
حـصريــا عـلى مـجمـوعـة سـبايـسي روايــات بـحبـر لـاذع 𝟰𝟳𝟳
⚠ 𝗘 𝗫 𝗖 𝗟 𝗨 𝗦 𝗜 𝗩 𝗘 𝗜 𝗡 𝗦 𝗣 𝗜 𝗖 𝗬 𝗚 𝗥 𝗢 𝗨 𝗣 ⚠
✦ . مـــمـنـــوعـــة الـــنـــشــر مـــنــعـــا كــلـــيـــا . ✦
𝑵𝒂𝒋𝒍𝒂𝒆 𝒆𝒍 𝒉𝒚𝒏 𝑷𝒓𝒆𝒔𝒆𝒏𝒕𝒔 𝒕𝒐 𝒆𝒗𝒆𝒓𝒚𝒐𝒏𝒆 𝒂 𝒔𝒕𝒐𝒓𝒚 𝒕𝒊𝒕𝒍𝒆𝒅 :
____________________________________________
🕌 🤍 ســـــجـــود الـــــقـــــلــب 🤍 🕌
{ الــسجود هـو الإنـكســار الـجمــيل ..
حين تــنكســر الــقلوب لـتتوهــج مـن جــــديــد }
____________________________________________
• قــيـــل لأمير المــؤمنيـن ذات مـرة … من هم الــفـجــار ؟!
فــأجابـهم :
” من لبسوا لباس الدين ظاهرهم التدين و باطنهم الرذيلة .. “
• فـلترانا الان يا أميرنا ، أصبح زماننا يتزين بالمعصية جهرا دون حاجة الى رداء العفة ليختبئ … نتملق بعضنا في العلن و نأكل لحم بعضنا سرا … لا نفهم الحب بغير وسادة …
لا نعرف عن الله غير فروض و عبادة …
• أمــا أنا ..؟
أنا التي قال عني رب الناس انِّي من ذوي الكتاب … أجادل و لا أفهم … أحتار و لا أسلم…قلبي لحب دينك انطمس و تكبر .. لكنني يا الله أحببت عبدا من عبادك المؤمنين ..
عبدا يتكلم بلسان عذب إسلامي .. فـإذا بي في طريقه أتخلى عن سلاحي و أعترف أن الدين عندك هو الاسلام !
سجدت لك يا الله و سجد قلبي في حب دينك و دنياك ..
____________________________________________
♡ هو يقول :
لقد بَنيت لك بَين أضلعِي منزِلاً عَسى المِقام بالمُقيم يَليق !
♡ هي تقول :
أنه يُشبه لحظة الأمان الأولى بعد أعوام من القلق ..
____________________________________________
قالى تعالى : { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء } – { الحج/18 }.
• هي مولودتي الأولى فالصنف الديني و تنتمنى تكون عند حسن ظنكم و تنال اعجابـكم ، قصتنا غادي تناول فـقلبها معلومات دينية مهمة و عبادات و سنن مهجورة اللي ممكن يكون بزاف منا غافل عنها
____________________________________________
☜ ملـاحظة : التعاليق داخل الرد و شكرا
☜ قــــراءة مـمــتــعـة لكـل لــاذعـة 🌶 …
— with Soukaina Slimani and 5 others.
الـربـــاط .. مدينة التاريخ و التجديد
العاصمة الإدارية للمملكة المغربية الشريفة ، اللي جمعت بين عراقة التاريخ و روح الحداثة ، حاضنة مجموعة من المعالم الأثرية جنبًا لـجنب مع مشاريع التنمية الحضرية الحديثة ..
بداية من صومعة حسان و ضريح محمد الخامس ، اللي هما رموز تاريخية كتعكس عظمة الهندسة المعمارية الإسلامية ، المدينة العتيقة و قصبة الوداية مرورا بشالة و كورنيش أبي رقراق وصولا لـبرج محمد السادس و المسرح الكبير
لـيومنا هذا تواصل الرباط تألقها كوجهة ثقافية و سياحية متميزة والجميل أنها كلها فضاءات خضراء فين ما مشيتي جلس و خضر عينيك ..
هنا تلاقى البحر بالنهر و تلاقى البر بالبحر، هنا تلاقات السماء بالأرض وسط بيئة نقية و فيها تجمعوا الفصول الأربع ، هنا العرفان حيث طغى العلم على الجهل .. و صدق من قال عليها : إنها عاصمة الأنوار و الثقافة ..
مدينة العرفان هي جوهرة ثقافية و قطب علمي مهم بالرباط ، واحدة من أهم الأماكن اللي كتروج للتعليم العالي و البحث العلمي فالمغرب كيتواجد بها عدد كبير من الجامعات عمومية و خاصة ، فيها مدارس عليا و دولية و غيرها الكثير ..
هي ملتقى الطلاب و الباحثين و الأساتذة ، سواء من المغرب او خارجه ، بـهدف مشتـرك هو تـحصيل العلـم و المعرفة ، وسط كلية الآداب والعلوم الإنسانية امام لونفي اللي كانت خاصة بطلاب شعبة الدراسات الإسلامية و اللي هما حاليا فالدورة الربيعية .. حالهم كحال جميع الطلاب بمختلف الكليات التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط سواء العلمية الادبية أو الاقتصادية ، بزاف ديال الهضرة و اللغا وسط القاعة كلشي تيتسنى الأستاذ الجديد ديال هاد الوحدة بعدما عرفوا انه الاستاذ السابق اللي قراهم فالدورة الخريفية تبدل وماغاديش يكمل معاهم ..
وسط داك الحشد الطلابي اللي معمر القاعة كانو جوج بنات وحدة فيهم لابسة اللباس الشرعي عبارة عن عباية فضفاضة فاللون السماوي و الحجاب فالبيج ، عويناتها عسليين و ملامحها بشوشة
فحين ان البنت الثانية كانت لابسة ملابس عصرية سروال جينز مع كابيتشو طويل فالبيج و الحجاب هو الاخر فاللون البيج اللي كانت دايراه غي على نص شعرها بطريقة مهملة تيبين خصلاتها الفحمية
ملامحها كانت زوينة هادئة و بريئة ، عيونها زمردية غامقة فالاول تظن انهم سود حتى كتقرب عاد تتشوف لونهم الحقيقي
– أفنان : سجووود ! صاحبة ديالي ، شباليك هاد الأستاذ غادي يكون بحال داك الشارف اللي ميتسماش ديال السوميستر الأولى و لا حسن منو ناري نفرني فهاد الموديل متيعرف لا يشرح لا والو و تيزيدها بـالقميع فطريقة شرحه
– ساجيلا [ بعصبية و لكنتها كانت معكلة بين الايطالية و العربية ] : الف مرة تنقول ليك متعيطيش ليا بهاد الاسم ، انا مسيحية ماشي مسلمة و ماما سماتني ساجيلا و هو الاسم الوحيد اللي عندي ، مفهووووم ؟
– أفنان [ بحزن ] : نعلي الشيطان ا صاحبتي و حاولي تعذري جدك و شوفي قراراته بمنظور اخر يمكن هو كبير ما حاولش يفهمك يمكن طريقته خاطئة و لكن نتي عطي لراسك فرصة و استوعبيه
– ساجيلا [ بصوت منغنغ بالبكا ، نطقت بتشدد على الحروف ] لااا مبغيييتش ، كنكرهوا كنكرهوااااا
رجعت بها الذاكرة لسيناريو قديم لكن مفاتش عليه بزاف ديال الوقت ، غمضات عينيها ساهية تتفكره و محساش بالقبضة د يدها اللي مزيرة على الستيلو
FLASHBACK – IN PAST
– ساجيلا : لااااء متنعرفش انا هادشي ، سميتي غادي تبقى نفسها معندكش الحق تبدلها ليا
– إدريس [ بتعصب ] : اللي عندي قلته و كلمتي متتنزلش للأرض ، منبقاش نسمع حس هاد السمية تيدور فالدار و من اليوم سجود هي سميتك و الرفاعي هي كنيتك !! ساليناااا [ ضرب بعكاز دياله الأرض حتى تردد صدى الصوت ]
– ساجيلا [ بعصبية و هضرتها ممفهوماش حيث مكتهضرش المغربية ب طلاقة ] : مساليناااااش ، مسالينااااش انا سميتي ساجيلا ممنحقكش تبدلها
– الجدة [ امرأة سبعينية العمر ، كتحاول تلطف الجو المشحون بينهم ] : الحاج الله يحفظك ما رخف شوية ، بنتي الله يرضي عليك متعصبشاااي كيبقى جدك الكبير
– ساجيلا : ماشي جدي مكنعرفوش ، ندمت علاش جيت النهار الاول هنا [ غلباتها البكية و شدت فيد جداتها تطلبها تعاونها ] عفاك قوليه يعطيني الوراق ديالي و باسبوري غادي نرجع فحالي و عمرو يشوفني .. عفاك
– إدريس : بغيتي وراقيك واخا تسناي [ مشا للبيت و تبعاتو مـرته ، شوية حتى تموا راجعين و الجدة تتطلبه ينعل الشيطان ]
– الجدة : الحاج و الساعة الله ، نعل الشيطان و قل اعوذ بالله منه ، را غادي يطلع ليك السكر متعصبشاي
– إدريس : الشيطان هي هادي اللي قدامي مبغياش تسمع هضرتي و تتعصي كلامي [ شاف فيها ] بغيتيهم و شوفي فيهم اخر مرة ! خدا الوقيدة اللي كان جايب معاه و حرقهم قدامها ورقة ورقة باسبور كارط ناسيونال و كلشي خلاها بلا هوية ، رجعت كانها تزادت للمرة الأولى ، شافت فيه بشرارة من الغضب و عيونها عافية ندمت قد شعر راسها علاش رجعت عنده لو كانت تعرف هادشي يطرا متحطش رجلها فدارو …
– إدريس : كنت ناوية ترجعي عند باك اللي سنين ما شفتيه ، سرقاتك ديك المسيحية ديال مك من بين يديه ، خلاتك حسرة فـقلبو حتى لنهار موته و هو نادم على الغلط اللي دار و لكن انا غـنصحح كلشي
– ساجيلا : كنكرررررهك من كل قلبي كنكرررررهك !
END FLASH – BACK TO PRESENT
طاحت دمعة من عينها بلاما تشعر معرفتها دموع الظلم ولا الحكرة اللي حسات بيهم و لا الوحدة اللي لقات راسها فيها ، شافت فـيديها لقاتها حمرة بقوة الضغط اللي بركت بالستيلو عليها و شافت مرة أخرى ف أفنان بنظرة قاصحة و عيونها حمرييين جمرة ، بدون ما تنطق يكفي انها وصلت ليها الرسالة ديالها ..
و يلاه غادي تحاول تهدنها و تلطف الجو حتى تقطع اللغا فالقاعة كلها و عم سكوت شافوا ف جنابهم لقاو كاع الطلبة موجهين نظرهم للباب اللي كان داخل منو الأستاذ الجديد ..
كلشي تيشوف و كل واحد و نظرته و أكثرهم التعجب اللي ظنوا انه غادي يكون شي عجوز قاصح و صعيب فتعامله بحال الاستاذ السابق ، على العكس كان عشريني العمر و باقي شاب من ملامحه تيبان الهدوء اللطافة و البهجة ..
استقبلهم بضحكة كبيرة على وجهه ، خلاتهم يرتاحوا ليه و يتوقعوا فصل دراسي مطمئن ، وصل للمكتب ديالو و حط حقيبته و جلس مقابلهم بود و كيخاطبهم بنبرة غير رسمية ، الهدف منها يتطلقوا معاه و ميكونش داك الخجل و لا الرسمية فحواراتهم ..
– الأستاذ [ بابتسامة دافئة ] :السلام عليكم ، [ ردوا عليه الجواب ] مرحبا بيا معاكم و كنتمنى يدوز هاد الفصل بسلم و نقضيو وقت مجموعين تحت سقف العلم
غادي نعرفكم عليا و ايجي الدور عليكم كذلك ، اسمي معتصم الغفيري عـمري 28 سنة ، بإذن الله غادي نكون المرشد و المعلم ديالكم فهاد المادة و اللي هي التفسير و علوم القرآن الكريم
داز الدور للطلبة اللي عرفوا على راسهم بكل لباقة حتى وصل عند أفنان و سجود اللي كانو اخر وحدين
– أفنان : إسمي أفنان الراضي
– سجود [ نطقت بالإنجليزية ] : اسمي ساجيلا الرفاعي
مكانش متوقع الجواب من اخر طالبة عنده فالصف انها تكون اروبيه عكس المظهر ديالها و طريقة لبـسها فاللحظة الأولى ظن اتكون كباقي الطلاب عربية ، و كيفها كيف باقي الأشخاص اللي شافوهم من قبل ، و كتوقع اولي فكر أنها غادي تكون من ديانة أخرى ، اعتنقت الإسلام و اختارت هاد المسلك باش تبحث و تعرف الاسلام بحق
لكن ما خفي أعظم ، صدق من قال ان المظاهر خداعة و بلي الى معاشرتيش ما تحكمش و حتى واحد ما عارف قصتها الحقيقية من غير أفنان و بلي هي مجبرة على هادشي كـكل ..!
– معتصم : إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره و نتوب إليه، و نعوذ بالله من شرورأنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ..
غادي نكون معاكم 4 مرات فالأسبوع ، كل حصة مدتها 3 ساعات درسنا الاول غادي نفتاتحوا به المادة هو الإيمان بالله .. أما بعد ، و قبل ما نتطرقوا للدرس بغيت نسلط الضوء على عقيدتنا الإسلامية !
كيفما تنعرفوا جميعا و هادي مناسبة لمن لا يعرف ، فـعلم العقيدة هو أشرف العلوم، وأجلها قدرًا، أهمها على الإطلاق و علاوة على ذلك فـأشرف وأجل وأهم ما في هذا العلم مبحث الإيمان بالله عز وجل
فالإيمان بالله أصل الأصول، وهو أول ركنٍ من أركان الإيمان الستة اللي غادي نعرفوها تباعا باذن الله ..
و بقوله تعالى في البقرة الاية 177 : ﴿ ۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾
و قوله تعالى عندما سأله جبريل عليه السلام : هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ! لانه ببساطة الايمان بالله رأس كل فلاح، و أسُ كل نجاح، فما أنزلت الكتب،ولا أرسلت الرسل إلا لأجل تقريره وتثبيته في النفوس
تمشى حتى للمكتب ديالو و خدم الداتاشوو فالسبورة اللي عرض ليهم واحد PDF فيه الدرس و ناض كيشرح ليهم حاجة بحاجة ..
– معتصم : فهاد الدرس غادي نتطرقوا لـجوج نقط رئيسية الإيمان و الإلحاد ، الاولى غادي نشوفو فيها : معنى الإيمان بالله ! ثمراته و مضمونه و الأدلة على وحدانية الله و ما ضد الايمان بالله اما النقطة الثانية تضم : الإلحاد ، اسبابه و كيف دخل بلاد المسلمين و اخيرا الاثار المترتبة عنه
على بركة الله ، فما كان في ذلك من صواب فذلك من الله وحده، وما كان فيه من زلل فمن نفسي والشيطان ..
اول حاجة للإيمان بالله عدة تعريفات ربما اختلفت الفاضها لكنها دات معنى واحد ، من بينها :
- التصديق الجازم من صميم القلب بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد،ولم يعقب به، هو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء،و الباطن فليس دونه شيء،حيٌ قيوم،أحد صمد[ لم يلد و لم يُوَلدْ وََلمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا َأحَدٌ ] الإخلاص
- الجزم بأن الله رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق وحده، المدبر للكون كله، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأن كل معبود سواه فهو باطل، وعبادته باطلة : ﴿ ذَِلكَ ِبَأنَ اللَهَ هُوَ الْ َحقُ َوَأنَ مَا َيْدعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ اْلَباطِلُ َوَأنَ اللَهَ هُوَ الَْعلِيُ الْكَِبيرُ ﴾ (الحج: 62).
و عليه فمضمون الإيمان بالله يشمل أربع أمور :
- الإيمان بوجود الله.
- الإيمان بربوبيته.
- الإيمان بأسمائه وصفاته.
- الإيمان بألوهيته.
و من بين الأدلة على وحدانية الله كثيرة جدًا و يكفي منها شهادته عز وجل لنفسه حيث قال :
﴿ ۞ شَِهدَ اللَهُ َأنَهُ لا ِإلَهَ ِإلاَ هُوَ َوالْمَلائِكَةُ َوُأوُْلوا الِْعلْمِ َقائِماًِبالِْقسْطِ لا ِإلَهَ إِلاَ هُوَاْلعَزِيزُ اْلحَكِيمُ 78 ﴾ سورة آل عمران
واصلوا الحصة ديالهم فمحيط هادئ ، الطلبة متبعين طريقة الشرح السلسة و المعلومات اللي منهم اول مرة يعرفها و اللي أثار انتباه العديد منهم ان كل فكرة او جملة تيضيف معاها دليل قراني كيمحي بيه اي نقطة شك و لو بسيطة ..
الأمر نفسه اللي شكل صراع بالنسبة لسجود اللي نصف منها ارتاح لطريقة شرحه و بغا يتبع و يعرف و يفهم و نصفها الاخر رافض الفكرة تماما و تيحاول يتشبت بفكرته ..
شحال من مرة تفتحوا أقواس خارج نطاق الدرس و تناولوا فيها الطلبة مواضيع ذات صلة بالاسلام و الديانات الأخرى كانت جهة منها باغا تشارك فالحديث و جهة اخرى رافضة بحال الى عند راسها جوج تيدويو من اليمين ملاك و من الشمال شيطان ، الحاجة اللي شكلت ليها تضارب و صراع فكري مقدرتش تصبر و هزت تيليفونها خارجة و سادة وذنيها بإحكام ..
خلات كلشي عينوا عليها حتى من معتصم وقف الدرس و علامات الاستفهام كتدور فباله من هاد الموقف ..
أفنان اللي هزت يديها طلبت الاذن من الاستاذ باش تخرج تـتبعها و وافق ، جمعت أغراضها و أغراض سجود عاد انصرفت ، فحين معتصم كمل الشرح ..
خرجات لقات يديها و الريـح ، لا اثر لها ! جبدات تيلي تصوني ليها و والـو ، فالتالي مشات هي براسها
داز الوقت و سالات الحصة ديالو و اللي كانت هي الأخيرة فجدول اليوم ، خرج من الكلية قاصد السيارة ديالوا و الوجهة كانت دارو اللي عايش فيها بوحدوا اما الدار الكبيرة كانت فيها ميمته و باه و جوج بنات خواتاته صغر منه
الطريق كاملة صورتها مبغاتش تزول من باله ، شي حاجة خلاته يتشبت بيها من اول نظرة و متفارقش تفكيره ، عيا يشغل راسه بشي حاجة اخرى لكن منجحش باش يبعدها من راسو ..
واحد دوامة الافكار غرق فيها ، سؤال يديه و جواب يرده .. بغا يلقى ليها تفسير على ديك الخرجة اللي ناضت طافجة من القاعة و قاطعت المحاضرة ديالو و لكن مصابش ، حتى من مظهرها كيبان حاجة و لكن تصرفاتها كتوحي لحاجة أخرى ..
حط عهد لراسه يعرفها و الى كانت محتاجة مساعدة يشد بيديها ، من ديما قلبه كبير و يديه ممدودة للغير يعاون باللي قدر عليه و عمره يبخل ولو بحاجة بسيطة عارفها اتعاون غيره غادي يديرها بعينيه مغمضين
هاكدا تربى و وصية الميمة ديالو ملازماه و فينما تاحت ليه الفرصة كيطبقها ، قرر فأقرب فرصة يخلق معاها حوار ، و لو يعرف منها غي شوية عليها ..
حس باللي كاينة سـر خلفها و احساسه ما خيبـه !
وصل للحي فين ساكن و اللي كان من الطبقة الميسورة ، من طبعه تيبغي الراحة و يكون وحده تيشوف انه كبير و مسؤول مكاينش سبب يخليه مع والديه و لكن ديما مجموعين فالمناسبات و الأيام سوا تيمشي عندهم سوا هما اللي تيـجيو ..
سطاسيونا الطموبيل قدام باب الدار اللي كانت ميني فيلا مكبيرااااش بزاف و فنفس الوقت ماشي شقة مكونة من طابق واحد قدامها جريدة صغيرة ، مجهزة بذوقه اللي كان غالب عليه الطابع الذكوري ألوان غامقة بين الأزرق الملكي و تدرجاته و الذهبي و الرمادي ، الأسـود و الأبيـض ..
حتى من الستايل ديالها كله عصري ، مطبخ مفتوح على السيجور بديكور راقي و فيها صالون متوسط الحجم كان تقليدي بلمسة عصرية باللون الأزرق و الذهبي و البيج فالجهة الثانية كاينين البيوتة كل واحد فيهم بالحمام و المرحاض ديالو ..
عنده مكتب ديالو مجهزه فيه تيخدم على راحة راحته و اللي كان ملاصق مع بيته و قريب ليه ، دخل ليه هو الأول حط فيه شكارته و جبد منها البيسي ردوا بلاصته الارواق ديالو كل حاجة رتبها فمكانها ، عزيز عليه النظام و الترتيب تيبغي كلشي فـبلاصته ..
عاد رجع لبيته حيد حوايج الخدمة و دخل يدوش باش يجدد طاقته حيث حاس بالعيا ، غمض عينيه و الما دافي نازل على وجهه و كتافه ، اول حاجة شافها كانت صورتها اللي مفارقتش باله ، شنو طاري ليه هو اللي عمره فكر فحتى أنثى او شاف فيها نظرة زايدة ، فحياتو كيعرف غير خواتاته و امـه
حتى من بنات العائلة ممضسرهمش عليه ، من ديما هاكا واخذ تيقاره و تيقول نهار يبغي يقصدها فالحلال نيشان ، زعمة تكون هادي سالبة عقلوا هي نصيبو اللي من الشوفة الاولى خلاته يفكر فيها و تسكن قلبه واش يمكن الحب من النظرة الأولى يكون بصح ؟ واش نتا هبيل اتحط عينك على وحدة من الطالبات ديالك شغادي يقولو عليك !
دوامة ديال أفكار تدور فراسه و أسئلة كثير مالقاش جوابــها .. سالا الدوش بعدما توضى باش يصلي فرائضه اللي فاتوه ، مشا لبس عليه باش يأدي صلاتـه اللي كان مجموع عليه الظهر و العصر ..
وحدة من البلايص الزوينة اللي كاينة فالدار و اللي ديما تيبغي امتى يدخل ليها هي بيت الصلاة ..
عنده غرفة متوسطة الحجم فالدار مخصصة فقط للعبادة ، فور ما تيدخل ليها تيحس بطمأمنينة و راحة نفسية كبيرة !
ألوانها مزيج بين البني البيج و الذهبي فيها نقوش و زخارف إسلامية و رفوف فوق بعضها مشكلين مكتبة صغيرة فيها مجموعة من الكتب الدينية
و المصاحف و ايه كبيرة فالحائـط مكتوب عليها
{ و اصبر لحكم ربـك } بالخط العثماني و مصابيح ذهبية منورة السقف و أخرى نازلة مزينة المكان ، كان فيها ركن للصلاة و آخر خاص لقراءة القرآن و التأمل فشؤون الرحمان الرحــيم …
حل باب الغرفة و حط الحذاء ديالو برا ، نطق البسملة عاد توكل و هو داخل ، أول حاجة دارها كانت النية اللي نابعة من القلب
خدا صلاية فاللون الازرق الملكي من بين الصلايات اللي كانو مطويين و محطوطين فالرف المخصص ليهم جنب المسابيح اللي كانت بحال الهواية عنده انه يجمعهم بالأشكال و الألوان ..
فرش الـصلاية و استقام فوقفته و عيونه مثبتة على مكان السجود ، نطق بصوت خافت كيحـرك فشفايفه و يديه اليمنى فوق اليسرى على صدره
– معتصم : ﷽ الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
[ توقف ثواني معدودة و بخـشوع فالآيات بدا فـقراءة سورة الكوثر ] ﷽ إن اعطيناك الكوتر فصلي لربك وانحر ان شانئك هو الأبــثر ..[ ركع و عينيه على رجليه ] سبحان ربي العظيم .. سبحان ربي العظيم… سبحان ربي العظيم .. [ استقامة ] سمع الله لمن حمده .. [ سجد و نيفه و جـبهـته فوق الارض مع استقامة يديه ] سبحان ربي الأعلى .. [ ثلات مرات ] سبحانك اللهم ربنا و بحمدك اللهم اغفر لي [ سجود ] سبحان ربي الأعلى .. [ ثلات مرات ]
دازو دقائـــق فيها كان كمل التلات ركعات و وصل للتـشهد فالركعة الرابعة و الأخيرة فالـعصر
– معتصم [ جلس فبلاصته حاط يديه امامه كـيقرا فالصلاة الإبراهيمية ] التحيات لله الصلوات الزكيات الطيبات ، السلام عليك أيها النبي و رحمة الله تعالى و بركاته ، السلام على عباد الله الصالحــين ..
أشهد ان لا إله إلا الله و ان محمد عبده و رسـوله ، اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد …
تلفت لجهة اليمين و نطق التسليم الأخير [ السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاتـه ] و مرة أخرى لجهة اليســار
ناض من جديـد باش يبدا صلاة المغرب ، لكن هاد المرة نطق كلماته جهرا بصوت رجولي فيه بحة خام كتخليك تحس بالراحة
دقــائق من العبادة كان كمل فيها صلاة المغرب ب ركعاتها الـثلات ، هز يديه للسما كدعي باللي فخاطرو من الرحمان و يطلب المغفرة و التوبة ، كيف كمل ناض لجهة فين كانت جليسة مقادة و الوسط كاين حامل المصحف فاللون الذهبي و عليه كتاب الله [ القران الكـريم ] ..
حل على أخر سورة وقف فيها و كان معلمها بـالبـوكمارك باش يعقل فين وقف التلاوة و اللي كانت هي سورة يس ، اللي معروفـة باسم { قلب القرآن } لما لها من فضل فتيسير الأمور و فرج الهم
- معلومات عن السورة •
هي مكية عدد آياتها {83} ، ترتيبها في المصحف الشريف هو {36} ، تسبقها سورة فاطر، وتليها سورة الصافات، وقت نزولها كان في الفترة الواقعة ما بين الهجرة للحبشة، وحادثة الإسراء والمعراج
تقاد فالجلسة ديالو و حط المصحف بين يديه و بدا كـيجود بصوت مسموع و متبع للقواعد الـتجويدية كلها ..
– معتصم [ بخـشوع ] : ﴿ ﷽ ۞ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِن جُندٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ (29) يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ (30) أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَيۡهِمۡ لَا يَرۡجِعُونَ (31) وَإِن كُلّٞ لَّمَّا جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ (32) وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ (33) وَجَعَلۡنَا فِيهَا جَنَّٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَٰبٖ وَفَجَّرۡنَا فِيهَا مِنَ ٱلۡعُيُونِ (34) لِيَأۡكُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦ وَمَا عَمِلَتۡهُ أَيۡدِيهِمۡۚ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ (35) ۞ ﴾
قرا ما تيسر ليه من القرأن و رجع المصحف الشريف لمكانه ، و مشا لصندوق اللي فيه تشكيلة المسابيح ختار واحد فالأزرق و رجع مكانه كيسبح و يستغفر الخالق
– معتصم : أستغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم ، اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت [ بقا كيعاودها مرات عديدة ]
بعد ما سالا ناض خارج من بيت الصلاة ، كان فيه الجوع دخل للـكوزينة ، يشوف شنو يطيب و يديباني بيه ، يلاه جبد المقادير اللي غادي يخدم بيهم حتى صونا عليه التــيليفون !
هز تيليـفونه يشوف شكون ، و داغي فتح الخط مجاوب بـابتسامة كبيرة على خده ..
– معتصم : ألــو الواليدة !
– نـادية [ دخلت فصلب الموضوع زاربة عليه ] : ولدي المرضي ، لبـاس عليك .. جي عندنا دغيا
باش تدينا انا و خواتاتك للســوق ، باش نتقداو شي حوايج و باش ترجعنا للدار عاود را خالتك جايـة عندنا انمشيو لدار خالـك معشيين كاملين تما .. صربي الله يرضي عليك !
– معتصم : هههههههه ميمتي صافي غادي نحبسوا انا وياك هنا ، تـستاهـلي ولد حسن مني ! بـسلامة
– نـادية : يــاك ا وليدي ..
– معتصم : وا شتك داخلة عليا دخلة سيــك حركتي الضو و كسيريتي ههههههه
– نـادية : ايييه كــاينة .. غي تنـضحك معاك اولدي
مكاين والو هههههه
– معتصم : نتي مزيانة خواتـاتي ، الواليد !
– نـادية : الحمد لله المرضي الحمد الله كلهم بـخير
– معتصم : واش نجي عندكم ، باغية نوصلكم تقـداو و تقضيو اش خاصكـم ..
– نـادية : إلى مسالي ا وليدي ، مكنتيش را صافي ناخدو طاكـسي ..
– معتصم : اشمن طاكسي الله يهديك ، صبروا هاني جاي نوصل لقاكـم واجدين !
داز الوقت و وصل الليل فين كانو مجموعيـن عـائلة الـغفيري ، على طبلة العـشا و صوت ضحكهم مالي الدنيا ..
– معتصم : الله الوليدة و شحال كنت مشهي هاد الرفـيسة من يديـك ، الله يعطيك الصحة
– نـادية : بـصحتك ا المرضي ، كوول و فينما تشهيتي اي حاجة قولها ليا انوجدها لولدي
– أريج : سمعتي ا بابـا ، كتفـشش فيه غير هو و احنا لا تقول عندها غير ولد واحـد !
– نـادية [ كـتشد فيها ] : واش سميتك معتصم ، تغيري ليا من وليـدي
– أريج : ياك ا ماما ، بــابــا هضر معاها
– عبد الجليل : تديش عليها ا نوارتي الى هي عندها ولدها تدللو ، انا را عندي جوج وريدات نفششهم باش ما بغاو غي بقاو على خاطركم ..
– أروى : ها المعقوووول ، سمعتي ا ماما
– نـادية : ويتك ويتك على المغيارات ههههه راني غي تنضحك معاكم كلكم ولادي و حبابي الله يحفظكم من كـل شر يا رب ..
– الـكل : امــين
– عبد الجليل : قوليا ا وليدي ، كيف دوزتي نهـارك الأول كيف جاتك الخدمـة ؟
– معتصم : مزيانة اللهم لـك الحمد ..
– نـادية : داكشي اللي بغينا ، المهم تكون مرتاح
– أروى : قوليا ا خويا ، كاينين طلبة أجانب و لا من ديانات مختلفة عندك اولا الكل مسلميــن !
– أريج : اش كـتقولي نتي ، را شعبة الدراسات الإسلامية باينة فيها غير طلاب مسلمـين ..
– معتصم : لا لا عندها الحق ، عندي طلاب مختلفين على حسب ما عطاوني ف لاليست و لكن مزال مسولت باش نعرفهم عن قرب ، حتى انه كاينين طلبة ملحدين ياربي تهديهم و نكون سـبب يرجعوا لطريق الله ..
– عبد الجليل : كاين واحد الحديث ، عن ابن عمرَ رضي اللَّهُ عنهما: أَن رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: المسلمُ أَخو المسلم، لا يَظلِمُه، ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ الْقِيامَةِ ، نتمناو ليهم الهداية اجمعين سواء مسلمين او لا
– نـادية : اللهم امين ، ربي يهدي جميع خلق الله للطريق المستقيم ، و نتا ا ولدي عندك اجر كـبير عند الرحمان
– معتصم : ماعليناش ، الله يخلف انا نوض نصلي العشا و نمشي الدار مزال تابعني بروغرام ديال المحاضرة نقادو و شلا ما يدار ..
– عبد الجليل : متجلس تبات معانا ا وليدي ، وليتي تغبر علينا شحال ما شفناك غي نشبعوا منـك !
– معتصم : لا والو منصيبش ، و لكن ها هوا رمضان جاي الوليد و ندوزوه كامـل مجموعين ان شاء الله ..
– نـادية : ان شاء الله ا وليدي علاش لا ، يلا البنات جمعوا الطبلة و وجدوا الديسير بين ما جا باكم و خوكم من الجـامع و تانا نيت نوض نصلي ركعات
– أريج و أروى : واخا ا مامـا
وسط جامع الحي ، مجمع المؤمنين و الصالحين ، الكل مخشع تيأديو صلاتهم فـسلام .. دازو دقائق كان فيها الناس سالات و منهم اللي مشا بحالو و كاين اللي بقا يصلي ركعتي الشفع و الوتـر .. و واحد من هاد الناس معتصم و الحاج عبد الجليل ..
- معلومة عن صلاة الشفع و الوتر •
صلاة الشفع والوتر هي صلاةٌ نافلةٌ تُصلى بعد صلاة العشاء، وتُعدّ من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدد ركعاتها الأفضل 11 ركعةً، يسلم من كل ثنتين، ثم يصلي ركعةً واحدةً للوتر، ويجوز صلاتها بثلاث ركعاتٍ، او بخمس ركعاتٍ أو سبع أو تسع ..
– معتصم : بـسم الله الرحمان الرحيم ، [ سـورة الفاتحة ]
خدا نفس عميق و بعدها واصل بـخشوع و تأني فالصلاة ، بـآيات قرانـية من سورة الأعلى
– معتصم : ﴿ ﷽، سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى (1) ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2) وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3) وَٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ (4) فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ (5) سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ (6) إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ ( فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ (10) وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (11) ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ (13) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ (15) بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (16) وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ (17) إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (18) صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ (19).. ﴾ صدق الله العـلي العظيــم
كمل الركعة الأولى بالسجود و قام من جديد للركـعة الثانية اللي تختلف عن الاولى فقط بسورة الكـافرون عوض الأعلى
﴿ ﷽، قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ (1) لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (2) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (3) وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (4) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (5) لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ (6) .. ﴾
[ ركع و عينيه على رجليه ] : سبحان ربي العظيم .. سبحان ربي العظيم… سبحان ربي العظيم .. [ استقامة ] سمع الله لمن حمده [ سجد و نيفه و جـبهـته فوق الارض مع استقامة يديه ] سبحان ربي الأعلى .. [ ثلات مرات ] سبحانك اللهم ربنا و بحمدك اللهم اغفر لي [ سجود ] سبحان ربي الأعلى .. [ ثلات مرات ]
دازو دقائـــق فيها كان كمل و وصل للتـشهد الاخير بعدها سلم عن جهة اليمين و الشمال ، عاد ناض من جديد لـركعة الوتـر كختام و اللي كانت هي الاخرى بحال جميع الركعات الفرق فيها [سورة الفاتحة ] مع [ سورة الإخلاص ][ سورة الفلـق ] و [سورة الـناس ]
كيف سالا هز يديه كـدعي الله باللي تمنى ، بـقا شحال حتى للاخيرو طاحت فـباله عاود و لكن هاد المرة مترددش يدعي الله و يـقول ..
– معتصم : اللهم ان كانت خيرا لي يـا رب ، فـاجعلها لي من نصـيبي
تلفت لجهة اليمين و لقا باه ناض جنب الباب كـيلبس البلغة ديالو ، جمع الوقفة و ناض حتى هو خارجين من الجامع ، مـسافة الطريق و كانوا وصلوا .. لقاو البنات و لالة نـادية حاطين ليهم طبلة فيها الديسير و واحد الفلو ملكي كانو قادوه قبل و حطوه يـبرد ، بقاو مني منك فالهضرة مجمعين حت وصلت الطناش ديال الليل ، سـلم عليهم و خرج راكب فـطموبيلته راجع لدارو ..
كيف وصل مشا بدل حوايجوا ، و قصد المكتب يكمل خدمته و يقاد شنو خاص للمحاضرة ديال الحصة الثانية من محور الإيمان بالله كـيبحث هنا و هنـا باش يلقى المعلومة الصحيحة و حتى كيتاكد منها عاد كـيكونفيرميها ، من ديما طبعه ماشي من ذاك نوع الاساتذة اللي كوبي كولي و اللي كانت يحطها و يشاركها مع الطلاب !
بقا على ذاك الحال حتى كمل و نـاض ينعس ، كـيف حط راسه على المخذة نعس بقـوة العيا
صباح جديد اصبحنا و اصبح الملك لله
واقفة قدام مرايتها كتـقاد حجابها .. تـأملت ملامح وجهها بـهدوء من عيونها البنية كيف قطرة القهوة ، حتى لـشفايفها الكرزيـة !
فلتات ليها إبتسامة جـانبية خلات حفر الزين فـخذوذها يبانوا ..
– أفنان [ غمضت عيونها و نطقت فـنفسها ] : الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، و صور صورة وجهي فـأحسنها ، و جعلـني من المسلمين ، اللهم كما أحسنت خَـلقي فحسن خُـلقي ..
تسمعوا دقات خفاف فالبـاب ، حولت نظرها ليه قبل ما يتفتـح و تدخل منو بنوتة صغيرة نسخة طبق الأصل عليها ، نفس لون البـشرة و شكل الوجه .. نـفس الضحيكـة و إستقامة الأنـف !
مكذبش اللي قال عليهم توأم مصغر ، كانت ختها الصغيرة اللي تتشبه ليها و خذات منها كثر ما خدات من والديها من الشـبه ..
– أغصان [ بـإتسامة ] : ختـي ! ساليتي ، ماما و بابا كـيتسناوك باش نفطروا مجموعين
– أفنان [ شداتها من خذوذها كتبعز فيهم ] : الـعمر ديال ختها ، غادي ناكلـك أنا ههههه قوليلهم خمسة دقايق و نـجي .. صافي
حركات ليها راسها بالايــجاب و خرجت تتجري مور ما سدات عليها البـاب
مشات جهة الناموسيـة فين كانت حاطة صاكها اللي فيه كـتوبتها و حداهم التيليفون ، هزاتوا و عاودت صونات لـسجود مرات كثيرة بدون ما تجاوبها ، من البارح و هي كـتصوني و نفس الحـال
تشطنات عليها حيث ماشي من عادتها تـطفي التيليفون ، عقلها بدا يفكر فـسيناريوهات : ياكـما تدابزت مع جدها و لا وقع لهم شي حاجة بحكم عارفة مزيان الجـو المشحـون اللي بينهم !
استغفرت الله من هاد الافكـار الخايبـة اللي جاوها و قالت مع راسها [ إن شاء الله ما يكون غير الخـير ]
هزت صباطها الي غادي تلبس و صاكـها حطتهم جنب الباب عاد دخلت للصالون فين كانو مجموعين تيساينوها باش يفطروا كلهم ، جلسات حداهم و بداو الماكلة
– رقية [ الام ] : كولي ا بنتي الله يرضي عليك باش توصلي ختك فطريقك للمدرسة واخا ؟
– أفنان : واخا ا ماما
كيف سالاو ناضوا خرجوا بعدما سلموا عليهم ، غادين و كيضحكوا و هي شادة ليها فيديها ، مـسافة الطريق و كانت وصلاتها للمدرسة
– أفنان [ مدات ليها شكارة ديالها حيث هي اللي كانت هازاها ] : يـلاه بوسي خيتو ..
– أغصان : مواااح
دارت محفظتها فظهرها و مشات تتجري تدخل و أفـنان حاضياها من بعيد ، وصلات و بقات تدير ليها باي باي بـيديها عاد دخلت .. حتى تـطمنات عليها عاد رجعت بخطواتها للخلف و دارت غادية فحالها و راجعة تاخذ الطوبيس باش تمشي لافاك قبل ما تبدا الحصة .. أساسا البروف اللي هما داخلين عندها صعيبة و كتبغي القسم كله يجي فالوقـت ، سرعات ف خطاويها كـتزرب ! دخلت مع الزنقة الأولى و الثانية ، الثالتة حتى شوية حست بـالغاشي من موراها ، سرعات فخطاويها بلاصة الخطوة كـتدير جوج و ثلاتة ..
و هي غادية حست باللي الخطاوي قراب ليها ، تخلعات و تتقول مع راسها ، اش بغا عندها فهاد الصـباح ! الثمنية و الدنيا صقيل كلشي ناعس من غير اللي غادي يقرا و لا يخدم
تزاد معاها الزايـد ، ولات تتـجري مبقاش نافعها المشي .. ضربتها بـجرية وحدة مشافتش موراها و يلاه ضارت مور الزنقة تتنفس الصعداء حتى وقف عليها هو براسو كـيلهت !
يلاه غادي تغوت وسد ليها فمها ، داغي هربت وجهها و شافت فيه بـاستغراب ملي عرفاتو و شافت وجهه ..
شاب فالعشرينات حروفه كحلين و بشرته خمريـة ، عيونه سود و اللحية مطراسية .. لابس جبادور فالابيــض سامبل غي الفوقي و السروال بلا سلهام
– أفنان [ مخنزرة ] : سفيـان !! مالك ا خويا شبغيتي عندي فهاد الصباح ، كـاع اللي كليتو واش طاح !
– سفيـان [ كـيلهت ] : مكانش يحسابلي جراية مع راسك ، ناري على سوفل عندك ..
– أفنان : هاهي فراسك مزيان ، دبا طلقني شعندك اخويا راني مزروبــة و تعطلت …
– سفيـان : أولا انا ماشي خوك ، ثانيـا صباح الخير
– أفنان : واش حمق ، موقفني و داير ليا فيلم أكشن باش تقولي صباح الخيـر !!
