاجبدتيه هنا و ربطتيه حدانا عند بالك غيبغيك و غيبغيني ؟
هشام (طول فيها الشوفة قبل ما ينطق) : عارفك قاصحة..ولكن ماشي ديال تخرجي من فمك هاد السم..ماشي ديال طفي الكبدة و تولي فحال دوك المكاريب لي نساو ولادهم
ليلى : هاد السم هو لي مخلي النفس مازال كطلع و تنزل فيا..(زفرات بهدوء كتحاول تبرد قلبها لي تزير عليها)..هشام أنا غلطت..عمري نكرت هاد القضية..بالعكس ! تقبلت كلشي هدشي كولو..رضيت بأي حاجة وقعات معايا حيت مابقا غيتبدل والو و عمري كنت نقدر نبدل شي حاجة..فاللخر أنا و نتا و كلنا عايشين غير فـ فافيلا..قراتنا الزنقة و رضعاتنا الغولة ماخرجناش من خبيرة ديال الدراري الصغار فيها غير البيض و الحمر..
تقابلات معاه الراس فالراس مخلياه كيشوفيها بتعابيرو المحجرين، هكا كان كيبان من الخارج ، قاصح ! ولكن فداخلو كان حاس بكل كلمة خرجات من فمها ، عقلو رافض ايحن ، ولكن وحد الحاجة فأعماق أعماقو كانت كتقيس كلامها ، شوفاتها لي كانو حكاية أخرى من الألم لي خلاها تولي بهاد الحدة كاملة ، كانت نصفو الثاني ، ختو ، د مو و التويمية ديالو لي خلاق هو وياها فهاد الدنيا ، وخا هكاك مازال ماقدر ايرطب هاد القلب و ايخليه ايشفع معاها..!
ليلى : السم لي كنخرجو من فمي دخلتيه ليا مع العروق بهدرتك لي ماخلات فيا والو..طلبت السماحة..درت كلشي..كلشي فخاطر هشام (تبسمات بحسرة)..خويا..و غلطت غلطة وحدة..غلطة وحدة فحياتي كاملة..غلطة دازت و أنا صغيرة..قوليا دبا نتا واش نستاهل من عندك هدشي كامل ؟
تنهدات مطولة قبل ما ترجع خطوة لور و تنطق بنبرتها المبحوحة..
ليلى : غنجاوب فبلاصتك و غنقوليك لا..
و فالبلاصة رجعات هزات الطبسيل و تخطاتو خارجة من الكوزينة بهدوء مخلياه واقف فبلاصتو و كيشوف قدامو بلا ما ايتحرك ، هدرتها فيقات عليه وحد الصداع فصدرو سنين و هو طافي..!
هاد الحوار وخا ماخداش بزاف دالوقت إلا أنه كان كولو أحاسيس متضاربة ، أحاسيس كانت شاعلة بيناتهم و هما مقابلين بعضياتهم بداك البرود فالتعابير وخا شوفاتهم كانو كيقولو العكس تماما ، حوار ما دازش بالساهل على جوج خوت مور هاد السنين كاملة ديال الصراعات و الحقد ، حوار و ولا محسوب على الماضي إلا أنه خلا بزاف دالأثار مرافقين الحاضر..!
_برا كانت ليلى خرجات كتحاول تلقى النفس لي تخنقات فيها ، رمات عينيها قدامها و هو ايبانليها “سعد” ضور راسو جيهتها قبل ما يتبسم ليها ابتسامة خفيفة ، بلاما تحس عينيها بداو كيتغشاو بالدموع ، و مباشرة مشات جيهتو هزاتو بين ايديها بلا كلمة بلا جوج حطات ايديها مور راسو طالعة بيه للبيت ، مابقات بغات تشوف حتى وحد ، مابقاتش باغيا تنطق يكفي هدشي لي خرجات ، فهاد الوقت محتاجة غير ولدها..!
فاطمة (خرجات من البيت هازة خنشة فايديها) : أسامة تفرق عليا !
أسامة (حتى هو خارج من البيت تابعها) : وحق الله حتى فيا الجوع
فاطمة (دفعات باب الكوزينة و هي توقف كتشوف فولدها) : هشام ؟ أوليدي ايمتى جيتي ؟!
هشام ضور فيها عينيه لي غير من شوفاتهم عرفاتو ماشي حتى لهيه ! شحال هادي مابقات شافتو هاكا ، ولكن مازادش طول حداهم الوقفة و تحرك خارج فحالو بلاما اينطق بحتى كلمة..
فاطمة (عقدات حواجبها بقلق كبير) : اويلي أش واقع مالو ولدي !
أسامة (كيطل على البوطة أش كيطيب فيها) : ولدك غيكون غا ماكاميش..شوفي شوية عند ولدك الثاني
فاطمة (تبعات هشام حتى غبر من قدامها عاد تنهدات مهمومة و رجعات عينيها لأسامة) : بغيتي تاكل سير تجلس أنا غنحط ليك المرقة لي طيبت ليكم
أسامة (هز الغطا على الكسكاس لقا فيه دجاجة كبيرة مع بزاف دالخضرة) : و شنو هدشي ؟
فاطمة : هاديك ماكلة الريجيم ديالي..وا سير تجلس أنا غنجيب ليك المرقة باللحم راك هلكتيني
أسامة (جبد فيها عينيه) : لا صافي مابقيتش باغي..مالي هبيل ناكل المرقة حتى أنا بغيت الريجيم الواليدة !
_فدار “علـودي”..
كان “سفيان” منشور فوق السداري حاط الثلج فحنكو و عاقد غوباشتو ، حداه “عايشة” لي كتشوفيه بحسرة على حالتو..
عايشة : الله أوليدي الله الحمدالله غير ملي حليتي عينيك..شكون دار فيك هاد الحالة ؟
سفيان (وسع فيها شوفتو) : موطور الميمة..موطور ماتشوفيش فيه !
عايشة (تخلعات) : الله على وليدي مسكين !
أيمن (جالس حداه و كيسمع الخبير لي طالق) : الواليدة سيري للكوزينة غتلقايني جبت ليك كاع دكشي لي بغيتي
عايشة : الله ايرضي عليك أوليدي..غنمشي نوجد ليكم أتاي
خلاتهم جالسين و وقفات ، بقاو غير هما بجوج و سفيان مرة مرة كيخسر سيفتو مقصح..
أيمن : أفين أشهادو ؟ خرجات ليك الشهادة ولا باقي
سفيان (ما عاجبو حال) : بعد مني أصحبي..داك خونا ماشي نورمال خاصو ايولي ايشرب لويزة !
أيمن : لويزة ؟ (ضحك بسخرية) كون كانت تقدي معاه كنت ربطتو و شربتو برميل
سفيان (جلس مقابل معاه) : فهمني كيفاش ريحانة ديالو ؟! كيبان فحال شي خوها كبير جامع الضحك و مبعد منها ماتسطينيش أصحبي !
أيمن : وا ز بي ! راه هشام معروفة عليه هاد القضية قدامنا ديما شاد معاها تيقارو و ماشي كلشي عارفهم مع بعضياتهم من غير ولاد الدرب لي حضرو ليه يامات التسطية..
سفيان (عقد فيه حواجبو) : و هي مصاحبة معاه بخاطرها ؟!
أيمن : لا كيعلقها عريانة فبولة و كيتحلف فيها
سفيان : داوي معاك أصحبي باراكة من الطنز !
أيمن : وا شو نتا هدرتك كيدايرة..بخاطرها ماشي بخاطرها ماسوقش ديلمنا..هشام ماعنديش مع دين ريتو ! ولكن هاد القلا وي ديالو ماسوقكش فيه..دير فبالك هادي ماشي طورينو..هنا تغلط مع وحد طلع ليه الد م ايطير لك ودنك كتفهم !
سفيان تخلع و تكمش كيبرد فحنكو ، ماكانش كيصحابليه بلي كلشي جاعر بهاد الشكل فهاد الدرب ! أما أيمن فوقف من حداه و جبد تيليفونو عاقد حواجبو ، فبالو ولدو “سعد” لي توحشو بزاف وخا غبر عليه غير نهار وحد إلا أن فالحقيقة كانت هادي أول مرة ولدو ايبعد عليه ، مولف ديما ايكون معاه ، فين ما مشا و فين ما تحرك مكيغفلش عليه العين بمرة و متعلق بيه بزاف ، ولا أب فسن صغير و كبر هو وياه دقة دقة..!
ورك على نمرة “ليلى” كيشوفيها شحال قبل ما ايدوز الخط و ايحط التيليفون على ودنيه كيتسناها تجاوبو..
_فهاد الوقت عند “ليلى” كانت فبيتها كتشوف فسعد لي ناعس بكل هدوء مغمض عويناتو، ايديها كيدوزو بالشوية على خصلات شعرو و عقلها مرفوع كتفكر ، حتى دخلات عليها “فاطمة” بلاما دير الحس و تبسمات مقربة ليهم..
فاطمة (بنبرة خافتة) : نعس ؟
ليلى (على نفس وضعيتها) : نعس..
فاطمة (جلسات حتى هي حداهم كتشوفيه بحب) : الحبيب ديالي..اليوم كان فرحان مع أسامة فاش لعب معاه كورة
ليلى (تبسمات بهدوء عينيها عليه) : كتعجبو كورة..فحالنا
فاطمة : واش كيفهم الهدرة كلها ؟ العربية عندو مازال معكلة ولكن تبارك الله عليه كيدوي بيها
ليلى (ساهية فيه) : كيتعلم دغيا..راسو خفيف
فاطمة بقات كتشوف فبنتها كيف كدوي ، كتشوفيها كيف يالاه كتكتاشف ولدها و كيف كتجاوبها كأنها كتأكد ليها على هدشي ، بقات شحال جالسة معاها مراقبة حفيدها لي دغيا خطف ليها قلبها بشخصيتو الهادئة ، ماعارفاش واش مازال غيطول معاهم ، واش أيمن غيخليه ليها مازال شوية ، واش تلاقات بعدا هي بأيمن و كيفاش حتى شافت سعد أول مرة ! ماقالت ليها والو و حتى هي مابغاتش تخسر عليها فرحتها..
مدة طويلة و هي معاها ، فاللخر خلاتهم و خرجات نيشان لبيتها باش تنعس ، “ليلى” دوزات ليل كامل و هي على داك الحال عينيها على ولدها و عقلها خدام كيخمم فبزاف دالحوايج ، قبل ما ايبدا تيليفونها كيصوني ، كان رقم ما مسجلش عندها إلا أنها عرفاتو “أيمن” ! خلاتو كيصوني حتى طفى عاد وقفات من بلاصتها كترجع فشعرها لور و تنهد..
عرفاتو غيكون كيعيط دبا على ود “سعد” ، أكيد غتكون شي حاجة لاهاتو و إلا ماكانش غيخلي ليها الولد حتى هاد النهار ، هاد الفكرة بوحدها خنقاتها ، بغات تحل الشرجم ولكن خافت على ولدها ايضر بو البرد ، هزات باكيتها و يالاه جبدات كارو إلا أنها تراجعات فأخر لحظة فاش تفكرات بلي كاين وحد الكائن صغير ناعس فسريرها مغيتحملش مرورة الدخان..!
لاحت كلشي من ايديها و جلسات فالكرسي كتشوف فولدها ، دقائق ، و من بعد ساعات طوال ! حتى أذن الفجر و بدات كطلع الشمس ، الثمنية دالصباح ضر بات و “سعد” بدا كيفيق ، و بمجرد ما حل عينيه لقاها جالسة قبالتو..
سعد (كيحك فعينيه مازال فيه النعاس) : صباح الخير
ليلى (تبسمات بتعب و وقفات مقربة منو) : صباح النور..(عنقاتو عندها قبل ما تقبلو فوق راسو)..نعستي مزيان ؟
سعد (حرك راسو بالإيجاب مخشي فيها) : اه ؟
ليلى (بلعات ريقها و حاولات تحافظ على ابتسامتها) : توحشتي باباك؟
سعد (بمجرد ما تذكر باباه و هو ايوسع تبسيمتو) : اه بزاف..
ليلى قابلاتو بابتسامة حزينة كتشوف فاللمعة لي فعينيه و هو كيدوي على باباه ، أكيد غيكون باباه عزيز عليه بزاف ، أكيد غيكون كيبغيه كتر من كلشي فهاد الدنيا ، و هي ؟ هي علاش كتحس بوحد الإحساس كيقضي عليها من الداخل ، حياتو كلها و هو بعيد عليها علاش دبا غيبقا فيها الحال ايلا رجعاتو عند أيمن ، ايلا كان خاصها ضروري تاخد الإذن باش تشوفو ، ايلا خاصها تحا رب على ودو وخا فالحقيقية هي “مو” ! خرجات نفس طويلة قبل ما ترجع تعنقو مزيرة عليه بلا هدرة بلا كلام مضا ربة مع دموعها باش مايطيحوش و محجراهم وسط سكاتها..
_لتحت كان “ميمو” كيشوف راسو فالمراية و ايقاد فلحيتو ، حتى سالا عاد غسل ايديه و خرج كينشف فيهم ناوي ايتحرك لخدمتو ، و قبل ما ايمد ايديه و ايحل الباب كانت وقفاتو “ليلى” بنبرتها..
ليلى : بلاتي..
ضور عينيه جيهتها لقاها هابطة فالدروج و شادة سعد فايديها لي مازال كيحك فعينيه ، بقا واقف فبلاصتو حتى وقفات قدامو..
ليلى : دي معاك سعد عافاك عند خالتي عايشة
ميمو (هز فيها حاجبو و هبط عينيه لعند سعد) : البطل..صافي بغيتي ترجع ؟
سعد حرك ليه راسو بالإيجاب بكل براءة ، فبالو غير باباه لي ماشافوش يومين هادي وخا فالحقيقة عجبو الحال هنا إلا أن مكانة أيمن كتبقا بوحدها و ميمكنش فثمانية و ربعين ساعة ايمسحوها ولا ايخليوه ايولفهم بهاد السرعة ! رجع هز عينيه فختو لقاها كتشوفيه بتعاببر تابتة ، إلا أن اليد لي شادة بيها سعد كترجف ، تنهد مطول ، عارف ماشي ساهلة عليها ، من غير الصداع لي نايض بيناتهم غيكدب على راسو ايلا قال بلي ما شهدش على شحال تعدبات هاد السيدة لي قدامو بسبب موضوع سعد ، فاللخر ما لقا مايدير من غير أنه ايشد ليه فايديه و ايحل الباب..
سعد (ضور راسو جيهتها قبل ما ايخرج) : غانعاود نشوفك ؟
ليلى هاد السؤال حسات بيه فحال الموس و تغرس فقلبها ، مدات ايديها الراجفين حطاتهم على حنكو قبل ما تبلع ريقها كأنها كتحاول تبلع معاه حتى غصتها..
ليلى : على ودك نتا أنا ديما غنكون..(قبلاتو فحنيكاتو بجوج و وقفات مبعدة منو قبل ما تهز عينيها فخوها)..ديه
هاد اللقطة بالضبط لي حضر ليها ضراتو فخاطرو بوحد الشكل مكيتسورش ! مابغاش ايزيد ايطول فيها الشوفة و هز سعد بين ايديه كيحاول ايتبسم ليه..
ميمو : يالاه أخالو..
ماقدراتش تبعهم بعينيها ، فالبلاصة سدات الباب و جلسات فالأرض حاطة ايديها على قلبها صدرها طالع هابط ، دموعها هبطو وخا عيات تحبسهم ، كان خاصها ضروري دير فحال هكا قبل ما أيمن ايجي حتى لهنا برجليه و هي عارفاه ايديرها ما حدها ما جاوباتوش كان أكيد غيصبح عليهم مع الصباح ، هي قالت بلي تقبلات كلشي ، قالت بلي الظروف قصحاتها و علماتها ، ولكن لي مازال ماتعلمات حتى لدابا هي كيفاش طفي هاد العافية لي كتشعل فيها فكل مرة كيمشي عليها ولدها..!
_فهاد الوقت فبلاصة أخرى و بالضبط فـ “العيادة” ، كانت “رحمة” طالعة فالدروج بكل هدوء شادة الضوسي ديال المرضى ديالها فايديها ، العيادة مازال خاوية و فالأصل يالاه حلاتها ، رجعات شعرها الحريري مور ودنيها و بمجرد ما حلات الباب دالمكتب ديالها و هي تقفز من بلاصتها و رجعات بلور مخلوعة كتشوف فـ “علودي” لي كان جالس فالكرسي و كيرمش فيها ببرود..
رحمة (حطات ايديها على قلبها مجبدة فيه عينيها) : بسم الله الرحمن الرحيم ! ن نتا كيفاش دخلتي هنا ؟!
علودي (حيد القب من على راسو و جاوبها بكل برود) : صباح الخير دكتورة..
رحمة ماعرفاتو منين نزل ، هي يالاه حلات دبا العيادة ماكاملة حتى خمسة الدقايق خدات قهوتها و هزات الضوسيات و طلعات لمكتبها حتى لقاتو قدامها فحال قباط الرواح..!
رحمة (تنفسات كتحاول تهدن من هلعها) : صباح الخير..
علودي : كتسولي كيفاش دخلت..(حنحن و كمل بنفس البرود)..لقيت الباب محلول و دخلت
رحمة (مجبدة فيه عينيها) : الباب محلول ؟ ا اه غنكون فاش مشيت هزيت لي ضوسي..سمحليا حيت مامولفاش الناس ايجيو عندي بكري فهاد الوقت
“علودي” اكتفى أنه ايحرك ليها راسو بهدوء ، أما “رحمة” فحضورو بهاد الشكل كان كافي ايخربقها ، ماكانش فحال باقي المرضى و أكثر حاجة صعيبة هي تفهم شخصيتو و تنجح أنك تعامل مع البرود ديالو..!
رحمة (حطات كلشي فوق المكتب و جلسات كترد فشعرها مور ودنيها) : بغيتي قهوة ؟
علودي : لا
رحمة ركزات فملامحو و بالضبط فالفم ديالو لي سمار و تغلق بطريقة واضحة على لون بشرتو عاد رجعات نطقات..
رحمة : غتكون كتبغي تقطع بيها الكمية ؟ عندي خالي حتى هو بهاد الشكل..أكيد كتعرفو
علودي (بشبه ابتسامة) : شكون مكيعرفش بّا الوازاني..
رحمة (هززات براسها) : عندك شي بلية أخرى من غير الكارو ؟
و هبطات عينيها كتشوف فايديه المضرو بة لي مازال داير ليها فاصمة ، علودي عرفها غتكون فهمات الموضوع غلط و جاوبها كيمشط حاجبو بصبعو الصغير..
علودي : كنت مبلي بالحشيش فالحبس..دبا عفى الله
رحمة : غير هدشي ؟
علودي : رتاحي أدكتورة ريتي مازال شادة معايا النفس..
رحمة (تبسمات على هدرتو) : من ايمتى و نتا كتكمي ؟
علودي (سد عين وحدة كيحاول ايتفكر) : من الصغر..ربعطاش..خمسطاش العام..بدات بالضحك و سالات هنا
رحمة (هزات حواجبها) : صغير بزاف..نقولو بلي البلية لي خلاتك تولي معصب و مقلق فحال هاكا ؟
علودي (تبسم بالجنب) : كنبانليك معصب
رحمة : كتبان ليا مقلق من راسك بزاف..عمري شفتك كضحك..زعما كضحك من نيتك ! ديما بارد ولا قالب الدنيا (وسعات تبسيمتها كتلعب بالستيلو) تيق بيا ايلا ضحكتي لدنيا حتى الدنيا غتعطيك ضحكتها فابور!
علودي (ضحك باستهزاء كيحرك فراسو بالشوية) : فابور..(جمع الضحكة باش ايختمها بتبسيمة شوية و ماتبقاش باينة)..حتى حاجة فهاد الدنيا مكتجي فابور..من غير الكارو لول !
_فهاد الوقت قدام باب دار “علودي”..
كان “ميمو” واقف شاد “سعد” فايديه لي كيرمش بعويناتو الزرقين فالناس لي خارجين من ديورهم على الصباح ، ميمو كان كيهز فرجليه و ايعاود بلا ما ايشعر و هاد الحركة لادارها عرفو كيحاول ايكبح أعصابو و شي حاجة غتكون مقصحاه لداخل..!
الحالة لي شاف فيها “ليلى” خلاتو ايسخط ديال بصح ، عمرو تمنى ليها هاد العذاب ، عمرو تخيل راسو غيشوف ختو كدوز من هدشي ! كان إنسان صعيب تفهم مشاعرو حيت هو براسو مافاهمهمش ، مكيعرفش ايعبر عليهم ، فحالو فحال ليلى ، جوج دالناس مكيقدروش على الألم الداخلي و الطريقة الوحيدة لي كيهربو بيها منو هي “الغضب”..!
كان كيتسنى فالباب ايتحل ، فنفس الوقت مبدعي الله مايخرجش ليه “أيمن” حيت فهاد الساعة بالضبط ايلا شافو مغيتحكمش فراسو و غيعاود ايدير شي موصيبة و هو ماخاصوش ايفقد السيطرة قدام الولد الصغير ! و كيدعي باش مايبانش “سفيان” قدامو حيت غيخرج فيه جنونو كاملين..!
عايشة (جايا زربانة كتقاد فزيفها) : بلاتي..(حلات الباب و هي تحل معاه عينيها)..هشام ؟
هشام (حرك ليها راسو باحترام) : خالتي عايشة صباح الخير..هاهو سعد جبتو ليك
عايشة (بفرحة و شوق جرات سعد كتعنق فيه و تقبلو) : وليدي حبيبي..
سعد (قبلها حتى هو فحنكها) : الميمة..
عايشة : عوينات الميمة و تعرف شحال توحشتك و خليتي عليا الدار خاوية ! (شداتو عندها معنقاه عاد هزات عينيها فهشام) شكرا أولدي..سلم ليا على ليلى و فاطمة
ميمو : مبلغ..(يالاه بغا ايمشي و هو ايعض على فمو بالجهد و عاود ضار عندها)..خالتي عايشة
عايشة (كتشوفيه) : نعام أولدي ؟
ميمو (تنهد و قرب منها باس ليها راسها) : سمحيليا الله ايحفظك !
كان عارفها مقلقة من دكشي لي وقع فديك الليلة و من حقها ! ولكن هادي لي قدامو كانت “عايشة” ، السيدة لي كبر قدامها و لي كانت فمتابتة أم ثانية ليه ، قلبها دغيا كيحن و عمرها تهز فخاطرها..
عايشة (شدات ليه فايديه كطبطب عليها) : عارف بلي معزتك من معزة بوبكر لي مكينش ما عز منو..و عارف بلي غنبقا ديما حاسباك ولدي لي ماولداتوش ليا كرشي..غير هو طفي العافية..صفي الخاطر..لي غلب ايعف أوليدي..(حطات ايديها على راس سعد)..على وجه هاد الوليد لي مازال ماعارف والو..الله ايرضي عليك !
ميمو (رجع تنهد و هبط على ركابيه كيشوف فسعد) : صافي أخالو سخيتي بينا ؟ غترجع عندنا ولا لا (غمزو) الكورة و لعيبات لي قلنا..
سعد (تبسم ليه) : غنرجع..
ميمو وسع ليه تبسيمتو و جرو عندو باسو فجبهتو قبل ما ايشوف فعايشة أخر شوفة و ايتحرك غادي فحالو مخليها مضورة ايديها على سعد و مراقباه بعينيها كدعي الله باش بصح ايصلح ما بين النفوس..!
_بالرجوع “للعيادة”..
رحمة طولات فيها الشوفة ، كتحاول تمشي معاها شوية بشوية و تشد الخاطر باش ايتطلق معاها ، و ما حدها حلات هاد القوس إلا أنها دبا ولات مضطرة أنها تكمل فيه..
رحمة : بوبكر..(تقادات فجلستها مشابكة ايديها)..غنسولك و نبغيك تجاوبني هاد المرة..(هزات فيه عينيها)..واش البلية لعبات عليك و كان عندها دور فالدخلة ديالك للحبس ؟
علودي (ماتعطلش باش ايجاوبها) : لا..
رحمة (بشك) : متأكد ؟
علودي (تنهد حاط ايديه فوق المكتب) : البلية ضريت بيها راسي..صحتي..ولكن البشر عمري ضرت ليه
رحمة : يعني البشر لي ضار ليك ؟
علودي (سكت شوية و رجع نطق مفيكسيها بشوفتو) : الناس فيهم ولاد الناس..و كاينين ولاد القحـ ـاب..و هاد ولاد القحـ ـاب دايرين فحال الهيروين..كتعرفيه ؟
رحمة (كترمش فيه) : كنعرفو..
علودي : مزيان..الهيروين كيدخل ليك مع العروق كيخطفك كامل..مكيبقا فيك والو و كيوصلك لداك السطاج ديال كتولي غريب على راسك ! هاكاك دايرين ولاد القحـ ـاب..كيجروك عندهم فحال البلية..و شي مرات باش تعيش و ماتمشيش تلوح راسك من شي سطح خاصك حتى نتا تولي ولد القحـ ـبة معاهم..ديري فبالك بلي حتى وحد ماتزاد خايب..ولكن كلنا توسخنا مع الوقت
و وقف كيقاد فالقب على راسو ، هنا عرفات بلي الحوار ديالهم سالا ! و للمرة الثانية كتلقا راسها محبوسة معاها قدام وحد الحيط سميتو “سبب دخولو للحبس” ، هاد الحيط لي مازال ماعرفات كيفاش تحيدو و تكتاشف شنو موراه..!
رحمة (وقفات حتى هي معاه) : كان خاصك تجي عندي ربعيام هادي و دبا غتمشي فهاد الوقت..شنو قلنا ؟
علودي (جبد الفلوس حطهم فوق المكتب) : قلنا غنكملو هاد الحصص لي خرجتي..من بعد غنساليو
رحمة : أنا ماباغاش منك الفلوس..باغا نعاونك و نعاون خالتي عايشة ! بوبكر نتا فداخلك ماباغيش تعالج..ماباغيش تجي عندي ولا حتى تعاود ليا هدشي كولو كديرو باش تخفف على ماماك ولكن راك غير مكتزيد ضر راسك تيق بيا..
بوبكر (هز فيها عينيه و بطريقة جدية نطق) : عاونيني لاشديتي فلوسك..نتي كديري خدمتك و أنا ماجايش ناكلك فعرق كتافك ماشي ديالنا هدشي..هاد القضية ديال الفلوس مانبقاوش نتناقشو عليها الله ايرحم ليك الواليدين..
و عطاها بضهرو خارج من المكان قبل ما توقفو بهدرتها..
رحمة : نشوفك نهار الجمعة ! (ميلات راسها كطل عليه) حتى هادي ماشي ديالك ؟
علودي (ضار عندها نفس دورة و بهدوء جاوبها) : حتى لجمعة..
بمجرد ما نطق بهاد جوج كلمات خرج ساد موراه الباب مخليها واقفة فبلاصتها و مربعة ايديها ، جسدها حاضر ولكن عقلها ترفع و الحاجة الوحيدة لي كتفكر فيها هي الهدرة لي دازت بيناتهم و هاد الألغاز كاملين لي مازال ضايرين بيه ، أكيد خاصها تاخد خطوة ثانية و هاد المرة هي بوحدها غتحاول تفهم أش وقع مع “بوبكر” حتى ولا فحال هكا..!
_فهاد الوقت كان باب بيت “أيمن” تحل و خرج منو كيقاد فالسمطة الكحلة ديال سروالو بتعابير جديين ديال بصح ! حواجبو معقودين و هابط زربان فالدروج فبالو حاجة وحدة ، “ولدو”..!
ليل كامل و هو كيعيط على “ليلى” و مكتجاوبوش ، و دبا جا الوقت فين ايمشي عندها هو برجليه ميمكنش ايزيد ايطول فهدشي خاصو ضروري ايطمن على سعد ، ايشوفو و ايرجعو معاه حيت حرفيا لقا راسو مكيقدرش اينعس مرتاح ايلا ماعرفش واش سعد حتى هو ناعس مرتاح ، خاصو ضروري ايكون حداه و قدام عينيه..!
أيمن (داز طاير من حدا الكوزينة و علاّ صوتو) : الواليدة هاني راجع..
سعد كان جالس حدا عايشة فالكوزينة حتى سمع صوت باباه عاد وسع شوفتو و وقف من بلاصتو خارج عندو كيجري..
سعد : بابا !
أيمن فالبلاصة ضور راسو جيهتو مصدوم ماعرفوش ايمتى جا ! حتى لقاه وصل عندو و عنقو من خصرو فرحان حيت هو كاين دبا معاها..
أيمن (هزو عندو معنقو بالجهد) : ايمتى جيتي ؟! (قبلو فراسو مزير عليه) وا ناري شحال توحشتك البرهوش !
سعد (ضحك معنقو حتى هو) : حتى أنا
أيمن (أخيرا تبسم براحة و خاطبو بالإيطالية) : كيدوزتي هاد اليومين مع ماماك..عجبك الحال ؟!
سعد (هز راسو باه) : ماما ضريفة و زوينة بزاف..و حتى خالو لي عينيه فحالي هو لي جابني دبا..(ميل راسو كيحاول ايتفكر)..و خالو لاخر حتى هو ضريف ! و الميمة الثانية..كلهم ضريفين بزاف
أيمن (جلس فوق السداري حاطو فوق رجليه) : وايلي ! هي صافي عجبوك و سمحتي فيا ؟!
سعد (رجع ضحك) : لا..أنا عمري نخليك
أيمن (طار عليه كيهرو و ايعاود) : وا ناري هاد الدري غنديرو فدغمة و ناكلو ! وا بالرب ما باقي تغبر عليا أنا وياك حتى تشرف و نلصقك فشي شلابة..
سعد بقا كيضحك و ايحاول ايهرب من الهران ديالو و حتى أيمن كيضحك شاد معاه الستون توحشو بزاف ! فاللخر رجع عنقو عندو و عاود نطق بهدوء..
أيمن : رتاحيتي مع ماماك ؟
سعد : اه..(هز فيه عويناتو)..بابا أنا بغيتها ترجع عندنا و تبقا معانا
أيمن (شافيه بشوفات مكيتفسروش قبل مايبوسو على راسو و اينطق بنبرتو الغليضة) : وخا أبابا..
مازاد نطق بحتى كلمة مور هاد الهدرة ، غير هاز ولدو عندو و عينيه تابتين فوحد النقطة قدامو كيحلل فهدشي ، فهدرة سعد و كيفاش بصح باغي و محتاج ماماه تكون معاه ، و فـ “ليلى” ! ليلى لي مرضاتو فاش ماجاوباتوش ، ليلى لي هاد السنين كاملة و هي مرضاه كيحس بيها ولات عندو فحال شي ورم مغيمشي حتى ايفنيه ! “ليلى” لي رجعات عوتاني استوطنات تفكيرو فحال ديما و خلاتو غارق مع راسو ، هاد المرة بصح خاصو ايدير حل مهما كان الثمن..!
_العشية تعاشات و الشمس بدات “كتغرب”..
فهاد الوقت كان “ميمو” جاي مع “ريحانة” فالطريق جايبها من خدمتها و عينيه كيضورو لي حس بيه كيشوف جيهتهم كيخنزر فيه ، من دكشي لي وقع مع “سفيان” و هو موسوس لدرجة حتى فالخدمة وصى عليها..!
ريحانة (شدات فيه و بنبرتها الهادئة نطقات) : هشام مالك ؟
ريحانة ماكانتش عارفة شنو وقع ، ماكانت عارفة والو بلا بخصوص سفيان لا بخصوص الإعجاب حيت المضا ربة لي وقعات دغيا جمعوها و طواوها و القضية تضمسات بين ولاد الدرب..!
ميمو (ضور فيها راسو) : والو..دوا معاك شي وحد ؟
ريحانة (جبدات فيه عويناتها) : عرفتي شحال من مرة سولتيني هاد السؤال ؟ شكون غيدوي معايا الله ليهديك
ميمو (مخنزر قدامو) : ديك الجلابة الخضرة صدقيها غناخد ليك وحدة أخرى
ريحانة (مصدومة) : ياك كتعجبك !
ميمو : مابقاتش كتعجبني..سمعي الهدرة و زيدي هاد القضية على البلان ديال بّا حمّاد غدا خودي رونديفو !
ريحانة (تنهدات) : وخا..قوليا بعدا كيف بقات ليلى؟ (تبسمات كتعبر ليه) بانليا ولدها داك النهار زوين بزاف و كيشبه ليك
ميمو (قابلها بابتسامة باهتة) : الولد زوين الله ايحفظو..غا هو ليلى أنا براسي ماعارفهاش كي بقات
ريحانة (بقلق) : واش مقلقة؟ قلتي ليها شي حاجة ؟! حرام عليك أهشام ايمتى ايحن قلبك على ختك!
ميمو : وا يالاه مع هادي ! فهاد الكوكب كيبانليكم غا هشام ولا كيفاش ؟! ماقلت تا قلـ ـوة !
ريحانة (عوجات فمها) : سكت حشومة ! أنا غدا غندوز نشوفها..ولكن نتا رخف على راسك راك بنتي ليا ماشي حتى لهيه
ميمو (مسح على راسو لي كيحس بيه غيتفركع) : عيان بزاف أريحانة..عيان بزاف
ريحانة (ضورات عليه ايديها قلبها ضارها عليه) : حاسة بيك والله..ماتقلقش عافاك كلشي غيتصلح مع الوقت
ميمو بقا شحال و هو كيشوفيها كيف كتحاول تواسيه فهمومو ، قبل ما ايضور عليها حتى هو ايديه معنقها بكل جهدو خاشيها فصدرو ، كيحاول اياخد منها ذيك القوة لي محتاج فنفس الوقت ايعطيها الأمان لي محتاجة ، همو و همها كبار و القلوب بوحدهم لي عالمين بلي كاين..!
_داز الوقت و طاح “الظلام”..
فالشط ديال البحر و بالضبط فالرملة ، كانت جالسة “ليلى” مقربة من البحر هاد المرة حتى ولات كتحس بالبرد ديال الماج كيضر ب ليها فوجهها ، عينيها على ظلام ليل و الدخان خارج من فمها كتكمي فصمت و سكون ليل ، حتى حسات بشي ظل وقف حداها ، هزات عينيها و لقاتو أخر وحد توقعات ايوقف عليها فهاد ليل و فهاد القنت بالضبط ، “أيمن” ! ، هاد الأخير لي جلس حداها قبل ما ايطير ليها الكارو ديالها من ايديها بحركة خفيفة و صغر عينيه حتى هو كيشوف معاها فالبحر..
أيمن : مازال معاشرة مع الدخان (هز راسو الفوق نفت الدخان عاد رجع شافيها) كحلتي القلب و حالفة حتى تزيدي تكحلي حتى الرية ولا كيفاش ؟!