– سفيـان : و بـردي بردي ، الصباح هذا الناس تينوضو ضاحكين ناشطين و نتي شاعلة شوية و تحرقيني بعينـيك ..
– أفنان [ تمت غادة جهة محطة الطوبيس مخلياه موراها ] : وااا مشطـبة معاك ، صباح زين هذا
– سفيـان : مزين بـيك ، و الله ما كذبتي واش اللي شافك ميدوزش نـهارو زين
– أفنان [ وقفت كتخنزر فيه ] : دبا مغاديش تفاك مني و فوتني يرحم باك منين تسلطي عليا
– سفيـان [ باستفزاز ] : من الأرض و على رجليا منين انجيك مثلا من الفضـاء
– أفنان : سمع نقوليك جوج كلمات ، فوتني و لا غادي نقولها لبـّا يتبرا فـعمي الحاج العسري !
– سفيـان [ ضحك حتى بانو سنانو مستفين ] : هذاك هو النهار الكـبير ا بنت السي الراضي
– أفنان [ خلاتو و زادت ] : لا حول و لا قوة الا بالله
– سفيـان : تـسناي غا نقوليك مالك زربانة !
– أفنان : شـكاين عاود ..
– سفيـان : عارفة بلي حنايا دبا فشهر شعبان ياك ؟
– أفنان : اوااااه كان يحسابلي ف جمادى الأولى و لا ياكما ربيع الثاني ، قول و الله مفراسيش
– سفيـان : مضحكاتنيش حامضة هههه ، دبا واش عارفة بلي شهر رمضان الكريم قرب يـدخل
– أفنان [ شافت فيه شوفة خلاتو يسكت بدون ما تنطق ، كتقول مع راسها تـيتمرگن بيا هذا و لا مالو ] : سفيان ، بـلا طنز على الصباح !
– سفيـان : كـيضحك من تعابير وجهها ] : و غي سمعي نكمل يا هاد البـنت ، عارفة باللي عندنا 690 ركعة ديال التراويح و 30 يوم ديال الدعاء ؟
– أفنان : اهاه واخا ، نقولوا راني معارفاش ، اش استافدت دبا ، شنو كاع ايـوقع !
– سفيـان : يعني غادي نتزوجك هي غادي نتزوجك
وسعت عينيها بـصدمة من اللي سمعات و فمها تلجم عليها ، [ كتقول مع راسها شتيقول هذا واش مناعسش و لا مالو ] قاطع تفكيرها و نطق هاد المرة بـجدية تقول ماشي هو اللي كان شاد فيها عاد
– سفيـان : و الله تـا كـنبغيك .. و ناوي المعقول !
– أفنان [ شافت الطوبيس وصل و مشات قاصداه تركب ] : اللي باغي المعقول تيقصد البـاب ماشي يجي من السراجم ، الله يعاون
– سفيـان [ بـفرحة ] : نفهم من كلامك موافقة !
حركت براسها بمعنى هبيل ، و هي قلبها تيضرب بالفرحة أحاسيسها مخلطة ، كـانت مرة مرة تتشوفه فالحومة و عينها عليه عرفات سميتو و شكون هو و عرفت حتى باللي باها و الاب ديالو صحاب ، من بعد كان غبر على الحومة هو مبانش و هي مبقاتش سولت و لا تسوقت
كان بالنسبة ليها اعجاب المراهقة و داز ، حتى خرج ليها من حيث لا تعلم ! هو اللي كان مراقبها من صغرها و ديما سمعة الاب ديالها و الاخلاق د بناتو سابقة مكاينش اللي يهز العين على بنات الحاج الراضي و لا يدوي فيهم بكلمة نـاقصة ، دارها فبالو و بغاها و مشا كون راسو و خدم و رجع باش يكمل دينوا باللي بغاها قلبـوا ..
وصلت للمحطة فين غادي تنزل كان باقي ليها عشرة دقائق بالحساب ، هبطت منها من دون الطلبة اللي كانو غاديين بـاتجاه الـكلية ، حلت صاكها تتقلب على التيليفون
دخلت للواتساب تشوف ياكما سجود صيفطات ليها شي ميساج ملقات حتى حاجـة ، ديـك الساعة عيطات ليها على أمل هاد المرة تجاوبها !
الخرجة ديالها البارح بـديك الطريقة باقية مشكلاها و اللي زاد اشطنها هو الغبرة ديالها و متتجاوبهاش شي حاجة اللي ماشي من عادتها ابـدا
دخلت جهة الرسائل و كتبت ليها ميساج فيه [ الى هازة تيليفونك غير طمنيني عليك واخا بكلـمة يرتاح بالي من جهتك ! ] ، سدات التيلي و رداتو لـصاكها عاد كملت طريقها للونفي فين عندها الحصة
داز نهار مبدل بالنسبة ليها حيث موالفة بالهضرة مع سجود من نهار تلاقاو متفارقوش ، ديما بجوج ياكلو و يجلسو بجوج
بعد مرور أسبـوع ، حي الرياض – الرباط
وسط وحدة من الفيلات المتواجدة بزنقة الإجاص ، بطراز مغربي أصيل لا من الزليج و لا الخشب كلشي فيها تقليدي ، فيلا متكونة من ثلاتة طبقات و فيها جـردة كبيرة وسطها جليسة و اخيرا المسـبح
تمات داخلة بعدما وصلها الشيفور للباب و فتح ليها العساس اللي تما بابتسامة بشوشة …
خطوات قليـلة و وصلت للباب الداخلي لقات الخدامة حالاه و تتسناها خدات منها الصاك ديالها و خلاتها وراها تسد الباب فـحين هي زادت لوسط الدار ، اللي كانت فيه سقاية متوسطة الحجـم دايرة بالزليج الفاسي
بقـات واقفة كتشوف فـسكون تام ، علات عينيها الفوق كتشوف فتفاصيل التصميم المغربي اللي كان محيط بيها.
كل زاوية، كل نقشة، كل لون، كان كيْقول حكاية. السقف الخشبي المنقوش، الزليج الملون، والقباب اللي كانت كاتغطي المكان، كلها خلتْها تغرق فجمالية الفن المغربي.
كانت فيلا بتصميم تقليدي مغربي 100% ، او ان اصح القول كانت بحال شي رياض كبيـر يجري فيه الخيل واسعة و بيوتها كبار
من كلشي فيها تتحس بالروح البلديـة القديمة اللي قلالت فديور المغاربة مع الوقت و كلشي ولا تيميل للعصرنة ، كلشي لا من الاثات و لا الديكورات فيها لمسته مغربية أصيلة ..
تسمعوا خطوات جايين ناحيتها كانت الخدامة نفسها اللي تمشات تا وصلات قدامها و نطقت
– الخدامة : لالة تبغي شي حاجـة نقادها ليك !
– سجود : لا مبغيتش ، غير فين هي جدة ؟
– الخدامة : كاينة فـبيت الجنان ، هذاك هو موضعها اللي تترتاح فيه ديما ، تمشي عندها و لا نعلمها باللي راك جيتي
– سجود : لا غير خليك انا غادي نمشي عندها ..
تماات غادية بيـن الرواق لعندها ، خرجت فكولوار طويل فاللخر ديالو كان واحد البيت جوج حيوط منو بالحجر بحال كاع جدران الريـاض و الجوج الثانيين من الزاج كيطلو على الجردة ..
مخليين خيوط الشمس الذهبية تدخل و تضوي دوك النبتات و الورد المزروع فهاد الجنان الصغير ، دورات بعينيها على البلاصة تتقلب عليها حتى لمحاتها واقفة من بعيد على واحد الحـبق و هازة فيدها رشاش صغير تتسقيهم ..
هازة كمام قفطانها البلدي و اللي كان سامبل و خدمتو خفيفة فالبيج ، بالشمار باش ميتدلاو و يقنطوها ..
– سجود [ بابتسامة ] : دادا !
تلفتات لعندها بضحكة مرسومة على ملامحها اللي طغات عليها التجاعيد و لكن حروف الزين مزال فبلاصتهم حاضرين ، امراة عمرها واصل لسبعينيات وجهها منور و البشاشة باينة عليها ، حطات الرشاش من يديها و تما جاية و هازة طراف قفطانها اللي خاشياه فالمضمة و شربيل فرجليها ..
الجدة زبيدة او كيف ما تتعيط ليها سجود مرة ب ” دادا و مرة بـ “مي لالة ” ، سيدة مغربية تقليدية معندهاش مع العصرنة تتبغي ثقافتها المغربية و تتحترمها سواء من طريقة الكلام او اللباس او أي شيء فيها روح الأمهات ديال زمان ..
– الحاجة زبيدة [ بـابتسامة دافئة ] : عوينتي جيتي ، على سلامتك النـوارة ديالي
– سجود [ باست راسها ] : شكرا ا مي لالة
– الحاجة زبيدة [ تمشاو حتى جلسوا فواحد الفوطوي بلدي و صغير ] : فيك الجوع ا وريدتي ، كليتي ؟ ياكما نقولهم يوجدوا ليك تعتقي روحك !
– سجود : كليت ا لالة ، ميحتاجش
– الحاجة زبيدة : عاوديلي كيف داز نهارك المرضية
ضحكات بحب فرحانة بالاهتام ديال جداها ليها ، عاودات ليها بتفصيل ممل و هي تتسمع لها كلمة بـكلمة و شادة معاها الطريق ، بقاو حثيث مني منك محسوش بالـوقت اللي طار
– سجود : انمشي نعس نرتاح شوية ، عـييت ..
تمت خارجة حتى وقفتها الحاجة بـكلامها مترددة
– الحاجة زبيدة : تبغي تشوفي جدك ؟ صبح اليوم عيان و را خاطري عيا و انا نشوف زعافكم هاكا مطول الله يهديكم على بعضياتكم و حني الحبيبة راه ما يبغي ليك غي الخير واخا صعيب معاك
شافت فيها شوفة ممفهوماش و قصدت بيتها بدون كلمة و لا جوج ، بقات غادة حتى وصلت لكولوار اللي فيه البيوتة يلاه غادي تدخل بيتها و رجعت تا وقفت عن بيتهم ..
بقات شحال قدام الباب ، شوية حتى فتحاتو بشوية و طلت عليه لقاتوا ناعس ف سريروا مغمض عينيه ف غرق النعاس حداه محطوطة فوطة و بانيو و شوية الأعشاب عرفات بلي هاداك الدوا و هي الطريقة باش تيتعالجوا ناس زمان حيث بالنسبة ليهم احسن من الدوا ديال الفارماسيان ..
محستش بالوقت و هي واقفة تتشوف فيه بلا كلام و لا حركة معارفاش حتى علاش هي واقفة تما ، راسها مصافيش و عقلها مرون تتحس بالتلفة و بلي مشوشة افكارها مصافياش معارفاش شمن طريق تشد و فين تعطي الراس ..
خرجت سـادة عليه الباب و دخلت ديريكت لغرفتها ، حلات الباب لـبيتها و مع أول خطوة و هي داخلة للغرفة ، كتـعطيك إحساس بحالا دخلتي لعالم آخر، عالم فيه الفخامة الممزوجة بـالأصالة المغربية و الدقة اللي كتميز الصنعة التقليدية ..
غرفة كتـجمع بين الطراز المغربي الأصيل، و اللمسة الـعصرية الراقيـة ، بداية من السقف اللي كيخطف العين من أول نظرة ، اللي كان مصنوع من الجبس و مزخرف بنقوش مغربية منحوثة بإتقان ، كـتبرز جماليــة التفاصيل الذهبية ..
اللي كتخلّيك تحس كأنك وسط قصر مغربي عريق بـلونه الغامق اللي زاده إحساس بـالعمق، الجمالية و الغموض و مزين بديك الثرية اللي معلقة فالنـص على شـكل فانوس كتضوي المكـان بدفـئ ، و راسمة ضلال على جدران الغرفة ..
فالوسط كان سرير كبير مصنوع من الخشب البـني مفرش بغطا أبيض ، و مخدات مرصوصين جنب بعضياتهم بـالوان بين الرمادي و الكريمي ، عاطيين رونـق جميل !
وعلى جناب الناموسية ، كانوا أباجورات تقليدية مثبتة فالحايط، ضوهم خـفيف كيعاونوا على الشعور بـالدفء والراحة ..
و الخوامي اللي كانوا مقسومين على جوج: وحدة خفيفة بيضاء مضويـة المكان بنور النهار، ووحدة ثقيلة وغامقة كتزيد من فخامة التصميـم و تعطي شعور بـالخصوصية !
أما الباب اللي كان بنقوشو الحديدية المتشابكة، بحال شي ساجية ديال دار عتيقة، زواقو معقد ومخدوم بيد المعلم، كيخلّي الضو يتسرّب منو بحال شي غربال دقيق ، عاطي لمسة من الأصـالـة المـغربيـة و الهيبة ..
جلست فوق ناموسيتها شاردة فالفـراغ !
وجهها خالي من الملامح ، كتشوف أمامها بجمود .. و ما حسات غير بدمعة سخوونة نازلة على خدها !
وحدة تبعت الأخرى ، ولاو مسابقين على خذوذها ، دموعـها شلال تبكي و تقول والو مبكيت
قلبها مقبوط عليها و نفسـها تتطلع بصعوبة ، أنينها و صـوت شهقاتها كيتسمعوا خفـاف لدرجة مبقاتش قادرة تستنشق الهوا ! وجهها رجع حمر من كثرة الضغط
هـزت المخدة اللي كانت محطوطة جنبـها و زيرت قبضتها عليها عاضاها بـكل ما عندها من جهد ، باغية تخرج ديك الطاقـة السلبية اللي محوطة على قلبها و خانقــاه ..
باغا تبكي و باغا تـغوت بـاعلى صوتها غير هاد الخنقة اللي فيها تبعد و تـزول .. كتشوف راسها عيات و حالها متبغيهش لحتى واحـد يعيشوا
الاحساس اللي حاساه دبا معارفاش هي براسها توصفوا علاش تتبكي شنو واقع ، قلبها مقبوط و مزير عليها كتحس باللي كتدور فـبلاصتها و معندهاش نقطة نهاية بحال شي سفينة فالبحر ملاقياش المرصى فين توقف !
مالت براسها متكية على الناموسية و عيونها على السقف كتشوف فيه بـابهام و مخلية دموعها ينسابو شاقين الطريق وحدة تابعة الخرا ..
ملقات راسها غير ناعسة من قوة العيا و التفكير و الارهاق اللي حاسة بيه ، وصلت لنقطة باغية فيها غير شعور الخلاص و هـادشي ولا كافي بالنسبة ليها ولو تعطيها اي حاجة تقوليها غادي تهنيك و تخليك ترتاحي غادي تقبل بيها بدون تردد ..
منقدروش ننكر إنه مهما كانت عندنا قوة و طاقة للتـحمل ، كيعني اننا مـا محتاجين من وقت للـتاني لشي حد يطبطب علينا
يواسينا ويقتل إحساس الوحدة و النبـذ اللي معششة فالاعـماق ديالـنا ، باش نقدروا نكملوا
شعور الوحدة او بالاحرى إحساسها بالانكسار و أن قلبها مهرس لشقين واحد منهم أبيض و الثاني أسود كتشوفهم قدامها و معارفاش شنو تختار
يمكن ان الحل كان قريب ليها بزاف و قدامها ، و لكن مزال معرفاتش الطريق ليه ، الاسلام و كتاب الله و دينه اللي مزال غافلة عليهم ابدا مكانتش تحس بهاد الشعور دبا و هاد الحزن و الوحدة اللي حاسة بيها ..
كمسلمين ، سبحانه و تعالى كيخاطبنا و يقول : ﴿ و نحن اقرب اليه من حبل الوريد ﴾ ، هاد الآية كفيلة تخلينا نفتاخرو بديننا الإسلامي و نحمده الله حيث ديما بجنبنا و ممخليناش بوحدنا ..
و حيث بـبساطة حنا قوم إذآ ضاقت بيـنا الدنيا.. إتسعت لـينا السماء، كيفاش غادي نقنطوا من رحمة الله وًهو تيقول لينا :
﴿ و لقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون ﴾
مكاينش فينا اللي خالي من ضغوطات الحياة، حقاش حنا كـنعيشوا على أرض أعدت للبلآء، ولم يسلم منها حتى الانبياء، توكلوا على الله دآئما و كونوا مطمئنين و واثقـين بالله..
– معتصم [ نطق بـنظرة عميقة ] : كنظن أن فكرتك للسجود هي مجرد لمس الأرض بـالجبهة لدقائق معدودة ؟
– سجود [ سهات لثواني و رجعت شافت فيه ] بـالعكس السجود هو نقيس السما بقلبي ، ياك ؟
– معتصم [ بابتسامة ] : السماء قريبة لينا لواحد الدرجة آكثر من شنو تتخيلي .. و لكن خاصك قلب عندو الجرأة على السجود
– سجود [ حنات راسها للتحت و نطقت بصوت خافت ] و شنو بالنسبة لذاك القلب الى كان مثقل بالذنوب ؟
– معتصم : هزي راسك شوفي فيا ! [ نطق بكلماته بصوت هادئ و هي عينها فعينيه مباشرة ] الذنوب مكتقلش القلب ، و لكن كتحرقه حتى كيطهر .. و التوبة هي العافية اللي كتعاود تشكله من جديد ..
– سجود [ شافت فيه بفضول ] : كيفاش غادي نعرف بلي قلبي سجد بصح ؟
– معتصم [ بنظرة فيها حكمة ] : فاش كتحسي بلي الدموع هي اللي تتهضر بلاصة اللسان..
و فاش كيولي السكات أصدق من الكلام ..
– سجود [ نبرة صوتها تبدلت و نطقت برجفة بحالا البكية واقفة فحلقها و الدمعة على طرف عينها ] :
و لكن خايفة ما يقبلنيش الله ؟
– معتصم [ بصوت مطمئن نطق و هو تيربت على ظهرها ] : الله عمره رفض قلب سجد ليه .. حتى لو كان السجود لأول مرة
– سجود [ بصوت خافت ] : بغيت نسجد و لكن خايفة من الانكسار
– معتصم : السجود هو الانكسار الجميل .. حين تنكسر القلوب لتتوهج من جديد
__________________________________________________________________
ناضت طافجة من بلاصتها و تتصبب بـحبات العرق ، حطت يديها على قلبها و هي تتفكر الحلمة اللي شافت للحظة حسات بيها حقيقية لدرجة كبيرة و معارفتش المغزى منها ؟
علاش بان ليها أستاذها ! علاش هضر معاها فذاك الموضوع و بديك الطريقة شنو الفكرة و شنو بغا يوصل ليها عقلهازاد تخبل كثر ما كان قبل .. هي ف فترة محتاجة اللي يشد بيدها و يوريها الطريق ماشي يتلفها كثر
ناضت شربات كاس ديال الما تروي عطشها تتحس ريقها ناشف بمرة بحالا سنين ما شربت ، شافت فحوايجها اللي باقة مبدلاتهمش من البارح و علات عيونها فالساعة لقاتها الجوج ديال الليل ..
ناضت بدلت عليها ببـيجامة سخونة تدفي بيها عظامها ، لبست بانطوفة و خوجت للبالكون اللي كاين فـبيتها ، جلست على داك الكرسي الهزاز تما و ملوية غطا ديال الصوف عليها من البــرد
سرحات بـنظرها فالسما اللي كانت صافية و مضويها القمر و الـنجوم مرشوشة فكل بلاصة ، عظمة الاهية قليل اللي فاهمها و حاس بيها و هي وحدة من اللي مزال معرفوش بهاد القيمة ..
كتحاول تامل هاد الكون و تصفي أفكارها تصفي عقلها و تجرب تلقى طريق اللي تخرجها من دوامة التفكير اللي كتشوف راسها واحلة فيها فـالقاع !
صباح جديد ، أصبحنا و اصبح الملك لله
صوت رنين التيليفون تيصوني و يعاود ، عـينيها مغمضاهم من الشعا ديال الشمس اللي ضارب فيها ، حلاتهم بشـوية تتستوعب فين هي و شنو واقع ..
لقات راسها ناعسة فالبالكون على نفس وضعها اللي بقات عليه فالليل بعدما داتها عينها فلحظة محساتش
التيليفون باقي تصوني ، محبسش من الرنين ، ناضت بـخطوات ثقيلة تشوف شكون كانت أفنان اللي كتصوني عليها تشوف فين هي حيث تعطلات على الحصة اللي قريبة تبدا كانت مزال ليها عشرين دقيقة و هي مكايناش ف لافاك
– سجود : نعام ا ختي شواقـع ؟
– أفنان : فـينك مجاياش ! سيمانـة هادي و نتي غابرة على لافـاك ، يلاه تواضعتي معانا و جاوبتي ، ديك النهار طرتي عييت نقلب عليك و تنصيفط ليك فالميساجات والو فين كنتي غارقة حتى من كتوباتك بقاو عندي و دبا الحصة علاين تبدا و حسك مقطوع ، واش عاد فقتي و لا شنو ؟
– سجود : sloowly ا ختي بشوية عليا ، عيانة مافياش اللي يجي !
– أفنان : متأكدة ، را عندنا حصة عند أستاذ الغفيري و حشومة ديك المرة خرجتي من حصته بديك الطريقة و غيبتي ثلاتة الحصص عنده و اليوم حتى هو متجيش فيه ؟
– سجود : معتصم الغفيري ! [ سكتات شوية و هي تتفكر تفاصيل الحلم اللي باقي تيراودها ] واخا انا غادي نوجد و نجي ، تسنايني ..
ناضت تتلبس حوايجها و كانت هادي اول مرة تكون متحمسة تمشي لافاك و تحضر شي حصة من الحصص معارفاش شنو الحافز اللي مخليها تدير هاكا و مع راسها تتقول يمكن هذا غير تأثيـر الحلم فقط ، باقي شاد فيها ..
اختارت سروال جينـز فالازرق فاتح مع بودي د الصوف فالأسود و شال كذلك ، لبست الكاط ديالها فرجلها و هزات مونطو فاللور الكرزي بحكم الـبرد كان فالصبـاح ، دارت التيليفون فـصاكها و هزاتو خارجة ..
داز الوقت و وصلها الشيفور لباب الكلية ، دخلت مع الباب و بدات تتقلب بعينيها على افـنان اللي جالسة فوق كرسي خشبي من اللي تيكونو فالكلية خاصين بالطلاب !
لمحتها من بـعيد جالسة بوحدها ، كانت لابسة عبايـة طويلة فاللون الأسود و هاد المرة دايرة الحجاب بطريقة مختلـفة جاها زويـن ، حاطة صاكها فوق الطبلة و تتسنى فيها ، تمات غادية جهتها كتضحك و تتمشى مخبية من وراها بخطى خفيفة حتى قربـت عندها و هراتها فجنابها خلاتها تقفز من الخلعة معرفتش اش تسلط عليها ..
– أفنان : بـسم الله الرحمان الرحيم ! مالك ا ختي اناري شبغيتي عندي ، قلبي طاح بين رجلـي اوووف
– سجود [ كضحك ] : مـسكيـنة هشيشة بزااف ، غي بغيت نطلع ليك الادرينالين مرة مرة ههههه
– أفنان : زيدي قدامي زيدي، وليتي تفسدي ليا أخلاقي فين عمري دخلت معطلة للحصص ، ياربي غي يخليـنا ندخلوا !
– سجود [ طلعتها ونزلتها رافعة حاجبهـا ] : مالك بعدا مكحلاها على الوقـت ، ضاربة كحـل فـكحل
– أفنان [ مصت شفايفها كضحك و قادت خـمارها ] : الـكحل كـيجي زوين ، زيدي صربـي
بداو غاديـن باتجاه قاعة و فلحظة دقات قلبها بدات فـتسارع و أحداث الحلمة كاملين رجعوا بانو قدامها بحالا اول مرة تتشوف السيناريو ، ملامحها تبدلو ، و جمدت فاش جات عينها على معتصم اللي كان واقف تيشرح الدرس ..
باب اللونفـي كان مفتوح ، دقات افـنان طلبت الاذن بالدخول حيث كانوا معطلين بنص ساعة ، معتصم اللي شاف فالساعة فيديه و عطاهم إشارة باش يدخلوا و عينيه عليها هي اللي بقـات مسمرة فمكانها ..
حسات بيها افنـان باللي مكايناش وراها و دارت نغزاتها تفيق من سهوتها ، جلست بلاصتها مراقباه على غير عادتها و يمكن حتى هادي اتكون اول مرة تنتابه و تبع فالشرح بإهتــمام !
كان ديجا بادي الدرس و مأفونسي فيه بـزاف ، وصل للجزء الثاني منو و اللي كان تيهضر فيه على الالـحاد ..
– معتصم : اوكي نكملوا فين كـنا ، ااه بالأمثلة و اللي نقد نمشي معاكـم بعيد و نتحولوا لحصة الفيزياء ، العالم انشـتاين الغني عن التعريف كان قال فواحد من الابحاث ديالو ان الارتفاع في السماء كيؤدي لانعدام الهواء اكثر فـاكثر احد الاختنـاق
و لكن فالقرأن و قبل من 1400 سـنة الله سبحانه و تعالى شنو قال لينا فسورة الأنعام : ﴿ ﷽، فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ، صدق الله العلي العظـيم ﴾ الأنعام/ 125.
– معتصم : و نقد نزيدكم مثال اخر و نمشيو لحصة علوم الحياة و الأرض ، الجيولوجي الألماني الدكتور مينجلر : اكتشف أن أهم أسباب استقرار الأرض هي الـجبال و اللي عندها امتداد أضعاف شنو كـيبان لينا ..
و فـالقرآن الكريم ، عز و جل قال : ﴿ و جعلنا الجبال أوتادا ﴾ – ﴿ و ألقى في الأرض رواسي ان تميد بـكم و أنهارا و سبلا لعلكم تهتدون ﴾ و غيرهم الكثير من الأمثلة على عظمة الله و كلامه ، المغزى من كلامي هو انه مكاينش شي آية نزلت عبثا الا و عندها سبب و الإنسان حاليا كل اكتشافاته اللي كيظن انه السباق ليها ، تيرجعوا يكتاشفوا باللي الله سبحانه و تعالى ذكرها في كتابه العزيز قبل الاف السنيـن ، فعن آي إلحاد كـتدويو !
– معتصم : بغيتكم تعرفوا ان القرآن الكريم فـجعبته فصاحة و دقة عجيبة لدرجة انه الى تبدلات كلمة بأخرى كيتبدل المعنى كـكل .. [ يلاه غادي يعطي مثال على ذلك و قاطعه أحد الطلاب اللي كان ملحد ..
– الطالب : انا مكنأممش بهادشي اللي تتقول ، كاينين كلمات فالكتاب تدل على ركاكـته !
– معتصم : أعوذ بالله من هاد الكلام ، واش عارف شنو تتقول ؟
– الطالب : اه عارف و الدليل هاد الآية اللي غادي نقول ليك و الى قدرتي تـقنعني مستعد نسلم دبا ، قدام هاد الطلبة كاملين ..
– معتصم [ شافت فيه بنـظرة مطولة و بانت ابتسامة خفيفة على محياه حيث عرف باللي غادي يقدر يحنته امام الملء ، و علاش لا و هو حافظ لكتاب الله كله و عارف تفسير اياته كلها ] : واخا قوليا الايـة نسمع
– الطالب : ﴿ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ ﴾ ، علاش قال رجل و ما قالش البـشر ؟ كـاع الناس عندها قلب واحد فـجوفها سواء كانوا نساء آو رجال !
فـنفس اللحظة عم سكوت رهيب فالقاعة و كلشي وجه انظاره لمعتصم تيتشناو منو اجابـة مقنعة ..
– معتصم [ بابتسامة ] : بالفعل كلامك صحيح ، كلنا عندنا قلب واحد سوا رجل او امراة ، و لكن علاش الله حدد بالخصوص الرجال و قال انهم من المستحيل يحملوا قلبين !
[ تمشى حتى جلس فوق المكتب ديالوا مربع يديه و عينيه على اللونفي كاملة ، نطق مكمل كلامـه بثقـة في النفس ]
– معتصم : حيث على عكس الرجال ، المرآة تقدر تهز في جوفها قلبين اذا حملت ! و ايولي في جوفها قلبها و قلب طفلها .. بـشوية ديال التأمل و التمعن فـايات غادي تحسوا بمعجزة الله
حيث كتابه كل اعجاز بكل كلمة فيه ، بكل آيـة فيه .. حيث الله مكيحطش شي كلمة فـاية الا لحكمة ربانيـة و لو انه استبدل كلمة بأخرى لاختل معنى الاية
– معتصم : اللهم اننا امنا بك و بـكتابك و بسنة رسولك الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام ..
– الطالب [ نطق بصوت عالي ] : أشهد ان لا إله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله ..
تسمعوا تصفيقات عالية فـكاع القاعة ، كلشي فرح ليـه و على هاد الخطوة اللي دار و انـه غادي فالطريق الصحيح
– الطالب : شكرا بزاف ، أستاذ .. بفضلك عرفت الخطأ و كنتمنى من الله يهديني الطريق المستقيم و
انني نكفرعلى ذنوبي و يغفر ليا
– معتصم : ان شاء الله يا ربي ، كنتمنى لك مغفرة و استقـامة على طريق الله و الهداية لكل الناس
داز هاد السيناريو قدام عينين سـجود اللي خلاها تـحس بقيمة الاسلام و متكذبش ان بدنها قشعر فاللحظة اللي سمعات فيها الطالب كينطق الشهادتين و لكن شي صوت فداخلها تيوسوس ليها و يمنعها انها تصدق و هي الاخرى توب لله و تعتنق الاسلام
بحالا تيقوليها [ متيقيش هادشي هو كان ملحد و امن بالله و لكن نتي ماشي ملحدة نتي مامنة بوجود الله و لكن دينك صحيح ، نتي مسيـحية و عندك نبي متبعاه و كتابه الإنجيل ، متيقيهمش …. ]
سدات وذنيها بـجهد ، رافضة تسمع الـصوت اللي تيهمس لها فـداخلها ، بدات تتبكي بالحـس حتى من افنان
جنبها ما رداتش ليها الـبال !
داز الوقت و كملات الحصة عند معتصم و موراها خرجوا و مشاو لعند بـروف وحدة أخرى كانت شاداهم فـموديل اخـر ..
كافيتيريا الجامعة [ البوفيـت ] كانت عامرة كيف عادتها ، اشعة الشمس طالقة خيوطها الذهبية داخلة من النوافذ ، الجو دافئ و الطاولات الخشبية موزعين فـكل بلاصة و ريحة القهوة كتعطر الجو ..
فـوحدة من الزوايا اللي كانت هي ركنهم الدائم ، فيها تيجلسوا يتجمعوا و يدوزوا وقتهم ..
الطاولة كانت عامرة بالكتب و أوراق مبعثرين هنا و لهيه و السقاطة و ربعة كؤوس القهوة ! ثلاتة خاويين الا الرابع فيه النص
– أفنان [ و هي تتحط الكاس ديال قهوتها فوق الطاولة ] : سوسو ، معييتيش من القهوة ! اوو كاسك الرابع هذا غادي تبقاي بلا نعاس و دير ليك الأرق و نتي أصلا متتنعسيش خلاص بلا بيها ..
مجاوبتهاش كانت مركزة مع ضفارها اللي جالسة تتصبغ فيهم و كتحاول متزعزعش يديها ، أفنان شافتها نخلاتها و هي تنطق
– أفنان : راني كندوي معاك واقيلة !
– سجود [ بلا مبالاة و نظرة حادة ] : قلت ليك خليني ..
– أفنان : اهااه واخا ! و القراية مناوياش تبداي البريباراسيون ، باراكا من التسهوين و الممطالة ! هاد المرة غادي تبداي تراجعي باراكا غير المودول الأول و الثاني مفاليديتيهمش تزيدي حتى هذا ؟
– سجود [ حطت صباغة من يدها و شافت فيها ] : أفنان نتي عارفاني و عارفة معندي رغبة فهادشي كلو غير مفروض عليا و ملزمة نديرو ، مباغاش نقرا مباغاش هاد الشعبة مباغا نعرف حتى مادة من هادشي كله ، تقدري تستوعبي شنو تنقول باراكا غير الخنقة اللي انا حاسة بيها و السيكوريتي فكل قنت حاضييني متزيدينش خنقة القراية تا من جهتك !!
– أفنان [ ناضت جلست حداها و هي عيونها مدمعة ] : و الله تا حاسة بي و فاهمة معاناتك كلها و نتي كتعرفيني منبغي ليك غير الخير من نهار ربي لاقاني بيك و جمعنا و ردنا صحابات الا و فيها منفعة و موراها سبب ، انا بغيت نشوفك فرحانة و مرتاحة ، فقط كنحاول نحببك فديننا و فهاد الشعبة و القراية حتى نتي عاونني شوية و حاولي تقبلي غير الفكرة راه غادي ترتاحي تيقيني
– سجود [ بدلت الموضوع ] : يلاه نخرجوا ! سالاو الحصص ياك [ دارت تتجمع أغراضها ]
– أفنان [ تنهدت بعمق ] : لا تال غدا عاد عندنا حصة ديال فقه القران الكريم ، فين باغية تمشي ؟
– سجود [ جا ف بالها الاستاذ فلحظة معرفتش السبب علاش ] : لاي بلاصة محتاجة نفكر ..
خرجوا من الكلية و يلاه عتبوا الباب حتى وقف عليهم حارس بـبذلة فالأسود و داير نظرات شمسية ، تكلم معاهم برسمية بدون زيادة او نقصان
– الحارس : آنسة الرفاعي ! واش نديك للدار ؟
– سجود : لا فيا الجوع ، يلاه لشي بـلاصة جنب البحر ..
– الحارس : سمحيلي ناخذ اذن الحاج الرفاعي
– سجود [ دارت كتهضر مع أفنان بالايطالية بسرعة و هي معصبة ، معرفتش الكلمات الصحاح بالدارجة و طلبت منها تهضر معاه ] : بزااف بزاااف هادشي ا أفنان عيييت انا مبقيتش قادرة على هاد الوضع ابدا
– أفنان : تهدني تهدني ، ما وقع والو ! غادي نشوفو شنو غادي يقوليه و الى رفض انمشي معاك الدار نبقى معاك تال العشية و نرجع صافي ؟ [ شدت ليها فيدها كتهدنها ] عافاك ارتاحي و تكالماي ..
لحظات و رجع عندهم الحارس طلبت منهم يتبعوه بدون ما ينطق أشار ليهم يركبوا فـالسيارة ، شافت فيها سجود و تنهدت معندها حيلة كتحس راسها مسجونة و تبعتها أفنان حتى ركبوا و الوجهة مجهولة بالنسبة لهم ..
نزلات الشرجم ديال الطموبيل ، مخلية البـرد يلعب بخصلات شعرها الفحمية اللي مخبية تحت الـشال
غمضت عينيها مستمعتة بذاك الجو و داك العليل اللي كيضرب فوجهها و هي غارقـة فافـكارها ..
مسافة طريق مفاتش الثلت ساعة و كانو وصلوا لمطعم راقي خاص بالطبقة المخملية ، دارت شافت فيها و نطقت بـهدوء
– أفنان : شفتي خاص غيرالخاطر و كلشي غادي يتحل ، ان شاء الله غادي يفوت هادشي كله ..
– سجود : يلاه نهبطوا
بـعد مـرور ثـلات ايــام – كلية الآداب
كيف عادته كان واقـف كيشرح جنب البيرو ديالو ، فيديه تيليكموند كيتـحكم بصفحات البـدف اللي كان عارضه على الطلاب وسط السبـورة بالداتـاشوو
– معتصم : شكون عندو فكرة على مراتب الصلاة ؟
– أحد الطلاب [ بـأدب ] : معرفناش ا أستاذ ، اذا كـان ممكن تقولهم لينا ..
– معتصم : بالطبع ، مراتب الناس في الصلاة عندنا خمسة و سمعوني مزيان شنو غادي نقول ، هاد خمس مراتب كتمشي بالعكس اي ان الأولى هي الأبعد و الخامسة هي الأقرب لله .. كاملين تنعرفوا ان الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، { عن عبد الله بن قرط منقولاً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله. } الحديث شارح نفسه بـنفسه ، كنتمنى المغزى يكون وصلكم ، ما علينا نرجعوا للمراتب ..
– معتصم : المرتبة الأولى [ المعاقب ] = هو ذاك الشخص اللي كيضيع الوضوء ديالـه ، كيضيع أوقات الصلاة و حدودهـا ! هو داك الانسان اللي مكيهتمش بشروط الصلاة و أركانها بقدر يصلي وقت ما بغـا و يقدر ميصليش كـاع ..
هاد النوع من الأشخاص توعد ليهم الله عز وجل بالعذاب و قال { ويل للمصلين اللذين هم عن صلاتهم ساهــون } .. و الويـل هو واد في جهنم انجانا الله و إيـاكم منه ، فكيف حال تاركهـا و هادي فرصـة باش تعيدو النظر فدينكم و فرائضكم و تؤدوهم على أكمل وجـه
– معتصم : ندوزوا للمرتبة الثانية [ المحاسب ] = هاد المرتبة معني بيها الفئة اللي بالهم مشغول بالوساويس و الأفكار ، يعني ذاك الشخص كيكون كيصلي و لكن بدون خشووع ! عقله مشغول بالدنيا و مشاغيلها كيصلي بسرعة بدون تدبر
حيث ببساطة تيشوف الصلاة مجرد فرض خاصه يديره و يسالي مكيسوفهاش على انها صلة
ربط بين العبد و ربـه ..
و الرسول صلى الله عليه وسلم قال { ان العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلتها او نصفها } .. [ و هو كيشرح فالحديث النبـوي ، قاطعاته احد الطالبات في القاعة ]
– الطالبة [بـتساؤل ] : سمحلي أستاذ مفهمتش هاد الحديث الاخير ؟
– معتصم : واخا انا نفسره بطريقة ابسط ، المغزى من هاد الحديث هو الخشوع فالصلاة .. أي إنك كلما كنتي او كنت متخشع في صلاتك زاد أجـرك ، فما تخليوش الشيطان يسرق منكم أجوركم !
بالنسبة للمرتبة الثالتة ، هي [ المكفر عنه ] = و المقصود بيها كل شخص كيحافظ على صلاته و كيجاهد نفسه على الخشوع ، و كيؤديها كما يجب و كيحاول يتغلب على وساويس الشيطان !
قال تعالى { فبـعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك المخلصين } يعني هنا الشيطان من خلال دوك الوساويس اللي كيجيك تيحاول يلهيك عن صلاتك و يستدعيك للمعاصي ، لكن المسلم المكفر عنه هو اللي كيجاهد و كـيركـز في صلاته بكل تدبـر ،
و الله سبحانه و تعالى قال { واقم الصلاة ، ان الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر } حيث الصلاة ماشي مجرد حركات و لكن هي وسيلة لتزكية نفوسها من المعاصي و حمايتها من الذنـوب
– معتصم : ندوزوا للمرتبة ما قبل الاخيرة و اللي هي رتبة [ المثاب ] = هاد المرتبة كيوصلها كل شخص تيادي صلاته كاملة بخشوع و تدبر ، الحاجة اللي كتنعاكس على تصرفاته و أخلاقه و سلوكه …
سبحانه و تعالى قال { قد أفلح المؤمنون ، اللذين هم في صلاتهم خاشعــون } و من هنا تنبغي نقول لاي شخص باغي يقرب من الله يخلي صلاته عامرة بالحضور القلبي و التامل ، يهضر يخاطب الله سبحانه و كانه كيشوفه قدامه ..
حيث الى وصلتي لمرحلة تصلي و كانك كتشوف الرحمان امامك فهنيـئا لكم حيث وصلتو للمرتبة الاخيرة و اللي هي [ المقربون من الله ] = و كتخص اي شخص ، اي انسان غارق في حب الله ، كيصلي و كانه كيشوف الله امامه ،
هاد الناس تتكون وصلت لأرقى الـرتب و هي الإحسان ، و النبي عليه أفضل الصلاة و السلام شنو تيقول لينا فهاد النقطة { الإحسان هو ان تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكـن تراه فهو يـراك }
– معتصم : واش كلامي مفهوم ! [ حركوا راسهم بالايـجاب ] و كنصيحة مني ليكم الى بغيتو توصلوا هاد الرتبة خليو صلاتكم إتصال حقيقي مع الخالق ماشي مجرد عادة يومية مفروضة عليك تديرها و فقط كتدوز فيها دقائق معدودة بدون تخشع و لا سجود و لا تدبر ..
حيث ببـساطة بزاف منكم هنا معانا او أصدقاءنا ، العائلة اي شخص تنعرفوه إلى سولتيه على الصلاة غادي يقوليك واجب و سالات الهضرة و لكن اذا قلتي مع راسك ، الصلاة هي كلام مع الله !
فـهنـا ، غادي نتوقفوا و نتمعنوا فـي الفكرة مزيــاان [ اوووه كلام مع الله ! واش الله غادي يسمعني ! ] ااه ، بكل تأكيد و كمعلومة اضافية [ صليو باش الله يسمعكم و الى بغيتوا الله يهضر معاكم فٌقراو كتابه العزير ، القران ]
فـخضم الشرح ديالوا ، استأذن احد الطلبـة و رفع يديه طارح سؤال ، مفاده
– الطالب : أستاذ ، شنو بالنسبـة لإذا كانت عندك صعوبة فالتخشع ، كتحاول و لكن مكتقدرش ! شنو هو الحل
– معتصم : الحل بسيط ، و اللي هو السـجود ! غادي تسولوني كيفاش و لكن قبل انا غادي نطرح سؤال .. شكون عنده فكرة على جمالية السجود او شنو هي أجمل حاجة فـالسجود ؟
– طالبة [ بتساؤل ] : أستاذ ! سجود الجسد أو سجود القلب ؟
– معتصم [ ابتاسم بخفـوت و قرب حتى وصل للمكتب ديالو ، جلس مقابل اللونفي كاملة اللي كانوا الطلاب الكل عيونهم عليه و رجع شاف فالبنت اللي طرحت السؤال ] :
كمعلومة يستحسن تضيفيها لقموسك ، الجسد كيسجد حيث القلب سجد أولًا.. فاش كيقيس الجبين الأرض، الروح كتكون سبقاته للسماء ..
– سجود [ اللي كانت مراقبة المحادثة من أولها بتمعن ، للحظة شافت فيه بفضول بعدما رفعت يديها تستأذن الكلام ] : أستاذ ! و لكن شنو هو السجود بالقلب ؟
– معتصم [ استغرب من سؤالها و حاله كحال باقي الطلاب حيث بـبساطة اي مسلم مغاديش يطرح هاد السؤال لان اول حاجة كنديروها قبل من اي عبادة هي النية و اللي محلها القلب ..[ شاف فيها و رجع جاوبها بهدوء ] : السجود ماشي مجرد حركة ، هو لحظة تسليم، فاش تتخلي كل ثقل الدنيا تحت جبينك ، و تتحسي بلي راك أقرب من اي وقت مضى من الله ..
جوابـه بقا كيتردد فمسامعها و بالضبط الكلمات اللهرة و هنا رجع راودها نفس الحلم اللي ما فارقهاش طول هاد الثلات الأيام و حسات انه نفس الكلام بحال الى بصح قالو ليها فالحلم و رجع عاودوا ليها فـالواقع ، حست بالتـبوريشة و ذاتها قشعرت فجأة !
[ عم الصمت فالقاعة لـثواني ، حتى نطق مهرسه ]
– معتصم : الى ما بقا حتى شي سؤال فرعي ، نرجعوا لـسؤال صديقكم الأساسي ، كيفاش نـتخشع فصلاتي [ شاف فالطالب اللي كان قبل طرح السؤال ] الصلاة هي كلام مع الله ، هادي مفاهمين عليها
[ حرك الطالب راسه بايجابيــة ]
– معتصم : مزيـان ، اولا طول في القراءة ، قل هو الله الاحد بقا تعـاودها ، فاش توصل للركوع : سبحان الله العضيم عاودها عشر مرات او اكثـر مكينش إشكال ، ممكن تعاودها عشرين مرة حتى تتحسسها بصدق هذا هو التخشع و التدبر ، في السجود هاديك هي الفرصة الذهبية !
غادي تقولي علاش ، حيث فـالسجـود بالخصوص كيوقـع شيء ما في القلب لا مـكيعرفه غير اللي جرب ذاك الإحساس ، [ كانت كتسمع بتركيز كلامه حتى لهاد النقطة الاخيرة اللي ثارت فضولها ، و قالت مع نفسها شنو هو هاد الإحساس ؟ ]
– معتصم : ما عندي حتى حاجة اللي ندعي الله بها ، ماشي مشكل الأهم هو أنني نطول فالسجود ، حيث كلما طولت كل ما انا قريب من الله ، النبي عليه الصلاة شنو قال لينا على السجود { أقرب ما يكون العبد الى ربه هو حينما يكون ساجد } ..
كنتمنى تكون فهمتي المقصود من كلامي و الاهم هو التطبيق ، ان شاء الله الحصة الجـاية نبغيك تقولي بلي لقيتي الحل و طبقتي هاد النصائح ..
[ تكلم طالب اخر من الصف و كان سؤاله على سرعة في الصلاة و بلي كياديها بلا خشوع و لا تامل ! ]
– معتصم : واخا ، سمعوني كاملين [ كلشي هز راسه متبعين معاه ] واحد الـفكرة خاطئة عن الصلاة اللي اغلبكم كيحساب ليه واجب عليه تنفيذه و كيقول الحمد الله اديت صلاتي ، صافي انا را مزيان معنديش مناش نخاف ضامن الجنة !! لااا هادشي غلط كـبير ..
انسولكم و جاوبوني او جاوبوا غير بينكم و بين راسكم [ شحال د الوقت كـتستغرقوا فالصلاة ، دقيقة !! جوج فقط ؟ ]
كلشي ساكت فالقاعة معندهمش جواب حيث تيحسوا فعـلا بأن كلامه صحيح و فالصميـم ، بزاف مننا اليوم تيشوفوا الصلاه على انها فرض واجـب ادائـه لا غيـر
– معتصم : غادي نعطيكم مثال بطالب في كلية الطب عنده هدف انه يولي طبيب عالي الشان مشهور دو كفاءة الخ .. شحال كيقرا هاد الطالب فـنظركم ؟
– الـكل : من خمس سنين فما فوق ..
– معتصم : مزيـان و هكذا المثال في الصلاة شنو الهدف منها ! ان تدخل الجنة و الرسول صلى الله عليه و سلم يكون جارك ، تـعيش في نعم الله سبحانه و تعالى و تتمتع بخيراته … الخ و هادشي كلو زوين و متافقين عليه ! واخا سولوا دبا راسكم و قولوا : [ باش بغيتي توصل لهاد الهدف واش بدقيقة صلاة و لا بخمس دقائق في اليوم ؟؟ ]
بينكم و بين راسكم طرحوا السؤال و غادي تعرفوا جوابه ، لان الاختلاف كيبقى في طريقة رؤيتك للصلاة و ربي يرزقنا الهداية أجمعين ..
استكمل الحصة ديالو فشرح الدرس مع تداخلات الطلاب وقت ميفهموش موضوع ما او فكرة حتى وصل وقت الخروج و خوات لونفي ، و كانت سجود اخر وحدة جمعت أغـراضها باش تخرج حتى قاطعها بصوته و هو منادي عليها
– معتصم : قبيلة سؤالك خلى عندي فضول و بغيت نسولك سؤال تقدري تعتابريه شخصي لكن اذا ممكن
– سجود : تفضل أستاذ ، تنسمعك
– معتصم : واش كتصلي ؟
– سجود [ بصوت خافت ] لا …
– معتصم : نقدر نعرف علاش ؟
طريقة هضرته و نبرة صوتـه الهادئة كانت كفيلة تخليها ترفع او كانها تنومات مغناطيسيا ، بدات كتدوي معاه بدون شعور او انها تخلق شي حدود بينهم ..
– سجود : عشت فترة زمنية من حياتي خارج البلاد و انا معتنقة ديانة أخرى بحكم الأم ديالي كانت مسيحية و فلحظة لقيت راسي وسط محيط جديد و ديانة جديدة عليا معارفة عليها والو و تفرضات عليا ، كنحاول نلقى الطريق الحق اللي نمشي فيه ، حيث فلحظة لقيت راسي وسط البحر و معارفاش الاتجاه الصحيح للنجاة
– معتصم : فاهمك مزيان و يمكن حاس بشنو تتعيشي و لكن اللي خاصك تعرفيه ان الاسلام هو دين الحق لقوله تعالى { ان الدين عند الله الاسلام } (سورة ال عمران 19 )
– سجود : كنحس بلي بعيدة بزاف .. اصلا من ديما كنتُ بعيدة.
– معتصم [ سكت للحضات قبل مينطق مجاوبها و هو مربع يديه تيراقب تعابير وجهها ] : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } ( الحج 77 )
البعد مجرد وهم .. التوبة هي العودة، و السجود هو بوابــتها .. خلي هاد الكلام فبالي و مع الوقت غادي تشوفي الفرق
– سجود [ تنـهدت ] و لكن كيفاش غادي نرجع و انا هازة بزاف ديال الثقل ؟
– معتصم [ بصوت مطمئن ] لأن الله يحب التائبين .. دموع التوبة تتغسل قلبنا من كلشي ، وكل سجدة تـتقربكِ خطوة ..
تلفت وراه و مشا لمحفظته اللي تيكون جامع فيها كتوبته و الحاسوب الخاص به .. الخ ، ثواني بقا حتى جبد كتاب منها و رجع ماده ليها عاد نطق .. بغيتك تقرايه ، اكيد غادي يغير نظرتك لـبزاف ديال الحوايج و فالنهاية بغيت نعرف رأيك !
– سجود [ خذات منه الكتاب اللي كان بعنوان { فاتتني صلاة للكاتب اسلام جمال } و ظهرت إبتسامة خافتة على محياها ] شكرا بزاف أستاذ ، غادي نقراه اكيد
– معتصم : العفـو ، على الرحب و السعة ..
خرجات من القاعـة ، فـنفس اللحظةً حست باللي خرجت من التنويم اللي كانت فـيه .. و ملامحها رجعوا لبسوا قناع الجمود !
لقات أفنـان واقفة كتسنى فيها و سولتـها فشنو بغاهـا البروف ! وراتها الكـتاب اللي بين يديهـا و ملامحها فيهم نظرة لا مبالاة ، حلات صاكها و خشاتو فيه بدون ما تسوق لو او تاخذ نظرة حتى على العنوان !
– سجود : والو فير هضر معايا و عطاني واحد الـكتاب باش نقراه [ تموا غاديين و تيهضروا ]
– أفـنان : ديالاش هاد الكتاب ؟
– سجود [ بلا مبالاة ] : شي حاجة على الإسلام و منعرف ..
– أفـنان [ بـحماس ] : غادي تقرايه يـاك ؟
– سجود : كـتضحكيني ا فينو بزاف ، زيدي يلاه و سدي عـليا الموضوع
بداو غاديين بالـسكات و تا وحدة ما زادت كلمة حتى نطقت هي بـنبرة عميقة و مختالفة فـشكل
– سجود : عرفتـي ، اول مرة نزعـم و نهضر معاه ! عنده واحد الكاريزما و شخصيته زوينة بزاف غير من الحوار معاه كتحسي بالطمأنـينة و بلاما نحـس عاودت ليه نبذة عنـي ، منكذبش بصح ارتاحيت
قـلبي كان كـيضرب غادي يخرج من بلاصته معرفتها واش خلعة ، ستريـس و لا شنو جانـي هههه و لكن مبقات تا حاجة كـتهمني من غير قربت نحماق فهاد لافاك كلشي غـريب تصرفاتي مبقيتش فاهماها هادشي فـشكل
– أفـنان [ تنهدت و لقات راسها فموقف معارفاش واش تضحك و لا تحزن ، حست باللي الجو ايتشحن و هي تـشد فيها ضاحكـة ] : اممممم و انا نفهم ، صافي غي الحب هذا اتـهناي ههههههه
– سجود [ بـصدمة ] : سيـري سيري بعدي مني ، هو اللي بـقا ليا و بالبـروف مزال ؟ يا حماقيتي يا غادي تحمقيني را قلتها ليـك ! يلاه نمشيـو ..
– أفـنان [ بإستفهام ] : لـفين بالسلامة ؟
– سجود [ تمات جاراها من يديـها ] : للبـحر للبـحر ، خاصك تولي حافضاني تنرتـاح فيه بزاف و تيعجبني نجلس واخا بـالسوايع معنديش مشكل
وقـت الغروب ! بجنب البـحر فين كانو جالسين فوق ديك الرملة البـاردة و عيونهم على الشمس اللي بدات كتنسل بشـوية نازعة لباسها النهاري و كـتلبس عبايـة الليل ..
منظر كيخلي النـفس ترتاح و القلب يهنا ، شافت فـافنان جنبها اللي كانت متكيـة على كتفها ، حولات عينيها للـسماء اللي كانت بحال شي لوحة فنـية بـألوانها الممزوجة بين الوردي و البرتقالي اللي مايل للحمرة ..
و البحر اللي كان كيف المراية عاكـس صورة هاد اللوحة مضوي بلمعانه و حركة أمواجه ..
صوت الموج اللي كيضرب الصخر واخا بعيد عليهم و لكن صداه مسموع ، و الرياح اللي كانت كـتلاعب وجههم و أجسادهم كـأنوا حاضناهم ، إحساس مشابه لحضن الام فاش كتدور بيك تخبيك فيها و تدفيـك !
طيور السنونو كتبان من بعيد و هي محلقة فالسما راجعة لعشاشها بحال شي عائلة صغيرة تجمع شملها فالـدار بعد يوم طويل ، كل واحد كيشارك بحكاياتو و طرايف اللي وقعوا لـيه مستانسين بـبعضياتهم ..
كان فرحـان و هو كيعاود ليهم شنو وقع ليه مع واحد من الطلبة الملحدين و كيفاش ربي سخره باش يكون وسيلة و سبب فان شخص يـسلم ، الضحكة مرسومـة على وجـهه
وسط الصالة فين كانوا مجموعين جالس هو الحاج عبد الجليل و معاه عائلـة عمه و مرته اللي عندهم ولد عمره 13 سنة و بنت من عمر معتصم صغر منه بـثلات سنوات
– العم : الله يرضي عليك ا ولدي و يجعل فيك الخير و ربي يقدرك على فـعله ..
تمات داخلة لالة نـادية هازة ف يديها طبسيل ديال الطوس كبيـر فيه الدجاج محمر بالدغميرة و الفريت و تابعينها البنات اريج و أروى ببلاطو فيه العصير و الكيسان و طبسيل تاع الديسير و الخبز ..
– نـادية : زيدو زيدوا مرحبا بيكم و ألف مرحبا ، زارتنا البركـة ..
– بـشرى [ زوجة العم ] : ترحب بيك الجنة و نعايمها اختي ناديـة ، لهلا يخطيك ..
كلاو شنو قسم الله و هما مجموعين فرحانيـن و كيتبادلوا أطراف الحديـث ، رجعوا تجمعوا كاملين وسط الصالة مكملين حثيثهم حتى نطقت ناديـة
– نـادية : اوى ا وليدي مناويش تزوج !
– معتصم [ بـصدمة ] : نعـام ..
– نـادية : الزواج مالك مسمعتنـيش ، و بيناتنا را ملقاوش حسن من بنت عمك بـثينة ، وريدة و فـنة ماشاء الله عليها ، نتا غي امر دبا نخطبوها ليك ..
حـس براسو تضغط و معرف مايدير دائما الأم ديالولو كتحطو فـمواقف محرجة !
كيفاش ايقوليها فـبالي وحدة أخرى و ناويها هي حلالي
– معتصم [ تهرب من الموضوع ] : الوليـدة ، سمحيلي و لكن انا مبغيتش نتزوج دبا
– عبد الجليل : اش كـتسنى 28 عام ، راك هو هداك و اللي هـرب للزواج هرب للطاعـة ..
سكـت و هو كيـشوف فالتيليفون ، رجع كله حـمر من طبيعته يحشم و يحتارم ميعليش الراس !
– العم [ نطق تيضحك مخاطب خوه و قال ] : بـعدو منه ، ههههه صمـكتو الولد شوف كي صقل ! غا بغاو يجربـوك ا وليدي يشوفو اش تحت راسـك ..
فاش سمع هاد الـكلام ، بحالا هزيتي عليه حمل ثقيل و ارتـاح .. عاد رجـعات ليه الضحكـة و هنا عرف باللي بصح ولا باغيها ديما شاغلة ليه بالـو و تيفكر فيها و فالحصة كان نص انتباهوا معاها و شافها فاش بكـات ، هي اللي ظنات بلي دموعها غي بين نفسـها و حد ما جايـب ليها الخبار !
– معتصم [ اكـتفى بـتحريك راسـوا و الضحكة رجعت لوجهـه ] : اش هادشي كـديري ليا الوليدة
تبادلوا المواضيع و هما مجموعين و كيتناقشـو ، حتى تسمع آذان العشاء و ناضوا الرجال قاصدين الجامع يصليو ركعاتـهم ..
فضل يـخلي صلاة الشفع و الوتـر حتى يمشي لـداره و لركن صلاتـه تما فين كيرتـاح و موراها يقرا شنو تيـسر من آيات القران الكريم ..
بالـفعل ، كيف سالاو رجعوا بحالهم للدار و موراها وصل عمه و عائلته لدارهم عاد قصد داره يرتـاح هو الاخر ، كان باقي شاد الوضـوء دياله من العشاء .. مشا نيشان لبيت الصلاة يغدي روحـه بذكر الله
خدا واحد من التسبيحات اللي محطوطين فالرف و جلس على سـجادته مغمض عينيه ، كيدور حبات العقيق على معصمه و فـفمه غير كلمات الاستغفـار ..
– معتصم : أستغفر الله العلي العظيم و اتـوب اليه ، أستغفر الله العلي العظيم و اتـوب اليه ..
تفكر احساسـه فاللحظة اللي نطقت مو بالزواج و تخيل تقدر تكون مرا أخرى هي زوجته و ماشي هي ، قـلبه فشل عليه .. مع راسه تيقول امتى بغيتها و كـيفاش و لكن هو بنفسه معارفش ، يكفي انه فاش تأكـد من إحساسه طلبها من الله تكون قـدره ..
ناض و هو ناوي يصلي صلاة استخـارة و يطلب من الله يبـين ليه و لو بصيص أمل
فرش الـصلاية و تقاد فالـقبلة ، عاد بدا فـصلاة الاستخارة ، اول حاجة بدا بيها هي سورة الفاتحة من بعد سورة الكافرون .. فالركعـة الثـانية قرا سورة الفاتحة مع سورة الإخلاص ..
– معتصم [ من بعد ما نطق التحيـة ، التافت ناحية اليمين ] السلام عليكم و رحمه الله [ جهة اليسار ] السلام عليكم و رحمه الله
[ هـز يديه للسماء و بدا فالدعاء ] اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أستقدرك بقدرتك ، و أسألك من فضلك العظيم ، فإنك تعلم ولا أعلم ، و تقدر ولا أقدر ، و أنت علام الغيوب .. اللهم إن كنت تعلم أن هذه الفتاة ..خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فيسرها لي ، وإن كنت تعلم أنها شر لي في ديني و معاشي وعاقبة أمري فاصرفها عني، واصرفني عنها ، و قدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به ..
بقا لـثواني جالس فبلاصته كيشوف امامه بشرود ..
ناض بدل عليه و قصد بلاصتـه ينعس ، كان غـارق فـنعاسه ! حتى بدى كيتقلب هنا و لهيـه و ملامحه تبدلـت مزير على جفـونه و حباات العرق نازلة على وجهه بحالا كان تـيجري مدة طويلة ، حتى بدا كينطق اسمها بخفوت و حروف متقطـعة !
– معتصم : س .. سـجو .. سـجووود
وسط منـامه اللي خربق نعاسه ، كان واقف وسـط الكلية فالليل ، الدنيا ضلام و الصقيـل مضويها غير نور القمر اللي كـان كيف القنديل فالسـماء
بدا تيـتمشا بخطوات ثقيلة و عينيه تيراقبو البلاصة اللي هو فيها ، شوية حتى بدا تيسمع الخطوات بجنابه و موراه و قدامه تيمشيو و يجـيو !
تلفت بـيمينه تيقلب ، حتى بدا تيسمع صوت انيـن خفيف ، و نبرة صوت كانت ديالها و قدر يميزها نطق تينادي عليها بـاسمها [ س .. سـجو .. سجووود ، واش نتي هنا ! فـينك ] بقا ثوانـي تيتسنى الرد و مجاه والو ، حتى شوية الصوت علا و بدا غادي و كيـبعد ، لمحها بعـيدة عليه تتجري و مرة مرة كتلفت موراها بخوف ، من لغة جسدها كتبـان مرعوبة و مططربـة و كانها هاربة من شيء ما و بلاما يفكـر تبعها هو الاخر تيجري و ينادي بـاسمها ..
– معتصم : وقفي ، سجووود تسنـاااي ؟
– سجود [ شافت فيه باللور و هي مزال هاربـة ] : انا ماشي سجود سميتي ماشي سجووووود ، انا ساجيلا
– معتصم : واخا ، غي وقفي نهضرو [ زاد فسرعته تابعها حتى قدر يلحق عليها و شدها بـيديه موقفها ]
– سجود [ نترات يديها منو و نطقت ] : خلـيني ، خاصني نمشي ..
مرة اخرى طارت من قدامه ، واخا كانت قدامه بحال رمشة العين سرعتها كانت سرعة الضوء ، كيفاش بعدات عليه بهاد السرعـة مستوعبش و رجع تيجري تابعها بكل ما عنده من قـوة ، طريق مظلامة طويـلة تيشوف غير وججها اللي كان مضوي و لكن بحال الشعلة غادي و تطفا تا من لـباسها كان كله كـحل ف كـحل ..
عيا بالجري و تيحس براسه بحالا مربـوط و تيجري غير فـبلاصته بدون حراك ! وقـف تينهج مستجمع كاع طاقته و نطق مغوت بكل ما عنده من جهد تيعيط بـاسمها
– معتصم : ســـجــــوووووووود
وقفت على اثر سماع صوتـه و بدات راجعـة بخطواتها لعنده ..
– سجود [ بعيون دامعـة و صوتها فيه رجـفة ديال البكاء بحالا حابسـها ] : فات الحال بزااف ، عييييت مبقيتش قادرة نستحمـل
– معتصم [ بعدم فـهم ] : كيفـاش ؟
هاد المرة ممشاتـش تتجري بعـيدة ، بل بدات كتختفـي و هي واقفـة قدامه بحال الدخان طارت فالهوا ، شاف فالبلاصـة اللي كانت واقفـة فيها و لقا ورقـة طايحة فالأرض ..
تحنى هزها ، بـاش يقراها و يشوف محتواها كان مكتوب فيها بالخـط العريـض جملة كانت مشفرة مفهمش مغزاها و تحتها سينياتور صغيرة فالـجنب باسمها [ ساجيلا ]
قرا الـجملة مرة و جوج و هو كـعاود فيها ، كيحاول يفهم المغزى ديالها و اللي كانت هي التالـي
” فعز الظلام اللي مكتشافش فيه الروح ، كاين الطريق اللي سراجو قلب عامر بالإيمان يضويـه ! “
بدا كيحـل عينيه على صوت الآذان ديال الـفجر ، ناض من بلاصته و شعور الخوف مزال متمكن منه ، الحلمة تتعاود ف مخيلته و بين عينيه بحالا كـيعاود يعيشها من اول و جـديد ، بكـل تفاصيلها ..
– معتصم : أستغفر الله العلي العظيم و اتـوب اليه
تفضفض من بلاصتـه و مشا قاصد الحمام يـدوش و يجدد وضوءه ، من بـعدها يوجد راسه يمشي للخدمة كان هذا هو روتينه اللي متبع من قديم الزمـان ..
كيف سالا الدوش مشا لبيت الصلاة صلا ركعتي الـفجر و بعدها ركعتي الصـبح ، قرا شوية من آيات القران عاد سد المصحف مرجع لـبلاصته
وجد فـطوره و كان حاط الحليب فوق البوطة يتسناه يفيض باش يقاد قهوتـه ، وقف شارد الذهن تيتسنى فيه يطلع و الدماغ باش يفكر كان طايـر !
قلبه مقبوط علـيه و الخلعة باقا حاكماه من هاد الحلم الغريـب ، حاجة وحدة تترد فمسامعه هي ديك الجملة اللي كانت فالـورقة
مافاق من سهوته غير على صوت الحليب اللي فاص و تزلـع فوق البوطـة كله !
– معتصم : لا حول و لا قوة الا بـالله ، فين عقلي
خدا شيفونة تيمسح بيـها ديك الروينة اللي دار ، عاد رجع من جديـد تيقاد شغله ..
فـطر و سالا موراها هز شغله وراقه و المحفظة ، سوارت طموبـيل و التيليفون عاد خرج و سورت الدار ، ركـب فالسيارة و الوجهة كانت الكـلية ..
من جهة أخرى ، فـفيلا الرفاعي .. عند سجـود اللي فاقت على غـوات الحاج إدريس !
نفس السيناريـو يوميا تيتـعاود .. هي مكتبغيش تمشي للافاك و هو تيكون مصر على ذلك و تيفرضه عليها
تيتسمع دقان خـفيف فالباب ، ناضت بثـقل اللي فيها عكزانـة حلات تشوف شكون لقاتهـا الخدامة اللي كانت
حشمانة ، نطق حادرة عينها
– الخدامة : لالـة ، سمحيلي طيرت نعاسك و لكن الحاج قاليك خمسة دقايق تكوني للتحت للفطور و
موراها يوصلك الشيفور للكليـة !
– سجود [ شافت حتى عيات و تنهدت ناطقة ] : واخا شكرا ، غادي نلبـس و نهبط
رجعات تـشوف شنو تلبس و اختارت جينز مع فيست و فاللون الرمادي ..
مشات الحمام غسلات وجهها و قادات روتينها الصبـاحي و جلست فوق الناموسية سـاهية ، فاياش ؟ هي براسها معارفاش ..
ناضت تكمل تحضيرها لبسات و هاد المرة حجابـها مدارتوش بل دارت غير نايفـيا بحال الشديدة فالأسود على شعرها مخلية عنقها يـبان قادات الميكـاب ديالهاو رجعت تتقلب على تيليفونها اللي كان محطوط فوق الفيوز جنب السريـر
هزاتو تتصوني على افـنان ، دقائق بدون رد عاد تفـتح الخط
– سجود : بـاقية ناعسة و لا شنو ؟
– أفنان : باقي الحال ، اويلييي ! شطاري
– سجود [ بـملل ] : وا مبقاتش بـزاف أصلًا
– أفنان [ حيدات تيليفون من وذنها تشوف الساعة عاد رجعت جاوبتها ] : بـاقي 45 دقيقة بصح صافي هادي نوض
– سجود : صافي أنا نتسنـاك حدا باب لافاك متعطليش
– أفنان : اوكي صافي
قطعات معاها و هبـطات التحت فين لقاتهم جالسين على طبلة الـفطور الجد إدريس مترأس الطبلة بنظراته القاصحة و اللي مخلية الجو مكهـرب ، بجنبه الحاجة زبيدة اللي غير شافت سجود ضحكات كتنادي عليها تجلس جنبـها ..
و أخيرا الخدامة اللي كانت تتحط ليهم الفطور كل واحد و شنـو بغا ، مشات جلست جنب جداها و بدون ما تنطق كتفطر بصمت بقات حتى كملات عاد ناضت انصرفـت من تم و هي خارجـة وقفها بكلامه !
– الحاج ادريس : غادي تلقاي الشيفور تيساينك فالبـاب ، ركبي معـاه بلا فشوشك الخاويين تبقاي تخليه و
تمشي تشدي الطاكسيـات ..
معطاتوش أهمية لكلامه حتى أنها مدارتـش شافت فيه كانه ما كاينش من الآساس ، كملت طريقها حتى خرجت حلات الـباب د طموبيل و ديمارا بيها الشيفور باتجاه الكليـة ..
عند أفنان اللي ناضت من بلاصتـها ، قادات روتينها الصباحي تـوضات و مشات تصلي ركعتي الـصبح عاد لبسات حوايج لافاك ، اختارت اونسومبل فاللون الرمادي الفاتـح بالحجاب ديالـو ..
بدات تتقاد حجابها قدام المـراية ، حتى كتلمح واحد الحبوبـة ناضت ليها فوجهها ، تنهدت بـضيق و قالت [ ناااري قربات عوتاني غادي تجيني بالعذاب ]
– أفنان [ حطات يديها على ديك الحبوبة و غمضات عينيها ناطقـة واحد الدعاء اللي ديما تيعطي مفعوله بالنسبة ليها .. ] : اللهم مطفئ الكبير و مكبر الصغير اطفئها عني
كملت شغلها و قادات شنو خاصها ، جمعات كتوبتها فالـصاك و خرجت بعدما فطرات و سلمت على مها و باها ، عاد خرجت تاخد الطوبيس يوصلـها ..
أمــام كـلية الآداب و العلوم الإنســانية
واقـفة كتسنى فيها حتى شافـتها من بعيد نازلة من الطوبـيس و جاية ناحيتها ، قلصات المسافة بيناتهم و تمشات عندها عاد تموا راجعـين للافاك و هما تيدويو و يضحكوا ..
– سجود : شفتك دايرة بيرسينغ ! هادي جديدة عليا ..
– أفنان : حيث حلال ماشي حرام
- ملحوظة •
إن الثقب فى الأذن أو الأنف ليس حراما كما يزعم البعض حيث لم ينهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذا مستشهدًا بقوله تعالى { أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } فهذا أمر فطرى في أى فتاة حبها للزينة و الحلى”.
من جهة أخرى عند معتصم اللي كان حتى هو يلاه وصل امام الكـلية و تيقلب فين يباركي الطموبيل ديالو ! صونا ليه التيلفون و حنى راسـه يشوف و مع غادي يعلي عينيه حتى تيفرانـي بالجهد بعدما ضربها و جات طايحة فالأرض !
استغرق ثواني باش يفهم و يـعرف انها فعلا سجود اللي ضرب و ماشي شي بنت اخرى و فقط تخيلها
هبط بزربـة عندها هي اللي كانت جالسـة فالأرض و مقصحك من الخبطـة ، كتفوت و افنان تتسكت فيها
– سجود : صباح زوين هذا ؟ فين كانو عينيـك مكتشوفـش واش عــ…
سكتات ضاربـة الطم فاش نزل من الطموبيل و عرفت باللي الأستاذ نفسه و ماشي شي شخص اخر ، رجعت تفتف و قلبها تيضرب ملـيون فاش حنى عندها تيطمئن عليها بواحد الطريقـة كانه تيعرفها سنيـن
بلاما يشعر كان كيتصرف بقلبـه مخلي ليه زمام الأمور ، كيفحص فيها واش فيها شي اذى واش مزيـانة ، هي اللي رجعات بحال شي طفلة صغيرة كانت تتقلب على الاهتمام و عاد لقاتو
– معتصم : واش بخير ، يـاكما تقصحتي ؟ [ عاونها تـوقف و أفنان اللي توخرات اللور مخلية ليهم المساحة كانها حسات بشيء مـا ] تبغي نديـك الطبيب
– سجود : لا لا ماشي مشكل ما عندي والـو ..
دارت تتقلب على افنـان بحالا باغية تهرب و تتخبى فيها من شي حاجة مجهولة بالنسبة لها
– سجود : شكرًا استاذ ، انا غادي نمـشي ..
تردد قبل ما ينطق و يـشوف ردة فعلها ، هي اللي عطاتو بالظهر و تمات غادية حتى وقفها صوتـه !
– معتصم [ تم جاي ناحيتها ] : دقيقـة ! كنت بغيت نسولك واش بديتي الكتـاب اللي عطيتك ، كيف جاك كانطبـاع اولي ..
– سجود [ بـصدمة ، بدات تتفتف و علامات الاحراج بانو عليها ] : الكـتاب ؟ اااه الكتاب تفكرت ، ز ..زويـن انكمله و نقوليك راي الشخصـي ]
– معتصم [ بـابتسامة ] : نــهاركم سعيـد
انصارف مخليهم بـجوج و مشا فين افنان ، وقفات تترمقها بنظرات غاضـبة ..
– أفـنان : علاش كذبتي ؟
– سجود : مـعرفتش ..
– أفـنان : كيفاش معرفتش ، ببساطة قوليه لا راني مبديتوش حيث مبغـيتش
– سجود [ ملامحها تبدلو و جاتها البكية ] : ماشي مبغيتش ، معارفاش مالي و شنو باغية فعقلي بزاف ديال الطرقان تديني و تتجيبني تنحس براسي تالفة، نص مني باغي يقراه و نص مني رافض الفكرة ، خايفـة يعرف هاد الصراع اللي عندي و ميفهمنـيش حتى انا راسي و مفاهمـاهش ، فاش كـنشوفه قدامي بحال الى كتهزي ساجيلا و تتحطي نسخة أخرى !
معرفتش شنو تيطرا لياا اووووف
– أفـنان [ بـشك ] : كتبغــيه ؟
– سجود : كـيفاش ! لا ميمكنـش ، مستحـيل ..
مشات أيام و جات ايـام ، بدون تغيير نفس الروتين كيتعاود بالنسبـة لسجود و معتصم .. حتى ديك الشعلة ديال الفضول اللي كانت جاتها رجعات طفات و رجعات لشخصيتها القديمة : اللامبالاة
يوم جديد – وسط مكتب الشؤون الطلابية
كان واقف الحاج إدريس و معاه مدير الكلية بسبب نفوذه اي حاجة بغاها يديرها ، قدامهم كان رئيس المكتب و اللي حال حاسوبه تيقلب فسجلات الطلاب على اسم سجود الرفاعي ، فهاد اللحظات اللي كانت هي فالقاعة كيف عادتها مع افنان متبعين درس أحد الموديلات اللي عندهم فالسوميستر .. او بالأحرى أفنان متبعة و سجود لا
تدق الباب و كانت وحدة من رئيسات الشؤون الطلابية ، ابتاسمت هي و الاستاذة ديال المادة و طلبت الاذن
عاد نادات على اسم سجود !
– الرئيسة [ بصوت عالي ] : سجود الرفاعي ؟
سجود علات راسها باستفهام زائد أنها تتكره يتنادى عليها بهاد الاسم ، دارت ناحية أفنان تتسولها بعينيها شنو بغاو فنفس الوقت هزت يديها بمعنى انا هنا ..
– الرئيسة : واخا تفضلي معايا للمكتب ..
بالعودة لمكتب الشؤون الطلابية ، لحظة و تدق الباب و تموا داخلين منه بجوجهم ، فور ما شافت جدها تما روحها تقبطت و تزيرت عليها كارهة الموقف و المكان كـكل ..
– الحاج إدريس [ بنظرات قاصحة ] : جيتي ! على سلامتك مزيان مزيان بزاف هادشي اللي تنشوف قدام عيني
– سجود [ بغـضب ] : شنو بغيتي [ تمتمت بـكلمات مبهمة بالايطالية و هي عيونها حادة دليل على حقد ]
– الحاج إدريس [ بـاستهزاء ] : شنو بغيت اهااه بغيت شرح لهاد النقط المأساوية اللي جايبة ليا ، شنو هاد المستوى الدنيئ و شنو هاد النقط انا مصيفطك تقراي و ثثقفي و لا تجي تضيعي الوقت ؟
– سجود : واش تتضحك عليا ، شنو غادي نقرا نقرا على دين اللي نتا معتنقه بقناعة و حب و انا فارضه عليا ؟؟ نقرا على ثقافة مكبرتش فيها أو على محيط ماشي ديالي ملاقياش فيه راحتي و مبزز عليا .. نبحث و ناقش فمواضيع متتجمعني تا بصلة بيني و بينها ، نفهم و ندوز امتحانات معنديش رغبة فيهم ؟
– الحاج إدريس [ عينو رجعات حمرة مرضاش تهز صوتها عليه قدام المدير و وسط الـناس ، تقدم ناحيتها بخطوات ثقيلة و مع كل خطوة صوت عكازه تيتسمع بحال ناقوس الخـطر ، هز يديه تال السماء و ضربها بصفعة خلات صمت رهيب يعم فالمكـان ، و صوتها يتردد صداه عاد نطق بتحذيـر ] : اخر مرة صوتك يـعلى فـوق صوتي !! واش فهمتيييي
– سجود [ حطات يديها على حنكها اللي رجع حمر و شافت فيه بـنظرة دامعة حاسة بالحـكرة ، كارهة راسها و الوضع اللي هي فـيه و على العكس اللي توقع انها غادي تـسكت و تحني الراس ، لا نطقت بصراخ ] : عمرك تحـلم ، سمعتي .. مغاديش نقرا شنو بغيتي مغاديش ندير شنو بغيتي انا اللي نقرر حياتي و شنو ندير فيهـا !
– الحاج إدريس [ غوت بأعلى من صوتها ] : اااه بزز منك بغيتي و لا كرهتي غادي تديري شنو بغيت انا و شنو تنقول و نقرر انا ماشي نتي [ ضرب بعكاز ديالو فالارض بعصبية ] ساليناااااا
– سجود : متاكد بغيتي ندير قراراتك ، متاكد بغيتي تشوف نتائج هاد القرارات واخا انا غادي نوريك ..
خرجت بزربة من المكتب تتجري و تقول ما جريت دموعها شلال على خدها صافي تتشوف راسها وصلت لخط النهاية و لاخر ذرة صبر عندها ، الكاس اللي كان تيحمل قطرة بقطرة اليوم عمر و فاض ..
عانات بما يكفي من الضغوط النفسية الكثيرة ، فظرف ثلات أشهر شافت و وفات و سببها الاول و الأخير اللي بالنسبة ليها نقطة سوداء فـحياتها هو الـجد ديالها اللي كان متشدد فمحاولاته باش يخليها تدخل الإسلام !
كان كـيفرض عليها أفكاره بطرق صارمة ، ممخليش ليها المجال تاخد القرارات بنفسها و بقناعة ذاتية تامة ..
عند الجد اللي معطاش اهتمام بكلامها الاخير و ظن انه مجرد كلام تافه لا يغني من جوع ، تم خارج من المكتب مع المدير فـحوار بيناتهم .. حتى كـيتسمع صوت الصراخ ديال الطلبة و الهضرة تتعاود كلشي مخلوع و كلمات تردد صداها على مسمعه من قبيل [ غادي تنتاحر ، ناري مسكينة ، شكون عرف مالها ]
للحظة دخل معاه الزايد و مطيح غير هي فباله و رجع صوتها فوذنه و هي تتقول جملتها الأخيرة
[ متاكد بغيتي ندير قراراتك ، متاكد بغيتي تشوف نتائج هاد القرارات ، واخا انا غادي نوريك .. ]
المدير وقف وحدة من الطالبات تيسولها شنو واقع
– الطالبة : وحدة من البنات كتحاول تنتاحر راها واقفة فحافة الصور الطابق الرابع ..
من ناحية أخرى، الأستاذ معتصم اللي كان فـقاعة اخرى و عنده محاضرة قسم ثاني من الطلاب ، كان تيشرح كيف عادته فـهدوء .. حتى تعالى صوت الوشوشة بين الطلبة و صوت ديال الهواتف ديالهم كيوصل تباعـا معلن على رسائل فالمجموعات اللي دايرين بيناتهم .. كاين منهم اللي محترمش حرم الـدرس و خرج يشوف شنو واقع على المباشـر ، شوية بـشوية حتى نص القاعة خـرج و معتصم باقي مفاهمش شنو واقـع !! تحرك ناحيـة احد الطلاب يستفسر منوا ..
– معتصم : تقدر تقولي اش طاري ، شنو وصلكم خلا نص طلبة يغادروا القاعة ؟ شـواقـع
– الطالب : أستاذ هادي وحدة من الطالبات فـالكلية كيقولوا راها دبا فالطاج الرابـع على حافة الصور باغية تـنتاحـر و الله أعلم
– معتصم : الله اكــبر
خرج بلاما يـفكر او يعرف شكون هاد البنت ، حتى انه ما ظنش غادي تكون وحدة من الطالبات عنده
– سجود [ واقفة فوق السور العالي فـساحة الجامعة ، الطلبة كلهم مجمعين عليها التحت تيراقبوها بعيون صامتة ] : خـليوني … ما بقاتش عندي الطاقة ، عيييت من كلشي !
– أفنان [ كتغوت ربي اللي خلقها قلبها طايح بين رجليها ] : سجود ، نزلي ! عفاك الى ما نزلي ما ديريش هاد الشي !
– الحاج ادريـس [ كـيصرخ بنبرة مجروحـة و الندم كينهش فيه للحظة حس بخطأه و انه على وشك يخسرها ] : بنتي نزلي من تماك الله يرضي عليك ! الإسلام ما كايعلمناش هاد الشي !
– سجود : و لكن نتا علمتيني نكرهوا ! و نكره راسي
لـلحظة فاش شافها هي اللي واقفة على الصور ، قلبه ضرب بقوة كانت هادي اول مرة بالنسبة ليه يحـس بالـهلع ، الفزع اقوى درجات الخـوف ! و هو كـيشوفها غادي تقـتل راسها بـيديها ، واقفة على حافـة الموت بين الدنيا و الأخرة ..
اخر سيناريو كان متوقع يشوفه هو هذا ، ميكذبش او يـنكر انه من اول مرة شافها حس بـرابطة بيناتهم حس بشي حاجة جامعاهم و اللي كـيشوفها غادي تضيع فـاي لحظة من بين يديه !
مـفكرش بزاف و طلع قاصدها ، يـهضر معاها و يحاول يقنعها تلغي هاد الـفكرة من راسها .. وصل عندها كيحاول يهدن راسه و ميـتوترش باش ميخلعهاش أكثر او تدير شي حركة لا إرادية تاذي نفسها ..
– معتصم [ كايهضر بنبرة هادئة] : بلاما تهوري ، الحياة عندها قيمة كبيرة و ما يتساهلش تقتلي روحك، الله منعنا من هاد الشي. سبحانه و تعالى تيقولينا {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }.”
– الحاج إدريس : سجود بنتي ، انا غلطـت غالط اه غالط غي سامحيلي ا بنتي و نـزلي
– سجود [ بـعصبية ] : متقولـيش سجووووود و ما سميتيش هاد السمية ماسميتيـش هاد السمية !!
– معتصم [ بدون ما يشعر عاود نـطق نفس السمية ] : سجود ، متسرعيـش غادي تندمـي !