ماضوراتش فيه راسها و رجعات قلبات عينيها جهة البحر بلا مبالاة ، متصنعة البرود و تابتة فبلاصتها وخا فداخلها كانت حكاية أخرى ! هاد الليلة جات جلسات قبالة البحر باش تخلوا مع راسها كيف مولفة كل ليلة ، باش البرد ديال البحر ابزيد ايعيها و طلع تنعس نيشان ، باش تنسى و طفي جرحها بالدخان ، ماشي باش ايوقع هدشي ، ماشي باش تلقا سبب جروحها جالس حداها شخصيا..!
ليلى (كضور عينيها وسط ظلام البحر) : نكحلها..مانكحلهاش..هدشي ما عندو مايزيدك
أيمن (كيلعب بكورميطتو فايديه) : ليلى..(ميل فيها راسو و نطق بثقالة)..شحال من مرة قلت ليك بلي كتعجبني سميتك ؟
ليلى (مكتشوفش فيه) : نوض سير فحالك..أنا وياك حتى من النفس حرامت بيناتنا
أيمن (ركز بشوفتو على الكارو كيضورو بين صباعو) :
قابل نشرك معاك هاد النفس وخا تكون كلها دخان..حتى من السم لي غيجمعني بيك نتي نحللوه أليلى
فكل خطرة كيخرج حروف اسمها من فمو كانت هي كتحفر صباعها فراحة ايديها ، دوزات ستسنين و هي كتقصح فقلبها حتى جمدات أحاسيسها كاملين ، حتى من أقوى غريزة فيها اضطرات أنها دفنها ! ميمكنش تجي حتى لدابا و تهدم هدشي كامل ، هي تعذبات بزاف ، مستحيل تزيد تعذب كتر من هكا بسباب وحد الشخص “تحرم” عليها..!
أيمن (لاح البينتة عاد رجع شافيها بجدية) : ولدك باغيك حداه..و حتى أنا باغيك معانا
ليلى (و أخيرا ضورات فيه عينيها و بنبرة خالية من الأحاسيس نطقات) : شكون حنا ؟ قوليا شكون حنا..جوج دالناس تبعو التبرهيش فصغرهم..بنت سطاش العام كان كيصحابليها الدنيا مضرو بة بركلة و ولد كيشوف قدام عينيه غير الغربة..(رمشات فيه بحدة)..حنا والو أ أيمن !
أيمن (تقابل معاها غياكلها بشوفاتو) : حنا هما دوك البراهش لي بغاو بعضياتهم كتر من وحدين ضاربين عشرين عام ديال الزواج و هاد لعيبة نتي عارفة عمرك تقدي تنكريها..
ليلى (طولات فيه الشوفة قبل ما ترجع تنطق) : بسباب هاد جوج براهش أنا خسرت كلشي..
أيمن : حتى أنا خسرت كلشي..و مازال كنخسر..ولكن بغيتي تعرفي وحد لعيبة ؟
ضرب على صدرو بايديه كيشوفيها بعينيه لي كيمجدو انعكاسها و كيأكد على كل حرف بنبرتو القاسية..
أيمن : مابقا عندي ما نخسر..و وخا نكون مازال غنزيد نقو دها ماغنتمزكش..عرفتي علاش ؟ حيت عندي وحد القضية سميتها ليلى..و هاد القضية هي لي ماناويش نخسرها..!
ليلى (بلعات ريقها كتحاول تجاهل كلامو) : هاد الهدرة كبرنا عليها بزاف..خاصك تفهم بلي أنا وياك غلطنا..شوف حياتك و خليني حتى أنا نشوف حياتي
أيمن (بنبرة قاسية كتر و كتر) : تشوفي حياتك..معامن باغا تشوفي حياتك ؟!
ليلى (هزات فيه حاجبها) : عطى الله معامن نشوف حياتي
هدرتها خلات شوفاتو ايتسيفو ! ما حس براسو حتى كان شدها من دراعها مزير عليها..
أيمن (نطق تحت سنانو) : بالرب أليلى و تكوني كتعرفي شي وحد حتى نجبد ليه ريتو و نحطها قدامك..مانعقل لا عليك لا عليه !
ليلى بنفس تعابيرها الباردين هبطات عينيها كتشوف فايديه لي غتقلع ليها دراعها ، قبل ما تنترها بالجهد..
ليلى : أخر مرة تمد عليا ايديك حيت هاد المرة أنا لي مغنعقلش عليك
و وقفات بالزربة ناوية تمشي فحالها قبل ما تحس براسها عوتاني مجرورة من ايديها..
أيمن (مخنزر فيها بالجهد) : كيبانليا الهدرة فحال الناس مازال ماكتوكل معاك حتى قلو ة ! قبل ما نرجع لهاد البلاد حلفت على ديني لامبغيتيش دوي غنوضها فداك الدرب..و دبا لابان شي قوا د قدامي غنعفط على طبو نمو و هاد اللعيبة حفضييها !
ليلى (خنزرات فيه حتى هي) : و شكون نتا باش تحاسب معايا على شكون ندخل لحياتي و شكون نخرج منها..شري تيقارك الله ايرحم باك و خلينا مزيانين ايلا غير الصداع راك كتعرفني مزيان كي دايرة !
أيمن (زاد جرها عندو حتى قصحها) : أنا الشريفة هو بات ولدك..و الصداع لابغيتيه من دبا نفيقوه أش بانلك؟!
ليلى (شوفاتها تنيرو بالعصاب) : ماتبقاش دير السبة بولدي..داك الولد هو أعز ما عندي فهاد الدنيا كلها و عطيتو ليك..أااش مازال بااغيي منييي هااا ؟؟ أاش مازال باغييي ؟!!
أيمن (بصراخ قوي) : باااغيييك نتيي واااش كتفهمييي أبنااادم ؟؟! واااا باااغييييك نتييي معاااياا (حط صبعو جهة راسو مورك على كلامو) دخلتييي لهااد الرااس ماابقيتييش بااغا تخررجيي ولييتي فحاال شيي كوونسيير ديييلمو غييسفنيي معاه !!
كان كيدوي بغضب و حرقة كبار بزاف ! كيحس بصدرو حا رقو و شي حاجة لداخل كتنهش فيه ماكرهش ايجبدها و ايعفط عليها برجليه ، و ليلى كتشوفيه بصمت مقابلاه بعينيها لي حمارو بسبب البرد ، ولكن حتى بسبب وحد الإحساس لداخل مابغاتش تعتارف بيه ، تنفسها مابقاش مقاد و هي كتسمع ليه..
أيمن (طلق منها كيتنفس بعنف قبل مايبعد جوج خطوات حاط ايديه بجوج مور راسو) : عرفتي شناوا..(غمض عينيه و عطاها بالضهر كيزفر)..سيري لداركم أليلى..دبا غنصدق غا داير شي قوا دة و ندم عليها من بعد !
بقات واقفة كتشوفيه لثواني كيف كيدوز بايديه على راسو و كيحاول ابهدن نفسو ، ايهدن داك العرق لي خرج كيضر ب فراسو ، ايطفي الجعرة لي ركباتها فيه بهدرتها ، مجرد فكرة أنها ممكن دخل شي وحد لحياتها حس بيها غتسطيه ! قبل ماتبعد بخطواتها راجعة فحالها حتى مابقاتش كتبان ، لا هي ولا هو كانو ناويين هاد المواجهة غتوصل بيهم لهاد الحد ! هو كان ناوي ايدوي على “سعد” ، و هي كانت ناوية تنوض و تمشي فحالها فالسكات ، ولكن ديك الفلاما لي شحال و هما كيحاولو ايخليوها طافية رجعات شعلات بيناتهم و هاد المرة بوحد القوة كبيرة لدرجة حتى وحد مايقدر مازال ايعاود ايطفيها..!
_فهاد الوقت عند “علودي”..
كان هابط من السطح قاصد بيتو نيشان ، حتى بانليه “سفيان” حتى هو طالع ناوي ايدخل للبيت..
علودي (وقفو بصوتو) : بلاتي
سفيان (ضور فيه راسو حنكو مازال منفوخ) : خويا بوبكر
علودي (وقف قبالتو عاقد حواجبو) : عارف راسك أش درتي ذاك النهار
سفيان (حط ايديه على حنكو مغوبش) : ما درت والو ولكن هداك هشام ماخلا ما دار
علودي (حط ايديه على كتفو مزير عليه) : هداك هشام عشيري و عندك الزهر كنت حاضر أما مماكنتيش غتعاود تعقل على كـ ـرك..شكون قاليك ريحانة ختو ؟!
سفيان (كيضور فعينيه) : حتى وحد ولكن أنا بانت ليا فحال ختو..
علودي : بانت ليك فحال ختو ؟! را نتا لي كنتي غتولي فحال ختنا أبنادم ! أخر مرة مازال تقرب جيهتها ديك السيدة ديرها مزوجة و بولادها..هاد المرة راه ماكين لي ايعتقك منو..و ها ودني منك !
بعد منو مخليه كيرمش فيه بعينيه قبل ماينطق موقفو بكلامو..
سفيان : مابانش ليك أيمن ؟
علودي (حل باب بيتو مجاوبو ببرود) : لا..
هاكا دازت عليهم هاد الليلة ، شي ناعس و شي كاعي ، شي معصب و شي طافي و كيدعي ربي ايفرجها من عندو..!
_فصباح “اليوم التالي”..
الدار هاد المرة كانت خاوية حيت أسامة جرو هشام معاه و خرجو للخدمة ، بقات غير فاطمة لي كضور كاس دأتاي فايديها و كتشوف فبنتها “ليلى” لي من عينيها باينة ما ناعساش و شوفاتها طافيين أكيد واقعة ليها شي حاجة ماشي حتى لهيه..
فاطمة : أبنيتي عار الميمة لاماكولي ليك غا شوية..نوض نصوب ليك قهوة ؟
ليلى (تنهدات مرخية فوق السداري) : لا الواليدة غير رتاحي..
و يالاه فاطمة غتعاود تنطق باش تعرف شنو سبابها فهاد الحالة حتى تسمع الدقان فباب الدار..
فاطمة (عقدات حواجبها) : خبار الخير..(وقفات فالبلاصة حلات الباب و هي تبسم بفرحة)..ريحانة ! مرحبا بيك أبنيتي مرحبا..
و جراتها كتبوس و تعنق فيها هاد البنت عندها عزيزة كتر من القياس ، و حتى ريحانة كتسلم عليها و تعاود بوجه بشوش و منور..
ريحانة : خالتي فاطمة توحشتك كيف بقيتي ؟
فاطمة : الحمدالله أحبيبتي دخلي !
و جراتها معاها داخلة بيها لداخل كترحب بيها و تعاود و ريحانة حتى هي ماقاداها الدنيا بشوفتها ، حتى ضورات راسها و هي تبانليها صحبتها ليلى..
ريحانة (وسعات شوفتها) : ليلى..(قربات منها معنقاها بشوق)..توحشتك أصحيبتي
ليلى (بادلاتها العناق قبل ما تقابلها بابتسامة باهتة) : حتى أنا توحشتك..كيف دايرة خالتي ربيعة..حكيم و بّا حماد ؟
ريحانة (جلسات حداهم) : ربيعة غير مع الدار و الشقى..حكيم راكم عارفينو ماباغيش ايبعد من البلية..و بّا..(حضرات عينيها)..غنقطعو ليه الرجل الثانية
فاطمة (حطات ايديها على صدرها) : الله ياربي الله على حمّاد مسيكين ! خاصني نمشي عند ربيعة..لا لا والابد ما ندوز عندها اويلي حاي حمّاد غتقطع ليه الرجل و أنا جالسة هنا !
ليلى (شدات فايدين ريحانة مزيرة عليهم) : انشاءالله كلشي غيدوز بيخير و غيرجع حسن من لول..
ريحانة (بابتسامة حزينة) : انشاء الله..
فاطمة (وقفات كتقاد فزيفها سامحة فالفطور) : عرفتو شنو غدا غندوز عند صحيبتي ربيعة ! و اليوم غنمشيو للحمام حتى لامشيت نزورها نمشي و أنا نقية (شيرات ليهم بايديها) نوضو جمعو الوقفة حتى نتوما غتزيدو قدامي..
ليلى (طرطقات فيها عينيها) : شنو ؟!
ريحانة (حتى هي جبدات فيها عويناتها) : ولكن أخالتي أنا ما جايبة معايا والو ؟
فاطمة (قصدات الكوزينة كتجبد فالسطولة) : ها ليلى غتعطيك بيجامة و دكشي لي خاصك..نوضو تحركو خلاص نشدو بلايصنا !
ليلى (تنهدات بملل) : الواليدة غا سيرو أنا عيانة..
فاطمة (خرجات هازة سطولتها و كتغوت) : رجلي برجليك ! نوضي تكااعدي قالاك غاا سييري و أناا شكوون غييحك لياا ؟ أدووي المسخووطة ؟!
ندماتها على حياتها بالسبان لدرجة مابقاتش جاوباتها و فالبلاصة جرات ريحانة طالعة لبيتها باش توجد حوايجها هربانة من غوات فاطمة ! عارفاها لادارت شي حاجة فراسها خاصها ضروري تطبق و ماحدها خططات الزيارة لصاحبتها ربيعة إلا و راه هاد التحميمة ما منها هروب..
_دازت “ساعة” من الوقت عاد تحل باب الدار و خرجو منو بثلاثة ، فاطمة لاوية زيفها و ضار بة جلابتها الكحلة سابقاهم فحال القايدة ، و ريحانة الصاك فكتافها شادة فليلى لي هازة السطولة..
ريحانة (بخفوت) : فين غاديا خالتي ؟!
ليلى (عاقدة حواجبها) : هاهي غتجبد لينا شي بلان تاني..
فاطمة (وقفات قدام وحد الباب كدق) : فاااخيييتة !
ثواني و كانت “الجارة فاخيتة” حلات الباب و غير شافت وجه فاطمة و هي تضحك..
فاخيتة : وا خويتي أش هاد الغبور ؟! دووخلي مرحبا..
فاطمة : لا مغندخلش غنمشي للحمام..أراي ليا التويميات نديهم معايا
فاخيتة : أياه هي لولة الله ايزورك مقام النبي !
و فالبلاصة دخلات كتغوت على بناتها ، حلات البلاكار جمعات ليهم حوايجهم بالزربة و خرجات كتجري مخرجاهم معاها ، كانو جوج بنات صغار تويميات ماتعرفيش تفرقي بيناتهم بكترة الشبه..
فاخيتة : هاهوما أخويتي..سيري لهلا ايخطيك عليا..بصاحتكم !
فاطمة : الله ايعطيك الصحة..يالاه ها حنا مشينا
فاخيتة بقات كتشير ليهم و فاطمة جرات فايديها التويميات سابقة ليلى و ريحانة لي تابعينها و كيوشوشو بيناتهم خايفينها تسمعهم و ضور ليهم..
دقائق قليلة و كانو وصلو لحمام “الزين” المشهور عندهم فالدرب ، فاطمة وقفات تخلص كتجبد فبزطامها و كدوي..
فاطمة : سمحمد أرا معاك حتى خمسة دراهم دالصابون البلدي..
سمحمد (غمزها كيقيس فموسطاشو الشايب) :
و الماكينة لا ؟
فاطمة (خنزرات فيه) : الله ايمسخك !
دخلو كاملين لداخل فين لقاو الدنيا ماعامراش بزاف من غير شي عيالات يالاه خارجين كيلبسو، فاطمة جلسات كترجع النفس فوق وحد من الباياصات ، عاد لحقو عليها ريحانة و ليلى هازين السطولة و السواكش..
فاطمة (كتشوف فالعيالات كيلبسو) : وا بصاحتكم أخويتي !
الكل جاوبها بنفس العبارة “الله ايعطيك الصحة” ، عاد هي تبسمات و بدات كتحيد فحويجها و تشير لبنات..
فاطمة : ديو الصاك لمكم حليمة عطيوها مية دريال دالرزمة..
ليلى (طلات بعينيها مالقاتهاش فبلاصتها) : ماكايناش أمّي..
غير قالتها و هي دخل مهم “حليمة” مع الباب كتمختر ، نص حياتها كولو دوزاتو فهاد الحمام حتى طلعات كراد و ولات هي الحاكمة على كاع الطيابات ، و مع مجبدة و عامرة قشعوها منين و منين جايا..
حليمة (كتشالي بالدبليج لي فايديها) : شكون هادي لي ماكايناش أبنت فاطمة ؟
فاطمة (ضحكات) : مرحبا بمولات حمامي
حليمة (تحنات سلمات عليها) : الحبيبة (كتبوسها و تعاود) تي فين كتغبري علينا ؟ (كملات ليها عشرة دالبوسات فالحنك) عاش من شافك !
فاطمة (حتى هي كتسلم فرحانة) : لهلا اخطيك عليا أصحييتي
ليلى (تحركات داخلة لداخل هاربة من تسلام حليمة) : مي حليمة هاهما جوج سطولة عندي و حتى نتي عاش من شافك (شيرات لمها) هاني دخلت
بقات غير فاطمة لي كتطوي فحوايجها و دوي مع العيالات دايرة حديث و مغزل ، و ريحانة لي حيدات الحوايج و هزات صاك غادا ترزمو عند حليمة ، وقفات عندها و تكتات على الرخامة كضحك ضااسرة عليها و مولفة ديما تقشب معاها..
ريحانة : مي حليمة (غمزاتها بالخف) كاين شي ولا غا الفرشي ؟
حليمة (جبدات وحد القريعة صغيرة من صدرها) : كاين خير ربي
خلاتها كتشوف فديك القريعة ديال “النفحة” و كضحك ، حتى نزلات عينيها لتحت ، و هو ايبانليها الكولون لي لابسة مها حليمة فيه شي حاجة ماااشي حتى لهيه ، شي حاجة عامرة و معزولة فداك الكولون..
ريحانة (طلعات حاجبها بدهشة) : تبارك الله على الخرقة لي دايرة قداش أمي عايشة !
حليمة (جبدات عينيها) : ويلي على خرقة (هزات راسها كضحك) أجي تسمع أحميد السوداني ولا خرقة !
ريحانة : السوداني ؟؟
حليمة : وا ريحانة (قربات منها كتعبر بايديها) راه حشوني هدا قالاك خرقة !
ريحانة (طرطقات عينيها) حشووونك ؟؟ (كتشوفيها و ترجع تشوف لتحت) السوداني هو حشونك ؟؟! (زادت طرطقات عينيها) تباااااارك الله..الله ايحفظو لميمتو..لي هي نتي !!
_فالدخلة ديال الحمام كانت “ليلى” هازة السطولة و كتقلب بعينيها على شي بلاصة مزيانة حتى حطات عينيها على وحدة ، و يالاه قصداتها و بغات تحط فيها السطولة و هي ترش عليها وحدة الما سخون بالجهد حتى ضورات فيها راسها مخنزرة..!
كان أصلا مورالها طايح و على سبة من الهدرة و المواجهة لي ضارت بينها و بين “أيمن” البارح و دبا بهاد الحركة لي عرفاتها مقصودة زادت شعلات..!
ليلى (لاحت السطولة فالأرض حتى تردخو) : مريضة فكـ ـرك لا ؟
السيدة لي رشات عليها الما كانت كتمشط فشعرها الفازك كلها عريانة ساترة غير العورة ديالها بسترينغ ، لاحت حتى هي المشطة من ايديها و وقفات كتعربط مطرطقة فيها عينيها الخارجين ، ملي دخلات ليلى ماحملاتهاش تجي تزاحمها فالبلاصة دكشي علاش رشات عليها الما طايب عمدا..
السيدة : شناااواا ؟! كييفاش مرييضة فكـ ـرري ؟!
كانت غليضة و كلها عامرة و صحيحة ، عكس ليلى لي رقيقة وخا هكاك جهدها لا يستهان به ! كتدوي بطريقة مشرملة و تشالي بايديها ناوية تدخل فليلى طولا و عرضا..
ليلى (هززات راسها كتشوفيها وجها لوجه) : أنا نوريك كيفاش..
و مباشرة مور هاد الجملة جمعات ايديها و عطاتها نيشان بكفها للوجه حتى تسمعات تصرفيقة حارة خلات السيدة تغوت شاذة على وجهها بصدمة !
برا كانت فاطمة حيدات حوايجها و جرات التويميات عندها كتحيد ليهم فحوايجهم و تدوي..
فاطمة : بنات فاخيتة..شكون فيكم صفاء و شكون مروى ؟
التويميات شافو فبعضياتهم ، كانو فعلا نسخة طبق الأصل لدرجة من سابع المستحيلات تعرف شكون فيهم مروى و شكون صفاء..
صفاء (شيرات لختها) : هي مروى
مروى (شيرات ليها حتى هي) : و هي صفاء
فاطمة جبدات فيهم عينيها كضور راسها بيناتهم ، قبل ما تسمع الردخة القوية ديال السطولة و الغوات لي تجهد..
ريحانة (ضورات راسها) : اويلي اش واقع ؟؟
فاطمة (تفكرات ليلى لي دخلات و هي توقف كتجري و تغوت) : ليييلى !!
ريحانة جرات التويميات و دخلات حتى هي كتجري زربانة ، بقات مي حليمة تما بوحدها كطرطق فعينيها قبل ما تجمع الوقفة تابعاهم..
حليمة (زربانة فمشيتها و بزا زلها الكبار كيتقلقلو معاها) : وا الله أميمتي على سطولتي..وا تكااايسووهاه !
غير دخلو لداخل و ما ايلقاو الحمام من الداخل خاوي فيه غير بعض العيالات لي واقفين عريانات و كيحاولو ايفكو ما بين “ليلى” و “السيدة” لي جعرات مور التصرفيقة..
السيدة (شادينها العيالات و كتشالي بايديها مجننة) : والله ياا دييلمك حتتى نفرعك اليووم نورييك التصرفييق كيدااير !
ليلى (حابسينها العيالات وخا هكاك غالبة عليهم) : ديلمي..كتجبدي ليا مي أبنت القحـ ـبة..(هزات السطل شيرات عليها بيه)..مي أوجه التقبة!!
ليلى بطبيعتها كانت نياشة مستحيل تنيش بشي حاجة و تزكلها و هاد المرة جابت ليها السطل نيشان فوق طر متها حتى طاحت فالأرض كتغوت..
فاطمة (دخلات بيناتهم محيحة) : أااش واااقع !! أاش أاش هدشي !!
ريحانة (بخوف) : اويلي ليلى لااا
السيدة (منشورة فالأرض و كتقلب على شي حاجة تشير بيها) : ضر بااتني..ضر باااتني بنت القحـ ـبة ضر بااااتني !!
فاطمة (خنزرات كتشالي بايديها) : حاشاك يا كبيرتهم !
ريحانة (غوبشات فيها) : حماارة جمعي فمك !
حليمة (دخلات وسطهم كتحاول تهدنهم) : بنت فاطمة لعني الشيطان..و نتي أغزلان حشمي من السيدة كبر منك !
غزلان (هزات طاسة كبيرة و شيرات بيها على ليلى غتسطى بالفقصة) : بعدييي منييي أحليييمة..بعدييي منييي خليييني ناااكل مهااا !!
ريحانة غوتات حاطة ايديها على فمها فاش شافت الطاسة جات نيشان فظهر ليلى حدا وحد الوشمة عندها صغيرة على شكل عقرب لدرجة لحمها تخبش و حمار ، و هنا كانت تعلنات الحر ب !
ليلى دفعاتهم كاملين بوحد الجهد كيخلع و طارت عليها من شعرها مجرجراها فالارض و غزلان كتجدب مألمة كتحس براسها غيتقلع و كتحاول تفك منها ، التويميات مطرطقين عينيهم كيتفرجو و أصوات الصراخ وسط الحمام تعالاو من طرف النساء و فاطمة و ريحانة كيحاولو ايفكو السيدة من بين أيدين ليلى لي مافكوها من بين ايديها حتى كانت قلبات ليها راسها بالعصى و رجعاتها فحال الشرويطة..
ليلى (زيرات ليها شعرها و رفعات ليها راسها بالجهد حتى تقابلو عينيهم) : هاد الوجه عقلي عليه مزيان..و المرة جاية فاش تشوفيه قلبي الطريق ولا هربي حيت غنعاود نتحادا مع قحـ ـبة مك غنسوط فيك..
فاطمة (جراتها بالجهد) : طالقي صافي باراكة من الشوهة ! حليييمة جرييي هااد معزاان حدااك قببل ماانضور لييها !!
حليمة (جارة السيدة مخرجاها فاشلة) : ياك كنقوليك أغزلان جمعي راسك..كنقووليك ماتبقايش تجبدي العيالات فالحمام راك ماغتمشي حتى طيحي فمرت باك و هانتي طحتي فيها !
غزلان (حالة فمها سخفانة) : بنت القحـ ـبة فرعاتني..هي لي جبداتني..كنت باغا نجيب الضر بة فالشارفة لي معاها..
حليمة (عقدات حواجبها) : لا غير ضر بيها باش تلقايها طيرات ليك حشونك و لصقاتو فالبلاكة ديال حمام الزين لي داز ايزغرت ليك فيه و ايزيد..نتي راه مكتعرفيش هاد الطريكة ما يقد عليهم غير لي خلقهم و بنت فاطمة أكبر كرابة..سدي داك الفم و زيدي قدامي !
و أخيرا نجحو أنهم ايحبسو هاد المطايفة لي كانت غتحول لصداع كبير و ايدخلو عليهم الرجال بالهراوة لولا لطف الله ! فاطمة فرشات الجلدة و جلسات فاشلة كترجع النفس و ليلى مازال واقفة مخنزرة كتقيس فظهرها..
ريحانة (كتحل فالقرعة ديال الما) : خالتي فاطمة هاكي شربي و بالشوية عليك راه مابقاش عندك صحة الغوات
فاطمة (ناشرة ايديها على السطولة) : قوليها لهاد المسخوطة كيصحابليها راسها إمبراطور ! ولادي طغااو..ولادي طغااو صافي !!
ليلى (دفعات السطل برجليها ساخطة) : صافي أمي ماتزيدينش ! راه ديك القوا دة لي سلقات ديلمي و عطباتني فلحمي عندها الزهر تفكات !
فاطمة : أياه زييديني..زييدي سمعيني سبي و عايري قداامي..(شيرات ليها بصبعها كتغوت)..شااهدي أرييحانة !!
ريحانة (جلسات حدا ليلى كتحاول تهدن الأجواء) : صافي أليلى لعني الشيطان..خالتي فاطمة حتى نتي تهدني الشيطان كيحضر و هاديك خيتي كون ما هي لي جبدات ليلى عمرها تقرب ليها راها بنتك و كتعرفيها..(كتجبد فصابون البلدي)..و دبا نساو عليا هدشي و زيدو نكمدو عظامنا راه الحمام غيبدا ايعمر و غنبداو نتزاحمو و نتغاوتو عوتاني !
فاطمة (خدات من عندها الصابون و جرات عندها ليلى منفخة) : حيدي ايدك الويلة خليني نشوف الضر بة..
ليلى حيدات ايديها عاقدة حواجبها فصمت ما رجعاتش دوات صافي طلع ليها الد م و دبا أش جا ما ايبردها ، تويميات جلسو حدا فاطمة و ريحانة بدات كدير فالصابون البلدي و تعمر فالقباب و يالاه تبسمات و بغات تنطق حتى حسات بوحد الظل عريض غطاها ، طلعات عينيها بالشوية غادا و كتجبد فيهم و كتشوف هاد السيدة العظيمة لي قادرة دير منها ربعة الشي لي خلاها تهجر تبسيمتها..
السيدة (كتشوفيها من التحت) : حكي ليا و نحك ليك ايعيشك أخويتي..
ريحانة مالقات ما دير مسكينة من غير أنها توقف و تاخد من عندها الخرقة باش تحك ليها كتاخد شهيق زفير و كتوجد راسها تعامل مع هاد الكسدة ، أما ليلى فتكلفات بتعمار القباب دائما فصمت بينما فاطمة جرات عندها التويميات بجوج..
فاطمة : نتي صفاء ولا مروى ؟
مروى (رمشات فيها) : أنا مروى
فاطمة : غنحك ليك نتي لولة عاد نحك لراسي و ندوز لختك..(هزات عينيها فصفاء)..نتي خودي الخرقة الثانية و بداي تحكي بينما وصلت ليك
مروى بلعات ريقها كتشوف ف فاطمة عارفة مزيان أش كيتسناها و لما لا و هي فينما كتجيبهم معاها كدوز عليها أحسن حصة جلد الذات مكطلقها حتى كيبدا لحمها كيوزوز..
فاطمة (كسلاتها قدامها) : هزي ايديك
مروى (كتغبن) : ميمة فاطمة بالشوية عافاك
فاطمة (خرجات فيها عينيها) : تي هزي ايديك !
صفاء تكمشات كتحك و كتشوف فختها لي حاكماها فاطمة بين ايديها كتحك و تقول ما حكات ، و ليلى حتى هي بدات كتحك لراسها بينما ريحانة دوزات شوط طويل ديال الجهاد في سبيل الحمام ماسالات ليها الحكان حتى طاحو عليها كتافها و وخا السيدة بغات حتى هي تحك ليها إلا أنها هربات منها و رجعات عندهم كتلهت سخفانة..
ريحانة (تنشرات حداهم كلها عرقانة) : واش الناس كيقدرو ايمو تو فالحمام ؟ حيت ايمكن هادي هي المو ت !
ليلى (شافت فيها) : و نتي غير قالت ليك نوضي حكي ليا فالبلاصة جمعتي الوقفة ديك الساعة قولي لا
ريحانة (كتجبد فيها عويناتها) : مانقدرش كنحشم
ليلى : ايوى حشمي حتى طيحي فشي طر مة مع تبغي تحكيها مع تسرطك !
و بقاو مجمعين بيناتهم فحين فاطمة سالات الحكان لمروى لي ماطلقاتها حتى بدا لحمها كيوزوز و خلاتها تهرب مكمشة حدا ختها لي كتحك فلحمها و تعاود كتفكر كيفاش تهرب من فاطمة ، هاد الأخيرة لي بدات كتحك لراسها و شيرات للبنات..
فاطمة : قشرو ليا وحد لويمينة الله ايرضي عليكم..
ليلى غسلات ايديها و قشرات ليها ليمونة ، بينما فاطمة سالات حكانها و غسلات مزيان عاد تنهدات كتشوف فالتويميات..
فاطمة : شكون فيكم صفاء
صفاء (طرطقات عينيها قبل ما تشير لختها) : هي !
مروى (خرجات عينيها و غوتات) : اويلي والله حتى هي !!
فاطمة (عقدات حواجبها) : أدوك الويلات ماتحمقونيش..فين صفاء تجي تكسل قدامي قبل ما نسخط !
ليلى و ريحانة شافو فبعضياتهم ضاربين الطم ، عارفين فاطمة شكتسوا و حكانها كيف داير ، و لما لا و هما براسهم مازال كيخافو من الحكان ديالها بسبب ما دوزات عليهم فالصغر..
صفاء (بلعات ريقها) : ميمة فاطمة راه هي صفاء ماشي أنا
مروى (بدات كتبكي) : كداابة أنا حكاات لياا
فاطمة (صغرات عينيها فمروى) : دبا أصفاء غدوزي تكسلي قدامي ولا نوض لمك ؟!
مروى (كتحرك راسها برعب) : والله ما أنااا
فاطمة فالبلاصة وقفات جارها من رجليها مخلية صفاء مجبدة عينيها فختها لي ناشرة ايديها فالارض و كتبكي و تغبن بقهرة باغا تهرب مالقات فين حتى شداتها فاطمة خشاتها بين رجليها فحال البخوشة قاطعة فيها النفس و كتعاود تحك ليها للمرة الثانية..
ريحانة (بقات فيها) : صافي أخالتي باراكة عليها و عطيها ليا أنا نتكلف ليها بشعرها..
فاطمة (ماطلقات منها حتى بدلات ليها الجلدة) : هاكيلي هاكاوا على الخانزة باغا تهرب من الحكان..كاين شي وحد مكيبغيش ايتنقى أدوي ؟!
مروى تخشات حدا ريحانة كتنخصص بالبكا و ريحانة جلساتها قدامها كتحاول تسكت فيها ، أما ليلى فكانت حلات شعرها الطويل و بدات كتمشط فيه..
ليلى : مي بعدي من البنات الصغار راك كتوعتي
فاطمة : كانوعت ؟! حيتاش كنبغي نقي ليكم وسخكم..إياه زيديني أبنت كرشي شوهيني مع الناس و عطيني بالسبان
ليلى (هزات فيها عينيها) : فصغري كنت غا دريويشة عمري شوهتك و ماخليتي فيا غا لي نسيتي بديك الخرقة !
فاطمة (تقادات معاها) : عمرك شوهتيني ؟! (رجعات راسها لور كضحك) هاهاهيااوي ! نسيتي يامات كنتي كتصلي ليا فالحمام فحال المشيرة ؟!
ريحانة (ضحكات كتمشط للبنت فشعرها) : اويلي هههه
فاطمة : وحق الله يا بنيتي ! ديك الوقيتة كان باها الله ايرحمو يالاه علمها تصلي و ولات مكتفلت حتى ركعة..هدشي فصغرها قبل ما تمسخ دبا ! ايوى وحد النهار جبتها معايا للحمام..
- •قبل سنوات طويلة••
كانت فاطمة جالسة كتغسل فشعرها بعدما سالات ل ليلى و غسلات ليها كلها من راسها لرجليها ، مازال صغيورة مافايتاش سبع سنوات و كضور فعويناتها الزرقين لي حمارو بالحمام ، قبل ما تنطق بصوتها الصغير..
ليلى : مّي واش العصر أذن ؟
فاطمة (رجعات سالفها الطويل لور عاد شافت فيها) : غيكون أذن علاش أبنتي ؟
ليلى حركات ليها راسها بالايجاب بلا ما دوي و وقفات داخلة لسخون ، حلات الروبيني و بدات كتوضى من نيتها حتى سالات عاد وقفات كتخمم فين كاينا القبلة ، فاللخر شدات وحد الاتجاه و بدات كتصلي..
ليلى (هزات ايديها الفوق) : الله أكبر..
حليمة فهاد الوقت كانت مازال شادة فرأسها و صحيحة ، دازت على السخون و يالاه بغات تخرج و هي تبانليها ليلى هاكاك عريانة كلها زبطة و ساجدة فالأرض كتعطيهم بزكها و تعاود توقف..
حليمة (طرطقات عينيها) : أش كديري أبنت فاطمة !
ليلى (ضورات فيها راسها و بكل براءة جاوباتها) : كنصلي أمّي حليمة..
حليمة (جراتها من ايديها خارجة بيها و كتولول) : كتصلي ؟! وييلي مّي على كنصلي..ماسترتي حتى قزيبتك بقا ليك غا صلاة زيدي قدامي!