شافت بيه بنظـرة قاصـحة و زادت بخطوة باتجاه الحافـة ، حركـتها فشلاتـه مبقاش عارف شنو يديـر
– سجود [ نطقت ضاغطة على الحروف ] : الف مرة قلت هاديـك ماشي سميتييي !
– معتصم [ بـخوف ، الهضرة تلفات ليه ] : واخا واخا صافي ساجيلا ، انا عارف غي تغالطوا ليـا !
– سجود : كرهتونـي فراسي بهاد السميـة ، كلشي تيعيط ليا بيها .. عييت نشرح لكم مفهمتووش ، [ كتـبكي ] هاد الاسم اخر ذكرى ليا من ماما هي اللي سماتني و مباغياش نبدلوا بـتاتا
– معتصم : تهدني ، واخا .. عارف باللي عندو مكانـة فقلبك و تيعني ليك بـزااف ..
– سجود [ شافت فالجد بحقد ] : هو اخر جزء من هويـتي اللي طمسها ليا و حرقها قدااامي
– معتصم : يمكن لو تقبلتي الفكرة ديال تغييره غادي تكون بداية جديدة لـك ، حيث معناه زوين جاي من الخضوع و التذلل في العبادة و تيعكس نور الايمان و السلام الداخلي
عكـس اسمك ساجيلا ، اللي عنده تفسيرات خايـبة مرتبطة بالظلام و الشرور ، لو خديتي فـرصة تفهمي الناس اللي دايرين بيك و تستوعبيهم غادي تعرفي باللي باغيين ليك غير الخـير ، يمكن هدا هو الـسبب اللي خلاه يبدلوا ليـك ، فكري بايجابـية فالموضوع ..
بـقات ساكـتة و تتشوف ، حس بانها غادي تقتانع و زاد مقرب بخطوة لعندها حتى شافـت فيه بـسرعة ناطقة بصراخ
– سجود : متقرررربـــش !
– معتصم [ وقف ] : واخا واخا هاني ، غي هبطـي نهضروا الامر محتـاج حوار ماشي تسرع ، شنو ما
كان المشكل غادي نعاونـك ..
– سجود [ كـتبكي ] : أستاذ، أنا انا عيييت … ما بقيتش حاسة بمتعة الحياة و لا بـالطمأنينة ، كـنشوف راسي
طفيت و فقدت الأمل صافي !
– معتصم : سجود ، الأمل ما كايموتش ! نزلي من تـما ، و غادي نعاونك و نلقاو الحل بـجوج
– سجود [ تنهدت بعمق ] : سمحليا ، و لكن وصلت للنهاية .. صافي منقدرش
– معتصم : غي سمعي ليـا و نزلي من تـما
سدات على ودنيها كارزة عليهم و نطقت بهستيرية تتردد نفس الكلمة مرات عديدة [ أنااا عييت ، أنا عييت ] ، بـغفلة منهم و قبل ما يستوعبوا الأمر ، رمات راسها من فوق السور وسط صدمة الـكل نطقت بكلمتها الأخيرة : خـلــيـوني !
فرمشة عين كانت طايحة للأرض بدونة حراك ، غوتات أفنان ربي اللي خلقها و دارت يديها على فمها و هي مصدومة كـتشوفها جثة هامدة مكتحركش !
مشات عندها بـالزربة هي اللي كانت فاقدة للوعي ، بدات كتحرك فيها و تعاود و لكن لا مجيب ..
– أفنان [ كـتبكي بهستيرية ] : سجــود ، ختي ! فيقي عفاك .. فيـفي فيقي متخلينـيش
معتصم اللي هبط كيجري و تينقز فـالدروج معرفش كيدار حتى وصل عندها ، بدا تيبعد فـالطلبة من حداها مسوقوش شكون قداموا جدها صحابها عائلتها غي تيحيدهم من طريقو باش يوصل ليها بلا عقل !!
– معتصم [ تيحيد الشعر من على وجهها و الشال اللي كان تلوى عليها غادي يخنقها ] : سجود .. سجود ، كـتسمعيني ! حلي عينيك و جاوبيني ..
– أفنان [ عينها وساعت بالصدمة أكثر فاش شافت راسها كـينزف ] : أستاذ ، أستاذ راسها فيه الدم
هو الاخر لمح الجرح اللي كان فـجبينـها و باين عمـيق ، تخلع و دار كيغوت ليهم يعيطوا للإسعاف باش يجيو خلاص !
كيشوف فـوجهها اللي تخطف منو اللون واخا هكاك كتبان بريئة و زوينة ، بل أكثر ملامحها كانـت عربية ماشي أروبـية ! ناعسـة بحال الطفل الصغيـر
– الحاج إدريس [ بـخوف ] : بنتي ! سجود نوضي الله يرضي عليك ، منبزز عليك والو اللي بغيتي ديريه ، غير فيقي ..
– أفنان [ بـغضب ] : دبا عاد كـتقول هاد الهضرة ، حتى كرهتيها فراسها ! واش الدين عندك بزز مكتعرفش شي حاجة سميتها السـلم و بالتي هي أحسن ، الله يسمح ليك الله يسمح ليك الله يسمح إلى ختي مفاقتـش عمرني نسامحـك !!
دموعوا نزلوا بلاما يحس ، عاد حس بالخـطأ دياله و بشنو دار فيها كيفاش فرض عليها شي حوايج بلا خاطرها كيفاش بزز عليها تبقى فالمغرب و تبع رأيـه و كلمته هي اللي غادي تـكون بغات او كرهت ، عاد عرف كـيفاش نفرها من الإسلام عوض ما يحببها و حرمها من كاع الحوايج اللي بغات ..
جلـس الارض تيبكي بحرقـة ، بحال شي وليد صغـير خديتي ليه شي حاجـة عزيزة عليه ، تـيشوف راسه عاجز ما باليـد حيلة ..
حيد النظاظـر من عينيه و يديـه تيترعدوا ، مقادرش يعتقها و تيشوفها مشات من يدو ، كانت نسخة طبق الآصل من ولده البـكر ! شابهاه فعناده و قصوحية راسـه ، حتى فالتصرفات و كلـشي ..
رجعت بـيه الذاكرة لـسنين للوراء فاش كانت سجود مزال صغـيرة ، بنت فعمرها سبع سنوات و كانو والديها مزال مزوجيـن و لكن فصراع !
FLASHBACK – IN PAST
فنفس الريـاض اللي عايشين فيه حاليا و لكن قبل خمسطـاش سنة
كان الغوات تيتسـمع فـوحدة من الغرف و اللي كانت ديال والدين سـجود ، تيتغاوتوا و صوتهم مسموع فالرياض كله تيتردد صـداه .. فالاسفل جالس الحـاج ادريس و معاه لالـة زبيدة ، مباغيينش يتدخلوا فالامر مخليينهم يحلوا مشكـلهم راسهم كأي زوجيـن ..
شويـة حتى تسمعوا صوت الخطوات جايين ناحيتهم ، كانت سجود اللي تتـجري و تتبكي فنفس الوقت !
– سجود : جـدي .. جـدي ، عفاك انا خااايـفـة
مشات تخبعات مور ظهـره و هي كلها تتغـزل بالخـوف من صوت الغوااات اللي غير ما غادي و تيجهاااد
شوية حتى كتبان امرأة ثلاتـينية ، هابطـة فالدروج تتهضر بالايطالـية معصبـة و هازة فيديها باليز دليل على انها غادي تسافر او تكشي فحالها و من موراها راجل هو الاخر تيغـوت
– الأم : Abbiamo finito, vado a prendere mia figlia con me
[ صافي ساليـنا ، هادي اللخرة و غادي ناخد بـنتي معايا ]
– الأب [ محاسش بالهضرة اللي تيقول ] : سيري ، غادي نحبـسك ! عييت من دلالـك و شروطك اللي مكتساليـش
تقدمـات حتى وصلت عند الجد و نطقت طالبـة منو يعطيها سجود اللي كانت مخبية فحضنـه
– الأم : Sagilla, vieni qui. [ ساجـيلا ، اجي هنا ]
– سجود : Non voglio [ لا مبغيـتش ]
هزات عيونها المدمعيـن و شافت فجدها تتبكـي ، و تطلب منه تخلـيها تبقى مباغياش تمشي معاها
هي اللي جراتها من بين يـديه بالجهد ، ناترة ليها ذراعها اللي كانت مزيرة بيهم على حوايـج جدها متشبتة فيه و مباغاش تمـشي ، خداتها من تم و كانت هاديك اخر صورة ليها و اخر مرة يـشوفها قبل ما تديها و ترجع بيها لـايطاليا ..
END FLASH – BACK TO PRESENT
رجع من ذكـرياتـه على صراخ معتصم ، اللي تيغـوت يجيبو ليه سوارت طموبيلته من القـاعة و هو هازها بـسهولة بحال الريشة متتسوى حتى وزن مغمى عليها ، كانت فاقدة السيطرة على عضلاتها، و مرخـية بين يديه سخفانة ..
غادي بيها باتجاه سيارتـه حيث الإسعاف تعطلات ! حطها على كراسي الخلفيين .. وقف شوية ، شافها عينيها مغمضين، أنفاسها بطيئة، شعرها مبعثر فوق وجهها، وملامحها فيها أثر الدموع اللي كانت كتسيل قبل لحظات !
وصلات عليه افـنان اللي ركبات جنبها عاد كسيرا غادي بيها للمستشفى
وســط مسـتشـفـى ابن سينـا ، بالــربـــاط
فـوحدة من زواياه القريبة من غرفة الطوارئ ، فين الكراسي البلاستيكية ملاصـقة بـجنب بعضياتها بحـال
شي سفينة مهجورة في بحر الانتــظار …
جالسـين بوجوه عاكـسة كل درجات القلق ، الهواء مشحون برائحة التعقيم اللي مخلطـة بـرائحة القهوة الفاترة ! بقاياها متـروكة وسط الأكواب الورقية المنسية على الأرض ، كل نفس كـياخذوه كيشبه لـمعركة مع الزمن البطـيء ، بحال الى كيتوقف عمدا باش يـطيل لحظات انتظـارهم …
منهم اللي واقـف مقابل عقارب السـاعة و دورانـها [ تـؤ … تـؤ … تـؤ ] ، لـلحظة كتظن انها واقفـة مكتحركش ، و منهم اللي جالـس مراقـب الأرض بعيون غالبها التعب ، نظرات حـزن ، ندم و حسرة .. طالق يديـه المرتعشـة على الكرسي بـفشل !
همسات متقطـعة و صوت أنين خافت صادر منها هي اللي كانت فالزاوية تتبـكي ، كلها حـسرة و خوف من انها تفقـد رفيقة دربـها … من جهة أخرى كانـت الجدة جالسة بملامح غالبها الخـوف ، حاضنـة صاكها عندها بقوة بحال الى كـتحاول تمسك بشي حاجة قبل ما ضيع من يديـها
بـجنبها كان واقف تيفرك يـديه بقلق و عينيه على كل حركـة للطاقم الطبي اللي كيمشيو و يجيو قدام بـسرعة بحال إلى تيقلب على بصيص أمل فعينهم ! كيمشي و يجي من الحائط للكرسـي و يرجع معاود الحركة مرات كثيرة بحالا كيأدي رقصة قلق ، كل دقيقة تدوز كانت بحال السـاعة بالنسبة ليهم ..
مرة مرة كيهز عينيه فيهم مراقبـهم واحد واحد من الجد ، الجدة افنـان و حتى المديـر .. كأنو تيقلب ف عينيهم على تفاؤل و لكـن كيشوف فقط الخـوف و الحـيرة ، الضياع و الحسرة !
اخيرا تحل باب غرفـة الطوارئ ، و خرج الطبيب بـجنبه جوج ممرضات ، ملامحه كلها جـدية ، تمشى بخطوات ثابـتة ناحيتهم .. فحين هما ناضوا بالزربـة لعنده يسمعوا اشنو غادي يقول !
– الطبيب [ حيد الكمامة من وجهه ] : السلام ، نتوما عائلة سجود الرفاعـي ؟
– إدريس [ ناض من كرسيه تيتعـكز على عكازه ] : اه .. اه .. انا جـدها ، امـدرا عايـشة ؟
– لالة زبيدة : بنتي ، بـنتي كيف بقات ا ولدي قوليا !
– أفـنان : دكتور ، واش هي مزيانة ؟
– الطبيب : الحمد لله تخطات مرحلة الخطر و قدرنـا نعتقوها من الموت ، العملية نجحت و خيطنا ليها الجرح فراسها .. عندها شق فعظم الرجل اليمنى و حتى فـيديها اليسرى غادي تحتاج وقت باش تبرى و لكن ماشي بزاف ، لكن للاسـف هي حاليـا دخلات فغيبوبـة ..
– معتصم [ بـصدمة ] : غيبـوبة ، كيفاش ميمكنش
– الطبيب : بالضبط ، كيفما سمعتي .. المريضة حالـيا فـغيبوبة بسباب الإصابة اللي تعرضات ليها اثر السقوط ديالها ، الشيء اللي شـبب ليها تورم بسيط فالذمـاغ و أدى لفقدان الوعي مؤقتا ..
– أفـنان : شحال ا تـدوم و وقتـاش غادي تفيق ؟
– الطبيب : الغيبوبة هي حالة لققدان الوعي ، ماشي بالضرورة دائـمة .. حنا حالـيا كنراقبوا حالتها عن كثب و غادي نعطيوها الادويـة لتقليل التورم فالدماغ ، كيف قلت انها تجاوزات الخطر و الاصابة فراسها تسببت ليها فـاظطراب مؤقـت فـوظائف الدمـاغ ، هاد النوع من الغيبوبة يقد يستـمر من بضع ساعات لعدة ايـام او حتى اسبوعـين كحد اقصـى ..
– الحاج ادريـس : واش كاينـة شي خطر علـيها ؟
– الطبيب : لا الحـاج غير ارتاح ، حالتها مستقرة .. دبا كنراقبوا ضغط الدم و مستوى الأكسجيـن و معدل التـنفس ، الى شفنا شي علامات تدل على تدهور حالتها غادي نتدخلوا فورا !
– افـنان : عفاك واش ممكن نشوفوها ؟
– الطبيب : غادي نقلوها لغرفة العنايـة المركزة ، تما تقدروا تشوفوها و لكن مدة قصيرة و بهـدوء
– معتصم : دكتور ، واش كـاين شي حاجة نديروها باش نعـاونوها ؟ اي حـاجة ..
–الطبيب : الحاجة الوحيدة اللي تقدروا تديرو هو تدويـو معاها حتى لو كـانت فغيبوبـة ، المرضى تيسمعوا الأصوات
من حولهم و هادشي غادي يعاونها باش تحس انها ماشي بـوحدها
– معتصم : شـكرا بزاااف
– الطبيب : هذا واجـب ، كنتمنى ليها الشفاء العـاجل و ترجع بيناتـكم عما قـريب [ انصرف و تبعوه الممرضات ] ..
يــوم ، جـوج ، ثلاتة .. دازت ست أيـام بدون اي تغيير او تـطور فحالتها ، باقـية كيف اليوم الاول كـانها جـثة
هامدة بدون حــراك .. وسط غرفة العـناية المركزة ، اللي مضويـة بإضاءة خافتة ، كـتبعث هالة من الهدوء المزيف ، صـوت الأجهزة الطبية المنتـظمة [ بـيب .. بـيب .. بـيب ] ، كأنها نبضات قلب الغرفة نفسها !
هـواء بارد ، مشبع برائحة المعقمات اللي كـتفكرك بأنـك وسط مكان مكـيرحمـش ..
على ذاك السرير الأبيض ، كانت مستلقية و كلـها محاطة بالأسلاك و الأنابيب اللي كـتربطها بـالأجهزة ، وجهها الشاحب بملامح هـادئة ، كأنها ناعسة في حلم أو ســبات عميق …
شعرها الاسـود و خصلاته الفحمية منسدلة على المخـدة ، عيونها مسدوديـن لكن رموشها الطويلة كانت كتبري تحت الضوء الخافت ، بحال إلى غادي تفتحهم فـأي لحظة !
يديها مطلوقين بجنـبها و على وحدة فيهم إبرة توصيل المحاليل ، صدرها كـيطلع و يـنزل ببطء ، مدفوع بجهاز التنفس الصناعي اللي كـيصدر صوت خفيف مع كل نفس ..
غرفة هـازة فقلبها بزااف ديال الأسرار اللي مـكيعرفهم غير الأجهزة : معدل ضربات القلب، مستوى الأكسجين، ضغط الدم .. كلها أرقام كـتراقص على الشاشات، كـتحاول تحكي قصة ما غادي يفهموها غـير الأطباء !
خـارج الغرفـة الانعـاش ، كان واقـف اونفاص ليها مراقبها من زاج النافذة .. مربـع يديه عنده و متكي على جنب الحيط ، سـاهي فالفراغ لكن عقله فايـق و فـنفسه كيستغفر الخالـق و يدعي ليها تفيق ..
مرجع راسو اللور كـيفكر ، رجعوا ليه لقطات من الانتحار و تفكر حالتـها كيفاش كانت و الدم اللي هابط مع وجـهها و جسمها الهزيل كانت تتبـان كانها ميتة ، ميكذبش إحساسوا اللي فلحظة خلاه يفكر أنه خسرها و هو اللي تمناها من الله تكون مرته !
كان هذا حالـه من اليوم الاول ، تيجي عندها يبقى بالساعات و شي مرات تينـعس فبلاصـته حتى الصـباح عاد كـيمشي حتى انـه ولا تيدير الدور هو و افـنان باش فاش تفيق تلقـى شي حد جنبها ، اما الجد و الجـدة بحكم كبر سنهم كانو تيجيو يبقاو معاها فالنهار و فالليل يمشـيو ..
ثواني من السكون و الصمت اللي طاغي فالـمكان ، حتى تـسمعه خطوات جايين ناحيتـه .. كانت افنـان
– أفنـان [ بـاسى ] : مكاين حتى تطور فـحالتها ؟
– معتصم : للاسف مزال كيف قـبل ، لا جديد ..
– أفنان [ ترددات قبل ما تنطق ] : استـاذ ، تسمحلي نسولك ! يمكن يكون شخصي شـوية ؟
– معتصم [ بـابتسامة دافـئة ] : أستاذ خليها فلافـاك بدون رسمية حسبيني خوك الـكبير ، قولي شنو بغيتي كنسمعك ..
– أفنان [ شافت فـسجود من الزاج و رجعت نظرها ليـه ] : من ديما كنت تنبغي نسولك و لكن تنقول الامـر متيعنينيش ، لكن كـفضول بغيت نعرف سـبب اهتمـامك الكبير بيها [ سكتت شويـة و نطقت ] واش كتبغيـها
– معتصم [ فلتات ليه ابـتسامة و قال ] : فكرتيني فخواتـاتي ، عندي جوج توام تا هما فضوليين بزاف ، [ خطف نظرة فيها من الزاج و رجع هضر بـواحد النبـرة رزينة ] واش لهاد الدرجة تتبان فيا ؟
– أفنان [ بابتسامـة ] : ممكن ، او ممكن انا فضولـية كثر من القياس ..
عم الصمت من جـديد ، و مشات افنـان جلست و هي فرحانـة لصاحبتها كثر من راسها .. واخا معطاهاش جواب بـصريح العبارة الا راه باين ..
هادشي اللي سمعات فرحها و بدات كتدعي فخاطرها ان ربي يشافيها و يسخر ليها من عباده اللي يـشد بيديها و ينور لها الطريق قدامها ، و الى كان الاسـتاذ واحد منهم تتمنى يكون سندها فالدنـيا من بعد الله
– معتصم : تقدري تـعاوديلي عليها ؟
حـكات ليه قصتها من البدايـة للنهاية بكل تفاصيلها ، معاناتـها .. فراق والديها و الحرمان اللي عاشته و هي بعـيدة على باها حتى ان صدمة اللي دخلت فيها كثر من اسبـوع فاش عرفت انه مات و شـبع موته و هي ما جايبـة خبار خلاتها تـمرض و من جهة جدها اللي هي عادراه حيث عارفاه بـاغي ليها الخير .. لكن سجود مزال متقبلاتـوش ، [ تنهدت مكمـلة كلامها ] بالنسبة ليه تيـشوفها الحفيدة اللي تسرقات منو و اللي خاصوا يرجعها لطريق “المستقيم” بأي ثمـن !
هو ماشي ما كيبغيهاش راها حفيدتـو و بنته ، بالعكس هو باغيها ترجع لحضن العائلة، للإسلام، ولكن مشكلتو أنه كيعرف غير لغة الفرض والسيطرة، وما عندوش القدرة يعبر عن العاطفة ديالو بطريقة لينة. كيضن أن القوة والقرارات الصارمة هي الحل الوحيد ..
حديثهم استغـرق مدة من الزمن ، محسوش بـيها حتى جات عندهم وحـدة من الممرضات بابتـسامة
– الممرضـة : السلام ، إلى بغيتو تدخلوا عند المريـضة راه تقدروا ! يـكفي نعطيكم زي الطبي ..
– أفـنان [ شافت فـمعتصم ] : واش تبغي تدخـل !
– معتصم [ حك على جـبينه ] : لا منقدرش ، حيث حرام عليا شرعا ..
– أفـنان : غادي ندخل معاك هاكدا ما غادي يكون تا مشكل [ دارت عند الممرضة ] نقدروا ندخلوا بـجوج
دقة وحدة ، عفاك الى ممكن !
– الممرضـة : واخا و لكن مدة قصيرة و تخرجوا ..
دقائق قليلة و كانو الداخل معاها فغرفـة الإنعاش ، افنـان جالسة بجنبها و معتصم واقف بعيـد عليها
وسط داك الصمت اللي مخيـم على المكان ، تسمع صوت تجويـده للايات بـنبرة خام .. تلفتات ناحية بابتسامة بدون ما تقـاطعه تتسمع لـيه ، هو اللي اختار سورة الانبـياء ، كانت هي اول ما اخطر على بـاله فا بدا ف تلاوتها فـخشوع تـام بـصوته الرجولي
– معتصم : اعوذ بالله من الشيطان الرجـيم ، بسم الله الرحمـان الرحيم ، ﴿ ۞ ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ (1) مَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ (2) لَاهِيَةٗ قُلُوبُهُمۡۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلۡ هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡۖ أَفَتَأۡتُونَ ٱلسِّحۡرَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ (3) قَالَ رَبِّي يَعۡلَمُ ٱلۡقَوۡلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (4) بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ (5) مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ (6) وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ (7) ﴾
ايـة تابعاها ايـة ، كان صوته تيبعث السكينة و الطمأنينة فالنفس ، محترم للقواعد التجويديـة و كيـتلي ايات الله .. فلحظة الراحـة تخللات كيانـهم باعثة فيهم روح و طاقة جـديدة ! بقا مكمل التلاوة جهرا ، حتـى وصل للايـة سبعة و ثمانين ..
– معتصم : ﴿ وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبٗا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [ الأنبياء: 87]
وسط داك الهـدوء اللي مكيتسمع منو غير صوت تلاوة الايات ، كانت افنـان شادة فيد سـجود و تتدعي ليها فخاطرها بالشفـاء !
فـنفس اللحظة فور ما كملها ، افنـان اللي كانت شادة ليها فيديها كتطبطب عليها حسات بيها حركـات صبعها و شدت فيها ، كانت حـركة لا ارادية خلاتـها تنقز من الفرحة
فـجاة نطقات بـصدمة ممتـيقاش .. و دارت تتنادي باسم الأستاذ و عينها على سجـود بـشك ..
– افنـان [ بـصوت مرتجف بالفرحة ] : أستاذ ! أستـاذ .. أصبعها… سجود حركت أصبعها !
– معـتصم [ تـوقف من القراءة و ناض من بلاصـته تيشوف فيها بانتباه ] : واش بــصح ؟ متاكـدة ؟
– افنـان [ كـتشوف فيد سجود بتركيز ] : ااااه ! راه شدات ليـا على يدي … و الله حتى شداتـها [ رجعت شافـت فيه بأمل ] هادشي كـيعني هي تتسمعنا و حاسـة بينا كاينين بـجنبها ؟
معتصم هو الاخر فـرح ممتيقش الأمر و حمد الله فـسره انها تجاوبات معاه و لو بـاشارة بسيطة ، الحاجة اللي خلاته يرتـاح نفسيا و يعرف انها كتحس بالمحيط ديالـها و باللي داير بيها و هادي حاجـة مزيانة اللي غادي تعاونـها تتـحسن !
– معـتصم [ بـابتسامة مطمئنة ] : اااه ، هذه علامة خير ، بعض المرات الوعي كـيبدا بحركات بسيطة ..
– افنـان [ شدت ليـها يديها مزيرة عليها و نطقت ] : إلى بصح كتسمعيني شدي ليا يدي مرة أخرى عـفاك !
بقات متأملة شي ردة فعل اخرى منـها و تتسنى بلهفـة و لكن مكانش تجاوب جديد من طرف سجود ..
– معـتصم : متيأسيش ، ربي معاها و بـجنبها ، حتى ديـك الحركة البسيطة راها دليل على استجابتها ، غادي نعـيط للطبيب و نقولها ليه .. انـا جاي
فاللحـظة اللي خرج معتصم لعـند الطبيب رجعت أفنان جالـسة بجنبها و هي الدموع على طـرف عينها مخلطين بين الحـزن و الفرح ، نطقت مخاطباها بـصوت حنون فيه رعـشة الكلمات تترجف من فمها وسط جـو طاغي عليه الصبـر و الامـل ..
– افنـان : ختـي ! حليني عينيـك باراكا خلاص .. [ حطت راسها على صدرها تتـبكي ] انـا عارفاك تتسمعيني و عارفـاك تتحسي بـيا ، بغيتك ترجعي ليـنا ..
و الله اللي عالم بيـا شحال توحشتك توحشت هضرتـك غواتـك و فاش تنضحكوا و تحطي الراس علـيا ، عارفاك معندكش اللي تحطي راسك عليه فـوقت الضيق و شحال من مرة تتقوليلي نتي اللي عندي ، و سمعي ليـا و فيقي ..
[ بـاست على جبينها قبلة مطولة و نطقت تتضحك و الدمعة على طرف عينها ] : ماشي حـشومة عليك تخليني كل نهار تنتسى و نتي ناعسة ، باراكـا عليك من النعاس و حلي عينيك خلاص !
[ شدت لها راحة يدها بـحرارة و دموعها تيقطروا على يديها البـارديـن ] : يـاك ديما تتقولي ليا غادي نبقاو جنب بعضياتنا و تا وحدة متفوت الاخرى ، وعدي تنفدو و لكن نتي شفتك باغيـة تهربي ! رجعي لينا خلاص كاينين ناس تيبغيـوك بزااف [ ضحكت بالم ] اول واحـد هو البروف اللي قلبه محروق تـيتسناك غير تفيقي باش نارو تطفى ، مسكين ديما كاين بـجنبك من اول نهار حشومة تخليك يزيـد يتسنى ..
– افنـان [ ضحكت فور ما تفكرت فلاش صغير كان طرا بيناتهم و نطقت ] : تـعقلي نهار خديتي مني السوندويش ديالي و فاش عقت بيـك قلتي ليا معندكش دليل !
غادي نوجـد ليك بزااف منو حيث تتقولي ليا تيعجـك ، يلا غير فيقي .. لافـاك و الله ما رجعت حلات ليا بلا بيك ! نهار مشيت نحط شهادة طبية دخلت ليها و انا مخـنوقة صورة داك الحادث باقا بين عيني ، تـوحشتك بزاف
[ طاحت دمعـة سخونة على خدها و قالت ] : كل نـهار تنجي نزورك على امل يكون شي تغيير ، تـنقول يمكن اليوم غادي تفيقي ، فهاد الـساعة اتحلي عينيك نهار على نهار و لكن والو ! كـنرجع للدار و قلبي مـهرس ..
شحال دوات و خوات اللي فـقلبهاو المفاجأة انه سجود عطاتها اشارة جديدة فاش حركت اصبعها للمرة الثانـية ، هاد الحركة جات تزامنا مع دخول الطبيب و معتصم ..
– افنـان [ ناضت تتمسح دموعها بفـرحة و بواحد الهستيريـة و تتضحك ] : حركاتـو مرة اخرى … و الله تا حركت يديها
– معـتصم [ حـط يدو على قلبو و تنهد بـراحة ] : الحمد الله و الشكر لله ، الحمد الله ! [ نـطق فنفسـه ] يـا رب تشفيها
شفاءا لا يـغادره سقمـا ..
– الطبيب : هادشي مزيـان دليل على دخولها مرحلة الاستجابـة و بداية الوعي ، حنا كيف تتشوفو راه مراقبين حالتها ، دبا فاتت ست ايـام و الحمد الله بدات تتجارب معانا و لو باشارات بـسيطة ان شاء الله تفيق عما قـريب ..
تطمن عليها الطبيب و شرح ليهم وضعها مزيـان عاد انصرف بحاله ، داز الوقت و هما على نـفس الحال ، قرا ليها معتصم بزاف ديال السور القرآنـية حتى دازو ساعات تما بدون ما يـشعر
وصل اللـيل ، ناضو خارجـين من المستشفى بعدما وصاو عليها الطبـيب الى كان شي تطور فحالتها يعلمهم ، عاد مشاو .. افنـان اللي كانت غادية باتجاه المحطة د الطوبـيس حتى وقفها معتصم و طلب منها يوصلها
بالفعل وصلها للحـي فين ساكنـة و تأكد انها دخلات عاد تم راجـع ادراجـه وسط ازقـة الحي الشعبي !
كان فـيه الجوع و متجي عينيه غي على واحد السنـاك تما حال مجموعين عليه الشباب تياخدو بوكاديوسـات كيف عادتهم ، تفكر ايامات زمان فاش تاهو تيتسابق مع ولاد حومته باش يشوفو شكون يسالي بوكاديوس ديالو الاول ..
نـزل من الطموبيل و مشا قاصد داك السناك ، شد الـنوبة و كيف وصل دوره خدا واحد و تـم راجع ..
يلاه زاد جوج خطوات حتى سمع اذان العـشاء تيوذن ، علا عينو فالمـكان تيشوف المكبر اللي كان على مئذنـة الجامـع .. بصوت الامـام ديال الحـي
” اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ
حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ
اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ “
مترددش انـه يمشي يقصد الجامع و يصلي فيه عاد يرجع فحالوا ، و داكشي اللي دار ..
دخل منـه من الناس ، اول بلاصة قصدها كانت ديـال الوضوء ، جدده و موراها دخل للمسجـد يصلي ركعات العشـاء ..
داز الـوقت اللي كان فيه سالا و سالاو كل الـناس ، تم خـارج معاهم حتى كـيسمع واحد الصوت مغريبـش عليه ! شي حد كـيعيط بسميتو ..
تلفـت ناحية الصوت و ما استـغرق الا ثواني قليـلة باش يعرف الشخص ، كان نفسه واخا دازو سنـين من العمر الا ان البـحة نفسها و النبرة ..
الشيء الوحيد اللي تبدل كان العمر ، تم غادي لـجهته بابتسامة كـبيرة فرحان لـلُـقياه ! شيخ عجوز بملامح كيشع منها النور كلا منها الزمن لكن حروفها باقيـة ، كان فـعقده الثامن
بـحرا كيتمشى شوية بـشوية لكن هادشي ممنعوش يجي و يـكون امام المسجد و علاوة عن ذلك باقي ليومنا هادا كيعلم الأطفال قراءة القران ..
كيفما هادي شـحال جمعات الايام بـمعتصم و كان هو الفقيه اللي تيعلمه يقرا القران و اللي كان ديما معتصم تيتسنى غير امتى يجي عنده للجامع و يقريـه فاللوح
– معتصم [ عنقـه بحفاوة ] : الله على صدفـة شحال زوينـة ، اش خبـارك الحـاج و الله الى فرحـت اللي شفتك
– الحاج رضوان : و انـا اكثر ا وليدي ، متخافـش عليا الذاكرة باقية شادة واخا شرفنـا ، انا اللي قلت تكون نـسيتي عليا هههههه
– معتصم [ طبطب على يديه كـيضحك ] : الله ا ودي متقولـش هاكا ، شكون يقد ينسـاك و ينسى استاذو اللي قـراه و علمـه !
– الحاج رضوان : بارك الله فـيك ، الله يجعل فيك الخير دنيـا و اخرة و ينور طريقـك ، كنتي من بين الوليدات العـزاز عليا و كان عزيز ليك تقرا و تفهم القران فاش تحولـتو مع الحي بقات بلاصـتك بيناتهم ..
– معتصم : تا نتا بلاصتـك كبيرة عندي ف مقام الواليـد ديالي ، تنـمشيو غي بالمكتاب [ حبـس كلامه عاد نطق باستفهام ] حتى نتا الحـاج بدلتي الحومـة و لا غير جابتك الطريق بحالـي !
– الحاج رضوان : لا لا هادي حومـتي ، من موراكم بشي خمس سـنين تانا تحولت و من ديك الوقت لـدبا و انا ساكن هنايا ، باقي على خدمتي تنعلم الوليدات الصغار فالجامـع و تنأدن هنا فالحـي ..
– معتصم : ايييه الايـام ، و سبحان الله العظيم فاش سمعت صوت الأذان حسيت بشعور غـريب و باللي النبرة مخافيـاش عليا ..
– الحاج رضوان : شنو كدير ا وليـدي ف حياتك ، شنو قريتي و شنو ولـيتي ، طمني عليك !
– معتصم : غاديين مع الدنـيا ، اللهم لك الحمد النظرة ديالك فيا تحققات و وليت استـاذ فـشعبة الشريعة الاسلاميـة ، كيفما ةنتي تقوليا و انا صغير
– الحاج رضوان [ بـفرحة ] : فرحتيني ا وليدي ، بغيتك ديما تبقـى الفوق الفوق ، راك فـمثابة ولدي اللي معنديش ، الله يجعل فيك الخير و يـكمل ليك بعقلك و خاص تعرف باللي عندك مع الله اجر كبــير و كبير بـزااف الله يسهل عليك ..
– معتصم [ بابتـسامة دافـئة ] : اميــن امـين
بقاو فـحوارهم حديث يجبد جديـث ، فرحانين بشوفة بعضياتهم .. تيقولو الصدفة خير من الف ميعاد مكانش تيظن انه غادي يتلاقا بشخص يامـا كان عزيز عليه و قريب لقلبه بــزاف ..
– الحاج رضوان : وليـدي ، رمضان على الأبواب و مكـيفصلنا عليه غير اربـع ايـام ، و هادي فرصة جات نطرحها ليك لو بغيتي ..
– معتصم : قوليا الحـاج ، الى فالمستطاع مرحبـا
– الحاج رضوان : اش ظهـر ليك ، فهاد الشهر الفضيل تجـي و تكون الإمام وقت التـراويح ، كنت هذا شحال تنقلب على اللي يشد بلاصتي فهاد الشهر الكريم و منلقاش ما حسن مـنك ، كيف راك تشوف غادي و تنكبـر و عيييت مبقيتش نقد بـزاف
– معتصم [ برحـابة صدر ] : هاديـك ساعة الربح ، مرحـبا و منها نيت نولي نتلاقاك وقت كثيـر و نجلس معـاك ، و الله الى توحشت دوك الايـام
توادعوا هو و الحـاج رضوان ، الى لقاء عما قريـب ، غادي فالطريق فجهة طموبيلته و فـرحان حاس بواحد الشعور زوين غالب عليه الطمأنـينة ..
كيف ركب كـانت الوجهة دياله داره ، وصل و دخل للمكتـب يكمل الدروس اللي تيوجدهم للمحاضرة دال الغد ! بعدهـا دخل لركن الصلاة يصلي قـيام الليل و يختمها بـالوتر
نصيـحة : كاينيـن بزاف الناس متيقدروش على قيام الليل و تيجيهم صعيب او تيغلبهم النـعاش و تيضيعوا واحد الاجر كـبير عند الله و لكن الى تفكرتوا ثمارته و فوائـده اللي تستعصي الحصر و اللي تعود بالنفع على صاحبها دنـيا و اخرة ، غادي تجاهدوا نفسكم على هاد الصلاة ..
من بينها انه سـبب فدخول الجنـة ، عن رسول الله عليه السلام { أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام }
زائد ان قيام الله هو وسيلة لـشكر نعم الله علينا كـعباد مسلمين ، كاين حديث نبـوي اخر عن عائشة رضي الله عنها : { كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا }
و مننساوش ان قيام الليل هو سبب فالتقرب من الله و فـتكفير سيئاتنا و مغفرة للذنـوب ، عن عمرو بن عنبسة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن }
حتى انه كـيعرض صاحبه للنفحات الإلهيه و كـيكون سـبيل لإجابة دعائه وإعطائه سؤله وقت نزول الرب عز وجل إلى سماء الدنيا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. }
كـمل جميع صلواتـه و هز يديه كـيدعي الخالق ، هـضر بزاف و تمنى اللي بغا من الله سبحـانه و تعالى كل ما بغا و اخر جمـلة قال و هو هاز كفوفه للـسما كـانت ..
– معتصم : اللهم اسلـم قلبها كـما اسلمت قلـبي
اصبـحـنــا و اصبــح الـــملــك لله
كان فلونفـي كيف عادتـه تيقري نفس القسم اللي فـيه سجود و افنان و لكن هاد المرة كانو متغيبين بجوج من يوم الواقعة للان ، اسبوع كامـل داز فرمشة عين
– معتصم : و عليه نكملوا سـير الدروس من نقطة توقفنا الحصة الماضيـة ، و اليوم غادي ناقشوا رابع إركان الإسلام اللي هو الصـوم ..
فالله سبـحانه و تعالى يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
– معتصم : هو رابع ركن من أركان الإسلام بتحقيقه تـحقق معاني التقوى فقـلبك ، كيفاش ! انـفسر لكم اكثر ، الصَّوم لغةً : الإمساك هادشي معروفة [ الامساك عن الاكل و الـشرب من طلوع القجر الى غروب الشمس ] لكن الصَّوم اصطلاحًا : التعبُّدُ لله سبحانَه وتعالى، عن شهوتي البطن و الفرج وسائِرِ المُفَطِّراتِ، مِن طُلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ .. فأنتم كـمسلمين هذه العبادة كتعلـمكم ” تمسكوا نفسكم ” من أي معصية
تخيلوا معايا واحد الاب و الام عندهم ولد مدلل ، كل ما تيبـغي شي حاجة تيوفروها ليه ما و مـكيخصصوهش من والو و كل ما تـشها شي حاجة تيجيبوها ، فنظركـم كيفاش ايطلع هاد الراجل ؟
الصيام ببساطة تيعلمـنا ضبط النفس ، و كيعلمكم كـسر عاداتكم ! الأكل والشرب في ذاتهم ماشي حرام إلا ما حرم الله منهم، لكن وقت صيام رمضان بالذات ولات الحاجة اللي في العادي حلال إنك تديرها حـرام ، اي انك تاكل و تشرب حرام وقت النهار عـلنا ..
– معتصم : ا نعاود ليكم قصة قصيرة ، فـعهد الرسول كان واحد الشخص اسمه جابـر ، يقول { رأى عمر بن الخطاب لحماً معلقاً بيدي، فقال: ما هذا يا جابر؟ قلت: اشتهيت لحماً فاشتريته. فقال: أو كلما اشتهيتَ اشتريتَ يا جابر! أما تخاف هذه الآية: {أَذْهَبتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} !
– معتصم : سيدنا عمر بن الخطاب علمه درس كلنا محتاجين نتعلموه ، ماشي معنى إن حاجة متاحة تجيبـها ايولي خاصك ضروري تجيبها لو خارج نطاق احتياجاتك، فقط حيث تشهيتيها ! خاصـك تعود نفسك إنك واخا قادر تـجيبها و لكن مغاديش تجيبها ، بـاش قلبك ما يولفش يـسلم نفسه لشهواته
هادشي كيعلم المسلم إن عادي في أوقات يمتـنع عن حاجات حيث مـبقاش بحال الطفل المدلل اللي أول ما يبغي شي حاجة ياخدها أو يحس باللي حياته وقـفات ، و هذا بـذاته كيخلي مسلم قوي ماشي شهوات الدنيا متحكمة فيه بل هو اللي متحكم في نفسه بمشيئة الله!
– معتصم : فنظركم علاش الله منع علينا الطعام و الشرب بـاش نلقاو وقـت لقراءة بالقرآن والعبادات و منبـقاوش أسرة بطوننـا و تنفكرو شنو غادي ناكلوا اليـوم ، فين و معاياش !
رجع جلـس فوق مكتبـه مربع يديـه بعدما كان واقف و تيشرح ليهم ..
– معتصم : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ) .. هاد الايـة كتفكرنا بحب الله لعبـاده و أسبابه الكثيرة اللي تينعم علينا بها باش نعبدوه و نكونو قراب ليـه ، فـمتضيعوش هاد الفرصـة و بالمناسبة بما ان
رمضان على الابـواب ، فـالله سبحانه و تعالى قال لينا : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [سورة البقرة:185].
– معتصم : تفكرت كـاين واحد الموضوع اخر مهم و مهم جدااا ، لكن قبل انعطيكم تحذيـر ! ” احذروا الفـيلة في رمضان “
– الطالب [ بـاستفهام ] : كيفاش الفيلة ا استاذ و شنو علاقتـهم برمضان ؟
– معتصم [ وقـف و على وجهه ابتسامة خافتـة ] : حـاجة بديهية انكم تعجبوا من هاد التحذير و لكن فور ما تسعوا الـتفسير غادي تفهموا المعنى ، غادي نعاود ليك قصة حقيقة فعهد الرسول و سمعو ليا
كان الإمام مالك جالس فالمسجد النبوي كيف عـادته ، كيروي احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام و الطلاب دايـرين بيه تيسمعوا بـتركيز !
حتى للحظة اللي غوت فيها واحد الشخص و قال : جاء للـمدينة فيل عظيم و المعروف انذاك ان اهل المدينـة عمرهم شافوا شي فيل من قـبل حيث المدينة مكانتش موطن للفـيلة ..
– الطالب [ بتمعن ] : اهـاه و شنو دارو ؟
– معتصم : للاسف تمكن منهم الفضول ، ناضوا كاملين يشوفو ذاك الفيل و خلاو مالك وحيدا ، إلا يحيى بن يحيى الليثي .. فسوله الامام مالك و قاليه : علاش ممشيتيـش معاهم ! واش فايت شفتي فيل من قـبل ، لكن شنو جاوبه فـنظركم [ الكـل ساكت معارفينش ] ، قاليه : جئت المدينة لأرى مالكا لا لأرى فيلا ..
– احد الطلبة : و لكن استاذ مزال مفهمتش ؟
– معتصم [ بـابتسامة خافتة ] : الى تاملتي القصة مزيان غادي تعرف ان شخص واحد من ذاك الحضور اللي كان عارف هدفه مـزيان ، داكشي علاش انتباه متشتتش بالمغريات و بقا مركز على هدفه و مضيعش طاقتـه يمين و شمال !
فوقتنـا الحالي ، الفيل مزال معانا و تيتكرر بصور مختلفة و طرق شتى ، خصوصا فرمضان ! فـالناس تينقسموا لنوعان نفس المثال ديال القصة صنف بحال يحيى الليثي اللي محدد هدفهم من رمضان و عارفين الثمرة اللي يرجون الله تحصيلها ، و الصنف الثاني بحال الطلاب اللي غافل عنها ، تستهويه انـواع الفيلة المختلفة ..فالقنوات الفضائية و المسلسلات و الافلام و الاغاني و غيرها من المحرمات !
– معتصم [ بظرة مطولة على اللونفي كـاملة ] : فاحذروا الفيلة و بـريقها ! متخليوهاش تسرق منكم افضل اوقات العام ، و ما تحرموش أنفسكم من هاد اجر هاد الشهر الفضيل ، ما تخليوش الصيام يقتصر على الاكل و الشـرب فقط بل اكثروا من العبادة
كمل المحاضـرة ديالو وصط مناقشات الطلاب و اخد و عطاء فالحوارات بـينهم ، كان اكبر همه انه يوصل المعلومة صحيحة و بطريقة سلسة تدخل لعقول الطلاب بـدون اي مجهود ..
سالا نـهارو فـلافاك ، و الوجهة كانت المستشفى .. وصل و اطمـئن عليها لقا معاها الحاج ادريـس و الجدة زبـيدة اللي كانت ملامحهم تتبين كمية حزن كبيرة ..
بقا معاهم شـوية ديال الوقت و اللي جا فيه الطبيـب فالزيارة اليوميـة و معاه ممرضة !
خدا الملف تيقرا تقريرها الـطبي و يشوف واش كاين شي تطور كانت حالتها باقا مستقرة ، طمنهم عليها و قال انه هادشي عادي و ان شاء الله ينزل الشفاء عمـا قريب ..
جـلس تقريبا شي ساعة معاهم و موراها استاذن يغادر بـحاله بعدما سولهم واش يبغيو يوصلهم معاه !
– الحاج ادريـس : لا ا وليدي الله يرضي عليك الشيفور راه تيتسنانا التحت
ابتاسم ليه و خرج مغادر المكان ، كيف وصل لسـيارته سمع تيليفونه تيصوني
لقاه الـحاج عبد الجليل ، داغي فتح الخط مجاوبه بابتسـامة على خدو .. كيف سالا معاه العضرة ديمارا عندو للدار نيـشان بعدما قاليه يدوز عليه حيث بغاه يمشي معاه للسوق يتقداو الـمونة ديال رمضان
بالفعل داز عليه و مشاو للمارشي خداو من الخضرة و الديسـير و القطاني و اي حاجة تـحتاج و ما خلاهش يخلص هو اللي تـكلف بكلشي ، كبير و خدام و مسـؤول ضروري ما تجيه النفس يهز على والديه واخا غير شوية من المصروف ، بلا انـه غادي يدوزه هو براسوا معاهم
هاكدا دازت الايــام طايرة ، و دخل شهر رمضان الكريم اللي كيف تيقولو نـاس زمان تيجي برزقو و تيديه معاه !
كـانت اجواء رمضانية بامتياز لا بعد الفطور و لا قبله كتشوف الناس كتقصد المسجـد و تصلي لله عز و جـل و كتصوم بغيـة التقرب ليه ، الوليدات الصغار تا هما متحمسين يصوموا مع الكـبار و يسابقوهم للجوامع يصليـو معاهم فرحـانين ..
ضلمة الليل الحالك .. الهدوء و السكينة .. فقط صوت طرق الطبول على يد الطبالين في مختلف الأحياء الـشعبية و الدروب باش يفيقوا الناس للـسحور ، هو اللي قاطع السكون ، بجملتـهم الشهيرة : ” السحــور يـا عبــاد الله ! “
الطبـال هو نفسه ذاك الشخص اللي مقدراتـش الساعـات و الهـواتف بمنابهاتـها في إخماد صوت طبـله !
ذاك الانسـان اللي كيدور الشوارع و الازقـة د الاحـياء و كيبـرح بصوته على وصول وقت سواء السحور او الفـطور ، لو كانت الشتا .. صيف ، ربيع او خريـف كتلقاه هـاز طبله و كيجول
كـانت الساعة جوايه الثلاتة ، و غي شويـة من بين بزاف د الشراجم اللي شاعلين ضوهم و فاقوا لـسحورهم على صوت الطـبال ، و هو منهم كـان فايق من زمان مراقب الدنيا بـعينيه و فنفس الوقت تيـشوف فداك الشخص العجوز اللي دايز من زنقتهم بطبله و باقي تيضرب و يبـرح
هز عينيه للسمـا مغمضهم و بقا شحال على ديـك الحال حتى سمع الدقان فباب بيـته !
مشا يحل يـشوف شكون و كانت ناديـة امه ..
– نادية [ بـابتسامة ] : فايق المرضـي و لا يـاكما زعزعت نعاسـك ؟
– معتصم : لا حاشا ، كنت فايـق من زمان .. الله يـخلف على عمي عز الدين ، دايـر خدمته
– نادية [ بابتسامة ] : الاه يسهل عليه يا ربي ، واخا كاين اللي معارضه على هاد الخديمة و يدعيو فيه حيث مصدعهم محاسينش بيه مشكين هو اللي كبير فالعمر و يظل يدور تا رجلو يطيبو !
– معتصم [ بحزن ] : الله يعديهم شغادي نقولو ليهم ، معارفينش بحق هاد الخديمة واخا ممربحاش بزاف الناس و لكن واخدينها غي ارت على الاجـداد .. و تتبقى مهنة رمضانية عندهم غي شهر فالعام فين تيخدموها ..
– نادية : اودي مكدبتيش ، الله يرضي عليك .. صافي شوية و لحق علينا بينما حطيت انـا و خواتاتك السحور ..
– معتصم : صافي واخا الوليـدة
و داكشي اللي كان دقائق قليلة و كانو كاملين مجموعين على طبلة السحور فحو عائلي .. ضاحكين مع بعضياتهم
كيف سالاو ناض مـع الحاج عبد الجليل لصلاتهم ، مشاو يصليو ركعات بينما لحـق عليهم الفجر ..
مستشفـى ابن سيـنا – الـرباط
نهار جـديد و بعـد مرور يوماين اخرى بدون تغيير او تطور فـحالتها ، كان كـيف عادته شاد المصحف بين يديه تيقرا ما تيسـر من القرآن و من جهة الاخـرى جالسة افنـان .. كـان معاكم حتى الجد ادريـس اللي من طلوع الشمس و
هو معاها فالغـرفة كان بـوحده ..
وصلت الحداش ديال الصبـاح و جا معتصم هو الاخر يطمن عليها ، كان كل نهار معاها مكيمنـكش يا اما يجي الصبـاح قبل ما يبدا الحصص ديالو ف لافاك او يجي عنـدها مور ما يسالي الحصص ديالو ، كل يوم و توقيتـه ..
فـالوقيـتة ديال الثلاتة ، جات عندهـم أفنان و بقاو كامليـن حداها كيتبادلو الحوار بين بعضياتـهم و فالنفس الوقت متاملين انها اليوم تفيق غدا تفيق ، كل نهار تيجيو على امل يكون التغيـير و تيتسـناو
– معتصم : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) { سورة الاحـزاب }
داز الـوقت ، و استأنف تلاوتـه بعدها ناض مسلم عليهم بـاش يمشي و حتى الجد ادريـس كان غادي يمشي .. فنطق و قاليه يتسنـى غادي يمشيو جميع
دار معتصم عنـد أفنان و سولها واش مزال غادي تبقى و لا تمشي دبا باش لكـان يوصـلها فطريقه !
– افنـان : لا غير سيرو مزال نبقى شـوية عاد نرجع
خرجوا بجنب بـعضياتهم تيتمشاو بـشوية بسبب حركة الحاج ادريس اللي غادي خطوة بـخطوة ، شويـة حتى نطق معتصم واخا تـردد فالاول و خاف من رده فعله واش غادي يتقبـل او يـرفض !
– معتصم : الحـاج ؟ الى سمحتي عندي معاك كلام
– الحاج ادريس[ وقـف و شاف فيه ] : اما هو ا ولـدي
– معتصم : بلاما ندور عليـك فالهضرة و نجيك من التـالي الى قـبلتي عليا و نتا بصفتك ولي امرها ناوي ان شاء الله نـطلب يد سجود مـنك ..
– الحاج ادريس [ سكت مدة و دور عينيه على المكـان ] : شغادي نقوليـك ،تطلبها مرحبا بيك على الـراس و العين ، ما قلنا والـو .. راجل مكمول خلوق و تيعرف بينه و بـين الله و لـك ! [ سكت تيشوف فيه بـنظرات مبهمة ، خلاه على اعـصابه متخوف ] هادي ماشي بلاصـة هاد الكلام و الطلب تيكون باصولـه ، جيب والديك و تفيق صحة سالـمة و تبرى اول شي و نشوفو واش توافق ولا لا و يـكون خير ان شاء الله ..
– معتصم [ تـنفس الصعداء ] : كلامـك هو الكبير الحاج و ما قلتي عيـب ، انا كنت بغيت مـنك غير الكلمة اما ان شاء الله را نجيب واليديـا و داكشي يكون بالأصول ، كـون هاني ..
– الحاج ادريس [ بـابتسامة ] : و عليه اولدي ، مرحبا بيـكم .. را منلقاش حسن منـك ليها يصونها و يحفظها و يخـاف عليها كثر من راسو ! انا شفت كلشي على عيني خوفك عليها و اهتمـامك و صبرك [ سكت ثواني و كمل و هما غاديين فطريق يخرجوا من المستشفى ] انا نيت كنت غادي نتكلم معاك فهاد الـموضوع ، لكن الاحسن انك سبقتي و وضحتي لـيا مبتغاك ..
– معتصم [ بـفرحة ] : لهلا يحاشمنـا الحاج ، شكرا
تـفرق معاه و مشا لطموبيلته فـرحان ، مـديماري لوجهة مجهولـة ! فـحين الحاج ادريس ركب سيارته موصله الشيفور للرياض ، جلس مع الحاجة زبيدة دوا ليها فالموضوع اللي هي الاخرى وافقت عليه ، داز الوقـت فـرمشة عين و طار النهار
رمضان شهر الصيـام و العبادة ، الكرم و الغفران !
كـانت الايام شابهة بعضها بدون اي تغييير بالنسبة ليه واخا كاين وسط عائلتـه مجموع معاهم ضاحكين ناشطين تيفطروا مجموعين تيصليو و كيف عطا الكلمة للحاج رضوان وفا بـيها ، كان كل يوم تيمشي يصلي بالناس التراويـح و يبقى مع الحاج مجموعيـن حتى يعيا و يرجع يدخل للـدار ، فالصبـاح يمشي يقري الطلبـة و هكدا دواليه
دازت خمس ايـام أولى فهاد الشهر الفضيل ، روتين رمضاني يومي غادي عليـه و لكن بالنسبة ليه شي حاجة ناقـصة على عكس الأعوام الفايتـة محسش باللذة ديال هاد الـشهر ، قلبوا مشطون عليها و كل نهار تتـزيده فغيبوبتها
كيحسه عام طويـل عليه !
قـبيل اذان المغرب لدقائـق ، فين كانت الشمس كـتطل بلونها العسـلي الذهبي كتودع ناسها فملتقى يوم جديـد
فحين النـاس داخلة ديورها توجد فطورها باللي قسـم الله … كان واقف قدام الطموبيل ديالـه من جهة الكوفر ، حاله و بجنبه واحد من صحابه !
عامر بالمواد العذائية و قراعي صغار ديال الما كان تيقاد بوكسات و تيغلفهم و اللي زوين انه داير واحد اللمسة رومانسية بزااف فوق كل قرعة ماء او دانـون تيلصق واحد الملصق مكتوب عليه [ ادعوا لها بالشفاء و لي ان اتزوجها ] …
بزاف ديال الهضرة من مور هاد الجملة البسيطة و الى كانت تتعبر على شي حاجة فهي هازة فطياتها عبرة كبيـرة و حب أكبـر ، كيفاش فكر يدير الخير فالناس المحتاجين فهاد رمضـان بداكشي اللي قدر عليه و فنفس الوقت كان عنده واحد المقابل اللي معنوي بسـيط و انه تيطلب فقد دعائهم معاه اولا ليها باش تصح و ترجع صحة سلام و ثانيا ليه باش يتجمع مع اللي بغاها فـالحلال ، حيث كيف كيقولو دعوة الغريـب مستجابة !
بدا كيقاد البوكسات اللي كان حجمها متوسط فيها حاجة من كلشي بحال الما و التمر الحليب ، الخبـز و فرماجة .. الخ
كان قرب يأذن المغرب ، ما بقا ليه غير شي نصف ساعة تقريبـا ! و فنفس الوقت كان هو سالا بمساعدة صديقه و كانو كملوا لومبلاج ديال 85 بوكـس ، ديك الساعة ناض ركب فالطموبيل و مشاو عشوائـيا تيدورو فمدينة الربـاط ، بدون وجهة فقط اللي لقاوه فطريقهم تيسوله واش بغـا و كيمد ليه من داكشي اللي قاد
– الشخص : الله يرحم الوالدين ، شكرا ا ولدي
– معتصم : بـصحتك ا عمي .. بغيت منك غي دعيوة ليا تكون من قلبك ، الدعاء لاخـيك في ظهر الغيب مستجاب
– الشخص : سير ا ولدي الله يفرحك و ينور طريقك و يوهب الله الحيلة و السبب باش تجمعوا ، ياربي
يمهد ليك طريق الحلال ليهـا
بقا هاكداك من شخص لـشخص تيفرق ليهم ديك الموونة و هو فرحان فاش تيسمع دعيواتهم معاه و اللي حاسها صادقة .. حتى بقات خمسة الدقائق للمغرب ، صونات ليه لالة ناديـة باش يجي حيث شافته تعطل و علاين الاذان يقول الله اكبــر
دخل للدار فرحـان و باينة البسـمة على ملامحه ، سولوه شنو تما و علود ليهم على هاد الصدقة اللي دار و الدعيوات اللي سمع و فرحوه و حتى هما دعاو معاه من قلبهم اصلا فات ليه عاود ليهم القصة كلها و باللي ناوي يخطب باذن الله و هما ما زادوه غير المـوافقة .. تعاونو البنات مع لالـة نادية حتى وجدوا طبلة على حقها و طريقـها فيها مل ما تشهى النفس من اكل و شراب ثواني و تسمع صوت اذان المغـرب ..
– معتصم [ في نفسه ] : ذهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت الاجـر ان شاء الله
مد يديـه و خدا تمرة مع كاس ديال الحليب ، فرق صيامه و ناض يصلي نفـس الأمر داروه العائلة كلها
وقفوا فالصالـة هو بـجنب الحاج عبد الجليل و البنات و الام موراهم ، صلاو ركعات المغرب جمـاعة عاد رجعوا استأنفوا فطورهم .. التلفازة كـانت طافية ، ممخبينش المجال لحتى حاجة تلهيـهم .. مجموعين غير بيناتـهم و المواضيع كتجي تابعة بعضياتها بدون عناء و هكا داز الـوقت حتى صااو و خرج هاز سيارتـه و الوجهة للحي فين ساكن الـحاج رضوان و اللي هو نفسه فين ساكنة افنـان ..
صلاو العشاء ، و بعدهـا التروايح و بقا فالمسجد حتى قرب يـاذن الفجـر عاد رجع للدار ، تـسحر و نـعس من قوة العياء !
نهار جـديد و فـوسط غرفة العنـاية المركزة ، الضوء الخافت تـيتسلل عبر ستائر الغرفة، كأنه خايف من إزعاج السكينة التي طاغيـة على المكان ..
حلات عينيها بـبطء وكأن جفونـها هازين أثقال العالم ، كـتشوف غير الضبابة قدامها ، حاسـة بجسدها منهك ، لكن قلبها… قلبها كـيخفق بقوة، كطائر رافـض يـتحبس بعد اليوم !
عاودت سداتـهم و طلقت حاسة سمعها تتمعن فالصوت ، اللي كان مخلط بين صوت الممرضات و الناس اللي كتدوز فالممـر
و بين صوت السيارات و الطريق السيار اللي ضجيجهم واصل لـغرفتها ، مع ذلك كان الهدوء و صوت جهاز التنفس المنتظم مسموع ، تنهـدت مغمضة عينينا للحظة : ” باقة هنا .. بـاقية حية “
عاودت فتحت عيونها مرة اخرى ، عاد توضحات ليها الرؤيـة .. شافت فـجنابها
لمحات أفنان اللي كـانت بعيدة عليها بمسافة مابيهاش واقفـة تتسقي الوريدات اللي كانت جابت معاها و هي جاية لعندها و حاطاهم فواحـد الفاز ، ضحكـات بلاما تشعر تتشوف ديك البرائة و الكيوتنيـس اللي فيها و بلي كتهتم بكل التفاصـيل ..
عيطات ليها باسمها بـخفوت ، مرة الاولى و الثانية و لكن مسمعتهاش ، زادت علات نبرة صوتها شويـة و نادات عليها ، أفنان اللي كان عند بالها غير تخايلت سميتها تتنطق و لكن المرة الثالـتة سمعتتها واضحـة ، دارت بـصدمة ناحية السريـر مغمضة عينيها و تتقول يا ربي بـصح تكون معيطة ليا و ماشي تنتـخايل ..
حلات عينيها و فعلا لقاتها فايـقة تتضحك على ردة فعلها الطفوليـة بابتسامة باهتة ، هزات يديها بـشوية تتعيط ليها تجي ، أفنان اللي غوتات بـفرحة ممتيقاش الامر ! اخيرا حلات عيونها ..
مشات تتجري عندها تبوس و تعنـق فيها ، و تسولها و تقلب فيها واش مزيانـة ..
– افنان : ناري فقتي ، يا ربي مكنتخليش الحمد الله
– سجود : لا مكتخيلـيش ، هههههه بصح فقت
– افنان : كيف بقيتي ، شـوية ؟
– سجود [ حركت راسها بـبطء ] : أنا بــخير ..
– افنان : تخلعت عليك بزاف ، متأكدة بـخير ، باش كـتحسي دبا !
– سجود [ بـالم ] : كيضـرني راسي بزاف معرفتش واش عادي !
– افنان : تبغي نعيط ليك للطبيـب [ ناضت تالفـة ] اصلا خاصني نعيط ليه و نعلم جدك نعلمهم بلي فقتي شنو باقا تندير حداك
– سجود [ شدات ليها فـيديها و منعاتها تمشي ، عاد نطقت ] : لا بـلاتي ، خليك حدايا نهضر معاك عاد علميهم واخا ..
– أفنان [ بـقلق ] : ياك لـباس مالكي ، خليني نعيط غي الطبيب و لا الممرضـة على الاقل !
– سجود : واخا غي نتسنى شوية الى مفاتنيش الحريق عاد نعيطوا ليه ، [ شافت فجنابـها و نطقت بـتساؤل ] شحال الـساعة دبا
– أفنان [ باستغراب ] : الربـعة د العشية ، علاش ؟
– سجود [ بـبلاهة ] : نعست غي ستة سوايع و خفتوا علـيا ، لهاد الدرجـة حتى نهار مكملش هههه
– أفنان [ بقات كـتشوف فالغباء اللي جاها حتى نطقت مفيقاها منوا ] : نـوضي على سلامتك ! حنا غي جينـا و تخلعنا عليك راك كنتي فـغيبوبـة و جوج سيمانات و نتي ناعسـة هنا ا حنينتي قاتليك نهار مكملش هههه صباح الخـير ..
– سجود [ بصدمة ] : كيفاش غيبـوبة ، كيفاش اسبوعين و انا هـنا !! [ تأوهات بالم فـراسها ] ..
– أفنان : بـشوية عليك عاد فايقة ، يمشي الله يحفظك يوقع ليك مضاعفات و لا شي حاجة عنداك !
– سجود [ بـاستفهام ] : شنو وقع من مور ما غيبت
– أفنان : عفاك متفكرينيش ، خاصني نفقد الذاكرة باش ننسى ديك الصورة من بين عيني ، الخلعة اللي شداتني و انا تنشوفك بحال الجثة مرمية فالأرض مكتحركيش را باقا فيا لدبـا !
بقات سجود ساكتة و كتسنط للألم اللي فراسها ، هي بـنفسها حاسة بتسرع و انها غلطات فاش دارت هادشي اللي كان ممكن تموت فيه ! أفنان حست بيها و حاولت تلطف الجـو ناطقة ..
– أفنان : فراسك الأستاذ معتصم هو اللي عتقك ! تخلع عليك بزاف هو بوحده من دون الاساتذة كاملين ..
شافت فيها سجود بعدم فهم و استغراب فـنفس الوقت ، حاسة بشعور فشكل وهي تتخيل شنو وقع
– سجود : مـكتكذبيـش !
– أفنان : علاش انـكذب اويلي ، دار عليك حالة ، أيييه غوت عليهم يجيبو الإسعاف بززبة و نزيدك هزك بحال شي ملاكم ” كتوريها بيديها ” هـزك بحالا هاز مشة صغيرة و لا شي ريشة خفيفة و نتي مرخية بين ذراعو ..
شلا منعــاود ليك من اللي طرا فهاد الاسابيع واش نبدا بـجدك اللي كانت اول مرة نشوفو مـكسور و خايف عليك و لا عليا انا كيفاش غوتت اول مرة نهز صوتي على شي حد كبير عليا بقوة الخلع اللي شداتني عليك غوتت فوجهه و قلت لو عمرني نسامحك الى طرات ليها شي حاجة و لا نكمل ليك بالاستـاذ اللي كان كل يوم هنا عند راسـك تيبقى بالساعات بدون كلل او ملل عاد كـيمشي .. فراسـك هادي هي الوقيتـة ديالو شوية و يدخل
– سجود [ كانت فعلا مصدومة من شنو تتسمع هادشي كلوا طـرا فهاد المدة و هي غايبـة مجايبة الدنيا خبار ،
نطقت بملامح متفاجئة ] : واش بـصح
حركت ليها راسها بالايجاب و عم سكوت من جديد ، حتى نطقت بطفولية : [ فـيا الجوع ]
– أفنان : شـنو بغيتي تاكلي نجيب ليك ؟
– سجود : اي حاجة من غير ماكلة الصبيطار ..
ضحكات على جوابها محركـة راسها بالموافقة و هزات تيليفونها تكوموندي ليها شي سناك عارفاها تتموت على الوجبات السريـعة ..
بالفعل بقاو داويين حتى وصل الليفرور و هبطات تاخد منو الكموند ، حطات ليها كلشي قدامها تتوكلها ، حتى للحظة اللي قالت ليها بـتساؤل :
– سجود : علاش مكـتكليش معايا ، كولي ؟
– أفنان : لا غير بصحتك ا حبيبة ، انا صايـمة حيث حنا دخلنا فشهر رمضان ..
– سجود [ باستفهام ] : كيـفاش ، شنو هو الصوم و شنو هو هاد رمـضان ؟
– أفنان : واحد الشهر فالسنـة الهجرية و اللي فيه المسلمين كيشوفو من طلوع الفجر حتى لغروب الشمس بنية التقرب من الله ، نتـي متعمريش راسك بهادشي دبا كولي و ارتاحي هدا هو المهم ..
بقات سـاهية فالفراغ و عقلها كيدي و يجيب فالاسئلـة ، حتى للحظة نطقت بواحـد الجملة خلات افنان تفاجات !
– سجود : بغيت منـك طلب ..
– أفنان : شنو هو قولي عاد كـتسولي !
– سجود : عقلتي على الكـتاب اللي عطاني الاستاذ ديك المرة ، شنو كان سميتو [ سكتات تتفكر ]
– أفنان [ بحمـاس ] : فاتتني صـلاة ؟
– سجود : ايييه هداك هو ..
– أفنان [ باستفهام ] : مـالو ؟
– سجود : بغيتو معرفتـش واش تدري تجيبيه لـيا !
– أفنان [ بفرحـة ] : مغاديش نجيب ليك هاديك النسخة بالضبط و لكن انهبـط دبا نشري ليك واحد من اقرب مكتـبة ، تسنايني دبا يكون عندك ..
هبطت طايرة بالفرحة لاقرب مكتبة و من حسن حظها لقاتو كاين خدات ليها واحد و رجعات عندها ، سجود اللي خداتو منها بفضول و حلات صفاحته تتقرا بـانتباه و انغمست فيه لدرجة افنان دوات معاها شي جوج مرات و مسمعتهاش فخـلاتها على خاطرها و مشات جلسات فكرسي جنبها و هي فرحانة فخاطرها تمنات ليها الهداية و من ديما كتدعي ليها فـصلاتـها قبل من راسـها و ها هي دبا تتشوف ثمار دعواتها بداو تينضجو و انها اخـيرا بدات كتتقبل الوضع و تأقلم معاه ..
و فالوقت اللي هما مجموعين تيدويـو !
مبعيدش عليهم بزاف ، كان تيتمشى فالـكولوار اللي كيوصل لغرفـتهم و هو غادي تملكه احسـاس غريب بحال الى شي حاجـة طاريـة و فعلا احساسه عمرو خيبه فاش وصل لـباب الغـرفة و شافها حالة عينيها و جالسة تتهضر مع افنان
الفرحة اللي فرح كانت كبيرة و باين على محياه ، فرحة مخلطة بالصدمة لدرجة معرفتش واش يزيد و لا يـرجع ! بقا مسـمر بلاصته مبلوكـي ..
– معتصم [ نطق مخاطبـهم بجوج ] : مكنتخايـلش
– افنان : لا بـصح ، اخيـرا فاقت ..
– سجود [ شيرات ليه بيديها ] : اجي دخـل ..
دخل و خذا كرسي حطه بجنب الناموسية فين كانت ممدودة و ابتسامة شاحبة على محياها لابسة طقم المستشفى و عينيها ذابلين
– معتصم [ جلس جنب سريرها ] : سجود ، كيفاش تتحسي ، واش مزيانـة ؟
حركت راسها بايجاب و نطقت بصوتـها اللي مبحوح [ شكرا ] ، غالبـها البكية معرفتش كيفاش حتى دموعها خانوها و لاول مرة قدرت تبكي قدام شي شخص من غير نفسها ، دورات راسها للجهة الثانـية طالقة العنان ليهم
– معتصم [ دور ليها راسها لعنده ] : تقدري تبكي براحتك ، قدامي متحشميش مني و معندك اصلا علاش تحشمي ، أنا هنا على ودك .. الحياة عندها معاني كبيرة و ما غاديش نخليك تواجهي حتى حاجة بـوحدك !
– سجود [ كـتبكي ] أنا خايفة… خايفة من المستقبل، خايفة من الضغوط، من كلشي ..
– معتصم : سجود ، الإسلام كايعلمنا أن الحياة اختبار، و { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }. ما تخافيش، غادي
ديما نعاونك باش تلقاي الحل
– سجود [ بـنظرة هازة فطياتها بـزاااف ] : أستاذ ، أنا عيييت من الضغوط… جدي سبب ليا ضغط نفسي كبير حاولت نكبحوا و نخبيه و لكن مع الوقت انفاجرت و كانت النتيجة محاولة الانتحار ، بسباب التحكم ديالو و انه يفرض عليا دين جديد أنا ما عرفتش حتى شنو هو الإسلام !
هو بززه عليا و على تعلمـه و فهمه بلا خاطر [ ضحكات بـقهرة ] واش حسابليك انا ختاريت هاد السعبة لخاطري ! و لا ختاريت الحجاب و اللباس المستور بـقناعتي !! راك غالط بـزاف الى كانت هادي فكرتك [ هزت يديها تتمسح دمـوعها ] عييييييت و بزااااف …
– معتصم [ شد ليها فـيديها كيطبطب عليها و هو حاس بكمية الحزن و شعورها الحالي ] : الإسلام ما كايجيـش بالغصب ، الى كانت شي عبـرة خاصك تاخديها من شنو طرا ليك فهاد المدة غادي تـكون رسالة أمل و تشجيع ، كوني قوية مادام عندك عقل كيستوعب فهو نفسه قادر يبحث على الحقيقة
تفكري بلي الإسلام ما كايجيش بالضغظ و التحكم و لكن بـالحب والاقتناع { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين }. و أن باب التوبـة دائما مفتوح للجميع ، كيقولوا أن التائب عن الذنب كـمن لا ذنب له ! هاد الجملة بالضبط تـفكريها مزيان و مع الوقت غادي تفهمي المغزى ديالها
– سجود [ نطقت بـفضول ] : شنو هي التوبـة ، كيفاش كتكون أو كـتجي ؟
– معتصم : التوبة ممكن تجي درجة درجة ، و ممكن تجي فدقة وحدة ، ممكن حدث وااحد يخلي قلبك و روحك يتوبو لله و يزول ليك الغشاء على عينيك باش تشوف انك كنتي عامر ذنوب و ممكن انك بحاجة لبزااف ديال الأحداث لي تخلي داك الكاس اللي كان يحمل قطرة بقطرة يفيض !
ممكن شخص واحد يبدل تفكيرك و يخليك تحل عينيك على أخطائك ، ممكن فجأة تنعس و تفيق على صوت ضميرك ، كايفكرك بتعاليم دينك و شحال نتي مقصرة من ناحيته…
و ممكن ترجع لله نهار يتخلى عليك كلشي ، نهار طيح و ماتلقى حد لي يشد بيديك و يوقفك ، او ممكن توب نهار تشوف بزاف ديال الناس باغيين ليك الخير واقفين معاك و بجنك ، و ممكن و ممكن و ممكن ..و لكن مهما تعددت الأسباب كاتبقى التوبة واحدة : توبة روح و سجود قلـب
من جهة اخرى افنـان اللي حاضرة على حوارهم من الاول و تتشوف ديـك رغبة المعرفـة اللي متملكة كيانها و كيفاش انها ولا عندها فضول تبحـث و تكتشف هادشي خلاها تـرتاح داخليا و تعرف انها غاديـة فالطريق الصحيح ..
– سجود: واش للتوبة هي الكمال ؟
– معتصم : عمر التوبة مكانت تتعني الوصول للكمال ، الكمال لله عز و جل ، التوبة ابدا متتعني ان الإنسان كايرجع معصوم عن الخطأ ، أبدا ! حيث ببساطة مهما الإنسان حاول غادي يبقى يوقع فهفوات و أخطاء ، التوبة ما هي إلا محاولة للوصول لأحسن نسخة من نفسك ..
– سجود : انا بغيت نتـوب و واش الله غادي يغفر ليـا هاد المعاصي كاملة اللي درت و يسمح ليا ؟
– معتصم [ بابتسامة دافـئة ] : ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾
– سجود [ هزات راسـها ] : تقدر تعاوني ، أنا بغيت نعرف… بغيت نعرف شنو هو الإسلام بحق !
– معتصم [ كايهضر بنبرة دافئة ] : الإسلام هو التسليم لرب العالمين ، هو السلام العدل، الرحمة
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.”
شـافت ناحية الشرجم ثواني و هي ساهية كانها كتحاول تفكر شي حـاجة و رجعت شافت فيه ناطقـة
– سجود [ بتـساول ] : انا شفت واحد الحلم و انا ناعسـة ، نعاودوا ليك الى تقدر تفسره ليا او تشرحـه فقط ؟
– معتصم [ بانتبـاه ] : قولي انا كنـسمع و الى فهمت غادي نشرحوا ليك ..
– سجود : انا شـفت حلم فاش كـنت فالغيبوبـة ، كـان غريب بزاف .. شفت راسـي واقفة وسط مفترق طـرق ، كانو جوج ديال المسارات واحد فيهم بيض و الثانـي كحل و كنت هازة فـيدي كتاب
[ سكتـات شوية و كملت كلامها ، هو اللي كان متبع معاها الحلم و مركـز فتفاصيله ] هازة فـيدي كتاب و اللي كان القران الكـريم ! و الغريب اكثـر هو كتاب الانجـيل شفتو حدا رجلي و هو تيتحرق !
كنت تنـحس باللي تابعني شي واحد و خاصني نخـتار بزربـة اشمن طريق نسلكها بحالا معنديـش الوقت بزااف ، و كل دقيقـة ثمنها غالـي .. البلاصـة اللي كنت واقفة فيها كانت غريبة و لكن اللي حسيـت بيه هو شعور باقي لدبا فـيا مقادراش نوصفه من كثرة غرابـته و لكن حاجة أخرى اثرات فيا ، وسط الحلم و من دوك جوج طرقـان كنت كنسمع اصواااات ديال أشخاص بـزاف !
الطريق الأسود كان جاي منو صوت الـبكا ، الغوات و حسيت بقلبي تـزير و انا تنسمع ليهم كان غالب عليه الحزن داك الطريق ، فـحين الطريق الابيض كنت تنسمع ترددات الضحك و حسيـت بالراحة لدرجة غمضت عينـي و بقيت تنسمع لداك الأصوات اللي طمنونـي بزااف ؟
من هادشي كلـه اللي فهمت ، هو طريـقي كان غالط و خاصني نـرجع قبل ما يفوت الفوت ..
– معتصم [ اللي استغـرق وقت بـاش يفهم مغزى الحلم .. تـبسم و نطق ] : الحلم شارح نفـسه بنفسه و اللي نقدر نقوليـك او نقربك اكثر ، الطريق الاسود هو جـهنم و طريق الابيض هي الجـنة ..
جلـسي مع راسـك و خودي قـرار نتي مقتانعـة بيه ، و بكامـل ارادتـك .. انا مغادي نبغـي ليك غير الخير
شافـت فيه بـنظرة كانها لقات داك بصيـص الامل اللي تتقلب عليه ، ديك الشعلة اللي غادي تضوي بيها ، عمرها كامل كانت غاديـة فيه بالضـلام ..
قاطع تفكيرهـا ملي نطق كلامه ..
– معتصم [ بـنظرة أمل ] : كنتمنى تعرفي طريق الهدايـة ! و تاخدي قـرارك
نطقت فرحانة و حاسة بـشعور جديـد عليها و لاول مرة باغيـة تديـر حاجة مقتانعـة بيها هي بنفـسها
– سجود : خديـتو ..
رجعت شافـت ف افنـان حداها و طلبت منها تعـيط لجدها و جداها يجيو عنـدها بلاما تقوليـه راها فاقت !
استغربـت افنان من طلبها لكن نفذاتو ليها و هي تتسنى ردة الفعل ديالهم و شنو غـادي يوقع ..
بقاو ما يـقارب عشرين دقيقة كان هدا الوقت اللي استغرقه الجد إدريسو الحاجة زبيـدة باش يوصلهم الشيفور للمستشفى !
عند سجود اللي كان الصقيل فالغـرفة معتصم جالس فكرسي جنب السرير و افنان فـكرسي اخر و سجود مغمضة عينيها و سـاندة راسها على الحيط ، الدقائـق كتدوز بحال السنوات حتى تسمع صوت صدى الباب و هو كيـتحل ..
اول حـاجة شافتها كان عكازه اللي حاط يديه عليه متشبت فيه و بيده الثانـية اللي تترجف دفع الباب بـاش يدخل ، حاني راسـه و عينيه كـتفيض بذنوب الماضي، كـيجر رجليه بحال الى كل خطوة كانت تتـسبب الم بالنسبة ليه !
فلحـظة اللي هز نظره و جات عيونه عليها هي اللي كانت حالـاهم و تتـرمقه بنظرات فيها خليط من المشاعر .. نـطق كلماته المتقطعـة مصدوم
– الحاج إدريس [ برجفة ] : سـ .. جو ، ساجـ .. يلا
– سجود [ بـابتسامة ] : غيـر سجود بـوحدها ..
اللحظـة اللي مسامعه التقطت كلماتها ، معرفـش باش حس و فـلمحة وحدة … شعر بالانـكسار و جا طايـح على ركـابيه منفاجـر بـالبكاء و تيـشهق ، بحال شي سـد انهار في أعماقه !
نـاض معتصم بـسرعة هازه من يديـه و حتى افنان اللي تخلعات عليه و مشات جهتـه تطمن عليه فـحين سجود ناضت كتحاول تجيد خيط السيروم من يديها هي الاخرى مخلوعة من جهته ..
– الحاج ادريـس [ بين شهقاته المسموعـة ] : سمحيلي … سمحيلي ا بـنتي … ما كنتـش … ما كنتـش عارف بلي غادي نهرسـك هكذا !
شافت فيه و دموعها كـتسيل بصمت ، لكن شيء جديـد كان فـعيونها … سلام ؟ حنين ؟ شي حاجـة هي مقدرتش تفسرهـا ..
– سجود [ بصوت رزيـن فيه ثبات ] : كنت تـنظن … بلي الموت غادي يكون أهون من أن نستـنكر إيماني و لكنّ الله كان عنده خططٌ أخرى ..
هز راسـه فيها و هو جالس بجنبها على السريـر ، عيونه هازين بزاف الاسـئلة . هي اللي مزات يديـها الهزيلة، كـتلمس دموعه و ففس الوقت تتمسحهم من على خذوده بلـطف و ابتسامتها دافـئة ..
– سجود : في هاد الغيبوبة … شفـت ظلام طويل ، و من بـعده لمحت نور … سمعت صوت كان تيقولي [ اصبري ، متستسلميـش بسرعة ، شفتكم كاملين بجنبي .. نتـا بابا جدة افنان و الاستـاذ ، كلكم كنتوا تتساندوني ]
– ادريـس [ برعـشة ] : أنا .. خديت منك كل شيء … حتى حقّك في أن تـبغي ربك و دينـه الحق !
– سجود [ سدت عينيها و حلتهم بنظرة جديـدة ] : و لكن أعطيتني واحد الحاجة اللي مكنتش عارفـاها من قبل .. [ تترددت لـثانية ، و تنـفسات بعمق ناطقة ] : أعطيتني الخوف… اللي سـاگني للبحث و أني نسـول راسي سؤال مـهم ” علاش كنت مستعدة نموت على قبـل إيماني ؟ و شنو هو الإيمان اللي كـيستحق أني نعيش عليه ؟ “
ملامح ادريـس غالبها الجمود و قلبه ايخرج من صدره ، كيفه كيف باقي الاشخاص فالغرفة الجدة ، معتصم و افنـان ، كاملين تيسمعوا كلماتها بانتـباه
– سجود [ كملت كلامها ] : قلـبت … فـالظلام… حتى لقيت واحد الـنورا مختلف و اللي كان نتـا ا أستاذ [ شافت فمعتصم ] .. شكرا بـزاف ليك بـفضلك كلامك انا عرفت الحقيقة [ دورات عينـيها عليهم كاملين واحد بـواحد ]
– سجود [ ناضت تقادات فالجلسـة و شافت فيه مبـاشرة ف عينيه ] : بـغيت نـسلم !
– معتصم [ بصدمة ] : واش متـأكدة ، خوذي وقتك و فكري .. انا مبغيتش نشوش ليك على عقلك ، فقط
نوريك الصورة الصحيحة على ديننـا
– سجود : اه متأكدة ، و اكثـر من اي وقت مضى ! بغيت نعتنـق الاسلام و نحس بالسلم و السلام الداخلي ..
بغيت نـجرب هاد الشعور و نعيشـوا ..
– معتصم [ حـاس بالسعادة ] : رددي كـلمـات الشهادتـين من بعدي ..
حركـات راسها بانتـباه عاطية حاسة سمعها ليه كيقول كلـمة و هي تتعاود مرة ثانيـة موراه
– معتصم : أشهد .. أن .. لا إله .. إلا الله …. و أشهد .. أن .. محمداً .. رسول الله
– سـجود [ نطقت الشهادتين بفرح و راحة ] : أشهد أن لا إله إلا الله … و أشهد أن محمداً رسول الله
الجد صرخ بـفرحة بحال شي دري صـغير ، ضمها لـصدره فعناق حـار كيبـكي و يردد كلمة [ أخيرا .. ]
– الحاج ادريـس [ كـيضحك و يـبكي ، مشاعره مخلطة ] : سمحيلي ا بنتي .. كنت غـافل و فرضت عليه بزاف و حملت كثر من طاقـتك و لكن اقسم بالله كلشي غير حبا فيك و اني باغي ليـك الخير ..