_خرجات من هاد الذكرى و رجعات عوتاني “للحاضر” و هي كضحك و تحرك فراسها مخلية الكل كيضحك معاها..
ريحانة (كتمسح فالدموع من عينيها) : ميمكنش أخالتي واش كدوي بصح هههه أويلي على ليلى مسكينة
ليلى (تبسمات كتكب عليها الما) : كنت صغيرة أصحبتي..
فاطمة : باش تعرفيها من صغرها خارجة على الطريق و معوجة..معرت يا بنيتي يا ليلى ربي فاينا طبقة غيحطك..
و رجعو كيضحكو مجمعين بيناتهم فأجواء زوينة وسط تحمحيمة صباحية دايزها الكلام..!
_فراس الدرب ، و بالضبط فوحد “الزنقة”..
كان “حكيم” متكي على الحيط و كيكمي فجوانو فوحد القنت مظلم ، مبعد من الصداع ، من ضو ، من الناس ، من أي حاجة فيها الحياة ! عينيه تعسلو بالتبويقة و الدخان كيخرج ليه من نيفو ، حياتو ايمكن مابقاش عاقل عليها بكترة ما ولات كلها عبارة عن “مخدرات” ، نص حياتو دوزو ناعس و النص لاخر دوزو مبوق مابقاش عارف راسو حتى شنو خاصو ايدير..!
نتر أخر نترة طويلة قبل ما ايلوح البينتة و ايعفط عليها تحت سبرديلتو ، و يالاه تحرك ناوي ايخرج من ديك الزنيقة حتى وقف جامد فبلاصتو فاش حس بشي وحد جا موراه حاط ليه موس على عنقو..!
_(وشوش ليه فودنيه مزير على سنانو) : ماتحركش!
حكيم بلع ريقو حتى تحركات تفاحة أدم كيحس بداك الموس فأي لحظة غيتحفر فعنقو ، حتى كيبانليه وحد السيد جاي و تبسيمتو الخبيثة لي مستحيل ايتخلى عليها مرسومة على وجهو لي مضرو ب ضر بة محفورة و قديمة من جهة حنكو و موراه قشلة ديال الدراري لي من كمامرهم تعرفهم مقطعين..
حكيم (وسع شوفتو) : بيروري !
بيروري (تكى على الحيط مربع ايديه قبل ما اينطق بنبرتو المبحوحة لي كتخلع) : نهار كبير هدا البرهوش..
“حكيم” التنفس ديالو حبس و هو كيشوفو قدامو ، و فنفس الوقت داك لي حاط عليه الموس مازال حاكمو بقوة ، “بيروري” هز راسو الفوق قبل ما ايتنهد و ايرجع اينطق..
بيروري : قوليا أولد حمّاد واش كتبان فيا ميكروب ؟
حكيم (زاد وسع شوفتو) :ل..
و قبل ما ايكمل كلمتو كان وحد من الدراري قرب و ضر بو بالجهد لكرشو حتى تحنى على ركابيه كيتلوا..
حكيم (شد فكرشو كيحمار و ايخضار بكثرة الألم) : و ولد ال القحــبة..
بيروري (قرب منو حتى وقف حداه عاد نطق بهدوء خاشي ايديه فجيبو) : ماجاوبتينيش ؟
حكيم هز فيه راسو كينهج ، و يالاه بغا ايعاود اينطق حتى كان داك الدري لول لي هز عليه الموس قلبو فايديه و ضر بو بظهر الموس نيشان لقرجوطتو حتى تقطعات فيه النفس و خرج عينيه بالجهد كيحاول ايكحب ، حط ايديه على عنقو كيحس بديك الضر بة جرحاتو من الداخل و وقف كيدفل فالد م و ايقلب على النفس لي تقطعات فيه..
بيروري (خسر سيفتو و بقلق مصطنع نطق) : توعتي ؟ عارفك دري فايق و ماشي ديال نوصل معاك لهاد الحالة..(هز ليه راسو بالجهد و بحدة كمل)..غا هو بانليا بلي نتا لي مازال ماعارفش راسك معامن..
حكيم كان فمو عامر د م كيحس بذاتو كتقطع بسبب الضر بة لي عطاوها ليه فكرشو ، هو أصلا كيعاني من ألام فالبطن بسبب “البلية” و “الحشيش” لي كيأتر عليه ايلا قطعو و حتى هما كانو عارفين هدشي! عاود دفل الد م فالأرض عاد هز فيه عينيه مكره..
حكيم : شباغي..
بيروري (هز فيه حاجبو) : الفلوس..فلوسي..ألفين درهم بين الفيرزاتشي و البلدية لي ديتيهم من عند السخارة ديالي..
حكيم (بزز باش تنتر منو كيحس بذاتو فشلات عليه) : غنرجعهم ليك القلا وي..
بيروري : ماشي غترجعهم ليا..راه بزز من رابطة تاعت مك ترجعهم ليا ! عندك يومين..يومين بالحساب البرهوش..غنخليك دبا صحيح و ماغنرزيك لا فعظم لا فجوج غا حيت من بعد غتخدم مع عمك بيروري فوحد البلان (طبطب ليه على حنكو بالجهد) تفاهمنا ؟!
و وقف كيقاد فالسمطة ديال سروالو مخلي حكيم جالس فالأرض و شاد فكرشو عرفو مزيان كيفاش ايقضيو عليه..
بيروري : وخا دورو فافيلا كاملة ماتلقاوش لي ايتعامل و ايحن فيكم فحال عمكم بيروري..وخا هاكاك مازال كتقلقوني..مازال ماتربيتو و تعلمتو تقادو معايا فالطريق..مازال تابعين داك القوا د ديال الغزواني لي داير فيها إمبراطور فقيه و هو زا مل بوه مكيبيعش ليكم الزطلة غا حيت كيعطيها لصحاب البيلا ! كيخليكم مقطوعين فحال الكلاب كتحر قو بحر القطعة..(طلعو و نزلو باحتقار)..كون ما أنا كون راه الدرب كامل رجع زومبي تعلمو فاش تصليو و تركعو بوسو الأرض و قولو الحمدلله عمنا بيروري باقي عايش..(لاح ليه موشوار)..شد مسح عليا داك العفن و وجد كر ك !
بلا ما ايزيد حتى كلمة على كلامو كان ضور عينيه و شير للدراري بايديه لي حتى هما تبعوه كيدوزو على حكيم و كيتحلفو فيه بشوفاتهم لي كيخلعو ، مخليينو كيتوجع فالأرض و كيمسح ف فمو ، و هنا عرف راسو دخل فصداع كبير و فهم بلي تلاح لوحد العافية كبيرة مستحيل ايتعتق منها ، هو عارف بيروري مزيان ، عارفو قادر ايعفط على الناس على ود فلوسو ، مجرد من الأخلاق و ماكتهمو حتى حاجة من غير راسو ، و دبا فاش مشا حتى دخلو لدماغو و قرا فيه مصلاحتو ما بقا حتى وحد ايقدر ايعتقو منو..!
_فالخرجة ديال “حمام زين” ، كانت فاطمة لاوية عليها زيف حياتي مع جلابتها الكحلة و شادة التويميات لي لبساتهم مزيان و حنكاتهم كل وحد فايد خرجاتهم مزنكين بالحمام..
فاطمة : ايوى شتو..هانتوما دبا تنقيتو و وليتو فنات مالكم على التعكاس ؟
موراهم كانو خارجين كل من “ليلى” لي عينيها ولاو قطرة من الد م بسبب الحمام لي ديما كيضرها فعينيها ، عاد قلة النعاس و العيى لي صافي قضاو عليها ، شادة السطل دالحمام فايد و الايد الثانية شادة “فريحانة” لي هازة الصاك و كتقاد فزيفها حناكها حمرين..
ريحانة : صرحة خالتي فاطمة دارت فينا خير وخا غفلاتنا بهاد التحميمة
ليلى (دوزات بايديها على عينيها عاد جاوباتها بصوتها المبحوح) : كنحس براسي غيطرطق..
ريحانة (كترمش فيها) : صحبتي واش مانعستيش ؟ شنو واقع ليك نتي راه مازال خاصك تعاودي ليا شحال من حاجة !
ليلى خرجات تنهيدة من أعماقها بلاما تدوي ، بينما فاطمة وقفات قدام باب دار فاخيتة و دقات حتى حلات الباب خارجة عندها فرحانة..
فاخيتة (كتبوس فيها و تعاود) : بصحتكم يا خويتي بصحتكم ! تحممي و تعاودي ليا
فاطمة : تبوسي قبر النبي..هاهوما كيجاوكم دبا
فاخيتة (كتشوف فالبنات ماقاداها فرحة) : ولاهيلا غزالات يالاه بان فيهم لون..لهلا ايخطيك عليا أجارتي سيري فينما كان نهار الخيب تغيبي فيه !
و بقيت تدعي معاها و تعاود شحال قبل ما ايتسالمو و ضور فاطمة كتشوف فالبنات..
فاطمة : فيكم الجوع ؟
ليلى : راه وقت الغدا هدا أمي
فاطمة : زيدو راه باقي كسكسو فالثلاجة غنسخنوه
ليلى : عوتاني أمي البقايا ديال كسكسو مور الحمام!
ريحانة (جبدات فيهم عويناتها) : خالتي أنا خاصني نرجع لدار خليتهم بوحدهم قلت ليهم غانمشي غير نطل عليكم..
فاطمة (كمشات عليهم بجوج جاراهم معايا) : زيدو قدامي باراكة من الهدرة !
_فهاد الوقت فالدروبة كان “حمزة” شاد كاميرتو و كيصور فشريط جديد ، كيدوي و فنفس الوقت كيحاول ايشد كل قنت..
حمزة : و هادي القهوة ديال عمي كريمو (علاّ صوتو) عمي كريييمو قوول السلام !
كريمو (حط لسيد القهوة و ضار عندو ضاحك كيشير للكاميرة) : سلام
حمزة : شي كلمة أعمي كريمو ؟
كريمو (ضر ب على صدرو) : ديما راجا
_(تسمع صوت من موراهم كيغوت) : وا دييما وداد !
حمزة ضحك كيحرك فراسو و سلم على الناس دالقهوة كاملين قبل ما ايكمل مشوارو حتى وقف قدام “الكاراج” ديال بّا حسن..
حمزة : و هدا الكاراج دبال بّا حسن أحسن كاراج فالمغرب كامل (طل بعينيه و هما ايبانو ليه ميمو و علودي) و هادو الرجال ديال فافيلا !
“ميمو” و “علودي” كانو مشغولين فخدمتهم ، هزو فيه راسهم و عاودو رجعو كيخدمو..
علودي (كيقاد فوحد البياسة) : شافر ديك لعيبة لشي كاميرة مان ولا شناوا..
حمزة (شاد الكاراج كامل بكاميرتو) : الله ايسمح ليك أعلودي..(ضور الكاميرة جهة ميمو)..ميمو نسولك و جاوبني
ميمو (هز حاجبو كيشوف فهاد الكاميرة العجيبة لي قرب ايخشيها فيه) : شغتسولني
حمزة : عمرك فكرتي تقطع البحر ؟
ميمو (كيمسح فايديه) : فهاد القنت كلشي باغي ايقطع البحر..
حمزة : و نتا أعلودي ؟
علودي (مركز مع شغلو) : راه جاوبك..
حمزة : و شمازال كديرو هنا ؟
ميمو (حرك راسو بسخرية على هاد السؤال) : شمازال كنديرو هنا ؟ كنصورو طرف دالخبز !
حمزة (تنهد كيزومي عليه) : واييه يا صاحبي طرف دالخبز صعييييب..
علودي (وقف كيطرطق فصباعو) : لي تربى فهاد القنت حتى حاجة ما صعيبة عليه..نتا غير أرا لينا و صبر تشوف..
ميمو (جلس كيشعل فكارو) : لي تزاد و كبر هنا غدا قدام الله الشفاعة دايزة فيه..
حمزة (ضحك و جلس مقابل معاه) : علاش ؟
ميمو : حيت كدوز حياتك كلها مضا رب.. فهاد البلاد كلشي كيتسناك تصنع شي لعيبة..كتزاد فطريكة مقو دة عليها..كتكبر فبيئة مقو دة..وخا هكاك الواليدة كتبغيك تمشي فالحلال..الواليد كيبغيك تصنع الحبة..غتسولني الحلال و الحبة كيغادير ليها..غنقوليك أنا بكـ ـري ماعارفش
علودي (دور فيه راسو كيضحك) : غتسكر الخميس و تصلي الجمعة..
ميمو نفت الدخان كيضحك معاه و حمزة وسطهم مبتاسم و مازال كيسجل فكل لقطة فرحان ، فرحان بكاميرتو ، فرحان بهاد الحاجة البسيطة لي ربح بيها ، و الأهم ، فرحان بهاد الجو الزوين لي كيدوز مع هاد جوج رجال لي كيعتابرهم فحال خوتو الكبار..!
_فدار “بّا الوازاني”..
كانت “رحمة” جالسة كتقاد فضفارها و عقلها مرفوع كتخمم فالقضية ديال “بوبكر” ، ماعرفاتش شنو جذبها بالضبط لذاك السيد و خلاها تبغي تعرف الماضي ديالو ، ايمكن الغموض ديالو ، ايمكن حيت عمرها صادفات شي حالة فحالو ، ولا ايمكن شي حاجة أخرى لي هي براسها ماعارفاهاش..!
فالصالون الكبير كان “الوازاني” طالق “ناس الغيوان” و جالس حاط قدامو الكيف و هاز الكرادة ديال الربيع كيكردو بيها..
الوازاني (مركز مع دكشي لي كيدير) : يووم ملقااك يووم فرحيي و هناااياا..
رحمة (طلات عليه و هي تعقد حواجبها) : حبيبي أش هدشي
الوازاني (غارق فغناه) : واهيااااويييين..
رحمة (غوتات) : وا حبيبي !
الوازاني (نقص من الصوت هاز فيها راسو) : مالك ؟
رحمة : ياك أحبيبي كنقوليك ماتبقاش تهز بيا الكرادة ديال الربيع تكرد ليا بيها داك الويل
الوازاني : وا تي را فحال الربيع فحال الكيف بجوج كينبتو و كيتقطعو كلشي زين أبنت الوازاني
رحمة (عوجات فمها) : غنولي نخبيها عليك صافي..(حطات الصباغة و وقفات مقربة ليه)..حبيبي ؟
الوازاني (كيقطع و ايعاود) : وا صافي نسالي و غبريها
رحمة (جلسات حداه كترمش) : ماشي هدشي..بغيت نقوليك وحد الحاجة
الوازاني : قولي
رحمة (تشجعات و نطقات) : بوبكر..ولد خالتي عايشة لي كتعيطو ليه علودي..هو فالحقيقة وحد من المرضى ديالي..خالتي عايشة مسكينة هي لي قنعاتو ايولي ايجي ايدوز عندي..
الوازاني (هز فيها حواجبو بدهشة) : علودي ؟! عمرو قالها ليا !
رحمة : راه أحبيبي ماقايلها لحد من غير مو مسكينة لي مابقاتش كتقدر تجبد معاه هاد الموضوع..(تقادات معاه فالجلسة)..حبيبي هاد السيد صاحبك ياك ؟ نتا غتكون عارف علاش دخل للحبس..و أنا محتاجة نعرف باش نعاونو..غير على وجه خالتي عايشة !
الوازاني (عقد حواجبو) : وخا نعاود ليك هو ماباغيش ايعاود على حياتو..وخا تعرفي ماعندك لا نتي لا مك عايشة باش تنفعوه..هاد القضية دازو عليها سنين طوال و الحبس ماشي ساهل أرحمة
رحمة : عرفت أحبيبي دكشي علاش جيت عندك نتا تقوليا باش نعرف كيفاش نتعامل معاه..قوليا بعدا غير نعرف شنو سبابو !
الوازاني بقا شحال كيشوف فيها كيف مسرة أنها تعرف ، قبل ما ايرجع بذاكرتو لور و ايحط كلشي من ايديه..
الوازاني (تنهد مطول) : كلشي بدا قبل تمنسنين..
رحمة (متبعة كلامو باهتمام كبير) : أشنو لي وقع قبل تمنسنين ؟
الوازاني : رحمة..بنت عايشة..غتكوني مازال عاقلة عليها
رحمة (حركات راسها بالايجاب كتسناه ايكمل) : اه عقلت عليها و عرفتها ما تت..ولكن شنو سبابها عمرك قلتي ليا و أنا ماسولتش و حتى فالدرب هاد الموضوع ماكانش كيتجبد !
الوازاني : كنتي كتقراي فمدينة أخرى ديك الساعة و فاش رجعتي كانو دازو السنين و كلشي تنسى..(زفر حاط ايدو على المخاد)..رحمة كانت مزوجة بربيع..(غزز سنانو مشمئز من سيرتو)..وحد القوا د ما ايجمعو لا دين لا ملة ! ميكروب وخا ايشوف بنادم كيتقطع قدامو مايتبورشش..القلب محجر و شوفتو ديال دوك ولاد القحـ ـاب لي كتلاقا معاهم مرة وحدة فحياتك حيت كتعرف بلي ميمكنش تلقا شي وحدين كتر منهم..شيطان مقطر من صغرو مايسواش..كاع ولاد الدرب فالصغر كان فيهم شوية ديال الضو غا الوقت لي حكاتهم إلا هو مزيود كحل !ملي كان برهوش من شوفاتو عرفتو غيطلع ضلعة عوجة حتى من الحبس مايقدرش ايداوي الشر لي فيه..كان مسطي..بسيكوباط ! و ملي تزوج برحمة زاد تسطى بيها..الدرية كانت غا درويشة..بنت الناس..زوينة..صغيرة ! ساترة راسها و مكبرة بخوتها و بميمتها..أضرف خلق الله..الميكروب بقا تابعها حتى تزوج بيها..فلول كان كيدخل عليها سكران الجيران كيسمعو غواتو فارع الدنيا..من بعد ولا كيضر بها..حتى وصل معاها لسطاج مقو د فالعذاب و هي كانت ساكتة باش ماتشريش الصداع لخوها..(ضور فيها عينيه)..علودي ديك الساعة كان عندو عشرين عام..العام الثالث و ايشد الإجازة..كان باغي ايولي محامي..
رحمة (بلعات ريقها خايفة تسول على التتمة) : و من بعد ؟
الوازاني (تنهد راجع بذاكرتو للوراء) : من بعد جات ديك الليلة الكحلة لي كلشي تقلب فيها..
- ••قبل 8سنوات•••
كانت يالاه طوات السجادة ديالها ديال الصلاة و جلسات فوق السداري كتنهد و تشوف جهة الباب ، شابة أية من الجمال ، وجهها منور و ملامحها مريحين للعين كتعطيك رغبة ديال غير تبقا تشوفيها ، حيدات زيفها حطاتو حداها و يالاه طلقات شعرها و بغات تعاود تجمعو حتى قفزات من بلاصتها فاش تفرع الباب على الجهد و دخل منو فحال الإعصار..
رحمة (بلعات ريقها كتشوفيه بخوف) : ربيع ؟
كان فحال شي البحر الهايج ، وجهو بكثرة ما مخنزر مكتقدرش طول فيه الشوفة ، عينيه ساكنهم الشيطان ، و صدرو منفوخ بالعصاب لي كيغلي فيه ، هاد المرة ماكانش سكران ، هاد المرة و لأول مرة من شحال كان داخل ساحي و كون غير ماكانش ساحي !
جفن عينيه بدا كيترعد و هو كيشوفيها الشي لي خلاها توقف من بلاصتها و الخوف مالي قلبها ، شوفاتو خلاوها تبغي تبعد ، تهرب قبل حتى ما اينطق..!
ربيع (ميل راسو بشوفاتو الشيطانين و بغفلة منها جرها من شعرها حتى غوتات) : شكون هداك لي هبطتي عندو ؟
رحمة (شدات ليه فايديه كترعد بعينين عامرين دموع) : الخضار..أقسم بالله ايلا غير الخضار
ربيع (زاد جرها من شعرها و نطق بأنفاسو الهايجة عند ودنيها) : شكون هاد الخضار ؟!
رحمة (زادت غوتات كتبكي بألم) : ربيع كنحلف ليك بالله ماكنعرفو غير خديت من عندو الخضرة أنا..
و قبل ما تكمل معاها كان جمع معاها بصقلة حارة حتى طاحت فالأرض ، ماحبسش هنا ، عاود شدها من شعرها و جمعها معاها عوتاني حتى طوش د مها..
ربيع (ضر ب الطبلة برجليه حتى تقلبات) : ياااك كنقوووول لدييييلمك ماااتخرجييش..ماااتهووديش كنقووولها ولااا مكنقووولهااش ؟! كييكاانبااانلك أاناا بييضق مااشيي رااجل !!
رحمة هزات راسها كتحس بد مها هابط ، الدموع مابغاوش ايحبسو من عينيها وخا هكاك هزاتهم حتى تقابلو مع المراية لي قدامها ، كتشوف حالتها ، كتشوف راسها فين وصلات بكثرة سكاتها ، تنفسها تصارع ، هي مادارت والو علاش ايدير فيها هاد الحالة ؟ علاش ايحكرها هاد الحكرة ؟ مسحات عينيها و نطقات بنبرتها الراجفة كتشوفيه بنظرات كلهم لوم..
رحمة : الله اياخد فيك الحق..بزاف عليك تكون راجل !
كانت هادي أول مرة تدافع فيها على راسها قدامو ، أول مرة تنطق ، تجاوبو ، تعبر على ألامها ، أول مرة ماترضاش لراسها هاد الحالة لي وصلات ليها معاه..
ربيع (خرج عينيه مقرب منها) : شناوا ؟
رحمة (رجعات بلور لاصقة فالحيط) : كيفما سمعتي
ربيع (حط ايديه على ودنيه كيشوفيها بجنون) : ماسمعتش عاوديها
رحمة قلبها حسات بيه غيخرج من بلاصتو ، بدات كتنفس بطريقة هستيرية و هي كتشوفيه كيقرب منها و بكثرة الخوف لي وصلات ليه شدات فالحيط كتحاول تحل الشرجم و غوتات بكل جهدها..
رحمة : بااااععد منييييي !! عتقوووووني أعبببااااد اللله !!
ربيع قرب من الشرجم حلو بالزربة ولا فحال المسطي ! و ضور عينيه الشاعلين جيهتها عاود شدها من شعرها حتى وقفها بزز منها عاد دفعها حتى شهقات مدلي ليها راسها من الشرجم..
ربيع (مورك ليها على راسها بعنف) : غوتي دبا..(صرخ بكل قوتو)..زييييديييي غووووتي بااااش ايييسمعووو القححـ ـبببة مممك !! أنااا ماااشي رااااجل القححـ ـببة ؟؟! أنااا غنوورري ديييلممك !!
رحمة (كتبكي بصراخ مغمضة عينيها باش ماتشوفش لتحت) : ربيييع..ربيييع لاااا !!
الجارة لي ساكنة فالدار لي قبالتهم كانت كتنشر فالحوايج غير هزات عينيها و هي تغوت مطرطقة عينيها و ضر بات على حناكها بصدمة..
الجارة : أووويييييلييي !! عتقوووو الروووح أااعباااد الله !!
فدقائق كان الدرب لتحت طرطق بالناس كيشوفو فربيع لي ناوي ايصفيها لمرتو هاد الليلة ، الرجال كيغوتو باش ايطلقها و لا هو كيسمع مخليها كترعد بين ايديه هاكاك مدلية و كينهج كيحاول ايعمر ريتو بالهوا ، كيحاول ايمتص داك الخوف ديالها لي عاد مكيزيد اينشويه !
ربيع (عاود جبدها من شعرها مقابل وجهها مع وجهو) : نسميك مرا ساخي عليك عمرك عاودي نطقيها
رحمة كانو عينيها كلهم دموع ، حالتها حالة ، نيفها دا مي و قلبها غيسكت بالخلعة ، إلا أن الشوفة فوجهو خلاتها تزير على سنانها و بكل كره نطقات قدام وجهو..
رحمة : عمري كرهت شي وحد فحياتي حتى كرهتك نتا..أنا راه ندمت على النهار لي عرفتك فيه..(شفايفها رجفو و بنبرة باكية كملات)..شنو درت ليك حتى دير فيا هاد الحالة ؟ حكرتيني أربيع..دليتيني و هرستي كاع دكشي لي كان فيا زوين..نتا طفيتيني فالوقت لي أنا عزيتك..ضر بتيني وخا داويتك..ظلمتيني وخا عمري غلطت فحقك..درتي فيا دكشي لي حرام ديرو حتى فعدوك..(هربات ليها شهقة حا رة)..كنكرهك أربيع..عمري هزيت ايدي و دعيت على شي عبد فصلاتي حتى دعيت فيك نتا كنكرهك !
ربيع هي كدوي و هو كيشوف فعينيها و فملامحها ، هدرتها خلات عينيه ايزيدو ايظلمو ولكن مانطقش ، هز ايديه الثانية و دورها نيشان على عنقها حتى شهقات حاطة ايديها على ايديه..
ربيع (زاد ورك عليها رادخها مع الحيط قبل ماينطق بهدوء قدام وجهها) : هاد ربيع بغاك أرحمة و كان خاصك حتى نتي تبغيه..القلب لي غادي ايخليك تكرهيني (بهمس كيخلع) ماكاين لاش نخلي ديلمو كيضر ب !
_لتحت كان “بوبكر” وصل كيجري ، مازال شاب يالاه قال بسم الله فالعشرينات ، دفع الناس بايديه داخل وسط الجوقة حتى دخل للعمارة كينقز الدروج ماكرهش ايطير و فودنيه جملة وحدة “ختك غيقتـ ـلها راجلها أبوبكر” هي لي كتعاود..!
بوبكر (كيضر ب فباب الدار و ايعاود بكل جهدو) : ررررحممممة !!
الباب قرب ايتفرع و “ربيع” غير مكيزيد ايزير عليها ، ودنيه تصمكو ما بقا كيسمع لا غوات الناس لا الباب لي غيتفركع ، عينيه و شوفاتو و كاع حواسو مع “رحمة” لي روحها غطلع بين ايديه..
ربيع (شوفاتو تبدلو و بنبرة أكثر هدوء عاود نطق) : غنرحمك و غنخليك تعيشي ايلا طلبتي السماحة..
هدرتو و شوفاتو كانو متناقضين مع حركات ايديه لي عاد مكيزيدو ايجيفوها ، النفس تقطعات فيها ، وجهها حمار و دموعها تحبسو ، زيرات ليه على ايديه و شهقات أخر شهقة ولكن مارحمهاش ، فوقتما كيبغي ايطلقها كيتفكر هدرتها و كيزيد ايتسيف ، كان كيتسناها تنطق ، تقوليه “سمحليا” ، ولكن فكل مرة كان كيشوف فعينيها كيلقاها من نظراتها كتقوليه “المو ت ولا العيشة معاك” ، حتى للحظة لي رخفات على ايديه و مابقاتش تحركات..
ربيع (مزير على سنانو) : نطقي أرحمة..دووي !!
الجهد و الوقت الطويل لي دوز و هو مجيفها فايديه خلاو روحها بعد صراع طويل تغادر الجسد ديالها و هو ماعارفش ! مامستوعبش ، عقلو مرفوع و مازال كيدوي معاها و كيتسناها حتى هي تجاوبو فحال ديما ، ولكن هاد المرة كانت “غير” ، الباب ديال الدار تفرع من طرف “بوبكر” لي غير شاف المنظر لي قدامو و هو ايوسع عينيه و تحرك كيجري جر ربيع بكل قوتو و ضر بو مجنن حتى تلاح للجهة الثانية و طلق رحمة من ايديه مخليها طيح فالارض..
بوبكر (تحنى عندها كيحركها بالجهد بايديه لي كيترعدو) : رحمممة..رحمممة شوووفي فيااا
ماتلقا حتى جواب ، كيشوف فعينيها لي محلولين فالفراغ و كيحس براسو غيتسطى ، صدرو بدا كيطلع و ايهبط بطريقة هستيرية كيحس بروحو حتى هو غتخرج معاها ، عاود حركها بكل جهدو قبل ما ايكمش عليها و ايغوت حتى خرجو عروقو..
بوبكر : ررررحمممممة !!!!!
ولا كيشعر بكل نفس كطلع و تنزل فيه فحال العافية حارقاه ، ختو ما تت ! ختو الكبيرة “رحمة” ، ختو لي كانت مضوية على حياتو و أغلى ما عندو ، لي كان باغي ايخدم و ايعتقها ، لي كان باغي ايحامي عليها ، ما تت بوحدها ، بين إيدين وحش ما ايستاهلش ايقيسها..!
بوبكر (مسح ليها وجهها من الد م و عنقها خاشيها فصدرو) : رحمة دوي..دوي معايا ! غنديك لدار..غنرجعو عند الواليدة
ربيع (شد فالحيط كيحاول ايوقف ايوقف شاد فراسو بألم) : ولد القحـبة..
الصوت ديال “ربيع” كان فحال التصرفيقة لي رجعاتو للواقع ! ضور فيه راسو ببطئ ، عينيه مابقاوش خوت ، كيبانليه غير وحد الموس محطوط فوق الطبلة ، و فالبلاصة وقف خطفو فايديه و شد ليه راسو غارسو ليه بكل قو تو فكرشو حتى خرج عينيه ، ماحبسش هنا ، عاود خرجو و رجع خشاه فيه كيغوت بحر قة ، كيطعن فيه و ايعاود مرارا و تكرارا ولكن عاد مكيزيد ايشعل ، عاد ما كيحس براسو كيمو ت ! حتى دخلو الناس كيجريو بعد الصدمة لي حضرو ليها ، شدو بوبكر من ايديه حتى طلق الموس مخلي ربيع طايح غارق فد مو و هو كيتنتر منهم و ايغوت لدرجة صوتو ولا واصل لعند الدرب كامل..
بوبكر : طاااالقووووو..طااالقووو منيييي..هووو قتـ ـلها..قتـ ـللل ختييييي..قتااااااالهااا !! (كيضر ب فيهم و ايعاود) ررررحممممة !!
_أخر صرخة ضربات فمسامعو باسم رحمة” خلاتو ايرجع “للحاضر” مهبط راسو بأسى ، كيتفكر الحالة لي خرجو فيها علودي فديك العشية ، ايديه عامرين د م ، حوايجو و حالتو كلها مخلي جوج جثث موراه ، وحدة ديال ختو لي تقتلا ت ظلماً ، و وحدة ديال هداك لي قتـ ـلها ، كيتفكر شوفات علودي ديك العشية ، شوفاتو لي بمجرد ما فرقوه على جسد ختو رحمة ، بمجرد ما شاف عينيها لي تسلبات منهم الحياة و شد فايديها الباردين داك البريق لي فعينيه طفى ، شي حاجة تبدلات فيه ، فحال شي غيمة كحلة ولات مدرقة عليه الدنيا كاملة ، علودي من نهار ما تت ختو و هو ميـ ـت معاها..!
“رحمة” حداه كانو الدموع محجرين فعينيها و فمها محلول شوية ، بغات تنطق ولكن ما عرفاتش شنو تقول ، الهدرة هربات ليها ، تخيلات بزاف ديال السيناريوهات ، تخيلاتو تشد بسبب البلية ، مضا ربة ، صداع ، و بزاف ديال الحوايج ، ولكن هدشي ؟هدشي لي عمرو طاح ليها على البال !
رحمة (بلعات ريقها ماقادراش تستوعب) : و واش قتـ ـلها ؟؟!!
الوازاني : قتـ ـلها..و كيفما زهق ليها روحها حتى هو تبعها فالبلاصة..ما ت معذب..(هز فيها عينيه)..عشرة ديال الطعنات خلاوه غارق فد مو فحال الجيفة !
رحمة (بنبرة راجفة بكترة الصدمة) : هدشي علاش تشد..
الوازاني (حرك راسو بهدوء) : فلول خرجو ليه طناش العام هدشي و دايرين ليه الدفاع عن النفس ! من بعد دفعنا الاستئناف طعنا فالحكم..القاضي الثاني كان ولد الناس..شافو باقي صغير و حتى من الضوسي عندو نقي عمرو تشد عمرو شرا الصداع دري ولد الناس و قاري من الفوق..عطاه تمنسنين لا نقاش فيها..دوزها كلها من الدقيقة لولة حتى اللخرة عاد خرج..
رحمة (شدات على راسها كتشوف قدامها بضياع) : ميمكنش هدشي..ولد الحرام صفاها ليها هو لي كان خاصو ايتعدب ماشي هما !
الوازاني (وقف من بلاصتو كيجبد فكاروه) : الدنيا ماشي ديما كضربك بالبيض..كاينين ناس مزيانين و خايبين..و الخايبين كتر من المزيانين حيت دارها ليهم زهرهم المقو د ! (شعلو عاد ضور راسو جيهتها) ديري فبالك أبنت الوازاني بلي داك السيد هز ختو ميـ تة بين ايديه..دوز الحبس و مالقاش لي ايطبطب عليه لقا غا الضس و البرودة..حياتو ضاعت باطل ! ماشي الهدرة و الدوا لي غايداويوه..بوبكر حر ق هاد السطاجات كاملين..فكري مزيان فهدرتي و رجعي لور (بتحذير) علودي عندي عزيز فحال ولدي..غا هو هاد الصداع نتي مانبغيكش تلاحي ليه..
كان واضح أنه كيعرف علودي مزيان و كتر منها أكيد ، عارف طبعو كيداير و عارفو كيف ولا مور ما خرج من الحبس ، حاجة عادية أنه ايخاف على بنت ختو لي كيعتابرها بنتو من د مو و مايبغيهاش تفوندي فبحرو حيت عارف و متأكد بلي علودي مستحيل ايبغي ايفتح قلبو و لاحكيتي عليه ايقدر ايتسيف عليك..!
كان هدا أخر كلام نطق بيه قبل ما ايخرج من الصالون مخليها حاطة ايديها على جبهتها كتحس براسها تزير عليها بسبب هدشي لي سمعات..!
_فالبحــر..
كان سالا خدمتو فالكاراج ، صاحبو مشا ايقدي غراضو ، الوحدة عوتاني هجمات عليه ولكن ما بغاش ايرجع للدار ، ما بغاش ايزيد ايمرض راسو فداك البيت لي ولا عندو فحال القبر بكثرة الكوابيس لي مابغاوش ايتفرقو عليه ، كره النعاس و ما ايجي منو كره حياتو و الوجود ديالو ! ماكيدوي مع حد ، مو راه كيدير لي ما ايدارش على ودها ، خوه قاطع معاه الهدرة ، صاحبو مكينش معاه دبا ، شكون بقا مازال ؟ حتى وحد ! من غير “العدو” ديالو ، و هاد العدو كان هو “راسو”..!
غير هو و البحر قدامو كيفما عادتو معاشر مع سيجارتو عشيرتو الوحيدة فهاد الدنيا لي كيحاول ايحر ق بيها أفكارو ، فوقتما كيتخلوا مع راسو كيلقا راسو واحل فنفس النقطة ، حياتو حابسة فنفس البلاصة ، عند نفس الشخص ، “رحمة”..!