– سـجود [ شدات ليه يديـه اللي كانو باردين و تيرجفوا ] : هادشي ولا مـاضي ، صافي خاصنا ننـساوه ، من اليـوم انبداو صفحة جديدة ..
– الحاج ادريـس : الله يرضـي عليك ..
– معتصم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) _ آل عمران
كـان جو طاغي عليه الفرحة اللي كانت فرحتين اولهم استيقاظهـا من الغيبوبـة و ثانيها إسلامها ..
جا عندهـم الطبيب اللي فحصها و تاكد من سلامتها و تمنى ليها التعافي عاد غـادر كيما قاليهم انها تقدر تخرج من غدا فقط اتـحتاج راحة كبيرة و متدير حتى مجهود ..
كلشي مجموع على جـنب سريرها تيدويو معاها فـمواضيع مختلفة و ملامح الـبسمة الحب و الآمل كثيرة ، فحيـن هو كان واقف بعيد بمسافة قصيرة مراقـبهم و مخلي ليهم المساحة العائلية بيناتهم !
– لالـة زبيدة : الحمد الله اللي ربـي ردك ليـنا سالمـة .. و هداك لنور الاسـلام
– أفنان [ بـفرحة ] : و نتـي دبا معانا ، مـاشي بجسدك فقط و لكن هاد المرة بـقلبك ..
سجود ابـتسمات ليها بحب حاسة بـشعور مطمئن كيسري فذاتها ، حولت نظرها لمعتصم كما لو دوات معاه بعيونـها ! هو اللي واقف جنب السرجـم بتواضـع كانوا مباغي يسرق ولا لحظة عائلية منهم و ابتـسامة امتنان على محياه ..
– معتصم [ بـهدوء ] : كـنسمع الاذان .. اتسمحولي نمشي نجـيب ليكم الفطور !
– افنـان : متجيبش الكثير ، ديجا جايبة معايا شي حاجـة حيث كنت نـاوية نبقى معاها اليوم
حرك راسـه بايجاب و مشا قاصد البـاب مغادر الغرفـة ..
مـدازش بزاف ديال الوقت و كـان راجع هاز فيديه ساشيات د الماكلـة و اكواب قهوة ، الـخ .. يلاه ايـفتح باب الغرفة بـاش يدخل حتى وقف فـبلاصته منين سمع كلام الجد و الحوار اللي دايـر بيناتهم !
قبل دقائـق قليلة من يجي ، فداخل الغـرفة .. نطقت الحاجـة زبيدة بابـتسامة و هي شادة فيـدها
– لالة زبـيدة : عندي ليك خـبر زوين ا وريدتي ..
لحظة صمت وسط فضولها ، فيها هز الحـاج ادريس حاجبه باستفهام و هو كيتبادل النظرات مع لالة زبـيدة
بعدها قرر يكون هو المتحدث
– الحاج ادريـس [ حنحن بصوته و نطق بـحكمة ] : فالوقت اللي كنتي فالغيبوبـة ! هضر معايا معتصم
– سجود [ شـافت فيه بانتباه ] : شـنو قـال ؟
– لالـة زبيدة [ تدخلـت بلطف ] : طلـب يديك للزواج ا بنتـي ..
لحظـة صمت كانت ثقيلة و كلشي تيتسنى ردة فعلها ، هي اللي هزت حاجبها و شافـت فالنافذة بحال الى تتقلب
على الكلمـات فحلقها !
– سجود [ بـهدوء ] : انـا ممنونـة ليه ، و تنشكره بـزاااف على وقفته معايا فـغيابو .. و لكن [ تـنهدت ] مزال مـحتاجة الوقت
– أفنان [ تدخلت و تـعابير القلق عليها ] : و لـكن واش متاكدة ، كون مكيبغيـك بصح مثديرش هاكا و يقصـد الحلال نـيشان [ دورات ليها وجهها عندها ] واش فـراسك كان مسكين كا نـهار تيجي عندك و يقرى القران حدا راسـك بالساعـات و يبقى يدعي ليك بالشفاء و غير امتى تحلي عـينيك !
– سجود : اه عـارفة ، و مقدرة هادشـي .. كـنت تنسمعه و تنحـس بيه .. و لكن حتى نتوما حسوا بيا و فهمونـي ، انا بديـت مرحلة جديدة من حياتي اللي غادي تغيـر جذريـا ، كيفاش غادي نتزوج و انا ما عارفـة حتى نصلـي بـشكل صحيح ..
– الحـاج ادريس : و لـكن هدا دوره غادي يكون بجنبـك و سند ليك لا فدينـك و لا حياتك الجديـدة !
– سجود [ كـتقاوم دموعها مينزلوش ] : مـبغيتش نكون عبء على تـا واحد ، بغيت نتعلـم بوحدي و نكون قـوية فـايماني ..
خـلف الباب فين كان واقف و سمع الحديث كـله ، يديه تيرجفوا اخر حـاجة توقعها هو هاد الجواب ، سمع كلمـة قالتها و قلبـه تزير علـيه
هزاتـو للسـما و خبطاتو ! واش لهاد الدرجـة نفسها عزيزة او انه دار شي فعل حسسها فيه انا وحدة مقادراش و كتجلب الشفقـة هو عمره نـوا هكا فيها بالعكس كيبغيها و باغي ليها الخير و الخيـر بالنـسبة ليه اكيد غادي يكون فراحتها ..
لهدا قرر يـعطيها مساحتـها الخاصة !
ابتسم بـالم و مسح دموعـه بسرعة قبل ما يغلبوه معدل تعابيـر وجهه للفرح و دفع باب الغـرفة برجليه و دخل هاز الساشيـات اللي جاب معاه و فور ما جات عينيه عليهـم حس بالجو مشحـون ، ضحك كـان شيءٍ لم يحدث
– معتصم [ ابتاسـم بكلفـة ] : جبت ليـك الحليب و التمر ، و حتى الحريـرة لقيتها باقية سخونة [ حطهم فوق الطبلة ] و هنـا كاين القهوة و حتى عصير الليمون و كرواسون غير قبلـو عليا ..
الكـل قابله بنظرات مختلفة و لكن خلفها تعابير مشفرة مقدرش يفكـها ، ناضت الجدة جهة الساشـيات كتجبد منهم المـاكلة و نطقت كتحـاول تلطف الجو !
– لالة زبيـدة : متقولش هكا ا ولدي بالعكس ، اللي جات مرحبا بيـها .. الله يرضي عليك
الحاج ادريـس بدل الموضوع من اسـاسه و رجع تيهظر على احوال الـطقس ، فحين هي اللي رمقاتـه بنظرة سريعة لكن لسوء حظها عيونهم جات فبعض للحظة ، كـانت باغية تدوي و ترددت ملتازمـة الصمت ! لكن عيونها قالو كـلشي و هو جاوبها بابتسامة هازة بزاف ديال الهضرة ..
دازت ايـام من مور خروج سجود من المستشفى ، تغـيرت معاملة الجد ليها و حتى قصوحية راسـها خفافـت رجعت تتسمع الهضرة و تتحـني الراس و هادشي كله بـسباب حوار طويل عـريض كان بينها و بـين الحـاج ادريس ، كاع اللي فـقلبه شي حاجـة قالها !
من بين الهضرة ديالهم و لـشنو توصلو ليه ، انها غـادي تبحث فالدين بـجدية ، غادي تعيد النـظر فراسـها تصرفاتها و تلقى قناعتهـا التامة اللي تعتـانق الاسلام فيها بالطريقـة الصحيحة دون اي ضغط ..
اه هي بـصح سلمات و لكن محتـاجة وقت فين تبحث و تعـرف بالديـن الحق و تؤدي فرائضها على اكمل وجـه ، ميمكنش انسان سلم بين ليـلة و ضحاها غادي يصلي و يصوم و يلبس الحجاب الشرعي و ما الى ذلك ، دفعة واحـدة !
لابـد من الوقت ، واخا حنا مسلمـين بالفطرة و كاينين مننا اللي مكياديوش واجباتـهم على اكمل وجـه اتجاه اللي الخالق ، الله يهديـنا اجمعين ..
و حتى الحـاج ادريـس ، تفهم قرارها و تقبـله .. كان عارف انه اسلـوبه خاطـئ مم الأول و شاف نتيجة خطأه اللي كانت غادي تمشي ضحيتها حفيدتـه الوحيدة و هي بـاقا فريعان شبـابها !
الخطأ خـطئهم بجوج من جهة غلط باسلوبه القاصح و من جهة تـسرعها هي و طيشها اللي كانت بيه غـادي تقتل راسـها ..
دازت اسبوعـين من مور خروجها من المستشفى ، جلسات فالـدار و حبست لافـاك حتى تعافى نفسيا و كليا عاد تـرجع ، من غـير افـنان الي كل نهار تتجي عندها تطـمن عليـها ، و تتبقى معاها مونـستها
كـانت تتبحث بزاف و روح الفضول عندها كبرات اتجـاه الدين الاسـلامي ، خدات بزاف ديـال الكتب بحال عن السيرة النبـوية ، الديانات الاسلامية ، تفسيـر القران الكريم ، علـوم الشريعة ، فقه العبـادات و غيرهم الكثير
الى جاز الوصف الدقيق لشمن مـرحلة هي حاليا ، فغادي تـكون اما مرحلة التـطبيق مزال ، بحيث مزال مكتصليـش كـتقرا كل نهار القران و كتصوم حتى هي معاهم ، مزال مكتلبس الطويل بـاقية خارجيا نفس سجود اللي سفنا اول مرة فلافـاك لباس عادي حجاب عصري الـخ ..
و لكن داخلـيا تبدلات بزاف ، و ايمانها نهار على نهار تيـكبر .. هادشي ملاحظيـنو كل من جدها و جدة و حتى افنـان واخا بالنسبة ليهم تقدمها بطـيء و لكن الحمد الله اللي كايـن حيث عارفين نهايـة القصة كيفاش غادية تكون
و مخلين ليها مساحتـها الخاصة ما امكن باش اي قرار اتاخداته او نفذاتـه هي غادي تحمل مسؤوليته الكاملـة ..
اما معتصم معاودتش شافتـه من نهار المستشفى
كانت الساعـة 2 فـجرا ، النعاس حلف يـزور جفونها فايـقة وسط الظلمة اللي كـتحوم فبيتها نـاسجة خيوط الخوف حول جسدها المرتعش !
فقط الضو القمر اللي منور بيتها حتى من الاباجورات كانو طافـيين ! حاسـة بحزن ثقيل على صدرها بحالا حاطين الحجر عليه ، نزلت دمـعة سخونة على خدها و تبعاتها اللخرى .. كتقـلب بلاصتها يمين و شمال، كتفكر شنو طرا قبـل دقائق
FLASHBACK – IN PAST
كـانت ناعسة فبيتها كيف عادتـها ، لكن حـاسة بحلقها نـاشف .. فيها العجز باش تنـوض تشرب حاولت تماطل و تكمل نعاسـها لكن مقدرتش !
مدت بديـها لجنب الكوافـوز تتقلب واش كاين شي قرعـة الماء تكون جابتها من قبل او شي كـاس ، دات يدها و حابتها مكاين والـو ناضت مـتأفأفـة حالة عين و سـادة الأخرى ، حلت باب غرفـتها على اسـاس تهبط للكـوزينة ..
كان الضلام و كـاع الضواو اللي فـالدار طافيـن ، يلاه زادت جـوج خطوات حتى كـتشوف الشعا ديال الضو خارج من بيتها جدها و جداهـا ..
تمشات حداهم تحل الباب تشوف شكـون مزال فايق لكن الصدمة فانـها لقاتو محلول و سمعت كلامـهم اللي كان كيف الثلـج على ذاتـها صقيع خلاها تجمد و متحركـش حاطة يـديها ففكها كاتمة شهقاتـها و دموعها نـازلين !
شنو سمعت ضرهـا و خلاهـا تحس بتانيب ضمير كبـير و خايب ، ندمـات و لعنات نفسها على قصوحـية راسها و على شنو كانت تتقول فيه من كلام خـايب و تدعي عليه ..
هما اللي كـانو فوسـط الغرفة تيدويو و معلى علمهمـش باللي هي واقفة تتسمعهم شنو تيقولو
– لالـة زبيدة [ بـحزن ] : ما بقا ميتخـبى الحاج شوف حالتـك نهار على نهار كـتسوء ، قولها ليها حتى هي من حـقها تعرف ؟
– الجد ادريـس : منـقولش ، لا ا زبيـدة .. الى عرفات غادي تحس بـتانيب الضمير اللي غادي يلازمها حياتها كـلها و انا منبغيش نعيشها السـوء كثر من اللي فات
الموت عليـنا حق ، خليها تجي مرحبا بيـها و نهار توقع قولوليـها موتـة ديال الله ، بـغاه و داه !
متقوليـش ليها كان مريض بالسرطان و كيعيـش اخر ايامو حيث فات فيـه الفوت داكـشي علاش كان مهجج عليك عيشك و باغيك تسلمي قبل ما يـودع
– لالة زبيدة [ كـتبكي ] : لا حول و لا قوة الا بالله
– الحاج ادريـس [ هز المصحف اللي كان بـجنبه و باسه بدموع فعيونه ] : الحمد الله يـاربي ، حمدت و شكرتك اللي شفتها سلمات قبل ما تديني عنـدك ، دبا نقد نموت و انـا مرتاح و الى بغات تجي الموت مرحبـا بيها !
– لالة زبيدة : نـعل الشيطان الحاج ، الاعمـار بيد الله متعرف شكون السابق او اللاحـق .. ربي يطول عمرك تشوف حفايدك الثانيين منـها متقولش هكا
– الحاج ادريـس [ تنهد بضعف ] : كلشي بيـد الله ، كنتمنى ليها الهدايـة على الطريق المستقيم واخا غادية
فيه بـبطء و لكن الحمد الله على كل حال
END FLASH – BACK TO PRESENT
ناضت لوسط الغـرفة تتبكي بـحرقة ، رجليـها حافيين تالفـة معارفاش شنو تدير ، حـاسة بالبرد مخترق جسـدها و لكن قلبها شاعل نـار تيحرقها من الداخل بالتانيب !
بـاغية تدعي الله ، تـصلي و لكن معارفاش كيفاش ، معارفة حتى كيف تدير توقـف بين يدين الله ، و لكن اللي عارفـة هو انها خاصها تسـجد و انها باغية تطلب منو يشفي جدها و يغـفر ليها و يهديها الطريق المستقيم ، بـاغية طيح على وجهها باغية تبـكي و تـغوت باعلى صوتـها ..
الهضرة بـزاف واحلة فـحلقها مقادراش تخرجها غيـر كتبكي ، جات عيونها على ليزار طويل كان فالاسود محطوط جنب البلاكـار ، خداتو ملوياه على جسمها و راسها كانها كتلف نفسها بـستر الله ، فديك اللحظة حسات باللي شي حاجة فداخلها كانت ناقصة و كملت ، طاحت راكعـة فالارض !
– سجود [ بـحرقة ] : يـا ربي ، ما عارفة نصلي ما عارفة كيفاش ندعيك تشفيه و تهديني [ تتشهق ] و لكن .. نـتا عارف بشنو فـقلبي و حاس بـيا [ زيرات على ثوب الايـزار فيدها ، كانها باغيـة شي حاجة تشبت فيها بعدما حست بالكون اهتز من تحت رجليـها .. ] نتـا اللي بيديك السماء و الارض ، عـفاك متخليهش يمشي ..[ تتبكي و وجهها كله تغطى بدموعـها اللي نازلين سخان على خدودها ] بـاقية باغاه و باغا نـشبع منو ، خوذ من عمري و زيده .. [ سكتات معارفـاش شنو تقول ، فقط قلبـها اللي كيغوت بصمت ، حست بالضعف و بدات كتـردد كلمة وحدة فـحلقها ]
– سجود : اهديني ، اهديني .. [ شهقـت ] لو بكيت على ماما بحال دبـا لاستجـبت لي و لكن نتا اعلى و ارحـم ، مغاديش نتحرك من بلاصتي حتى نحس بها يمكن مكنستحقـش هدايتك و لكن كنطلبك متخلينيـش تالفة ، [ داز قدام عيونها سيناريو كاع الأحداث اللي فاتـت بينهم كيفاش كان يغوت و يجبرها و الكلام القاسي و لكن اللي لصق فعقلها هو ديك النظرة اللي كانت كل مرة تتشوفـها فعيونه و اللي عاد فهمت معناها كانت نظرة خوف عليها ماشي منها ] يـا ربي عندي غير جدي اللي محمية بيـه متاخدوش مني و تخليني بوحدي ، كـان باغي ليا غير الخير .. كان تيحاول يعتـقني من الظلام واخا طريقته قـاسية ، اغفر ليه و شفيه يـا ربي ..
سمعت صوت فوذنيهـا و ما يخطر على بالها غير اية الله سبحانه ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ
دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان ﴾
حست بدفء تيسري فذاتـها ، هزت وجهها اللي كلو دموع و تنفست بعمق بحالا اول مرة تستنـشق هواء نقي !
– سجود [ هزت كـفوفها ] : ” اللهم ثبت قلبي على دينك .. و اجعلني من الشاكريـن ” امـين
كانت ناعسـة فبلاصتها ، فاقت مع اشعـة الشمس داخلة من السرجـم اللي طالقة خيوطها الذهبية ، التافتت ناحية كتـشوف الصباح طلع ..
ابتاسمت حاسة بواحد راحة وسكينة و عـيونهـا لامعين ، خدات ثوانـي باش تستوعب فين هي و شنو دايـر بيها ، شافت الساعـة لقاتها الوحـدة ..
– سجود : اوووو ولـيت كوالا ، عاطياها غي النعاس
تمـشات للحمام دارت روتينها الصباحي و موراها دوشات عاد خـرجت ، كانت باقـة عيانة شوية و داتها بين الفيـنة و الأخرى تتعكرها لكن عادي ..
تمات هابـطة مع الدروج للتحـت و يلاه دارت مع الدرجـة اللخرة سمعات صوت جرس الـباب ، ضحكات فرحـانة حيث عارفة شكون كيفما عاهدتـها ديما تتجي عندها و تزورها !
حلات ليها الخدامـة و دخلات هي الاخرى الضحـكة على محياها و هازة فـيديها بوكي د الورد و صاك كانو فيه شي حوايج ، نطقت كتمازحها ..
– افنان : همممم صباح الحليب فالطاسـو و الزين اللي فاق من نعاسـو .. هههههه لـباس عليـك
– سجود [ سلمات عليها ] :لابـاس الحب ديالـي جايبـة ليا الورد سعداتي ههههه [ شافت فالصاك فيديها و
نطقت بـفضول ] شنو تـما ؟
– افنـان : وردة للوريـدة ، مالك متستاهليش ، هادو يا لالـة بريوات معمريـن قادتهم ليك ماما و معاهم سلو [ شافت فيـها باستفهام ] كتعرفيـه ! موحال يـاك هههههه صافي نساي نتي غا كوليـه
و قوليلي كيف جـاك ..
– سجود [ بنظرة طفوليـة ] : صافي واخا ، و شـنو مناسبة الماكلة و شنو هاد سلو بغيت نعـرف ؟
– افنـان : حنا فـرمضان ، معروف عليـنا تنديرو الشهيوات بزاف و منهم سلو مشهور فـهاد الشهر و
عليه الطلب كلشي تيـبغيه و تيقادو ..فهمتي ؟
– سجود [ بابـتسامة ] : هممممم صافي واخا .. سلمي عليها و قولي ليها شـكرا بزاف
– افـنان : لا لا غادي تسلمي عليها نتي شخصـيا ههههه انا غي مرسول الحب بيناتـكم ، انها الام المغربية راها دارت عليك الدمونـد تفطري عندنـا
– سجود : و لـكن حشومة مجاتـش و مزال راني عـيانة شويـة ، نخليوها نهار اخر ؟
– افنان : و تقـووول ، بالعكس هادي فرصـة تبدلي الجو و تخرجي من الروتـين ديالك تشوفي الدنيا
بـرا غادي تعاونـك تبراي .. غي زيـدي قدامي
بالفعل داكـشي اللي دارو طلعات لبـست حوايجها و موراها علمتهم باللي اتـخرج مع افنـان و غادي ترجـع حتى لمور الفطـور
وصـل وقت الإفطار بالنسبـة لعائلة الراضي ، و اللي كانو فرحانيـن بوجود سجود معاهم واخا مكانـتش عندها نية الصيـام الا انها مكااتش نهار كامل كتحاول تـعود على الوضع الجديـد ، و هما بـدورهم محسسوهاش بالفرق بيناتهـم ..
ضحكوا مجموعين و تعاونـوا البنات بيناتهم بـربعة [ لالـة رقية ، أفنان اغصان و سجود ] حتى وجدوا الميدة بـالذ و ما طاب من الشهيـوات ..
داز لفطور في جو عائلي مليء بـالضحك و الهضرة .. حسات بشعور مختلف على اللي كـانت موالفة وسط دار جدها !
سالاو كاملين ناضت أفنان تجمع الطابلة و بدون تردد سجود عاوناتها واخا أفنان و مها رفضوا لكن هي أصرت
دازت ساعة فيها كذلك تعاونوا على غسل الماعين و هي عاجبها الحال بهاد البساطة اللي عايشين فيها و اللي مكايناش عند جدها ، كلشي بالخدامة
شافت أفنان ناحية ساعة و كان قريب يآدن لعشا.. مسحت يديها ، ترددات قبل ما تطنق الكلام و لكن فالأخير
قالت اللي ليها نسولها شنو خاسرة !
– أفنان [ نطقت بهدوء و نظراتها طفولية و هي تتمنى تجاوبها بشو بغات ] : سجود ..
شافت فيها بـفضول تتسناها تكمل كـلامها و هي نطقت مكملة
– افنان [ سكتت شوية تتلاعب بأصابع يديها ] تمشي معايا نصليو التراويح ؟
لحظة صمت رجع الجو فيه واحد الصقيل رهيب و غي نظرات العيون اللي تتدوي ، سجود ضربتها اللقوة و أفنان بحال داك الدري الصغير اللي تيتسنى تعطيه بومبو يفرح بيها ..
لبرهة كانت غادي تفقد الآمل و هي حاسة برفض سجود للفكرة حيث شحال من مرة طرحاتها عليها
و ديـما كان كـيكون الرفض حليفها ! حتى تفاجأت هاد الـمرة من جوابها ..
– سجود : و لكن نتي عارفة عمرني صليت ؟
– افنان [ بفرحة كبيرة ] : اخيرا اخيرا قبلتي الحمد الله ، الله ياختي انا نوريك و نعلمك ابطى عليا امتى توافقي .. ناري فرحت فرحت
ابتسمـات بـحب كبير من ردة فعلها ، حيث حاسة بصدق فرحتها و انها باغية ليها الخير و قررت تبعها فطريقها
– سجود : واخا راه ماعنديـش الحوايـج د الصلاة بـحال اللي كتلبسي ؟
– افنان : نوضي نوضي انا نعطيك شنو تلبسي
– سجود [ ربعت يدها ونطقت بتساءل ] : و حتى الوضوء معارفاهش ؟
– افنان : انا نعلمك الوضوء الصحيح يلا صربي ، باش يله نجيو قد قد مع الأذان ..
اومات سجود راسها بإيجاب.. و خرجوا من الكوزينة باتجاه البيت د افنان اللي كان متوسط الحجم فيه ناموسية
د شخص واحد ، ماريو من ثلاتة بيبان و كوافوز حداه مراية طويلة ..
فوحدة من زواياه كان ركن للصلاة فيه سجادة و رف عليه المصحف الكريم ، كتب دينية و بعض الاكسسوارات للزينة ، الوانه بين الازرق و الأبيض ..
جلسات فوق الناموسية مرجعة يديها اللور تتحسسها و تلعب ب رجليها فالهوا ، رغم ان البيت كان بسيط و لكن تتحس بواحد الدفء طاغي فيه متسخاش تخرج منو !
التافتت لعندها و هي هازة فيديها طقم للصلاة عبـارة عن عباية طويلة فاللون السومو بارد و و حجاب فـاللون الابيض ، تحنات تتقلب فالمجر التحت و جبدات منو تقاشر طوال بيضين ، مدت ليها كلشي تشوفو ، عجبها و وافقت عليه
– افنان [ بابتسـامة ] : صافي مزيان انا نمشي نسخن الما فالمقراج و غادي نـرجع واخا ..
– سجود [ بـتساؤل ] : شناهوا المقراج ؟
– افنان [ كـتضحك ] : هو الغلاي ضـو اللي عندكم ، ختي حنا مزال بلديين موصلناش التطور ديالكم
– سجود : سيري من الطنز سيري
– افنان [ بابتسامة ] كانبغيو نشدو فـيك ساعة ساعة هههههه يلاه تسنايني
– سجود [ بـطنز ] : ياكما بنت ليك حبل انا !
خرجت مرة اخرى قاصدة الكوزينة و وقفت تتسنى الما يسخن بعدما عمراتو فالمقراج ، فهاد الوقت بقات سجود فبيتها تدور عينيها فالمكان و شي حاجة تتجرها غي لداك ركن الصلاة اللي فالزاوية
بقات حتى ناضت تستكشفو و ترضي فضولها ، لحظات و رجعت لناموسية و هزت صاكها تتقلب فاليوتوب على طريقة الوضوء و الصلاة ، واخا جاتها صعيبة فالأول و مفهمتش اللغة العربية بطريقة الصحيحة و لكن الفكرة كانت تتوصلها
شوية حتى دخلت عليها أفنان اللي كانت قادات ليها و لراسها جوج سطيلات فالحمام و عيطات ليها باش توريها
– أفنان [ مبتاسمة ] : الله يرضي عليك ، تلميذة مجتهدة هههه يلاه نوضي تبعيني
وافقتها تتضحك و ناضت تبعتها للحـمام فين بدات تتشرح ليها
– أفنان : بسم الله ، انشرح ليك شنو هو الوضوء و علاش خاصنا نديروه ، [ حركت ليها راسها عاطياه الإشارة باش تكمل ] الوضوء في اللغة مشتق من الوضاءة أي الحسن و البهاء و النظافة و الضياء من ظلمة الذنوب،
اما في الشرع الإسلامي هو طهارة مائية كـتخص أعضاء معينة على صفة مخصوصة بنية التعبد ،
بمعنى آخر ان الوضوء هو أول مقصد للطهارة حيتاش هو مطلب أساسي للصلاة، و من أهم شروطها وفي الصحيحين : «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ».
و الله سبحانه و تعالى كيقولينا فسورة المائدة الآية 06 : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
كانت مركزة معاها مزيان و عجبها كيف انها كتمدها بدلائل قرآنية كتعزز كلامها و مدى صدقه ، الحاجة اللي خلات فضولها يكبر ناحية كتاب الله
– أفنان : الوضوء عنده أركان ذكرتها فالاية القرانية اما عن سننه ، و المقصود بها واجباته و اللي هما بزاف أهمهم
- التسمية { بسم الله الرحمان الرحيم }
- غسل الكفين قبل إدخالهما في الإنـاء
- المضمضة : إدارة الماء في الفم [ غسل الفم ]
- الإستياك : استعمال السواك عند غسل الفم
- الإستـنشاق & الإستـنثار : و هو: جذب الماء و إخراجه من الأنف
- مسح الأذنين ظاهرا و بـاطنا، و مسح الصماخين بماء آخر [ الصماخ : فتحة الأذن المشتملة على الشمع ]
- التثليث : في أفعال الوضوء بغسل اليدين ثلاث مرات و الوجه ثلاثا و الأقدام ثلاثاً بدءاً من الطرف الايمن و منهياً بالايسر و بـاقي الأفعال في كل ثلاثا ثلاثا ، ما عدى شعر الرأس و الأذنين
- مسح جميع الرأس بدءاً بـمقدمه
- الاقتصاد في الماء
- هناك سنن أخرى ، مذكورة في كتب الفقه
سالات ليها شرح مراحل الوضوء و كانت سجود مركزة معاها و كل كلمة نطقتها كتدير بيها و اي حركة تتعاود تنفذها موراها خطوة بخطوة .. و بين الكلمة و الكلمة تتشرح ليها و تفيدها بالمعلومات
– أفنان : هاكدا غادي نكونوا سالينا الوضوء [ سكتت فاش سمعت الاذان ] يلا باش منتعطلوش
داكشي لي كان مشاو بجوج البيت بدلو عليهم حوايجهم سجود لبست الثوب اللي عطاتها و أفنان اختارت واحد كامله اخضر بـارد ، هزت صلايات .. و حلت لباب و خرجوا ، باتجاه المسجد ديال الحي ..
كان درب عامر جو رمضاني 100% الهضرة و الضحك .. العيالات منهم اللي مجمعين قدام الباب و شادين تقرقيب الناب ، الدراري صغار و كبار تيلعبوا ، غادية و هي مبهوضة من هاد الجـو هددشي جديد عليها عمرها شافته لا ف ايطاليا و لا فالحي فين كاين دار جدها
ما بين دارهم و الجامع طريق طويلة ابدا محست بيها و هي فكيانها شعور جديد و تتحس بالراحة .. بابتسامة على وجهها تتمشى و شادة فيد أفنان .. الهوا كيضرب فبشرتها.. بخطوات بسيطة خرجوا من الحي قاطعين ناحية الجردة اللي جنب الجامع
ناس رجال وعيالات غادين اتجاه المسجد .. من بعيد كيبان مضوي و الحصاير مفرشين فالارض .. مادازش بزاف وكانو امام باب ديال جامع خاص بالنساء حطت رجلها لداخل قلبها بدا يضرب بوتيرة سريعة وخدودها حست بيهم تشنجو عقدت حواجبها باستغراب من حالة لي جاتها ..
وقفت مترددة تدخل بحال الى فلحظة حست انه كاع اللي دوزت من حياتها كان غلط و انها مكانتش فالطريق الصحيح ، اه امنت بالله و برسوله و لكن الخوف انها تواجه اللي خلقها كان مقيدها ..
افنان اللي لاحظت توترها و شدت فيدها مزيرة عليها و اطمانت براسها باللي كلشي مزيان و عمرها تدنم على هاد الخطوة و انها فالطريق الصحيح ..
طلعو الفوق .. كان كبير بزاف ومفرش بزرابي ضواو فكل بلاصة ، كانت حتى مكتبة اللي كبيرة تضم المصاحف أشكال احجام .. توجهوا للصف التاني و فرشوا الـصلايات ديالهم [ رجعت شافت فيها و نطقت بتســاؤل ]
– سجود : معارفاش شنو ندير ، عاونني
– أفنان : بكل سرور
جبدات تيليفونها و كتوريها طريقة اداء الصلاة تعريفها و شروطها و احكامها و الأهمية د الصلاة و كل حاجة مفهماتهاش تدير ليها ترجمة للايطالية باش تفهم معناها ..
– أفنان : الصَّلَاةُ فالإِسْلَام هي الركن الثاني من أركان ديننا ، كاين حديث نبوي : «عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول: “بُني الإسلام على خمسْ : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان ، و حج البيت من استطاع إليه سبيلاً »
في ديننا الاسلامي و كمؤمنين واجب علينا نأديو الصلاة خمس مرات يومياً حيث هي فرض على كل مسلم بـالغ عاقل خالي من الأعذار سواء كان ذكرًا كـان أو أنثى ، و كاينين صلوات اخرى تتكون في مناسبات مختلفة بحال : صلاة العيدين كاين جوج اعياد الفطر و الاضحى واحد منهم تيكون ف نهاية الشهر الكريم غادي نفسرهم ديك من بعد
عندنا صلاة الجنازة اللي كنأديوها لا قدر الله و توفى شخص ما ، صلاة الاستسقاء كتكون فاش العباد تيطلبو من الله ينعم علينا بالغيث و المطر في حالة تعطل او كان الجفاف .. و غيرهم الكثير
حيث ببساطة الصلاة هي وسيلة مناجاة العبد لربه، وهي صلة الربط بين العبد وربّه ، الى شي نهار ضاقت بيك الدنيا و عييتي و بغيتي تبكي و تشكي ما عليك غي بهادو [ حطت يدها على الصلاية و المصحف ] الصلاة و قراءة القران هو دواء الروح ..
الصلاة فالاسلام عندها منزلة كبيرة و هي اول حاجة كيتحاسب عليها العبد يوم القيامة ، لحديثته صلى الله عليه و سلم : « رأس الأمر الإسلام، و عموده الصلاة، ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله »
فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة في السنة الثانية قبل الهجرة ، و ذلك في ليلة الإسراء و المعراج ، عن انس بن مالك : { فرضت الصلاة على النبي ليلة أسرى به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودى يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين }
تواني وبدا يكبر الامام لصلاة لعشاء داز شوية لوقت وكانو سلمو باش يساليو صلاة لعشاء ، تقادو فوقفتهم تسمع سقيل في جامع من بعد تسمع صوت تجويد من بين شفايف الامام ..
– الامام [ بـنبرة خـام ] : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين ..
حـطت يديها على صدرها و استقامت فـوقفتها ، عيونـها متبثة على مـكان سجودها
صوته كيبعت سكينة و الـراحة مخلي الايات كتأسر قلوب الـسامعين .. هي كتسمع صوت لقارئ كانت اول مرة فحياتها ودنها كتلتاقط مـثل هاد التجويد ، كل أية كانت كدخل لقلبها كيف شي مرهم مداويه .. كيتقن الـتجويد بواحد الـبراعة
من جهة اخرى كان معتـصم متخشع فـتجويد ايات الذكر الحكيم ، واقف و قدامه ميكرو و مصحف محطوط على حامل طويل فـنفس طول قامته ، و الـرجال واقفين صفوف خلفه كيسمعوا ليه بـتدبر
صوته العدب خلا لحمـها و ذاتها تقشعر عليها و تـحس بالتـبوريشة من أخمص قدميها لراسها !
انتـابها احساس غريب ، و تسارعـت دقات قلبها حيث كانت هادي اول مـرة تسمع فيها ايات تتـلى من المصحف الكريـم ..
خذات نـفس عميق مغمضة عيونها و كـتسمع بتمعن ، الوقت تيـدوز و هي محاساش باقية على وضعيتها حتى للحظة اللي حـبس فيها التجويد مخليها تـحل عينيها و داخلها مزال بـاغي يتلذذ بسماع أكثـر ..
التافتت لناحية الـثانية لقات افنان متخشعة تتقرا ما تيسر من القرآن حداها .. بقات تواني جالسة كتقرا لادعية ودعي مع راسها .. بداو لعيالات كينساحبو شـوية بشويـة
فـور ما خوا المسجد ، اشارت ليها بـاش يخرجوا حتى هما .. ناضرتـها بعيون طفولية و نطقت
– سجود : مـسخيتش ، خلينا مزال !
– أفنان : ما بقى حتـى واحد ، خاصنا نمشيو و الى بغيتي نبقـاو كل يوم نجيو ..
حركت ليها راسـها بالايجاب و ناضوا خارجيـن من الجامع غاديـين بخطوات ثقيلة تيهضرو بعضياتهم
– سجود [ بـدون شعور ] : صوتـه باقي عالق فـوذني ميمكنش شحال زويـن و بحالا سامعاه من قبـل !
– أفنان : عندك الحق صوت زوين محتـارم للقواعد التـجويدية و كيخليك تغرقي في بحر الايات القرانـية بلامـا تحسي ..
سكتت شـوية متملكها شك ضئيل كتقول فـنفسها ميمكنـش يكون الاستاذ معتصم ، بحكم ان النبرة جاتها نفسها و هي اللي سمعاته فـاش كان تيجود لسجود في المستشفى ، قالت مع راسها يمكن تشابه صـوت لا غير
– سجود : ماشاء الله ، افنـان راني مقدرتش نتخطى الخامة ديال صوتـه واش نتوما ديما تيكونو عندكم مقرئين هاكا .. اصواتهم تتخليك غارق فـحبها ..
– أفنان [ بابتسامة ] : الصـراحة لا انا اللي عارفة و مسولة بابا كان الـحاج رضوان هو اللي تياذن بينا و هو نفس الصوت اللي سمعتيه فالاول فاش صلينا العشـاء و لكن المرة الثانية كان صوت شاب
– سجود [ بدون شعور ] : اه اه رانـي ميزت الصوت من اول كـلمة و عرفته تاع شخص يافع همممم
– أفنان : يـاكما تزعطتي فيه ! شتك من الصباح و نتي مول الصوت مول الصوت هااا هههههه
بـقات كتشوف فيها ثـواني عاد استوعبـت الامـر .. خدودها توردو و تـضهشرت ، بدات كـتلولب فعيونها بـخجل !
– أفنان : ا حصلتي ا بـنتي ههههه
يلاه فـاتو محيط المسجد و صدفـة كـتجي عينيها فـمعتصم !
اللي كـان واقف مع الحاج رضوان و بعض الرجال اخريـن فحديث بينهم و لحظة اللي دور عينيه كتـجي عليها هي اللي وقفت لبرهة بملامـح جامدة فقط كترمقه بنظراتها استاذن من الجمـاعة اللي كان واقف معاهم و مشا قـاصدها ، فرحان لشوفتها و فور ما فكـر انها هنا تتصلي زاد فـرح فقرر يـسولها ..
– معتصم [ بابتـسامة ] : السلام عليـكم ، لباس ؟
– سجود [ بـخجل ] : لباس الحمد الله ..
– معتصم [ بـاستفهام ] : شنو كتديري هنـا !
– افنان [ دخلت على الخـط ناطقة بفرحة ] : جـات تصلي ، يلاه لقيتينا خارجين ..
– معتصم : بـصح ، هادشي زوين بزاف و كانت صدفـة اجمل نتلاقاكـم ..
– سجود [ بـفضول ] : و نـتا شنو كتدير هنا واش تتسكن فهاد الحـي !
– معتصم [ بابتسـامة ] : لا لا ، فٌقط تندير واحد الاجـر فهاد الشهر الكـريم ، تعرض عليا نكون امـام المسجد و انا وافقت .. هدا ما في الامـر
لحظة صمت فقط العيون تتحكي مع بعضها رجعت شـافت فافنـان اللي كانت هي الاخرى تتشوف فيها و تضحك فاهمين بعضياتهم ! شنو هاد الصدف و شنو هاد التـرابط الروحي اللي بينهم واخا كـتهرب منه كتلقى راسها جاية عنده بـرجليها ..
هي اللي رفضات يوم المستشفى و هربـات منو اليوم جالسة تتشكـر فصوته و مرتاحة لسمـاعة بحال شي مدمن باغي جرعة اضـافية من مخدره كانت هادي فعـلا حالتها فهاد اللحظة بالضبط
– سجود : الله يثبت اجـرك
– معتصم [ بابتسـامة ] : اميـن يا ربي ، نتي كيف بقيتي واش مـزيان .. جسديا ما بقى كيضرك والـو ؟
– سجود : اه الحمد الله تـحسنت ان شاء الله غادي نرجع للفاك من مور ربعيـام بينما سالات مدة شهادة طبيـة ..
– معتصم : ان شاء الله يـاربي ، و بخصوص اسلامـك كيفاش لقيتي نفسك فيه ، الى واجهتي اي صعوبة متردديش تسوليني غادي نكون بـجنبك ديما
– سجود : شكرا بـزااف ، مقدرة وقفتك معايا ا استـاذ ، و لكن حالـيا غادية مزيان [ شافت فـافنان جنبها ] ممخليـانيش بوحدي و كتعاوني ديما فـكلشي ..
– معتصم [حك خلف عـنقه بـتوتر و نطق ] : كـنظن استاذ عندها بـلاصتها ههههه اولا بلاش من هاد الرسمـية كنقصل تعيطي لي باسمي نيشان ، و مرة اخرى انا رهـن اشارتك فاي موضوع استفٌسار مشكل ايا يـكم غير قوليها ليا …
حست بقلبها خارج من بلاصتـه ، حلاوة لسانو مكتخليها غير تذوب فيه اكثر و اكثـر ، ابتاسمات ليه و نطقت
– سجود : شكـرا بزاف ، صافي انحتاج شي حاجة غادي نجي عندك اولا ..
– معتصم [ حرك ليها راسه بطاعـة ] : يـلا نخليكم دبـا .. بـسلامة
– سجود & أفنان : مع السلامـة
كملو طـريقهم للـدار ، و بقات مـعاها فبيتها تيهضرو فـشلا مواضيع و اللي كان معتصم واحد منهم ، رجعت فـكرتها فموضوع الزواج اللي هي اساسا مكانتش نـاسياه !
كيفاش انه تيحاول يهرس داك الحاجز بينهم اللي هي كتحاول تحصره فعلاقـة استاذ و طالبته على عكسه اللي باغيها زوجتـه و كيفاش مزال مهتم بها بل تفـهم موقفها مزيان و تقبله يث عارفها كتدوز من مرحـلة نفسية صعيبةفيها مسؤوليات
ميمكنش يزيد عليها فوقهم مسؤوليات اخـرى اللي تقدر تحس براسها تضغطت و انها متقدرش عليهم قرر يـعطيها مساحتها الخاصـة حتى و كان هي تجي بـارادتها حيث هو مامن انه الحاجة الى كانت مكتـابة ليك واخا يبغي يحيدها ليك منعرف شـكون مغـيحيدهاش و الى ماشي فـنصيبك را واخا تقدم ليك فـطبق من ذهب مغاديش تكون ديـالك !
عند البـنات فالـبيت اللي كانت سجود تتوجد راسها تـمشي بعدما صونات للشيفور يجي موراها و عطاتو اللوكاليـزاسيون ..
وصلات معاها حتى الباب و بقاو واقفيـن تيتسناوه ، غير شوية الوقت و كـان وقف عليهم .. ركـبات و توادعت مع افنان اللي قبل ما تسد الباب قالت ليهـا فوذنيها ..
– أفنان [ بابتـسامة ] : كنتمنـى تفكري فالامر ، مادام العرض باقي قـائم و راه و الله بحالو متلقاي
متضيعيهـش .. بيزو تصبحي على خيـر
ابتاسمات ليها و بقـات ساكتة كتفكـر فهضرتـها اللي كتشـوف انها بصح صحيحـة
بعد مـرور ربـعيام ، كانت افـنان تتسناها فدام باب الكـلية بـاش يدخلوا ، ماهي الا دقائـق قليلة و كان وقف
بيها الشيفور قدام الباب د لافاك .. حلت الباب تـنزل و فلحظة ملامـح وجهها تهزت ، تـنفست الصعداء و نعلت الشيطان و نزلات .. تموا داخـلين و بدون انتباه دازت هي و افـنان من نـفس مكان الحادثة المؤلمـة ، رجعت زيرت على يد أفنان اللي كانت شادا فيـها و قلبها تقبط عليها ، ديـك الساعة دارت عندها تتهدنها !
– افنـان : شووو ، تكـالماي قصة و دازت خاصك تنـسايها ، شوفي فيـا [ هزت ليها راسها لعندهـا ] ياك قلتي بديتي صفحة جديدة صافي اللي فات مات
باست ليها على خدودها معنقاها عنـدها ، ثواني بينما تهدنات عاد كملوا طـريقهم للقاعـة فين قاريين .. كانت عندهم حصة عند معتصم .. دخلوا شدو بلايـصهم و كاع الطلبة جاو تيسولوا فـسجود ، سلموا عليها فرحانين برجعوها بيـناتهم
داز الوقت اللي كان دخل فيه معتصـم للقاعة و غير جات عيونه عليها فـرح لشوفتها مرة اخرى ، بـدا الدرس ديالو كيف العادة وسـط انتباه الطلبة ..
– معتصم : سيدي ربـي فاش بغا ينجي سيدنا ابراهيـم من النار ، مسيفـطش الشتاء باش تطفي ليه النار ! خلا النار بـراسها تكون بـردا و سلاما على سيدنا ابراهيم .. و فـاش بغا ينجي سيدنا يونس من ضلومات البـحر ، و من كـرش الحوت .. خلا الحوت بنـفسه يكون مـركبة اللي غادي تنقله من وسط اعماق البحار حتى للشط ! و اكثر من ذلك ، خـسر للحوت سنـانه و كرشـه على قبل سيدنـا يونس !
بـمعنى الله فاش كـياذن انه يفرج عليك ، كيخلي الحـزن ديالك و العذاب ديالك يكون هو هو نفسه سبب فرحـتك و خروجك من محنتـك .. انـا اليوم مجيتش باش نزوق ليكم الهضرة و نقولكم ارتـاحوا كلشي ايكون مزيان و بـمشيئة الله ، انا هنا كنـوريكم كيفاش ..[ رجع جلس فوق المكتـب دياله مربع يديه عنده و مبتسم فـوجه كاع الطلبة اللي كانو مراقبينه .. ]
– معتصم : قبل منقول ليـكم كيفاش ، بغيت نـسولكم .. هاد النـهار عطيتو لشي قط ياكل فالزنـقة ، عاونتيو شي مسكـين .. او شي شخص مثلا كـان هاز الثقل و هزيتيوا معاه ، و لا تفكرتـوا شي واحد بـكلمة زوينة ! او او او و اللائـحة طويلة
بلاتي نقوليكم علاش .. عـرفتوا الله كيفاش تيتـعامل ! هاد الايـة هي الجواب ..
{ و ان احسنتـم ، احسنتم لانفـسكم } – الإسراء 07
يـعني فاش نتوما كتديرو المـزيان راه مـكتديروهش لداك الشخص على وجه الخصوص ، بل كتديروه لنفسكـم بطريقة غير مباشـرة .. اي كتحسنوا لراسكم ! و عنـداكم تمشيو مع المقولة الشهيرة ديال ” مـبقاش الخيـر فالناس ، الا غادي تديرو ديروا لـراسك ” بالضبط هاد الهضرة راها خاطئة ..
عاودوا قـراو الاية و غادي تفهموا انه داكشي اللي بغيتو الله يحققوا لـكم او يديرو ليكم ، را الله خاصه يـشوفكم كتديروه لغيركـم ..
– معتصم : نسـدوا هاد القوس و نفتحوا اخـر تحت عنوان حسن الظـن بالله .. و سمعوا لي مزيـان
ربنا سبحـانه و تعالى كـيسول عباده المسلمين و تيقول : فـما ظنكم برب العالمـين ! يعني نتـا او انت او اي شـخص ، حياتك غادي تكون بـكيفاش كـتظن بالله عز و جل ، نقـطة الى السطر
يعني دوك الكلمات اللي لا تغني من جوع و اللي كلشي تيقولها ” انـا معندي زهر ، انا كنجيب غي المصائب .. و زيد و زيد “
خاصكم تعرفوا باللي فهاد اللحظة راكم جاوبتوا على سـؤال الله ، و الاقـبح انكم سأتوا الظن بالله
سيدنـا موسى مـيأسش فاش القوم دياله قالو ليه : { فلما تراى الجمعـان قال اصحاب موسى ان لمدركـون ، قال كلا ان معي ربي سيـهديني } سـورة الشعراء – الايـة 62
و العبرة ان ربـي شق البحر لنصفين ، لينجي موسى و فالمقابـل اغرق اعدائـه .. ربي سبحانه تعالى فاش قال { اذا سالك عبادي عنـي فاني قريب ، اجيب دعوة الداع ان دعـاني ، فل يسـتجيبوا لي و ليومنوا بي لعلهـم يرشدون }
المغزى انه ما دام الله استدلك بانك تدعـيه الا و انه قادر يستجب ليك .. لكن الفـرق هنا ، ان تكون تايق فالله غادي يستجب ليك و ميكونش فـقلبك و لا ذرة شك فالقدرة الالـاهـية دياله ابـدا .. يعني نتا او نتي بينك و بين نفسـك ، غادي تقول انا غادي ندعي الله اذن راه قادر يستجب لي ، راه غادي يستاجب ليك ان شاء الله ..
[ سكت شـوية نازل من فوق المكتب ، حك على جبينه بـابتسامة و قال ..]
– معتصم : واحد الطالب من قـسم اخر كان قاليا “من شـحال هادي و انـا ندعي باش ربي يسهل عليا لكن ما ستجبـش ليا و متحققش ليا شنو بغيت “
دار نـظرة مطولة على القاعة كاملة و مشا هز ماركور من المكتب و تمشى نـاحسة السبورة و كتب فيها بالخط العـريض و فنفس الوقت تيقول جملته بـصوت عالي ..
– معتصم : هـنا غادي نفتحوا قوس جـديد و اللي هو : كـيفية الدعاء لله ! [ رجع تقابل مع الطلب و نطق مكمـل هضرته ]
وهنا غادي تطرحوا سـؤال جديد على نفسكم كـالتالي ” واش انا كنعرف ندعي الله ؟ واش كندعي الله بالطـريقة الصحيحة ؟ .”
– معتصم : الدعـاء هو الارتباط الروحي بينك و بين اللي خـلقك ، انعطيكم مثال بسيط .. الطيـارة كتقدر تمشى فالارض ! تقدر تجري كـاع بحالها بحال الطموبيل ..
بجوج بيهم عندهم جـزء ديال الحركة على سطح الارض ، و لكن الفرق الطيارة كتـجاوز السيارة و تقدر تطيـر فالاخـير !
كونوا نتومـا ديك الطائـرة و خليو الروح ديالكم تطير عند الله و تدعي ليـه و تبين ليه الخضوع دياله !
كنصيحـة قبل ما تسالي الحصة : جـربوا تجلسوا بوحدكم و تدعيو الله كيفما كـان سيدنا مجمد كيديـر ، فاش كان تيـرفع يديه للسما و تيتوسل الله بقلب خاضـع و خشوع تام !
– معتصم : نهاركـم سعيد و لقائنا فحصة الجاية ..
بدات كـتخوى اللونفي شوية بـشوية و الطلبة كينساحبوا بالتدريـج ، اما هي اللي كانت مفعلة كل حواسها معاه .. كـتسمع كل كلمة قالها بانتباه تـام
متكدبـش ان كل حرف او جملة تقالت قاسـتها فالصميم و فعلا كانت محتـاجة تسمع هاد الهضرة و فهاد الـوقت بالذات !
فيقتها من شرودها افنـان اللي كتحرك فيها يخرجوا بعدما بقـاو غير هما بجوج فالقاعـة و معتصم اللي كان تيجمع اغراضـه هو الاخر لاش يمشي
– سجود [ بـابتسامة ] : تـسنايمي دقيقـة برا ، انا انتـبعك ..
– افنـان : واخـا متعطليش ..
خرجات مخلياها خلفـها ، فحين هي استجمعت قواها و هبطت جهة المكتب لعنده .. هو اللي قـابلها بفضول و ابتسامة على محياه !
– معتصم : سجود ! لـباس محتاجة شي مساعدة ..
– سجود [ بـخجل ] : لا شكـرا .. غير كنت .. بــ [ تضهشرت و جاتها اللقوة بقات غير تتـفتف ] نقول ليك ..
– معتصم : بـشوية عليك غير تهدني و دوي انا كنسـمعك ؟
تنفسات الصعداء و بدون ما تجاوبه جبدت ورقة و ستيلو من جيبها و كتبت شي حـاجة ، عاد هزت
راسها فيه و نطقت جملتها بـسرعة
– سجود : هادي نمـرة جدي ، الى كـان العرض ديالك مزال قائـم ، فمرحبا بيك .. انـا موافقة ..
موراها خرجات مزروبـة كلها كتغـزل بالحشمة مخلياه يضحك على موقفها و تصرفها الطفولي ، لكن فرحـته كانت اكبر فاش اخيـرا قبلات و وافقت تكون زوجـته على سنة الله و رسولـه ..
خـرجات عند افنان اللي كانت تساينـها ، لقاتها كلها حمرة غادية تـطرطق !
– افنان : انـاري مالك ، شواقع ..
– سجود : صـافي درتها !
– افنان : اش درتـي ، فرزي هضرتك خـليني نفهمك يا هـاد البنت ؟
– سجود : و قلتها ليـه ، قلت ليه قبلتو يجـي ..
– افنان : واقلة شي قرصـة مني تكون مزيانة ، غـادي تخليك تكوني جملة مفيدة و تقوليها ليا باش نـفهمك بحال ايها الناس !
شافت فيها مدة و بدات تـضحك عاد نطقت حملتها مقادة ..
– سجود : مشيـت عنده ، قلت موافقة ! و مرحبا بيك الى بغيتي تجي عند جـدي ..
– افنان [ بـفرحة ] : على سلامتك و مبـــــرووووك
كملو نـهارهم عادي ، بعدما سالاو حصصهم و موراها مشاو جنـب الكورنيش يتمشاو و كيدوزوا الـوقت ..
فاش وصل وقت العصـر دخلت للدار و لقات جدها و جداهـا جالسين فالصالون البلدي ، مشـات عندهم علمتهم باللي عطات موافقتـها لمعتصم
و انها خلات ليه نمرة جـدها بحكم هو ولي امرهـا باش يدوي معاه و يعلموا امتى يجيو .. الحاج ادريس و لالة زبيدة تقبلوا الامر برحـابة صدر مشجعينها على هاد الخطـوة اللي كانو تيتسناوها شحال و اخيرا جات منهـا !
– لالـة زبيدة : هنية عليـك ا بنتي ، راجل كامل مـكمول تختاريه غير هو من دون الـرجال
– الحـاج ادريس : الله يـرضي عليك و يكمل باللي فيها الخـير ليكم يا ربـي ، مبـــروك
دخلت لبيتها فرحـانة ، اول حاجة دارت بدلات عليها حوايجها و مشات للحمـام توضات عاد جات تصلي شنو عليها كان الظهر و الـعصر ..
كيف سالات دعات لله يسهل عليها و يكـون جنبها فكل خطوة غادي تـدير فحياتها ، موراها مشات لـمجموعة من الكتب الدينية كانت شارياهم ، خدات واحد تتقرى فيـه و تزيد تغني معرفتها الدينية !
موراها خذات تيليفونها و حلت واحد من التطبيقات اللي محملة فيه و اللي كان ديال القران الـكريم بدات تتقلب شمن صفحة حبست و كملت القراية دياله بعدما حطت هدف انه تختمه بالقراءة فهاد الشـهر ..
حيث لقات صعوبة فـقراية الخط العثماني اللي فالمصحف الكريم فاختارت الطريـقة السهلة بينما تعلمات مـزيان
و هكا داز الوقت حتى اذن المغرب و فـطروا مجموعين ، صلات المغرب و العشا و التراويح فـبيتها ، دارت علاياش قدرات واخا ماشي كاملين موراها نعسـت و هكا سالا نـهارها ..
صباح جديد .. أشعة شمس داخلة من سراجم الـرياض .. كانت سـجود كتحس بـإحساس غريب عليها خايفة من هاد الـنهـار ، واش غادة تقدر على مسؤولية زواج !
–افنـان [ جالسة فوق لكرسي حاطة يدها على حنكها ] سجود امتى قاليك غادين يجيو ؟
– سجود : معرفتـش و لكن عطيتو نمرة جدي !
– افنـان: على ما تنظـن غاديش يتعطل ، راه نهار كبيـر عنه هو اللي قبلتي فيه !
شافتها مجاوبتـهاش ، تلفتات عندها لقاتها ساهيـة فالفراغ .. مثـبتة عيونها امامها بشرود ، كتفكـر فهاد الزواج .. من ديـما كانت كتقول بلي باغية تعيـش قصة حب زوينة اخرتها زواج ، لكن القدر نسـج لها طريق زواج اخر عنـوانه الحـب الـحلال ..
دخلات عندهم لالة زبيدة بابتسامة فرحانة ، سمعت كلامهم الاخير و جاوبت
– لالة زبيدة : راه صونـا لجدك و كان قال ليه غادين يجيو من ورا لفطور اوى رد عليهم و عرضهم يـجيو فالفطور احسن
– سجود [ التافتت ناحيتها ناطقة بتسائل ] جدة ! دبـا شنو غادي يكون فهاد العراضة ، انا غي قلت ليه اجي ولكن معارفـة والو
– افنـان [ شافت ناحية الجدة ] : غادين يجيو غير لتعارف هو الاول يـاك ؟
– لالة زبيدة [ نفات براسها مبتاسمة بهدوء ] لا تعارف وحتى لخطوبة بلاما نتعطلو
– سجود [ قوست حجبانها بـتعجب وتساءل ] ايجيبو ليـا الخاتم ؟
– لالة زبيدة [ اومات بإيجاب كتصحك على اسئـلتها الطفولية ] : ضروري
بـقاو مدة مجمعين و موراها مشاو فالكوزينة كيقادو لفطور و العشا دوزو داك نهارغير فالكوزينة جري من هنا جري من لهيه
جالسة أفنان فوق الناموسيـة د بيت سجود تتوجد راسـها فحين هي اللي كانت لابسة قفـطان فاللون البينك بارد مخدوم خدمـة تقليدية بالحجر و السبيب ، كـان ديال الحاجة زبيـدة اللي محافضة عليه من ايام شبابهـا .. دايـرة فولارفالبيـج متناسق معاه
كتشوف راسها في المراية خدودها موردين بالحشمة ، قلبها دقاتو كيتسمعو و الـرجفة فيدها
– افنـان [ كتشوف فيها و ضحك على منظرها ] : رخفـي النفس فيك ، تقولي غادين يزوجوك اليوم راه غير خطبة و ياك نتي اللي عطيتيه الضو الاخضر باش يجي ارتاحي ا صاحبتي
– سجود [ التافتت ناحيتها تنهدت كتنش على راسها ] : عارفـة عارفة و لكن مخايفاش من هادشي ، حاسة بشي حاجة خايبة اتوقع .. يـا ربي تلطف و يدوز كلشي على خيـر !
–افنـان [ ابتاسمت وهي كتفحصها بإعجاب و فنفس الوقت غيرت الموضوع تتلطف الجـو ] : غير ارتاحي باذن الله غيكـون غي الخير ، تـبارك الله مـا شاء الله فنة ياختي ..
– سجود [ بـاستها فحـنكها بـشكر ] : حتى نتي زوينـة ، الله يرزقـك ياربي بشي راجل ولد النـاس
– افنـان [ ضـحكت فور ما سمعت كلامها و خطر على بالها سـفيان ] : راه كـاين ههههه تيتسنى غي الاشارة الخضراء مني ، و لكن بيني و بينـك مبغيتش نتزوج دبا حتى ناخد الليسـونس ديالي على الاقل
– سجود : الله يسهل عليـكم يا ربي ..
داز الـوقت و ما بقا لاذان المغرب غير القلـيل ، في قلب الدار الكـبيرة ، رياض عائلة الرفاعـي ، بـالضبط فـالصالون اللي كـان تقليدي مية بالميـة ، الزليـج الملون مـزين الحيـوط ، و ثريـات النحـاس مدليـة من السقف بزخـارفها المنقوشة، مـضوية بدفء كـل أركان و زوايـا الصالـة …
فـي الوسط ، كـانت مايدة كبيـرة د الخشـب هي اخرى منقوشة بزخارف مغربية و بـجنابها كاينين ساندريـات صغار نفس شكل المايدة الكبيرة .. شـوية حتى كانت داخلـة الخدامـة و جارا عربـة معاها عليـها الماكلـة ، بدات كتـهز و تنزل فوق الطبلة و مكايـن غي الشهيوات المغربيـات ، بدايـة من الحريرة المشهورة فـرمضان ..
الـتمر و الشباكـية ، الحليب عـواصــر اشكال و انواع البريوات معمرين بحشوات مختلفـة منهم الحاوين و حتى المالحين .. حـاطين سينية ديال اتـاي بالطريقة التقليدية براد فيه الما سخون و قدامه ثلاتة ديال الطباق مغطيين واحد للسـكر الثاني للنعناع و اللخر حبوب اتـاي شعرة .. الـخ
المهم كل ما لذ و طاب من الأكل و كـلشي من طياب لالة زبيـدة و البنات و الخدامة عاونـوها ..
فـجهة الثانية من الصالون كان الحاج ادريـس جالس ، لابـسة جلابـة فالابيض بالسلهـام ديالها عاطياه هبـة و وقار ، وعلى رأسه العمامة الفـاسية ، شـاد فيديه المسبحة و كـيحركها حبات عقيـقها بهدوء
تمـا داخلة الحاجة زبيدة و فـيدها ، حتى هي بـقفطان فالاخضر زمـردي ، كـانت هـازة مبخـرة كيتصاعـد منها ريحـة العود و المسك الحـر ، دارت على الصالـون كامل تتعطـره مخلية الريحة زوينة منـتشارة فيـه مع الجو
ثوانـي و دخلو كـل من سجود و افنـان جالسين فالصالون جنب الجدة و الحـاج ادريس اللي الفرحة باينة فـعيونه .. اما هي اللي الخجـل كان متحكم فيه و ما زادها غير جمال على جمـال
حاطـة رجل على رجل و يديها على ركابـيها تتبان كيف شي اميـرة مغربية بذاك القفـطان !
تـدق البـاب و تسمع رنين الجرس ، كـيعلمهم بـقدوم الضياف المنتظريـن ..
– أفنان [ نـغزاتها بفرحة ناطقة بهمس فوذنيها ] : هـا هما جـاو .. هـا هما جـاو ..
ضحكت بـخجل و بـداو تـيسترقوا النظر في الخـفاء ، بعدما فتحت ليـهم الخدامة الباب تموا داخلين كل افراد عائلة الغفيري ، فـيديهم صوابهم ممخليهمش حقهم
الابتسامـة على وجههـم ، متراسهم الاب عبد الجليل و حداه معتـصم عاد السيدات فالخلف
كان لابـس جبادور فالاسـود جوج قـطع سروال و الفوقانـي دياله عاد الجلابـة فالرمادي غالـق مخيطة بالأسود بـالعقادي و السفيـفة و خـتم مظهره بـالبلغة المغربيـة ..
تقدم حتى وصـل للصالة و تحنى حتى بـاس على راس الحاج ادريـس بـاحترام و موراها باس يد لالـة زبيدة عاد جلـس
تبادلـو السلام بينهم و هو عينيه مرة مـرة كتهرب لجـهتها هي اللي حانية راسها و مراقباه من التحت للتحت خفية و تتهامـس هي و افنـان اللي جنبها .. جا غزال بـاللباس التقليدي عطاه رونق خـاص مبين شهامته و رجولتـه اللي كانت طاغية
فالـمجلس ! نفس النظرة كانت عليها حمقاتـو بالقفطان المغربي كـان اول مرة يشوفها بـلباس هاكا ، اللي تقول مفصل عليها مواتيـها لاقصى درجة ..
تـسمع أذان المغرب من المسجد القريب، اجتمعوا كاملين حول المائدة فارقـين صيامهم ، الـحاج ادريس هز يديه بالدعـاء لله و نفس الامر اللي دارو كل الحاضرين
حيث هاد الساعة هي وحدة من ساعات الاستـجابة الثلات عند الله عز و جل فهاد الشـهر الكريم [ قبل الافطار و الثلت الاخـير من الليل ” السحور ” و الساعة الثالتة هي بعد صلاة الفجـر ]
فـطروا فجو عـائلي منسـجم متشاركين الاحاديـث و التساؤلات ، داز الوقت بـعدما صلاو المغرب و العـشاء عاد رجعوا تجمعوا فالصـالون من جديد ..
افتتـح الحديث الحاج عـبد الجليل بـابتسامة على محيـاه و الكل كانـو ليه اذان صاغـية ..
– الحاج عبد الجليل : اوى سـيادتنا الجلـسة معاكم حلوة و زينـة مسخيناش بيها ، و عليـه ندخلوت فصلب الموضـوع اللي جينا عليه ، كيـف شركنا الطعام مكرهناش نـشركوا الدم ..
– الحاج ادريـس [ بابـتسامة ] : مرحـبا الله اودي !
– الحاج عبد الجليل [ شاف فـمعتصم جنبه حاط يديه على كتـفه و نطق فـنفس اللحظة محول نظره لسـجود اللي تتصـنت باهتمام ] : احـنا اليوم جينا طالبيـن يد حفيدتـكم سـجود لولدنا معتصم على سنة الله و رسـوله !
غادي يديرها فوق راسه وفعينيه ولي ثقالت عليها خفافت عليه، ما يآذيها ما يبكيها وما تخافش غادي تكون فالحفظ و الصون ، عارف بقيمتها ما يغيرهاش ..
– الحاج ادريـس [ بــراحة ] : هـذا المضمون فيه ، انـا من عندي منزيدهم غـير الخير ، قلبي ارتاح ليه من الأول و مـوافق عليه ، هو طلبها مني و هي قبلت عاطيـاه الموافقة باش تجيـو تطلبوها كيف الاصـول .. و احنا نفذنـا الله يجمعهم و يواتيـهم لبعضياتـهم ، ما بـقا غير نـقراو فاتحـتهم
تسمعوا زغـاريد لالة نـادية فرحانة لولـدها و حتى لالة زبيدة ممخلياش من حقها ، كـلشي كان فرحان
– معتصم [ بـتساؤل ] : دبـا نلبسـوا الخواتـم !
– الحاج عبد الجليل : الـدري مزروب الحـاج ههههه
– الحاج ادريـس : خـليه يفرح براسه ..
بالفعل نـاضت لحداه كتـحس بقلبها غادي يخرج من بلاصتـه ، جات افـنان هازة صينية فيديهـا ديال الفـضة عليها جوج علب د الـخواتـم [ للاشارة ديال معتصم مكانش ذهب حيث حرام على الرجل يلبس الذهب ] تقدمت عندهم لالـة نادية باش تلبس ليهم الخواتـم .. موراها نـاضت كل من اروى و اريـج كل وحدة فيهم هازة فيدها بلاطو صغير الحجم فيه كـاس د الحليب و ثلاتـة تمرات ، وقفت وحدة جنب سجود ما داه ليها و الثانية جنـب معتصم ماداه لو باش يشربو بعضياتـهم الحليب و ياكلو التـمر ..
تم الاتفاق على موعد الكتاب بـاش يعقدوا قرانهم ، و باقي التفاصيل الاخـرى ..
كيف سالاو تـجمعوا على طبلة العـشاء اللي كانت وجداتها الخدامة على حقها و طريـقها متراسـة الميدة بسطيلـة الحوت مغربيـة كانت فعلا ملكـية من الحجم الكبير ..
عـاد الديسير و المقبلات فالجنـاب و الصالاد ، انسـاجمو مع بعضيـاتهم كانهم مدة و هما تيعرفـوا بعـض ..
امـا هي فـكانت فـبلاصتها كـتبسم بخجل و كـتسمع لكـلامهم و مرة مرة كتشوف فالخاتم ، ضحكـتها على شفايفها .. حمقـها بـبساطته و انغرمت فذوقـه بزاف
داك الـهدوء و الدفء اللي كان مدامـش بزاف ، فـلحظة تبدد ملي تغيرت ملامـح الجد للالـم حاط يديه على صـدره كارز عليه بـشدة كانه باغي يشدر يخرج داك الالم منـه و يبعده !
كـلشي دار بيه مخلوعيـن على حاله كانو باغيين يعيطو للاسـعاف يهزوه طوارء للمستشفى و لكـن رفض و طلب منهم يعيطو غير الطبيب اللي كيـتعامل معاه يجـي
داز الـوقت بعدما جا الطبيب اللي فحصـه و طلعوه للغرفـة ديالو يرتـاح ، اطمنو عليه و غادرو بحالهم اما معتـصم ف بقى معاها فاتصال هاتفـي يطمن على نفسيـتها ..
كيحاول يـسكت فيها و هي منهارة ، حس بالضيق و هو كـيسمعها تتبكي و مقادرش يعاونـها ..
– معتصم [ بـنبرة خافتة ] : ششش متبكـيش ، متحرقيش قلبـك و قلبي معاك ! الله يرضي عليـك باراكا من الدمووع .. دموعك غاليـة عندي
– سجود [ كتنخصص بالبكـا ، نطقت بحروف متقطعة ] : بغا ليا غير الخـير ، انا اللي مفهمتوش
[ مسحت دموعها بكم القفطـان و ضربت حناكها و وجهها اللي رجع حمر بقوة البـكا ] : وحدة مكلخة ، علاش معرفتش بمرضـه من قبل و حاول نفهمه
– معتصم : سجود تهدنـي ، نعلي الشيطان .. و دعي معاه بالخـير ان شاء الله ينوض منها سالـم و يتعافى يا رب
دازت خمس ايـام على اخر مرة جاو عندهم و جات تـزامنا مع عيد الفـطر اللي عرض فيه الحاج ادريس على معتصم و عـائلته مدوزين نـهار مجموعين و فرحانين بـالعيد ، كان باغي يعوض سجود و لو شويـة من داك الحرمان اللي عاشـته فـطفولتها و انها مقدراتـش تعرف معنى الجو العائلي و الدفء الاسري و ديك اللـمة الحلوة ..
و بالفعل شاف الفرحـة فعيونها و هي جالسة مع لالة نادية اللي كـتشوفها فمقام امها و التوام اللي كانو لويساتها و اللي خاص يكونو غيورين و مسمومات بالعكس بغاوها و فـرحوا بيها وسطهم
فهاد المدة ديال الخمس ايام كانت كتخرج لالة نـادية و الحاجة زبيدة ، سجـود ، افنان و حتى التوام اريـج و اروى للقيسارية بـاش تاخد شنو بغات تحت طلب معتصم ..
رتاحت بزاف للبـنات اللي فنفس العمر ديالها ، حتى للالـة نادية الي كانت ضريفة معاها و حاطاها فـمقام بناتها ، كـانت اللي حطات عليها يديها كتكون تشرات قبل ما تقولها.. ! فششاتها كيف بغات و اللي بغاتو دات مـنو ، جملة وحدة كانت
على شفاه نـادية .. [ هادي مرات ولدي و تشري اللي بغات خاطرها .. ]
يـــــوم جـــديــــد – عـــقــــد الــقــران
كانت التحضيرات غادية على قدم وساق، الرياض تزين ريحة البخور كــتفوح من بعيد معطـرة الـجو
من بعد ما صلاو الـظهر و حطو الغداء للـضياف ، خارجة من بيتها لابسة قفطان فــاللون الترابي بين البيج و الرمادي غالق مخيـط بـالگرونـة و الصقلي ، دايرة مضمـة من الذهب فيها حجـر احمر و الحجاب كذلك ..
الحـشمة باينة على ملامحها و ابتسامة على ثـغرها ، جنبها افنان فرحانة شادة فيها بـاتجاه الصالون
جالسين عائلة الغفيـري ، الام و اخواتات العريس و مرات عمه و بثيـنة و عيالات اخرين من عائلته ، و كـاينة حتى لالة رقية ام افـنان و بنتها اغصان ..
من جهة اخرى كـانوا الرجال فـالصالون الثاني اللي جنب ديال العيالات ، متراس الجمـاعة الحاج ادريـس و معتصم و الاب دياله ، كان حتى عمه و الامام رضوان و اب افـنان و ناس اخرين مقربين من عائلة معتصم ..
كان العدد متوسـط ماشي بزاف النـاس و ماشي قلـيل فقط المقربيـن ، غير شافوها داخـلة صلاو على الـنبي ، كـانت وسط العيالات تتضحك و ناشـطة معاهم حتى شويـة تم داخل الحاج ادريـس محنحن بـصوته و موراه معتصم و العدول !
غيـر شافته داخل تزنكـات فبلاصتها و ملامح الحشمة شدو فيها ، هو اللي مع اول خـطوة ليه فالصالون عينو مشات ليها من دون الحـضور مقابلها بابـتسامته المعهودة ..
اشـار ليها الحاج ادريس بـرااسه باش تجـي عندهم ، و داكشي اللي كان .. بـخطوات بطيئة توجهت جـهة الـطابلة اللي كان جالس فيها معتصم و جـنبه العدول ، جلست جهـة معتصم بالضـبط فـجنبو ..
قدامـهم العدول اللي جالس .. فيـديه كتاب و ستيلو
– العدول [ هز راسو فـمعتصم و نطق بهدوء ] : سي معتصم ولد عبد الجـليل الغفيـري قابل تكون زوج سجـود بنت مصطفى الرفـاعي فالـضراء و السراء !
– معتصم [ اوما بـإيجاب و نطق بهدوء ] : قابل
– العدول [ التافتت ناحية سجود ] : سجـود بنت مصطفى الرفـاعي ، واش قابلة بسي معتصم ولد عبد الجليل الغفيـري زوجا لكي فالـسراء و الضراء
– سجود [ سكتت لحضة مبتاسمة اومات راسها بإيجاب] : اه قـابلة ..
– العدول [ تبت عيونـه على سـجود و نطق بتـساؤل ] : بنتي واش توصلتي بالصداق ديالك ؟
اومات سجود راسها بإيجاب مبتاسمة وهي كتشوف في معتصم .. وكتفكر الـنهار فاش جاب ليها علبة كبيرة مصنوعة من خشـب العرعار و منقوش فيها سميـاتهم بـالخط العثماني مع تاريخ الخطبة اللي جا تزامـنا مع يوم 25 رمضان ، مستفين فيها الفلوس غير زرقة تنطح ختها .. قاطع تفكيرها العدول اللي طلب منهم بـطائق الهـوية ..
كل واحـد منهم مد ليه الـكارط ناسيونال موراها عطاهـم يـوقعوا ، و نفس الامر بالنسبة للشـهود موراها خرج العدول بقاو غير العائلة ..رجعـوا هما عند الرجاب مكملين امسيتهم فـحين بقاو العيالات ، يضحكو و يهضرو ناشطين فرحـانين مع بعضياتهم حتى وصلت الـسبعة عشية
عاد كـل واحـد مشا بحاله و بقاو غير الناس الاساسين عـائلة الغيري بما فيهم الاب الام و الاخوات و سجود و جدتها و جدها و افنان حيث اتـبات معاها ..
بداو كيهـضرو على العرس و على تحضيراتـه و على ليلة الحنـاء حتى هي ، اختارت النـكافة اللي غادي تكلف ليها بليلتـها هضرو مع التريتـور ، المهم كلشي فيناليـزاوه بقا غي يوصل اليـوم الموعود ..
دازت ثلاتة ايـام كان كـلشي فيها وجد ، المعازيــم وصلتهم الدعوات و لباو بالحضور لـقاعة حفل الزفاف اللي كـانت كـتجسد الفخامة المغـربية فـابهى حلة بـتفاصيلها التقليـدية
الاجواء الملكية اللي كتميز اعـراس المغرب عن غيرها ، بالـروح البـلدية و بالثرات و العادات العـتيقة و كلشي ، مع بعض اللمـسات العصرية اللي زادت رونـق و جمال للعرس !
بـداية من مدخل القاعة اللي كـان عبارة على اقواس من الجبس المنقـوش امـا القاعة كانـت بالزليـج او الفسيفسـاء بالوانه المشهورة الأحمر و الازرق و الاخـضر ، اللي فـجدرانها الكـل ..
سـجاد طويل احمر مفـرش فالارضية ، رابـط بين بـاب الدخـلة و الـبرزة فيـن غادي يجلسو ! مزين بجنـابه بفـوانيس من النحاس وسطها شموع و بجنابـها بوكيات الورد الابيض ..
عـاد الطاولات اللي كانوا منظمين بطـريقة انيقة و ديـزاين راقـي ، الترتيب كلشي على حقو و طريقو مغطيين بمـنادل من الحرير و محطوط على كل وحدة منهم مـرشة ديال الزهر و قدام كل ضـيف طبيسلات ديال الحلوى اشكال انـواع و اتـاي ..
الاضـاءة اللي كانت منـورة على الجهد بالثريات الكـبار اللي معلقين فالسقف و كذلك المصابيـح فالجدران ، بدات تـخفاف شوية بـشوية باعـثة دفـئ فالمكان ، حتى تسلط الضوء جهة البـاب اللي تحـل بالتدريـج و تمرا داخلين عرسانـنا عـلى انغام المـوسيقى الانـدلسية ، متبوعيـن بالنـكافات اللي تيصليو على النـبي و كذلك الضويف اللي وقفوا تيرشوا عليهم الزهـر و يـزغرتوا فرحانـين .. أجواء تقليدية بامتياز ، فيها كانت سـجود مادة يديها للحنة تحت أنغام الأغنية المغربية { مود يدك مودو } للمغني سمير السطايفي ..
الناس فرحانة و ناشطة بحفل العرس ، ليلة عمر معـتصم و سجود … تبدلت الأغنية باش تم داخلة باللبسة الثانية اللبسة الذهـبيــة .. و معتـصم كذلك فوق العمارية بجـابادرو أخرى فالأبيض و الذهبي
كيف كنعرفو كاملين عاداتنا و تقاليدنا فالافراح و الأعراس المغربية ميمكنش تخلو منها هزة الأحلام .. اللي هي الهزة بالعمارية مرفوقة بأنغام نجم الأغنية الشعبية و فنان الأعــراس المغربية طـــاهووور
” ألف هنـية و هنية يا لالة ، عروسة فالعمـارية .. أاالـــف هـنية و هـنيـة يا لالــة سجود فـالعمـارية “
” اا و تمـر فـطباق الهدية و يا لالـة ، التمر فـطباق هدية للعروسة ألف هنـية ، التمر فطباق هدية و الحناني مغربية ..
ا لالـة العروسة برزات ، زغرتو ليها البـنات ، سيـدي معتصم ا هـيا العريس .. ا مولاي السلطان “
” القمــرة علي علي و ديري دارة لالة العروسة و يا النوارة .. القــمرة علي علي و ديري تورتة
سيدي العريس يا الياقوتة “
” ايييــه ها هي ليـك كــدور اهيـا مـول القصـور الـعروسة كدور اهـيا مول القصور لالة سـجود كـدور ،
مبارك على مولاها سيد الرجال داها “
غادين بيهم بجنب بعض فوق العمارية و الأغنية الشعبية مطلووقة تبدلو الأغاني و سـجود فرحتها كبيرة هازة يديها كتسلم على الحضور بضحكة مفارقاتش ملامح وجهها فرحانة للحد …
فحين معتصم مكتــافي بضحكة رزينة على تعابير وجهه و جلسة مستقيمة ، مـرة مرة هو الآخر يهز يديه يسلـم على الناس فرحان .. دازت ساعة اللبسة الذهبية لعروستنا بعدما نزلو من العمارية و جلسو فالبرزة تحت أنغام الأغاني المغربية المتنوعة منهم الخالدة و كذلك الشبابية وسط أجواء مليئة سعادة و فرح
داز الوقت اللي فيه ناضت سـجود بدلت لبسـتها للمرة الثالثة بمساعدة النكافات ، هاد المرة لبسة اللون الأصفراللي جاها غزاال
و معتصم هو الآخر بدل ملابسه لكوستار فالاسود مع ربطة عنق و صباط كلاص جا زوين و انـيق كاع عيون البنات المعروضين عيننيهم عليه و تمناو زهر كيف زهر سـجود
تمت داخلة بالقفطان فالازرق السمـاوي مطروز بليونات بحال الاخضر الأصفر و الغوز عاد مدوم بالصقـلي و الذهبي اللي وسطه بانت كيف ديك الشميسة اللي تضوي ليك نهارك ..
معتـصم لبس كوكبـلي فالبيج و القاميجة فالابيض ، و منسـاش الوريدة فجيب لافيـست ، هاد المرة جلسو فمائدة عوض البرزة أكيد رفقة عـائلاتهم المقربين فقط ، منـهم الحاج ادريس اللي كان بجليليبة بلدية فـالازرق و البلون كاصي مطروزة خدمة يدوية و منساوش الطريبيش هو اللمسة الأخيرة و الحـاج عبد الجليل بالسلهام فالاسود ..
أما لالة زبيدة كانت بقفيطين فـالاحمر مطروز بالصقلي و الذهبي مع شال هو الآخر ذهبي و المضمة من الذهب الخالص و أخيرا المجيدلات فكمام يديها ضرورييين …
لالـة نادية هي الاخرى بالقفطان هماوي فاللون الفـستقي و البنات لابسين الوان ترابـية وحدة بيج و الثانية بنـي بارد ، و اخـيرا افنان اللي كانت لابـسة قفطان فاللون الكرزي جاها تيـهبل ، جلسو فرحانين بالضحك و النشاط كتاكل بيديها اليمنى و تضحك معاهم و باليد الأخرى مطلقاتش من يديه تا مـعتصم كان طالب عليها ههههه …
الـوقت كيدوز طايـر و لبيسة مور لبسـة دارت ستة ديال الدخلات من البدية للحنـا ، هزة العماريـة و العشا و جـوج و اخـرهم بـالكسوة البيـضة كـخـتام لهاد الامسيـة ..
رجعـت داخلة من جديد ، الضو طافـي و مسلط عليهـم هما فقط كنجوم الحـفل ، تيتـمشاو خطوة خـطوة و غينيها فعينيـه لوكان يدويو ينطقو الحب
اما هو كـان هايم فـزينها و ما قاداه فـرحة مباغيش هاد النهار يـسالي و مباغيش يدها تطلق يديه يبقاو مجموعيـن للخر ..
واقفيـن وسط القاعة بعدما دوزوا رقصـتهم اللولة علـى ايقاه اغنية رومانسية هادئـة ، كان قدامهم طبـلة متوسطة الحجم و فوقها كيـك العرس اللي كان بسبـع طبقات و حداه موس و طبق ..
شـافت فيه تتضحك و هزوا بـجوجهم الموس شادين يد بعضياتـهمو قطعو دقـة وحدة المورسو د الكيـك و وكلـو قطعة منو لبعضهم البعـض ..
داز الـوقت و العرس وصل لنـهايته ، المعازيم بداو تينقصو شـوية بـشوية مباركين ليهم و متمنييـن لهم الهناء فـحياتهم الزوجية
دازت ليلتهم لي كانت من أحسن الأيام اللي دوزوا ، ليلة اللي غتبقا راسخة فبال سـجود طول ما هي عايشة ، فرحتها كبيرة بيه حيث الـغد ليه غادي فيقوا و هما مع بعضيااتهم رسميا و قدام كلشي …
وصل وقت الـتوديع .. جالسة فبيـت التلبـيس اللي كانت تتبـدل فيه و قدامها افنان و لالـة زبيدة
– سجـود [ معنقة جداها و كتشهق ] : انتوحشكم
– لالة زبـيدة [ كابحة دموعها] الله يرضي عليك ابنتي .. طيعي راجلك و كوني زوجة صالحة ليه ماتقلقوش بعضياتكم ، واحد فيكم يصبر على لاخر [ تبتتها امامها مفيكسية عينيها عليها] اسرارك مايخرجوش من بيتك و لو نكون انا ، صاحبـتك ماماه ، حتى واحد ماتعوديش لحـد .. الى طرا بينكم الغـيار خليه فبيتكم و ماتقوليه لحد حتى تصالحو ابنتي !