كيتفكر المحاكمة ديالو كيف دازت ، كان كيسمع الحكم لي عطاه القاضي فحال جلا دو فالدنيا ، كيسمع صرخة و غوات مو لي تشوات على جرح مرات ، جوج ضر بات نزلو عليها بقوة دقة وحدة ، بنت دفناتها فالتراب و ولد دفناتو فظلام الدنيا ، مازال شحال من وحد كيتعجب لصبرها و كيفاش عاشت مور هدشي كامل ، كيتفكر نظرات الناس ليه ، نظرات خوه ، صاحبو ، ناس دربهم ، كيتفكر تعابيرو لي كانو مجردين من الأحاسيس ، شوفاتو الباردين لي حتى و هو كيسمع فداك الحكم ما تبدل فيهم والو ، ماكانش كيهمو أمر مصيرو فداك الوقت وخا ايعطيوه حتى الحكم بالإ عدام ماكان غيدير حتى ردة فعل ، عينيه غير على ايديه لي عامرين د م وخا تغسلو إلا أنه مازال كيشوفهم موسخين ، مازال كيشوفيهم د م ختو لي سال باطل !
كيتفكر أيامو فالسجن ، دوك الأيام لي كان خاصو ايكون حازن فيهم على ختو وسط حبابو و عائلتو ، الأيام لي كان خاصو ايبكي فيهم عند قبر ختو ، من نهار ما تت ما نزلات حتى دمعة و هادي هي الموصيبة الكبيرة ! دكشي لي عندو لداخل حتى لهاد الساعة مازال ماقدر ايخرجو ، مازال ديك العافية كتحرقو فكل مرة كيتنفس ، فدوك الأيام لي كان هو محتاج فيه حضن دافي و كلمات كيواسيو النفوس ، لقا غير القسوة و العنـ ـف ، لقا الإجرام و الد م ، لقا عمتو الغولة لي حالة ليه ايديها ، ولكن هاد الغولة كانت عندها سمية ، و سميتها هي “الدنيا الكحلة”..!
الليالي لولة كان كيحس براسو غيحماق فيهم ، مع توالي الأيام حالتو زادت تكفسات حتى ولا عايش غير بالعنـ ـف و المضا ر بات ، بالبلية و النيكوتين، ايلا ماكانش الدخان مايتنفسش ، الهدوء ولا كيقتـ ـلو ، ولد عشرين عام تطحن بين الحباسة لي ما فقلبهم رحمة ، مستحيل ايرجع كيف كان ، مستحيل هدشي ايتمحى ، كل سيكاطريس فذاتو كانت كتصرخ بهاد الذكريات ، السيكاطريس لي عمرهم ايتجمعو وخا ايوقع لي ايوقع ، ايقدر ايتحسن ، ايقدر ايترخف شوية ، ولكن عمرو اينسى ، عمرو ايرجع ، و نهار الضرا بي لي عندو فلحمو و فروحو ايشفاو ، هو نفسو النهار لي ايقدر فيه ايتصالح مع الدنيا و مايبقاش طاوي عليها الحجبان..!
_فهاد الوقت فوحد “القهوة” زوينة و هادئة كانت “ريحانة” جالسة هي و “ميمو” كتناقشو فهدوء ، هاد الأيام كلها دماغهم مشطون بحاجة وحدة ، و لي هي “العملية” ديال “بّا حمّاد”..!
ريحانة (حاطة قدامها الوراق ديال الطبيب و كتشوفيهم تالفة) : ماشي بزاف باش قطعنا ليه رجليه و دبا غيزيدوه حتى الثانية..بّا مسكين مايقدرش على هدشي
ميمو (عاقد حواجبو بجدية) : باك فيه السكر..ايتقطعو ليه رجليه و نهزوه فوق كتافنا ولا ايبقا هاكاك قدامك حتى اياكلو كولو ؟!
ريحانة (مهبطة حواجبها بحزن) : أنا غير خايفة عليه..والله أهشام
ميمو (مد ايديه جهة ايديها زير عليها) : كلشي غيدوز بيخير..الفلوس واجدين من غدا نبداو ليه التحاليل ماكاين لاش نتعطلو
ريحانة (وسعات شوفتها) : مليون لي مازال ناقصة راني جمعتها كاملة كل شهر كنخبي من خلصتي..قول لعلودي و لعمي الوازاني غير دوز هاد العملية كل شهر نبدا نرجع ليهم أقسم بالله !
ميمو : عمك الوازاني و علودي ماتشكاوش عليك..فهاد الدرب من نهار حلينا عينينا و حنا كنتعاونو لي عندو عايش و لي ماعندوش حتى هو نعيشوه عمرنا خلينا وحد فينا ايطيح..و بّا حمّاد هو الساس ديال الدرب..فاش كان بصحيحتو ما خلا شكون عاون لي ماعندو باش ايعيد كان هو كيعيد ليه..لي ماعندو ما اياكل ايقسم معاه النعمة..و لي ما عندو فين ايبات ايفرش ليه..كلشي مازال عاقل على خيرو دكشي علاش هدشي ديال الحسابات طويه عليا خلينا فالمعقول و أراي دوك الوراق نشوفو شناقص فيهم !
ريحانة شافت فيه بعينين لامعين قبل ما تمد ليه الوراق مراقبة تعابيرو و ملامحو الحرشين فصمت ، كل كلمة كينطق بيها كانت كتقيصها فأعماق أعماقها ، هي ما باغا والو من هاد الدنيا ، هي باغا غير ربي ايخلي ليها واليديها و ايكتب ليها هاد ولد الناس لي مستحيل القلب ايعاود ايضر ب لشي وحد من بعدو ، “هشام” بتعاملو و رجولتو خلاها تميل ليه حتى سلبها و جرها كاملة عندو..!
_فدار “بّا حمّاد”..
كان ناعس فبيتو بعدما خدا الشوكة ديال لانسولين ، “ربيعة” فالحمام كتغسل غير صوت المياه لي مسموع ، و من باب الدار كان “حكيم” داخل بالشوية كيشوف جهة الحمام و كيتأكد بلي مو مازال ماخرجات ، طل بعينيه جهة بيت باه لي كان ناعس قبل ما ايبلع ريقو و هو كيشوفيه ، ماباغيش ايدير هدشي ، ماباغيش ايغدر عائلتو بهاد الطريقة ، ولكن خاصهم ايعدروه حيت مضطر ايتصرف بهاد الشكل..!
دخل لبيت “ريحانة” كيقلب فكاع القنات ، مدة طويلة بلاما ايلقا لا هادي لا ديك ، حتى وقف للحظة مضور راسو جهة البلاكار ديالها ديال الحوايج ، حلو و تحنى لتحت كيجبد فوحد التواب محطوطين كتار ، قبل ما ايتوقف على الحركة فاش بانليه “صندوق” صغير بيناتهم..!
_داز الوقت و طاح “الليل”..
فهاد الوقت كانت “ريحانة” يالاه راجعة لدار بعد نهار طويل ديال الخدمة و التوجاد مع هشام ، حطات صاكها فالمراح و علاّت صوتها شوية كتقلب بعينيها..
ريحانة : مّي ؟
ربيعة (من الحمام) : هاااني أبنيييتي خاارجة دباا..
ريحانة : وخا بالشوية عليك
و حيدات لافيسط ديالها علقاتها عاد دخلات لبيت باها و جلسات حداه كتشوفيه كيف ناعس بهدوء ، تبسمات بحزن قبل ما تبوسو فوق راسو مطولة و فداخلها كتواعدو بلي غدير المستحيل باش تعتقو قبل ما تقاد عليه الغطى و توقف خارجة فحالها..
دخلات لبيتها رادة عليها الباب و يالاه حلات البلاكار ديالها باش تجبد بيجامتها ديال النعاس و هي تحبس فاش بانو ليها التواب ديالها مرونين لتحت..
عقدات حواجبها و تحنات باش تطويهم و ترجعهم مقادين ، إلا أنها ماعاوداتش رمشات و ايديها حبسو فاش شافت ديك الصنيديقة ديالها محلولة و شبه خاوية..!
ريقها نشف ، مدات ايديها لي بداو كيترعدو هزاتها بيها متشوفيها و تعاود ، الفلوس مشتتين و ناقصين بزاف ! سنسلة ديال الذهب مهزوزة و داك المليون لي جامعة ما بقا منو غير الشياط ! لاحت ديك الصندوقة فالبلاصة و تخشات فالبلاكار كتجبد فالتواب و الحوايج و تلوح فيهم بهستيريا..
ريحانة : ياربي لا..ياربي لا
جبدات كلشي ما خلات فداك البلاكار والو و ذهبها و فلوسها ولا هما بان ليهم الأثار ! وقفات كتخشي راسها بين العود و كتحفر صباعها بين القنات حتى تجرحو ، قبل ما طيح فاشلة فالأرض كتحس بد بحة فصدرها و النفس تقطعات ، بدات كتنهج بكترت ما كتنفس بعنف باش فاللخر تغوت بكل جهدها شادة على راسها غتسطى..!
ريحانة : مّييييي..(عاودات غوتات حتى تجرح ليها حلقها)..مّيييييييي!!
الغوات ديالها ولا مسموع فالدار كاملة الشي لي خلا “ربيعة” تخرج من الحمام كتجري لاوية عليها بينوار..
ربيعة (بخوف) : ريحاانة ؟؟ أااش وااقع ؟؟!
ريحانة (كتجبد فالحوايج و تلوّح بهستيريا) : الفلوووس..الفلووووس مشااو..الفلوووس مشاااو
ربيعة (خبطات على فخاضها بالجهد) : أويييييلي أوييييلييي على الفلوووس مشاااو فييين مشاااو ؟!!
ريحانة (ضارت عندها كتنفس بمشقة) : مّي..أمّي فلوسي..فلوسي أمّي
ربيعة (شدات فيها خايفة على حالة بنتها) : ريحانة ! (كتصرفقها فحنكها بالشوية) ريحانة شوفي فيا..رجوع الله أبنيتي..شوفي فيا !
ريحانة (شدات على شعرها مزيرة عليه و انهارت فالأرض كتغوت) : داااهم..داااا لياااا الفلوووس..داااا ليااا الذهبب..دااا كلللشييي
ربيعة مشات كتجري جهة البلاكار لي كولو تقلب و هزات الصندوقة بايديها لي كيرجفو لقاتها شبه خاوية و كثر من النص ديال دكشي لي فيها مهزوز ، مباشرة عرفاتو “حكيم” حيت مكينش لي دخل لدار من غيرو ، عينيها عمرو دموع و ماحسات براسها حتى كانت هبطات حناكها بايديها..
ربيعة : دااارها..دااارهااا المسخوووط دااارهااا..(جلسات فالأرض كتعدد)..واا اللله أررربي علللى زهررري و مكتوووبي..وااا الله أررربييي علللى كررشي و ماجاابت لياا..(جرات عندها بنتها كتبكي معاها)..وااا اللله يااا ربييي علللى المسخووط و مااداار فيناا و فختووو..
ريحانة (كضر ب على صدرها و تشهق ببكاء) : فلووسي..فلووسي أميي تعذبت علييهم..(زيرات عليها خاشية راسها فصدرها)..والله حتتى تعذذبت علييهم..كنحييد من لحممي و نجممع..كنحييد من صححتي و نخبييي..كننعز فرااسي الحااجة و نخبيي الفلوووس..كنقوول ماعلييش أريحاانة..(شهقات بحرقة)..مااعلييش صبرري عللى وود بااك..و فالللخر سرررقني..سرررقني خووياا..غداارني حكيييم هررررس ليااا ظهرري..غنحمااق أمّيي..غنحمااااق
غواتها و البكاء ديالها لي كان متقطع بكثرة ما كان قوي كتحس بيها فعلا كل شهقة كتقطع معاها عرق من قلبها خلا “حمّاد” ايفيق و قلبو ايتهز و هو كيسمع فأصوات الصراخ و البكاء..
حمّاد (كيحاول اينوض) : ريحاانة ؟؟ ريحااانة أاش وااقع ؟؟ ربيععة؟؟!
كان باغي ايوقف ايعرف شنو هدشي ، كان باغي اينوض ايجري ايشوف علاش بنتو كتبكي ، ولكن رجليه دارتها بيه و صحتو خانتو ! زير على ايديه كاره الوضع لي هو فيه كيحاول ايعيط ليهم ، “ريحانة” فبيتها بمجرد ما سمعات صوتو وسعات عينيها الدامعين و وقفات كتجري مبعدة من مها “ربيعة” لي بكترت ما فشلات رجليها مابقاوش هازينها من الأرض..
ربيعة (هزات كفوفها لسماء كدعي بقهرة كبيرة) : يااربي..يااربي رااه وولدي و وولد كررشيي لاادعييت فييه ماغييووحل غاا فياا..ياااربي لامااشووف من حاالنا..يااااربي !
ريحانة (حلات باب البيت و بنبرة باكية نطقات) : بّاا..
حمّاد (وسع فيها شوفتو كيحاول ايجلس) : ريحانة ! مالك أبنتي قوولي لياا ماالك ؟!
ريحانة (شهقات ماقادراش تحبس دموعها و جلسات فالأرض حاطة راسها على ركبتو) : واالو..غيير طحت (زيرات بايديها على المانطة) طحت و توعت بزااف أبّاا..
حمّاد (قلبو كيتقطع لشوفتها فهاد الحالة) : فييين طحتتي ؟؟! وريييني نشووف الضرر ببة و عييطيي لربييعة تجيي و تجييب معاهاا الدواا..فييينهااا ربيييعة ؟؟!!
ريحانة (جهادا فبكاها) : غ غير خليني حداك..مابغيت والو
حمّاد (طبع قبلة فوق راسها عاقد حواجبو بقلق) : ماتبكيش أبنتي..عارفاني مكنبغيكش تبكي ليا نعطي كاع هدشي لي بقا ليا على ود دموعك..(كيدوز بايديه على شعرها باش ايهدنها)..ماتبكيش الله ايرضي على بنتي..
“حمّاد” كانت ريحانة بالنسبة ليه هي عويناتو و بنتو المدللة ديالو لي ماخلا ما دار على ودها فاش كانت صغيرة و يا ويل لي ايبكيها ، و بالرغم أنه حس بشي حاجة ماشي حتى لهيه واقعة إلا أنه حاول ايقنع راسو بلي بكائها سبايو فعلا شي ضر بة وعتاتها ، و هي فعلا كانت ضر بة قوية كيفما وصفاتها إلا أنها كانت بشكل أخر ما كتشبه لحتى ضر بة سبقات ! حمّاد اكتفى أنه ايحضنها عندو كيفما كان كيدير ليها فاش كانت صغيرة و كطيح و كتجي تجري عندو باش تبكي عند الأمان الوحيد ديالها فهاد الدنيا ، عمرو حس براسو ضعيف حتى لهاد اللحظة بالضبط لي كيشوف فيها بنتو مهرسة ، منهارة ، مذمرة ، و هو ، هو ماقادر ايدير والو و لأول مرة عجز أنه ايسكت بنتو من البكاء ، حيت هاد المرة الجرح كان أكبر من أي جرح خارجي ، كان الجر ح لي تسبب ليها فيه خوها و د مها ، و كيف قال هشام وحد المرة ، “ضر بة الخوت عمرها تبرا الواليدة” !
_فمكان أخر..
فوحد الريسطو زوين قريب من البحر ، كانو كل من “أيمن” ، “سعد” و “عايشة” جالسين فوحد الطبلة خاصة بيهم ، هاد الليلة قرر ايخرج مو و ايديها تفوج شوية..
أيمن (لايح ايدو مور ظهرها و كالعادة ضا رب أحسن الحطات) : مرتاحة ليا أميمتي ؟
عايشة (تبسمات ليه بحنان) : علاش عدبتي راسك أوليدي ؟ باراكة غا دكشي لي خسرتي عليا من نهار جيتي
أيمن : الواليدة دكشي ديال فلوسي و فلوسك حيديه عليا ! على حنا شكون حيد من صحتو و كبرنا (شاف فولدو و غمزو) الميمة تستاهل ولا ماتستاهلش ؟!
سعد (تبسم ليهم بهدوء جالس فبلاصتو) : تستاهل بزاف..
عايشة (وسعات ضحكتها) : حبيبي و يا حبيبي غناكل أنا هاد الميمة ! لهلا ايخطيكم عليا..
“عايشة” كأم عمرها عزات فولادها شي حاجة ، فالوقت لي كانت هي بوحدها هازة ثلاثة دالولاد صغار خدمات و دمرات باش تكبرهم ، حفلت عينيها فالبرا و الخياطة و فينما شي وحدة كتقوليها “يا الهبيلة جمعي الفلوس شري بيهم الذهب الولاد كيكبرو باشما كان” هي كانت كترفض هاد الفكرة و كتجاوبها “ذهبي هما ولادي”..
و حتى دبا فاش وليداتها كبرو عقلو عليها ، على معاناتها معاهم ، على وقفتها ، على أمومتها لي انتاصرات فوق كاع الظروف ، على حنانتها و وجودها فكاع لحظات حياتهم ، عقلو على “الأم” ديالهم لي قطعات من لحمها و عطاتهم ، و حتى هما دبا مستاعدين ايحر قو الدنيا على ودها..!
السيرفور جا و جاب معاه الطلبيات ، كيحط هنا و إيقاد هنا حتى عمر الطبلة كاملة عاد تمنى ليهم شهية طيبة و مشا..
أيمن (كيقرب قدامها) : كولي راك ما واكلة والو..
عايشة : وخا أوليدي (هزات عينيها فسعد) حبيبي نقي ليك الحوت ؟
سعد (حرك راسو بالنفي) : لا أميمة كنعرف..بالصحة ليك
عايشة (بنفس ابتسامتها الحنينة) : الله ايعطيك الصحة..أنا نقطع ليك طريفات خبيز ؟
أيمن (عقد حواجبو كيعمر ليها فطبسيلها) : الواليدة..واا الوالييدة واا مّي عااييشة ! كوولي و خلييه تي راني معلمو اياكل بوحدو من الصغر..را حنا والدين الرجال..(مد ليه ايديه)..رجال ولا لا ؟
سعد (مسح ايديه و مدها ليه حتى هو مجاوبو بكل ثقة) : رجال..
و كملو عشاهم فجو عائلي كولو ضحك و دردشات بين الأم و ولدها ، عايشة كانت كتحس بنور خفيف ديال الفرحة رجع ليها مور رجوع أيمن لي ماخلا ما جاب ليها معاه فالفاليزات ، الدوا و الباروك ديال المغرب لي والابد منو ، البيجامات و الشكلاط و الحوايج و أي حاجة غتشهاها جابها ليها حتى ولات هي كتفرق منو على جيرانها ، كانت كتحس بالدار عمرات عليها بوجود ولدها و حفيدها الصغير ، هاد الأخير لي كان كياكل بالشوية مركز بعويناتو الزرقين مع ايديه و “أيمن” مراقبو فصمت حاط ايديه مور ظهر مو و عقلو طاير لقنت أخر ، تخمامو كل عندها ، عند “ليلى” لي من أخر هدرة دارت بيناتهم فالبحر ما بقا نعس ، كلامها و صورتها سكنوه ، الوقت كولو كيدوزو معصب المورال مكابري إلا أنه كيحاول ايترخا مع مو و ولدو أهم شخصين فحياتو ولكن الظاهر أن “ليلى” بصح ولات فحال شي مرض خبيث دخل ليه مع العروق و سكن فالراس مابقاش بغا ايخرج..!
_هاد ليلة كانت جامعة كاع “المشاعر” فمختلف الأماكن ، حيت جهة “السويقة” كانت الدنيا مطرطقة غتفركع بسبب الطبالي دحوايج البال لي محطوطين من الدرجة الأولى ، عاد الناعم المستعملين و شلا حوايج مخليين الناس مكجكجين عليهم فحال الدبان و مع الصيف كلشي خارج ايتبرد و ايفوج فهاد الليل..
فالطلعة ديال السوق كان “أسامة” جاي مع صاحبو “حمزة” لي كيف ديما هاز كاميرتو كيصور بيها..
أسامة (كينش فطريكوه) : واا على صهد أصحبي ! تا را لابس غا نص كم و شورط كنحس براسي فحالا لابس قشابة داخل بيها للحمام..
حمزة (ضور الكاميرة جيهتو) : صاحبي حتى أنا غنمو ت بالصهد والله !
أسامة : وا ناري يا ز بي قهرتينا بهاد الكاميرة وا النهار كامل و نتا شاد ليا زنفارتي !
حمزة (ضحك) : ماغنلقاش ما حسن من وجهك..عرفتي عند من غنمشيو دبا ؟
أسامة : عندمن ؟
حمزة : عند عبدو الكالة
أسامة (هز حواجبو بتعجب) : عبدو الكالة ؟ داك خينا ديال داك النهار ؟
حمزة : اه مول الفراشة
أسامة : مول شوميز دونوي ديال جينيفر لوبيز ؟!
حمزة : هو هداك ! راه داير دبا طبلة ديال البالة خاربها فيها
أسامة : وايلي كيعيش حتى فليل ؟
حمزة : تا را كيعيش و كيعيش كاع الشعب معاه
أسامة (وسع تبسيمتو) : بالرب ايلا بلان أصلا ناقصيني شي كراصن فحال دوك ديال كريستيانو رونالدو مغنلقاهم غا عندو..توكل عالله !
و جر صاحبو معاه داخلين وسط الناس بديك الكاميرة و الدخان ديال الشوا مالي المكان وسط أنوار الليل لي مضوين على ناس “الفافيلا”..!
بقاو غاديين كيتخشاو وسط الناس حتى وصلو جهة البالات ديال الحوايج المستعملين لي كيتعاود فيهم البيع بأثمنة جد هزيلة ، القربالة نايضة تما و كل بياع شاد طبلة طالع فوق منها و كيبرح باش ايجيب عندو أكبر عدد ديال الناس ، بالات رجالية و نسائية و الحوايج كيتشايرو فالسما بشعار “لا غلا على مسكين”..
أسامة (عقد حواجبو) : فين هو عبدو ؟
حكيم (حال فمو قدامو) : هاهو..
أسامة ضور عينيه و هو ايحل فمو مع صاحبو ، كيشوف فالسيد “عبدو الكالة” لي خرج فحال الإمبراطور و وقف فوق الطبلة دافع كرشو قبل ما اينقز بالجهد و ايبدا ايغوت فحال المجنون..
عبدو (مخرج عينيه و كيضر ب فوق الخنشة دالحوايج طالق حلوقو) : واااا عشرررة دراااهم..وااا بااالة عشرررة دراااهم..وااا عييطوو لمناال تااخد الألواان
حمزة و أسامة بقاو واقفين قدامو مصدومين و هو مرة مرة ايشوفيهم و ايبدا ايزغرت بالغوات مخليهم مجبدين عينيهم ، كانت هادي هي طريقتو فالتسويق لي خلات كاع العيالات ايتجمعو عندو فأقل من جوج دقايق كيوجدو لتخاطيف..
عبدو (حل الخنشة و بدا ايلوح فالحوايج قطعة بقطعة) : شكووون قاال هااا ؟ شكووون قااال..واا قاااميييجة لاااتييينية..وااا أوومبوورطي من لارنجونتييين..(كيدردك فوق الطبلة و ايعاود)..وااا تااا شكووون قااال
العيالات بداو كيدافعو مادين ايديهم و كلهم كيغوتو باش ايمدها ليهم لدرجة حمزة و أسامة تبغجو وسطهم..
أسامة (لصق فالطبلة مخرج عينيه) : عبدوو..شيي كرصوون الله ايييحفظك !
عبدو (هبط فيه عينيه) : صبر عليا نسالي..(رجع كيلوح فالحوايج و اينقز فوق الطبلة حتى مخض أسامة)..واااا النضاااوة أمااادااام..وااا الللخر أحنااان
العيالات قربو ايتسطاو بالتخاطيف و عبدو منوض العجاج فالسوق قرب ايبدا ايتكركب ليهم فوق الطبلة بكترة الدرديك و التزغريت..حتى مد ايديه جبد وحد الطريكو بيض بكثرة ما قصير ولا أشبه بحملات الصدر..
عبدو (مطرطق فيه عينيه) : وااا السللعة حلييب و كداااوي القلييب..(شير بيه فالسما كينقز)..وااا الرووبلة المعلم..(عاود مد ايديه جبد عباية)..وا تااا وررق ليااا !
حمزة هز كاميرتو الفوق كيحاول ايعتقها و ايوصل لصاحبو لي مابقاش كيبان ليه وسط العيالات..
حمزة : أسااامة !
أسامة (ضور فيه عينيه واحل بين جوج طرا مي) : المو ت أخويا..الموو ت..
عبدو (بقا كيشوف فديك العباية قبل ما ايلبسها دافع عليهم كرشو) : هانااا ألاالة..عباااية ديااال دبي من عننند داار خلييفة
العيالات غا شافو ذيك العباية و هما ايحماقو عليها و التخاطيف بدا على الجهد عوتاني..
وحدة منهم (مخرجة عينيها) : عبدو نعطيك فيها خمسين درهم غير عطيها ليا !
عبدو (بقا كيشوف فالعيالات كيف غيتسطاو عليها قبل مايحرك راسو بالنفي) : لا صافي ما بقيتش بايعها
وحدة منهم : و علاش حرام عليك..
عبدو (خباها فصاكو مطرطق عينيه) : غنديها لمّي !
_فهاد الوقت كانت “رحمة” فبيتها جالسة كتمشط فشعرها الحريري و ساهية فالمراية ، الهدرة ديال خالها مازال كتعاود فراسها ، عيات تخيل بشاعة داك النهار المشؤوم إلا أنها ماقدراتش تخيل و لو شوية من دكشي لي كانت كتحس بيه “رحمة” و هي كتنفس المو ت على ايدين الوحش ديال راجلها ولا قدرات تخيل دكشي لي غيكون حس بيه “علودي” و هو هاز ختو الوحيدة ميـ تة بين ايديه..!
ماخرجاتش من الدار ، وقتها كولو دوزاتو و هي كتخمم فهدشي حتى لقات راسها مرضات بالتفكير ، مرضات بمجرد ما سمعات شنو وقع ! حسات بنفسيتها تأزمات و بغصة فقلبها لي ضرها بزاف على عايشة و ولادها ، و بالأخص على علودي لي مايستاهلش شنو وقع ليه ، دبا عاد فمهات سبب البرود ديالو ، عاد فهمات علاش كينفاعل فكل مرة كتجبد ليه الحبس ولا سيرة ختو “رحمة” ، عاد فهمات بصح شكون هو “علودي”..!
حطات المشطة من ايديها و تنهدات واقفة مربعة ايديها كتشوف قدامها ، خالها حدرها، خلا ليها الكورة عندها إلا أن هدرتو كانت واضحة ، علودي ماشي أي شخص و ماشي فحال أي مريض عندها ، علودي داير فحال القنـ ـبلة لي فأي لحظة تقدر تفركع و تفركعك معاها ، و وخا هدشي كامل ، وخا استوعبات كاع هاد الحقائق ، إلا أنها صافي خدات قرارها ، و قرارها هاد المرة ماغترجعش فيه ماغاتمشي حتى دير دكشي لي فراسها ديك ساعة عاد تقدر تهز ايديها فمرة..!
_فهاد اللحظات كان “ميمو” رجع عند صاحبو “علودي” بمجرد ما تفرق مع ريحانة ، عارفو بقا بوحدو و مابغاش ايرجع لدار دكشي علاش فأغلب الأوقات كيكون معاه غير باش مايتخلواش مع راسو و ايزيد ايمرض..
ميمو (شير لمول الكروسة) : الصقال زيدنا أصاحبي الحار باراكة من التسقريم دز ب !
الصقال (خرج من كروستو جايبو ليهم) : هاهو أخويا راك ماقلتي ليا والو فلول
علودي (كياكل فالسندويش بهدوء) : دويتي مع ريحانة ؟
ميمو (حرك راسو بالايجاب مركز مع الحار) : اه..(يالاه بغا ايكمل و هو ايبدا تيليفونو كيصوني)..هاهي كتعيط !
هز موشوار مسح ايديه و فمو عاد جاوبها كيشوف فصاحبو..
ميمو : وي حبي ؟
ريحانة (صوتها مخنوق بالبكاء) : هشام..
ميمو (فالبلاصة وقف من بلاصتو حتى خلع علودي) : ماالك !
ريحانة (شهقات ماقادراش تدوي بكترة ما بكات) : حكيم..حكيييم خوويا داا لياا الفلووس..خوياا شفررني أهشاام شفررننيي..
ميمو (خرج عينيه مامتيقش شكيسمع) : شناوااا !!
_فالوقت لي “العافية” ولات على وشك الاندلاع ، “ليلى” فقنت أخر كانت كتغسل فايديها باش تخرج من خدمتها و تمشي فحالها..
غسلات ايديها مزيان كطرطق فيهم عيات بزاف اليوم أكيد غير غترجع لدار و غتنعس و فالحقيقة هذا هو الهذف ديالها ! طلقات شعرها الأسود حتى طاح مغطي ليها ضهرها كامل قبل ما تهز صاكها كتقلب على بريكة و فنفس الوقت خارجة فحالها ، حتى تلقا ليها الباطرون ديال خدمتها “كبير” ، رجل فبداية الأربعينات شابع لعاقة و مازال مهلي فراسو ، غير شافها و هو ايتبسم بالجنب كيطلعها و ايهبطها..
كبير : منورة أليلى..نتي بوحدك لي منورة علينا فهاد القنت كامل
ليلى هزات فيه عينيها بتعابير باردين بلاما تجاوبو ، خلاتو ايتنهد من قلبو و ايرجع ايكمل كلامو..
كبير : ايمتى ايهديك الله و تبغي تاخدي البوسط ديال المسيرة ؟ بنت فحالك حرام تخدم وسط هاد القوم !
ليلى (ببرود) : مرتاحة فهاد الخدمة شكرا..
كبير (كيضور عينيه وسط ملامحها) : تقدري تاخدي وحد من أحسن لي بوسط..الصالير ديالك ايزيد ايطلع و لي بغيتيها هي لي تكون..فالمقابل ديال تغداي معايا غديوة زوينة و خفيفة..واش طلبت منك شي حاجة كبيرة ؟
ليلى (حنحنات متفادية الاحتكاك معاه) : سمحليا تعطلت و كيخصني نمشي دبا..
كانت هادي هي الطريقة الوحيدة باش تفك منو و من هدرتو لي كتسمعها كل نهار حتى حفضاتها ، هاد السيد ما بغاش ايحيد هاد الفكرة من راسو الشي لي كيحطها فموقف محرج فكل خطرة ! هي ماباغا لا بوسط لا غديوة لا هاد الشوفات ديالو فنفس الوقت ماعارفاش كيفاش تزيد تصبر عليه..
كبير (عاود نطق) : فكري مزيان و ردي عليا
ليلى ماجاوباتوش ، شعلات الكارو ديالها بالبريكة و خرجات فحالها عاقدة حواجبها كتسوط فداك الدخان وسط ظلام ليل ، زيرات على صاكها فايديها و يالاه خرجات برا و هزات عينيها قدامها حتى وقفات فبلاصتها كتشوف فيه ، فـ “أيمن” لي كان متكي على الموطور و حاضيها..
ليلى (رجعات شعرها لور مغمضة عينيها قبل ما تمتم بين سنانها) : موصيبة عوتاني !
أيمن (ميل راسو و ضحك بهدوء حتى بانو سنانو) : بويناس نوشيس..ماتوحشتينيش أحبي ؟
ليلى ماعرفتوش منين تسلط عليها ولا كيفاش عرفها فين كتخدم ، تنهدات هازة فيه عينيها..
ليلى : ماعنديش الجهد..عيانة بزاف و ماباغاش ندي و نجيب معاك فالهدرة
أيمن : الجهد خليه لحوايج أخرين..(تقاد فالوقفة مقرب منها)..داك النهار ماساليناش هدرتنا
ليلى (كتشوفيه كيف كيقرب) : الهدرة مابداتش باش غتسالي..أنا وياك ماعندنا فاش ندويو
أيمن (حرك راسو بثقالة) : ماتوحشتيش ولدك ؟
ليلى حسات بقلبها تزير فاش تجبدات سيرة ولدها ، و أيمن فهم هدشي غير من تعابيرها و شوفاتها..
ليلى (بلعات ريقها) : ولدي مامولفنيش و نتا عارف هدشي
أيمن : غيولفك مع الوقت..هو كيبغيك قبل حتى ما ايشوفك من صغرو و أنا كنعاود ليه عليك
ليلى : ايولفني ؟ و من بعد شنو..نولفو حتى أنا و ترجع تاخدو و تمشي (ضحكات بمرورة) كنفضل نبقا هكا معذبة..نبقا مبعدة باش من بعد مايتفلاشاش فيا شي عرق..
أيمن (عقد حواجبو بجدية) : النهار لول نتي لي عطيتيه ليا ماتخلينيش نجبد معاك الحسابات و نفكرك..
ليلى هزات راسها الفوق و عاودات تنهدات من كل قلبها هاد الموضوع داخليا كيهرسها ، قبل ما ترجع تنطق قدام وجهو بهدوء..
ليلى : أيمن..هداك راه ولدي بانليا مازال ماوزنتي هاد الكلمة..ولدي..أنا مو و أنا لي جبتو لهاد الدنيا..(عقدات حتى هي حواجبها)..راه ماكاينش لي غايبغيه قدي ! و ماكينش لي غيتحاسب معايا على شنو درت بالخصوص نتا..أنا عارفة و حتى نتا عارف مزيان علاش درت هاكاك..و دبا حيد من قدامي خليني نمشي
تخطاتو كتشوف قدامها بعينيها لي شعلو بسبب هاد الحوار لي ضار بيناتهم ، حسات بحرارة سخونة عند صباعها و فاش جات تشوف لقاتو الكارو لي تحرق و قرب ايسالي ، لاحتو دايرة بالناقص منو و يالاه بغات تقطع الشانطي حتى عاودات سمعات نبرتو القوية..
أيمن : طلعي نوصلك
ليلى (ضحكات بسخرية) : و ندوز معاك قدام الغادي و الجاي
أيمن (تبسم مقرب من الموطور) : و نكسيريو مع الفيروج نيشان لباب داركم
فالحقيقة “الفكاهة السوداء” كانت هي أكثر حاجة كتجمع بين هاد الجوج من شحال هادي ، من أيام المراهقة و الحب ، و حتى دبا مازال “الطنز” ديال أيمن بكثرة ما كيستفزها بكثرة ما كتلقا راسها غاديا معاه فالخط..