– سجـود : كـوني هانية ا جدة ، كلامك فوق راسي ..
خـرجوا لـبرا فين كـان معتصم تيتسنى فيها بـفارغ الصـبر ، غـير وصلوا لعنـده شـدت فسجود معنقـاها بحب لاخر مـرة و عيـونها تيـلمعوا بدموع الفـرح اللي مخلط بشـيء من الحنين ، رجعت شافت فـمعتصم نـاطقة ..
– لالـة زبيدة : هادي راها عـوينتي ، عطيتـك الوريدة ديال الدار اللي عندي ، راها طرف من كبـدتي ، حافـظ عليها و صـونها الله يرضي عليك ..
– معتصم [ بـاس ليها على راسها ] : كـنواعدك اتـكون اغـلى ما نكسـاب و غادي نصونها ..
تلفـتات عند جدها اللي كان واقـف بزز واخـا الابتسامة على ثـغرو و لكن باين الالـم فعيونه ، و هكاك مباغيـش ينغص فرحتها ، قـربت عنده و عينيهـا حمرين جمرة ، باستـه فراسه و هو الاخـر طـبطب ليها على يديها بـحنية راضي عليها ، انـهارت باكية ثاني ، ما ساخياش وما عارفة ما تدير !
خدات يديه باستها و هي كاتشهق ، رد ليها البوسة فيديها نـفسها ، و كايدعي معاها بالخير ..
الحـاج ادريس : الله يسر ليك، الله يكون منك، و يوطن ليك، الله يرزقكم الذرية الصالحة …
– سجـود [ بـحب ] : امين يـا ربي
– الحـاج ادريس [ حازها لعنده معنقها خلا النفس تقطع فيها بقوة البكا ..كـانه وداع اخـير ، كيعنقها بحرارة ما ساخيـش ، طبطب على ظهرها وشاف فيها ثاني ] : الله يرضي عليك، كيف فرحتيني وحليتي يامي بغيت ربي يرزقكم بوليدات بحالك …
جــداك غادي تكون وصات و عاودات و لكن ما فيها باس تسمعي مني … راجلك ابنتي بري بيه، تهلاي فيه، و كوني مرا و ݣادة ما تخليـه يتشكى ..
هزهزات راسها وهي مزنكة، ما خلات ليها الحشمة فين تخرج الحس و لا تنطق.
– الحـاج ادريس : الله يرضي عليك !
جـا عندها معتـصم و خدا يـديها مـعاونها تهز كسوتـها و تـركب فالطموبيل ، هزت يديـها كتودعـهم كاملين من الـزاج ، فحـين هو دار يركب جهة السـائق ..
وسط الهدوء اللي كـيحوم كانوا غير صوت شهقاتـها الخفيفة هما اللي مسموعين ، عرفـها مساخـياش التافت جهتـها كانت تتشوف فالزاج ، مـد ليها الموشوار تمـسح دموعها ..
خداتو من عنده و شكراتـه ، مـسافة الطريق و كانو وصلوا للفيـلا دياله !
هـبط و مشا حال ليـها البا بابتـسامة تـمشى يحل الباب الـدار و هي من خلفـه ، شعل الـضو و رجع تيشوف فيها ناطق بـفرحة
– معتصم : مــرحبا بيك فدارك ، ، يالي بغاك القلب و عشقك الخــاطر
قـربت عنده مبتاسمة هو اللي هز يديه مقـرب راسها ليه و باسها قبلـة فجبينـها ..
دخلـت كترمق المكان بعيـونها اللي ظاهـر منهم الفضول و متكدبش انها ارتاحت للمكـان بزاف داك التصميم الهادئ و اللي كيبعث السكينـة فالنفس خلا قلبـها يهدا و يطمن ..
بـدا كيوريـها شبر بـشبر فالدار ، رجعوا للـصالون و جـلست فوق الفوطوي بـعياء ، جـلس جنبها و فـلتات الضحيـكة على بلاهة المـوقف اللي هما فيه
دور ليـها وجهها عنده و عينوا فعيونها الزمرديـة الداكنة ، اللي بالنسبة ليه هم مسقط عشقه الأبدي
– معتصـم [ ببحة حنينة ] : ياكما عييتي بزاف ؟!
– سجود : لا مـاشي بزاف ، غير الـجو ديال العرس باقي شـاد فيا [ ضحكت بطفولية ] كانـو اللباسي بزاف و عيييت بالتبـدال
– معتصـم [ باس يدها ] : عجبـك بعدا ؟ كـنتمنى يكون كيف تخيلتي عـرسك و حسن ..
– سجود [ بابتسامة ] : زويـن بزااف و احسن من شنو كنت تـنحلم ، معارفاش كيفاش نوصف ليك داكشي اللي كنحس بيه فالداخل تاعي ، عندي زوبعة من المشاعر .. فرحة و خـجل و سعادة خوف ارتباك فرح ههههه
[ سـكتت شوية و نطقت بـجــديــة .. ] و الأهم كنحمد الله حيث حطك فطريقي مغنلقاش حسن منك ا مـعتصم
هاذشي بينتيه ليا من أول مرة شفتك ..
– معتصـم [ برضى ] : الله كـيفاش خرجات منك بحال العسـل ، [ شاف فعـيونها ، عاد نطـق ] مـا تمشي غي
فين مشاك الله المرضـية
– سجود [ نـطقت بـتردد و فنفس الوقت كتبان الصـرامة فملامحها ] : و لكن عنـدي شــرط !
– معتصـم [ بـتساؤل ] : اللي هو ..
– سجـود [ هزات يدها و حطتها على راحة يدو بـجرأة كدوزها ] : بغيتك تواعدني انـك تـكـون ليا حتى يتـحد الآجــل ! مبغيتش حتى نبغيك و نعطيك كلشي و تشوف فـوحدة أخرى ولا تملني تقدر ؟!
– معتصـم [ باس راحت يدها ] : نهار نويت معاك الحلال درت هاذشي فبالي ، متخافيش ا بنت الناس كـنعرف بيني و بين اللي خلقني و عارف مــزيــان اللي ليـا و اللي عليــا ، كنواااعدك بداكشي اللي تفوهتي بيه ..
وقـف او وقفها معاه عنقـاتوا بحالي مخلية قلبها يتكلم مع قلبوا و يشكروا على كلشي حتى هو رتاح فداك العناق اللي تمنى كون تحبس الوقت باش يطوول شوية ، فـرحان حيث النهار اللي يـاما تسناه هاهو اليـوم وصل و هي فيه حلالوا و على سميتوا
– معتصم [ بـتساؤل ] : باقـية على وضوء ؟
– سجود [حـركت راسها بالايجـاب ] : اه
– معتصـم : تـبعيني ، نوريـك واحد البلاصـة اللي حتى هي ساكنة قلبـي و من اليوم غادين توليو جـيران ..
– سجود [ بـعدم فهم ] : لـفين ..
خدا يـدها و جـارها معـاه لبيت الصلاة اللي غير فتح ليهـا بابه ضربها ريـح خفيف من السـرجم اللي مفتوح تما و حسن بروحهـا ارتـاحت و هي طايرة لحضن الله ، واحد السكيـنة و الهدوء بزاااف ..
– سجود : اللـــّــه ، واحد الــراحة هنا زوينة !
– معتصم : عـرفتها غادي تعجبك ، و ان شاء الله غادي نـعاود تصميمها باش تكون فيه اللمسة ديالـك و حتى تحسي بيه ركنـك الخاص و ملاذك ، اجي غادي نصليـو ركعتين لله للتيـسير فزواجها ..
– سجود [ بتـساؤل ] : واش عـادي واخا بكسوة العرس !
– معتصم : الى كانت طاهـرة ، فـاه عادي ..
حركـت راسها تابعاه الـوسط البـيت ، توجه نـاحية رف الصلايات و فـرش وحدة ليه القدام و وحدة مـوراه ليـها ..
مد ليـها تقاشر تلبسهم حيث ضروري المراة تغطي رجليها فالصلاة ، بـعدها استقام فـالقبلة ديالـه و هي كانت خلفـه ، حطوا ايـاديهم اليمنى فوق اليسـرى على صدرهم ..
بدا تـيصلي جهرا بـتجويــد سورة الفاتـحة و هي كتسمع صوتـه فرحـانة بزاااف بيه ، تـجويده كان كيف بـلسم على قلبها ، خلاها تـبتاسم مغمضـة عيونها و فنفس الوقت متخشـعة لله و تتـشكره فـسرها على هاد النعمة ..
قلبها كـتحس بيه كيـرفرف، واش هـدا هو الحب ؟ حب طاهر بالنسبة ليها .. مزال مامتيقاش بلي هاد تجويد غادة تولي كل ليلة تسمعو .. مزال مامتيقة بلي صـاحب صوت ولا راجلها ، حلالها و سندها ..
حب زوين و مفاجأ ابـتاغ خياتها وسط دوامـة صراع كانت كتغزق فيه و مـد يديه ليها مخرجـها منها .. حـب زارها وسـط الظلام مـنور طريقها ، ما عصاتش الله في المحرمات واخـا البلاد اللي عاشت حياتـها فيها كانت كتقدمهم ليها فاطبـاق ذهبية ، فـالاخير جازاها الله بـحب حلال و راجل بمعنى الكـلمة ..
- معلومـة عن صلاة النكـاح •
هي صلاة مستـحبة لوجه الله عز و جل بـنية التـوفيق في الزواج ، حـيث يسن للرجل إذا دخل على زوجته أن يصليا ركعتين جماعة إذا كانت المرأة طاهر يجهر فيهما إن كان الوقت ليلا، و يسر إن كان نهارا، و ليختر في قراءته ما شاء من القرآن، فإن شاء قرأ بالفاتحة والكافرون في الأولى، و في الثانية بالفاتحة والإخلاص، فلا حرج
كـملو جـوج ركعات و صلاوهم من بعد ما سلموا ..
– مـعتصم [ بصوت هادئ جالس ، حـاط يديه على فـخاضه و نطق ] : اللهم إنك تعلم ولا نعلم، وتقدر ولا نقدر، اللهم علّمنا من فضلك، ودلنا على الخير بفضلك. اللهم يسر لنا كل خير، واصرف عنا كل شر، اللهم قدر لنا الخير حيثما يكون ورضنا به يارب العالمين. اللهم إنّ أمرنت بين يديك، وأنت أعلم بما في نفسنا، اللهم يسر لي كل عسير.
ضار ناحية سـجود اللي كانت جالسة جامعة يديها عنـدها كـتدعي و منزلة راسها التحت ، ابتاسم بهدوء و حط يدو على راسها حتى هزت عيونها فيه متبتاهم عليه !
– مـعتصم [ بـنبرة مطمئنة هادئة ، نـطق بوعد و هو تيشـوف فعينيها مـباشرة ] كـنواعدك نكون لك زوج صالح يحسن معاشرتك .. لطيف فمعاملتي ليك.. كريم معاك و انتبع وصية رسول صلى الله عليه وسلم فحديته ” اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ ” [ سكت ثواني و عيونهم مزال على بعضياتهم ] : قبل ما نديرك مراتي اتكوني ختي و بنتي .. الحاجة اللي ضرك غادة ضرني اضعاف .. الحاجة الوحيدة اللي بغيت منك هي تسمعي لكلامي و ماديريش اللي يغضبني ..
خــرجوا من بيـت الصلاة و هما شادين يدين بـعضياتهم ، شاف فيها بـتساول !
– مـعتصم : فيـك الجوع ، تبغي تاكلي شي حاجة ..
– سجود : مـكرهتش فالعـرس كنت مستريسية !
– مـعتصم [ بـابتسامة ] : لاحـظت الأمر ، اجـي انا وجدت لينا عشاء خفـيف ..
تـمشاو لـسيجور فين كانت طبلة رومانسية موجدهـا ، فيها اكل خفيف و عصير و بعض المكسـرات ..
– سجود : مكنتش عـارفة عندي زهر ، خديت زوج متقي الله حنين و ضريف و رومانـسي من الفوق !
– معتصم [ جـر ليها الكرسي تجـلس ] : و مزال ايام الله طــويلة و غادي تشوفي بزااف ..
– سجود [ بـفرحة كبيـرة ] : ســعداتـي
داز الــوقت و هما كياكـلو ، و يـدويو فمواضيع مختالفة هدفه منها يخلـق الفة بينهم و يكسر حاجـز الخجل بينهم ، كــيف سالاو نطق مخاطبـها ..
– معتصم : دبـا بـقات مفاجاة صغيـرة ، تبعـيني ..
حركـت راسها بايـجابو غادية من خـلفه بخطوات ثابتة ، لكن غير شافته دار مع الكولوار اللي فيـه البيوتة بدات كترجـف غير بوحدها بحـركة لا ارادية
حـل باب الغرفة د نـومهم اللي غير شافت انـعكاس الضوء و بعدما دخلوا حلت فمها مبهووضـة ، الغرفة اللي كـانت مغمورة بضوء شمعي دافئ منبـعث من كل زاويـة ..
رائحة العود الـورد و الياسمين اللي كتـرسخ فالانـف من اول استنشاق بحال شي سمفونـية عطرية فواحـة فـالجو !
شموع تتـراقص السنة لهبها في كل مكـان ، كـانها تتـرسم ظلال قصتـهم الزوجية اللي غادي تبـدا من هاد الغرفـة !
بـتلات ورد احمـر فالارض و فوق الـسرير الابيض .. زادت الجـو لمسة من الرومانسـية
– معتصم [ تبسـم بحب و رضـى ملاحظ ملامح دهشتـها و نطق ] : عـجبك !
– سجود : زويـن بزااف ، هادشي كلو ليـا !
– معتصم [ قـرب عندها خطوة ] : لا ، قـليل فحقك .. [ باسها فـراسها و نـطق فـسره ] : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ)
[ رجع هز عيونه مباشرة تـيشـوف فعينيها ] اخيـرا ، وليتي ملكـتي ، و انا بين يديك كـعاشق ولــهان .. ما لقى الا وسط قلبك ملاذ و موطـن ليه ، تـقبلي هاد القلب !
حـست بالفراشـات فمعدتها و قلبها كيضرب باعلى درجاتـه ، جاوباته بابتسـامة هازة راسها فيه بــايجاب
تقدم و فـتح ليها السنسلة مع استشعرت انـفاسه السخونـة فعنقها تبورشات وتزاد معاها الزايد هو مكانش زربان انه يشدها ديك الساعة ، دوش على خاطرها و تلبس و الليـل طويل عندهم و الحياة قدامهم صافي دابا ديالو ميحيدها ليـه حد ..
– سجود [ زادت خـطوة للامام ] : صافي انا غنكمل
فهمها و حس بيها و هادشي عادي جداااا متوقعـه و عندو الخاطر ليه و غيتفهمها ، هـزات حوايجها و دخلات بكسوتها للـحمام وبدات تنـش على راسها من الرجـفة اللي جاتها و فحناكها اللي تـزنكوا ..
واخا كانت فبلاد متفتحة و عاشت مـدة طويلة تما الا انـها مكانتش من دوك النوع ديال البنات الاوبين ماينـد بـزاف بالعكس راسمـة حدودها ، فقط شعور الخـوف اللي حاساه دبا حيث لانها اول مرة !
حيـدات كسوتها و الحجاب و جمعت شعرهـا كـوب شوفال الفوق دوشات بالخـف بدون ما تـبلل شعرها ، كـترعد و تخمم كانت فرحة العمارية و العرس و القفاطن منسياها فهادشي ..
لبسات عليها فالحمام وخرجات لايحة عليها بينوار من لحرير منزلة راسها طلعها ونزلها مـبتاسم ، حتى داك الخوف اللي باين فيها و توتـرها كان بحلاوتو بالنـسبة ليه و عاجبوا !
دخل يـدوش هو الاخـر فحين هي جلسات مكمدة كي بحال الامـانة فوق الناموسية ، دوش و خرج كنشف شعرو ، جـات عينيه فـعينيها و هي كتشوفـه بـفوطة على نـصه و عضلات بطنه بارزيـن
مكانتش تتـظن انه غادي يكون رياضي لهاد الدرجة ، و عـاد ديك السمورية دياله حمقاتـها ..
الراجل اللي اول مـرة شافته حـسات بالانجذاب ليـه و مع الـوقت زادت تعلق بيه ها هو اليوم راجلها و هي زوجة ليـه ، الفراشـات بداو يلـعبوا فـكرشها و قلبـها كيضرب بـوتيرة سريعـة ..
[ ضــحكت كـتـدوي فــنفسهـا ]
– سجود : يــاه شحال زوين ، شنو درت انـا تا عطاني ربي راجل كامل مكمـول ، دين و اداب و اصول و عضلات و صـواب ، حمدتـك يا رب و شكرتـك ..
قفزت من سهوتها فـاش حست بيديه اللي فازكـين قاسوا حـنكها ، هو اللي ضحك على ملامحها و عـرفها تضهشرت سـاهية نادا بسميتها جوج مرات و مسمعاتـوش .. زاد حتى جلس حداها مراقبها تفاصيها بذاك شوميـز دونوي ، اللي كان بـارز لانحناءات جسدها ، و شعرها منسدل على كتفيها .. نـطق ملامس خدودهـا بحـب
– معتصم [ عينيه محملقة فيها بلهفة و رجولة ] : فــين سهيتي !
– سجود [ بـثلعتم ] : هـااا .. كيف جيتي هنا ، ياك كنتي لهـيه و مالك تتقـرب ، بلاتـي ما سهيتش انا !
– معتصم [ كيمــوت بالضحك ] : لا بـاينة ، غـير وليتي كتفتفي هههههه
– سجود [ بلعات ريقها وقالت بـتحدي ] : مسهيـتش ، متنتفتـفش !
– معتصم [ هز يده كيلعب بخصلات شعرها الفحمي بـهدوء واخـد راحته ] : صـافي تيقتك ا لالـة
– سجود [ بدات تتـلولب فعينيها معارفاش شنو تدير ولات غـير تتخرج و تدخل فالهضرة ] : شــ .. شكت .. شـكتدير !
– معتصم [ تنهد ورد عليها بهيام و هو مركز الشوفة مع كل حركة لـعينيها ] : بــاغيك ..
قرب ليها اكثر و طبع قبلة على جبينها [ علامـة الامان ] ، شاف فيها ثاني كانت كلها كاترعد وعينيها مغرغرين …
– معتصم : ما تخافيش !
– سجود [ حركات راسها شمال و يمين ، همسات بصوت فـيه رجفة ] : لا … ما خايفاش !
– معتصم : كانبغيـــك
كـانت بحال المرهـم على قلبها او ذاك المهدئ ، غيـر سمعتها ترخفـات طالق النفس فيـها ..
– سجود [ تبسمات فـوجهه و ردات عليه بحب و عينيها كايبريو ] : حتى أنــا
– معتصم [ بـنظرة ولهانة ] : بـاقي ممتيقش انـي كملت ديني و اللي بغيتها و عشقتـها ولات حـلالي ..
– سجود [ بـحب ] : خاصـك ثيق ههههه ، ولا نـقرصك باش تعرف باللي بـصح ..
– معتصم [ بنظرة كـتذوب ] : عـلاش القريص ، نعرفـها بـحاجة اخرى
مستـوعب كلامـه حتى كان قــربها عنده لحضنه ، طابـع قبلة على عظمة كتفـها اللي كان باين من البينـوار حيث كـان هابط من عليه ، بقا ثواني منتـشي و هو تيـستنشق عبـقها ..
– معتصم : صـبري تـقادا عليك ا بنـت الناس ..
غمـضت عينيها، وهو ببطء شديد شديد حط شفتيه على رقبتها مرة اخرى ، و بدأ يقبلها بقبلات متفرقـة ، حاضي ردات فعلها و كيـقرا لغة جسدها هي اللي كانت كل قبلة كتزيدها ضعف و رغبة ..
– سـجود [ بـهمس مرفـوعة ] : مـعتصم !
– معتصم : عـــيون معتصم ..
دورها وجهها حتى تلاقـاو عيونهم مع بعض ، متـرددش انه يدخل معاها فـقبلة خفيفـة كـتمهيد
بدات رغبـتها تتشعل و شهوتهم بـجوج زادت و ولات فـاوجها ، توقـف و نطق فوذنيها بـهمس
– معتصم : واجـدة تكوني مرتي شرعـا !
مجاوبات لا بـاه لا بـلا ، كانت منتشية للحـد بفعل مداعباته ليـها فجسمها كـامل ، رجعت براسها للخـلف و تمددت فوق السرير عاطياه اشارتـها رجع كيلتـاهم شفايفـها وحدة بـوحدة و من قبلة خـفيفة اللي ولات فـرنسية هو المتحـكم فيها و
هي خاضعة ليه ، مختـومة على اصولها فـفراشها ..
الليل مخــيم فالسما حاضــن للقمر اللي مضـوي العتما ، و هــو شاهد على نهـاية الفصل الاول من قصة حبهم ..
– سـجود [ جرات الايـزار على راسها مغطية و تلفتـات لعنده كـتشوف ليه فعينيه مباشرة بدون ما تـهضر ]
– معتصم [ جـرها اكثر خاشيـها فحضنه كـانها غادية تـهرب ] : عيــنيك كيسلبونـي ، و على القبلة كيتلفـوني
– سـجود [ رجعت علات راسها فيها بـنفس النظرة ] : و شـنو اخر !
– معتصم [ خدا خصـلة من شعرها تيلاعبـها بين اصابعه ، مدة و هو سـاكت عاد نـطق ] : فــراسك ، باللي فرحان حيث ربـي هداني قلب هـاز بزااف ديال الحب و النقاء فـجوفه .. فرحـاني حيث هداني قـلبك !
– سجود [ نـطقت بهمس مجاوباه ] : يــمكن … حيث قلبي عـرف انه غادي يكون بيـن يديـك ! عليها ميقـدرش
من غير انـه يكون نـقي ..
ابـتاسم طابع قبلة على جـبينها ، كـختم أمان عـلى كلّـل المخاوفِ اللـي ممكـن تتسللُ إلى روحها !
كـانه بهاد القبلة كيـقوليها ، غادي نكون ديما معاك ، غادي نحميـك غادي نبغيـك حتى لاخر نفس فـيا ..
– سجود [ ضحكـات مـطمئنة فداخلها حيث قلبها حاساه مـرتاح بزاف ، شـابةت يديهم بــبعض و نطقـت ] : عمر شي حد قاليك باللي انت سـاحر
– معتصم [ بـاستفهام ] : كــيفاش !
– سجود [ بدات كتلاعب اصابعهم بـبعض و هو مسايرها تيتسناها تكمل كلامـها ] : حيث نهار شـفتك سحرتيني ، بكلامك ، هضرتـك ، تصرفـاتك و بـزااف
سحرتيـني ، نهار دخلتي حـياتي و نورتيها ، كنت نتـا داك المرسول ديال الله باش تخرجـني من ظلام كنت كنغرف فيه نهار على نـهار ..
كنت تـنحس باللي كتربطني بيك شي حاجـة قوية و بزاف [ سـكتت شوية و علات عيونها فيه بـطفولية ] فـراسك باللي كنت تنحلم بيـك ، شحال من مرة ههههه واش كنتي تتسلل حتى لاحلامي مكفـاكش الواقـع !
– معتصم : تــؤ تــؤ ، مكـفانيش و موحال يكفيــني باش نشبع منك ، كـل نهار غادي نبقى ندعي الله يجمعــنا فالجنة بعدما جمعنا فــالدنيا ، حيث بــغيت نبقى معاك هنا و لهــيه و فكل مكان و زمان
خــاصك تعرفي ، باذن الله انه عمر شي وحدة بلاصـتك فقلبي غادي تديها و هاد اليديـن معمرهم يتــفرقوا
– سجود : ان شــاء الله يـاربي ، كنبغيـك ..
– معتصم [ هـمس ليها فوذنها ] : بـغيتك و كنبغيك و غادي نبقى نبـغيك ديما
عنقـها لعنده مدفــيها بحرارة جسمه ، و غمضوا عيــونهم ناعسين من بعد تعب نهار طـويل ، هي الاخرى
اللي سـدات جفونها بـابتسامة على ثغرها ..
نـهار جديد ، اصـبحنا و اصبح الملك لله
دازت يومـاين على ليلـتهم الاولى مع بعضياتهم مبين ليها كمية الحب دياله اتـجاهها و هنا عرفت انها اخـتارت الشخص الصحيح اللي عمرها اتـندم عليه طــول ما حـيات ..
كـانت باقية عايشة فـرحة عرسها وسط واحد الحب اللي دايـر بيها من كل جهة ، نفـسه الحب اللي كيمده ليها معتصم فكل موقف و كل كلـمة ..
لـكن معمر الفـرحة كـتكمل ، او سفن كتمشي بشـنو حتى كنتشهاو .. ديما كاين الـقرح و كـاين الـفرح ! كـاينين لحظات تنكونوا فيها فاوج سعادتـنا و اخرى غالب عليها تعاستـنا ، لكن مشيئة الله اقوى و اكبـر ..
فــفيلا الغفيـري – وســط المطبخ
السـاعة تسعود الصباح ، كانو جالسيـن تيفطـرو بعدما حضروه بـجوجهم وسط جو رومانـسي كان تيعامل بحال بنتـه ماشي فقط زوجته ، شافت معتصم جديد مختلف و بعيـد كل البعد على الاستاذ الغفيـري ..
و هادشي مكيخليها الا تزيد تبغيـه يوم بعد يـوم ، تـسمع صوت التيليفـون تيصونـي !
هزاتـه تتضحك بعدما شافت السمية كـانت جداها ، هازة فـيديها كاس ديال القهوة و كتهضر فـنفس الوقت مع معتصم .. حتى لـحظة عيونها تحقنـوا و بانت عليها الصدمـة ، طالقـة الكاس من يديها اللي جا طايح مشـتت فالارض لاشلاء
جملة وحـدة ترددت فـمسامعها هي صوت جداها كتبكـي و تقولها [ جري اجي .. جـدك تيـموت ]
معتصم اللي دار عندهـا مفزوع من صوت الانـكسار تيسولها مالها و هي فلسانها كلمة وحدة : [ جـدي ]
محستـش على راسها لا كـيفاش لبست حوايجها و لا كيفاش خرجوا من الدار راكبين السيارة لعندهم كانت فـعلا مرفوعـة ، فقط معتصم اللي تيحـاول يهدنها و يثبـتها ..
دخلوا للدار و طلعت تتـجري لبيتهم و كتدعي الله انها متكـونش تعطلات و دا مول الامـانة امانته !
باغية تسمع صوته و لـو مرة وحدة ، باغية تقوليـه انا مسامـحاك و تنبــغيك بزاف ، باغيـة تشكره و تشكره تـشكره حيث اكبر خير داره فيـها هو انه حبسها فالمغرب و قطع هويتها و خلاها تراجـع نفسها عوض متكون دبـا فايطاليا ، مـتبرجة و باقية معتنقة ديـن اخر و غير لاهيـة فالدنيا ..
حيث بـسبابه هو هي رجـعت الطريق المستقيم من بـعد الله اكـيد ، و بـسبابه تعرفت على معتصم و ها هو اليـوم بجنبها زوج و سنــد ليها .. حلات الباب مفـزوعة كتلقى الجـدة جالسة عند راسه و هو مرة يحل عينيـه مرة يـسدهم و يبقى جامد بلاصـته حتى تتقول انه صافي مـشا !
تنـهد بـصعوبة مقادرش يدوي ، كان حرفـيا كـيلفظ انفاسـه الاخيـرة ..
– سجود [ كـتبكي ] : جـدي ، متمـشيش عفاك !
– الحاج ادريـس [ بتلعـثم و لسانه ثقال عليــه ] : الاجـل وصل ا بنتي ، سامحيني ا بنتـي
– سجود [ عنقاته ] : انا مسامحاك … الإسلام علمني بـاللي المغفرة أكبر من الكبرياء ، و نـتا بغيتي ليا غير المصلحة ديالي .. متقولـش هاكا
– الحاج ادريـس : بـكيتك و حرحتـك ، [ سـكت لثواني تيحاول ينطـق ] محسيتش بيك كنت انانـي عليك
– سجود [ كـتبكي ] : مكـيهمش نسيت داكـشي ..
– الحاج ادريـس [ دور عيـنيه لجهة معتصم و هز يديه بـثقل مشير ليه يجي عنده ] : بنـتي امانة عندك ، تـهلا فيـها .. صونها متقلقـهاش و خليك بجنبها ، ما عندها حتى واحـد من غيـرك و جداها
– معتصم : متقولـش هاكا الحاج ، انـحطها فعيـني بـجوج و الى مقدوهاش نهزهـا فوق راسي
– الحاج ادريـس [ غمـض عيونه مبتاسم و نطق اخر كلماته ] : الله يـرضي عليك ، بـسلامة ..
فـديك اللحظة انـهارت بالبكاء لا هي و لا الحاجـة زبيدة اللي كتشوف زمـانها مشا و بقات وحيدة بعده !
معتصم اللي شاف دمعة نـازلة من عيونه عرفها دمعة الـوداع ، حاول يثبـت سجود و يحضر ليها عقلها حيث ماشي وقـت البكا هدا ، نـاطق كلامه
– معتصم [ عــنقها عنده ] : سجود ، شوفي فيـا .. خاصك تـشهدي ليه
شـدت يديه بـرجفة و هزت اصبع السبابـة ناطقة الشهادة فـنفسها و هي دموعها شـلال ، كـانت عارفة هاد النهار غادي يجـي من يوم سمعت كلامـهم و لكن ماشي بهاد الـسرعة !
– معتصم [ رجـع حضنها و كيـواسيها ] : سمعيني الـدموع مغاديش ينفعووه ، هو مـشا عند الله .. مشا للمقام الكـبير ، و حتى حنا ايجي نهار اللي نتلاقاو فيه سيدي ربـي خاصك تكوني فـرحانة ليه .. دبـا كيسالك الدعاء و الدعـاء بزااف
– القـارئ : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين ..
شاف فالرجـال جنبه منـهم معتصم و سفيان اللي صادف انـه كيعرف معتصم معرفـة سطحية و فايت تلاقـاو شحال هادي ، و بعض الشبـاب ..
– القـارئ : سيادنا خاصنا ناخدو المرحوم ندفنوه
غير سمعو هضرتو وقفو خارجين ، ربعـة الـشباب هازين محمل المرحوم و فالمقدمـة معتصم و سفيان ..
الموت مكتعرف لا صغير لا كبير اللي دار شي حاجة فيها مزية لحياتو أيتلقاها عند سيدي ربـي ، نهار كنتولدو كنتغطاو بليزار ابيـض ونهار كنموتو كنتغطاو بـكفن ابيض ..
الموت مكتعرف لا صغير لا كبير اللي دار شي حاجة فيها مزية لحياتو أيتلقاها عند سيدي ربـي ، نهار كنتولدو كنتغطاو بليزار ابيـض ونهار كنموتو كنتغطاو بـكفن ابيض ..
كندخلو علـى صوت زغـاريد حـبابنا و الفرحة بـالمولود الجديد و نـهار تنـمشيو كنخرجو علـى صوت القرأن و دموع الـفراق
حتى حاجة مـكتدوم للابـد فهاد الدنيا ، اي واحـد دار شي حاجة سوا زوينة ولا خايبة انتحاسبو عليها بقصد او عن غير قصد … فاللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عننا
ناس بحال الـنحل داخلين خارجين ، طبالي فـكل بلاصة جالسين فيهم العزاء .. محطوطين فـوق كل طبلة اطبـاق من حجم كبير ديال السمن و العسل و طبيسلات صغار فيهم تمر والشريحة ، صواني ديال الاتاي اللي كـتفرق من طرف طريطور على الناس …
– الـقارئ [ بصوت فيه خشوع يخليك مطمأن كيقرا القرأن ، مدة و ختـم بـالأية التاليـة ] : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ..
هز كفوفـه للسما و كيدعي مع روح الحـاج ادريـس : بـقــلــوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره اللهم اغفر له و ارحمه و اعف عنه و أكرم نزله و وسع مُدخله و باعد بينه و بين خطاياه كما باعدت بين المشرق و المغرب ..
– الجماعة [ هازين كفوفهم كيدعيو بـدورهم ] : أمــــــــيـــــــــن
الـوقت كيدوز طايـر ، صلاو عليه فالمسـجد و بعدها مشاو دفـنوه ، رجع للدار تيقلب عليها هي اللي مرمـية فحضن الجدة تتبكي مبغاتـش تسكت
خـداها من عند جداها و طلعو لبيت ديالها ، دار يديـه على ظهرها و معنقها ، حس باحساس غريـب اول مرة يخالج كيانـه ، و فرصة ليه يحس بيها و يـسمع أنينها و بـكائها من ديما كانت بعيدة عليه و تيبغي يواسيها و لكن مقـادرش !
كانت طافية بدون ذرة طاقـة ، جلس فوق الناموسية و حتى نعست حاطة راسها على رجليه ، رخف ليها الشال من فـوق راسها محيده مخلي خصلات شعرها الفحمية تبان و تنسدل على وجهـها ..
مد يـديه كيحك ليها فروة راسـها بهدوء بحال شي بنيتـة صغيرة فحضنه ، الحركة اللي خلاتها تغمض عينيها بـراحة و فنفس الوقت بدا تيجود القران بـصوته اللي كيبعث السكينة فالنفس
– معتصم : { ﷽ ، تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ (1) ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ (2) ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ (3) ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ (4)
وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ (6) إِذَآ أُلۡقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقٗا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ (8) قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ (9) وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ (10) – سورة الملك }
داز نـهار .. ثلات أيام .. سـبع ايـام و وصلات الربعين
دازت شهـر ونص ، نهار مـور نهار ، الدنيا طايـرة فرمشة عين كتكون فالبارح حتى تتلقى راسك اليـوم فالـغد ليه و الايام غاديـة .. واقف فـباب الفيلا تيتسـناها تخرج قدامه الفاليزات ديالها و ديـالو بقات غير هي تـجي ..
– معتصم : صـربي المرضية را الوقت غادي يمشي علينا ، مزال تابعـانا طريق طويلة فالطيارة ..
خرجات لابـسة عباية فضفافة و دايـرة حـجابها مقاداه و الابـتسامة على وجهها ، نـطقت فرحانة !
– سجـود [ هـزت جواز السفر مورياه ليـه ] : كنت تنـقلب على هدا ، شـيبني را البارج جبدتو من الصاك و نسيت فين وليت حطيـتو
– معتصم : مـاشي مشكل ، مزيان اللي لقيـتيه ..
– سجـود : عـرفتي انا فرحـانة و متحمسة نمشي للمقام الكبير و اخيرا غادي نزور الكعبة الشـريفة [ بـاسته فخده ] احسن شهر عسـل غادي يدوز ، شكرا ليك على المفاجاة ..
– معتصم [ بـابتسامة ] : تـستاهلي اكثر ، ربي يقدرنـي ديما نفرحك ..
– سجـود : اميــن ، غير وجودك بـجنبي مفرحني .. الله يحفـظك ليا من كل شر يا رب !
بــــعــــد مـــرور ســـبــــع ســـــنـوات
جالـس وسط الصالون فيـديه جورنـال تيقرا الاخبـار و ابـتسامته المعهودة ظهرت فـور ما شافها جاية ناحيـته ..
هازة فـيديها صينية فيها كـؤوس القهوة جوج ليها و لـيه و معاهم صحن ديال الـحلوة ..
حـطتهم فوق الطبلـة ، و جلست بـجنبه تياكلوا و هي مخـشية فحضنه !
– سجود : شـنو تتقرا ؟
– معتصم : غيـر الجورنال ، كـيف العادة ..
شويـة حتى تسمع صوت الغـوات و البـكا ديا بنت صغيرة جاية تتجـري ناحـية معتصـم !
– اينـاس [ بـبكاء ] : بــابــا ، هـضر معاااه تيقلقـني ديما و يدابـزني !
تسمع صوت كـيجاوب على كلامها من بـعيد ..
…… [ بـاستفزاز ] : كــتكذب ..
شافـوا ناحية البـاب ديال الصالة كان طفل ذكـر فنفس عـمر ايناس او بالاحرى التوأم ديالـها ..
نطق كل من مــعتصم و سجود فنفس اللحظة مخاطبينه بنظرة عتـاب
– معتصم و سجود : ادريـــــس !
[ ناض ناحيـتهم بجوج و جلسهم قدامه عاد نــطق ]
– معتصم : غادي تمشـيو تهزو ورقة و ستيلو و تكتبو فيه شنو المشكل ديالـكم هاد المرة بالتفصيل ، مفهوم
حـناو راسـهم متابعين ، و رجعوا دخلوا لبيـتهم ..
كل واحد فيـهم ، جالس قدام البيرو دياله و فيديه ورقـة و ستيلو متخشعين و منغمسـين فشنو تيكتبـو ..
طلت عليهم سجود مبتـاسمة بهدوء ، و رجعت عند معتصم للمكتب ديالـه ، اللي كـان كمل فطوره و تيقاد الحقيبة دياله و يتسـعد باش يخرج !
– سجود [ بـتساؤل ] : من ديـما كنبغي نسولك ، فاش تيتـناقشو ولادنـا فشي موضوع .. ديما ردة فعلك تتكـون نفسها و
تتطلب منهم يمشيو يكتبـو المشكل ديالهم و كل واحد من منـظوره ..
تـيساليو و تيجيبو ليك الورقة ، كل واحد منهم تيقرا عليـك المشكل من منظوره و حيث تتسـمع ليهم بتاني ، كتقدر تعرف التغرة فين او سبب المـشكل و حتى هما تيقدرو يلاحـظوه و تيطلبوا السماحة من بعضيـاتهم !
– سجود : بغيت نعرف شنو اللي كاين خلف هاد الفكـرة ..
– معتـصم [ بـابتسامة ] : هاد الطريقـة ، كتعلمهم ضـبط النفس و عدم الانفعـال ، كتعلمهم الاصغاء لـبعضياتهم و ادراك اخطائـهم بكل سهولة و نـزيدك كتعلمهم الهدوء و أنـهم يطلقوا يديهـم فالكتابة و طلاقة الكلام و الـفصاحة .. نـزيدك و لا بركة
– سجود [ بــرضى ] : لا كفـيتي و وفيتي ، كنحمد الله اللي رزق ولادي اب بحـالك ، الله يخليك لينـا ديما تاج فوق راسـنا ..
تقدم لجهتها بعدما سالا جمع اغـراضه و وقف حداها ، شد ليها راســها و بـاسها فـجبينها بحـب ..
– معتـصم : و يخليـكم ليا ديما ، كنبــغيكم
– سجود : امــين يا ربي ..
– معتـصم : انـا غادي نمشي للجامعة دبـا ، عندي محاضرة فـالظهر .. ردي البـال لراسك و للاولاد
– سجود : خود بالـك على راسك ، كنت بغيت ناخد اذنـك الى نقدر نخرج مع افـنان اليوما و نيت ندي الدراري يلعبـو و يفوجوا شـوية ..
– معتـصم : اه سيــرو غير متعطلوش ، نيت إيناس كـتـفاهم مع بـنتها اسراء و انا فالعـشية من مور الخدمة دايـر نتلاقا مع سفيان ، عـرفتي شنو .. غادي نتعشـاو مجموعين وجدوا راسـكم
– سجود [ باسـته فـخده ] : صـافي واخـا ا حـبيبي ..
– معتـصم : تــؤ تـؤ ، هـادي مكافياش !
شـافت فيه باستفهام قبـل متستـوعب ، كـان حط شفايفـه على خاصتها داخل معاها فـقبلة طويلة ..
قـطعات البوسـة بعدما خلاته يروي عـطشه ، نـاطقة ..
– سجود : صـافي باراكا ، ايجيو الولاد فـاي لحظة !
– معتصـم : مـشبعتش ، عمري غادي نـشبع منك و لكن فالليل مغاديش تهربـي مني ، هـاني مشيت و ردي البال
لـداكشي اللي فـكرشك ..
– سجود [ بـابتسامة ] : الله مــعاك ، كون هاني
#الــــــــنـــــــــــهـــــــــــــايـــــــــــــة.
{ شــــــارة النـهايـــــة }
BY : NAJLAE EL HYN { أفــروديــت }
“بــعد كـل الــظــلام ،
بعد كل الألم والضغوط …
وجدت هي .. أن الحقيقة كانت أقرب مما توقعت ،
و وجد هو .. أن الحب ســيكون طريقًا للإيمان …
جدٌّ نــدم ، و قـلبٌ تعلم !
و غــيبـوبة كانت بداية لصحوة …
في المستشفى، حيث القرآن ردد ،
كانت لحظة اللقاء بين الحب والإيمان ، لحظةٌ عادت فيها الروح إلى الحياة ، و تحققت فيها أمنيةٌ أخيرة :
السرطان كشف الحقيقة،
و الجدّ الذي أراد إصلاحها …
ترك لها درسًا قبل ان يرحل :
أن الخوف لا يبني، بل الحب هو الذي يصلح ..
و هو .. الأستاذ الذي كان النور في ظلامها، أصبح الشريك في رحلتها نحو الإيمان ..
في النهاية، لم تكن القصة عن الموت ، بل كانت عن الحياة
عن قلبين التقيا في ظل الظلام،
و وجدوا في الإيمان .. نورًا يضيء الطريق !
هذه قصة حبٍّ انتصر على كل الفوارق
قصة قــلبين ..
كتبا نهايةً مليئة بـالأمل و السلام ، لنهاية مشرقة ..