ليلى (ضورات راسها جيهتو) : إياه زيد..و نهربو
أيمن (حرك راسو واقف قبالتها) : فحال بوني و كلايد
ليلى : ماكنشبهوش ليهم
أيمن (صغر عينيه فملامحها) : نتي تجي معاك بوني غير هي زعرة عليك..و حتى أنا كنت غنصرع كلايد..ولكن طلعت مدرح الجلدة و ماشي ميريكاني بيض !
ليلى حركات راسها يمين شمال محافظة على تبسيمتها لي بالكاد كتبان قبل ما تشير لوحد طاكسي جاي و تركب فيه مخلية أيمن متبع ليها العين قبل ما ايشمر بنيفو كيشوف فالريسطو لي خدامة فيه و ايتحرك حتى هو مكسيري بموطورو..
_عند “الصقال” مول السوندويشات كانو “ميمو” و “علودي” مازال جالسين عند الطبلة الاتصال ديال ريحانة ماكانش متوقع نهائيا و نزل عليهم الخبر فحال الصاعقة !
ميمو (كيطرطق فصباعو بعصبية) : ولد القحـ ـبة حاشا مو !
علودي (مازال كيحاول ايستوعب) : شافر ختو و باه..اللخر أصحبي !
ميمو (خنزر غيطرطق) : كون لقيتو قدامي دبا نجبد لمو حلاقمو..الرجلة ديال بانيني !
علودي : و داك المليون و الذهب لي دا ليها ؟ تا شهاد العذاب القلا وي منين غنكملو دبا فلوس العملية..
ميمو (زفر بالجهد) : الفلوس غنكملهم باش ما كان..ماشي هدا هو المشكل
علودي : و شناوا المشكل ؟!
ميمو : المشكل هو داك الزا مل..واش غنجبد لديلمو حلاقمو (ميل فيه راسو كيتحلف حاقد) ولا نعلقو من تبو ؟!
علودي (عقد حواجبو) : و كتعيب على الوازاني فاش كيبدا ايتحلف..مالك مع تعلاق الزبـ ـوبا أز بي؟
ميمو : هما لي مضسرين القحـ ـبة مهم..(ضر ب فوق الطبلة)..أبلاتي نشدو !
علودي (ضور عينيه بين الناس عاد قرب منو) : هشام نتا كتعرف حكيم..الشفرة ماشي بلانو ! الدري مبلي اه ولكن باش ايوصل لسطاج ديال ايدي الفلوس هنا البلان دخل فيه التخلويض..بيروري و الكلاب ديالو مابغاوش ايفرقو عليهم ولاد الدرب !
ميمو (دوز بايديه على لحيتو كيخمم) : ايكون هو لي عمر ليه راسو ولا كيفاش
علودي : ماعرفتش ! لي عارف هو لابقا كيبيع ليه الحشيش الدري غيتسطى..هدشي لاماكانش تسطى نيت
ميمو (عض على فمو) : خاص توصل لبّا لوازاني..نشوفو فين غنخرجو مع هاد القلاوي الله ايقطع لرابطة مو الأثار !
علودي بقا كيشوفيه و هو شبه متأكد بلي “بيروري” لي غيكون السبب مور هدشي لي واقع ، و شكون من غيرو لي كيبخ و ايكوي على ولاد الدرب بالسـ ـم لي كيبيع مخليهم كيلوحو لي وراهم و لي قدامهم على ود كفيفة وحدة ما مجموع فيها غا الوسخ..!
_داز هاد النهار و صبح “نهار جديد”..
وسط الزناقي الباردة كان “حكيم” لي نايضة عليه هاد الحالة كاملة كيتمشى بالزربة و ايضور ايشوف موراه ، حتى وصل لباب دار “بيروري” فين لقا الدراري ديالو مجموعين شي كيلعب الرامي و شي كيفتخ فالجوانات..
وحد منهم (بنبرة قاصحة) : شباغي ؟!
حكيم (بلع ريقو) : باغي نشوف بيروري
وحد منهم (وقف مقرب ليه) : شباغي تشوف فبيروري ؟!
حكيم (جبد الفلوس وراهم ليه) : بغيت نعطيه أمانتو !
بقا شحال كيشوفيه هو و الدراري قبل مايتافقو بشوفاتهم و ايحلو باب الدار مدخلينو..
لداخل كان “بيروري” حاط الشيشة قدامو منغم بيها كيهز راسو الفوق اينفت الدخان الكتير و ايتنهد مرخي ، دارو منقية و مطرطقة ماكاين غا الله ايعطيك صحيحتك فالفراش لي مفرش على أصولو..
بيروري (علاّ صوتو) : جميييلة !
بعد ثواني خرجات عندو مراتو “جميلة” بالكندورة ديالها الكحلة لي مزيرة على مفاتنها البارزين ، شعرها كحل مصوباه و لاوياه بمقبط ضا ربة العكر حمر و الخالة كحلة فوق الشفايف..
جميلة : أنعام ؟
بيروري (شير ليها بايديه) : جيبي ليا المعسل ديال التفاح..هدا ماطلعش ليا النوطة
جميلة (كتحلون فالهدرة) : هي لولة أشيغي
و مشات كتهز و تحط فداك الطرف لوراني لي كان قد الباخيرة ناوية تشد ليه خاطرو هاد النهار كامل حتى ايرطاب و ايبغي ايشري ليها الخاتم ديال الذهب لي حطات عليه العين..
بيروري (عض على فمو دايب فيها) : تا ورق ليا على شيغي..داك الكـ ـر عندك ايمتى تفركع
جميلة (رجعات عندو كتمايل و تضحك بالجهد) : من نهار لقا لي ايعرف ليه و هو منور..(جلسات فوق ركبتو جاراه عندها)..ماكاينش فحالك الحبيب ديالي
بيروري (داخ فحركاتها و بهمس نطق و هو كيقرب من شفايفها) : الليلة نزيد نعرضو ليك..
و يالاه بغا اينقض عليها فقبلة حميمية حتى بانو ليه الدراري ديالو داخلين عليه ، جميلة فالبلاصة وقفات داخلة للبيت و هو ضر ب على الحيط ساخط..
بيروري : قلااا ووي شحااال من مرررة كنقوول لطبووو نن مممكم دقووو !
وحد منهم (كيبرق فيه عينيه) : دقينا العميم قسما بالله ! (جر حكيم) هاهو لي جا باغي ايشوفك..قالك عندو شي أمانة ليك
بيروري (ضور عينيه فحكيم مخنزر) : شناوا نتا ؟
حكيم (جبد الفلوس حطهم ليه فوق الطبلة) : جبت ليك الفلوس لي كتسالني..ألفين درهم
بيروري : طلق ألف درهم أخرى !
حكيم (طرطق عينيه) : ديالاش !!
بيروري : ليزانطيري
حكيم : ولكن..
وحد منهم (هزو من حوايجو ناطق بتهديد) : ماتعاودش..
حكيم مالقا مايدير من غير أنه ايحطها ليهم بالسيف عليه و إلا هاد النهار مايخرجش من دارو ، بيروري جر عندو الفلوس كيحسب فيهم و شير ليهم باش ايخرجو..
بيروري : مزيان..سير حتى لمن بعد و نسيفط ليك الدراري ايجيبوك على ود البلان لي بغيتك فيه..و لاباغي تقدا شي حاجة خرج عند الدراري برا ايعطيوك..(هز فيهم عينيه)..الدراري نقصو ليه عشرين درهم دري دبا ولا ديالنا ! يالاه تلاحو خرجو..
ماعاودوش معاه الهدرة ، جرو حكيم قدامهم كيدفعو فيه حتى خرجو وحد بوحد ، عاد بيروري خشا الفلوس فجيبو و رجع كيغوت..
بيروري : جمييييلة..خرررجي دغياا راا قاايمت !
_فهاد الوقت فدار “ميمو”..
كانت الدار خاوية كلشي خارج من غير “ليلى” لي ماخداماش اليوم و يالاه فاقت كتوجد ليها القهوة..
فاطمة هاد النهار كانت ناوية تقضي شلا أغراض قبل ما دوز تزور ربيعة و حمّاد خرجات بكري خلاتها مازال ناعسة ، ليلى طفات على البوطة و يالاه نوات تكب القهوة فكاس حتى تسمع الصونيط ديال باب الدار..
ليلى (مسحات ايديها) : بلاتي !
خرجات من الكوزينة كترجع فشعرها لور و حلات الباب ببرود قبل ماتوسع شوفتها و هي كتشوف ف “عايشة” قدامها و شادة “سعد” فايديها..
ليلى (مصدومة كتشوف فولدها) : خ خالتي ؟
عايشة (وسعات تبسيمتها كتسلم عليها) : ليلى بنتي لاباس عليك ؟ كيف دايرة ؟ خوتك و فاطمة العزيزة
ليلى (باستها فجبهتها) : لاباس أخالتي الله ايحفظك
عايشة (هبطات عينيها عند سعد محافظة على تبسيمتها) : سعد توحشك بزاف و بغا ايجي عندك
ليلى (عينيها على ولدها ماقادراش تحيدهم عليه) : ب بصح ؟
سعد (كيرمش فيها بعويناتو) : سلام ؟
ليلى (تحنات عندو حاطة ايديها على وجهو و قلبها كيضر ب) : سلام أحبيبي..توحشتك بزاف
سعد (تبسم ليها) : حتى أنا..
ليلى زادت وسعات شوفتها هدرتو خلاتها بلاما تحس تجرو عندها و تعنقو بالجهد ، غريزة الأمومة لي حاولات تخبيها بكاع الطرق مع ولدها كتخرج بالسيف عليها ، كدوز ليالي و هي كتقنع فراسها بنفس الهدرة “ليلى خاصك تبعدي باش متزيديش تعذبي” ، الجملة لي حفضاتها لعقلها ولكن قلبها عمرو فهمها ، بمجرد ما كتشوفو قدامها كتضعاف، كاع ديك القوة كتلاشا و مكيبقا ايبانليها حتى وحد فهاد الدنيا من غير “ولدها”..!
_قدام باب دار “بّاد حمّاد”..
كان حكيم واقف كيبلع فريقو ، حيد القب و مد ايديه لي كيترعدو صونا بيهم فالباب..
لداخل كانت “ربيعة” كتجمع فالدار ، سمعات الصونيط و يالاه بغات تحل حتى وقفات فأخر لحظة فاش لمحات من الشرجم ولدها حكيم ، ولدها لي غدرها و غدر العائلة كاملة ، ولدها لي كان نفسو هو “ألمها” فهاد الدنيا..!
حكيم (كحب بالجهد كيحس بمصارنو كيتقطعو و مد ايديه كيدق) : الواليدة..
ربيعة ماتحركاتش من بلاصتها ، عينيها غير عليه و على ايديه لي شاد بيها كرشو ، على وجهو لي مخطوف منو لون و فمو لي بياض ، فظروف أخرى كانت غتحل الباب ، غتبدا تغوت بالخلعة ، غتفقص و تمرض ، و فاللخر غتعاونو ، ولكن دبا ، دبا مابقاتش عارفة كيفاش حتى ترمش و تحرك من بلاصتها..!
حكيم (عاود دق فالباب و نطق بنبرة عيانة) : الواليدة..حلي الباب
ربيعة بلعات ريقها بلاما تنطق و حكيم مازال كيدق و ايعاود لدرجة شك بلي ممكن تكون خارجة وخا مستحيل تخرج فهاد الوقت خاص ضروري ايبقا شي وحد فالدار ، حتى هز عينيه فالشرجم بالصدفة و هي تبانليه هاكاك جامدة فبلاصتها..
حكيم (حط ايديه على الحديد ديال الشرجم) : الواليدة..حلي الله ايحفظك
ربيعة الدموع تجمعو فعينيها وخا هاكاك حتى دمعة ماقدرات تهبط ، كتشوفو كيف كيترجاها بعينيه مزير على الحديدات..
حكيم : عارف راسي مادرت فيها ما ايصلاح..قو دت السوايع ! ولكن ماشي لخاطري (حرك راسو بالزربة) وحق الرب المعبود ما لخاطري..شوفي الواليدة هاني رجعت السنسلة مابعتهاش؟ وخا ؟! هاهي سنسلة ريحانة جبتها ليكم..غا حلي الباب خليني غا ندوي معاك..واش خايفة مني ؟ (وسع عينيه) ماتخافيش والله مانأديك أمّي..مانديرهاش
ربيعة هزات عينيها الفوق كتحس بدموعها هبطو كيجريو و حكيم كيجبد فالسنسلة لي شفر لختو كيوريها ليها من برا و كيحاول ايشرح ليها بايديه ، إلا أن هاد المرة الرد ديال مو كان هو “الصمت” ، و لأول مرة ديك الحنينة لي كانت الوحيدة لي كتحن عليه و كتحميه من قسوة الحياة ماحناتش فيه..!
حكيم (حبس على الحركة كيشوفيها) : واش ماعرفتينيش..را ولدك أنا..حكيم ! حلي الواليدة (بقات على نفس وضعيتها شي لي خلاه ايعض على سنانو) ربيعة حلي..
قربات من الباب حاطة عليه ايديها و كتحاول تحبس شهقاتها ، قبل ما تحس بالباب تردخ و بغوات حكيم كاسر الدنيا..
حكيم : ربييييعة حليييي..(مخرج عينيه و عروقو حمرين)..حليييي القلاااا وووي !!
زادت زيرات على الباب و سداتو بالساقطة قبل ما تجلس فالأرض حاطة ايديها على وجهها و كتبكي ، كتسمع فغواتو لي بكثرة ما كان قاصح حلقو تجرح..
حكيم (حيد القبية ردخها مع الأرض بجنون) : مارااضيينش بيااا هاا ؟؟! صااافي ماابقييتووش راضيين بيااا..حكيييم غا شفااار..غدااار..شمكاااار !
كان كيدوي جاعر و “الغضب” عامي ليه عينيه ، فرمشة عين تقلب ، فرمشة عين ولا كيردخ و ايغوت، و فرمشة عين داك الغوات كامل و ديك النظرة الغاضبة لي فعينيه تحولات لنظرة انكسار ، سكت من الغوات كينهج ، عينيه بدات كتكون فيهم طبقة خفيفة ديال الدموع ، قبل ما ايضر ب على صدرو و ايرجع اينطق بصراخ..
حكيم : حكيييم نتووومااا سبااابووو كتسمعووو..حكييييم نتوووومااا سبااابوو..(حط جبهتو على الباب مورك عليه بعصبية)..فييين كنتيي نتييي أارببييعة فاااش تبليييت ؟؟! عمرررك سوولتييني شنووو سباابك ؟!! كتعرررفيي غااا تعاايييري..كتعرررفييي غاااا تلووووحيييني و تبعدييي..كتعرررفي غااا تسدييي فوووجهييي البيييباان..واااش لي كبرر فهااااد الدرررب طبووو نموو و عاااش هاااد الحياااة مااايتبلاااش ؟!! رااا نتووومااا ليي رجعتووونيي مييييكروووب..نتووووماااا لييي مرضتوووني..
كان كيدوي و شريط حياتو كامل كيدوز قدام عينيه ، “الفقر” ، “المرض ديال باه” ، “الغوات” ، “البكاء” ، “الظروف لي مكترحمش” ، “الزنقة الكحلة” ، “البلية”..!
و ربيعة كانت كتسمع لكل كلمة ، كل كلمة كانت كتحسها كتغرس فروحها ماشي غير فقلبها ، كل كلمة كانت كتقتـ ـلها و هي حية ، كتخنقها و هي كتنفس ، كدفنها و هي عايشة ، وخا هكاك ماقادراش تنطق ولا تحرك..
حكيم (مسح على وجهو كاره دموعو قبل ما ايرجع ايخفف من نبرة صوتو) : سمحيليا..(زير على راسو كيمشي و ايجي حدا الباب)..سمحيليا..م ماشي هدشي لي بغيت نقول الواليدة..أنا مابقيتش عارف راسي..وا الواليدة مابقيتش كانعرف راسي شكون أنا !
كان تايه ، و تالف ، ماشي غير على ناسو ، ولا غريب حتى على راسو ، البلية سرقات منو أغلى ما كيملك ، دات ليه عائلتو و صحتو ، دات ليه “راسو” و خلاتو كيضور فالخوا..!
حكيم (جلس حدا الباب فاشل مرجع راسو لور قبل ما اينطق بنبرة مخنوقة) : والله مابغيت نوصلو لهاد الحالة..سمحوليا..(سكت مدرق وجهو قبل ما ايحط ايديه لي كيترعدو على الباب)..حلي الباب أمّي..حلي الباب
ربيعة حطات حتى هي راسها على الباب كتستغفر الله و تعاود متشبتة بأخر من بقا ليها و لي هي سيدي ربي الكبير ، هو لي عالي و عالم ، هو لي قادر ايفرجها من عندو ، هو لي قادر ايصبرها ، ايصبر “أم” كدوز من أكفس موقف فحياتها ، معذبة و هي كتشوف فحالة ولدها لي مابقا ليها حتى حل أخر باش تحمي بنتها و الزوج ديالها المقعد غير أنها تسد الباب فوجه ولدها لي مابقاتش كتعرفو ، لي حاولات معاه بكاع الطرق ، لي ولا خطر على راسو و عليهم ، لي كانت مستاعدة تبيع حوايجها غير باش ايسمع هدرتها و ايتعالج ، كانو جوج دالرواح ، روح برا و روح لداخل ، أم و ولدها ، فارقهم باب و جامعاهم نفس “حدة العذاب”..!
_بالرجوع لدار “ميمو”..
كانت “ليلى” هازة “سعد و معنقاه بكل قوتها سمحات فالفطور و ما ايجي منو غير الوجود ديال ولدها كان كافي و موفي ، كان فحال الأكسجين لي مكتلقاه غير و هي قريبة ليه و حتى هو حاط راسو على كتفها كيسمع ليها..
ليلى (مراقباه بابتسماتها لي مكتبان غير معاه) : واش عرفتي شحال توحشتك ؟
سعد (هز فيها عويناتو) : ماعودتيش جيتي..
ليلى (تنهدات كدوز بايديها على شعرو) : كنتي بغيتي ترجع عند باباك..و أنا مابغيت نبزز عليك والو
سعد (هبط راسو كيفكر قبل ما ايرجع ايهزو فيها) : حتى نتي وليتي عزيزة عليا..
ليلى (دورات ايديها على وجهو كتشوفيه بعينيها لي مكيختالفوش على عينيه) : أنا ماماك..و بغيتك تعرف بلي ماكاينش شي وحد كيبغيك فحالي..نتا ماعرفش شنو درت و نقدر ندير على قبلك..
و طبعات قبلة طويلة فوق جبهتو قبل ما ترجع تعنقو ، بغاتو بصح ايحس بالمعنى الحقيقي ديال “الأم” ، بغاتو ايعرف بلي كاينة وحد السيدة كتبغيه كتر من حياتها ، و بلي لاكان هو كيعزها ، فراه هي كتعزو مية مرة كتر فقلبها..!
ليلى (وسعات تبسيمتها) : عرفتي شنو غنديرو ؟
سعد (بفضول) : شنو ؟
ليلى : غنمشيو نعومو فالبحر..نتا قلتي ليا كيعجبك البحر ياك ؟
سعد (وسع شوفتو) : بصح ؟ اه كيعجبني نعوم
ليلى (باستو فحنكو قبل ما توقف شادة فيه) : غندوزو أنا و ولدي أحسن نهار و أحسن عومة مع الغروب هانتا غتشوف..
سعد تبسم حتى هو فرحان الفكرة ديال أنه غيدوز نهار مع ماماه و ايعوم معاها خلاتو فالبلاصة ايتشبت بايديها تابعها للبيت فين ايجمعو دكشي لي خاصهم..
خدات الفوطات ، واقي الشمس ، كاسكيط من بيت ميمو و شورط ديال أسامة فاش كان صغير مازال فاطمة مخبياه ، صوبات سوندويشات بالزربة و ركزات فكل حاجة جمعاتها فالصاك ديالها ديال البحر ، عادة مامولفاش تكون بهاد الاهتمام كامل و تدي معاها هدشي ولكن دبا كاين معاها ولدها لي أول مرة غتخرج معاه فأكيد غتكون بهاد الدقة..!
خلات شعرها مطلوق ، لبسات كسوة صيفية طويلة تحت منها المايو، هزات الكاش مايو ، عاد ضارت عند ولدها باش تلبسو..
سعد (كيشوف فالشورط) : ماشي ديالي ؟
ليلى (حركات راسها بالايجاب) : اه ديال خالك أسامة..ماشي مشكل تعوم بيه
سعد حتى هو حرك راسو الصغير و بغا اياخدو من عندها باش ايلبسو إلا أنها أصرات باش تلبسو ليه بايديها بالضحك و التقشاب ، و هنا كانو وجدو كلشي و تحركو خارجين من الدار..
فهاد الوقيتة كان “أيمن” حتى هو خارج من الدار كيقاد فالكاسكيطة ، هبط من الدرديبة كيجبد فالكارو حتى كتبانليه ليلى بديك الكسوة ، شعرها مطلوق موراها و شادة فسعد كتضحك معاه وحد الضحكة مخليا ملامحها ايشرقو و هو فرحان بزاف ، هاد المنظر كان كافي ايخليه ايتبسم بالجنب..
أيمن : نهار مقو د هدا..
فالحقيقة كان هو لي طلب من “عايشة” مور اللقاء ديالو مع ليلى البارح باش فالصباح تدي ليها ولدها ايدوز معاها النهار ، داك الشوق لي شاف فعينيها بمجرد ما تجبدات سيرة سعد خلاه اياخد هاد القرار ، خاصة أنه عارف بلي سعد حتى هو توحش ايشوف ليلى بالرغم أنه طفل هادئ و مكيدويش بزاف إلا أن أيمن حاس بولدو و فاهمو ، و حتى ليلى كانت عارفة هدشي ، كانت عارفة بلي ما حد عايشة جابت ليها ولدها إلا و راه أيمن لي عطاها ضو الخضر..
_فالدخلة ديال “البحر” كانت الدنيا عامرة و الناس كيستغلو أخر شهر بقا ليهم فالصيف ، ليلى حطات رجليها فالرملة شادة فولدها لي كيشوف فالناس و فالأجواء ، تنهدات مصغرة عينيها قبل ما تعلّي صوتها..
ليلى : السَكااتا !
“السَكاتا” و لي هو وحد من ولاد الدرب لي مصورين الحركة فالبحر فهاد الأشهر غير سمعها كتعيط و هو ايجي كيجري عندها ، كيحتارموها و ايقدروها ، خت خوهم و حبيبهم و ماشي غير هدشي ، سمية “ليلى” فالدرب عندهم كبيرة ، السيدة كبرات معاهم و دوزات معاهم الصغر كولو حرو بات المخير فيهم كلاّ العصا على ايديها و وخا كبرات إلا أنها بقات عندها مكانة خاصة و موقرة فقلوبهم كلهم كيحتارموها ، و كلهم عارفين بلي لامشاو حتى قللو عليها الأدب غيواجهو “ميمو” هو لول و قبل ما ايساليو معاه غينزل عليهم “أيمن” بشي موصيبة..!
السكاتا : ختي ليلى ؟! عاش من شافك أختي..(ضحك مع سعد)..بوكوص بيخير ؟ الله ايصلحو ليك
ليلى (بابتسامة خفيفة) : أمين..شي باراسول ايكون مزيان مايبداش ايميل ليا عوتاني
السكاتا : كوني هانية دبا ايحضر !
و مشا عوتاني كيجري جاب ليها باراسول حفر ليها بلاصتو و تبتو مزيان حتى مابقاش ايقدر ايتزعزع..
السكاتا : هاهو أختي..تي را واخا تجي العاصفة ماطيروش ليك دبا !
ليلى (حركات راسها بهدوء) : الله ايحفظك..
و ضورات راسها عند ولدها لي كان مازال شاد فيها و كيشوف فالبحر بعويناتو لي مصغرهم مع الريح الخفيف..
ليلى : أش بانليك نلعبو كورة ؟
سعد (فالبلاصة ضور فيها راسو) : ااه ! بابا قاليا كتعرفي..
ليلى تنهدات من أعماقها ، الظاهر أن “أيمن” قايل بزاف عليها و هدشي واضح غير من هدرة ولدها ، مابغاتش تفكر هاد الموضوع ، هاد النهار غتعتازل التفكير و غتفرغ فيه غير لولدها تشبع منو و دوز معاه أحسن نهار..
فرشات الفوطة ديالو و ديالها ، عاد جبدات واقي الشمس دارت ليه منو مزيان و دارت لراسها قبل ما تهز الكورة فايديها و توقف شادة ليه فايديه..
ليلى : يالاه وري لماماك واش كتعرف تلعب..
سعد (سبقها كيجري حتى قربو للبحر) : نلعبو هنا ؟
ليلى : نلعبو هنا أسيدي يالاه..
لاحت ليه الكورة بحركة خفيفة و حتى هو شدها من عندها مركز معاها ، قبل ما ايحيد طريكوه بايدياتو الصغار و ايشوفيها كيضحك..
سعد : خوديها ليا
ليلى ضحكات كتشوفيه كيف هربان بالكورة كيلعب بيها برجليه و شعرو الحريري راجع لور مع برد البحر ، فينما كتبغي تشدو كيهرب ليها و حتى هي مخلياه على خاطرو و تابعاه فلعبو..
ليلى (حطات ايديها على خصرها مصطانعة العياء) : سخفتيني !
سعد (ميل فيها راسو) : بصح ؟ ولكن نتي كتلعبي مزيان بزاف أنا شفت هدشي..
ليلى (جمعات كسوتها و تحنات كتشوفيه بابتسامتها المشرقة) : ولكن نتا طلعتي كتلعب حسن مني..
سعد (تبسم حتى هو حاط ايدو فوق راسها) : سمحيليا عييتك..راسك سخون بزاف..بابا كيقوليا فاش..(سكت كيقلب على الكلمة ولكن ماعرفش اينطقها بالعربية)..فاش..(قلبها إيطالية)..فاش كضر بنا الشمس فحال هكا و كتسخن لينا راسنا خاص نعومو باش مانمرضوش!
ليلى (ضحكات من كل قلبها جاراه عندها كتبوس فيه) : ايخلي ليا ولدي لي كيخاف عليا..نعومو علاش مانعوموش لي بغاها ولدي هي لي تكون !
فالبلاصة رجعو لبراسول سعد حط طريكوه لي حيدو فاش كانو لاعبين كورة و ليلى حيدات كسوتها قبل ما تجبد الكاش مايو و تلويه عليها حتى غطات المايو الأسود لي لابسة ، شداتو بطريقة زوينة ستراتها كاملة و جاها فحال الكسيوة..
ليلى (رجعات شعرها لور) : كتعرف تعوم ؟
سعد (حرك راسو بالايجاب) : اه ولكن ماخاصش ندخل بزاف..أنا صغير دغيا غانغرق
ليلى (عاودات ضحكات) : ماتخافش أنا ماغنخليكش تغرق..يالاه نمشيو
سعد (بفرحة) : وخا..
و هبطات هي وياه نيشان للبحر لي كانو الناس كيعومو فيه ، بداو كيدخلو شوية بشوية و ليلى مزيرة على ايد ولدها حتى بدا الما كيقيس كرشو..
ليلى (ضورات فيه راسها) : أش بانليك نتلاحو بجوج ؟
سعد (حرك راسو بالايجاب ساد نيفو) : وحد..جوج..
و ماجا فين ايكمل الحساب حتى كانو غطسو بجوج مخليين الموجة تدرق أجسامهم ، سعد هز راسو كيرجع فشعرو لور و شاف فليلى موسع عينيه..
سعد : كيفاش كتهبطي لتحت كلك..علميني
ليلى (جراتو معاها داخلة بيه و كضحك) : غنعلمك كيفاش تغطس مزيان و كيفاش درع و تفوندي و تعرف كيفاش تخرج راسك فاش تشدك الجرة..
سعد (ضور ايدو معنقها قبل ما ايعقد حواجبو) : الجرة ؟
ليلى (وصلات بيه للفوندو جاراه عندها) : اه..ايمكن ماعندكمش تما ولكن هنا موجودة..
و ضحكو بجوج على هاد الحوار الصغير لي ضاير بيناتهم ، مدة طويلة و هما كيعومو فالغارق مبعدين على الناس ، ليلى كتعلمو شوية بالشوية كيفاش ايغطس كامل لتحت بلاما ايدخل ليه الما لنيفو حتى تعلم و مابقاش كيسدو فاش كيبغي ايغطس ، كيرجع شعرو لور بايدياتو الصغار حال فيها عينيه الزرقين لي حمارو بالبحر و هي كتحس براسها فجنة الأرض ! فهاد اللحظة نسات كلشي كاع حواسها مركزين غير فهاد الولد الصغير لي غيحمقها بوجودو و حركاتو الفريدين ، هي مامولفاش بهاد اللطافة و البراءة كاملة ، مامولفاش تعامل بهاد الحنان ولكن مع سعد كتولي إنسانة ثانية و كيخرج منها وحد الجانب هي براسها يالاه بدات كتكتاشفو فنفسها..!
فاللخر بدات الشمس كتغرب ، خرجو من البحر راجعين للباراسول، ليلى عاودات حزمات الكاش مايو مزيان لي سرد بالما و لصق على جسمها ، دوزات ايديها على شعرها الأسود لي كيقطر و جلسات فالفوطة كتنفس ، سعد خدا الكورة و رجع كيجري باش ايلعب بيها مخليها كتمسد راسها بايديها ، هاد النهار ماكلات والو و ماكماتش ! بليتها حتى هي بوحدها بالدخان خاصها ضروري تسرح عروق راسها ، جبدات كارو و بريكة من الصاك شعلاتو حتى تحر ق عاد نفتات الدخان مراقبة سعد..
ليلى : ماتبعدش..بقا غير هنا قدامي
سعد حرك راسو بالايجاب بلاما ايشوفيها مركز مع الكورة و كيجري هنا و لهيه حتى قرب اينشف من الما مخليها حاضياه بتبسيمة خفيفة ، شحال و هو كيلعب حتى سالات عاد لاحت دكشي من ايديها و وقفات مقربة ليه..
ليلى : الشمس غربات صافي..أش بانليك نعومو أخر عومة قبل ما نمشيو ؟
سعد (جا كيجري جرها من ايديها) : اه يالاه نمشيو !
ليلى تبعاتو كضحك نيشان للبحر ، هزاتو بين ايديها كتعاود ليه على مغمراتها فهاد البحر و يالاه بغات توريه وحد الجهة حتى وسعات عينيها فاش بانليها “أيمن” خرج من الما من حيت لا تدري..!
ماعرفاتوش منين تسلط عليهم ولا كيفاش حتى طاح هنا ! البحر كان شبه خاوي مكيعوم حد الناس تقريبا كلهم مشاو ، سعد غير شافو و هو ايحل فمو مصدوم..
سعد : بابا !
أيمن تبسم بالجنب ديك الابتسامة الجانبية ديالو الخالدة لي عمرها تحيد منو حيت كتمتل أفعالو ! جر سعد عندو هازو فايديه و نطق بنبرتو المعهودة..
أيمن : ولدي الواعر توحشتك..
ليلى (موسعة فيه عينيها مازال مامستوعبة وجودو) : ن نتا ايمتى جيتي !
أيمن ضور فيها راسو قبل ما ايقرب منها بصدرو العاري لي كيقطر بالما و ديك الوشمة بسميتها كتبان مضخمة فلحمو ، طلعها و نزلها بعينيه محافظ على تبسيمتو الجانبية..
أيمن : زوينة أليلى..زوينة بزاف !
ليلى (عقدات حواجبها و نطقات بجدية) : مشا الحال..سعد غيمرض ايلا زاد بقا فالما..من الأحسن نمشيو
و عطاتو بالضهر خارجة من البحر مخلياه متبعها و كيتنهد قبل ما ايشوف فولدو لي غير كيرمش..
أيمن : مك غتفلاشيني !
غطس أخر غطسة مع ولدو قبل ما ايخرجو حتى هما ، ليلى كانت قبل سبقاتهم بالزربة لوات عليها عليها فوطة حيدات داك الكاش عصراتو عاد رجعات لبسات كسوتها جامعة شعرها الطويل الفوق باش مايسردهاش..
أيمن (حنحن مقرب من الباراسول و هز الفوطة ديالها كينشف بيها شعرو) : كي داز النهار ؟
ليلى (كتجمع فأغراضها) : زوين..سعد نشف ليك ؟
سعد (حرك راسو بالنفي كينشف بايديه) : لا أنا كنشف..
أيمن (حط ايديه على راس ولدو) : هذا هو الوقت فين نمشيو..يالاه دوش و تاكل
ليلى (هزات صاكها واقفة قدامهم قبل ما تبلع ريقها) : صافي غاتديه ؟
أيمن (هز فيها حاجبو) : أش بانليك ؟
ليلى هبطات عينيها عند ولدها كتحس بديك الغمة عاودات نزلات على قلبها ، و قبل ما تنطق كان سعد جا كيجري عندها معنقها من خصرها بايدياتو..
سعد : شكرا بزاف أماما..عجبني الحال بزاف
هدرتو كانت فحال البلسم على قلبها لي بدا كيخفق بالجهد فاش قال ديك “ماما” ، تحنات عندو كتحس بوحد الإحساس فشكل سرا فجسمها كامل..
ليلى (شدات ليه فايديه بجوج كتشوف فعينيه) : أنا راه نقدر ندير كلشي غير باش نشوفك فرحان معايا فحال هكا و نسمع هاد ماما..(عنقاتو عندها مزيرة عليه)..هاد المرة غنرجع عندك وخا ؟ غنرجع عندك..
أيمن كان مربع ايديه و كيشوفيهم ، كيفما هي تقدر تعطي كلشي على ود سعد هو ايقدر ايعطي حياتو باش ايبقا ديما ايشوف هاد المنظر قدامو ، ليلى حركة صغيرة من ولدها خلاتها توعد بلي هاد المرة هي بنفسها غتجي عندو و مغتخليهش كيتسائل علاش مارجعاتش ، مدة و هي معنقاه عندها قبل ما تقبلو بحنان و توقف مزيرة على صاكها كتشوف فأيمن..
ليلى : شكرا..
ماخلاتوش ايجاوبها ، فالبلاصة تحركات غاديا فحالها ، مخلياه واقف فبلاصتو كيدوز بايديه على راسو و كيزفر بحيرة..
أيمن (حرك راسو و نطق بهمس لاذع) : ليلى..ليلى..ليلى !
_فراس الدرب كان “حكيم” غادي بعينين معسلين ، جايب الكاو بالتبويقة بعد دكشي لي وقع مع مو فالصباح لي وخا كلشي ماحلاتش ليه ، باغي اينسى و ايرتاح ، حتى حس براسو تجر من لور ديال طريكوه لدرجة تقج..
حكيم (حط ايديه على عنقو مخرج عينيه) : ش شهدشي..ط طل..
و قبل ما ايكمل كلامو حس بتصرفيقة حارة جمعات ليه الوجه كامل ، هز عينه مدوخ و هو ايبانليه “ميمو” بوجه بكثرة ما مخنزر ولا مسيف تما فين حس بقلبو ترعد..
ميمو : قود تيها على كـ ـرك..لامانخليك توب عشرة التوبات راني مانسواش ! تحرك تقو د قدامي!!
و جرو فحال الجرتيلة ماراحموش حتى باش ايدوي مكيخليش ليه الفرصة و كيرجع ايخمج ليه كمارتو هاد النهار حالف حتى ايفدي فيه القديم و الجديد !
_فالدار كان “أسامة” كيضور من بيت لبيت ، ما لقا ما ايدار و غا ما قاليه راسو اينوض ايقلب على شي حاجة جديدة ايختارعها هاد الليلة ، حتى دخل لبيت “ليلى” خاشي ايديه فجيابو و كيصفر ، عينيه تبتو على وحد السيجارة محطوطة فوق الطبلة و هو ايوسع شوفتو مقرب منها ، هزها بين ايديه و دارها ففمو كيتخيل راسو كيدخنها..
أسامة (علاّ حاجبو كيتمختر) : ولاهيلا غنجي مهيب و أنا كنكمي !
فهاد اللحظات كانت ليلى طالعة فالدروج و التبسيمة ما مفارقاش وجهها كتفكر كاع اللحظات لي دوزات مع ولدها ايمكن هدا ثاني أحسن يوم فحياتها بعد يوم ميلادو ! دفعات باب بيتها و يالاه هزات راسها و هي توقف مجمدة..
ليلى (عينيها على دكشي لي فايديه) : شهدشي ؟
أسامة (طاح ليه الما فالركابي) : ه هدشي ؟؟ و والو غا كنجرب والله
ليلى (طرطقات عينيها) : كتجرب ؟؟!! (طارت عليه بشنقة) أااش هااد القواا ددة ؟؟ تبليييتي البرهووش أاادووي تبليييتي؟؟!!
أسامة (كيحرك راسو بهلع) : لا لا وحق الرب ما هاكا..والله أليلى
و غوت بألم فاش جمعاتها معاها بتصرفيقة حارة و رجعات كتسب و تعاير فيه كاسرة الدنيا بغواتها ، باب الدار تحل للمرة الثانية و هاد المرة دخل منو “ميمو” وحد الدخلة ديال خزيت ، الله بوحدو لي عارف فين غبر حكيم و أش مازال ناوي ايدير فيه غير من هاد الدخلة ! مشا نيشان للكوزينة و يالاه حل البلاكار و هو ايسمع الغوات الفوق ، فالبلاصة هز راسو و طلع طاير..
ميمو (فرع عليهم الباب) : شوااقع هناا ؟؟
ليلى (ضورات فيه راسها شانقة على أسامة) : البرهووش تبلللى..حصلللتو كيييكمي !
أسامة (النقطة طاحت ليه بدأ كيترعد فاش شاف خوه) : ل لا..ل لا والله..والله ما شعلتو
ميمو شوفاتو زادو تنيرو حتى ولاو مظلمين ! جرو من إيدين ليلى حتى حس بكتفو تنصل عليه قبل مايردخ ليه ضهرو مع الحيط كيغزز فسنانو صافي شوفات المو ت حطهم عليه كان جاي لدار على حاجة صدق فحاجة كفس ! أسامة بدا كيتنفس بعنف مطرطق عينيه قلبو فأي لحظة غيوقف ، و هنا فين ميمو هزو من طريكوه و جرو موراه بالجهد حتى طرطقو ليه غادي هابط بيه بالزربة..
ميمو (محيح فالدار) : حتى نتاااا البلييية أااووولد القحـ ـبة ؟؟! حتى نتاااا البليييية ؟؟!
أسامة (شاد ليه فايديه قرب ايبكي بالخلعة) : هااا عااار الميييمة لامااا طللقني غاااا نفهممك..والله ماااا لياااا شييي حاااجة..(كيتركل و ايغوت مقجوج)..لييييلى..عتقييي قووولي ليييه..ليييييلى !!
ميمو (دخل بيه للكوزينة هز قنبة ديال الحوالة من البلاكار و رجع خارج بيه فحال العجاجة) : أنا نوريك..
حل الباب عوتاني و خرجو قدامو مخليه كيترعد فايديه و ايضور جهة ختو لي كانت واقفة كتشوفيه مخنزرة ، ماغتعتقوش من بين أيدين هشام و كون ماجاش هشام لي ايربيه كانت هي بايديها غدير فيه ما كثر ، أسامة قبل ما ايكون خوها الصغير فهو فحال ولدها ، و بالرغم أنها لا هي لا هشام مبليين بالسجائر إلا أنهم مستحيل ايسمحو لخوهم الصغير ايذمر صحتو بيهم حتى و لو كان باغي غير ايجرب كيفما قال..!
ليلى (ردخات باب الدار معصبة) : الضسااارة دالنم !!
_مع الدورة ديال الدرب كان “أسامة” مخرج عينيه و كيحاول غير ايضور جهة خوه بلاما ايركلو..
أسامة : ه هشام..هشام الله ايييرحم باااناا لييي فالقببر !
ميمو (زاد جيفو من طريكوه حتى تقطعات فيه النفس و نطق تحت سنانو) : غتززم عليااا فممك و غتحررك تقووو دد قدااامي ولااا بالرررب ليي فووق منييي و منننك حتتى نممغط زاا ممل بووك هنااا
أسامة (كيحاول ايفهمو بايديه غيتسطى بالخلعة) : واا والله مااانعااود واا..
ماخلاهش ايكمل هدرتو ركلو قدامو حتى قرب ايطيح و زيدو بزز منو مخليه كيطير و اينزل ما باغيش ايرد لسانو لفمو صافي الخلعة قتـ ـلاتو غيصدق غادي فيها و هو ما داير والو..!
وصلو للدورة ديال “كاراج” بّا حسن لي كان مسدود ، ميمو بقا شاد أسامة بايد وحدة و اليد الثانية حل بيها الكاراج قبل ما ايدفع أسامة بالجهد لداخل و ايعاود ايسدو..
أسامة (هز عينيه قدامو و هو ايطرطقهم) : أش هدشي
كان مصدوم و هو كيشوف فحكيم جالس فالأرض مخلي دار عشتو كولو مضرو ب و مربوط مع وحد الحديدة ، غير شافهم قدامو و هو ايبدا ايطلب بنبرة مقهورة الضر ب لي كلا خلا ذاتو كلها تهد عليه..
حكيم : وا القلا وي..واا طلقني الله ايييرحم لييك الوالييدين
ميمو (كيتحلف فيه بعينيه و ايديه خدامين كيوجدو فالقنبة) : البلية أولاد القحـ ـاب..البلية رجعاتكم كتزاوكو كي النعاوي..وحد شافر طرييكتو كااملة و لااخر بااغي ايسالي فحالو..أنا نوري لديلمكم
أسامة (طاحت ليه النقطة ولا غير كيحرك راسو بالنفي) : ل لا أ أنا والله ما شفرت والله ما..
و قبل ما ايعاود ايكمل هدرتو كان ميمو جرو بالجهد و ردخو فوق الطوموبيل حتى لصق ليه وجهو مع الجاجة كيربط ليه فايديه..
ميمو (عاقد حواجبو بالجهد) : اليوم..لا نتا لا هاد القوا د..ماغاتخرجو من هنا حتى تقولو ليا شكون كيبيع ليكم هاد القلا وي
أسامة (مطرطق عينيه) : تااا شكووون كيبيييع ليااا (غوت بالجهد كيحس بحناكو دقسو) حكييييم..وااا القوااا ااد..واا الله اياااخد فيييك الححق قووولييه !!
حكيم (بلع ريقو كيشوف فيهم) : طلقني نمشي فحالي..
ميمو (جر أسامة و دفعو حدا حكيم كيربط فالقنبة مع الحديدة) : كلمة وحدة و نفخ لمك حتى العين الثانية و نزيد نريب ليك حتى سنانك..(كمل كلامو جاعر)..واا يااااربي ايييعاود اييينطق هااد ووجه العذاااب !!
أسامة (كيبكي لاصق فالحيط) : سكت..سكت أز بي سكككككت..
ميمو وقف و عاود ضوبل لحكيم الربطة حتى زيرو مزيان عاد خرج عوتاني فحال العجاجة مسورت عليهم الكاراج الله بوحدو لي عارف و عالم بشنو ناوي ايدير فيهم مخليهم بجوج فحال المرهونين..
حكيم (ضور فيه وجهو لي كولو دا مي) : أش درتي ليه حتى نتا حتى جاابك لهااد الغااار ؟ و مالك كتبكي ؟!!
أسامة (كيبكي مفقوص) : كنبكي حيت خلعني وجهك أوجه الطرمااكشي..(رجع راسو لور كيغوت فحال الفروج)..هشااااااام..بّااا حسااان..وااا الجيييراااان..فااااطططمممة !!
_فبلاصة أخرى..و بالضبط فمنزل “بّا حماد”..
كانت “فاطمة” جالسة حدا راس “حمّاد” لي فرح بزاف بالرؤية ديالها منساجمين فالحديث بيناتهم..
حمّاد : الوليدات..كلشي بيخير
فاطمة : ولااهيلا بيييخير و كلهم كيسولو عليك..و نتا الصحيحة ؟ كيف كتحس براسك
حمّاد (تنهد مطول) : الصحة هي لي مابقاتش أفاطمة
فاطمة (بمزاح) : ايوى لاواه..حنا راه مازال صغار ندكو و ندردكو واش بغيتي تشرفنا صحة ؟
حمّاد (ضحك من كل قلبو) : لا حاشة مازاال صغييرة الله ايطوول فعممرك..
فاطمة (بنبرة خافتة) : هاكاك..وا شد ليا حتى نتا فراسك و تهلى ليا فالصحيحة باش نجيبو ليك شي عتوقية تشتف عليها ربيعة..
و ضحكو بجوج على كلام فاطمة لي وجودها كان كافي ايخليه ايضحك و اينسى الهم وخا غير شوية ، قبل ما ايرجع ايتنهد و ايحط ايديه على ايديها..
حمّاد : فاطمة..
فاطمة : أعزيزي ؟
حمّاد (حرك راسو بهدوء) : تهلاي فالوليدات..و فالصحيحة..تهلاي فجورتنا هي لي دايمة عمرها تباع ولا تشرى..تهلاي فراسك العزيزة
فاطمة (بلعات ريقها كتحس بهدرتو بورشاتها) : علاش هاد الهدرة دبا
حمّاد : على والو..الوصية وصانا عليها سيد النبي..(تبسم بحزن)..الله ايرحم مصطفى..كان ديما كيقولها
فاطمة ضورات وجهها للجهة الثانية كتحاول تحكم فدموعها لي خانوها ، قبل ما تمسحهم بالزربة و ضور وجهها جهتو كتنش على عينيها و تزفر..
فاطمة : هانتا غتبكيني و ايسيح ليا الكحل..مانبقا رابحة ليك لا بعتوقية لا بعتوقي !
حمّاد (رجع ضحك) : ألالة غير جيبيهم لينا و مايكون غير خاطرك..
ربيعة (من برا) : الصينيية وجدات أفاطمة زيدي أختي..
فاطمة (وقفات و طبعات ليه قبلة طويلة فوق راسو) : الله ايخليك لينا أعزيزي..الله ايعطيك صحيحتك و ايعافيك لينا
حمّاد (طبطب على ايديها) : أمين أفاطمة..أمين
تبسمات ليه أخر تبسيمة قبل ما تخرج من البيت كتحزم فزيفها نيشان لعند ربيعة لي كانت جلسات كتكب فأتاي..
ربيعة (هزات فيها عينيها) : جلسي بسم الله..
فاطمة (بحزن واضح فتعابيرها) : علاش أخويتي ماقلتيش ليا بلي مابقاش كيقدر حتى ايجلس ؟
ربيعة (تنهدات مهمومة) : لمن نقول و لمن نعاود همي ؟ غير خليها على الله أختي راني مابقيتش لاقية فين نحط الراس
فاطمة : والله أخويتي و هاد الطعام لي محطوط حتى كنت ناوية نجي عندك ديك النهار سولي ريحانة..ولكن مالحقتش ! جري عليا نجري عليك كل نهار تخرج ليك موصيبة جديدة
ربيعة : موصيبتي أنا ماكاينش فحالها أفاطمة
فاطمة (بشك) : أشنو واقع ؟ ملي جيت و نتي كتباني ليا ماشي حتى لهيه ماتخلعينيش
ربيعة (عينيها غرغرو) : حكيم..
فاطمة : مالو حكيم ؟!
ربيعة بدات كتعاود ليها مقهورة مخلية فاطمة كتوسع فعينيها مع كل كلمة كتنطقها ، أخر حاجة توقعات تسمع هي هادي..!
فاطمة (ضر بات على فخاضها بصدمة) : اوييلي على الجييفة شففر ختوو و رزااها ففلوس العملية !!
ربيعة (شادة على حنكها و كتبكي) : شواني أختي شواني..حر قني و أنا حية..و جا الصباح كيغوت و ايبكي باش نحل ليه الباب ولكن ماقدرتش..ماقدرتش أفاطمة ختي و عيييت..(حيدات زيفها لاحتو)..عييييت أختي وحق الله حتى عيييت..
فاطمة (عنقاتها عندها) : الله على ربيعة جارتي..حااسة بييك أخوييتي الكببدة بنت الحراام و شحااال صعيييبة
ربيعة (دموعها سايلين) : أش ندير معاه ؟! هلكني ولدي..هلكني و هلك صحتو بديك البلية..حر ق ليا قلبي و ماقادراش نسخط عليه ولا نبرد خاطري من جيهتو..راه ولدي أفاطمة أش ندير
فاطمة (عقدات حواجبها بجدية) : ماكاين بو سخط دبا هاد الجنس ما بقا قاضي فيه سخط..هدا خاصو الدراري نحرشهم عليه أبلاتي ! و نتي باراكة من البكا راجلك مسكين مريض و مقهور غير مع صحتو و ايزيد ايشوفكم كتبكيو و مغاوتين من الفوق ؟ ذنوب داك السيد على رقبتكم
ربيعة (كتمسح فعينيها) : مازال ماقلت ليه والو..ايلا عرف غتكون هاديك اللخرة ليه
فاطمة : وإياك تقوليها ليه..صافي جمعي و طوي خلي حتى نشوفو اش نديرو معاه..(تكات على المخدة كتشرب فكاسها)..المكناسية غتزوج بنتها السيمانة جاية و عارضة علينا كاملين للعرس..غيديروه فالدرب
ربيعة (كتمسح فعينيها) : المكناسية ؟
فاطمة : ايه ألالة المكناسية و قالك النسيب من شيشاوة..جمعي عليا خناينك و فكري معايا فالتكاشط لي نلبسو راه القضية غتكون مفركعة
ربيعة (جبدات فيها عينيها) : من شيشاوة ؟ هي شي هماوي..
فاطمة : قالك كان ناوي ايخطب بنت خالتو ولكن باها ماهواش..(مدات ليها الكاس)..كبي كبي نعاود ليك..
_فهاد اللحظات كان “علودي” كيجري قاصد القهوة ، الحالة لي شافيها حكيم و التحليفة لي تحلف فيه ميمو خلاتو ايفكر نيشان فشخص وحد لي قادر ايفك هاد الحريرة ، “بّا الوازاني” !
هاد الأخير لي كان فالقهوة كيضحك مع ولاد الدرب مقصرين الرامي ، حتى كيبانليه علودي هاجم عليه..
الوازاني (وسع عينيه) : أش واقع ؟!!
علودي (وقفو عادي كيجري بيه) : ماكاينش الوقت زييد أصحبيي راا هشاام هرررب لييه !!
الوازاني (كيطرطق فعينيه) : أش داار ؟؟!
علودي : وا تا را شد حكيم عوج ليه كماارتو كلها خسرها و ربطوو فالكاراج..دباا راا مشا عند ولد القرع خدا من عندو جوج كلاب مالينوا!!
الوازاني (مصدوم) : جوج كلاب ؟؟! تاا شبااغي ايدييير هداا عوتااني
ماجاوبوش، بقا جارو معاه كيجريو حتى سخف الوازاني مزيان عاد عفى الله و وصلو للكاراج و لقاوه مسدود..
علودي (عض على سنانو ساخط كيجبد فالساروت) : قلا وي !
حل الباب بالزربة و دخلو هو و الوازاني كيشوفو هدشي لي واقع قدامهم ، صوت الكلاب مسموع على الجهد كينبحو جاعرين و كيتلاحو جيهتهم ريوكهم سايلين ، أسامة و حكيم لاصقين فبعضياتهم و ميمو كيغوت..
ميمو (شاد الكلاب و مخنزر فيهم) : شناوا دبا غادويو القحـ ـاب ؟
أسامة (طالع مع الحيط كيغوت بهلع) : وا تااا لااا..تااا لاااا أصاااحبي..(طلع فوق حكيم كيتركل)..عتتتق..عتتتق أخووويااا عتتتق
حكيم (كيدفع فيه و اينهج) : بععد أصحبي..قتـ ـلتيني أننمييي قتـ ـلتييني..(طرطق عينيه كيشوف فالكلب عند رجليه)..كوووشيي..كوووشيي !!
الوازاني (حال فمو بصدمة) : هشااام أش هدشي ؟؟!
علودي (بعصبية) : أش كيدير أسامة هنا !!
ميمو (ضور راسو جيهتهم) : هاااد الكلااااب تبلااااو بالكارو و الحشييش و الفاانييد و كاااع البلاااوي دااك النييف ولاا كييطلع أاي خصيية..(شير لحكيم)..هااد القواا ااد شففر لختوو فلووس عمليية بااه باش ايتحشش..(عاود شير لأسامة كيغوت)..و هااد البرهوووش حصلناااه كيييكمي !!
أسامة (كيبكي و ايضر ب فراس حكيم) : كدوووب..والله حتى كدوووب
ميمو (قرب ليهم بالكلاب لي غيطيرو عليهم) : دبا غتقولو ليا شكون كيبيع ليكم السلعة ولا بالرب حتى نطلقهم ايهنشرو لمكم العظام مع اللحم
حكيم (قلبو غيوقف بالخلعة كيحس بالكلب فأي لحظة اياكلو) : ح حيد هدشي أهشام..الله ايحفظك
أسامة : والله ماعااارف حاااجة..علووودي..بّااا الوااازاااني !!
علودي (مسح على وجهو ساخط) : وا تا طلق دوك الكلاب خلينا نتفاهمو معاهم بالعقل !!
ميمو (ضر ب فوق الطبلة حاقد) : ماكاااين لااا تفااااهم لااا ز بييي !! هاااد وجوووه الحبسس ماااشي ديااال الهددرة..(هز ساروت مقرب ليهم)..وااالو ؟؟ ماناااطقييينش ؟؟ نبدااا نطيير ليكم سنننة بسنننة بهاااد السارووت؟!!
الوازاني (كيرمش فعلودي) : واش هشام سادي ؟
علودي (عقد فيه حواجبو) : شناوا هدشي عوتاني ؟
الوازاني (كيحاول ايشرح ليه) : زعما عزيز عليه ايعدب عباد الله فهمتي..المسيوطة و دكشي !
علودي دوز ايديه على وجهو و خنزر كيشوف فهدشي لي واقع قدامو و فين غيسالي ! و المشكل حتى وحد مايقدر ايقرب حيت الكلاب كانو على وضعية الهجوم..
أسامة غير شاف الساروت و هو ايضور عند حكيم كيغوت فحال المسطي و تلاح ليه على راسو نتفو كارم عليه..
أسامة (طالق حلوقو) : دويييي..دواااااييييي
حكيم (مخسر سيفتو كيحاول ايتفك من أسامة لي ناتفو) : بيرووورييي..بيروورييي لييي كيبيييع ليااا
و هنا عم السكون للحظة ما بقا غير صوت الكلاب لي كيتسمع، “الوازاني” زيد على ايديه كيغزز فسنانو و علودي نطق بخفوت..
علودي : قلتها ليك..(بجدية)..أش غنديرو دبا ؟
الوازاني (بنبرة قاصحة) : غنقصدوه
ميمو (ضار جيهتهم) : غنتكيو ديلمو..
الوازاني (حل الباب خارج ساخط) : تبعوني يالاه..
أسامة (موسع عينيه) : و وحنا ؟
ميمو (هز عليهم صبعو بتحذير) : غتبقاو هنا سادين فامكم ولا بالرب حتى نرجع نكمل عليكم..
و خرج حتى هو جار الكلاب قدامو مخلي أسامة و حكيم مربوطين موراه ، “الوازاني” تحرك زربان عاقد حواجبو و جبد التيليفون مدوز الاتصال..
الوازاني : عيط لدراري ايجيو كاملين للزنقة عشرين..(بشوفات منيرين)..اليوم اللعب !
_فالزنقة عشرين..
كان “بيروري” جالس مجمع مع الدراري ديالو و كيضحك على الجهد حتى كتبان ليه السنة ديال الذهب..
وحد من الدراري : وا عرفتي العميم غا كمى ديك الفيرزاتشي و هو ايدوخ و بغا ايجبدو علينا !
بيروري : هههههه تا راا دييك السلعة الجديدة قربات تسطي ليا بنادم
وحد أخر (كيضحك) : هما ايتسطاو و حنا ندخلو الصريف عاشت العمالة و عاش العميم بيروري..
و فوسط هاد الضحك و الضجيج دخلو كل من “الوازاني” ، “علودي” و “ميمو” بتعابير مكتبشرش بالخير و كانت هادي أول مرة بعد سنوات طويلة لي ايدخل فيها “الوازاني” برجليه للكروة ديال “بيروري”..!
وحد فيهم (جمع الضحكة و حرك بيروري مصدوم) : العميم !
بيروري كان مازال كيضحك حتى هز عينيه و هو ايجمع الضحكة مامصدقش شنو كيشوف بعينيه ، الوازاني و الدراري وقفو قدامهم ، عاداباش الدراري لاخرين ديال الوازاني ولاو كيلحقو وحد بوحد و بكثرة ما كانو كثار كل خطرة خارج وحد من قنت..!
بيروري (شمر بنيفو و وقف عينيه تابتين على الوازاني) : نهار كبير هذا..
فالبلاصة الدراري ديال بيروري وقفو حتى هما كيشوفو فيهم بشوفات ديال الغدر وجاههم كلهم مخسرين و مظلمين كلهم وجوه الشر ! “الوازاني” زاد تقدم خطوة حتى ولا مقابل معاه ، كيشوف فالعدو اللدود ديالو فهاد الحياة ، عمرو حقد على شي وحد حتى حقد عليه ، قبل ما اينطق سميتو كأنه كيكسيها بالسم..
الوازاني : فؤاد..
بيروري (هز فيه حاجبو) : مازال عاقل على السمية أصاحبي و عشيري..
الوازاني (ببرود) : فاينا عام كنت فيه صاحبك
بيروري (دوز بايديه على حنكو) : فالعام لي درتي ليا فيه هاد اللعيبة..ولا شبتي و نسيتي أكمال ؟
الوازاني هبط عينيه كيشوف فحنكو و بالضبط فديك التخسيرة لي مازال باينة وخا غطاها باللحية و دازو عليها شلا أعوام..
بيروري (ميل فيه راسو) : ايلا نسيتي أنا مانسيتش..(بنبرة حاقدة)..و حلفت حتى غيجي النهار و ترجع ليك فيه الدقة من جوج جوايه..
“علودي” زاد قرب حدا الوازاني مخنزر و “ميمو” شاف فوحد من ولاد بيروري لي حاضي مع الكلاب بحذر قبل ما ايتبسم ليه بسخرية عند وجهو و اينطق بكل استفزاز..
ميمو : نعيوة !
الدري غزز سنانو مايقدرش ايدير شي حاجة قبل ما ايعطيهم بيروري الضو الخضر ، هاد الأخير لي كان مازال مقابل مع الوازاني قبل ما ايتنهد و اينطق بهدوء عند وجهو..
الوازاني : عرفتي فاش كتفكرني أبيروري ؟
بيروري (كيتخزز بفمو) : فاش ؟!
الوازاني (سد عين و بقا حال عين) : فجميلة
الاسم ديال “جميلة” خلا الضو ايضر ب فأجساد الكل ! خاصة “بيروري” لي بدات عينيه كترعد وخا هكاك زير على ايديه و جاوبو..
الوازاني : شكون جميلة..
الوازاني : قحـ ـبتي القديمة..حو يتها بلا خلاص (وسع تبسيمتو عند وجهو) و وخا سترتيها مانساتنيش !
و هنا ، و فهاد اللحظة بالضبط فاش دخل اسم “جميلة” زوجة بيروري فالخط ، العافية شعلات ، الصراخ علا ، الطبلة تقلبات و رسميا “الحر ب” تعلنات..!
بيروري (قلب الطبلة و خرج عينيه حتى قربو ايطيحو) : ولد القحــببة!!
و هنا تقربلات ديال بصح ! الغوات ولا مفركع الزنقة كاملة..الدراري ديال بيروري كلهم جاو من كاع الزناقي و هجمو على جماعة الوازاني لي كانو حتى هما كتار بزاف..الضر ب بالايدين و بالمضا مامفاكينش و ناويين هاد الليلة طيح البطانة..!
ميمو (طالق الكلاب و كيغوت) : أطاااك الزوااممل
وحد من الدراري (كيغزز فسنانو) : حااايدد..حاااييد القلاااا ووي
ميمو تبسم ليه بخبث قبل ما ايطلق عليه وحد من الكلاب طار ليه نيشان على رجليه حتى طاح فالأرض كيغوت و ايتلوا..
ميمو : عاااض..عااض ليييه كرو !!
علودي (شاد وحد فيهم كيخشي ليه بعصبية) : كتبييعو لولااادنا يااا ولاااد أبييضاار ؟! (عاود حشا ليه ضر بة قاصحة) ياا القححـ ـااب !!
الزنقة بكثرة ما عمرات ما بقا حتى وحد قادر لا ايدخل لا ايخرج منها ، بيروري حس براسو غيتسطى مور ما جبد ليه مرتو “جميلة” تلاح على الوازاني شانق عليه كولو كيترعد بالعصاب..
بيروري : مااااارتييي ؟؟ جميييييلللة أووولد القققحـ ـبببة اليووووم نقتــتتل مممك !!
الوازاني (جمعها معاه بظهر ايديه) : مانموتش قبل ما نصفيها لزا مل بوك..بيا ولا برابطة تاعت مك !!
بيروري (كيضور راسو هنا و لهيه غيتسطى) : فييين فيييين هييي دييييك الملااااسة
الوازاني (بدا كيحل فسمطة سروالو) : هاهي بلاتي نجبدها ليك..
بيروري نتر ملاسة لوحد من الدراري ديالو و جا كيجري قاصد الوازاني لي حتى هو كان كيضر ب على صدرو و كيتسناه غير ايوصل باش ايفاريوها إلا أن الدراري دخلو بيناتهم مانعينهم ايوصلو لبعضياتهم..!
علودي (مخنزر و كيغوت) : بّاا الواازاانيي ماااشي اليووووم..مااشيي دبااا
بيروري (كيطل عليه وسط الدراري و ايشير بالملاسة) : وااا بالرررب مااادووز ليييك هاااادي
الوازاني (كيدفع فالدراري عينيه حمارو) : لاادوزتهاا لييك أنااا غااا دووز عففط عليااا..نووري لقححبـ ـببة ممك تبيييع ليااا لولاااد الدرررب
بيروري : غنبييييع لممممت مممك أصبببر علياااا
الوازاني هز قرعة شير عليه بيها كيسب و ايعاير فقد السيطرة و علودي كيحاول ايجرو بينما الحر ب كانت مازال قايمة بين الدراري ديالهم ! ميمو جر كلابو و علاّ صوتو كيتحلف فبيروري..
ميمو : بصحتكك الرااس لوول ولادك كلهم طايحين فحال رايبي دبا أراك للحو ى باش المرة جاية تولي تبيع لدراري و تخيط تقبتك..الله ايلعن القلو ة لي لونصاتك (خرج عينيه فوحد و تم جاي ليه) شناوا دووي نتا ؟!!
بيروري (دفع الدراري) : ماتشدووونيش أولاااد الكلاااب غنققتتـ ـتتتل مووو..(غوت حتى بح)..الوازاااني الزاااني !
الوازاني (هز فيه حاجبو من بعيد) : زاني ؟ و نتا فقيه أولد القحـ ـبة
بيروري (الشرار كيطاير من عينيه) : أنااا لييي غنخرررج علللى التااابببعة لييي جرااااتك
الوازاني (شير ليهم كاملين) : متشرفين و أنا هو الزلال ديالكم
الدراري كانو كيحاولو ايفكو الأطراف بجوج حيت عارفين بلي هاد المضا ربة أبدا واش غتسالي بيخير..مضا ربة بين جوج من الكبار ديال الدرب..مضا ربة وقعو فيها شلا مصائب باراكة غير الدراري لي شي كلاها فعظامو شي تحل ليه لحمو بسبب ضر بة بالمضا و شي مازال طايح كيتلوا بسبب عضان الكلاب..!
علودي (كيجر فميمو لي حالف مايتفاك) : زييدو يالااه رااه خدااو الحسااب..
الوازاني (كيشير ليه بايديه باش ايشوف فيه) : هادي غا الميطا لولة..تسنى من عندي المييطا الثاانية هااد المرة غنخرج لييك من شي تقبة فحال الجن و غنحطك نيشان فوق..(حط ايديه فوق رجولتو)
بيروري : نسميييك راااااجل رررجع..رججع القواااد !!
الوازاني (عقد حواجبو خارج من الدرب) : ماحدي ما تزوجتش بالهاربة تاع الدرب راني باقي راجل الحمدالله..
هاد المضا ربة لي وقعات ماتفكات غير بستة و ستين كشيفة ! بيروري و ولادو ماكانوش مكلخين ، الوازاني جا و جاب معاه فرقة ديال الدراري كلهم خدامين معاه و ولاد الدرب ، جايبين المضا ، الهراوة ، و الكلاب من الفوق ! غفلوهم و ماكانوش موجدين لهاد المجية ، كون وصلاتهم التنقنيقة قبل ماكانوش غيتفاكو معاهم هاد النهار حتى دخل السطافيط تجمع الد م ، إلا أن هاد المرة الوازاني غفلهم ، بعد عداوة دامت لأعوام و حر ب باردة لا منتهية ، اليوم و بعد أكثر من عشر سنوات “كمال” و “فؤاد” تواجهو و هادي لي ماكانتش على البال ، حتى وحد ما توقع بلي الوازاني غيتجرأ و ايدخل عليهم برجليه ، ضر بو فشرفو ، فالنقطة لي تقدر تجهل أي رجل كيفما بغا ايكون ! تزلل عليه كيف بغا و كيفما قال ميمو هادي غير البداية و هدا ما كان غير تحذير صغير ، غير تمهيد لدكشي لي مازال جاي ، ما حدو وصل أنه ايخرج ليهم على الولاد ديال الدرب إلا أنه رسميا جنا على راسو ، و حتى بيروري من جيهتو ماغايدوزش هدشي لي وقع ليه ، مستحيل ايسمح لكرامتو تبهدل على ايد د م سنانو ، ايقدر ايكون خسر هاد المعركة ، إلا أن “الحر ب” ديال بصح مازال جايا و يالاه غتبدا..!
الوازاني خرج من الزنقة راجع فحالو فالبلاصة علودي و ميمو تبعوه بعدما ركبو فيهم الرعب ! موراهم الدراري ديال الوازاني بداو كينساحبو وحد بوحد كيتحلفو فيهم بدكشي لي هازين فايديهم الهدرة غير من السمطة لتحت و الشوفات ديال الحبس..
بقا “بيروري” واقف تما كولو كيترعد كلهم خافو ايقربو ليه و عرفو بلي نهارهم اليوم ماغطلعش فيه الشمس !
وحد فيهم (بلع ريقو و تقدم خطوة) : ا ا العميم ؟
بيروري (هز ديك الملاسة حفرها وسط الطبلة كيغوت جاعر) : قاااوووود علياااا ! قااووودووو علياااا كاااملييين !!
الدري فالبلاصة رجع لور مخلوع و كلهم حناو راسهم ماقادرينش ايدويو ، وصل لأخر ديالو عروق راسو قربو ايتفركعو قبل ما ايوقف فبلاصتو كينهج مزير على سنانو و كيشوف قدامو بعينين حمرين..
_بعد مرور الوقـت..
داز الوقت ، جا “الليل” و طاح الظلام ، فالقهوة ديال الدرب و لي فالحقيقة كانت ديال “الوازاني” هو مولاها و مخليها لولاد الدرب ايتكلفو بيها ، كانو جالسين بثلاثة بيهم بعدما تفرتكات الجوقة و هدات الدنيا..
الوازاني (تنهد شاد التيليفون) : قول لدراري مايديرو والو دبا حتى لمن بعد نجي و ندويو..يالاه حيد
علودي (كينفت فالدخان) : الدراري عندك مشاو لدار سكيزو ؟
الوازاني (قطع الخط) : اه..راه مجموعين تما
ميمو (شرب من قهوتو حاط عينيه على الوازاني) : بّا الوازاني شنو بلان جميلة ؟
علودي (ضور فيه راسو) : بصح هاد لعيبة عمرك عاودتيها لينا..
الوازاني (خدا بريكة كيشعل فالكارو) : جميلة يامات الزهو كنت مصاحب معاها..سافرنا..زهينا تبرتشنا..صافي دوزنا وقيتة ختنا تيقات التصاحيبة ولات تابعاني و تابعة الحب طامعة فالزواج..فرتكنا القلا وي حتى جا النهار لي سترها فيه كمارة السوة..
ميمو : يامات زهو ؟ زعما دبا راك تبتي و نتا عاد مازدتي تبرهشتي..
الوازاني (هز فيه حاجبو) : تا لاأصحبي هدشي دازت عليه كتر من عشر سنين دبا را شبت وخا باقي تيتيز و بوكوص (ميمو و علودي جبدو فيه عينيهم) تا را خاصك تشوف شحال هادي ختنا كانت مسطية بيا تا را كنقولك كتوفى عليا..(عض على فمو)..ولكن راه على طرف عندها بنت القحـ ـبة..خاصها تبقا تبوس ليا راسي صباح و عشية عليه..
علودي (ضحك) : الوازاني الزاني كيكبر الزكوكة بالماني الأفغاني
الوازاني (ضحك حتى هو) : هاديك !
ميمو : و الضر بة لي عندو فحنكو ؟ ماكانش كيصحابليا نتا لي خرطتيه ليه مابلانش أصاحبي
الوازاني (خنزر فيه) : مابلانش ؟! شتك من الصباح كتهاجم فيا نفكرك فالعلامة لي خليتي فأيمن ولا نسكت ؟!
علودي : اينا علامة ؟!
ميمو (مسح على وجهو) : لا غا سكت
الوازاني : لا والله حتى نفكرك
ميمو : لا والله حتى تسكت
الوازاني (تقاد فالجلسة مقابل مع علودي) : أسيدي قبل ستسنين فاش صاحبك ساق لخبار بلي خوك طاح مع ليلى..
ميمو دوز ايديه بجوج فوق راسو كيلعن فالوازاني لي جبد هاد الموضوع و فكرو فيه ، و بلاما ايحس لقا ذاكرتو سافرات بيه لداك النهار..
- ••قبل ست سنـــوات•••
الجوقة مجموعة ، العيالات حاطين أيديهم على فامهم بصدمة و الرجال كيحاولو ايدورو ليه عقلو و ايحبس من التسطية لي ناوي ايدير..
“واا هشام..وا لعن الشيطان أصاحبي و هوّد من تما !”
كان عريان من الفوق ، صدرو منفوخ بكثرة الأعصاب و ايديه مزيرين على الساموراي لي هاز ، دار عندو بعينين مظلمين و نطق مزعزع القنت بغواتو..
هشام : الشيطاان قحـ ـبة موو هووو بنااادم كتسسسمع أبّا حميد..(كيشير بالمضا و ايتحلف) هووو بناادم !!
خنزر بالجهد حتى قربو حواجبو ايتلاقاو و حط ديك الجنوية جنب فمو قبل مايرجع ايتعلق كيقاد فالحبل مزيان و ايزيد ايزير عليه مخلي كلشي عباد الله كيغوتو بخوف حتى وحد ما زعم ايقرب ليه..!
مو “فاطمة” غا شافتو وجد داك الحبل و هي تخرج عينيها واقفة حدا باب الدار و مانعاه ايدخل بايديها بجوج..
فاطمة : لادخلتي ليه راك مسخوط..راك مسخوط أولد فاطمة
هشام (هبط من الفوق كيضرب بالجنوية فالارض) : حيييدييي من قداامي الواليييدة حييدي من قداامي أفااطمة !!
يالاه غتجاوبو و هو ايبانلبها كيشوف فصاحب دعوتو لي خرج كيطل عليه و ولاد الدرب داخل الدار حابسينو ايخرج و حابسين حتى هشام ايدخل ليه ، زاد شربن ناوي ايدخل عليهم حتى تلقات ليه مو كتغوت..
هشام (مخرج فيه عينيه و كيشير ليه بايديه جهة الجنوي) : فرحان بالبينتة لي عندك ؟ باغي دير ليا غفلة مومو فكرش مو ؟! واا وحق الرب المعبود حتى الييوم نوصل معاك للموت شهدي علييييه أفاااطمة !!
فاطمة (كتحاول تحبسو بايديها) : أااش بااغي ديير بااغي تشنقوو من رااسو فدااك الحببل لي علقتيي و تخلييه مجييف ؟؟! هشاام لعن الشييطاان !
هشام (شافيها مكشكش عينيه غيطرطقو بالحمورية) : غنعلقوو ااه..ولكن مغنعلقوش من راسو..(غوت حتى قفزات)..غنعلق الزا مل بوه من زبوو !! اليوم زبك ايطير أولد القحـ ـبة !!
فاطمة غير سمعاتو أش كيقول طرطقات عينيها و هي كتخيل فولدها معلق الدري من زنطيطو وسط الدرب و أمة عباد الله حاضرة ، و قبل ماتستوعب كان تخطاها بغفلة و دخل عليهم فحال العجاجة لداخل..
لداخل كان “أيمن” كيدفع فالدراري معصب ، هاد النهار ماكانش نهار عادي ، حيت فالحقيقة كان هدا هو نفسو النهار لي تكشف فيه المستور و “هشام” ساق لخبار بلي ختو طايحة مع أيمن..!
أيمن : طلااااق القلاااااووي !!
عايشة (كتبكي و ضر ب على حناكها) : سكككت..سكتتت صااافي..الله أرربي
فاطمة (كتغوت من برا حابساه) : دخلوووه سدووو عليييه فشي بيييت..عااايشة !!
ميمو : واا تاا رااا وخا تحفروو حفررة و دفنووه غنجبدو غنجبدوو (ضر ب على الحيط بايديه) وا نااااري الواااليييدة حييدي من قدااامي !!
أيمن (كيتنتر منهم جاعر) : واا تووومااا طلقووو دييييلميي..(كيغوت و ايشير ليه)..ختتتتك كنبغيييهااا و باااغييي نتزوووج بيييهاا..النهااار لووول قللت لللك زوووجهااا ليااا مااابغييتييش..(كيضر ب على صدرو)..ليييلى كنبغيييهااا !!
عايشة (خرجات عينيها كتغوت) : اوييييلي على المسخووووط كيييجني على عمرووو (كتحاول تسد ليه فمو) سكوووت !
و هنا كان فعلا جنى على عمرو ! ميمو مابقا كيسمع حتى حاجة من غير ديك “كنبغي ليلى” ، صافي كاع الإشاعات بصم عليهم هو بفمو ، ولا كيحس بشي حاجة غتوقع عليه فراسو ، عينيه تعماو ، دخل فمو دخلة خايبة و هجم نيشان للصالون تحت صراخ عايشة و قبل ما الدراري ايمنعوه هو هز ديك الجنو ية قلبها و صرفق بيها أيمن بغفلة منو حتى طاح..
فاطمة (قلبها غيسكت) : واااا عبااااد الله..وااا الجيرااان عتقووو الروووح
عايشة طاحت فالأرض سخفانة بعدما شافت ولدها تصرفق بالمضا ، الدراري رجعو لور بعدما شافو حالة هشام و كيف صدرو منفوخ بالعصاب مستحيل ايقيصوه فهاد اللحظة ايقدر ايخشي دكشي لي فايديه فشي وحد و مايحسش !
أيمن هز راسو كيكحب الشوفة مضببة ليه و يالاه مد ايديه اياخد الفاز حتى كان ميمو حط عليه ركبتو ، شد ليه ايديه لور و هز ليه راسو حاط ليه الجنوية على عنقو ناوي ايدوز عليه فحال الحولي..!
أيمن (خرج عينيه كيحاول ايتفك) :أاااش كديييير أووولد الققحـ ـببة !!
ميمو (زاد ورك عليه بركبتو) : ماتحتاجش دوي..أنا غنشهد فبلاصتك..
زاد ورك على ديك الجنوية حتى تحفرات ليه فلحمو و هبطها حتى بدا الد م كيخرج ، و فهاد اللحظة بالضبط فين “فاطمة” تلاحت عليه بلا عقل كلها كترعد و الصوت هرب ليها بالغوات..
فاطمة : لاااا (كضر ب فهشام و تعاود) وووولد الحراااام..عنقوووونااا الجيييرااان !!
الدراري فالبلاصة طيرو ديك الجنوية و هزو أيمن لي عنقو من الجنب تحل جاب الله مازادش غرق ليه الجرحة و إلا كان غيمو ت ! تسبب ليه فضر بة خايبة بزاف ، عشرين غرزة من برا و من الداخل ، تشريطة طويلة بقات فيه مدى الحياة باسم “ليلى” ، التشريطة لي شهدات على المو ت لي فلت منها بأعجوبة..!
الجيران لاخرين دخلو كيجريو شدو هشام مع فاطمة لي ولا فحال الثور كيغوت و ايعرعر عينيه الحمرين محطوطين على أيمن لي كولو دما يات..
هشام : غننننقتتـ ـللل الزااا ممل بووووك..غااااانعفففط ليييك عللللى ريييييتتتك..غنننننقتـتتتل ممممك !!
و فهاد الوقت الدنيا كلها تقلبات و لأول مرة بعد مدة طويلة السطافيط لي مكتزعمش تدخل لهاد القنت دخلات هي و لومبيلونص ! النص سالاوها فالكوميساريات و النص لاخر فالسبيطارات ، و فاش حلف بلي “هو غيمشي للحبس و لاخر غيمشي للقبر” ماكدبش ، قالها ، حلف عليها ، طبقها و كان على وشك أنه ايكملها..!
كل وحد فينا فيه جانب “زوين” و جانب “خايب” ، هشام أو “ميمو” كان من الناس المزيانين ، العاقلين ، نوعا ما الهاديين و الداخلين سوق راسهم ، إلا أن أكثر نقطة مظلمة فشخصيتو هو داك التفكير “الانتقامي” ! الجانب الانتقامي لي كيفيق فيه داك “الإجرام” لي دافنو لداخل..إلا أنه فهاد الموقف و فداك النهار بالضبط كان مضطر أنه ايخرجو حيت الموضوع ماكانش على أي وحد ، ماشي على أي حاجة ، كان موضوع “شرف” ، الشرف لي خاصو ايتغسل ، “ليلى”..!
أخر حاجة تسمعات فراسو هي صوت غوات مو مع صوت السطافيط و سيارة الإسعاف ، غمض عينيه و عاود حلهم كيحاول ايتخلص من هاد الذكرى اللعينة و ايرجع للواقع..
الوازاني (مازال كيعاود) : ديك الليلة مانعسناش دوزناها من السبيطار للكوميسارية القيامة ناضت
علودي (مصدوم صدمة حياتو) : كيفاش هدشيي ؟؟! أش كييقول الوازاني أهشاام..بصح هاد القوادة ؟؟ دببحـ ـتتي أييمن ؟!! (بعدم تصديق) مايمكنش
الوازاني : على نتا عمرك شفتي السيكاطريس لي فجنب عنقو ؟ را باينا قداش
علودي (شافيه مصدوم كتر و كتر) : وااش هررب لييك ؟؟!
ميمو (زفر بضيق) : فديك الوقيتة اه هرب ليا..نتا ما فاهم والو..كنتي فالحبس و أنا تغدرت من ختي و خو صاحبي..را ملي ماطرطقش ليا القلب داك النهار حمدو ربكم !
الوازاني : ايطرطق ليك القلب ؟ را نتا لي طرطقتيه لأمة عباد الله كنتي غدير كارثة و راك درتيها أصلا ! (جبد عينيه كيشوف فعلودي) ااه فكرتيني ! ليلى سيفطها هي لولة لسبيطار عاد داز لخوك ناوي ايعلقو من بوطويل فالدرب..فاللخر سالا هو وياها مكاويين فالسبيطار و السي هشام فالكوميسارية..
علودي (مسح على وجهو كيشوف صاحبو بعدم رضى) : خورتيها أهشام..خورتيها و هدشي مكيضحكش القلا وي !
هشام (عقد فيهم حواجبو) : وا صافي أز بي هدشي را داز عليه عمر ندمتونا كاع ! ياك ولدكم باقي عايش ؟! ختي أنا باقا عايشة..باقيين بجوج كيتنفسو (مد ليهم كاسو) وا صافي سالينا كب كب ليا شي تعصيرة أخرى خلينا من هدشي ديال الد م راه كيطيح ليا الطونسيو..
الوازاني (زاد جبد فيه عينيه) : أرسول الله !
_دازت هاد الليلة و جا “نهار جديد”..
فالصباح بكري كيف عادتو كان خارج وسط الدنيا لي مازال كتصفر ، الجو باقي بارد و الشمس يالاه بدات كتشرق ، اليوم “الجمعة” و عندو حصة مع “رحمة” ، جاي كيف العادة فوق خاطرو باغي غير ايمتى ايسالي هاد التخربيق و ايمشي ايحط كلشي هدشي لمو فوق الطبلة و ايتهنى و ايهنيها حتى هي ، ضار مع الدورة عينيه الفاتحين مازال مجبدين بالنعاس و كل ما كيقرب كل ما كتوضاح ليه صورة رحمة لي كان شعرها الطويل مسندل على كتافها و كيف عادتها لابسة أحسن ما كاين فاللبس الكلاس ، مصغرة شوفتها فالباب و كضور فالساروت..
علودي (حنحن واقف عليها) : مابغاش ايتحل عوتاني
رحمة (هزات فيه عينيها و تبسمات) : و عليكم السلام..لا ماكنحلوش كنسدو
علودي (عقد حواجبو) : كيفاش ؟
رحمة (رجعات شعرها لور كترمش فيه) : اليوم غتكون عندها حصة خارج العيادة (زادت وسعات تبسيمتها و جراتو معاها تحت صدمتو) يالاه..
علودي (مافاهم والو) : كيفاش عوتاني هاد حصة برا ؟!
رحمة (كتقاد فنظراتها الشمسية) : كتعرف عمي ايدار مول المسمن لي فالبحر ؟ كيعجبني نفطر عندو
علودي مازال مافاهم والو كيشوفيها كيف كدوي بكل هدوء و مكملة فطريقها ، مالقا ما ايدير من غير أنه ايتحرك معاها ، ماعندوش لمورال لهدشي ولكن فداخلو عندو فضول صغير باش ايعرف شنو كيضور فراسها..!
دقائق قليلة حتى كانو وصلو قدام مول المسمن لي عندو قهوة تقليدية فالبحر حاط طبيلات و كريسيات اونفاص مع البحر بشكل بسيط و زوين..
رحمة (وسعات تبسيمتها كتشوف فأتاي كيتشحر) : عمي ايدار صباح الخير..شنو هاد الريحة الغزالة
ايدار (كيقلب فالمسمن) : صباح الخير أبنتي جلسو مرحبا أنا دبا نجيب ليكم براد دأتاي منعنع هو لي عاطي الريحة..
رحمة (وسعات شوفتها) : و مسمنة فيها فرماجة و..(ضورات عينيها فعلودي)..و نتا ؟
علودي (دوز بايديه على لحيتو) : مابغيتش
رحمة (هزات جوج صباع) : جوج مسمنات فيهم فرماج أعمي ايدار
و جلسات فالكرسي كتحط فصاكها فوق الطبلة قبل ما ايتنهد و ايجلس مقابل معاها حتى هو..
علودي (مصغر عينيه فالبحر) : المسمن و الفرماج لي غيديرو ليا الطيرابي اليوم ولا كيفاش ؟
رحمة (ضحكات) : فحال دكشي
ايدار (جاب ليهم الفطور) : بالصحة و الراحة
رحمة (تبسمات ليه) : الله ايعطيك الصحة..(ضورات راسها لعلودي)..بسم الله كول
علودي (خشى ايديه فجيابو حاضيها) : غا كولي نتي..
رحمة (كتاكل و تبنن) : كنت ديما كنجي هنا مع ماما..و ماما كتقوليا عيب نرجعو الماكلة فوجوه الناس وخا نكونو مكناكلوهاش..
علودي (هز فيها حاجبو) : مكنجيش عندك باش تعاودي ليا التربية
رحمة (شيرات ليه للطبلة) : ايوى كول !
علودي (كب كاس ديال أتاي و جبد بريكة باش ايشعل كارو) : ماكانش على بالي بلي الوازاني عندو ختو..
رحمة : ماما ما تت فاش كنت صغيرة..
علودي (طول فيها الشوفة) : الله ايرحمها..
رحمة (رجعات كتكمل ماكلتها) : أمين..
رحمة : بان ليا كيعجبك البحر..
علودي (حرك راسو بهدوء قبل ما اينفت الدخان) : شكنديرو أنا وياك هنا ؟
رحمة (تنهدات كتشوف فالبحر) : عرفتي أبوبكر كيف كاتبانليا ؟ (شيرات ليه جهة الماج) كتبان ليا فحال هاد البحر..صعيب ايتفهم..صعيب تعرفو ايمتى غيهدى و ايمتى غيهيج..و سكاتو كيطمع الناس حتى كيصدقو غارقين فيه..ولكن عرفتي شنو ؟
حطات المسمن من ايديها و ميلات راسها كتعبر بكل هدوء الشي لي خلاه ايركز فيها..
رحمة : شي مرات السكات كيكون زوين..نتا مكتبغيش تشارك معايا كلامك..مكتلقاش راحتك..ولكن باش تشارك معايا سكاتك ؟ هادي ماعندك ما تقول فيها..حتى أنا بغيت نعرف شنو كيعجبك فهاد السكات..اليوم ما بغيت لا نسولك لا نعالجك..اليوم بغيتك نتا تلقا راحتك فأكثر حاجة كتبغي و من بعد تقوليا واش حسيتي براسك رتاحيتي..(رمشات قدامها)..البحر زوين اليوم ياك ؟
علودي بقا كيشوفيها كيف كدوي متبع كلامها ، هاد المرة عرفات منين تشدو و خلاتو حتى هو ايرجع ايصغر عينيه فالبحر لدقائق طوال ، نسى الكارو و الدخان و نسى كلشي ، قبل ما اينطق بنبرتو المبحوحة..
علودي : بزاف..
_فالدار ديال “علودي”..
كانو كل من “عايشة” ، “أيمن” و “سعد” مجموعين فالسطح و كيفطرو..
عايشة : أولدي فين صاحبك سفيان ؟
أيمن (صوتو مدعدع بالنعاس) : خرج بكري الواليدة..(خشا راسو بين ايديه)..واا على عداب..كون غا خليتيني ناعس أعايشة..
عايشة (عقدات فيه حواجبو) : ويلي الشيطان التسعود دالصباح هادي راه السهير لي كايدير ليك صداع الراس و ماشي الفياق..(شافت فسعد)..حبيبي نزيدك أتاي ؟
سعد (عويناتو الزرقين مازال مجيدين بالنعاس) : لا ميمة مازال عندي..
عايشة (تبسمات بحنان مراقباه) : شدات فيك الشميسة من التبحيرة ديال البارح شوف كتيفاتك كيف حمارو..
سعد (كيحاول ايشوف كتافو) : ولكن ماما دارت ليا هداك..
عايشة : وخا هكاك ضروري ما تحمر شوية..عجباتك التبحيرة مع ماماك ؟
سعد (وسع شوفتو و نطق بفرحة) : بزاف ! ماما كتعرف تعوم و تلعب كورة..و علماتني كيفاش نعوم حتى أنا
أيمن (كياكل و ايشوفيهم) : ماقلتيش ليا هدشي
سعد (كيرمش فيه) : نعست أبابا..
أيمن (خربق ليه شعرو) : بصحتك أبابا
عايشة (عينيها على سعد و كيف كيدوي على ماماه) : هي صافي من هنا لقدام نبقاو نعيطو غير على ليلى تديك لبحر..
سعد (وسع تبسيمتو) : اه بغيت نبقا نمشي معاها..حنا البارح درنا بزاف دالحوايج..
و بقا كيدوي و ايعاود على نهارو كيف داز مع ليلى بدون ملل أو كلل ، كانت هادي أول مرة عايشة تشوف حفيدها كيدوي بهاد الحماس كامل مولفاه ديما سكوتي و هادي بزاف ، كتشوفيه و ترجع تشوف فأيمن لي كيفطر فصمت..
عايشة (حنحنات) : نوض لبس عليك طريكوك و نتا جالس هنا بصدرك زبط علينا
أيمن : الواليدة..صافي ضوري لونطين لهيه را غا لحمي هدا
عايشة : على زين لحمك و هو كولو مخرط..حبيبي سعد جيب عافاك لهاد السلكوط طريكوه !
سعد : وخا..
حط طرفو دالخبز و هبط من الكرسي كيجري لتحت ، أما عايشة فبمجرد ما مشا و هي تنطق بجدية..
عايشة : أيمن الولد باغي مو ! ميمكنش نبعدوه عليها فحال هكا..
أيمن : جاتك فشكل ياك الواليدة (هز فيها راسو عاقد حواجبو) شتي هاد الوجه لي كيدوي بيه و هاد الهدرة أنا راه ستسنين باش كنسمعها كل نهار من عندو و ما قادر ندير والو..ولدي ماعارف باش نجاوبو..كيف جاتك هادي؟
عايشة : و ولكن دبا راه خاص حل ! راه الولد باغي واليديه !!
أيمن : سبحان الله أمي ! غا البارح كتقولي ليا تفرق على ديك بنت الناس عطيها التيساع..كنضا رب غا بوحدي مع الوقت من نهار رجعت باغي نجرها جيهتي و هي كتبعد..كنقول المشكل غا فالزهر ولد القحـ ـبة و الدنيا لي مخرجة عليا نيابها ولكن قولي ليا المشكل فبنادم..نتوما كنتو أول وحدين تربطو ليا الايدين بالهدرة..بالمضا..بالماس بالجنا وة باش ما سخاكم الله..لحمي تشرك على ود ديك بنت الناس د مي داز على ودها ولكن نتوما مالكم ؟ ماسوقكمش فهدشي ! سوقكم غا فيا أنا لي مانسواش و كليت ليها دماغها..أنا هو داك ولد الحرام لي خاصو ايبقا بعيد الكيدار لي خرج عليها..ايوى ها البعد الواليدة (شير جهة الباب بعصبية)..ها البعد أش ولد..وحدة يالاه كتعرف على ولدها فحالا ماشي هي لي ولداتو..و وحد ما عارف حتى كيفاش ايجاوبو !
و وقف دافع الكرسي هابط من السطح ، هاد الحوار ضرو بزاف و عايشة حسات بيه ! حسات بيه لدرجة ماعرفاتش باش تجاوب ولا شنو تقول ، حسات بيه لدرجة حطات ايديها على جبهتها كتستغفر الله قبل ما تزفر و تنطق بهمس..
عايشة : مايمكنش..هدشي خاصو ضروي حل..ضروري
_فالدار ديال “ميمو”..
كانت فاطمة فالكوزينة كتوجد الغدا على بكري ، البارح العشية كاملة و هي كتسول على أسامة و هشام كيقوليها بلي غيبقا مع صحابو أما ليلى فمدواتش و ضمسو القضية فداك الليل..
ليلى (يالاه فايقة و كتجمع شعرها باش تعاونها) : صبري نجيب ليك البصلة من الفوق..
و يالاه خرجات من الكوزينة حتى سمعات الباب كيتحل ، ضورات عينيها و هو ايبانلبها “أسامة” داخل شاد على ضهرو ايديه محرودين بسبب القنبة و حالتو حالة كولو مشنتف و صفر..
فاطمة : أشكووون أليييلى ؟؟
ليلى (حطات صبعها على فمها بتحذير) : حتى وحد أمّي غير أنا سديت الباب مزيان..
أسامة حل فمو باغي ايدوي و هي تسبقو ليلى سداتو ليه و جراتو معاها بالزربة جهة الدروج باش ماتشوفوش فاطمة فديك الحالة و ايكبر المشكل..
ليلى (حلات باب السطح و دفعاتو) : بدل عليا هاد الحوايج و غسل عاد هبط عند مك !
أسامة (كولو موعت) : أنا غنهبط عندها و نقوليها اش وقع فيا
ليلى : وخا هبط عندها و دوي ديك الساعة لاماخمجت ليك وجهك راني ماشي ليلى
أسامة (كيتغبن) : حرام عليك أليلى..خوك ربطني و طلق عليا الكلآب و بيتني فالظلام وسط الكاراج..هدشي و أنا والله ما كامي شي حاجة !
ليلى : نويتي..و على ذيك النية راك تستاهل كتر من هدشي
أسامة (كيخرج فيها عينيه و ايبعد هربان) : و نتوما علاش كتكميو هاا ؟؟! مالقيتو لي ايربطكم ولا غا أنا لي كتعرفو تحكرو عليا..
ليلى (حركات راسها بهدوء) : سولتي و جاوبتي راسك..حيت مالقيناش لي ايدير لينا العقل و ايجرنا من البلية..عاجباك الحالة لي حنا فيها كنبانو ليك قدوة ؟! حنا راه عبرة أز بي !!
أسامة (مخبي مور النشير) : ولكن أنا مانستاهلش هاد العذاب كامل !
ليلى : تستاهل ! ياك حنا مانسواوش ؟! ايوى نتا بغيناك تكون حسن منا..حنا ماوصلناش ؟ نتا بغيناك توصل..حنا خورناها فحياتنا ؟ نتا بغيناك دير شي خرية مقادة و تفرح ديك لي جالسة كطيب ليك لتحت..خوك ما موحشش فالربيط و الضر يب خوك كون ما كانش فحال باك و كيخاف عليك مايديرش فيك هاد الحالة فاش ايعرفك باغي تفكر فالبلية..فيق من التسطية و قول الحمدالله هادي دازت و النية على إيدها تابت !
هدرتها خلاتو بلاما ايحس ايخرج راسو كيطل عليها، كانت كدوي معاه بالعقل و كتعبر بكاع أحاسيسها لأول مرة مع خوها الصغير ، قبل ما تخنزر فيه و تلوح ليه فوطة نيشان لوجهو..
ليلى : باراكة من الطلان فحال الفار..جمع راسك و ترجل غسل عليا هاد الحالة و هبط عند مّي راه كتسول عليك من البارح..(حمرات فيه)..تحرك يالاه !
فالبلاصة هز ديك الفوطة و هبط كيجري جهة الحمام مخليها متبعاه بعينيها شحال قبل ما تنهد و تهبط حتى هي..
_فمكان أخر و بالضبط فالطلعة ديال الدرب..
كانت “ريحانة” راجعة من السوق و هازة فايديها التقدية ، الحزن باين فعينيها من نهار وقع لي وقع و هي نفسيتها ماشي حتى لهيه ربي بوحدو لي حاس بيها شحال مجروحة..
و فنفس الطريق كان “سفيان” راجع حتى هو لدار بعدما قضا شغالو فالصباح بكري ناوي ايرجع اينعس و ايدير شي خرجة مع صاحبو أيمن ، و يالاه هز عينيه و هي تبانليه جايا ، بلع ريقو و بلاما ايحس قرب منها..
سفيان (حنحن) : السلام عليكم..تبغي نعاونك ؟
ريحانة (هزات فيه عويناتها و بأدب جاوبات) : لا شكرا ماتقيلش عليا..
سفيان : أنا غير حيت شفتك هكا قلت ايمكن متقلة..راني جاركم سميتي سفيان !
ريحانة (بابتسامة خفيفة) : متشرفين خويا..شكرا مرة اخرى
و تخطاتو مكملة فطريقها مخلياه كيشوفيها ، هاد البنت فيها شي حاجة مميزة بزاف و لحد الساعة مازال ما فهم كيفاش مفاهمة مع شخصية فحال هشام..!
سفيان (مسح على وجهو) : صافي أسفيان راه وجهك يالاه طاب !
_ريحانة وقفات قدام باب دارهم و يالاه جبدات الساروت باش تحل و هي تسمع الصوت لي خلا عينيها ايتوسعو و قلبها ايضر ب كأن كاع دكشي لي وقع رجع عوتاني كيدوز قدامها..
مابقاتش قادرة تحرك و ضورات راسها بالشوية كتشوفيه كيف جاي كيجري جيهتها و كيحاول ايوقفها..
حكيم : رييحاااانة ! رييحااانة بلاااتيي الله اييحفظك !
كان جنب فمو مجروح بسبب القتـ ـلة لي كلاها من عند ميمو ، ذاتو ضاراه و كيعرج من رجليه ، وخا هكاك كيحاول ايجري باش ايلحق عليها خايفها لاتمشي و تخليه..
حكيم (وقف حداها كيرجع النفس) : ريحانة..
ريحانة غرسات صباعها فالباب و رجعات بلور كتشوفيه و فحالتو بعينيها لي بداو كيتغشاو بالدموع ماقادراش دوي..
حكيم (جبد رزمة دالفلوس من جيبو) : هاهوما الفلوس..(حل ليها ايديه)..و هاهي السنسلة..مابعتهاش..هانتي شوفي هنا كاينا ربعالاف درهم..و غنزيدك (كيحرك فراسو) غنضبر فالفلوس و غنزيدك صافي؟!
ريحانة بقات كتشوف فدوك الفلوس شحال و ترجع تشوفيه كيف كيدوي ، قبل ماتحط ايديها على وجهها كتحاول تحبس دموعها لي خانوها و هبطو كيجريو ، أخر حاجة تخيلات هي ممكن ايجي شي نهار و دوز بينها و بين خوها الصغير فحال هاد المحادثة..
ريحانة (شفايفها راجفين) : مابغيتش فلوسك..ما بغيت منك والو
حكيم (كيضور فيها عينيه) : و وشنو خاص ندير باش تسمحي ليا ؟
ريحانة : تبعد مني..(زيرات على ايديها و نطقات بغصة)..نسى بلي عندك ختك سميتها ريحانة..مابقيتش بغيت نشوفك..مابقيتش بغيت نسمع سميتك..حتى من ريحتك مابغيتش نشمها حدايا..
حكيم (حرك راسو بالنفي) : ماديريش ليا هكا..
ريحانة (مسحات عينيها بايديها الراجفين) : كتشوف حالتك ولا ماكتشوفهاش ؟! من عند من خديتي هاد الفلوس..من عند شي وحد غضور ليام و ايجي ايخشي فيك موس ؟ ولا عاودتي شفرتيهم كيف ما موالف (بغا ايدوي و هي تقاطعو) دوك الفلوس سير رجعهم لهداك لي خديتيهم من عندو مابغيتهمش..(هزات فيه عينيها)..الدفلة فاش كتخرج من الفم..ماكاترجعش !
و حلات الباب ديال الدار قبل ما دخل بالقفة مخلية الباب محلول موراها و حكيم كيشوفيها جامد فبلاصتو و الفلوس مازالين فايديه ، هاهي ختو حلات ليه باب دارهم ، هاهي ريحانة خلاتو ايعاود ايدخل ، ولكن شنو الفايدة ؟ شنو الفايدة من هاد الدخلة ايلا كانو عائلتو مابقاوش باغينو و كتبو عليه اسم “غدار” فجبينو ، علاش مازال غايدخل ليها ايلا كان صافي خسر عائلتو كاملة و كيفاش مازال غيقدر ايعاود ايصلح علاقتو معاهم ، فهاد اللحظة ولا كيحس بالأرض ضارت بيه و بالدنيا كحالت بين عينيه !
_بالعودة لدار “ميمو”..
دازو ثلاثة دالسوايع و هبط “أسامة” مدوش و منقي الحالة نيشان للكوزينة عند “فاطمة” لقاها واقفة كتنقي لوبيا..
أسامة (تلاح عندها معنقها) : الواليدة توحشتك بزاف والله !
فاطمة (قفزات موسعة عينيها) : أسامة ! (عنقاتو عندها) ايمتى جيتي أوليدي
أسامة (كيضور فعينيه) : غا دبا..ولكن توحشتك !
فاطمة (ضحكات فرحانة) : حتى أنا توحشتك أكبيدتي لاباقيش تبات برا الدار
أسامة (حرك راسو بالإيجاب) : مّي توحشت الماكلة !
فاطمة : لهلا ايحوجك أوليدي أنا دبا نحط ليك المرقة..أش وكلوك صحابك البارح كليتي معاهم بعدا ؟
أسامة : كليت جنابي الواليدة
فاطمة : أنعام ؟
أسامة (مسح على وجهو) : والو..الماكلة طايبة ؟
فاطمة (كتحل فالكوكوط و تشير ليه) : اه..مد ليا الطبسيل راه الفوق
أسامة (كيقلب فالبلاكار) : فين هنا ؟!
فاطمة : اه..و تكايس على ماعني !
أسامة (كيقلب و ايعاود) : تي فيناهوما هاد الطباسل الصغار أفاطمة ؟ (بدا كيردخ مفقوص) موصيبة مع هاد التقلاب اجي شوفي نتي ماعنك!!
و بمجرد ما نطقها و بغا ايجبد سربيس ديال الطباسل بلاما ايحس كان جر معاهم حتى طبسيل “الطاوس الحر” لي ماعرفش كيفاش حتى كان طاح فالأرض مشخشخ و مقسوم على جوج..
فاطمة غير سمعات التهراس و هي ضور فالبلاصة مطرطقة عينيها قبل ما تزيد طرطقهم كتر فاش شافت طبسيلها دالطاوس مهرس فالأرض ! الصدمة كانت قوية لدرجة التنفس تقطع فيها..
فاطمة (بدات كترعد و تشير ليه بصبعها ماقادراش تنطق) : أ أ..(شهقات قالبة عينيها)..اهنن..
أسامة (جبد عينيه بخوف كيشوف فمو لاوية فالأرض) : ش شنو هدشي !!
بقا مطرطق عينيه فمو لي بمجرد ما شافت طبسيلها ديال الطاوس تهرس و هي تسخف فالأرض ، حط ايديه مور راسو و قرب منها بالزربة كيحاول ايوقفها..
أسامة : مّييي..مّييي شووفي فياا (كيحركها و ايعاود)..وااا مّييي !!
فاطمة (كتشالي بايديها سخفانة) : أميمتي..أميمتي
أسامة (بخوف كتر و كتر) : مّيي الله ايييحفظك شوفي فياا..والله مادرتها ليك بلعاني شناوا هدشي عوتاني لي كديري ؟؟! طبسيل غنشري ليك عشرة منو غا نوضي
فاطمة (كتمرغ فالأرض) : طاوس..طااوس مشا..طااااوس مشااااا !!
_فهاد الوقت قدام باب الدار كانت “عايشة” واقفة هازة فايديها بلاطو دالحلوة ، صونات فالباب و بقات كتسناه ايتحل ماعارفاش بالموصيبة لي واقعة لداخل..!
أسامة (قلبو بدا كيضر ب) : وا الواليدة وا الله ايحفظك !
فاطمة عاودات ضورات عينيها كيبانليها فعلا طبسيلها دالطاوس مشا صافي ! رجعات ضوراتهم ببطئ جهة أسامة لي كان جالس حداها فالأرض و كيشوفيها مخلوع ، قبل ما تمد ايديها بجوج و تشنق عليه من قراجطو..
فاطمة : الطاااوس أووولد الحراااام..الطااااوووس المسخووووط
أسامة (خرج عينيه كيحاول ايتفك) : فاطمة ط طلقي..
فاطمة (كتغوت ربي لي خلقها و ضر ب فيه) : أاااش دااااك..أاااش قرررربببك تااااكل فيييه الجغدييييد يااا الجيييفة..
أسامة بزز باش قدر ايتفك منها وجهو كولو حمار بالتصرفيق و هي مازال منشورة فالأرض كتجدب ، فالبلاصة وقف كيجري و حل الباب مخرج عينيه ، ماكان حتى وحد فالدار حتى من ليلى خرجات و هدا لي كيدق حاليا هو المنقد ديالو الوحيد..!
أسامة (طرع الباب) : خالتي عايشة ! لميمة لاما عتقي
عايشة (كتشوف فحالتو بدهشة) : أسامة مالك أوليدي ! (كتسمع فالغوات) شنو هدشي ؟!
أسامة (جرها من ايديها بالزربة) : مّي تسطات أخالتي هرست ليها طبسيل بغات تقسم ليا راسي هانتي دوي معاها شوفي شديري الله ايرحم ليك الواليدين..!
عايشة دخلات للكوزينة كتبانليها فاطمة غتسطى فالأرض و الشقوفة ديال طبسيل الطاوس منشورين ، فالبلاصة فهمات شنو واقع و عضات على فمها بحسرة..
عايشة : شنو درتي يا الصكع شنو درتي..(تحنات عندها كتحاول تشد ليها ايديها)..فاطمة..أفاطمة ! صافي الحبيبة صلي عالنبي و شوفي فيا..
فاطمة (لاحت زيفها كضر ب على فخاضها) : طبسيلي أعايشة..طبسيلي مخلياه ليا مي..طبسيلي أميمتي..واااا طبسييييليييي رزااااني فيييه..وااا فيييين تلقااا فحاالو فييين..(جرات أسامة من شعرو ناتفاه)..فييييين
أسامة (كيغوت موعت) : خااالتي..خااالتي عتقيي..(خرج عينيه كيشوفها كرمات ليه على ايديه بعضة)..وااا عااايشة كتتتعض..وااا كتتعض !!
عايشة (كتجر و تفك) : فاطمة أويلي فااطمة لعني الشييطاان طالقي الوولد !
فاطمة (كارمة عليه و صوتها بح بالغوات) : واااا فييين نلقااااه..وااا مااايتبااع لاااا بستييين لاااا بميييية أاالف..واااا طبسييييلي ووحد مااامنوووش جوووج..
أسامة (كيتغبن شاد فايديه المعضوضة) : وا بالرب حتى عندها جوج طباسل أخرين فحالو..
عايشة (كتشير ليه موسعة شوفتها) : سيير..سيير دررق زلاافتك
أسامة بغا ايهرب و هي تشدو من شورطو حتى هبطاتو ليه ناوية تعريه..
أسامة (كيغوت و ايجر فيه) : الواالييدة ططلقي غتشووفي شيي حااجة ماغتعجبكش !
بمجرد ما نطقها زادت جراتو منو مفقوصة و مزيرة على سنانها ناوية تهنشرو هاد الليلة و هو بالخلعة سلت الرجل لولة و زاد الرجل الثانية و سمح ليها فالشورط هارب بكرصونو..
أسامة (كيجري ساتر قزيبتو بايديه) : مسيفطااني قلوااننيي قداام النااس..وخاا أفااطمة..وخااا !!
_قبل ثلاث ساعات عند “رحمة” و “علودي”..
كانت سالات فطورها ، مسحات فمها بكل هدوء و رجعات كتشوف فالبحر مصغرة عينيها..
رحمة : وخا تزاديت و كبرت ف فافيلا..عمري تعلمت كيفاش نعوم بلاما نغرق..
علودي (نتر من سجارتو مطول) : درعي..
رحمة : درعت..وخا هكاك ماعرفتش..من ديما كنت باغا نتعلم كيفاش نعوم..فاش ماقدرتش وليت باغا نعرف كيفاش نصيد الحوت حيت كتعجبني الصيادة
علودي : تعلمتي ؟
رحمة (ضحكات حشمانة من راسها) : لا..بانليا البحرعمرو غيقبل عليا
علودي (ضور فيها عينيه) : ماشي ديما كنتعلمو الحاجة من البدية..حتى أنا فصغري ماكنتش كنعرف نعوم
رحمة (رمشات فيه) : و كيفاش تعلمتي ؟
علودي (رسم ابتسامة خافتة كيتفكر الطفولة) : غرقت فلول..من بعد حفظت البحر و وليت عارف منين نجيه
رحمة (بدهشة) : غرقتي ؟! هههه و شكون جبدك
علودي : صاحبي (عقد حواجبو كينفت الدخان) من بعد وليت كنخدم ميطر ناجور فالصيف يامات ليسي و الصغر..
رحمة (تبسمات حتى هي متبعة كلامو) : هي قوليا كنتي من صحاب ليميش و التشويكة
علودي (تبسم بالجنب كيشوفيها) : فحال دكشي..كنا كاملين لاباي
رحمة : نتا مانعقلش عليك بزاف صرحة مكنتيش كتبان ولكن خوك نعقل عليه..وحد النهار معرفتش شنو دار فاش كان صغير و طيح لباباكم الله ايرحمو الطونسيو كنت ديك ساعة مع حبيبي و دخلنا نفكوهم..
علودي (ضحك حتى بانو سنانو) : طيح ليه البارابول البرهوش..
رحمة بقات غير كترمش فيه محافظة على تبسيمتها ، كانت هادي أول مرة طول معاه فالهدرة بهاد الشكل ، أول مرة ايتطلق و لو غير شوية ، أول مرة ايعاود على وحد الجانب من شخصيتو و حياتو ، أول مرة ايضحك !
رحمة (تنهدات مطولة) : رتاحيتي ؟
علودي (عينيه قدامو) : مرتاح..
رحمة : ماكاتبانش فعينيك
علودي (تقابل معاها كينفت فالدخان) : و نتي باش عرفتي شنو كيبان فعيني..
رحمة (وسعات شوفتها) : أنا شوافة شنو بانليك ؟
علودي (رجع ضحك بالجنب) : عاد عرفت علاش البحر ماقبلش بيك..
رحمة : شنو زعما كضحك عليا
علودي (حرك راسو بهدوء قبل ما ايطفي الكارو) : هاد الويكاند غنمشي نصيد يالاه معايا..(حنحن و رجع نطق)..زعما لابغيتي ولا شوفي نتي واش مازال باغا تعلمي ضبري راسك !
رحمة (وسعات تبسيمتها) : وخا شكرا..مازال بغيت نتعلم
علودي (وقف كيشمر بنيفو) : خاصني نخلصك
رحمة (عقدات حواجبها) : شنو ؟؟ فاش غتخلصني ؟!!
علودي مسح على وجهو و داز من حداها عند السيد خلصو فالفطور و فكلشي عاد خرج فحالو بلا ما ايزيد حتى كلمة مخلي “رحمة” موراه متبعاه فعينيها و كتحاول تستوعب ديك نخلصك ، هي فعلا دارت معاه هاد الجلسة على أساس حصة غير باش ايقبل ايجي معاها ماشي بهدف مادي أبدا ولكن الظاهر أن هاد السيد ناوي كل مرة ايزيد ايصدمها و ايخربقها ، فين ما كتقول بلي صافي شداتو معاها فالخط كيخرج ليها بشي حاجة جديدة..!
رحمة (رجعات كتشوف فالبحر) : فشكل هاد العلودي ولا مانعرف كيف كيقوليه حبيبي..(عقدات حواجبها كتفكر)..اه العلودي هي هاديك!
_داز الوقت و بدات الشمس كتغرب..
كانت “ريحانة” غاديا كتمشى جنب البحر مربعة ايديها و شعرها الفاتح راجع لور ، عينيها حكاية أخرى من الحزن ، مور الهدرة لي ضارت بينها و بين خوها صباح نهارها دوزاتو كولو فدار جالسة حدا باباها و مراقباه فصمت ، وخا ناعس ، وخا مغمض عينيه ، وخا ايمكن ماحاسش بالوجود ديالها ، ولكن غير الجلسة حداه كانت كافية تحسسها بالأمان !
حتى هزات عينيها قدامها و هو ايبانليها “ميمو” جاي جيهتها ، عيط ليها لقا تيليفونها طافي الشي لي كيعني أنها مكيناش فالدار و اليوم ماخداماش مما يعني أنها غتكون خرجات تنفس ، و البلاصة الوحيدة لي كتنفس فيها ريحانة هي البحر..!
ريحانة (غير شافتو عينيها عمرو بالدموع) : هشام..
قرب منها بلا كلمة بلا جوج حل ليها دراعو و هي فالبلاصة تلاحت وسطهم مزيرة عليه و كتبكي فصمت ، كانت محتاجة هاد الحضن كتر من أي حاجة ، و حتى هو حس بيها..
ميمو (ضور عليها دراعو) : صافي..(قبلها فوق راسها)..رتاحي..
ريحانة بقات كتبكي خاشية وجهها فصدرو و مع كل دمعة كتحس بالألم الداخلي كيمزق روحها ، مدة طويلة و هي على داك الحال و حتى هو مخليها على راحتها حتى تنفسات عاد هزات ايديها كتمسح فعينيها لي حمارو بالبكا..
ميمو (ميل فيها راسو كيدوز بصبعو على دموعها) : كتولي زوينة فاش كتبكي..
ريحانة (ضحكات بلاما تحس) : بقا تبكيني باش نبقا ديما كنبان ليك زوينة..
هشام تبسم ابتسامة بالكاد كتبان مطول فيها الشوفة ، قبل ما ايتنهد من أعماقو و اينطق بنبرتو الخاصة..
ميمو : ماكاينش هدا لي غيبكيك ماحدي كاين..ديري هاد القضية فبالك..لا حكيم لا حتى شي ولد لمرا..تفاهمنا ؟! (حمر فيها) واش تفاهمنا ؟!
ريحانة (حركات راسها بالايجاب كتجمع فالتنخصيصة) : تفاهمنا..
ميمو (رجع عنقها بالجنب) : زيدي يالاه نديك لديك القهوة لي كتعجبك خودي التخربيق ديالك..
ريحانة (وسعات شوفتها) : الكريب ؟! مازال كيديروه ؟!
ميمو : مازال كيديروه..اه و قبل ما نسا..(جبد ليها ورقة مدها ليها)..مور شهر بّا حمّاد غيدير العملية
ريحانة (شدات ديك الورقة كتقراها و تعاود مامتيقاش عينيها) : مايمكنش..ك كيفاش درتي ليها ؟!
ميمو : شناوا درت را كلشي كان موجود و الفلوس تجمعو سالينا..
ريحانة (رجعات كتبكي معنقاه و كتشهق) : ميمكنش..شكرا بزاف..شكرا بزااف
ميمو (زيرها لعندو) : وا شتي دبا بغيناك ضحكي وليتي كتبكي !
ريحانة (قلبها كيضر ب بالفرحة ماقادراش تيق) : غنسخف أهشام والله..والله حتى غنسخف..ميمكنش
ميمو : غتسخفي ؟! (حرك رجليه جرها معاه) زيدي سخفي جالسة فالكرسي ديال القهوة ماشي قدام الناس..
ايمكن ماكانش رجل “رومانسي” ، ماكنش إنسان كيعرف ايعبر على “مشاعرو” حيت بكل بساطة عمر شي وحد علمو كيفاش اينطق بالكلمة زوينة ، كبر ماضي فحال الماس لاماسبكش مايشكركش ولكن فالمقابل طلع “رجل” وخا مكيعرفش ايدوي هو أفعالو ناطقين فبلاصتو و بالنسبة لريحانة كانو هما كلشي ، هما “حياتها” و “فرحتها” فهاد الدنيا..!
_فالزنقة عشرين و بالضبط فدار “بيروري”..
كانت معمر الطبلة بقراعي ديال الشراب و الطفاية عامرة بالبينتات ، جوانو فايديه و وجهو مخنزر من ديك القربالة لي نوضها مع الوازاني و هو هكا لدرجة مرتو “جميلة” ولات خايفة تدوي معاه..!
كانت كطل عليه من البيت قبل ماتشجع و تنوض دافعة صدرها ، لابسة غير شوميز فالكحل و معكرة بالحمر خارجة جيهتو كتمايل..
جميلة : حوبي..(جلسات فوق رجليه كضر ب بشعرها الكحل)..علاش ملي جيتي و نتا كتغوت و ماباغيش دوي معايا..(طبعات قبلة جنب عنقو)..امم ؟
بيروري ضور فيها عينيه و هي فالبلاصة ضورات ايديها على حنكو و دخلات معاه فقبلة جامحة حتى بان ليها فك غوباشتو و داخ فيها..
بيروري (بهمس) : جميلة..(دوز ايديه على عنقها بحنان قبل ما ايزير عليه حتى شهقات)..كنتي مصاحبة مع الوازاني ؟
جميلة (خرجات عينيها محركة راسها بالنفي) : لا..لا..هو لي كان تابعني ولكن أنا كنت باغاك نتا..كنقسم ليك !
بيروري (زير على سنانو) : عرفتي و نحصلك لاعباها عليا..
و يالاه غيكمل كلامو حتى سمع الباب كيدق ، مسح على وجهو و طلقها مخلي الد م ايهرب ليها من وجهها بالخلعة ، من ديما كتقنعو بلي الوازاني لي كان باغيها حيت كيغير منو ، و بلي كاع ديك الهدرة لي كضور مامنها والو هو أول وحد تزوج بيه و تسلمو نفسها ، و حتى بيروري بجهد الزعطة شداتو التضبيعة و مشا معاها فالخط عمر شي وحد زعم ايحل فمو وخا كلهم عارفين الماضي ديالها مع الوازاني ولكن قدام بيروري مستحيل اينطقو بشي حرف و هدشي لي كان واقف فصالحها حتى لهاد اللحظة لي تسيف عليها فيها..!
بيروري : سيري هاد السيمانة لعند مك مانشوفكش كضوري قدامي !
“جميلة” بالخلعة دخلات للبيت مابقاتش خرجات غتسطى و تحماق ماعارفاهش علاش معصب بهاد الشكل و عليها هي بالضبط لي مكيقدرش ايقاومها ، أكيد واقعة شي حاجة و هاد الحاجة عندها علاقة بالوازاني..!
جميلة (كترعد حاطة ايديها على شعرها) : موصيبة كبيرة هادي !
_فهاد اللحظة “بيروري” حل باب الدار و هو ايبانليه حكيم عاقد حواجبو و لايح عليه القب باش ايغطي وجهو المضرو ب..
بيروري (زاد هز راسو الفوق) : نهار كبير هدا..
حكيم (زير على ايديه و نطق بدون تتفكير) : غاغنخدم معاك فالبلان لي قلتي ليا..بشرط تعطيني جوج دالمليون..محتاجها
بيروري (وسع تبسيمتو الخبيثة مخلي ليه المجال فين ايدخل) : جيتي لعندي برجليك..مرحبا بيك !
_فمكان “أخر”..
كانت “ليلى” يالاه كتوجد راسها باش تخرج من الخدمة ، طلقات شعرها و يالاه نوات تهز صاكها و هو ايبدا تيليفونها كيصوني ، فالبلاصة جبداتو كتشوف فالنمرة ، كانت نفسها النمرة ديال “أيمن” لي وخا مامقيداهاش عندها إلا أنها عرفاتها ديالو..
بقات شحال كتشوف فتيليفونها ، ماباغاش تجاوب ولكن شي حاجة فداخلها كتشجعها تجاوب ، فاللخر تنهدات و قبلات الاتصال..
ليلى (بحدة) : نعام ؟
فالجهة الثانية تسمعات نبرة طفولية هادئة الشي لي خلا تعابيرها ايتفكو و ايديها ايترخفو..
سعد : ماما ؟
ليلى (وسعات شوفتها و رجعات نطقات بنبرة خافتة) : سعد ؟ لاباس عليك ؟!
سعد : لاباس و نتي..
ليلى : حتى أنا لاباس فاش سمعت صوتك (تبسمات بحزن كضور فعينيها قدامها) توحشتك..
سعد هز عويناتو كيشوف فباباه لي متكي فوق الناموسية و معنقو عندو متبع الحوار لي ضاير بيناتهم فصمت عاد رجع نطق..
سعد : حتى أنا..(بتردد)..ماما ؟
ليلى : ولدي
سعد : بغيتك تمشي معانا اليوم أنا و بابا لوحد البلاصة نتعشاو..بغيت نشوفك عوتاني ؟
ليلى زادت وسعات شوفتها ، كيفاش غتجمع هي و أيمن فطبلة وحدة عوتاني ، كيف غدير ليها مجرد تخيل الأمر عقلها ماتقبلش الفكرة ! ولكن قلبها كان ليه رأي ثاني ، قلبها هاد الساعة كان مع ولدها ، هي موحشاه بزاف و مستحيل تقدر ترفض ليه طلب فحال هدا ، حتى هو موحشها و باغي ايشوفها ، بغات تكسب ولدها عندها و ماشي تخسرو..!
ليلى : ن نتا هدشي لي بغيتي ؟
سعد (حرك راسو كأنها كتشوفو) : اه..بغيتك تكوني معانا
عضات على فمها تالفة ، فاللخر كيف بغات كيف كرهات سعد غيبقا هو النقطة لي غتبقا رابطاها بأيمن مدى الحياة مستحيل تقطع معاه ! و تقريبا بلاما تزيد تفكر بزاف جاوباتو ، على ود ولدها هي مستاعدة ضحي ، المهم ايولفها و ايتقبلها فحياتو كيف ما متقبل باباه..!
ليلى (زفرات مطولة) : وخا..على ودك نتا غنجي..صافي ؟ ماماك غتجي عندك..
سعد فالجهة الثانية وسع تبسيمتو و ضور راسو كيشوف فباباه فرحان ، هاد الأخير لي تبسم بالجنب و طبع قبلة فوق راسو كيسمع فصوتها و هي كدوي مع ولدها ، بصح الحياة لعبات معاهم لعبة سافلة ، ولكن فالمقابلة عطاتو ورقة “الجوكر” ، و هاد الجوكر كان هو “سعد” ورقتو الرابحة قدام “ليلى” لي بالفضل ديالو قادر ايشدها من كاع القنات شحال ما حاولات تهرب..!
_بالرجوع لدار “ميمو”
كانت “فاطمة” حازمة راسها بزيف حياتي و ناشرة رجليها فالسداري شداتها الشقيقة بالفقصة ديال طبسيلها ، حداها “عايشة” لي دوزات معاها النهار كامل ، فالأصل جات دوي معاها فموضوع خاص و حساس عندو علاقة بولاداهم ، إلا أن هاد الحالة لي واقعة خلاتها تخلي هدشي جانبا و دوز تعاونها حتى قدرات أنها تهدنها و ترجعها للوعي ديالها شوية عاد جمعات الدنيا و حطات قدامهم صينية ديال أتاي مع بلاطو دالحلوة لي جابت معاها..
عايشة (كتكب ليها أتاي) : فاطمة..وا الحبيبة لعني الشيطان !
فاطمة (شادة على راسها و كتبكي) : ضعت أختي..ضعت و ترزيت
عايشة : استغفري مولاك قولي ياربي ترزقني من عندو راه الطباسل حنا لي كنديروهم ماشي هما لي كيديرونا..
فاطمة (كتشالي براسها) : ولد الحرام هرب..هرب طار من قدامي ! غنشتف على أصل مو..غندردك عليه غا بلاتي..والله هادي لادازت
عايشة (خرجات عينيها) : دردكي عليه ؟! استغفري الله يا هاد المرا راه مادارهاش ليك بلعاني !
فاطمة يالاه غتجاوبها و هما ايسمعو صوت الكاميو حدا الباب الدار و الصوت مجهد ، فاطمة فالبلاصة تقادات فالجلسة نشأت الشقيقة و الطبسيل و حلات الشرجم كطل..
فاطمة : ماتقوليهاش..
عايشة (وقفات كطل معاها) : الدار لي لاصقة فيكم تباعت ايمكن..الناس جايبين رحيلهم
فاطمة (مصغرة عينيها) : شكون هادو ؟
_برا كان الكاميو جاي حدا الدار كيحاول ايلقا فين ايوقف ، و قدام باب الدار “شابة فالعشرينات” لابسة جلابة كحلة مزيرة عليها و طالقة شعرها البوكلي على راحتو ، كانت كتمتع بملامح زوينة و بشرة حنطية واقفة و كتشوف فالرجال لي كيدخلو الأتات لدار..
مول الكاميو (غوت كيطل عليها) : ختي نعمة نوقف هنا ؟
نعمة : ماماا واش صاافي اييحبس هنا ؟!
فالكاميو لور كانت واقفة ماماها “سناء” فحال الإمبراطور هازة شطابة فايد و الايد الثانية حاطاها على خصرها ، فورمتها فتانة و الطرف لور قداش كتبان صغر من العمر ديالها ، الشعر كحل مسبسب و مشدود بمقبط لور ، الخالة فوق الشنايف و المسكة كطرطق وسط فمها..
سناء (ضربات فوق الباب) : عبودي صافي بلاصي هنا و هبط دخل ليا السدادر..(مدات ايديها لبنتها)..تعالي عاونيني نهبط و دخلي الدربوكة و البنادر..
فاطمة (من الشرجم نطقات بصدمة) : شيخة !!
عايشة (رفعات حواجبها معجبة) : شيخة ؟!
فاطمة (متبعاهم بعينيها) : ولاهيلا شيخة ! شوفي ليا الطعارج و البنادر ديال الجوق لي مدخلينهم
عايشة : و الدار من ايمتى و هي محطوطة للبيع ؟
فاطمة : من شحال هادي..الدار كبيرة و مشمشة فيها الفوق و لتحت و السطح
عايشة : فحال دارك نيت
فاطمة : ايه راه نفس الفصالة قولي..(ضر بات ايد فوق ايد)..ناري يا خويتي مالقاو فين ايحطو رحيلهم غا هنا دارنا ملاصقة مع دارهم و عندي الولاد مكيحملوش الصداع غنصدقو فشي طاب و شي ماطاب تاني..
عايشة (حركات راسها بتفهم) : فحال ولادي..بوبكر راه كان غيقتـ ـل وحد ولد الجيران كيطلع السلكوطات لدار و مع دارهم ملاصقة مع دارنا ديما الضحك و الزديح مسموع فبيت بوبكر جاب الله دعوة الخير وقفات معانا..
فاطمة (ضارت عندها مقادة فالجلسة) : عقااالت ياختي وخا ماكنتش داك النهار ولكن ليلى عاودات ليا شنو وقع..عاودي ليا حتى نتي
و فجأة كاع داك ألم الرأس مشا عليها و هي كدوي مع عايشة و كيتعاودو ، وخا هكاك العيا و الفقصة مازال باينين فعينيها ترزات فوحد من طباسلها دالطاوس الحرين لي مخلياهم ليها المرحومة ماماها ، طباسل لي ولاو دبا غالييين بزاف و تقريبا مابقاوش كيتباعو ! جاب الله لقات عايشة معاها فالدار لهاتها بالتعاويد أما كون راه طرطقو ليه كاع عروق راسها هاد الليلة..
عايشة (تنهدات) : الحمدالله سلكات داك النهار..
فاطمة (موسعة شوفتها كأنها أول مرة تسمع هاد الحكاية) : هدشي كامل ! شتي هشام ولدي مايسواش لا هو لا البرهوش الصغير هادو عيبهم قريب..غا هو ليلى وخا تبان ليك سكوتية و داخلة سوق راسها لامشا حتى قلب عليها شي حد ماتفاهمش معاه..(هزات كاسها دأتاي)..أنا نقوليك أخويتي كون ما السلكوطة لي تماطات عليك ماتقربش ليها..
عايشة (خدات نفس و نطقات) : و راه على ليلى علاش جيت ندوي معاك..
فاطمة (حبسات على الحركة) : أش دارت المسخوطة ؟
عايشة : مادارت والو أختي هاد المرة بانليا حنا لي درنا..(حطات ايد فوق ايد مكملة كلامها)..مابقا مايتخبا أختي الولد الصغير باغي واليديه بجوج حداه..الولد مولف باه بزاف فنفس الوقت بدا كيولف حتى ليلى من أخر مرة جا من عندها و هو كيدوي عليها كيفيق بماما و اينعس بماما قلبي كيتقطع عليهم..الولد مابقاش صغير و بدا كيكبر هانتي كتشوفي ستسنين هاهو فيها غيزيد ايكبر شوية غيتعقد !
فاطمة (حطات ايديها على قلبها) : الله ايحفظ..مسيكين وليدي والله و هاد النعمة لي محطوطة حتى قلبي كيتقطع عليه كتر منك سعد من جيهة و بنتي من جيهة أخرى راك عارفة أختي عايشة دكشي لي دازت منو كلشي داز قدام عينيك ولكن لي ماعارفاش هو شنو وقع من بعد..ليالي لي مانعستهمش معاها..الغوات..البكا حتى وليت كنقول بنتي غتحماق صافي ولا غتقـ ـتل راسها
عايشة : عارفة أفاطمة..عارفة هدشي كامل راني كنشوفها قدامي من نهار وقع لي وقع و هي مغيرة..ولكن لي خاصك تعرفي حتى نتي هو حتى ولدي أيمن تعذب و مازال كيتعذب..(عضات على فمها حشمانة تنطق)..ماعرفتش كيفاش نقولها ليك..ولكن..(تنهدات و طلقاتها)..الولد مازال كيبغيها هدا الله !
فاطمة (تلفات) : ختي عايشة أش نقوليك..والله ماعرفت ما نقوليك ! بنتي و ولدك غلطو بجوج هادي شحال عقل الصغر خلا الشيطان ايجرهم..ولكن دبا ؟ دبا ماغنعرف ما نقوليك..أنا بنتي ماكتبغيش دوي معايا فأي حاجة فيها أيمن..كنقوليك ولدها لي ولدها و هاد السنين كاملة مكدويش عليه غير حيت عارفاني غنجبد ليها حتى أيمن راك كنتي شحال من مرة كتعطيني تصاورو و مكتبغيش تشوفهم..عاد من جيهة أخرى كاين هشام (حدرات عينيها كتفكر شحال من مرة كان غيصفيها ليه) راك عارفة بلاما ندوي..
عايشة (قربات منها) : هشام من حقو وخا شحال من مرة كان غيخرج علينا كاملين..ولكن دبا السنين فاتو و ولا بيناتنا ولد..أيمن باغيها معاه و مع ولدو من شحال هادي و نتي عارفة هدشي وخا هي رفضاتو..وخا هدشي كامل بقا لاصق فيها ماحشمش و أنا مابقيت لاقية ليه جهد..و حتى ليلى عارفاها باغا ولدها..ايلا ماشي على ودهم على ود داك الولد أفاطمة ها عار الله !
فاطمة (تنهدات كتخمم قبل ماطبطب ليها على ايديها) : أنا غنشوف كيف ندير نجبد منها الهدرة باش نعرف واش كاين مايتصلح..
عايشة (بتردد) : و هشام ؟
فاطمة : خاص غير ليلى تعطيني الطاعة و هشام مابقاش سوقو فهدشي..ماغنعاودش نفس الغلطة لي درناها شحال هادي..(بجدية)..صافي عطيتك الكلمة ! دوزي دبا كاسك و مولاها ربي
عايشة (نطقات من قلبها) : ياربي أختي..ياربي !
_فالدار لي ملاصقة معاهم كانو الدراري دخلو الرحيل كامل ، “سناء” واقفة الوسط كتشوف فالدار بعينيها الكحلين لي ولاو كيبريو بالفرحة و “نعمة” جالسة فالأرض سخفانة..
نعمة : بزااف هدشي اويلي..
سناء (حطات ايديها على خصرها مبسمة) : ايوى شنو كيصحابليك التحوال ساهل..
نعمة (وسعات شوفتها) : شنو باقي لينا !
سناء : باقي غنضربوها أنا وياك لهاد الدار أحسن تسييقة غنحكو حيط بحيط و قنت بقنت عاد نبداو التفراش و نطلقو البخور و نصليو عالنبي..هاد الليلة ماغنعسو حتى نكونو فرشنا كلشي..(علات صوتها طالعة الفوق)..عبودي ؟؟
نعمة (حطات راسها على الحيط كتغبن) : الله ياربي..
عبودي (هابط كيرجع فالنفس) : ختي سناء هاهو بيت النعاس و كلشي طلعناه الفوق..
سناء : صافي باراكة عليكم (ضربات ليه على كتفو مكمدة ليه الفلوس) ها رزقك
عبودي : وايلي أختي ! مابيناتناش الفلوس
سناء : ويلي على مابيناتناش..خود رزقك و قول بسم الله
عبودي : والله أختي سناء حتى غتخليو بلاصتكم فالدرب
سناء (هبطات حواجبها بحزن) : عارفة لي كاين..ولكن مكتاب الله ايتصرف (تنهدات) سيرو دبا مانعطلكمش تهلاو فراسكم..
عبودي سلم عليها باحترام و هبط هو الدراري خارجين من الدار و راجعين بالكاميو منين جاو ، مخليين موراهم “أم” و “بنتها” بوحدهم فمكان غريب عليهم إلا أنه من هنا لقدام غيولي هو “منزلهم” الوحيد..
سناء خدات نفس و هبطات لتحت لقات بنتها مازال جالسة كتشوف فالدار و ترمش ، من عينيها عرفاتها باش كتحس و قربات جلسات حداها..
سناء (دوزات بايديها على شعرها) : الدار زوينة ياك ؟
نعمة (حطات راسها على كتفها) : ماشي فحال دارنا القديمة
سناء (حركات راسها بهدوء) : غير حيت ولفتيها أما هادي حسن و كبر و من الفوق حدا البحر..الدرب مفوج و عامر دغيا غنولفوها انشاء الله
نعمة (هزات فيها راسها) : و خدمتك ؟
سناء (رفعات حاجبها) : مالها خدمتي ؟ كيفما كنت كنشيخ لهيه غنشيخ حتى هنا الله ايرزق غير الصحة و السلامة
نعمة (عقدات حواجبها) : ماما بلاما نفكرك علاش تحولنا !
سناء (وقفات كطرطق فالمسكة) : علاش تحولنا ؟ قا تلين كينيدي ؟ كنديرو الحرام ؟ هانتي أخويتي (هزات ايديها الفوق) مسلمين و طالبين التسليم..مك شيخة غا هو كتشيخ غا قدام العيالات ممنوع الرجال مانهز عيني فبو قلو ة ما ايهزها فيا !
نعمة (طرطقات فيها عينيها) : ماما حشمي !
سناء (حيدات جلابتها و بقات بشورط و سوتيانات بارزين قوامها) : حشمي غا نتي و تهزي عاونيني نبداو..يالاه وجدي الكراطة و سانيكروا..(تحركات كتشير بجلابتها قبل ما تعلي صوتها)..و طلقي ليا الدويسك ديال الحمداوية !
_بالرجوع لدار “بيروري”..
كان جالس مفرق رجليه كيجغم من كاسو ديال الشراب و كيشوف فحكيم لي جالس مقابل معاه و بالضبط فالضرا بي لي فوجهو..
بيروري : تردم عليك الطوب ولا كيفاش ؟
حكيم (تنهد و جاوبو ببرود كيحيد فالقب) : شنو الخدمة لي بغيتيني ندير ليك
بيروري (حنحن كيعمر فكاس أخر) : هاد ليامات البوليس حاطين عينيهم عليا..عاد القضية تخلطات و ولاد القحا ب ولاو عارفيني كنبيع لبنادم فالدرب..خاصني شي وحد ايكون هو ايدي الثانية..(هز فيه عينيه)..شي وحد ايفرق و ايبيع السلعة بلاما ايشك فيه حتى وحد..(مد ليه الكاس)..خود
حكيم (حرك راسو بالنفي) : ماكنشربش
بيروري (بنبرة أمرة) : خود
حكيم (خداه من عندو كيبلع فريقو) : كيفاش غندير حتى نبيع ليك السلعة و أنا براسي مبلي فأي دقيقة نسوط فيها..
بيروري (شير ليه بصبعو) : عرفتي علاش ختاريتك نتا ؟ حيت وخا مبلي ولكن باقي عندك العقل مازال ماتضبعتي..كتعتارف بكـ ـرك..وحد أخر ايشد من عندي السلعة ايبيع النص و ايضر ب النص و ايجي ايضمسني..
حكيم (غير كيشوفيه بصمت مراقب حركاتو)
بيروري (تنهد ناشر ايديه) : ولكن هاد الوحد أخر ماكاينش عرفتي علاش ؟
حكيم : علاش..
بيروري : حيت حتى وحد مكيضمس بيروري ! و لي نوا ايلعبها عليا نحيد لمو القراجط..ايطير السانتيم من فلوسي و نقطع لمو القلا وي
حكيم (زير على ايديه) : أنا ماباغيش نضمسك..ولكن هدشي ديال التسخار مكنعرفش ليه
بيروري : غتعلم..و غتعلم حتى كيفاش ضبط راسك قدام الحشيش حيت دبا راه ماكاين حتى فرق بينك و بين الكلب
حكيم (عقد حواجبو) : غندير معاك هدشي و غتعطيني جوج دالمليون لي قلت ليك فلول
بيروري (حرك راسو) : جاتك..غا هو لاش باغي جوج دالمليون كاملة ؟ ماتقولش ليا على ود الحشيش حيت مكتبانش فعينيك..
حكيم : بّا مريض خاصو عملية..هدشي لي كاين
بيروري (بقا كيشوفيه شحال قبل ماينطق بهدوء) : شرب كاسك..الشراب كيبرد الراس و ايسخن الد م
حكيم بقا كيشوف فداك الكاس لمدة قبل ما ايهز الكاس و ايجغم منو حتى حس بمذاق الكحول حا رقو فحلقو ، و بيروري رجع حتى هو كيشرب فصمت قبل ما ايرسم ابتسامتو الخبيثة عوتاني ، هاد الدري لي قدامو هو الرباح ديالو فهاد الحـ ـرب و بيه قادر ايقضي على “الوازاني” و لي معاه وحد بوحد..!
_بعد مرور “ساعة و نصف”..
كان “أيمن” جالس فوحد الريسطو كبير و راقي حدا البحر ، موسيقى خفيفة خدامة و الناس كيتعشاو بهدوء ، رجع راسو لور كيضور التيليفون فايد و الايد الثانية لابس فيها ساعتو الرجالية و لايحها جهة “سعد” لي كان جالس فالكرسي و كيشوفيه..
سعد : بابا ؟
أيمن (مركز مع حركة ايديه) : نعام أبابا
سعد : غتجي ؟
أيمن (هبط عينيه جهتو قبل ما ايحط ايديه على وجهو و اينطق بتأكيد) : غتجي..
_فالدخلة كانت “ليلى” هازة تيليفونها و كتشوف فالريسطو كتأكد واش فعلا هادي هي الوجهة لي سيفط ليها فميساج ولا لا ، فاللخر رجعات شعرها لور و تحركات داخلة و كضور فعينيها الزرقين ، قبل ايشوفها “سعد” و ايوسع شوفتو..
سعد : جات !
فالبلاصة وقف من بلاصتو و جا كيجري جيهتها حتى لمحاتو و حلات ليه ايديها بفرح..
سعد (تلاح عندها معنقها) : ماما..
ليلى (زيرات عليه كتبوسو و تعاود) : ولدي حبيبي..
فالوقت لي كانت هي كتعنق فولدها ناسية العالم ، ناسية فين هي و ناسية الناس لي ضايرين بيهم كان “أيمن” وقف مقرب منهم بهدوء ، “ليلى” هزات عينيها و هي تلمحو جاي بلبس كلاس ، من ديما أيمن كان كيعرف ايلبس ولكن مع مرور الأعوام ولا عندو ستيل خاص بيه كيعكس جانب كبير من شخصيتو ، ضورات ايديها على ولدها و وقفات كترمش فيه قبل ما ايزيد ايقرب منها..
أيمن (تبسم بالجنب و نطق عند ودنيها كيستنشق ريحتها لي تغلغلات فيه) : مرحبا بيك..
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.
Thank you for that
Good luck